رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 4 - 2
قراءة رواية بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بدون ضمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع
الجزء الثاني
❈-❈-❈
في المكتب، مــدت تسنيم يدها لمصافحة فريدة وهي تقول بإبتسامة هادئة
= ازيك يا فريده مش اسمك فريده برده؟ عامله ايه طمنيني عليكي يا رب تكوني بخير
بادلتها فريدة المصافحة بقلق بالغ دون أن تجيب عليها، بينما عادت لتجلس مكانها وهي تنظر الى هاتفها مطولاً بخيبة امل فهي كانت بانتظار خطيبها أسر حتى ياتي ويحضر معها ذلك اللقاء ويدعمها، لكنه لم يظهر و لثاني مره يخلف وعده معها ولا ياتي؟ أصبحت حقا لا تفهم تصرفاته الغير مبرره؟ هل هو يريد ان يكمل معها ذلك الطريق ام سيتركها ويرحل، لكن عندما قابلها المره السابقه وعدها بانه لم يتركها مهما حدث! عقدت تسنيم حاجبيها بتعجب من صمتها وهي شاردة بهاتفها، و تساءلت باستفهام
= لو عايزه تتكلمي في التليفون ونرجع نكمل مع بعض تاني ما فيش مشكله اتفضلي
أخفضت رأسها وهي تشعر بالضعف لتهمس بنبرة مختنقة
= هاه لا أبدا .. وشكراً لسالك انا كويسه او بحاول ابقى كويسه
نظرت لها بهدوء قبل أن تجلس وتتحدث معها بجدية
= تمام انا اسمي تسنيم هكون المحاميه المسؤوله عن قضيتك من النهارده، مش عاوزاكي تخافي من اي حاجه وان شاء الله حقك هيجيلك ، مالك خايفه ليه ما تقلقيش انا لما اطلعت عن القضيه اخذت بالي ان احنا وافقين قدام شخص اقل ما يتقال عليه انه جبان وحقير، وبعدين انتٍ اللي معاكي الحق .. اهم حاجه لازم تثقي في نفسك اكثر من كده وما تخليش حاجه تهزك مهما حصلت
تراجعت فريدة برأسها للخلف وحدقت فيها مدهوشة بغرابة وقد أصابتها بالتوتر بسبب حديثها، لتقول وحاولت أن تبدو صلبة وهي ترد
= هو في حاجه ممكن تحصل اكتر من كده؟
ردت عليها تسنيم بجدية وهي مسلطة أنظارها المهتمة عليها
= حاجه واحده؟؟ حاجات و لازم نكون مستعدين ليها عشان ما يسبقناش باي خطوه، اللي زي دول لازم تتوقعي منهم اي حاجة تخطر على بالهم هيعملوها قصاد انهم يطلعوا من القضيه ومانقدرش نمسك عليهم حاجة
علقت غصة في حلقها وقد تذكرت تلك الذكرى العنيفة معها حينما اغتصبت دون رحمة و لم يكن بقلبه أي شفقة، فبالتاكيد سيلجأ شخص مثله الى حلول غير قانونية و متهورة، ثم تابعت تسنيم حديثها بغموض هاديء
= فريده انا مش عاوزاكي تخافي و صدقيني انا لو عليا هعمل كل ما بوسعي عشان اجيبلك حقك.. بس قصاد كده عاوزه منك حاجه واحده بس؟ مش عاوزاكي في اي لحظه او تيجي في نص الطريق تقفي وما تقدريش تكملي، طالما بداتي يبقى لازم تكملي للنهايه لحد ما تجيبي حقك ومش بس عشانك عشان الكلب ده ما يعملش اللي عمله ده مع غيرك؟؟ سكوتك على حقك بيشجعه هو وغيره انهم يتمادوا في الغلط طالما مش بيلاقوا اللي يحاسبهم
استشعرت القوة في نبرتها، فارتجفت منها قليلا وهي تفكر بقلق في كلماتها، و ظلت صامتة لبرهة معيدة تفكيرها فيما قالته، ثم تنفست فريدة بعمق لتحافظ على هدوئها أمامها فهي محقة، فأي تهور أو تجاوز قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ابتلعت ريقها بتوجس، وأصرت قائلة بعزيمة
= وانا مش عاوزه غير كده انا عاوزه حقي.. انا مستحيل اتنازل او افكر في كده انا عاوزاه يتحاسب ويتحاسب حساب عصير كمان، اللي عمله فيا مش قليل عشان ببساطه أسامح و أتنازل، و أرجوكٍ انتٍ اللي ما تسيبنيش في نص الطريق وكملي معايا لحد ما تجيبيلي حقي زي ما وعدتيني.
هزت رأسها تسنيم بالموافقه دون تفكير وهي تبتسم لها بثقة حتى تطمنها ، بينما اطلقت فريدة تنهيده طويله وهي تنظر لها بامتنان
وبدأت أن تشعر بالراحه نوعا ما تجاه تلك المحامية .
❈-❈-❈
في تلك المنطقة الشعبية بداخل محل زاهر، تحرك هو ولج زاهر إلى داخل المكتب بخطى عصبية صائحا بانفعال
= انا مش فاهم منك حاجه وعمال ترغي في كلام اهبل ولا مفهوم، وايه موضوع والدك لسه بيفكر ده كمان! هو كأن يطول اصلا
دلف أنس خلفه وهو يضع يده على مؤخرة رأسه ليحكها باحراج، ثم هتف من بين شفتيه بجدية زائف
= يا باشا ما تقلقش ده أبويا وانا عارف مدخله منين ومش هنزل من على دماغه غير لما يوافق.. بس بعد اذنك يا باشا كنت عاوز قرشين كده عشان اعرف الاين دماغة
توقع أنس أن يرفض يعطيه المال لكنه، تحدث ببرود وهو يدس كفيه في جيبي بنطالة ليخرج محفظتة
= ما كنت قلت كده من الاول بدل وجع الدماغ ده.
وقبل أن يعطي النقود له، ظل زاهر محدقًا في دون أن يطرف له جفن، ثم تابع محذرًا بجمود
= بس عارف لو طلعت بتشتغلني وما فيش حاجه حصلت هعمل فيك ايه؟ انا مش بس هقطع عيشك من هنا؟ لا كمان هنبه على كل التجار محدش يشغلك عنده وهاتهمك انك حرامي .
انفرجت شفتاه عن بسمة راضية هاتفا بعدم تصديق وهو يعد النقود بطمع
= ما تقلقش يا باشا ثق فيا واللي انت عاوزه هيحصل.
❈-❈-❈
كأن يقف سالم بداخل المطبخ بمنزله يطهي الطعام له وإلي أبنته الوحيدة ليلي، وعندما انتهى وضع صينيه البطاطس باللحم داخل الفرن الذي طهاها بمهارة قد اكتسبها بسبب وحدته هو وابنته .. ثم تحرك تجاه الحوض لغسل الصحونه المتسخة ببقايا الطعام..
شرد بأعينه الجامدة لحظة غير مهتم بالمياه المنهمرة على الصحون المتراصة في حوض الغسيل بالمطبخ .. كان كالصنم الخالي من الحياة وهو يشرد في الماضي و تذكر كيف كانت حياته قبل ان تتوفى زوجتة عندما انجبت طفلته، فلم يكن الأمر هيناً على الإطلاق ، لكنه حدث وانتهي.
صرخت عليه زوجتة ملك بقهر و دموعها تنساب على وجنتيها
= طلقني يا حقير، كنت فاكره انك بتحبني بس طلعت خاين .. شوف المره دي هتكدب عليا اني كذبه وانا شفتك بعيني وفي مكان شغلك كمان يا بجاحتك
مسك سالم معصمها بقوة قائلاََ بغضب
= هو انتٍ كمان ليكي عين تتكلمي بعد الفضيحة اللي عملتها لي في الشغل، قلت لك انا مش بخونك انتٍ اللي خيالك المريض دايما مصورلك كده، جربي مره اسمعيني الأول وبلاش تحكمي من غير ما تسمعي مني اللي حصل
ضحكت بسخرية قائلة بغضب و صوت عالي
= اه عشان تكدب وتالف عليا كالعاده هو في واحد هيعترف انه خاين .. شايفني عيله صغيره قدامك هتضحك عليها بكلمتين ذي كل مره، بس المره دي مش هصدقك يا سالم عشان انا شفتك بعيني والهانم مقربه منك
ولولا اللي انا دخلت عليكم كنت شفت اكتر من كده
صرخ عليها بعنف و صرامة
= انتٍ فعلا غبيه هو انا لو عاوز اخونك هخونك في مكان شغلي وفي مكتبي عشان اعمل فضيحه لنفسي وانا عارف ان انتٍ كل يومين بتجيلي المكتب عشان على طول بتشكي فيا ، قلت لك اللي حصل واحنا بنتكلم غصبا عنها الانسيال اللي هي كانت لابسه في أيدها شبك في القميص وهي كانت بتسلكه .. عاوزه تصدقي ما تصدقيش انتٍ حره انا خلاص تعبت وزهقت من غيرتك المجنونه عليا..وانا مش مضطر اكدب و لا اؤلف قصص، انا لو خونتك مش هخاف اقولك لكن انا اللي مش كده ولا دي تربيتي
ليتابع حديثه وقد اسودت عيناه من شدة الغضب
= بس الحق مش عليكي الحق على الهانم امك اللي دايما حطه في دماغك اللي انا بخونك زي اجوازاتها الاثنين ما عملوا معاها ، صدقيني لو فضلتي ماشيه وراها طول الوقت كده هتخرب حياتنا قريب.
شعرت بالتوتر فهو علي حق والدتها هي من تدفعها إلى ذلك الجنون وتدخل الشك داخلها لأنها تعرضت سابقه للخيانه مرتين، لتفتح ثغرها محاولة ايجاد كلمات
= ما لكش دعوه بماما ، ماما ما لهاش دعوه بالموضوع انت هترمي بلاك عليها عشان تداري على الموضوع
عقد حاجبيه بسخرية وقال بنبرة حادة
= يعني لو طلبت دلوقتي منك تليفونك عشان اشوف اخر مكالمه عملتيها على تليفونك قبل ما تجيلي مش هلاقي نمره والدتك؟؟ ولا لو اتصلت بيها دلوقتي وفتحت مكبر الصوت مش اول حاجه هتسالها ليكي؟ قفشتي جوزك ولا لسه وهو بيخونك؟
ابتلعت ريقها بارتباك رغم شدة غضبها الشديد،
ضحك سالم قائلاََ بتهكم ويأس منها
= شفتي سكتي ازاي؟ عشان عارفه ان كلامي صح عرفتي مين فين اللي كذاب؟ انا لحد دلوقتى لسه باقي عليكي و مستحمل جنانك فوقي كده عشان خاطر حتي بنتك الحامل فيها ومش مديها اهتمام وكل يوم والتاني تعرضي نفسك للخطر عشان خاطر اوهام في دماغك .
لتقول زوجتة ملك بإصرار و عدم وعي لما تقوله
= حتى لو كلامك صح، ماما ما كانتش بتكذب وانت فعلا بتخوني
مسح سالم علي وجه بنفاذ صبر ولم يعد يعرف ماذا يفعل معها، ليقول بتحدي و نفاذ صبر
= يعني هو ده اللي هيريحك طب تمام يا ملك انا بخونك ارتحت كده!! مش هو ده اللي عاوزه تسمعيه وتوصليله ومش عاوزه تصدقي غيره
نظرت له بصدمه و حزن واعتقدت أنه يتحدث بجدية وذلك أشعل غيرتها أكثر، اقتربت منه و دفعته بصدره بقبضة يدها فارتد على اثرها عدة خطوات للخلف قائلة بغضب شديد وغيرة مجنونه
= هقولك ايه؟ ما أنت مش راجل و لا عندك كرامه
= اخــرســي !!
اطلق زمجرة عالية وهو يرفع يده بالهواء حتى يخرسها بصفعة لكن توقف علي آخر لحظة وتمالك أعصابه فهي بالنهاية حامل بطفلته، بينما نظرت زوجته له بصدمة و ذعر من هيئته التي لم يسبق لها ان رأته عليها من قبل !! لكن ما اقسى كلماتها حقا، انحنى لمستواها يعتصر فكها بين يديه مردداََ بقوة و نبرة ارعبتها
= قسما بالله العظيم لولا انك حامل كنت زماني دلوقتي عرفتك قيمتك وانا راجل ولا لاء، واحمدي ربنا انك حامل عشان دي الحاجه الوحيده اللي حايشاني عنك دلوقتي، لكن ورحمه ابويا وامي ما هسكت على إللي انتٍ قلتي من شويه، ولا هعدي الموضوع عادي .. وخليكي فاكره ان انتٍ اللي بداتي يا ملك.
ثم تابع هامساََ بجانب اذنها بسخرية و احتقار
= وابقي خلي نصايح ست الوالده بقى تنفعك بعد ما خربت عليكي
بكت بقوة وهو تراه يرحل من أمامها بغضب شديد لتهتف بصوت مؤلمة لكن لم يؤثر به وبي دموعها ، فقد سئم منها
= سالم استني انا تعبانه أوي و حاسه اني هولد.. سالم عشان خاطري ماتسبنيش لوحدي
كانت بالفعل تشعر بالالام بسبب الضغط التي تعرضت اليه طول اليوم، لكن لم يتوقف سالم اليها وتجاهلها معتقد أنها تفعل ذلك حتى يعود إليها ويسامحها على اهانتها له، فكان حقا مجروحا منها في تلك اللحظة، وبدا التعب يزداد عليها وهي بمفردها بالمنزل وظلت تتصل به طوال الوقت لعله يجيب وينقذها لكن لم يرد! و بينما هي فقدت الوعي .
وعندما عاد في اليوم التالي تفاجا بان الجيران تخبره بأن الإسعاف قد جاءت واخذت زوجه الحامل وهي الان بالمستشفى مع والدتها، وعندما وصل المستشفى وهو يشعر بالخوف الشديد عليها والندم تفاجا بانها قد توفت والطفله هي التي نجت فقط .!
الجميع حينها اتهموا بأن السبب في وفاتها وخصوصا ام زوجتة التي انهارت بصدمه بسبب وفاه طفلتها الوحيده، دخل سالم بعدها في مرحله اكتئاب شديده وانعزل عن الجميع فتره وهو يشعر بالندم وتانيب الضمير! و بعد فتره حاول ان يتجاوز هذه المرحله لاجل طفله الصغيره ليحاول ان يعوضها عن فقدان والدتها، لكن لم يتخلى سالم عن القناع الذي اكتسبه من تلك المعاناه وهو البرود في التعامل مع الآخرين وعدم المراعاه اليهم .
وقد تعلق سالم بابنته ليلي بشده ورفض ان يتزوج مرة ثانية لأجلها حتى لا ياتي لها بزوجه اب قاسيه، بينما ليلي هي الاخرى تعلقت بوالدها بشده، وكانت تحرص طول الوقت بأن لا تقترب أي سيده من والدها بسبب غيرتها نحوه، حتى أحياناً كانت تفعل مشاكل بسبب تهورها وغيرتها المتهورة، فانها مثل والدتها في ذلك؟ لكن سالم لم يكن منزعج من تصرفاتها مطلقاً !!. عكس ما كان يفعله مع والدتها .
= بابا انا خلصت مذاكره تحب اجي أساعدك؟
كان ذلك صوت أبنته ليلي التي أصبح عمرها الآن؟ أربع عشر سنوات، استدار سالم ناحيتها ليجيبها وتنحنح هاتفًا بعد أن آفاق من شرود معاناه ليقول بهدوء زائف
= لا يا حبيبتي انا خلاص خلصت الغداء بس اكتشفت ان ما فيش رز هنا كفايه، هتصل بس بالسوبر ماركت اللي تحت يبعتلنا رز مع البواب
انزعجت ليلي بشدة فصاحب السوبر ماركت الذي اسفل البناية، هي سيده وليس رجل! رغم ان تلك السيده في عمر الأربعين واكبر من والدها بعده سنوات، لكن ذلك لم يمنعها من شعورها بالغيرها نحو والدها، لذلك ردت بغيظ
= لا كمل حضرتك انت الغدا وانا هروح اتصل بصاحبه الماركت اللي تحت بلاش حضرتك .
انسحبت ليلي بخطوات سريعه ولم تنتظر موافقه والدها، بينما نظر سالم إليها بقلة حيلة، فهو لا يستطيع صد ابنته عن الاستمرار في أسلوب غيرتها نحو أي سيدة، دومًا تحبط أي امرأة تحاول أن تقترب منة بكلماتها اللاذعة أو تعنفها بفظاظة اذا استطاعت.. لكنه لم يهتم بالموضوع كثيرا فهي بالنهاية ما زالت مراهقة صغيره بالنسبه اليه!! وبالتاكيد بعد عده سنوات ستتوقف عن هذا الأسلوب.
❈-❈-❈
نظر أنس مدهوش من حديث زوجته الأكثر فحشًا على الإطلاق، فهي تريد أن تطعن في سمعت أخته مهرة علنًا وبوقاحة ، زع أنس أنظاره المستنكرة لها هاتفا بعدم تصديق
بينما هي كانت تقف أمامه بعدم اكتراث
= انتٍ باين عليكي اتجننتي يا حسناء انتٍ فاهمه بتطلبي مني ايه؟ عاوزاني اتهم اختي بشرفها عشان أبويا يوافق يجوزها لزاهر بيه؟ هو انتٍ مفكره لو أبويا عرف حاجه زي كده هيطبطب عليها دي اقل حاجه هيموتها .
انزعجت حسناء من صوته، هاتفة معارضة
= وطي صوتك هتفضحنا ، وما تخافش ما فيش حاجه هتحصل من كده، امال احنا هنكون لازمتنا ايه ساعتها عشان نلحق الموضوع وهنبقى موجودين عشان نلم الليله .
حدق أنس أمامه بثبات وهو يصغي إلى باقي كلامها، لتكمل وهي أوشكت على فقدان أعصابها من صمته، وهتفت باقتضاب
= انت ما تدوش فرصه يفكر، وتقول له خلاص يابا حقك عليا انا، ما انا ياما قلتلك بلاش موضوع العلام ده بس انت ما سمعتش مني وادي النتيجه عشان تصدقني بعد كده اهي لافت على حل شعرها وكانت هتقرصنا وتجيب لنا العار.. و انا من رايي أن احنا نجوزها بدري... و اهو جوازه البنات ستره
وانا ارهنك أنه اول ما يعرف ان العريس زاهر باشا هيوافق على طول
عنفها أنس بحدة
= لا لا، انا مش هقدر اعمل كده الموضوع ممكن يكبر مننا وما نلحقش نلمه وابويا لو عرف حاجه زي كده والملعوب اللي هنعمله، مش بعيد يموتنا احنا .
غضبت زوجتة حسناء من رفضه وخوفه الزائد، وشعرت بنيران الغضب تآكلها حية، وهي تتخيل بأن بعد كل ذلك لم تصبح من أهل العز، فهتفت بتبرم ساخط
= وهو هيعرف منين بس.. في ايه يا انس هو انت مش كنت جاي وفرحان ان خطتي نجحت و زاهر باشا اديلك الفلوس اللي طلبتها منه، عشان بس تعرف انك لو مشيت ورايا هناكل الشهد وهنبقى اصحاب أملاك، بس لاين دماغك بقى واسمع الكلام.
ابتلع أنس ريقة بارتباك وهو متردد بالموافقة
= انا نفسي فعلا نقب على وش الدنيا وابقى معايا فلوس كثير وماحدش يتحكم فيا ويذلني على لقمه العيش.. بس ما كنتش اعرف أن خطتك هتكون كده
نفخت حسناء مستاءً من عناده الأحمق، ثم تحركت نحوه بعصبية، و هتفت من بين شفتيه بسخرية وتحدي
= خلاص يا أنس ولا تزعل نفسك اعتبرني ما قلتش حاجه، بس يبقى شوفي يا ناصح هتقول إيه لي زاهر باشا اللي هددك هيقطع عايشك وما تنساش كمان يبقى تديلي الفلوس
اللي اديهالك النهارده ..
نظر أنس نحوها بصدمة، ثم رمقته بازدراء وهي تضيف بحنق وشماته
= امال انت فاكر هيسكت بعد ما وعدته بحاجه وبعد كده ترجع في كلامك زي العيال .
و إلي هنا تخبطت أفكار أنس من كلماتها المريبة تلك، ربما تكون محقًا في أغلبها بالفعل لم يصمت السيد زاهر إذا عاد إليه وتراجع في حديثه، وعندما حاولت حسناء أن تجذب النقود منة بمكر تمسك بهم بلهفه شديدة، و كانت رغبته بهم أقوى من أي خوف عندما هتف باعتراض شديد
= فلوس ايه اللي ياخدها مني، لا طبعاً .
❈-❈-❈
في مكتب المحاماه، تفرست سعاد في وجه ذلك المحامي الذي لجأت إليه ليمسك القضية ويساعد ابنها ليخرج من الحبس، مررت أنظارها إليه وهو يقرأ ملف القضية، فلاحظت توتر الأجواء وشحونها من صمته المريب. توجست خيفة أن يكون هناك خطب ويرفض أن يمسك القضية ويحل أبنها من تلك التهمة ، لذلك تساءلت بقلق
= طمني يا استاذ في امل ان ابني يخرج من القضيه ، ابوس ايدك اعمل اي حاجه وخرج ابني انا ماليش غيره ومش عاوزه يضيع مني
أجابها المحامي بهدوء حذر
= ما تقلقيش ما فيش حاجة مستحيلة، هو صحيح القضية فيها كذا ثغره ضد إبنك بس ممكن ندور له على اي مخرج !! وبعدين احنا عندنا نقطة مهمة في مصلحتنا ان لحد دلوقتي ما فيش شاهد شافه وهو بيعتدي عليها و كله مجرد كلام عادي زي بيشككوا في سلوكة وان حاول يغازل البنت اللي اعتدى عليها واصحابه اللي شاهدين أنه خرج وراها بدقائق وما رجعش تاني، بس في النهايه كل ده مش دليل ضده .. وممكن نشكك في كل ده منتهى السهولة وفي بدل الحل ١٠ عشان نخرجه من القضيه
نظرت له بعدم تصديق وهي تسأله مبتسمة بتوتر
= ربنا يطمنك يا متر، بس انا مش عاوزه استنى وقت طويل الواد مش قادر يستحمل قعده السجن انا عاوزه أسهل حل ممكن نوصل له؟ هيكون ايه ؟
رد عليها المحامي بجدية صلبة
= كله هيتحل بالهداوة والعقل! بصي هي القضيه اللي من النوع ده أقرب حل بالنسبه لي ان نعرض عليهم فلوس عشان يغيروا شهادتهم وينكروا ان ابنك هو اللي اعتدى على بنتهم، بس للاسف مش كل الناس بتقبل ده وممكن يمسكوها علينا رشوه وتكون نقطه ضدنا لمصلحتهم
صاحت سعاد به بعبوس وقلق
= لا بلاش الحل ده احنا مش ناقصين نيجي نحلها نعقدها اكتر ، وبعدين اكيد حاجه زي كده لو وافقوا عليها هيطلبوا مبلغ كبير .. هو ما فيش حل تاني يكون اسهل وما يكلفش
اعتدل المحامي في وقفته ببطء، وتنحنح بصوت خشن
= لا في؟ أن نعمل عقد جواز عرفى قديم ونسجله قصاد المحكمة، لان بالعقد بتاع الجواز الاغتصاب وقع خلاص ومفيش واقعة، يعني بصي حضرتك أنا كمحامي هعمل عقد جواز عرفى قديم ونسجله عشان نقول ان مفيش اغتصاب لان مفيش اغتصاب بين الزوجين .. بس المشكله هنا الحل ده لازم يتم بين الطرفين بالتراضي .
تسمرت سعاد بمكانها وشاخصة أبصارها غير مصدقة ما قالة للتو، كانت كالبلهاء وهي محدقة في وجهه، و تساءلت بعدم استيعاب
= نعم جواز !!
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية بدون ضمان, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية