غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 25 - 2
رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
غِنى بيجاد
نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
الفصل الخامس والعشرون
الجزء الثاني
بعد مغادرة بيجاد وسنا.. ضمها عز لأحضانه.. لم يجد كلمات تعبر عما يجيش في صدره اكتفى بضمها والنظر إلي عيناها
سحبها جالسا على الأريكة وضمها لحضنه
- روبي أوعي تصدقي كلام سنا.. والله عمري ماوعدتها بحاجة.. رفع كفيها يقبل باطنه.. ثم رفع ذقنها ينظر لأسرته التي تصبح ترانيمه المقدسة.. وعزف على قلبه بنظراتها الخلابة
- والله عمري ماحبيت حد غيرك
شعرت بغصة تمنع تنفسها لكنها تحاملت على نفسها وحاولت بلع ريقها بصعوبة بالغة قائلة بصوتا مرتجف:
- عز إنت ليه سبت الكل وجيت ورا سنا.. وليه تسمحلها تلبس قميصك.. وليه تسمحلها تقعد على سريرك.. ريح قلبي ياعز
ابتعد عنها فجأة وأحس بإنقباض شديد في قلبه يكاد يمزقه من كلماتها وعدم ثقتها الكاملة بها.. كيف لها ألا تثق به.. ورغم ذلك جثى على ركبته أمامها يضع كفيها على صدره من الجهة اليسرى ورفع بصره ينظر لمقلتيها
- لو عندك شك إن دا ممكن يخونك ياروبي ابعدي عني ووعد مني مستحيل اتعرضلك تاني.. ولا هقفلك في طريق يابنت عمي.. لكن قبل أي حاجة وحياة ربنا أنا عمري ماحبيت غيرك ولا عمر قلبي دق لغيرك ولا واعدت حد غيرك.. ولو بضحك عليكي يبقى ربنا ياخدني عشان ارتاح من وجعك ووجعي
جثت أمامه تضع كفيها على شفتيه ثم ألقت نفسها بأحضانه وهي تبكي بنشيج
" مقدرش أعيش من غيرك للأسف.. حياتي بقت مرهونة بحياتك وإياك تدعي على نفسك تاني بقولك أهو
أخرج من أحضانه يضم وجهها.. ثم تحدث بعينين سعيدة
- انتِ مصدقاني مش كدا.. مستحيل أخونك صح... هزت رأسها بالموافقة واكملت
- أنا واثقة في حبيبي.. لم يدعها تكمل حديثها وانقض على شفتيها يلتهمها بين خاصته.. مانعا أي حديثا اخر.. تاركا قلوبهما تحتم صراعهما.. ظل يقبلها حتى انحبست أنفاسهما ورغم ذلك لم يترك إلا عندما دفع جواد الباب بقدمه رغم أنه كان يفتح على مصراعيه
قفزا الأثنين مرتعبين.. رُبى التي تحاول ألتقاط أنفاسها التي سلبها عز بقبلته.. وعز الذي نظر لعمه بمقت بسبب دخوله المفزع
اختفت ملامح غضب جواد عندما وجد تغير لونها.. تحرك متجها إليها ثم حاول اخراج صوته طبيعيا رغم غضبه الكامل بها
- روبي مالك حبيبة بابي؟
هزت رأسها عندما شعرت بتحسن انفاسها وشعور الخجل يتكمن منها أمام والدها نظرت للأرض بأسف.. نهض جواد يسحبها بعنف ثم قام بتوبيخها
- ممكن أعرف ايه اللي جابك هنا وكلنا تحت.. لا وكمان قاعدين في أوضة النوم وعمال تبسوا في بعض.. ايه قلة الحيا اللي بقت عندك دي.. ياله ارجعي فورا على البيت وحسابك معايا واياكي المحك توقفي مع البغل دا
تحرك عز يجذبها من يديها ويحاوطها بذراعيه
- لاحظ ياعمو انك بتشتم مراتي قدامي.. لا وكمان بتعاقبها ومعرفش ليه عشان قاعدة مع جوزها
لكمه جواد بصدره وتحولت نظراته للغضب جديا متناسيا كل شيئا سوى إنها ابنته
- ماتطولش ياعز أنا بتكلم جد مش هزار اللي عملتوه دا غلط وغلط كبير.. عارف انكم كاتبين كتابكم بس دا مش رابط قوي
انتفض عز ذعرا من كلمات عمه يقول بفزع
- وايه ياترى الرابط القوي ياعمو.. غير إنها مراتي.. إيه مش كتبنا قدام الكل واعلنا جوازنا.. ايه اللي ناقص
وقف جواد يمسح على وجهه بغضب هو يعلم بصحة حديثه ولكن لا يعلم لماذا يشعر بالاختناق كلما اقترب منها
دنى عز وتحدث بصوتا حزين
- اشكرك ياعمو جواد على ثقتك الغالية فيّا.. وعلى فكرة كل اللي شوفته مافهوش وقحة كنت بحاول اصالحها وحضرتك كالعادة طبيت عليا زي القضى المستعجل
- تصالحها!! تسائل بها جواد
استدار عز ليرحل... ولكنه أردف لربى
- روّحي ياربى مع بابا وبعدين نكمل حديثنا
- استنى يلآ.. صرخ بها جواد... وزع نظراته بينه وبين ربى ثم تسائل
- إيه اللي حصل وليه قاعدين لوحدكم هنا
اقترب عز ينظر لعمه مردفا
- كان الأولى تسأل كدا اول مادخلت.. مش تدخل تفزعنا وتقطعني الخلف.. يارب تكون ارتحت واطمنت ان مش هيجلك أحفاد من بنتك
ضحك جواد بصخب عليه ثم رفع حاجبه بسخرية واردف
- على أساس إنك كنت هتجيب في الأول دا إنت بوق على الفاضي
رفع بصره سريعا لربى التي نظرت بعيدا عنه بخجل.. ثم اقترب لعمه وروح النضال تمكنت منه.. شب على اطرافه يهمس له بوقاحة
- طيب ايه رأيك تطلع برة دلوقتي وتعد لحد شهر واحد وتشوف قدرات جوز بنتك
دفعه جواد بقوة حتى سقط على الفراش وصرخ به
- اتلم ياعز.. بلاش وقاحتك مع عمك.. جذب رُبى وتحرك للخارج بغضب
- أنا اللي أستاهل اني وافقت عليك ياسحلوك من الأول... عمو جواد قالها عز من بين ضحكاته
- عايزك في موضوع مهم.. اتجه بنظره لرُبى وتحدث اليها
- روبي روحي شوفي غنى وإحنا جايين
رفعت نظرها لعز بحزن ثم تحركت دون حديث
جلس عز بمقابلة جواد وهو يمسح يرجع خصلاته للخلف بشدة يكاد يقتلعها من جذورها.. ظل جواد يناظره ثم نهض مردفا
" الموضوع باين كبير ومينفعش نقعد نتكلم هنا وضيوفنا تحت مش كدا ولا ايه
وقف عز وهو يهز راسه بالموافقة ثم تحدث
- الموضوع فعلا كبير ياعمو ولازم نتكلم فيه ضروري
❈-❈-❈
رغم انشغال جواد وتصارع أفكاره إلا انه تحرك وهو يربت على كتفه
- تمام. بعد ما ضيوفنا يمشوا.. واه بلاش كل ماتشوف البت تقعد تبوس فيها هضربك والله
ضحك عز واقترب يعانق ذراعيه متحركين للاسفل
- هو انت غيران ياابو الجود ولا ايه.. لو غيران وعايز تعيد امجاد الشباب.. نشوفلك حتة صغيرة
ضربه جواد على رأسه واردف مازحا
- بس ياحمار ولا بنات الدنيا كلها تغنيني عن نعيم الجنة بتعتي
اطلق عز صفيرا وهو يحرك حاجبيه
- وعينك على البوسة اليتيمة ياعمو.. حرام عليك والله دا بوسة بريئة.. لكزه بكتفه وتحدث بغضب
- يابني هو انا واحد صاحبك عمال تهزر معايا.. ماتتهد يلآ واحترمني
قبل عز كتفه وتحدث بإبانة وتأكيد
- والله ياعمو حضرتك اجمل صاحب بعيدا عن قفشاتك ليا بس بموت فيك
ماتجيب بوسة يلآ.. قالها جواد متهكما
ضحك عز ونظر له
- طب وحياة النعمة بقول الحق.. دفعه جواد بعيدا عنه
- وسع كدا يخربيتك اللي يشوفنا يقولوا بيتحرشوا ببعض
ابتعد عز متجها لياسين ومروان الذين يجلسون أمام المسبح ولكنه توقف عندما وجد جنى تجلس بجوار جواد وتبكي
خطى بهدوء متجها نحوهم.. ظل لبعض اللحظات جسده متيبس مما استمع اليه من اخته عندما تحدثت
- وياترى ايه اللي يخليني أصدقك ياجواد.. بعد استخدمني عشان تفرق بين عز وربى.. لدرجادي طلعت واطي اوي كدا.. أنا بجد مصدومة فيك دا انت بقيت في نظري ماتقلش عن الحيوان
- اخرصي ياجنى ماتقوليش كلام هبل متعرفيش معناه.. أنا كنت عايز اتأكد من حاجة وبس
نهضت سريعا واشارت بسبابتها
- اياك تحاول تقرب مني تاني ولو فعلا باقي على العيلة دي ياريت متحاولش تقول لحد حاجة.. استدارت للتحرك جذبها بقوة إليه
- لازم تسمعيني الأول.. مفيش حاجة من اللي في دماغك والله.. انا بحاول اتلاشى ربى من حياتي.. ماهو مش معقول هقدر انساها بالسرعة دي.. انتِ فاهمة يعني ايه واحدة بقالي سنين بتكبر بقلبي،
-" اخرص".. قالتها جنى بغضب... مش عايزة اسمع صوتك تاني.. أنا بشمأز من نفسي كلما افتكرت انك كنت بتستخدمني كوبري عشان تفرقهم أنا مستحيل اسامحك على كسرك ليا... تحركت سريعا حتى اصطدمت بأخيها الذي استمع لبعض حديثهما
رفع عز نظره لجواد يهز راسه
- معقول انت ياجواد تعمل كدا.. معقول أنا كنت بحاول أضحي بنفسي عشان موجعش قلبك وانت بتحاول تدمرني
تحرك إلى أن وصل ووقف أمامه ينظر اليه وكأن احدهما سقب عليه دلوا من الماء المثلج بفصل الشتاء.. شعر وكأن الأرض تموج من تحت قدميه.. وغلاله من الدموع تتحجر بمقلتيها.. هنا فقط رسمت أمام نظراته ربى وهي تضحك بشقاوته وأحضانها وقبلاتها لها.. قبض على معصم جواد بقوة عله يخرج غضبه ونيران قلبه من الغيرة عندما شعر بنظراته العاشقة لها
- ليه تعمل كدا.. أنا جيت لك وقعدت معاك وسألتك عن شعورك وقتها.. كان ردك ايه
انها زيها زي تقى.. ليه تدبحنى بسكينة باردة... ليه يابن عمي تطعني في ضهري
هز جواد رأسه رافضا كلام عز
- محصلش حاجه والله ياعز اللي انت بتفكر فيه دا كله محصلش،.. جنى فهمت غلط.. صرخ بجنى عندما وجد نظرات عز التائه وكأنه لايشعر بمن حوله
- قولي حاجة.. كدا عاجبك سوء ظنه فيا
تحرك عز وهو يتعثر بخطواته.. وكأن الدنيا استكترت فرحته عليه.. اغروقت عيناه بالدموع وعاد متحركا لمنزله.. رآه صهيب الذي كان يحادث جاسر بهاتفه.. أسرع صهيب عندما وجد تحول ابنه بالكامل
وقف امامه يحاوطه من اكتافه
- عز مالك ياحبيبي ايه اللي حصل..
رفع بصره لوالده وكأن صوته بعيدا لم يستمع إليه.. لم يستمع سوى لأعتراف جنى الذي ادى به للهاوية
ارتجفت أوصاله ينظر بعينين جاحظتين لوالده
- بابا احضني.. عايز احس بالأمان.. بابا أنا بنهار..
ضمه صهيب لأحضانه عندما ارتجف قلبه على ولده.. وأصابه الهلع.. شعر بولده كالمحتضر للموت.. مسد على ظهره بحنان ابوي يجذبه بقوة لأحضانه
- حبيبي ايه اللي حصل.. انت كنت كويس
خرج من احضان والده وتحدث بصوتا ضعيف
- عايز اشم هوا حاسس اني بختنق.. هخرج شوية.. قالها بعدما تحرك خطوتين.. اوقفه والده
- استنى ياعز.. هشوف رُبى تخرج معاك..
هنا أغمض عيناه بألما.. تأن روحه بأنين.. وينخر الألم عظامه نخرا عميقا لشعوره بنيران قلبه المتلهبة من نظرات جواد السامة لها
تحرك صهيب تاركا ولده في متاهة المشاعر،.. وجد ربى تجلس مع غنى وتقى وهنا وليليان.. صاح بإسمها.. كانت تجلس حزينة ومشاعر تنتحب على وضعها فكلما تذكرت وضع سنا المخل في غرفته يكاد قلبها يتوقف من شدة آلامه
لكزتها غنى عندما وجدت شرودها.. ثم تحدثت
- عمو صهيب بيناديلك ياقلبي.. هزت رأسها وتحركت متجه إليه
- نعم ياعمو حضرتك طلبتني
ابتسم صهيب يمسد على ظهرها بحب
- ايه رأيك تخرجي تغيري جو شوية مع عز
هزت رأسها بالرفض
- آسفة ياعمو تعبانة والله وعندي جامعة الصبح ممكن يوم تاني.. بعد اذنك قالتها متحركة للفيلا
تنهد صهيب بوجع عندما علم أن حالة عز بسبب مشكلة بينهما.. رجع لأبنه الذي وجده تحرك بسيارته مغادرا عندما وجد رُبى تتجه للداخل
❈-❈-❈
عند اوس وياسمينا
جلس على طاولة دائرية بجانب المسبح بالحديقة ينظر إلى عيناها التي تلمع بزيتونتها مع انعكاس ضوء القمر
- سامعك ياياسمينا.. قولتي عايزة تتكلمي
تنهدت بشوق لصوته تتلمس أنامله الممتدة على المنضدة.. رفع بصره إليها عندما شعر بفقدان السيطرة على نفسه من مجرد لمسة من كفيها.. اقتربت بجسدها تنظر لعيناه
- أوس أنا آسفة.. عاقبني أي عقاب إلا إنك تبعد عني.. دا كدا مش عقاب دا اعدام لقلبي.. لو سمحت عارفة إني غلطت بس والله ماكنت قاصدة اوجعك ابدا ولا قاصدة استفز رجولتك.. غباء مني واخر مرة هعملها ولو عايز تضربني اضربني وعاقبني بكل الطرق.. بس بلاش اعدامك دا لو سمحت
كان ينظر إليها نظراته العاشقة يتسائل في نفسه ماذا فعلتي ايتها الصغيرة حتى تمكنتي من قلبي بهذا الشكل.. كيف سلبتي عقلي وضربتي كل شيئا يذل هيبتي.. نعم الغيرة تكاد تأكلني كلما تذكر اقتراب احدهما منكي.. اود احطم كل من ينظر لعيناكِ ابجميلة حتى اعمي بصره نهائيا
لم يشعر بنفسها إلا وهو يضم كفيها بين كفيه يتخلل أصابعها وكلماته التي جعلت قلبها يدق كالمطرقة
- وحشتني كحد الموت.. ولولا الخوف من ربي لضميتك لأحضاني وبعثرت قُبلاتي حتى سحبت روحكي لتسكن روحي "
ابتسمت بسعادة وتوردت وجنتيها بعد شعورها بموت روحها لأكثر من شهرين
رفعت بصرها ونادته بصوتها الرقيق
- وأنا أعشقك يامن ذلذلت كياني وجعلتني ملكة قلبك.. اموت بك عشقا كلما رايك غيرتك تخرج من مقلتيك كالنيران تلتهم كل من يقابلها"
نهض سريعا تاركا كفيها ورغم تركه ليديها إلا أن نظراته تحتضنها بالكامل
- ياله نروح نقعد مع الباقي قعدتنا لوحدنا مش كويسة ومتنفعش
هزت رأسها وتحركت بجواره وهي تهمس له ورغم همسها وصلت كلماتها حتى اخترقت صدره وتربعت على قلبه
-"أحبك أوسي.. وليس لأحد غيرك ملكا لعرش قلبي"
قالتها وتحركت سريعا وسعادة الدنيا تمتلك كيانها
كان ريان ينتظر قدومها على أحر من الجمر.. ابتسم بسعادة عندما وجدها تبتسم ابتسامتها التي أنارت قلبها فرحا ووجهها سعادة
جلس ريان بجوار جواد ينظر لأوس وياسمينا ثم تحدث
- هنعمل خطوبة الولاد ونكتب كتابهم بعد سبوع ابن عمر ايه رأيك
رفع جواد بصره لابنه الذي وقف ينظر لضوء القمر ثم أجاب ريان
- هشوف ظروف أوس الأول وبعد كدا اكلمك
كان مستلقيا على العشب ينظر لضوء القمر ويدندن
حمحمت.. نهض معتدلا يبتسم لها
- لا دا انا متراقب بقى
ضحكت بشقاوة وجلست بجواره
- زهقت من الدوشة فقولت اتمشى في الجنينة مكنش قصدي اراقبك والله.. واقطع دندنتك...
نظر إليها وتحدث
- تعرفي إنك بريئة اوي وجميلة
ضحكت بخفة واجابته
- اعتبر دا غزل ولا وقاحة ياحضرة الضابط
ضيق عيناه وتسائل
- استغفر الله وقاحة ايه.. بصي وراكي كدا وشوفي الكل بيبص علينا إزاي
وعلى فكرة لو حد اتكلم هقول انا كنت بعاكس متخافيش
- لا كدا طلعت نوتي ياياسو
رفع نظره وتاقبلت بعينها الزيتونية التي تشبه والدها كثيرا ثم ابتسم ياسين وعلق على حديثها:
- بهزر يابنتي.. وصل مروان وجلس بجوار ليليان ثم رفع بصره لياسين
- الحياة هنا غريبة أوي ياياسو
ضيق ياسين عيناه متسائلا
- مش فاهم قصدك يامروان إيه الغريب في مصر.. دا لو خرجت براها محسش بالأمان
- بالطبع سيدي عندك حقا لأنك لم تختلط بالعالم الواقعي.. المصريين هنا عواطفهم بتحركهم أكتر
رفع ياسين حاجبه وتحدث بسخريه
- لا دي مقولة الكل حافظها وميعرفش، معناها.. إحنا يابني اللي اتذكرنا في القرآن.. إحنا أهل العدل ورثة سيدنا يوسف وإبراهيم وأمة محمد صلى الله عليه وسلم
إحنا اللي بنقدّر مشاعر اللي قدامنا.. دا قصدي بالعواطف اللي بتحركنا
مط مروان رأسه وأكمل حديثه مستفسرا
- وفين العمل من دا كله.. استاذي العظيم
أنا اسمع على مصر بلد النوم والكسل
ضحك ياسين بصخب حتى اقترب منهم تقى وهنا وأوس الذي أشاد بحديث اخيه بينه وبين نفسه
- مين قالك اننا مابنعملش.. اه احنا مشاعرنا أكتر من عملنا بس كل واحد بيحاول يعمل في وظيفته.. متنساش إننا بلد الميت مليون وغير إننا بلد نامية يعني مش متطورة فكريا.. ودا مش دليل على ضعفها للأسف دا دليل على انتكاستها وانهزامها من ضعفها في بعض الأحيان
بعد فترة غادر الجميع.. تحرك جواد متجها لمنزل صهيب يسأل عن عز ولكن استغرب من عدم وجوده.. هو منذ فترة لم يكن يراه بين الموجودين
اتجه لمنزله اتجه سريعا لجناح ابنته اولا.. طرق الباب.. قامت غنى بفتحه
- "بابي " فكرتك بيجاد
ابتسم لها يقبل جبينها.. ساحبا يديها الى الفراش.. جلس ثم أجلسها بجواره
- عاملة ايه حبيبة بابي
وضعت رأسها على صدره
- أنا كويسة ياحبيبي وياريت يابابي متشغلش نفسك بيا
رفع رأسها يضم وجهها بين راحتيه
- إزاي مشغلش نفسي يابابي.. دا انتوا روحي.. اقولك سر
تنهد بوجع ونظر لأبنته
- جاسر صعبان عليا اوي وحاسس اني عاجز ومش عارف اساعده
قطبت مابين حاجبيها تتسائل
- ليه يابابي جاسر ماله؟ تسائلت بها غنى
اعتدل على الفراش يضمها لأحضانه وبدأ يقص لها ما صار وصل بيجاد بعدما أوصل والده لمنزله ومحادثة عمر بعدما علم بولادة سيلا زوجته
نظر لدموع زوجته في حضن والدها
- مالها ياعمو بتعيط ليه
ازال جواد دموعها بحنان يقبل جبينها
- ليه الدموع دي بس.. هزت رأسها وتحدثت من بين دموعها
- جاسر مايستهلش وجع قلبه يابابا.. ياحبيبي هيقدر يتحمل ازاي
❈-❈-❈
زفر بيجاد بغضب عندما علم سبب حزنها.. استند بظهره على الحائط يضع يديه بجيب بنطاله وهو ينظر لجواد الذي احتضن ابنته وبدأ يقص عليها بعضا من طفولتها مع جاسر
حمحم بيجاد ونظر إليه بغضب
- بقولك ياحمايا أنا شايف إن السرير عجبك وعايز تنام معانا الليلة.. ايه الساعة دلوقتي تلاتة وحضرتك عارف عريس بقى وعايز يرتاح.. ولا انت معشتش لحظات زي دي
نهض جواد اليه بغضب
- متحرم نفسك يابغل ايه عريس دي.. جلس بيجاد بجوار غنى يضمها لصدره وهو يرفع حاجبه بسخرية
- ودي عايزة تترجم ياحمايا.. عريس وعروسة وكلام كبير على قلبك.. خايف اعرفهولك متستحملش.. فكفاية عليك المعنى المجازي.. سنك مايستحملش المعنى الحقيقي
صك جواد على أسنانه بغضب وتحرك للخارج وهو يردف بمقت
- هقول ايه غير انك وقح
قهقه بيجاد مردفا
- تعليمك استاذي المبجل
استدار جواد يشير له بسبابته مردفا
- والله اخدها منك دلوقتي واخليك تخبط دماغك في الحيط
توقف بيجاد متجها له ثم وقف يمسد على كتفه باصطناع
- ويرضيك ياحماي العزيز ادخل اخد شاور لوحدي.. ينفع اخده من غير مراتي.. طيب مين هيليفني
دفعه جواد بقوة حتى سقط على الفراش امام غنى التي كادت ان تسحب انفاسها من كثرة صحكاتها..
رفع جواد نظره لأبنته يحمد ربه على عودة بهجة روحها.. ارسل إليها قبلة ثم تحدث
- ماتسافروش من غير ماتودعوني
توقف بيجاد عن الضحكات ينظر له
- لا هأجل السفر أسبوع.. اصل عمر الحلوف بقى اب
اومأ جواد برأسه مردفا
- آه باباك قالي وفرحان بقى جد..
تراقص بيجاد بحاجبه وتحدث كي يستفزه
- ماهو حضرتك هتحصله قريب ان شاء الله.. استنى بس خمس شهور وهنقولك مبروك
ضرب جواد كفيه ببعضهما ينظر اليه بسخرية
- ليه ياحبيبي هيكون ابن معزة وجَدي
- لا ياعمو دا ابن بيجاد الشهرين بشهر ومش بس كدا لا.. دا الولد هينزل يجري يلعب في الشارع.. أومال ايه دا ابن بيجاد المنشاوي وغنى الألفي يعني مش أي حد.. دا أنا مربيه على الغالي ياحمايا ودافع من دمي كتير
نظر جواد لابنته التى رأى خط من الدموع علم إنها حزينة بسبب كلمات والدتها بإحتمالية انجابها
- ابتسم لبيجاد حتى يجذبها للحديث ويرى ابتسامتها وهو ينظر لبيجاد نظرات ذات مغذى
- لا الصراحة ابنك هينزل من بطن امه يجري يلعب في برشلونة من كتر اللي بتعمله فيه
قهقه بيجاد بصخب ناظرا لغنى التي خجلت من حديث والدها واضعة رأسها بكتف بيجاد تلكزه بأنه يصمت
خرج جواد بعدما ترك ابتسامة على وجهها
اغمض عيناه بحزن يدعي ربه أن يقر عينها بولد يطيب خاطرها
كانت غزل تبحث عنه بعيناها حتى وجدته واقفا في منتصف الدرج
قطبت مابين حاجبيها
- جواد واقف كدا ليه... هبط للأسفل يضمها لأحضانه واضعا رأسه بعنقها عله يشعر بالراحة بعدما وجد حزن اولاده الليلة
خرج من أحضانها يسأل عن ربى
سحبت كفيه متجه لغرفتهما
- كلهم ناموا مفيش غير جاسر، وقالي هيبات عند باسم.. تعالى عشان اخد رأيك في موضوع مهم
توقف عندما استمع لسيارة عز بالخارج
قبل رأسها وتحدث بهدوء رغم ضجيجه الداخلي الذي لا يعرف ماهيته
- روحي ياقلبي شوية وراجعلك.. فيه موضوع مهم عايز عز فيه
تحرك للخارج حتى وصل لعز الذي مازال جالسا بالسيارة ينظر لربى التي تقف بالنافذة تنظر إليه بحزن
ترجل من السيارة وآلالام تتسرب لداخله حتى يكاد يشعر بتمزق اوردته بالكامل.. أغمض عيناه عندما ارسلت له رسالة
- نفسي اعرف كان عقلك فين لما روحت تجري وراها.. انا مش مسمحاك لوجع قلبي ياعز
❈-❈-❈
اجابها بهدوء رغم مايشعر به
- مفكرتش ياحبيبي كله اللي فكرت فيه انها ممكن تكون محتاجني وعايز انقذها وبس
آهة خرجت من صدرهما محملة بكم الضجيج العابث بهما.. انهمرت دموعها حينما تذكرت حديثها..
وصل جواد عندما وجده مستندا على سيارته ولكن حالته جعلته متسمرا بوقفته
ضمه جواد يعدل من وقوفه لو رآه احدهما ليقول انه مخمورا حد الثمالة
-زيزو مالك ياحبيبي؟ .. ايه اللي حصل؟
نظر لعمه بنظرات مليئة بالحزن والوجع.. حتى جلس بمكانه على الأرضية
وبدأ يبكي بنشيج ويضغط على قلبه بقبضته.. ذهل جواد من حالته.. امسك وجهه يضمه بين راحتيه
- مالك يلآ فيه ايه هتخوفني ليه.. عز أنا سامحتك مرة متخلنيش اندم إني بعاملك كصاحبي وابني
القى عز بأحضان جواد يبكي
- أنا تعبان أوي ياعمو.. تعبان أوي. ليه اللي يدبحني أقرب الناس ليا
قطب جواد حاجبه وتسائل
- قصدك ايه يابني باللي دبحوك دي
قص عز كل ماصار وحديث جواد وما فعلته سنا
جلس جواد يهز راسه بعنف
- مستحيل جواد يعمل كدا.. لا هو مش وضيع لحركة زي دي.. وسنا لا.. اكيد فيه حاجة غلط
نظر إليه عز وتمنى لو تخرج صرخة من أعماق قلبه تريحه من الالام قلبه
رفع يد جواد يقبلها وأردف ببكاء
- أنا ماليش دعوة بيهم أنا دلوقتي مراتي أهم حاجة عندي.. قولي اعمل ايه من غير مااخلي عمامي يكرهوني واشتت جو العيلة
جذبه جواد يقبل جبينه ثم ربت على كتفه وتحدث بهدوء
-الصبح كلنا هنفطر مع بعض... بيجاد هياخد غنى ويسافر اسكندرية... وبعد كدا هيسافر شهر العسل فكلنا لازم نودعهم بكرة وقراري في الموضوع دا هتسمعه بكرة
بغرفة بيجاد
دلفت غنى للمرحاض حتى تنعم بحماما باردا علها تبرد من نيران قلبها عندما تذكرت الحديث عن الأبناء،.. دفع بيجاد باب المرحاض عندما استغرقت بعض الوقت.. قد كانت ارتدت لبسها الخاص البورنس.. ولكنها تفاجأت بدخولها عليها
نظر إليها وتحدث بصوتا هادئ بعض الشئ
بسبب ماشعر به عندما وجدها بتلك الهيئة التي اسلبته كاملا
- مش المفروض تخبط يابيجاد ينفع كدا تخضني..وقولتلك مليون مرة متعملش كدا..أنا لسة مااخدتش على كدا
اقترب منها ولم يتحدث..فقط يريد ضمها لأحضانه ليشعر إنها حقيقة ليس حلما..
رفع ذقنها عندما هربت من أنظاره التي تخترقها بقوة
قلبها يدق بصدره بعنف حتى شعرت انه استمع لخفقانه من شدة تسارعه
لم يشعر بنفسه وانحنى يبعثر قبلاته على عنقها وشفتيها التي تعتبر ملجائه كملجأ بلا مأوى
انحنى يحملها بين ذراعيه ومازال محتضن شفتيها يحاكيها كمعزوفة خاصة لكليهما
وصل لفراشهما...وضعها بهدوء يوزع نظراته على وجهها الجميل ملمسا بأصابعه خديها الذي توهج بسبب خجلها منه ثم اردف بصوتا مبحوح..صوتا رجولي عذب لقلبها الضعيف
- بتقولي انك مش واخدة على إيه..على فكرة أنا جوزك وللاسف كنت عايز اعاقبك عشان مصدقتي امسك الفون وجريتي على الحمام..
طالعها بنظرات مشتاقة وانفاسه الهادرة التي تلفح بشرتها البيضاء المخضبة بأحمرار وتورد لخدودها.. رفع اصبعه يتحسسها بهدوء... رغم نيرانه التي اصابته كليا
اقترب ثم دفن وجهه بعنقها يتلذذ برائحة عطرها المسكر الذي دغدغ مشاعره..حتى اصبح على الهاوية..فقد اشتاق لها حد الجنون الذي اذهب العقول كاملة
- وحشتيني أوي ياغنايا..مش كتير على حبيبك ياروح حبيبك دا كله
استمع لشهقاتها التي ذلذلت كيانه
جلس على الفراش ثم رفعها على ساقيه يضمها بقوة ودّ لو يخترق صدره ويخبأها داخله
ربت على ظهرها وتحدث
- إشش خلاص.. انسي مش عايز حاجة كفاية انك جنبي وفي حضني دا يرضيني
وضعت وجهها بعنقه وابتلعت ريقها بصعوبه تحاول منع شهقاتها حتى لا تزعجه
- آسفة يابيجاد.. سامحني.. خرجت من احضانه ترفع يديها على وجهه ثم أردفت
- انا ممكن متوجعش لو سبتني دلوقتي اد ماتوجع لو حسيت إنك هتمل من حياتنا ونفسك يكون ليك عيلة وأولاد..
اقتربت تقبل شفتيه وهو ساكن ثم أكملت حديثها الذي طعنه بشدة
- ممكن تطلقني دلوقتي... ولا إنك تحسيني بالنقص اني ست وممكن أموت بقهري لما اعرف ان جوزي ممكن يحب ويتجوز واحدة تانية عشان يجيب ولاد
نظر إليها بذهول يود معاقابتها بأقصى حد ولكن لم يطيع عقله على ذلك وانتصر القلب عندما أمال بجسده يلتقط ثغرها بقبلة يود لو يقطع بها لسانها على حديثها الذي أدمى قلبه بعنف
صباحا على المائدة بمنزل جواد بحديقته
يجلس الجميع يتناولون طعام الافطار في جو من المحبة والألفة إلا من بعض الأشخاص
ربى التي تهرب بنظراتها من عز... وبيجاد الذي جلس يتابع هاتفه بصمت بعد حديثها الذي مزقه بعنف بالأمس... وجواد حازم الذي ينظر لجنى عله يجد عندها مايرأف بقلبه
أما سنا التي جلست توزع نظراتها بين ربى وعز بوجع تتمنى لو تموت ربى حتى تفوز بقلبه.. اوصلها عقلها لذاك الحل
توقف جواد ينظر لحازم وصهيب ثم اخيرا سيف... أخذ نفسا يحاول أن يملأ رئتيه ثم زفره بهدوء عله لا يشعر بالألم فهو لم ينم طيلة الليل
- ان شاء الله قررت انا وعز فرحه هو وربى بعد روجوع بيجاد وغنى من شهر العسل
ثم اتجه بنظره لأوس واكمل واوس هيكتب كتابه على ياسمينا كمان ولوعايز فرح معنديش مشكلة... ثم صمت للحظات ينظر لجنى واتجه بنظره لنهى وأكمل حديثه
- اتكلمت مع نهى من شوية واتفقنا هنعمل خطوبة جنى مع طارق اللي متقدملها احنا اتأخرنا كان المفروض زمانهم اتجوزوا من فترة
وقف جواد حازم يضرب على المائدة بعنف
- دا في المشمش ياعمو.. اتجه بنظره لحازم
- آسف يابابا بس جنى حقي أنا ومش هتنازل عنه.. نظر إليها بغضب واردف
- اوعي تفكري انك كدا بتاخدي حقك.. لا فوقي حقك دا اخدتيه يوم ماكسرتيني ووقفتي وخلتيه يلمس ايدك
رفع نظره لجواد وأكمل
- لو فعلا بتحبني زي مابتحبهم متجوزش جنى لحد غيري... قالها ثم تحرك سريعا
استقل سيارته بسرعة فائقة وهو يشعر بالأختناق وصدره يستعير مثل لهب بركان ثائر...
❈-❈-❈
عند باسم وصل الى الشاليه التي تتواجد به حياة.. دلف للداخل بعدما وجد الشاليه مفتوح كأن احدهما اقتحمه
بخطى متعثرة دلف سريعا للداخل يبحث عنها وجدها تجثو على ركبتيها ممسكة ببطنها وتصرخ.. رأته أمامه ابتسمت وهي تنطق اسمه من بين شفتيها
- باسم الحقيني.. ابننا
أسرع إليها يرفعها من الأرض ولكنه استمع لضحكات صاخبة خلفه.. وضعها على الأريكة مقبلا جبينها عندما علم بهوية الشخص
امسكت بأصابعه تهز رأسها رافضة المواجهة
- بلاش بيستفزك خلينا نمشي من هنا ابني بيضيع ياباسم.. فجأة شعرت بشيئا سائل يخرج من بين ساقيها
نظر إليها بذهول... اقترب منهما وهو يوزع نظراته بغضب
- مبروك ياحضرة العقيد موت ابنك السابق وابنك الحالي... ودلوقتي ودعها ومتخافش هنعرف نرجع عقلها تاني...
اتجه بنظره إليها وإلى صرخاتها وهي تأن من الوجع تحرك إليها ولكنه لم يستطع عندما اخرجت طلقة نارية أصابت ساقيه
استدار باسم إليه بعدما اخرج سلاحه ولكنه قد أطلق الثانية لتستقر بصدره
تحرك ينظر اليهما بتشفي
ايه ياجميلة اهو خليه يموت قدامك وانتِ هسيبك حتى يتصفى دمك وتموتي زي ماموتيني
قالها ثم اغلق الشاليه وغادر... صرخت حياة عندما وجدت باسم قد أغلق عيناه
هزت رأسها وهو تتحدث كالمجنونة
" لا مستحيل.. زحفت إلا ان وصلت إليه. رفعت رأسه على ساقيها وهي تصرخ باسمه بااااااسم
يتبع...