رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 4 - 1
قراءة رواية بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بدون ضمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع
في المساء، كانت تسنيم تجلس فوق المقعد الخلفي لمكتبها بالشركه تعمل، لكنها كانت مشوشه بالتفكير ولم تستطيع التركيز وكلما حاولت ان تصفي ذهنها ياتي في عقلها المحادثه التي دارت بينها وبين زوجه أخيها "ليان" فهي اعترفت امامها بانها خانت زوجها!
كان ذلك قبل أسبوع وبعدها لم تتحدث معها تسنيم ولا ذهبت لتراها مرة أخرى.. لتشرد في تفاصيل ذلك اليوم فكان حقا صدمه كبيره لها.
بعد أن اعترفت ليان بخيانتها،جاهدت تسنيم لضبط أعصابها لتفهم المسألة برمتها ، وعرف طبيعة حديثها الذي سقط مرة واحدة فوق رأسها دون مقدمات.. كانت مصدومة وبالرغم من قسوة الحديث إلا أن ذلك لم تستطع تسنيم أن تشعر بالآسى نحوها سوى لكونها تتحدث عن خيانتها إلي شقيقها بالنهايه حتى وان كانت صديقتها المقربه! والآن فقط قد تفهمت حال أخيها ولما كان محطم وحزين طول الوقت ويتهرب من الحديث دوماً معها.
اخفضت ليان راسها بإحراج شديد، وحرقت قلبها نظرات شقيقه زوجها وأشعلت روحها بعذاب الضمير. توترت أنفاسها، وسيطر الحزن على تعابير وجهها الذابل، وبدا صوتها مختنقًا
= ما تبصليش كده يا تسنيم عشان خاطري واسمعيني الأول مش قلتي هتسمعي مبرراتي مهما كان اللي حصل؟ انا الفتره دي اخوكي كان بعيد عني طول الوقت ومش بيهتم بيا وكان طول الوقت اهتمامه في شغله وبس وكان ناسيني وشايلني من حساباته، حتى البيت كان بيجي فين وفين كانه ضيف و بيزورني تقضيه واجب عشان يريح نفسه.. وانا والله العظيم حاولت كتير معاه عشان يهتم بيا بس كأن مش بيسمعلي مع الاسف .. انا حقيقي كنت عامله زي اللي كانت ما بين نارين! ما كنتش طايقه الوحده بجد، انا جربتها مره مع اهلي ومش عاوزه اجربها مره تاني مع جوزي .. وربنا شاهد انا حاولت كتير مع اخوكي باكتر من محاوله وطريقه عشان نرجع زي زمان بس كل مره كنت بفشل وهو مصمم يمشي في الطريق ده وشايف أن اهماله لي عادي ، حتى الكلمه الحلوه كان بيستخسرها فيا يا تسنيم أو ما كانش عنده وقت يقولها أصلا .
وعندما لاحظت صمت تسنيم من الصدمه، تنهدت ليان قائلة باستياء وبدأت ان تقص عليها ما حدث
= الحكايه ابتدت لما دفعه الجامعه اللي كنت معاهم زمان عملوا جروب على الوتس ووصلوا لي ودخلوني معاهم وانا قابلت الدعوه وكنت فرحانه ان انا اتقابلت مع اصحاب الجماعه من تاني والله العظيم ما كانت في نيتي حاجه وحشه.. وفضلنا نتكلم كلنا بنات وشباب مع بعض وكان كله مجرد كلام عادي وباحترام .. وفضلت في الوضع ده شهرين لحد ما في يوم اتفاجئت بطارق كان صديق ليا في الجامعه دخل يكلمني على الخاص ولقيته بيطلب مني مساعده؟ وأنا بنيه طيبه وفقت اساعده وما كانش في دماغي حاجه.. وهو كان عايزني اختار معاه هديه لمراته وقال لي ما كنتش حابب اتكلم في جروب الدفعة هناك عشان ما حدش يتريق عليا ولا يحرجني بكلمه وقال لي أنا فاكره أن انتٍ كان ذوقك حلو ولو ممكن تساعديني .
جف حلقها تمامًا من الندم والحسرة وهي تتذكر ما الذي حدث معها بالبداية حينها، وهمست بنبرة مقهورة
= بعد كده لقيته بيومين دخل لي خاص بيكلمني تاني؟ بس المره دي كان بيشكرني على الهديه ولقيته بعتلي رسمه ليا كان هو اللي راسمها تقريباً او ممكن كان بيكدب عليا وقتها مش عارفه، بس كانت شكلها حلو وجميل وانا فرحت بيها وقال لي اعتبريها شكر على انك ساعدتيني في اختيار هديه لمراتي .. بس وهو بيكلمني بريكورد بصوته كان باين عليه انه متضايق،سالته هي الهديه ما عجبتش مراتك حسيتك متضايق، وهو كانه لما صدق واتفتح وفضل يشتكي منها، ويقول لي انا تعبت معاها بعمل لها كل حاجه عشان تحبني وتهتم بيا بس هي مهملاني خالص ودايما مهتميه بالاولاد ونسياني وقال لي حتي الهديه اللي جبتهالها عشان نرجع نحب بعض من تاني ونقضي وقت لطيف لقيتها ما اديتش اهتمام كبير ليها ولا فرحت وشكرتني عليها لا دي سابتني ودخلت تنام .. و في وسط الكلام قاللي انا بفكر انفصل عنها انا ما كانتش دي الحياه اللي انا عاوزها وبتمناها معاها.. انا كنت عاوز حب واهتمام زي اول يوم جوز بس هي من ساعه لما خلفت وهي نسيتني خالص .
أخرجت زفيرًا مشحونًا من صدرها، ثم أكملت هامسًا بصوت متحشرج
= انا كنت ساكته وبسمعه و حسيت كانه بيتكلم عني وعن حالتي و غصب عني دموعي نزلت وانا حزينه عليه وعلى نفسي، بس حاولت اواسيه واقول له معلش حاول مره واثنين، وفضلنا كل فتره نتكلم كنت طول الوقت بسمعه وبحاول اخفف عن نفسي وعنه ، لحد ما في مره وسط الكلام غصب عني قلتله معلش هم للاسف لما بيعرفوا احنا قد إيه بنحبهم قوي بيركنونه علي الرف ومش بيهتموا بينا وبنبقى مجرد هامش في حياتهم.. سالني هو انتٍ كمان بتعاني من نفس اللي انا بعاني
منه؟؟ الإهمال!.
كانت تسنيم تستمع بوجه خالٍ من التعابير لكنها لا تصدق حقا ما فعلته ليان، فكانت تعلم انه يوجد شيء بينهما خطير حدث لكن لم تتوقع ذلك مطلقا، شعرت ليان بثقل في رأسها، فوضعت يدها على جبينها تتحسسه هامسة بصوت واهن وهي تتابع
= سكت شويه بس قلتله اه وابتدى يسالني.. حاولت في الأول اتهرب وما اجاوبش بس بعد كده ابتديت احكي انا كمان تفاصيل عن حياتي زيه وابتدى الكلام يجر بعضه لحد ما بقينا تقريبا نعرف حاجات كثيره عن حياه بعض، البدايه ما كانتش كده .. وما كنتش عاوزاه ده بس غصب عني اتسحلت ودخلت في الدوامه دي، وبقيت غصب عني بستنى مكالمته عشان اشتكي وهو يسمعني ويطبطب عليا .. و ساعات كان بيقول لي كلام حلو في وسط الكلام كـ تعويض على اللي أيمن ما قالوش .. يعني مثلا اقول له انا كنت مستنياه نحتفل مع بعض ولابسه ومتشيكه ومحضره الاكل اللي بيحبه بس جوزي ما اهتمش وكسر خاطري وسابني ومشي او دخل ينام وسيبني بعد ما اتججج باي حجه كالعاده.. يرد طارق ويقول لي ما تستنيش حد يعبرلك عن جمالك انتٍ جميله من غير حاجه.. انتٍ أفضل حد قابلته في حياتي.. اكلك اللي انتٍ فضلتي واقفه ساعات عشان تعملي اكيد هيكون جميل طالما من إيدك .. كفايه انك فكرتي وتعبتي عشان تفرحي غيرك .. انتٍ حلوه وتستاهلي تتحبي .
دققت تسنيم النظر في جفنيها اللذين كانا يتحركان بعصبية.. وقد رأت عبراتها تنسـاب ببطء لتبلل وجنتيها، كانت كأنها تصارع الأمواج العاتية بوهن كبير، وكلما نجت من واحدة، قذفتها الأخرى إلى مسافة أعمق في بحر أكثر ظلمة، كانت تتحدث بصوتها الضعيف بينما شهقات مكتومة تكافح للصعود
= هو دة غلط صح انا عرفت ده متأخر بس انا اعتبرته اخويا فعلا و ربنا اعلم وكنت فاكره أنه انسان محترم .. بس في نفس الوقت ضميره كان بيعذبني لأن مع اي كلمه حلوه بيقولها لي كنت بفرح ذي الطفله وانا مستغربه نفسي.. بس أيمن هو السبب وصلني لحرمان عاطفي وحش وكنت اي كلمه صغيره بسمعها بفرح بيها زي العيله الصغيره.. ياما قولته اهتم بيا شوية حطني في حساباتك قولی حتی كلمة حلوة انا ما كنتش عاوزه غير إهتمام هو ده كان صعب علي اخوكي ليه .
بكت ليان بقهر لعجزها عن تفسير مشاعرها عن أهمية احتياجها إلي اهتمام زوجها لها، وضرورة أن يحدثها بكلمات لطيفه كل فتره أن استطاع حتي، لكنها ببساطة لم تجد كل ذلك، وفي نفس الوقت بعد ما فعلته لم يشفق عليها احد مطلقاً، لتقول هاتفة بصوتها المبحوح
= الموضوع ده فضل حوالي خمس شهور لامه مكالمات على الوتس لأمه نتصل ببعض بس عمرنا ما تقابلنا، بس الوضع استمر ان أنا بحكي تقريبا كل تفاصيل حياتي لي واللي بكون مستنيه ايمن يقولوا لي؟ هو بيقوله طارق بدل منه وانا كنت بفرح أوي..وما كنتش واخده بالي من خطوره الموضوع وانه وصل بينا لفين؟ واخره اللي احنا فيه ده ايه؟ وان انا كده فعلا بخون ايمن؟ وطارق بيخون مراتة معايا؟ وطبيعي في اعجاب ما بينا ابتدأ يزيد وبقينا نستنى مكالمات بعض بلهفة .. وانا بصراحه لما كان بيحكيلي حاجه ضايقته من مراته كنت غصب عني كمان برد بدل مراته واقول له كلمه لطيفه..!!!
عجزت تسنيم للحظات عن الرد عليها بسبب فعلها المتهور والغير مراعية لمشاعر أخيها، لذا كانت تقف وعلى فوهة بركان يثور بحممه الملتهبة لكنها بصعوبة بالغة فضلت الصمت الآن حتي، بينما علقت غصة في حلق ليان وقد تذكرت إهمال زوجها نحوها وأسلوبه الجاف معها حتي أسرتها، لم يكن بقلوبهم أي اهتمام نحوها، أخفضت رأسها متخاذلة لتهمس بنبرة مختنقة
= في الوقت ده طبعا ابتديت انا اللي أهمل في ايمن في البدايه هو ما خدش باله ولا اهتم او كان مرتاح ان انا بطلت ازن عليه ، بس بعد كده لما حس اخيرا ان في حاجه ناقصه في حياته وان انا متغيره ابتدا يكلمني ويقرب مني شويه بشويه.. ممكن هنا ابتدت افوق شويه أن اللي أنا بعمله ده غلط وما ينفعش.. على طول كلمت طارق وقلت له احنا لازم نبطل نتكلم مع بعض تاني واللي احنا بنعمله ده إسمها خيانة .. وما ينفعش ولازم نوقفه عشان الموضوع ما يتطورش ويروح في حته ثانيه وما نعرفش نلمه ونندم بعد كده .
صمتت لثوانٍ لتُشحن الأجواء أكثر، ثم تابعت بنبرة حزينة للغاية دون أن يطرف لها جفن
= بس وقتها جاوبني رد استغربته وما توقعتوش قالي بسيطه نطلق احنا الاثنين ونتجوز !! من الصدمه قفلت التليفون وما عرفتش اجاوب وابتديت اراجع كل المحادثات والمكالمات ما بينا وركزت في كلامي انا بالذات معاه؟ وابتدي استحقر نفسي واقرف.. انا خنت أيمن فعلا وهو ما يستاهلش مني كده حتى لو اهملني!! انا مش كده.. انا مش ست وحشه .. مسحت كل حاجه وبعتله اخر رساله انا مش هتطلق من أيمن ولازم نبعد عن بعض ونوقف القرف إللي احنا بنعمله ده، كفايه احنا اتمدنا قوي ولو كملنا هنغلط اكتر .. ما استنتش رد منه وعملتله بلوك وحاولت ارجع اهتم لحياتي تاني مع أيمن واركز على اللي ضاع مني واحاول اكفر عن الذنب اللي عملته
بس بعد أسبوعين بالظبط لقيت ايمن رجع من الشغل بدري وكان معاه صور من المحادثات اللي كانت بيني وبين طارق ؟؟ حد حب يعمل خير وينبهه بس ما اعرفش مين؟ اللي قهرني وحسسني بالذنت اكتر ان أيمن وهو بيواجهني بالرسائل كان واثق ان دي مش الحقيقه وحد بعتله عشان يوقع بينا .. احساسي بالذنب والندم وقتها لقيت نفسي بعترفله بكل حاجه عملتها من البدايه وما قدرتش اخبي عليه اكتر من كده ؟.
واخيرا تحدثت تسنيم وجزت على أسنانها قائله بحنق واضح
= كانت رده فعله عامله إزاي وقتها؟.
ردت عليها بصوتها المنتحب وهي تكفكف عبراتها بكفها بحسرة
= شفت قدامي راجل مكسور هو حاسس بالاهانه من مراته اللي خانته وضيعت الثقه اللي ما بينهم، و رغم ان انا ما بحبش رد الفعل دي بس كان وقتها نفسي يضربني عشان افوق من اللي انا عملته واتحاسب؟ بس ما عملش كده وقاللي كلمه واحده بس (ليه) ؟؟ وانا ما قدرتش ارد وفضلت اعيط وهو مشي وسابني ومن وقتها ده الحال ما بينا.. وانا بحاول اتاسف وانا ندمانه على اللي عملته بس هو رافض يسامحني .
طعنات تلقتها ليان من الأقرب إليها، وهي التي لم تعامل أي منهم بالسوء، ذنبها الكبير، بل جريمتها الفادحة أنها أرادت فقط أن تحظى بعائلة أكبر واهتمام وحنان وحب، وفي مقابل هذا خسرت ما بقي من كرامتها ناهيك عن الإساءة إلى تعرضت لها، ابتلعت مرارة الإهانة بقهر عاجز، وكسى الحزن وجهها
= تسنيم انا مش بحكيلك كل ده؟ عشان ابرر غلطتي لا! انا بنفسي بقول لك انا غلطانه كانت لحظه ضعف مني وغصب عني اتمديت وانا مش واخده بالي بعمل ايه؟ ارجوكي سامحيني وقولي لي اخوكي انا والله العظيم ندمت اوي ومش عارفه أسامح نفسي حتي ولا بعرف انام كويس من عذاب الضمير ومن اللي عملته في أيمن.. أنا اسفه بجد وعارفه حتي إني ما استاهلش تسامحوني .
= رايحة فين يا تسنيم؟
تساءلت ليان بتلك العبارة بلهفة بعد أن رأتها تنهض عن الأريكة لتحمل حقيبتها بكل هدوء وصمت وتتجه بها نحو باب المنزل.. لكن لم تلتفت نحوها واكملت طريقها.
اتسعت حدقتيها ليان على الأخير حتى كادتا تخرجان عن محجريهما، هي نالت ما تستحقه عن جدارة يكفيه رؤية تلك الاحتقار في عينيها لتشعر بقيمتها الحقيقية.. للحظات شعرت بارتخاء ساقيها وعجزها عن الوقوف من قوة تأثير الألم، لتسقط فوق الأريكة تبكي بحرقة شديدة.
❈-❈-❈
وقف سالم أمامها مطأطأ الرأس نحوها وهي لم تشعر بة وكانت شارده في معاناة شقيقها مع زوجته حتي أنها سقطت دموعها من عينها بحزن تجاه أخيها، بينما ظل وجهه متجهمًا و
تجهمت قسماته أكثر وهو يردف بصوت ساخراً
= يااه واضح انه مزعلك قوي كده، بقيلي نص ساعه عمال انده عليكي وانتٍ ولا هنا وكمان لاحظت انك بتعيطي
انتفضت تسنيم من مكانها بذعر حقيقي فهي لم تشعر به قط، ثم تنحنحت هاتفًة بصوت متحشرج
= هاه انا اسفه حضرتك.. ما اعرفش ما سمعتكش خالص ازاي
حذرها سالم قائلًا بلهجة شديدة
=يا ريت تعرفي تفصلي بين أمور حياتك الشخصيه وشغلك هنا يا استاذه، كلنا بنيجي هنا و حياتنا في البيت شبه بايظه بس لازم نتجاهل كل ده وننسى اول ما بندخل الشركه، ونركز في مشاكل الناس اللي بتيجي هنا تستنجد بينا .
اغمضت عينيها للحظات فليس وقت اسلوبه البغيض ذلك معها الآن وهي بتلك الحاله، لتردف تسنيم بتوتر شديد و خجل
= حضرتك فهمتني غلط انا بس عندي مشكله بسيطه مع واحده صاحبتي و..
قاطعها سالم قائلًا بصوت مزعوج
= مش عاوز اعرف تفاصيل حياتك، انا كل اللي محتاجه منك انك تركزي في شغلك وبس ! اتفضلي قومي اغسلي وشك ورجعي الملف ده
هتلاقي في قضيه عن بنت اغتصبت في المستشفى اللي كانت بتشتغل فيها ممرضه، هي القضيه تبان شبه بسيطه وكل الادله واضحه ..
حدف الملف فوق الطاولة أمامها ثم زادت نبرته قسوة وهو يتابع
= بس اكيد انتٍ عارفه ان القضايا اللي من النوع ده بتبقى عامله زي البحر تبان هاديه من بعيد لكن لما تقربي وتعمقي فيه بيبين مدى صعبته ،عشان كده عاوزك تركزي في القضية وتنسي مشاكلك العائليه وما تفكريش فيها هنا تاني مره ..و بعد كده شوفي هتتواصلي مع البنت الممرضه دي إزاي عشان القضية و الاجراءت
هزت رأسها تسنيم عدة مرات بالموافقة لتقول بصوت مخنوق
= تحت أمر حضرتك حاضر
❈-❈-❈
بداخل مكتب المأمور، ركض حسام بلهفة إلي حضن والدتة يضمها وهو يرتعش بشدة و جسده كله ينتفض خوفًا كأن في حالة مزرية للغاية حقا، ثم أبتعد عن والدته مرددًا بتجهم
= ماما انتٍ فين وسايباني هنا، انتٍ مش وعدتيني هتطلعيني من هنا باي طريقه سايباني ليه كل ده؟؟ انا بتعذب هنا أبوس ايدك اعملي حاجه .
هزت رأسها نافية مجيبة إياه وهي تتنهد بعصبية حادة
= ومين قال لك ان انا ساكته انت مش عارف انا بعمل ايه كل يوم مع اعمامك عشان يرضوا يساعدوني.. عارف بسبب عملتك دي عمله فيا ايه، انا اتبهدلت من تحت رأسك
ثم نظرت إلي أبنها بشزرًا، و اردفت متسائلة بخوف كبير وهي تتراجع للخلف لتراقب ردة فعله بشك
= قولي صحيح؟ هو انت قربت من البنت الممرضه دي فعلا و اغتصبتها؟ قولي الحقيقه عشان أعرف أساعدك واياك تكذب عليا انا كمان زيهم.. انا اكتر واحده عارفاك كويس
ليصمت حسام ولم يستطع أن يتحدث و رمش بعينيه بتوتر، وظل يفرك أصابع يديه بحركة عصبية من الارتباك، بينما تفهمت والدته علي الفور الإجابة لتصيح به معترضة على تصرفه الأحمق وهي تضرب علي صدرها بخوف وغضب
= يا مـصيـبتـي يبقى عملتها طالما سكت .. يا ابني حرام عليك ليه كده؟ ليه تضع عمرك بالشكل ده؟ انت عارف القضايا اللي ذي كده الحكم بيكون فيها ايه؟ إعدام ؟؟
جف حلقه تمامًا من حديث والدته المرعب، وهمس بنبرة مذعورة
= يا نهار أسود ايه! إعدام؟؟.
صمت ثواني وهو يتخيل حبل المشنقة الملفوف حول رقبته بقوة، ليشهق حسام كلماته وكان على وشك البكاء وهو يتوسلها بصوت متقطع
= ماما انتٍ مش هتسيبيني صح .. ماما اوعي تتخلي عني انت كمان ، أنا الله ندمت وكانت لاحظت تسرع مني ومش هعمل كده تاني .. بس لازم اخرج، انا مش هضيع عمري كله هنا
اعملي أي حاجه.
❈-❈-❈
في منزل سميحة، ضغط أسر على شفتيه مرددًا بعدم فهم وملل
= يا ماما ممكن تسيبيني في حالي بالك اكتر من ساعتين عماله ترغي في كلام انا مش فهمه ولا عارف ليه بتقولهلي دلوقت! عارف ان فريده داخله على مشاكل كتير صعبه من غير ما تقولي وان اللي هي فيه صعب حد يتحمله بس مش فاهم انتٍ عاوزه توصلي لي ايه من ورا كلامك ده
ردت عليه بعبوس
= يا ابني انا مش بتكلم على فريده وبس انا بتكلم على اللي حواليها يعني انت مثلا شايف انك هتقدر تستحمل تتجوز وتربط حياتك بواحده كل الناس عارفه ان في واحد غيرك لمسها ؟
صاح معترضًا بشراسة
= في ايه يا ماما ما تحاسبي على كلامك انتٍ ليه بتتكلمي كأن الموضوع حصل برضاها ما كلنا عارفين انه غصب عنها
ردت عليه سميحة بجدية
= عارفه انه كان زفت غصب عنها بس مش ده اللي اقصده اسمعني للاخر وافهم كلامي انا عاوزه مصلحتك، وعاوزه افتح عينك على حاجه انت مش واخد بالك منها.. يا ابني انت اكيد هيجيلك يوم و مش هتستحمل نظرات ولا كلام الناس ، حاول حتى تفكر كده بينك وبين نفسك، الناس كلها خلاص تقريبا بقيت عارفه ان فريده ما بقتش انسه! وفي واحد اغتصبها وهي دلوقتي رافعه قضيه عليه و واحده واحده الكلام هينتشر في التلفزيون والصحافه هتقدر تمشي في الشارع؟ طب بلاش دلوقتي لما تتجوزها حياتك هتكون عامله معاها ازاي؟ و لما تخلف منها! ولادك هيستحملوا حاجه زي كده خصوصا لما يكبروا ويعرفوا الفضيحه إللي حصلت وكلام الناس اللي عمرها ما بتنسى
ليحدق في وجه أمه بنظرات معاتبة هاتفًا بامتعاض
= انتٍ عاوزه توصلي من ورا كلامك بايه يا ماما؟ ان اسيب فريده في وضع زي ده واكون ندل معاها، مش راجل انا عشان اعمل حاجه زي كده معاها وهي في اكتر وقت محتاجاني .. وكله اصلا من الزفته الممرضه اللي جاتلك هنا ،اكيد هي اللي قالت برضه للناس اللي في الشارع والكلام ابتدا ينتشر ما بينهم .
ضحكت سميحة متهكمة وهي ترد بنظرات ذات مغزى
= وهي الست كانت عملت ايه غلط هو انت ما اخذتش بالك ان محدش فيهم فكر يقول لنا على اللي حصل لفريده؟ ما فهمتش كان في دماغهم ايه؟ أصلك طيب يا اخويا دول اكيد كانوا عاوزين يداروا على الموضوع ويعملوا ليها عمليه ولا اكني حاجه حصلت ويشيلوك انت الليله ..
ثم تشكل على ثغرها ابتسامة ساخرة وهي تضيف بحزم
= طب تقدر تقول لي ما حدش منهم ليه فكر يقول لنا الا لما إحنا عرفنا بالصدفه من الممرضه اللي كانت بتشتغل في نفس المستشفى اللي بتشتغل فيها فريده وحصلت لها الحادثه ؟
ضاقت نظراته علي والدته بشك اصبح يتسرب داخله وهو يقول بتوجس
= ما اعرفش ما قالوش لينا ليه علي طول؟ بس اكيد كان عندهم سبب! واكيد كان هيقولوا لينا في اي وقت، بس مستحيل كان هيعملوا اللي انتٍ بتفكري فيه ده حتى لو كانت في دماغهم كده فريده ما كانتش هتكذب عليا انا واثقه فيها .. ومن فضلك بقى يا ماما اقفلي على الموضوع ده .
لتلاحظ بعدها توتر أبنها وقد بدأ يفكر في الموضوع بشكل اخر؟ بسبب حديثها حول حياته القادمه مع فريده بعد حادث اغتصابها، مسح على جبينه بضيق شديد وهو يتنهد بعمق، بينما وقفت قبالة ابنها لتنظر مباشرة في عينيه وهي تتحدث بجدية تامة
= انا مش قصدي حاجه وحشه بس ماهواش عيب ولا غلط لو مش قادر تستحمل الوضع ده انك تقول من البدايه احسن ما تعلقها بيكٍ اكتر وبعد كده تندم و وقتها مش هتعرف تسيبها وتمشي .. لكن دلوقتي تقدر تبعد لو عاوز ؟.
❈-❈-❈
انتبهت حسناء إلى الكلمات التي قالها زوجها بثقل وهو حتى الآن لا يصدق طلب رب عمله، فتهللت أساريرها حينما أخبرها زوجها بأن زاهر قد طلب يد شقيقته للزواج ولم تكن غيرها شقيقته الصغيره "مهرة" وبلا تردد اتجهت إليه وهي تهدهد رضيعتها النائمة بين ذراعيها وتسارعت أنفاسها من فرط الحماس العجيب، وهتفت صائحة بصوت مفتعل
= قلت ايه؟؟ عيد الكلام اللي انت قلته من تاني كده؟؟ انت اكيد بتهزر صح اوعى تكون بتكذب عليا وبتشتغلني يا أنس
احتدت نظراته للغاية، وهتف بصوت متحشرج بحذر
= يا وليه وطي صوتك لحد يسمعك وانا ههزر معاكي في حاجه زي كده ليه؟ زاهر بيه بنفسه طلب أيد مهره للجواز مني وقال لي لو وافقت همسكك محل من محلاتي وتبقى انت الريس على العمال كمان
بدأت السعادة الغامرة على تعابير وجه حسناء عقب جملته تلك، فصاحت بفرحه كبيرة بالغه
= والله هاين عليا اقوم ازغرط من الفرحة واتحزم مش مصدقه اخيرا ربنا هيتوب علينا من الفقر ده ونقب على وش الدنيا، يا حظك ويا هناكي يا حسناء بكره هيبقيلك بيت ملك وخدامين يخدموكي
رمقها أنس بنظرات مزدرية وهو يرد باقتضاب
= ايه اللي انتٍ بتقولي ده هو انتٍ مفكره ابويا هيوافق ولا حتى مهره هو انتٍ مش واخده بالك من فرق السن اللي بينهم ده كبير قوي، ده انا من صدمتي فضلت أسأل زاهر بيه ثلاث مرات هو اللي انا سمعته ده صح وما عرفتش اجاوبه ومشيت، انا فرحت زيك في الاول بس بعد كده اتعكننت لما افتكرت ابويا ومهره انهم اكيد مش هيوافقوا .. وبيني وبينك هي ما تنفعش البنت صغيره قوي عليه ده لو كان ربنا كرمه وخلف كان زمانة معاه عيله قدها
ضاقت نظرات حسناء للغاية، واكفرت وجهها وهي تجيبه بصوت مغتاظ
= هم مين دول اللي مش هيوافقوا هو انت بعد ما تفرحني وتعشمني تقول لي انسي؟؟ لا ده كان زمان.. اسمعني انت بقى كده وانا هجيبلك من الاخر وهخلي ابوك بنفسه هو اللي يقول لي جوزها وخلينا نخلص من همها
واذا كانت على اختك مهره من امتى والبنات ليهم راي في الجواز بعد موافقته وماشوره ابوها.
أشــار لها بعينيه متساءلًا بنبرة جافة مستفهمًا
= انتٍ ناويه على ايه بالظبط يا حسناء؟ هو انتٍ مش عارفه ابويا ودماغه هو صحيح جوز البنتين الكبار وهم صغيرين بس واحده كان عندها ١٦ والثانيه ٢٠ سنه وكان الفرق بينهم وبين اجوازهم ١٠ سنين بس لكن دول ٣٠ سنه
بحالهم
ثم تابع حديثه وهو يهز رأسه قائًلا بجدية
=مش هيرضى .. ده ابويا وانا عارفه اذا كان مش راضي يخرجها من التعليم ويوفر فلوسها لينا
نظرت له شزرًا من إجابته لتقول بجفاء
= ما قلتلك انا هجيبلك الناهيه بس انت امشي ورايا وانا هخليك ينوبك من الحب جانب!! مبدئيا كده لو اللي اسمه زاهر ده فتح معاك الموضوع تاني؟ قول له أصل أبويا بيفكر وشكله كده هيرفض، بس قول له ما تقلقش وسيبني مهله الين دماغة ده أبويا وانا عارف مدخله منين ، بس ابقى افتكرني باي حاجة كده ..
ثم جلست جانبه وهي تبتسم بسعادة كلما تخيلت حياتها بعد تلك الزيجة والعز الذي ستعيش به، لتهتف بتلهف أعجب
= وخلال المده دي انا هقول لك الخلاصه .
ثم تجهمت قسمات وجهها، وهتفت بغيظ حانق وبنبرة مليئه بالحقد والطمع
= والله واتفتحتلك طاقه القدر يا مهره يا بنت المحظوظه .
❈-❈-❈
أصدرت أنينًا خافتًا وهي تتحرك فوق فراش بغرفتها بالمنزل بضعف، ثم حركت رأسها للجانبين ناظرة حولها بأعين زائغة فمنذ ان عادت الى منزلها وتركت المشفي وهي حبيسة في غرفتها بعيده عن نظرات الجميع، ولا تريد ان تخرج وتقابل أحدهما، لا تعلم لما لا تريد ان تتقابل مع أحد ربما لا تريد ان ترى اي نظره عطف منهما ...أو حتي شماته! حتى أسرتها تهرب من نظراتهم لها دوما؟ التي أصبحت لا تعرفها هل هي نظرات عطف؟ أم نظرات غضب! لا تعرف مصدرة، أما عن خطيبها فهو المحور الأساسي في حزنها فأحيانا يجيب عليها وأحيانا اخرى يتجاهلها اصبحت في حيره من أمره؟ هو خاب ظنها تماماً حقا، لكنها تحاول أن تضبط أعصابها معه
فربما لديه أسبابه التي لا تعرفها حتي الآن؟ وكأنه غير مكترث بما المها، تتمنى لو تركت مشاحناتها جانبًا وفكرت بتعقل بما يفعله بها.. ربما حينها تفهم أمره ولما تغير معها هكذا لتكتشف بتأنٍ ما يكنه من مشاعر لها، لكن مشاعرها لا تزال هي المحرك الأساسي لها.
تنهدت بعمق مخرجة ثقلًا كبيرًا مليئًا بالهموم يجثو على صدرها، لا تصدق لما أبتعد عنها بهذه السهولة فجاه دون مقدمات؟ فعندما كانت تشعر بانة بحاجة إلى مسانده كانت أول الناس جانبه لتخفف عنه ، إذن أين هو الآن؟
هي لم تضمد جروحها أو كدماتها البارزة على وجهها كلها حتي.. فهل تستحق منه هذه المعاملة القاسية؟
بقيت فريدة في مكانها جالسة على الفراش شاردة في عالم أخر.. لكن احتدت ثروتها المكتومة بداخلها فجاه، واصطبغ وجهها بحمرة مبالغة وهي تتذكر المواجهه التي كانت بينها وبين مغتصبها في مكتب الضابط ؟!.
وقف حسام ببرود عكس موقفه بالاول حينما كان يمتلكة الخوف والقلق، لكن يتذكر جيد مقابلته مع والدته قبل أيام حين اخبرته بما ابلغها المحامي به؟ وهو أن ينكر فعلته بكل قوه وثقه أمامهما مهما حدث، نظرت فريدة له بأعينها الدامعة دون أن ينبس ببنت شفق نحوها، ثم أخرج زفيرًا مزعوجًا من صدره وهو يقول بغموض مقلق
= انا لسه مصمم على كلامي يا حضره الظابط انا ما اعرفهاش واول مره اشوفها دلوقتي ، وما قربتش منها زي ما هي بتتهمني
كأنوا يتبادلان النظرات بغضب شديد كلا منهما والعبرات سقطت لدي فريدة وهي كالمشاهد الصامت. بينما شعرت بدمائها المغلية تحرق روحها من الداخل، فهتفت بانفعال ثائر
= كذاب .. والله العظيم كذاب ما تصدقوش يا حضره الظابط ده يعرفني كويس اوي، وهو اللي اعتدى عليا اليوم اللي اتاخرت في ، في المستشفى
فرك حسام طرف ذقنه بكفه دون أن يعقب، وأبعد نظراته عنها نافخًا بتبرم
= انا ما اعرفش ليه مصممه ان انا اللي اعتديت عليكي مع أننا ما نعرفش بعض قبل كده، شكلك كده عاوزه ترمي بلاكي عليا عشان عاوزاه قرشين ،وعاوزه تضيعي مستقبلي
نظرت إليه بسخط و اشمئزاز فهمست من بين شفتيها بصوتها المبحوح
= انا برده اللي عاوزه اضيع مستقبلك يا زباله يا واطي، واللي انت عملته فيا ده تسميه ايه؟
يا أخي حسبي الله ونعم الوكيل فيك عملتلك ايه عشان تعمل فيا كده وتضيعني .
لكنه ظل ينكر فعلتة ببرود مستفز جعلها تشعر بالغضب الشديد والقلق ثم أفاقت من شرودها به ليسيطر عليها الغضب المتعصب، في حين أقتربت منها والدتها وهي تحمل صينيه الطعام لتقول بصوت حنون
= يلا يا فريده عشان تاكلي لقمه وبعد كده نروح نلحق ميعاد المحاميه اللي هنقابلها النهاردة .
تأوهت وهي تعتدل فوق الفراش، ثم ابتلعت ريقها وهي تقول بنبرة ثقيلة واهنة
= ما ليش نفس يا ماما
تشكلت علامات الانزعاج على وجه خيرية، فسحبت نفسًا عميقًا، ثم زفرته على مهل وهي تقول بتجهم
= ما فيش حاجه اسمها ما ليش نفس هو انتٍ يعني لما تبطلي اكل و تموتي نفسك من الجوع
هو ده الحل، قومي واستهدي بالله وسيبي ربنا يحلها من عنده وادينا بنعمل اللي علينا.
❈-❈-❈
وقف زاهر على عتبة منزل زوجتة الأول مترددًا في الطرق، فقد جاء و أراد أن يخبرها بأنه انفصل عن زوجتة التي تزوجها قبل عده أشهر سابقه ولا يعرف رقم هذه الزيجة بسبب عددهم الكثير، فهو لديه أمل بسيط بأن عندما يخبرها بطلاقه سوف تعود اليه نادمة و مذلولة كما كأن يتمنى؟ لكن ربما يخيب ظنة و يحدث اشتباك محتد كالعاده بينهما.
سمع أصواتًا تأتي من الداخل، فضغط على شفتيه بقوة لا بديل عن التراجع الآن، هو قد جاء، ولن يضيع الوقت في تفكير عقيم ومتردد،اخذ نفسًا عميقًا ثم طرق الباب وانتظر لحظات حتى فتحت له، حدقت فيه وفاء زوجتة الأول بتعجب وقلق، بينما لوى زاهر ثغره مرددًا بنبرة تحمل السخرية
= ازيك يا وفاء اخبارك ايه؟ ايه مش هتقولي لي ادخل
نظرت إليه بفتور وهمست بتضرع
= عاوز ايه يا زاهر اللي فكرك بيا دلوقتي؟ مش كان ربنا هداك وبطلت تيجي وتزورني وتنطلي كل شويه
أجاب زاهر بتهديدة الساخط هاتفًا وهو يشير بيده
= اتكلمي عدل يا وفاء معايا هو انتٍ ناسيه انكٍ لسه على ذمتي وانا جوزك ولا ايه؟ واجي وقت ما اجي وبراحتي
لتطالعه بنظرات نارية ثم كزت على أسنانها هاتفًة بحنق
= لا مش براحتك عشان انا متفقه معاك من زمان على الطلاق ولما رفضت تطلقني قلتلي هسيبك على ذمتي زي البيت الواقف عشان ولا تعرفي تتجوزي ولا تعيشي حياتك زيي وساعتها هترجعي لي زي الكلبه وتبوسي ايدي عشان ارجعك واللي غيظك بقى ان انا بعدت وسبتك ولحد دلوقتي ما رجعتلكش ومش هرجعلك يا زاهر .. حتى بطلت تبعتلي فلوس عشان تلوي دراعي وارجعلك لكن ربنا كرمني و اشتغلت من بيت ابويا الله يرحمه وما طلبتش منك حاجه وانت رحت اتجوزت بدل المره عشره وكل شويه تتجوز و تطلق.. يبقي عاوز ايه مني؟
نفخ بعصبية قبل أن يصيح بغضب ضاغطًا علي كل حرف يخرج من ثغرة
= عشان ما اتخلقتش الست اللي تقول لي زاهر طلقني او لا ؟! يا وفاء و انتٍ الوحيده اللي طلبتيها ومش بس كده رحتي كمان ترفعي عليا قضيه خلع في المحاكم بس لما هددتك باخوكي اتنازلتي وخفتي عليه، وانا حاولت اسامحك واديكٍ فرصه ثانيه بس اتبطرتي عليا وقلتلي لثاني مره لا !! وسبتي البيت وقعدتي في بيت ابوكي .. قلت لنفسي سيبها شويه وهي هتعرف مصلحتها وهترجع من نفسها واديكي بالك اكتر من سبع سنين ولسه مصممه على اللي في دماغك.. يبقى ده اسمه اية يا محترمه يا بتاعه الاصول لما بقالك سبع سنين سايبه جوزك ومش بتسالي فيه .. دي أقل حاجه كانت من حقي إني اتجوز وقت ما أحب
طالما الهانم مش بتسال في جوزها وبتخالف شرع ربنا .
اعترضت وفاء على دفاعه الدائم عن نفسه و المبررات الوهمية التي وضعها حتى يحلل لنفسه ما يفعله وكأنه ملاك منزه عن الأخطاء، لتهتف بنبرة حزينة للغاية وضعيفه من الاوجاع
= إسمه ان تعبت وعاوزك ترحمني!! هي في واحده تستحمل اللي انا استحملته معاك كل يوم اهانه وضرب وقله قيمه ومعايره عشان مش بخلف، حاولت كتير معاك نعيش بالمعروف لكن انت واخد انك لازم تذل اللي قدامك وتحسسه انه اقل منك، زعلان عشان قلتلك لا؟ ومش عاوزاك طب ما تسأل نفسك عملت ايه فيا عشان اسيبك واضيع من عمري سنين على الفاضي ومعيش حياتي قصاد انك تبعد عني وتسيبني في حالي ، ورضيت اكون على ذمتك والاسم متجوزه بس وانت اهو عايش حياتك وكل يوم تتجوز وتطلق.. وانا بدور على اي لقمه حلال أكل بيها عيش عشان ما اموتش من الجوع ولا اتحوج لواحد زيك .. ما تسيبني في حالي بقى يا اخي وارحمني
استشاط زاهر من ردها العنيد، وصاح منفعلًا
= كنت فاكر أنك عائلتي يا وفاء بس لسه دماغك ناشفه ومش عاوزه تلين، انتٍ حره اديك قلتيها بنفسك انتٍ اللي بتخسري .. انما انا هفضل عايش لحد ما اذل فيكي واعرفك ان الله حقك وان مكانك الاصلي تحت رجلي ..
تابع يرسم على ثغره ابتسامة شماته وهو يضيف بحسم و بتهكم
= ولمعلوماتك انا حاليا مطلق بس هتجوز قريب تاني وانتٍ خليكي كده عايشه بتشحتي اللقمه من الناس بعد ما كنت معيشك في عز اهلك ما يحلموش بيه .