غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 28 - 1
رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
غِنى بيجاد
نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
أنا لا أُحبُكَ أكثَر ممَا أنتَ تَظُن ...
أنا أُحبُكَ فَوقَ ... ما تَحمله الظُنونُ
فَحِينَ ... لـَوحتَ لَكَ بـِيدِي
لـم أكن أَقصدُ الودَاع .. كُنت فَقط أَمسحُ الـدُنيا لكي أراكَ.
❈-❈-❈
بعد سنة دلف ريان إلى غرفة ابنه..
انشطر قلبه على مظهره الذي أدمى قلبه وشقه لنصفين.. جلس بجواره يمسد على خصلاته التي طولت كثيرا عن سابقيها
- بيجاد حبيبي هتفضل حابس نفسك
انزل روح رحلة باليخت.. ولا سافر أي مكان
جذب الغطاء ودثر نفسه وأردف بصوتا جاهد أن يخرجه
- بابا سبني لو سمحت عايز أنام
جذب ريان الغطاء وألقاه على الأرض وصرخ به
- هتفضل لحد إمتى حابس نفسك كدا.. مش شايف نفسك بقيت عامل إزاي
جذبه بعنف وأوقفه أمام المرآة
- شوف نفسك كدا.. دا منظر واحد عايش
إيه مفيش غيرك اللي
وضع يديه على إذنه وصرخ بصوته كله
- متكملش مش عايز اسمع حاجة.. يارب أموت واريحكم كلكم
اتجه يركل كل مايقابله بقوة حتى تبعثرت الغرفة وأصبحت آشلاء متناثرة بكل مكان
نظر لوالده بغضب
- انت السبب في كل اللي بيحصلي.. أنا بكره حياتي كلها.. جثى بركبته على الأرضية وكور قبضته يلكم صدره بقوة
تعرف ترحم دا يابابا..تعرف تخليه يبطل نبض... ثم أردف بصوتا باكي جعل والده يبكي على بكائه وتحدث من بين بكائه
- بابا موتني وريحيني.. أنا مش قادر أعيش.. قولي أعيش إزاي وروحي فارقت جسمي يابابا.. أنا بموت يابابا
ضمه ريان لأحضانه وأردف بصوتا حزين
- بعد الشر عليك ياروح بابا.. إن شاءلله ياحبيبي ربنا هيعوضك بالأحسن.. متكسرش قلبي أكتر من كدا يابني،
دلفت نغم بعد مااستمعت تحطيم الأشياء
بكت بإنهيار عندما وجدت حالة إبنها التي أذت روحها.. وحياته التي وقعت في منحدر مظلم
قبل سنة من آلان وتحديدا يوم زفاف رُبى وعز
عند جواد وغزل
بعد إنتهاء الحفل سحب جواد غزل وغنى لأحضانه متجها لمنزله... أوقفه بيجاد
- إيه ياعمو جواد.. حضرتك واخد حرف الغين ورايح فين.. طيب خد اللي يخصك وسيب اللي يخصني... قالها وهو يجذب غنى لأحضانه
انهى كلماته وهو ينظر لجواد بنظرة تحدي وأكمل
- دلوقتى ياعمو الفرح خلص وغنى بقت تمام والحمد لله.. فاسمحلنا كفاية كدا عندكوا... ونروح بيتنا بقى..مش كدا ياحبي
رفعت غنى بصرها لوالدها وأردفت
- خلاص يابابا زي مابيجاد قال..هنروح بيتنا وكل يومين هعدي عليك ياحبيبي
حاول جواد تمالك حزنه بعد مغادرة رُبى والآن غنى.. ضمها لأحضانه ونظر لعيناها
- باتوا معانا النهارده حبيبتي وبكرة امشوا.. بلاش الليلة، قالها هو ينظر لبيجاد
أومأ بيجاد برأسه ثم تحدث
- عد جمايلي ياعمو هرأف بحالتك الليلة
قهقه جواد عليه رافعا حاجبه بسخرية
- لا يلآ ابن اصول وبتعرف تقدّر
تحركوا متجهين لسيارتهم... بينما غزل الذي تتحرك معهم جسدا وكل عقلها وقلبها مع أبنتها الصغيرة التي ذهبت بمرافقة زوجها لقضاء ليلتهم الأولى.. توقف جواد أمام سيارته ينظر لبيجاد
- باباك مشي ولا لسة جوا؟
تجول بنظراته بالمكان وأجابه
- كان بيتكلم مع خالو يوسف من شوية.. معرفش ممكن يكون مشي
أحتوى كف غزل يفتح باب السيارة ينظر إليها ثم تحدث بهدوء ينافي شعوره.. حاول أن ينتقي كلمات بعناية حتى لا يؤلم قلبها
- حبيبتي متخافيش على رُبى.. هتكون كويسة وبعدين عز مستحيل يفرط فيها.. انتِ مش شايفة هيموت عليها إزاي
وضعت رأسها على كتفه وتحدثت بصوتا باكي
- قلبي وجعني أوي عليها ياحبيبي.. البنت لسة صغيرة ومتعرفش حاجة
وزع جواد نظراته حولهما وحركة الناس حولهما.. تنهد بهدوء وتحدث:
- غزل حبيبتي اركبي العربية.. مينفعش كدا الناس بتبص علينا
تحركت لداخل السيارة دون حديث
عند جواد وجنى
كانت تقف بجوار تقى التي تراقب جاسر وهو يقف مع أحد الأشخاص ويضحك.. ولكن ضحكته مسروقة من عينيه
اتجهت جنى تنظر إلى ماتنظر إليه تقى
لكزتها بكتفها وتحدثت:
- بتبصي على إيه ياتقى.. توردت وجنتيها تنظر للبعيد ثم اردفت:
- مفيش.. ببص عادي، وصل جاسر حيث وقوفهما ونظر لجنى وبسط يديه أمامها
- ياله ياجنجون عمو صهيب قالي اجيبك معايا
كعاصفة غضب صعقته عندما استمع لحديث جاسر فأردف بغضب:
- انت اتجننت ياجاسر.. إزاي جاي تقولها كدا وهي واقفة معايا.. ليه حضرتك مش شايفني راجل قدامك
حاول جاسر تمالك أعصابه والسيطرة على غضبه قدر المستطاع.. قبض على يدي جنى واردف بهدوء
- معرفش مالك ياجواد بقيت عصبي كدا.. عرفت إن جنى حبيبتك والله.. انت خايف عليها مني يلآ، دي أختي ياحمار.. يعني زيها زي رُبى وغنى، ومقدرش عمو صهيب يطلب مني حاجة ومكنش ادها..
جذب جنى من كفيها متحركا دون حديث آخر.. مما جعل نيران صدر جواد تشتعل
تشبست تقى بكفيه بهدوء حتى لا تشعل الأجواء.. رغم حزنها من جاسر الذي تغاضى وجودها واخذه لجنى وتحركه بها
ثم أردفت:
- لو سمحت ياجواد.. بلاش تزعلني الليلة دي، إنت عارف جاسر مش هيسيب جنى بدل عمو صهيب طلب منه... وبعدين إنت عارف ومتأكد إن جنى بعيدة عن جاسر.. لكمته بكتفه واكملت
- متخفش جنى مبتحبش غير جواد حازم وبس
سحب جواد كف اخته متجها لسيارته دون حديث آخر
عند سيف وميرنا
وقف يضم بناته بين ذراعيه وهو يتحدث مع أحد أصدقائه بجواره ابنه
ضحك سيف على ابن صديقه الذي يدعى "علي" وهو يتحدث
- لا بابا بتاع كرة وبس.. مالوش في الشغل، تعالى ياعمو شوفه يوم مبارة للأهلي.. هتلاقيه من الصبح عامل استنفار منزلي.. وبعد كام ساعة يروح للأستاد، وياسلام لو الأهلي اتغلب..ممكن يقفل الشركة بعدها اسبوعين تلاتة حزنا على المبارة
ابتسم سيف لصديقه أمير..وأردف
- لسة زي ماأنت ياأمير مهوس كرة
نظر أمير لابنتيه
- بناتك حلوين ماشاء الله ياسيف واخدين حلاوة الأتراك يابني
ابتسمت سنا وأردفت
- بلاش سيرة الأتراك ياعمو اصل بابا يخنقنا
ضمهما سيف ونظر لصديقه وأكد
- شكلهم كدا فعلا ياامير.. سنا مخلصة هندسة من سنة.. ونزلت الشغل معايا... أما هنا لسة اولى إعلام ياسيدي
ابتسم أمير وأردف وهو يجذب ابنه
- على مخلص طب أسنان من سنتين وفاتح مركز خاص بالأسنان ياسيدي
ربنا يباركلك فيه ياحبيبي
❈-❈-❈
عند صهيب ونهى
دلف صهيب لغرفته متجها للمرحاض دون حديث.. جلست نهى تنتظره بالخارج حتى ينتهي.. خرج بعد دقائق محدودة وهو يجفف خصلاته بغضب يكاد يقتلعها
توقفت نهى متجهة إليه ووقفت أمامه
- مالك ياصهيب..؟ طول الحفلة وعينك بطلع نار ليه.. مع ان الولاد كانوا مبسوطين والحفلة حلوة
ألقى المنشفة بغضب وجلس محاولا سحبا كمية من الهواء لتملأ رئتيه المتألمة بعدما وجد ابنته بأحضان جواد.. رفع بصره لزوجته وتحدث:
مشوفتيش جنى وجواد النهاردة.. مشفوتيش ازاي كان بيرقص معها وهي في أحضانه كأنها مراته.. ايه السيبان دا يامدام.. ليه مرحتيش كسرتي دماغها
ذُهلت نهى من حديث صهيب الغاضب الذي اشعل نيران قلبها وجعل ابنته غير سوية التربية
قطبت مابين حاجبها وتسائلت
- ايه اللي بتقوله دا ياصهيب..؟ " جنى "معقول تقول كدا على بنتك..إيه متعرفش بنتك عشان تقول انها بأحضان غيرها
اقترب صهيب وكأن نيران صدره اشتعلت للحد الغير مسموح وصرخ بزوجته
- ايه يانهى كنتي عامية ولا إيه..مشفتيش ازاي كانت في حضنه..دا الولد لمس شفايفها ياهانم..أنا كنت مراقبه وشفته
وضعت كفيها على فمها بذهول مما استمعت اليه..ثم هزت رأسها رافضة حديثه بالكامل وصرخت بصوتا عالي
- اتجننت ياصهيب..إيه اللي بتقوله دا..ايه بنتك منحطة لدرجادي
ركل صهيب المقعد الذي أمامه وصاح بغضب وهو يرجع بخصلاته للخلف يكاد يقتلعها
- اللي عمله عز في بنت جواد..جواد بيرده في بنتي،أنا عارف ان ربنا بيخلص ماهو داين تدان... استدار ينظر لنهى واردف بصوت مكتوم من الوجع
- أنا شفته وهو بيبوسها يانهى والله باس بنتك وهي ماكنش ليه ردة فعل..يعني بنتك بتحب اللي بيخنق فيها كل شوية..انتِ مفكرة إني ممكن أسامح جواد بعد اللي عمله في ولادي...مهما كان حازم وولاده غالين بس مش أغلى من ولادي،
أشار بيديه وأردف:
- دا كان ممكن يكون سبب في فراق عز ورُبى..وأنتِ شوفتي أد إيه ابنك عانى بسببه..وغير لعب بقلب بنتي،ودلوقتي عايزة اسامح واغفرله..دا يبقى بيحلم
عند جاسر وجنى
كان يقود السيارة..وعقله وقلبه غائبا مع تلك التي سرقت قلبه..أغمض عيناه للحظات يتذكر وقوفها بجواره عندما كان يتحدث مع أحد اصدقائه
وقفت فيروز بجواره كعادتها تنظر إليه بإشتياق..اتجه بنظره سريعا عندما استنشق رائحتها..ثم رجع يتحدث مع صديقه بتخبط لا يعلم ماذا يقول بسبب تشتته الكامل بسبب رائحتها التي ملئت رئتيه مما جعلته تمنى قربها وضمها لأحضانه حتى يشبع روحه الغائبة منذ تركها منزله
تحرك صديقه عندما وجد فيروز تقف بجواره وتنظر إليه بإشتياق
- عامل ايه؟
تسائلت بها فيروز
وضع يديه بجيب بنطاله ينظر لأخته التي تتراقص مع زوجها وأولاد عمه يحاوطونها
ثم اتجه ينظر لفيروز وأجابها ببرود:
- مالكيش دعوة.. قاطعهم وصول باسم ينظر إليهما ثم تحدث
- جاسر شوف عمك صهيب كان بيسأل عليك
غصة كبيرة أحكمت مجرى تنفسه عندما وجد مقلتيها مغروقتين بالدموع
تحرك سريعا كالمطارد حتى لا يسحبها بأحضانه.. خرج من شروده عندما تحدثت جنى
- جاسر مين البنت الحلوة اللي كانت واقفة معاك ومع عمو باسم
ابتسم عندما تذكر طلتها التي ألهبت حواسه وكاد أن يسرق لحظاته معها
- دي حبيبتي.. إيه رأيك فيها
وضعت جنى يديها على فمها تنظر إليه بذهول من جرأته واعترافه الصريح
- احلف والله إنك حبيب ياجاسورة
قهقه عليها حتى نزلت دموعه.. ثم توجه بنظره إليها مرة وإلى الطريق مرة اخرى
- للأسف ابن عمك عاااااشق ياجنون.. بس عشق الغلط
استدارت تستمع له بإهتمام فتسائلت:
- مش فاهمة ياجاسر، إزاي عاشق وعاشق غلط
ابتسم بحزن.. ثم توقف بالسيارة جانبا، راجعا برأسه على المقعد وأغمض عيناه يشعر بأنين قلبه الذي ذُبح غدرا.. ثم اتجه بنظره إليها وهو مازال على حالته
- يعني تقدري تقولي واحد ظابط حب المجرمة اللي قبض عليها
قطبت مابين حاجبها وتسائلت
- هي البت مجرمة.. وياترى سرقت ايه ياجاسر
بأنفاس مرتجفة ولسان ثقيل أجابها
- سرقت قلبي ياجنى.. خطفت عقلي، .. خلتني مش قادر أتنفس وهي بعيد عني.. حاسس إن فيه صخرة فوق صدري كل ماتبعد عني.. خلتني عايش زي الميت بعد مابعدت
ضحكت جنى بمرح
- لا دا احنا عاشقين وغرقانين لشوشتنا ياجاسورة..بس حلو،ليه منخدش خطوة ونجمع القلبين العاشقين دول..انا شفت نظراتها ليك كانت عايزة تخطفك من وسط الكل والله
آهة خفيضة خرجت بروح محترقة وقلب يمزق ألما.. ثم أردف:
- إحنا زي المية والنار ياجنى.. مستحيل يتفقوا.. يعني ممكن تقولي العشق الممنوع
اطلق ضحكة بسخرية وأكمل
- دا عشم ابليس في الجنة ياجنى.. شوفتي لو أبليس دخل الجنة.. يبقى جاسر هيتجوز فيروز..
استدار ينظر إليها ودمعة غائرة سقطت من جفنيه لتحرق وجنتيه كحرق قلبه وأردف
- على رغم أنه عشم بس بتمنى من كل قلبي أنها تكون ملكي.. حتى لو يوم واحد وبعدها أموت مش مشكلة.. شوفي وصل الحال بابن عمك لأيه
اقتربت جنى تربت على كتفه.. وانسدلت دموعها رغما عنها
- ان شاء الله ربنا يجمعكم على خير ياحبيبي.. متعرفش النصيب دا غلاب وبيعمل معجزات
اغمض عيناه متألما وأ
أجابها
- حبي أنا وفيروز معجزة ياجنى في زمن المعجزات فيه انتهى تحقيقها
شهقت جنى بحزن من حالته الميؤسة واحست بوجع قلبها من كلماته
❈-❈-❈
في مزرعة باسم
عاد من حفلة الزفاف متجها للمزرعة.. ترجل من السيارة سريعا ولم ينظر إليهما
دادة علية.. قالها باسم عندما دلف لمنزله.. اعملي لي فنجان قهوة سادة وهاتيه على المكتب.. ثم اتجه لغرفة مكتبه..
اتجهت حياة بخطوات أقرب إلى الركض خلفه وأنفاسها تتصارع داخل صدرها..
أمسكت كفيه وتوقفت
- باسم لو سمحت لازم نتكلم
نفض كفيها بعيدا عنه ورمقها بصوتا غاضب
- إياكِ تلمسيني تاني.. جاية لية، عايزة مني إيه أنا مش طلقتك بتلفي ورايا ليه
قالها بصراخ مما جعلها تنتفض بوقفتها..
انسدلت دمعاتها تبكي بصمت من جفائه التام لها.. اتجهت فيروز بخطوات واهنة وتوقفت بمقابلتهم عندما استمعت لصياح باسم... حمحمت ثم تحدثت قائلة
- إحنا عارفين إننا غلطنا.. بس مكنش قدامنا طريقة تانية، عملنا اللي نقدر عليه
ضيق عيناه وخطى إلى أن وصل وتوقف أمامها
- بتقولي إيه حضرتك.. عملتوا اللي تقدروا عليه.. هز رأسه مردفا بسخرية
- أيوة فعلا عملتوا اللي قدرتوا عليه، لما تروحوا توقفوا قدام الصحافة عند بيت جواد لحد ماأنا أوصل عشان تحرجوني ومقدرش أتكلم وأرضى بالأمر الواقع، وادخل معاكم على إنها لسة مراتي
رجع بخطواته يقف أمام حياة وهو واضعا يديه بجيب بنطاله وأمال عليها يهمس بصوتا كالفحيح
- أنا طلقتك يامدام وبعتلك ورقتك.. إيه هو العنوان طلع غلط ولا إيه
ثم رفع نظره يرمق فيروز بنظرات غاصبة وتحدث
- انا احترمتك في البداية عشان عرفت إنك عايزة تخرجي من القرف اللي محاوطك انما مخك الصغير دا يصورلك إنك تكسري قلب إبني فتبقي عايزة قتلك
هزت رأسها رافضة حديثه ثم تحدثت مفسرة
- انا معملتش كدا... رفع إصبعه على فمه باشارة ان تصمت.. ثم اتجه إليها وتحدث
- اللي متعرفهوش ياأنسة فيروز.. معرفش بقى آنسة ولا مدام، إن الراجل ممكن يسامح في أي حاجة إلا الخيانة،
اتجه بنظره لحياة التي تنظر للأسفل ومازالت تبكي بصمت وأكمل:
- مش شرط الخيانة تكون راجل لست، أو العكس.. الخيانة.. خيانة ثقة، خيانة عهد، خيانة قلب ادالكم الأمان وانتوا غدرتوا بيه
بدأت أنفاسه في الأضطراب وخفقاته تتسارع في سباق شديد عندما تذكر غدرها له ومن تلك الرسالة التي أدمت قلبه وأسقطت به للهاوية
رمقها بنظرة حزينة ثم أردف ماجعل قلبها ينزف بلا توقف عندما قال
- باسم أنا سايبة لك مصر كلها.. كرهت نفسي من وقت مابدأت تلمسني.. ودلوقتي اتمنيت الموت لما عرفت إني حامل في ابنك.. متخفش عليه لأني أصلا مش ناوية اجيبه للدنيا دي.. عارف ليه، لأنه جزء من أكبر واحد كرهته في حياتي، واحد مأخدتش منه الا انه دمرني ولعب بعواطفي.. ودلوقتي لو إنت راجل طلقني وياريت مدورش عليا "
أخرج الورقة.. ينظر إليها بسخرية ثم أشار إليها
- مش دا كلامك يامدام حياة ولا إيه، ولا ممكن يكون مذور وحد حب يلعب بيا
قبض على تلك الورقة بيديه ثم ألقاها بوجهها وأشار بسبابته
- إياكِ تقربي مني تاني.. اللي كان ممكن يشفعلك عندي هو ابني وبس وانتِ ضيعتيه.. وقبل ماتقولي حاجة آه .. اتجوزتك عشان الولد وبس.. قالها ثم تحرك ولكن قبل دخوله وقف ينظر لفيروز
- ابعدي عن جاسر.. واحمدي ربنا أنه شفعلك عندي ودلوقتي فيكوا ترجعوا مكان ماجيتوا..قالها ثم دلف المكتب
ظلت حياة بمكانها تنظر لسرابه بعدما أغلق باب المكتب تكبح غلالة دموع مقلتيها عندما علمت أنه لم يشفع لها.. اتجهتو متحركة للأعلى، أوقفتها فيروز
- حياة رايحة فين؟ انت مسمعتيش قال إيه!!
أنا مش همشي يافيروز... خليه يعمل اللي هو عايزه، لو عايز يجي يجرني ويرمني برة خليه يعملها بس لو قدر، طول ماقلبه بيدقلي مش هسيبه.. وهعرف ارجعه وأخد حقي اللي ابويا هدره هو ومدحت الكلب
انتهت من كلماتها المتألمة بعناء ثم غطت وجهها بكفيها وأنفجرت باكية
- أنا السبب لو كنت وثقت فيه مكنش دا كله حصل... اقتربت فيروز تضمها ثم تربت على ظهرها بحنان ثم اخرجتها من أحضانها
- ممكن تهدي عشان خاطر الولد.. وأديكي سمعتي إنه هيشفعلك لو الولد موجود
هزت رأسها رافضة حديثها
- أنا مش عايزاه يرجع عشان كدا.. عايزاه يرجع عشان يسمعني اللي سمعته منه وهو متخدر.. عايزة اسمع الكلام دا وهو بيبص في عيني يافيروز.. ميكونش مجبور عشان الولد.. ودلوقتي طلاقنا واقع اصلا ومش همشي من هنا وهعرف ارجع جوزي ليا من غير مايعرف بأبنه
ربتت حياة على كتف فيروز وأشار لذاك الملحق الذي كانت تمكث به وأردفت
- روحي غيري هدومك وارتاحي.. ومتتغطيش على جاسر، وبلاش تزعلي من اللي عمله النهاردة.. البنت بنت عمه وعادي أنه يضمها ويرقص معاها، يعني مش حب ولا حاجة.. واتاكدي أنه لسة بيحبك.. متصدقيش كلامه، زي ماانا متأكدة ان باسم بيقول كلام بس
أمتثلت فيروز لأمرها بحزن شديد ثم تحركت متجهة لغرفتها... أما حياة التي اتجهت لغرفته ودلفت تنظر بإشتياق لتلك الرائحة التي عبقت المكان بالكامل..
جلست على الفراش تتذكر لحظاتهم الحميمية مع بعضهما البعض.. تتذكر كلاماتها وهمساته التي كانت تدعي حينها إنها ليست إلا وليدة اللحظة.. ولكن بعد إصابته وهمسه بأسمها وأعترافه الكامل بحبها.. اروى قلبها بالعشق له.. ولكن كيف تعالج جرح روحه النازف
عند فيروز
دلفت لتلك الغرفة التي تركتها منذ شهرين عندما هجم عليهما ابن عمها ووالد حياة في تلك الليلة.. أغمضت عيناه بقهرا وتمنت أن يعود بها الزمن ولم تفعل مافعلته وجعلت من حبيبها عدوا لها.. انسدلت دمعاتها عندما تذكرته الليلة
كم كان جميلا في تمايله مع تلك الفتاه التي تناظره بحبا برئ لم تعلم لما شعرت بأعتصار قلبها وكأن احدهم يضغط بقوة عليه.. عندما شعرت بحب أحداهن وغرامها به.. عصرت قبضتها وضغطت على الفراش وصورته وهو يضم خصرها لم تفارق خيالها... ذهبت لما حدث عندما تذكرت
وقف باسم بجوارهما ورمقهما بنظرة هادئة وهو ينظر للمدعوين وتحدث
- هنحضر الفرح وبعدين احاسبك يامدام حياة على اللي عملتيه، وياريت ماتتدخليش فأي كلام يحصل كأنك مش موجودة.. ثم اتجه بنظره لفيروز
- متحاوليش تقربي من جاسر.. اصلي أنسى اني ظابط واتحول لشيطان.. لو فعلا عايزين تعيشوا وتعدوا الليلة على خير مش عايزة ابوظ الفرح يامهرجين... قالها متجها لجواد الذي تركهم وجلس بجوار غزل
بحثت بعيناها عنه بين الموجودين ولكنه غير موجود
اتجهت بنظرها لحلبة الرقص وجدت جاسر
يتراقص مع أحدهن ولكن لم تظهر ملامحها.. تبدو اقصر منه بكثيرا ولكنها ترتدي حذاء بكعب عالي
اتجه بأنظاره إلى باسم الذي رفع يديه يحيه.. كان يحادثها ويضحك ويلهو معها
ترقرق الدمع بعيناها عندما وجدت ابتسامته الخلابة لأحداهن تمكث بأحضانه وتطوق عنقه..
انتهت الرقصة ممسكا بكفيها ثم توجه لباسم يضمه ويحيه.. كان باسم يقف بجوارهما ولكن لم ينتبه جاسر اليهما.. جذب تقى ابنة عمه حازم وكان ينظر لباسم ويشير إليها ويحادثه... ظنت فيروز انه يتعارف عليها
لفت نظره وهو ينظر للموجودين.. هنا تقابلت نظراتهما للحظات.. ولكنه سحب نظره سريعا متجها للجانب الأخر عندما اشتعلت نظراته إليها بشكل صادم من وجودها
خرجت فيروز من شرودها عندما استمعت لرنين هاتفها... ابتسمت عندما وجدت اسم ينقش على شاشة هاتفها.. رفعت هاتفها سريعا وبصوتا باكي اجابته
- جا.. سر قالتها بتقطع
على الجانب الأخر أغمض عيناه بوجع وهو يسّب قلبه المأثور بحبها.. تنهد بوجع ولكن صدمها بسؤاله
- طلعتي في طريقي ليه تاني.. أنا مش حذرتك.. بتلعبي إيه المرادي، وازاي تتجرأي وتدخلي بيتي
شهقت عاليا ولم تستطع السيطرة على حالة التذمر التي أصابتها من كلماته التي ضغطت بما يكفي على اعصابها فأردفت بهدوء رغم ضجيج قلبها:
- هحاسبك ياجاسر إزاي توقف ترقص مع واحدة وتضمها... ازاي تتجرأ وتقرب من واحدة تانية غيري.. والله لأحاسبك ياجاسر وهاخد حقي منك... ودلوقتي اقفل لأني مش في حالة تسمح للنقاش العقيم
جحظت أعين جاسر.. ثم صرخ بالهاتف
- هموتك يافيروز لو شوفتك قدامي تاني.. سمعتيني هموتتتتتك.. قالها بصراخ عله يطفئ لهيب قلبه الذي يشتاق إليها بجنون عاصف
لا تعلم لما شعرت بالسعادة من صراخه.. أيعقل أنها سُعدت من أختراق صوته لروحها.. ولكنها شعرت بجمرة توضع على قلبها عندما استمعت لهدوء صوته وهو يردف
- اللي كانت في حضني دي خطبتي وهتكون مراتي.. يا.. صمت للحظات وأكمل
- مدام فيروز ثم أغلق هاتفه