غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 25 - 1
رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
غِنى بيجاد
نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
الفصل الخامس والعشرون
الجزء الأول
الانثى حين تعشق بصدق
لا تعرف فراقا فى عشقها
تحمل نهرا من العطاء فى قلبها
تغار من نسيم الهواء على حبيبها
عنيدة جدآ فى عشقها
حين تبكى تهتز الارض والسماء لدموعها
وحين تنجرح لا تبالى بقلبها
فاحذر يا آدم غضب العاشقة"
❈-❈-❈
دلف بيجاد سريعا لغرفة عز بعدما استمع لصراخ سنا وحديثها إليه بعدما شعرت بوجود احدهما بالخارج
- عز ابعد عني مينفعش كدا إنت متجوز.. دفع الباب واذ به ينصدم بعدما وجد عز يجذبها من خصلاتها بقوة ويصرخ بوجهها
- بقى أنا يا سنا تعملي فيّا كدا.. شعوره بالبغض والغضب الذي أحس به جعل صدره يستعير مثل لهب بركان ثائر كلما تذكر حديثها الذي جعله يهرول واذ به ينصدم بهيئتها بعدما دلف ووجدها تتوسط فراشه وترتدي قميصه وتقوم بإلتقاط بعض الصور لنفسها
تحرك بيجاد بعدما وجد غضب عز الذي تمكن منه وفقدان السيطرة على نفسه وهو يلكم رأسها بفراشه
دفعه بيجاد: عز أهدى بتعمل إيه
كانت ربى تقف على باب الغرفة وجسدها يرتعش بقوة.. تكاد مقلتيها تخرج من محجريها.. وقلبها أوشك أن يتوقف من فرط الألم الذي شعرت به عندما وصل إليها غضب عز لهذا الحد
دموعها نزلت بغزاره على وجنتيها.. رفع رأسه إليها بعدما إستمع لشهقاتها حينما دفعه بيجاد...
اتجه عز إليها سريعا يضمها لصدره
- رُبى مفيش حاجة حصلت والله مافيه حاجة هو بس.. قاطع حديثه عندما ضحكت سنا وهي تنظر لربى بغضب
-بيضحك عليكي.. وتعرفي عمل كدا ليه لما سمع صوتكوا برة مش كدا يازيزو.. إيه خايف منها
ذُهل عز من حديثها..
خطت سنا ببطئ تقف أمامها والتوت زاوية فمها بعبث ولاحت فكرة مجنونة لعقلها عندما وجدت ضعف رُبى..
اقتربت منها بأنفاس تهدر بها بعنف
- إنتِ السبب يارُبى لولا وجودك كان زمانه مجوزني أنا... عمري مااتخيلت حتة عيلة زيك تخطفه مني.. أشارت عليه ودموعها تتساقط بغزارة
- عز دا حق غير مشروع ليكي.. أنا اللي حبيته من صغري.. اقتربت حتى لم تفصلهما إلا أنفاسهما المنفعلة من حديثها وأردفت بصوت كفحيح أفعى
- " وجه الوقت يابنت عمي اللي أخد حقي منك ومنه "استدارت سنا تنظر إليه بغضب
- علقتني بيك طول الوقت.. وكل اجازة تحسسني إني ملكة قلبك.. ولما كنا ماننزلش كنت تغضب من بابا وتترجاه إننا ننزل.. أشارت لقلبها بحزن واكملت
- لحد ماحبيتك ياعز واتمكنت من قلبي.. رفضت أصاحب ولاد هناك عشان خاطرك إنت.. وفي الآخر ترميني وقال ايه تحب عيلة
مسح بيجاد على وجهه بغضب مما إستمع إليه.. ينظر لعز الذي وقف مصدوما بجسد كالمزهق روحه..
دلفت سنا إلى أن جلست على فراشه تتحسسه بيديها وتبكي بهستريا تود لو تزهق روحها عندما تخيلته مع غيرها.. ثم رفعت عيناها لربى وتحدثت
- أنا عارفه إنه مش ذنبك اللي بيحصل.. زي ماهو مش ذنبي برضو.. قوليلي إنتِ يابنت عمي لو مكاني هتعملي إيه.. هضحي بحبيبك ولا هتحاولي تعملي كل اللي تقدري عليه عشان يرجعلك
رفع عز نظره سريعا لرُبى يهز رأسه برفض
تصلب جسده وكأن خنجرا يدق بمنتصف ظهره.. وشعوره بإنسحاب أنفاسه.. وتغير بلون وجهه الذي شُحب بشدة كالموتى.. وارتجاف بشفتيه حتى انه لم يستطع جمع الحروف ولكنه غير قادرا.. أغمض عيناه عندما وجدها تبعد بنظرها عنه.. ودموع عيناها فقط التي تعبر عن الموقف
جلس بيجاد يشاهدهم بعد إنتهاء حديث سنا..
- خلصتي كلامك استاذة سنا.. مع اني مش شفقان عليكي ابدا... ياريت تروحي تلمي نفسك وتلبسي حاجة.. بدل مااكسر دماغك
امشي يابت من قدامي... قالها بيجاد بغضب
ارتدت مأزر كان يوضع على حافة فراش عز... قبض بيجاد على يديه بعنف ثم سحب نفسا طويلا وتحدث بهدوء غير المعتاد لتلك المواقف
ممكن تقعدوا قالها بيجاد بهدوء
تحركت ربى للخارج وكأنها لم تستمع لحديث بيجاد... أوقفها بيجاد
- ربى تعالي لازم نتكلم.. الموضوع دا لازم ينتهي الليلة... سنا قالت اللي حست بيه ومن حق عز يرد ومن حقك تسمعي الرد.. زي من حقك برضو تكملي مع عز ولا لا.. دا لو مقتنعتيش بكلامه
تحركت بخطوات مرتجفة تتظاهر بالثبات رغم تيبس أوصالها.. عندما شعرت بالخوف من فقدانه
جلست بجوار بيجاد ونزلت بنظرها للأسفل
ضغط عز على قبضته بعنف حتى ابيضت مفاصله عندما رأى دموعها التي نزلت على قلبه تكويه بعنف
جلس أمام سنا يصرخ بها
- خلصتي مسرحيتك ياابلة سنا.. من امتى وانا لمحتلك بحبي حتى.. كنت بعاملك زيك زي هنا وجنى وتقى
ضرب على الفراش بجوارها ثم سحبها بعنف وقام بإنزاع غطائه بالكامل
- قومي من مكانك.. دا حتى قرفت من السرير... لو عمي معرفش يربيكي يبقى أنا أربيك.. قصدك إيه من كلامك الخايب دا.. عايزة توصلي لأيه يااستاذة سنا
وضعت سنا يديها على صدره وأردفت بقوة
- انت ياعز.. عايزة اوصلك إنت.. لأنك حقي أنا.. ماهو مينفعش تسيب بنت عمك الأكبر وتروح للصغيرة.. ثم أكملت بدهاء وهي تنظر لربى
دفع عز يديها بغيظ من اسلوبها المستفز
- ابعدي ايدك القذرة دي
مطت شفتيها وتحدثت بهدوء
- عايزة أعرف رأي عمو جواد إيه.. لما يعرف إن بنت أخوه اللي هي أكبر من بنته اللي هي اصلا خطفت حبيبها
صفعها عز بقوة ولم يدعها تكمل حديثها
- اخرصي يابت.. أنا عمال أمسك نفسي بالعافية عليكي وأقول دي بنت عمك واكيد بتلعب.. إنما اتماديتي كتير ياحقيرة
اللي بتتكلمي عنها دي تبقى مراتي.. أمال بجسده ينظر إليها بغضب ثم تحدث
- ولو بتهدديني بعمو جواد تبقي هبببببلة كبيرة أوي.. عارفة ليه
ضرب كفيه ببعضهما ثم أكمل مسترسلا بإبانة
- اصل الشو دا شوفته قبل كدا بس بإحترام الصراحة.. مع أنه راجل بس طلع محترم عنك وملجأش لأساليب الخسة والندالة دي.. ورغم كدا عمو جواد وقف مع بنته... اتجه لربى وأوقفها يمسح دموعها العالقة ينظر إليها بعشق
- خليكي متأكدة مفيش حاجة هتبعدني عن حبيبتي غير الموت
رفع ذقن ربى يمسد على خديها وينظر لداخل مقلتيها
- " مش كدا ياحبيبي مفيش حاجة ممكن تبعدنا عن بعض غير الموت" ألقت رُبى نفسها بأحضانه تبكي بشهقات مرتفعة
ضمها لأحضانه بيديه يود يحطم عظامها من شدة ضمته.. وقف بيجاد ساحبا سنا للخارج
- دلوقتي ياريت لو عندك كرامة تبعدي.. حتى لو بتحبيه.. المهم هو بيحب مين.. نظر اليها ثم رفع نظره لعز الذي مازال يضم ربى
- حتى القميص اللي انتِ رخصتي نفسك بيه هو هيقرف يلبسه تاني.. استري نفسك وامشي من قدامي.. ونصيحة اعتبريها من اخ
- اكتر حاجة بيكرهها الراجل البنت اللي ترمي نفسها على راجل
زفر بغضب بعدما وجد دموعها
- سنا ممكن ربنا يعوضك بالاحسن منه.. صدقيني لو عز من نصيبك مش محتاج حركاتك دي كلها.. وياريت تروحي قبل ماحد يشوفك بالمنظر دا.. قالها بيجاد ثم تحرك خارجا
❈-❈-❈
عند أوس وريان
نهض ريان يضم أوس.. وشك حلو يلآ وإياك أشوف الضعف دا.. ولو بنتي غلطت هكسرلك دماغها
ابتسم أوس ابتسامة لم تصل لعيناه ثم أررف:
تسلمي لي ياعمو.. لكن اللي بيني وبين ياسمين معدش ينفع يتعالج.. أو بمعنى أصح إحنا مننفعش للبعض... ورغم أن فراقها ينخر ألماً بقلبه.. ويجعله يتلظى بنيران الشوق ولكن كيف سيعفو عنها وهي التي داست على رجولته بكل جبروت
دلفت ياسمينا بعدما حاكها ريان..
- حضرتك طلبتيني يابابا.. نهض يقف بينهما ورفع ذراعيه على أكتافهما
انتوا الاتنين هتقعدوا دلوقتي وهحكولي إيه اللي حصل معاكم وأنا اللي احكم ان الموضوع يستاهل ولا لا.. انتوا مش عيال.. وبعدين انتوا مخطوببن مش معرفة ليومين نتسلى ببعض
اتجه بنظره لأوس وأكمل بإبانة
- هي بنتي أه بس مستحيل أتغاضى على الغلط... هزت ياسمين رأسها واردفت بهدوء لوالدها
- أوس مغلطش يابابا للأسف بنتك اللي غلطت.. لا مش غلطت بس.. لا أجرمت في حقه وحق نفسي.. أكملت من بين شهقاتها حتى حق تربيتك فيّا يابا
ذُهل ريان من حديثها مضيقا عيناه يتسائل
- قصدك إيه يابابا من كلامك في حق تربيتك.. ليه عملتي إيه
تقدم أوس منها بخطوة وأمسك بكفيها وتحدث بهدوء رغم نيران قلبه التي أشعلتها بهيئتها الباكية الحزينة
- بعد إذنك ياعمو ريان.. إحنا هنتصافى بينا ولو معرفناش أكيد هندخل حضرتك بعد إذنك.. قالها متحركا جاذبها بخفة بعيدا عن نظرات والدها الذي يتابعهما بعينيه
يبتسم على عشق أوس الذي يظهر بعيناه بسخاء ولكن رجولته التي اضعتها ابنته بغبائها هو الذي يمانعه من التراجع.. تذكر حديث نغم له منذ يومين
فلاش باك
دلفت نغم وهي تزفر بغضب.. تجذب خصلاتها بعنف.. كان يتابع عمله على حاسبه ولكن حالتها جذبت انتباه
- نغوم مالك ياقلبي حمزة كالعادة ولا مالك المرادي... قالها وهو يتابع عمله
جلست بمقابلته وهي تتنهد بوجع وترقرق الدمع بعيناها
- لا المرادي سمو اميرة آل المنشاوي ياحبيبي... قالتها بضجر من أفعال ابنتها
اغلق حاسوبه يستمع بإهتمام لحديثها
- ياسمين!!.. ليه عملت ايه؟
مسحت على وجهها بعنف وأكملت حديثها الذي أوجع ريان
- بنتك ضربت أوس بالقلم.. ايه رأيك ياباباها
أغمض عيناه بألما وهو يحاول ألا يغضب عليها..
- نغم احكي مش تنقطيني بالكلام..
قصت نغم مااستمعت إليه من أبنتها
اغمض عيناه بوجعا مما إستمع إليه.. شعر بكل ذرة بمشاعره حزينة على أبنته.. ماذا يفعل حتى لا يؤلم قلبها
رفع نظره لنغم وأردف قائلا بتمعن
- خليها تجهز عشان تروح معانا.. وبلاش تعرفيها إني عرفت حاجة...
خرج من شروده عندما دلفت إليه نغم
- "ريان قاعد كدا ليه.. مش ناوي تخرج برة شوية عشان نمشي أنا تعبانة وعايزة أرتاح
نهض ممدا بيده إليها ورسم ابتسامة خلابة على وجهه
- مبروك يانانا.. هتبقي تيتا جميلة
جحظت عيناها ثم وضعت يدها على فمها
- سيلا ولدت.. والله ولدت ياريان.. يعني
ضحك ريان بصخب على مظهرها الذي أصبح كالأطفال وأردف وهو يسحبها للخارج
- ولدت ياحبيبي وجبت سفيان.. أمال برأسه عليها وهمس
" الدنيا هتولع لما بيجاد يعرف اقعدي واتفرجي "
ضربت كفيها ببعضهما وتحدثت بغيظ من زوجها
- وحضرتك مبسوط لكدا.. لا عمر غلطان لو فضل مُصر وسمى الولد سُفيان ياريان
رفع كتفه بلا مبالاة وتحدث بتهكم
- إحنا مالناش دعوة هم أحرار مع بعض.. أنا اهم حاجة عندي حفيدي وهم يخبطوا دماغهم في بعض
عند باسم بمزرعته
جالسا على الأرجوحة مغمضا عينيه... قطع صمته هاتفه
- باسم عرفنا مكان حياة.. هي هنا عند باباها في القاهرة.. جت حفلة خطوبة اخوها.. هي كانت بالساحل وقبل ماتسأل الاخبار دي من جواد
ابتلع غصة وخزت جوفه بأشواك حادة.. عندما تذكر طعنتها الغادرة الذي شقت صدره بخنجر بارد.. ضغط على قبضته حتى ابيضت مغاصله.. وشعر بتسارع أنفاسه.. زفر بهدوء محاولا السيطرة على نفسه ثم تحدث لعثمان
- عثمان عايز أعرف كل حاجة حصلت في الشهرين اللي عدوا دول.. كانت بتروح فين وبتكلم مين وابوها كان عارف ولا لا
أجابه عثمان بيقين
- اعتبره حصل.. بس قبل اي حاجة بلاش تهور ياباسم
ابتسم بجانب فمه بسخرية
- تهور.. لا متخافش التهور دا لحد عنده قلب.. لكن هي دفنته يوم ماكسرتني وهربت
ضيق عثمان عينيه وتسائل
- "باسم إنت حبيتها؟"
ضحكات صاخبة خرجت منه على غير الموقف او الشعور الذي يشعر به مردفا بصوتا مكتوم
- متشغلش بالك إنت.. سلام
رفع هاتفه وقام الإتصال بجاسر
عند جاسر.. حاول تشغيل هاتفه من السيارة حتى يستطع الحديث مع أحدهما
لحظة واستمع لرنين هاتفه
- ايوة ياعمو باسم.. الفون هيفصل انا محجوز على مصر الصحرواي عايزة عربية بسرعة ياعمو لو تقدر حتى لو عربية شرطة قريبة مني
اعتدل باسم في جلوسه
- تمام ابعتلي اللوكيشن وهشوف أقرب نقطة ابعتلك منها عربية.. فصل الهاتف قبل الوصول لأجابة جاسر
قام باسم الاتصال باحد الأشخاص
- هبعتلك رقم تليفون.. عايز اعرف مكانه فين... دقائق ووصله مكان جاسر
بعد أقل من نصف ساعة جالسا بالسيارة.. وهي تجلس بالخارج على صخرة بجوار الطريق تبكي بصمت.. ذهبت بشرودها لذلك
دلفت والدتها وبيديها فستان
- فيروز قومي أجهزي عشان فيه حفلة الليلة على شرف رجوع عمك من السفر
ردت على والدتها بزفرة خافتة ثم رفعت بصرها إليه
- ماما أنا مبحبش جو الحفلات دا بيخنقني وبعدين صحاب عمو وولادهم بيشربوا خمرة وبيحاولوا يقربوا مني بطريقة مش كويسة
جلست والدتها بجوارها تمسد على خصلاتها الذهبية ثم أردفت
- ماهم معذروين ياحبيبة ماما فيه حد يشوف جمالك ويقاومه.. طالعة لمامتك.. يعملوا ايه قدام العيون اللي تسحر دي.. ولا الشعر اللي يخطف الأنظار دي.. ولا جسمك
دا ياهبلة عندك حاجات تخليكي توقعي أغنى راجل على وشه وانتِ بمكانك.. بس تشغلي دماغك وتلبسي اللي بقولك عليه وتظهري جمالك اللي بتحاولي تداريه دا
زفرت بغضب تقف أمام والدتها
- حضرتك بدل ماتقوليلي حافظي على نفسك وبلاش تقربي من حد.. ايه اللي بتقوليه دا
وقفت والدتها بغضب واشارت بسبابتها
- كالعادة يافيروز.. هنتخانق وتخلي عمك يغضب عليكي ويضربك وهتنزلي طبعا
اسمعي هتنزلي بالفستان دا.. وهتقعدي مع مدحت ابن شريك عمك.. عايزين الصفقة تنجح وبلاش درس القيم اللي بتحاولي تعمليه دا.. دفعتها على الفراش
- قدامك ساعتين.. الاقيكي نزلت بأجمل طلة.. واه العتال وابنه وبنته جايين الحفلة.. ياريت تكوني عاقلة زي بنته اهي راحت حبت حتة ضابط اكبر منها اكتر من خمستاشر سنة وفي الاخر سبها ورجعت في حضن ابوها..
زفرت وحاولت امتصاص غضبها
- يابنتي انا خايفة عليكي.. لازم اطمن عليكي وتتجوزي واحد كويس من مستوانا
بعد اكثر من ساعتين هبطت فيروز إلى تلك الحفلة التي تخنقها بالكامل.. رائحة التبغ التي تملأ المكان.. وتلك الخمور المقززة التي توضع على الطاولات.. وهناك من العيون الوقحة التي تتآكل بجسد النساء.. تحركت وكأنها متجهة لسحب روحها.. رأتها والدتها التي كانت تقف مع أحد رجال الأعمال.. تحركت نحوها بغنج تتحدث بدلال
- "ودي فيروزة بنتي.. طبعا الجمال والدلال والأنوثة مش هتلاقيها غير عندها ياجمال بيه"
نظر إليها ذاك الوقح يتآكلها بنظرات.. تجول بنظراته على منحنياتها الانثوية التي لم تفلح إخفائها رغم ملابسها المحتشمة التي حاولت أن ترتديها بعيدا عن ذاك الفستان الذي لا يوصف إلا بأنه ثوب للنوم
أقترب الرجل يمد يديه.. ظلت للحظات تنظر ليديه رافضة أن تصافحه.. لكزتها والدتها بجنبها وأردفت برسم ابتسامة
- سوري ياجمال.. أصلها بتخجل شوية.. مش متعودة على الأجواء دي..
أمسك بتبغه ينفثه بوجهها الذي كان ساطعا كنور القمر عينيها الزمردتين التي يقع الرجال بلونها الساحر.. دنى منها وهو يمسك بكفيها يرفعه لفمه يقبله
- "لا الصراحة هي فيروز فعلا وتستاهل الغالي والثمين كله"
أطبقت على جفنيها المتألمتين.. عندما شعرت بالتقزز من شفتيه ورائحة أنفاسه الكريهة المقربة لفمها وهو يحاورها بكل وقاحة.. سحبت يديها سريعا عندما أحست بالغثيان والما مفرط اجتاح كل خلية من جسدها.. نظرت لوالدتها بدموع محتجزة بجفنيها.. تعاتبها على مااوصلته بها..
خرجت من شرودها عندما ترجل جاسر متجها إليها وتحدث إليها
- قومي فيه عربية داخلة علينا.. كانت تنظر اليه بوجع وعبراتها التي انزلقت على وجنتيها تشحذها لتختلط بدماء خفقات قلبها الذي لم يتوقف عن الهدر وكأنه فقد نصف دقاته بعدما وجدت تلك القسوة من رجلها الذي اعتبرته حنانها الأول
اومأت برأسها ونهضت بساقين هلامين.. تتمنى من الله أن يُزهق روحها.. شعرت بالأختناق عندما تركها وحيدة وغادر للمنعطف الآخر حدثت حالها
- "حقا لقد خسرته بغبائي.. كم يحلو لك حبيبي.. فأنا الذي قسوت عليك وعلى قلبي المسكين" توقفت فجأة غير قادرة على السير من فرط ألمها جثت على ركبتيها مطلقة لشهقاتها العنان في العلو.. انتحبت بقوة وكأن الموت قريبا منها وسيقتص منها.. لكن ليته الموت حتى تريح روحها التي زُهقت بسبب آثامها ولكن ذاك القلب المتألم الذي توقف عن خفقانه.. وضعت يديها على شقها الأيسر وهي تبكي بنشيج
أسرع إليها عندما وجدها بتلك الحالة وشحوب بوجهها.. احس بقلبه يدق في صدره يكاد أن يتوقف من تسارع نبضاته من حالتها المبعثرة.. انحنى يرفعها من خصرها.. وصلت سيارة الشرطة إليهما
تعلقت بعنقه وهي تبكي بصدره
تيبس جسده ولا يعلم ماذا يفعل.. هل يفعل كما امره عقله ويعاقبها أشد عقاب من الموت.. أم يفعل مايمليه قلبه ويجذبها لأحضانه ويمطرها بقبلاته حتى يشبع روحه الغائرة التي نفذت ببعدها
صاد صمتا ثقيلا على قلبه عندما أثقلت بجسدها عليه.. تنظر لرماديته علها تجد بهما رصاصة الرأفة لقلبها المسكين
ولكن هناك حربا شعواء بين قلبه وعقله.. حربا مشحونة بمشاعر مختلطة مابين العشق والخيانة.. الأسف والمغفرة.. الجرح والصدمة.. العقاب والمسامحة.. الجفاء والعناق.. أغمض عيناه لعل افكاره تهدأ بعقله وبينما هو بين ذلك استمع لهمسها
تقول بصوت خافت:
" جاسر سامحنى.. أنا مخنتكش، أنا حبيتك بس خُفت عليك... ضحيت بقلبي عشانك "قالتها ثم اغلقت عيناها بعدما سحبتها غمامة سوداء فاقدة الوعي تماما
شهق بفزع عندما وجدها جسدها يتلاشى من بين يديه ويجثو على الأرض..وضع كفه على صدرها من فرط الخوف..يحاول أنعاشها عندما وصلت البرودة لأطرافها ووجهها الذي يحاكي الموتى..وشفتيها التي تخضبت بزرقة مريبة..ضمها لأحضانه وهو يصرخ بأسمها
❈-❈-❈
بالقاهرة
رجع بيجاد يبحث عن حبيبة قلبه وزوجته الغالية.. وجدها تجلس بجوار ياسين تضع رأسها على كتفه وهو يحاوطها بذراعيه
ابتسم وذهب إليها جلس بجوارها ثم جذبها لأحضانه
-" لازم تتعاقبي ياماي وايف "
نظرت حولها وأردفت تنظر لياسين بخجل
- اتلم يابيجاد إحنا بين العيلة اقتربت..
"عيب ياسين يقول علينا ايه"
ضيق عيناه ينظر لياسين الذي ابتسم بخفوت ينظر للبعيد
" بقولك ياحضرة الضابط الحربي ماتقوم توريني طولك كدا.. عشان أعرف اقيمك تنفع ضابط حربي ولا ضابط ايقاع "
قهقه ياسين عليه باصطناع ناهضا ثم رفع حاجبه بشقاوة
" والله يابيجو خايف عليك من طولي.. لم نفسك ياحبيبي انت في عيلة كلها ضباط ورتب غير عندهم الأدب والاخلاق شعارهم فبلاش استفذاذك اللي بتحاول توصله لي
. اصل وحياة اختي الجميلة اللي اخدتها في حضنك قدام الكل ولا كأن عندك اخلاق
أخدها تبات في حضني الليلة
قهقه بيجاد بضحكات صاخبة على كلمات ياسين وهو يضرب كفيه ببعضهما.. لكزته غنى بكتفه عندما وجدت نظرات والدها عليهما..
استمر بيجاد في الضحك متجاهلا نظراتها المشتعلة.. حتى انتابته هسترية غريبة وحالة من السخرية والاستهزاء من كلمات ياسين وهو يقول
- حلو الأدب والأخلاق شعاركم دي
- واحنا برضو عندنا الوقاحة شعارنا
نهضت غنى بغضب من حالته.. بينما ياسين الذي وقف متخصرا وهو رافع حاجبه بسخرية
- ماتقولنا ياعم الأرجوز هو إيه اللي حصل ايه ياحبيبي الفار دخل بنطلونك ومش عارف توقفه من عاميله.. ومن شعار عيلتك
ضحكت غنى بصخب تصافح ياسين بيديها على مضايقته
وقف بيجاد يضيق عيناه ينظر لياسين بغضب مردفا
- معدش إلا العيال اللي يضحكوا عليا
وقفت غنى بينه وبين ياسين
- رايح فين يابيجو حبيبي.. توقف ينظر إليها، والله ياياسين ماانا سايبك.. ياعيلة كلها ضباط وانضباط.. ضباط مين يلآ
ضحكت غنى ورفعت بصرها لياسين.. فهم نظراتها ثم تحرك.. خطى بيجاد ليصل إليه
وقفت أمامه تناظره بحب.. توقف عندما التقتت عينيه بعيناها وتصلبت انظاره على رماديتها ارتجف قلبه عندما همست بشفتيها "بحبك"
دنى منها بخطوات متمهلة يجذبها من خصرها واضعا جبينه على جبينها وقائلا:
- كدا تخلي ياسين يتريق عليا.. هونت عليكي.. رفعت يديها على وجهه تنظر لعيناه وتحدثت قائلة
- إنت عارف إنه بيهزر وبعدين أنت اللي شاغبته الأول.. وعايزة أقولك ياسين دا أقرب شخصية لبابا.. فبلاش تستفزه "
ضغط على خصرها متحدثا
- بلاش سيرة ابوكي دي أصله... لم يكمل حديثه عندما وجد جواد يجذبه من ثيابه
- انتوا اتجننتوا ايه مالكوش اوضة.. متنسوش فيه عيال صغيرة قاعدين بيتفرجوا عليكوا.. وحضرتكوا عاملين توم كروز
نفخ بيجاد بضجر رافع بصره إلى جواد ثم أردف بهدوء رغم ضيق قلبه الذي أوصلته إليه صغيرته يتمنى لو يغلق عليهما بابا آلان
- وبعدين ياحمايا هو إنت سايب الناس دي كلها وعينك عليا.. لاحظ إني عريس جديد ولسة ماتهنتش بعروستي.. اقترب بيجاد ونظر إليه بتسلي
- خف تعوم ياحمايا.. متخلنيش اقلب عليك واخد مراتي لكوكب بلوتو اللي اختفى "
كز جواد على أسنانه بغضب من ذاك الوقح
جذب ابنته وتحرك وهو يحادثه
- هقول ايه ماهو طول عمرك وقح يابن ريان.. نظر لغنى وأردف بهدوء رغم نيرانه المشتعلة من ذاك المنحط كما أسماه
" فيه ناس ياحبيبة بابا جاين يسلمو عليكي.. ينفع نسيبهم ونقعد نحب في المنحط دا "
تحرك بيجاد يضع يديه بجيب بنطاله ينظر إليه بسخرية
- الله يرحم دا إنت قصصك مالية الدنيا.. واخبارك مسمعة في العلمين.. ولا شقاوتك ياحمايا العزيز اغرقت الأرض ابتهاجا وغطتها باولادك ماشاء الله
جحظت عيني جواد على وقاحته توقف يلكزه ببطنه.. وينظر لأبنته بخجل..
ابتسمت غنى تنظر للارض ثم تحركت وتركتهما عندما وجدت اشتعال عين والدها من زوجها
اقترب جواد يضع اصبعه على انفه ينظر إليه بمقت ثم تحدث
- كنت بتقول إيه يابن المنشاوي
فعل بيجاد مثلما فعل جواد مقتربا.. يعدل من تلابيب ثيابه ثم تحدث بسخرية
- كنت بقول حمايا دا أعظم راجل في الدنيا وعنده بنات في منتهى الأحترام.. وأنا فخور اني اتجوزت بنته اللي غنى حبيبتي طبعا.. فعلا بيت كله اخلاق وقيم وانضباط.. حتى كلهم ظباط.. يعني كل ماتحتاجه من الانضباط هتلاقيه.. حتى بالمناسبة لسة ماسك ابن اخوه بتحرش ببنته.. قالها جواد بشماته ثم تركه مغادرا
صك جواد بغيظ على أسنانه من ذاك المنحط والوقح الآخر.. ظل يبحث عنه بعيناه لم يجده.. أطبق على قبضته بعنف كاد أن يمزق اوردته وبدأت أنفاسه بالتعالي.. ذهب يبحث عن عز وربى..ياربي دول اعمل فيهم ايه..دا هتجنن رسمي..لا مش كفاية ابن ريان..جايلي،ابن صهيب المنحل...
توجه لمنزل صهيب وهو يكاد يموت خشية مما اوصلته أفكاره
عند ربى وعز