غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 28 - 2
رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
غِنى بيجاد
نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
عند عز وربى
بعد وصولهما بفترة ومحاولات عز البائسة معها ولكنها باءت
بالفشل
طرق عليها باب الغرفة وتحدث بحزن على حالتها التي وصلت إليها بسبب
خوفها الشديد منه
- روبي حبيبتي ممكن تفتحي لي الباب ياقلبي ووعد من عز حبيبك
والله ماهلمسك طول ماانت مش عايزة
اطبقت على جفنيها وتحدثت ببكاء
- سامحني ياعز والله أنا معرفش مالي.. انا بس عايزة ماما.. هاتلي
ماما ياعز لو سمحت
هنا تذكر حديث جواد له
فلاش باك قبل زفافهما بيوما توقف جواد أمامه
- ياعز حاول تفهمني ياحبيبي.. البنت هتكون لوحدها وطبيعي تكون
خايفة.. فأنا بقولك لو هتقضوا أول ليلة هنا عشان لو حصل في الأمور امور معاها نعرف
نسيطر على خوفها.. وبعدين ماغنى قضت اول يوم هنا
هز رأسه رافضا الفكرة
- مستحيل ياعمو جواد.. اللي بتفكر فيه دا مستحيل.. ومتخافش انا
هعرف اسيطر عليها
أشار جواد إليه بغضب واردف
- أنا بحملك مسؤلية البنت ياعز.. لو حصلها حاجة مش هرحمك
خرج من شروده عندما استمع لصوت الباب يفتح وتطل برأسها منه...
وقف يتأملها بعين دامعة
ياله من قلبي المسكين.. من تلك الصغيرة التي ستهوى به للجحيم.. وجهها
الذي يضاهي نور القمر وعيناها الرمادية التي تحولت بلونها الأحمر بسبب كثرة
بكائها وانفها واحمراره
ارتجفت شفتيها محاولة الحديث ولكنها لم تقو على النطق...ضغط على
قبضته من مظهرها الذي اسرت نيران بأوردته..اقترب منها بحذر وأردف بهدوء:
- فيه حد يخاف من حبيبه..على فكرة كنت بهزر معاكي والله ماكنت
هعمل حاجة
القت نفسها بأحضانه وبكت بنشيج
- أنا آسفة ياعز متزعلش مني لو سمحت
ثم رفعت قبضتها المتكورة تضربه بصدره قائلة بوجع
- انت السبب..انت اللي وصلتني لكدا..لو مهجمتش عليا في اليوم اياه مكنتش
خفت منك
ترنح خطوة للخلف بأعين جاحظة وشفتين فاغرتين مصعوقا وكأن ماقالته
صفعه بقوة حتى أصاب صدره فنزف قلبه ولحظة توقفت دقاته العنيفة كأن الزمن توقف به
هنا
رفع ذقنها ينظر لمقلتيها.. وبأنفاس متقطعة
وشفتين مرتجفتين أردف
- معقول ياربى لسة منستيش اللي حصل.. بعد دا كله.. دا أنا عاقبت نفسي
بما فيه الكفاية
هزت رأسها ووضعت كفيها على وجهها تبكي بنشيج
- غصب عني ياعز إنت خوفتني
ابتلع غصة مريرة استقرت بجوفه عندما صعق من كلامها فكيف لها أن تخاف
منه.. هل يعقل ان تخاف من حبيبها وهو الذي يستطيع المجازفة بحياته ولا يرى
دمعاتها
ضغط على قبضته بعنف يحاول أن يسيطر على وجع آلالامه.. خطى إلى ان وصل
إليها يضمها لأحضانه يهمس لها ببعض الكلمات المطمئنة... ظلت لبعض اللحظات حتى
استكانت بأحضانه.. حملها متجها لفراشهما.. قام بخلع إسدالها بهدوء
- روبي متخافيش مني ياحبيبي هنام بس وصدقيني مش هقرب منك ابدا..
وحياة روبي عندي ماهقرب منك بدون موافقتك
كانت ترتدي رداء للنوم مثير للغاية.. أغمض عيناه عله يهدأ من دقاته
التي تتقاذف بصدره لو نظر أحدهم ليقول خارجا من سباقا عنيف
أحتوى وجهها بين كفيه مقبلا وجنتيها مزيلا دموعها بشفتيه.. يلمس
وجنتيها ثم أردف بصوتا مبحوح من كثرة مشاعره التي يشعر بها
- روبي ممكن تحضنيني.. او تخليني أخدك في حضني بس وأنا نايم..
متخافيش مش عايز غير حضنك
بدون مقدمات اقتربت منه ألقت نفسها بأحضانه وماكان منه إلا أن يجذبها
ليعانقها عناقا طويلا كغائب استعاد وطنه
❈-❈-❈
بعد يومين
دلفت غزل إلى جواد بمكتبه تفرك بأصابعها
رفع بصره إليها وجدها بتلك الحالة
اشار بيديه وتحدث
- تعالي ياحبيبي واقفة كدا ليه.. تحركت حتى وقفت بجواره تنظر
للأرض
جذبها حتى جلست على ساقيه.. يرجع خصلاتها للخلف.. هامسا بجوار
أذنيها
- وبعدين معاكي ياغزل.. مش عايزة تكبري خالص.. سامعك قولي عملتي ايه
وخايفة من العقاب
وضعت رأسها بعنقه وأردفت بصوتا حزين
- جواد مش أنا اللي عملت.. بنتك الهبلة
رفع ذقنها مضيقا عيناه ثم تسائل
- تقصدي إيه ياحبي.. بنتي انهي فيهم، ربى ولا غنى
مسدت على خصلاته تمشطها بأناملها ثم تحدثت
- شعرك أبيض ياحبيبي.. وبقيت تطير العقل
رفع حاجبه بسخرية
- لا وحياة إيه.. وياترى لسة واخدة بالك ولا غزالتي بترمي كلامي إني
كبرت وبقيت عجوز..
اقتربت تهمس بقرب شفتيه
- لا ياحبيبي دي غيرة وغيرة بجنون.. وعارفة إنك كل مابتكبر بتحلو عن
الأول.. فخلي بالك أنت ممكن تبقى جدو بعد كام شهر.. يعني تلم نفسك ومتفكرش إني
عديت الست المسهوكة اللي رمت نفسها في حضنك قال إيه داخت وكانت هتوقع..
ياريتها وقعت واتكسرت رقبتها المعصعصة دي عاملة زي العصاية اللي
متعاصة لحمة
قهقه بصوتا مرتفع عليها.. ملتقطا ثغرها بقبلة عنيفة على طفولية زوجته
التي ستهلكه لا محالة
هدأ وقطع وصلة ضحكاته ثم وضع وجهها بين كفيه ورفع حاجبه بسخرية
وتسائل
- هاتي من الأخر ياغزول وقوليلي روبي عملت إيه في عز.. اقترب
وهمس
- ويارب يكون اللي في بالي عشان اشمت في عز
لكزت بصدره
- حرام عليك ياجواد حط نفسك مكانه.. بنتك طلعت هبلة وهايفة اوي..
بتكلمني وقال إيه بتلعب بالقطة وعز نايم
ضحك جواد بصخب وأردف:
- ليه الحيلة مقدرش عليها..
قطبت مابين حاجبها وتسائلت
- اوعى تكون شمتان.. انت شمتان فيه؟
زفر جواد بغضب ونهض متجها للنافذة ينظر بهدوء
- أنا مش شمتان ولا حاجة.. أنا عارف عز ساعات بيتصرف بغباء كتير غير
أنه متسرع ومابيتحكمش في غضبه.. عشان كدا حاولت أنه يقضي اول ليلة هنا
استدار ينظر إليها مستكملا
- ومين من البنات مبتخفش ياغزل وبتكون عايزة حد يشعرها
بالأمان..اقترب ينظر لعيناها وأردف
- نسيتي نفسك يازوزو ولا إيه..رفع ذقنها وأكمل تعرفي الولد بيجاد على
أد ماهو منحرف ومش عجبني بقلة أدبه إلا أن دماغه بتعجبني بحسه قريب مني بيفكر قبل
مايتسرع..يعني واحدة بإنهيار غنى لو حد تاني ماكنش يقدر يغيرها كدا...ورغم إن
بيجاد ميعرفش غنى بقاله فترة دا كل الحكاية كام شهر ..أما عز اللي يعتبر قعد
مع رُبى أكتر ماهي قعدت معانا مش عارف يتعامل معها..دا جحش كان هيضيعها
بغضبه
امسكت كفه وتحدثت
- كلمه ياجواد..أنا بجد مضايقة من وقت مارُبى كلمتني
- خليه يستاهل عشان ميعمليش فيها اسد بعد كدا
دلف صهيب بوجه يكسوه الحزن ثم اتجه بنظره لغزل
- غزل عايز جواد في موضوع مهم ممكن تسبينا لوحدنا
أومأت برأسها وتحركت مغادرة
جلس جواد يطالع صهيب بنظرات صقرية ثم أردف:
- سامعك ياصهيب..إيه اللي حصل موصلك لكدا
رجع بجسده على المقعد..ثم أغمض عيناه بحزن وأردف
-" جنى " ياجواد
- مالها؟ تسائل بها جواد
استدار بجسده ينظر لعيناه بقوة
- عايزك تجوزها لجاسر
بعد عدة أيام
ذهب جواد لزيارة ابنته بالأسكندرية.. وهناك استمع الى ماصدمه
- فيه واحدة برة إسمها تاليا ومعها طفل صغير عايزة تقابل حضرتك
-" تاليا " تسأل بها بيجاد.. ثم تحرك متجها إليها وجدها
تقف وتحمل طفلا يصل عمره سنة ونصف السنة..
- تاليا.. خير إيه اللي فكرك بيا
نظرت اليه ثم لغنى وتحدثت
- بيجاد أنا مكنتش ناوية أجيلك.. بس حقيقي تعبت من المسؤلية..
ودلوقتي جبتلك ابنك تربيه لأني مش اد مسؤليته
جحظت عيناه من حديثها ثم تسائل بذهن مشوش
- معلش آسف ابن مين.. هو أنا سمعت غلط ولا ايه
عقدت ذراعيها أمام صدرها وأردفت
- مابلاش تمثيل يابيجاد... أنا وإنت عارفين نتيجة غلطنا ودلوقتي
الولد عندك اهو.. ولو عايزين اقعد معاه معنديش مشكلة.. و
قاطعها صارخا كالمجنون عندما نظر لغنى التي شحب لونها بالكامل..
وكأنها فقدت الحياة... أسرع ريان وجواد على صراخ ابنها وجدوا يمسك بنت يهزها
بعنف.. نظر جواد لأبنته الذي تغير وجهها.. وأصبحت لا
تشعر بما حولها ولكن أفاق من تحديقه بها وهو يستمع لتلك البنت التي
أردفت
- الولد دا ابنه وهو بيتبرى منه.. انا جيت لحضرتك ياباشمهندس مرة
تانية اهو
نظر بيجاد لوالده الذي هرب بانظاره بعيدا.. بينما جواد الذي ذُهل من
حديثهما
تحرك بيجاد بغنى..متصدقيش اي كلام سمعتيني.. البنت دي كدابة.. رفع
نظره لجواد.. دا كدب.. انا معرفش ليه بتتبلى عليا... اتجه بنظره لغنى التي تبكي
بإنهيار ثم جذبها وخرج سريعا متجها لمنزله
أما جواد الذي وقف ينظر لريان بذهول وتسائل
- ايه معنى الكلام دا ياريان... ابن مين؟
بيجاد عنده ولد
صاح ريان على العاملة... وأشار بيديه
- خدي تاليا دخليها جوا.. ثم اتجه بنظره لجواد وأكمل
- هتكلم شوية مع حضرة اللوا واحصلكم
أومأت العامل برأسها وتحركت متجها بتاليا للداخل
جلس ريان يفرك جبينه بقوة وأردف
- أنا عرفت بالموضوع يوم كتب كتاب أوس وياسمينا..محبتش انكد عليكوا
وقولت أتأكد الأول..وفعلا أخدت عينة من الولد ومني وعملت التحليل والنتيجة هتظهر
بكرة..مستني أعرف النتيجة الأول
استمع جواد بذهول وكأن أحدهما صفعه بقوة حتى أختل توازنه..جلس
بعدما شعر بدوران الأرض حوله.. وفقد القدرة على الوقوف
رفع بصره لريان وتسائل
- ولو الولد ابنه.. ايه وضع بنتي.. تفتكر أنا هرضى بالوضع دا
أغمض ريان عيناه بقهر من افعال ولده في بداية حياته.. ثم اتجه لجواد
- جواد انت كنت عارف كل حاجة عن حياة بيجاد.. وحياته كانت إزاي انا
مش مسؤل دلوقتي عن سؤالك وحط نفسك مكاني.. الولد دا لو حفيدك هترميه حتى لو جه
بطريقة غلط
هز جواد رأسه بعنف وبدأ الرعب يتسلل إلى قلبه من قدر إبنته التي لم
تجني غير الوجع
نهض واقف والخوف يتملك منه ويدعو الله في قلبه أن يمر الأمر على
إبنته دون ألما لقلبها وألا يكون الولد ابن بيجاد
وقف ريان امامه وتسائل
- جواد رايح فين.. إحنا هنتغدى مع بعض
هز رأسه ورد بصوتا جاهد أن يكون متزنا عندما شعر بإختناقه
- لا هتمشى شوية وأستنى أوس لما يرجع مع ياسمينا.. قوله مستنيه عند
بيجاد
قامسكه ريان من كتفه وأردف
- بيجاد مش هيتنازل عن غنى.. عشان خاطري بلاش تتقابلوا دلوقتي.. انت
شوفت عمل أي.. ممكن النقاش بينكم في الوقت دا يزعلكم من بعض.. سيب غنى ياجواد
خليها تقرر مع جوزها ولو الولد ابنه أنا بوعدك عمري ماهظلم بنتك ابدا.. وخليك
متأكد انك مستحيل تقدر على بيجاد أنك تاخدها منه
تحرك جواد دون حديث.. كالتائه المشتت قلبه يأن وجعا ويحترق على
أبنته.. حاول أن يتنفس ويسحب كم من الأكسجين لرئتيه المتألمة الذي شعر
بأختناقها
❈-❈-❈
عند اوس وياسمينا
كان يتسطح يضع رأسه على ساقيها ينظر للأمواج التي تصطدم بالشاطى
بالقوة كعاصفة شديدة تغدر بسكان البحر
وضعت ياسمينا كفيها تتخلل أناملها بخصلاته السوداء الناعمة مما أدى
إلى أغلاق جفنيه مستمتعا بحركة أصابعها ثم اردفت
- أوس هتستلم شغلك في الشركات ولا ناوي تعمل شغل لوحدك زي عز
وجاسر
اعتدل بجسده ينظر إليها
- مين قالك عز وجاسر عاملين شغل لوحدهم.. هم فكروا الأول لكن بابا
رفض.. قال لازم نكون دايما مترابطين مع بعض.. قال ممكن اكتبلكم اسهم بأسمائكم بس
مفيش خروج من مجموعة الألفي.. ورفض سفر عز
زفر بغضب وأكمل
- انا كان نفسي يكون ليا كيان لوحدي لكن بابا رافض الفكرة نهائي..
ورافض موضوع السفر دا.. قال لما متلقوش تاكلوا وقتها يبقى اتغربوا.. حتى خلى عمو
سيف وعمو حازم يستقروا بمصر وكل فترة يتابعوا بس وهم هنا مش برة
هزت رأسها بموافقة وأشادت بحديثه
- تعرف أنا بحب جو العيلة دا اوي.. بحس بدفئ غير طبيعي.. غير أنك
متزهقش وتحس إنك وحيد
اقترب يهمس لها
- ومين قالك ياحبي إني هخليكي وحيدة.. دا أنا هتلاقيني اربعة وعشرين
ساعة في حضنك
لكمته بصدره وأردفت بخجل
-بطل قلة ادب.. عيب والله الكلام دا
جذب رأسها ومازال على حالته واقترب يلتقط ثغرها بقبلة ناعمة.. حتى
سلب أنفاسها بالكامل
فصل قبلته رنين هاتفه... حمحم حتى يهدأ ويعود لطبيعته ثم أجاب والده
- أيوة يابابا... قطب مابين حاجبه وتسائل
- هنرجع مصر دلوقتي يابابا..
أجابه جواد على الجانب الأخر
- مستنيك ياأوس خمس دقايق وتكون عندي
مط شفتيه للأمام بتذمر ناظرا لزوجته التي توردت خدودها..
رفع أنامله وضغط بأصبعه يقرصها
- والله الفراولة دي عايزة تتاكل بس للأسف على رأي عز.. جواد الألفي
عامل زي الردار بيحس بقلة الأدب
قهقهت ياسمينا تلكمه ثم أردفت
- متقولش كدا على عمو جواد دا حبيبي
لم يدعها تكمل حديثها والتقط ثغها يقبلها قبلة عنيفة لما خرج من
فمها.. حتى تورمت شفتيها
- عشان تقولي على راجل تاني حبيبي
دفعته بقوة وانسدلت دمعاتها وتحدثت بصوت باكي:
- حرام عليك ياأوس دا ابوك
رفع سبابته أمامها وتحدث بحذر
- حتى لو يا ياسمينا.. مبحبش تخطي الحدود.. متخرجيش شيطاني وغيرته
عليكي
نهض اوس دون حديث متجها للشاطئ
- ودلوقتي تعالي عشان اوصلك.. لازم ارجع القاهرة دلوقتي
ضغطت على كفيه وأردفت:
- انت زعلت.. مش قصدي ازعلك والله
استدار يضمها لأحضانه مربتا على ظهرها
- لا ياحبيبتي مش زعلان منك.. يارب انتِ متكونيش زعلتي مني.. وضع
وجهها بين كفيها وتحدث
- ياسمينا من كتر حبي فيكي بغير عليكي.. بلاش تخرجي
شيطان غيرتي وأزعلك مني حبيبي
وضعت رأسها على صدره وأردفت
- مش زعلانة بس ملحقتش اشبع منك.. انت لسة جي من شوية.. ليه عايز
ترجع بسرعة كنت بتقول هتبات
قبل جبينها وأجابها
- صوت بابا مش عاجبني.. اكيد فيه حاجة حصلت مخليه زعلان
ومينفعش اسيبه يرجع لوحده
رفع ذقنها واقتطف قبلة سريعة واكمل
- آسف ياقلب اوس.. هعوضك يومين كدا واجي لك تمام
اومأت وتحركت بجواره متشابكة الأصابع
بعد عدة أيام
بفيلا بيجاد وغنى
استيقظ على رنين هاتفه.. فتح عيناه وجد معشقوته.. تغفو بعمق على
صدره... رفع خصلاتها التي تغطي وجهها وازاحها حتى يرى نور يومه.. ثم التقط قبلته
الصباحية.. فتحت عيناها مبتسمة
-صباح الخير ياحبيبي... مسد على خصلاتها بحب واجابها
- صباح الحب ياروح حبيبك
رجع لهاتفه الذي لم ينقطع عن الرنين.. اعتدلت تنظر إليه
وتسائلت
- مين بيكلمك دلوقتي يابيجاد
زفر بهدوء وأجابها
- دا بابا.. رفع الهاتف وأجابه
- ايوة يابابا...
حاضر نازل عشر دقايق اخد شاور
اعتدلت غنى تستند بظهرها على الفراش وتسائلت:
- هو عمو ريان تحت
أومأ براسه.. ثم أمال وحملها بين ذراعين متجها للمرحاض
- ميعاد الشاور جه.. هزت ساقيها معترضة
- بيجاد عايزة أنام لسة.. روح انت خد شاور، وأنا لما أفوق
هز رأسه رافضا الفكرة
- شكلك نسيتي العهود اللي مضيتيها ياحبي،.. بعد فترة هبط بيجاد
لوالده بالأسفل
دلف وجدوالده يتناول قهوته.
- صباح الخير يابابا.. إيه اللي فكرك بيا على الصبح كدا..
نصب ريان عوده واتجه يقف أمامه واضعا ظرفا بيديه.. ولكن سأله
- جتلك عشان اديلك دا.. قبل مامراتك تصحى... وتشوف هتعمل إيه
قطب مابين حاجبه ثم رفع الظرف ينظر اليه
- ايه دا؟
جلس ريان وأشار للظرف
- افتحه وانت تعرف ياكابتن
فتح المظروف الذي بين كفيه.. ولكن نظر لوالده وتكاد تخرج مقلتيه من
محجريها وقلبه اوشك ان يتوقف من هول الصدمة
هز رأسه واردف بهدوء رغم صعوبة الموقف
- ايه دا.. دا هبل على الصبح
نهض ريان من مكانه وتوقف أمامه يشير بأصبعه على ورقة التحليلDNA
ايه ياكابتن اللي مش مفهوم في التحليل
الولد ابنك ياكابتن وأنا عملت التحليل من يومين لما انت اصريت إن
الولد مش ابنك والبنت متأكدة انه ابنك حبيت اقطع الشك باليقين
ايه هتنكر التحليل وقبل ماتتكلم التحليل معمول عندنا في المستشفى..
وطبعا الدكاترة بتوعنا لاغبار عليهم ودلوقتي ياتصلح غلطتك وتكتب على البنت وبعدين
عايزة تطلقها براحتك عشان نثبت الولد.. يااما ماشوفش وشك تاني وأنا ههتم
بحفيدي
وقف وكأن الأرض تميد من تحت أقدامه.. حاول أن يتذكر ماصار بتلك
الليلة.. مسح على وجهه بعنف وهو يصيح لوالده
- وأنا بقولك الولد دا مش ابني.. ايه عملتها وأنا نايم ومتخدر ولا
ايه
رمقه ريان بغضب وصاح بوجهه
- لا ياحبيبي وانت سكران.. إيه نسيت بلاويكي، وياما حذرتك واهو من
اعمالك سلطت عليك
نظر ريان وبيجاد خلفه عندما استمع لسقوط شيئا مما ادى لتهشمه.. وجد
غنى تقف على باب الغرفة وجسدها يرتعش بعدما استمعت لحديثهما وسقطت القهوة من
يديها
انقبض قلبه جزعا من مظهرها.. وشعر بشيئا حاد يخترق صدره عندما وجد
دموعها تتساقط بغزارة وتهز راسها بالرفض لما استمعت إليه
هرولت للأعلى تسبقها عبراتها التي فرشت الطريق أمامها وكلمات ريان
المؤلمة التي عصرت قلبها دون رحمة تتردد باذنها.. مما أدت إلى تدفق عبراتها اكثر
وأكثر..
دلفت غرفتها سريعا وأغلقتها خلفها.. ثم جثت بركبتيها تبكي بنشيج كما
لم تبكي من قبل وهي تضع قبضتها على شقها الأيسر الذي صرخ من الألم المفرط
وضعت كفيها على فمها تمنع شهقاتها المرتفعة عندما استمعت لبيجاد من
خلف الباب
- غنى.. افتحي الباب حبيبي، والله الكلام دا مش حقيقي، خلينا نتكلم
وبعدين نتفاهم والله ياقلبي ماحصل حاجة من اللي في بالك
أطبقت على جفنيها وعبراتها تنسدل كالشلال دون رحمة حتى غسلتها
بالكامل
تحاول أعادة تنظيم أنفاسها التي سُحبت بالكامل وشعورها بفقدان
الحياة
وقف بالخارج يضع رأسه على باب الغرفة ونيران ملتهبة تحرق احشاؤه من
الداخل وتبعها صدمة مميتة لقلبه عندما استمع لصوت بكاؤها وحديثها الدامي
- حبيبي لو سمحت عايزة اقعد مع نفسي شوية.. ممكن تسمح لغناك حبيبتك
تقعد مع نفسها شوية
اجتاحت اوردته خوفا عليها بعدما أردفت بكلماتها ورغم بكائها ولكن
حديثها وهدوئها
اخافه بشدة
طرق على الباب عدة طرقات ثم تحدث
- طيب أطمن عليكي ووعد أمشي على طول.. وحياة غنايا هطمن عليكي
وأمشي
آهة خفيضة خرجت من فمها وحدثت حالها
آه لو تعلم حبيبي كم تشعر ب آلام قلبي هذا الشعور والذي كسكين بارد
نحرني ببطئ مما أدى لتمنيه الموت والهروب من هذه الحياة المؤلمة
ظل بيجاد يطرق على الباب بشدة حتى شُحذت قوتها وفتحت الباب
تلقفها بلهفة وقلبا ينتفض ذعرا عندما وجد انتفاخ عيناه.. جذبها بقوة
لأحضانه وكأنه حضن الوداع.. طوقت خصره بقوة تضع رأسها بحضنه تبكي بنشيج مزق قلبه
أربا
نقش الخوف بأوردته حتى صار جسده يرتجف مثلها.. شدد من احتضانها
فعانقته، ثم رفعها واتجه للفراش يدثرها.. ثم ذهبت بالنوم هروبا من واقع مؤلم ألقى
بها بغيبات الجب
أطبق على جفنيه بألم ثم أطلق آهة من أعماق قلبه.. ظل يمسد على
خصلاتها في محاولة لتهدئة شهقاتها التي كانت تصدرها بمنامها..
❈-❈-❈
مساءا امسكت هاتفها
- أيوة ياماما.. عايزة منك طلب ولو بتحبي غنى تقنعي بابا بيه
ظلت تحادث والدتها فترة ثم اغلقت عندما استمعت خطوات أقدامه
أمام باب الغرفة
دلف يحمل طعامها وهو يبعد بنظراته عنها
وضع الطعام على طاولة دائرية صغيرة ثم اتجه يجلس بجوارها.. أنحنى
يقبل جبهتها وتسائل
- عاملة ايه دلوقتي ياقلبي؟
هزت رأسها بأبتسامة صنعتها بأحتراف
- كويسة حبيبي.. هقوم أكل واخد شاور لما تعمل رياضتك
صمت للحظات يحاول يقتنع بكلامها.. أمسك كفيها يقبلها وأردف
- غنى لازم نتكلم في اللي سمعتيه
اقتربت تطوق عنقه وابتسمت بدلال ثم رفعت كفيها لزر قميصه
- أنا قولت لك قبل كدا مش هعاتبك على ماضي مكنتش موجودة فيه
يابيجو
تلاقت نظراتهما للحظات.. ولأول مرة يتوه بعيناها التي لا تعبر عن
كلماتها.. ورغم ذلك أستقام بوقفته وخرج بخطوات واهنة مشتتة لايعلم لماذا يشعر
بوجود خطب ما
خرج ولم يتحدث أما هي فنهضت تناولت طعامها بهدوء.. ثم اتجهت للمرحاض
تنعم بحماما دافئ عله يهدأ من وجع قلبها
ظلت فترة طويلة تنعش نفسها كأنها تزيل آلالام قلبها.. ثم خرجت بلبس
الحمام متجه لغرفة الملابس.. تبحث في ملابسها بإهتمام لتجعل هذه الليلة
نهاية للألم المفرط الذي اجتاح كل خلية بجسدها.. وروحها التي تمزقت.. تحولت
عبراتها تضرب وجنتيها مرة أخرى أزالتها بقوة.. وانتقت من ثيابها مااجملها وأملس
نعومتها.. بلونه الخلاب الذي يعشقه زوجها.. وطوله الذي يجعلها قديسة له...
وماانتجه قلبها ستترك آثار له لم ينسها امدا كاملا.. فالغيرة تتأكل أحشائها عندما
تخيلته مع تلك العاهرة.. وقلبها الذي يدمي كلما تذكرت لحظاته معها.. أكان يتعامل
معها كما يتعامل معي.. ضغطت بكفيها على ذاك الثوب الذي أقسمت أن تجعله يتمزق بلهيب
نيرانه على خداعه وكذبه
انتهت من أرتدائه وزينتها بالكامل التي جعلتها كالملكة.. استمعت
لخطواته.. وندائه عليها
- أنا بغيّر هدومي حبيبي.. ادخل خد شاور لما أخلص..
دلف بيجاد ومازال عقله يفتك بما تفعله.. خلل أنامله بخصلاته يكاد
يقتلعها من شدة تفكيره.. أطبق على جفنيه وتحرك متجها للمرحاض.. وبعد دقائق خرج يلف
نفسه بمنشفة.. ويجفف خصلاته بأخرى صغيرة
تيبس بجسده ووقف متصلبا ينظر لتلك النجمة التي سقطت عليه من
السماء
خطت بعض الخطوات بقدميها العاريتين نحوه بإغواء متعمد جعلت
أنفاسه تتعثر بصدره بكل ماتحمله من انوثة
خطى إليها بخطوات سلحفية..تقابلت النظرات بإشتياق كأشتياق دام بالبعد
لسنوات.. ومع كل خطوة منها تجعل أنفاسه عزفا منفردا لا يستمع احدا سواها...
أقترب يعانقها بنظراته وانفاسه الهادرة التي تلفح بشرتها البيضاء
المختلطة بحمرة لذيذة.. ورماديتها.. وآه من رماديتها التي تجعل دقاته ترانيم
عازفة...
دنى بهدوء وأمسك كفها وبحركة دائرية جعلها تلتف حول نفسها ليتطاير
ثوبها الدائري القصير كراقصي الباليه ليكشف عن ساقيها المرمر.. ودوران خصلاتها
جعلها كحورية تخرج من البحر ليقع غريقا بعشقها
حبس انفاسه داخل صدره ضاغطا على كل عصب في جسده.. من طلتها التي
اشعلت نيرانه
رفع أصبعه يتحسس بشرتها الناعمه.. مما اصابت كليهما بقشعريرة لذيذة..
أمال برأسه وقلبه الذي أصبح كالمطرقة يكاد يتوقف من تسارع نبضاته.. انحنى يبعثر
قُبلاته على وجهها بالكامل
اتجه لشفتيها ليقتنص قبلة اعادت روحها التي هدرت منذ الصباح رفعت
ذراعيها تحيط عنقه وتخلل اناملها الرقيقة وسط خصلاته وبعد وقت ليس بالقليل من
قبلته ابتعد عنها طلبا للهواء
رفع سبابته يتلمس شفتيها... وأردف
- عارفة شفايفك بالنسبالي ايه
رفعت عيناها وانتظرت أجابته فأردف
- جرعة هروين للمدمن.. وكأس خمر للمخمر حد النخاع.. دخلتي لشرياني
وتمكنتي من قلبي برقتك ودلالك.. حتى بقيتي نفسي اللي بتنفسه
وضعت رأسها على صدره تقاوم دمعة متحجرة بعيناها ثم أردفت بصوتا جعلته
ثابتا بعض الشئ
- وانت نبض قلبي يابيجاد.. كل دقة بأسمك لوحدك
اغمض عيناه بإنتشاء من كلماتها التي هدأت من روعه
تدومي ليا قلبك ونبضه ياغنايا
بحبك بجنون عاشق حد الثمالة
وضعت رأسها على دقاته وأردفت
- خلي دايما كل دقة بقلبك لغناك.. أوعى تنساني ابدا حبيبي ويوم
ماتنسى غنى او قلبك يقل دقاته ليها.. يبقى طلقني يابيجاد
وقتها هسامحك وهعرف أني موجودة في قلبك وحبيت تسعدني
ثم ضغطت بقوة تعانقه تود لو تدلف إلى قلبه وتظل العمر كاملا
قابل عناقها بقوة أكبر عندما استمع لهمسها
- بيجاد اعتبرني عروستك الليلة وعيشني ليلة عمرنا ماننساها.. تقدر
حبيبي... بجد محتاجة ليلة من نوع خاص تبقى ذكرى بينا للابد.. وكأنها ليلة
وداع
قُبض قلبه بشدة من كلماتها وتحدث
- مفيش بينا وداع طول مافيا نفس حتى لو هزار ياغنى سمعتيني
قالها عندما وضع وجهها بين كفيه ودخل بها أسوار جنته لينعم بهى نعيما
ابديا... فهل سيكون نعيما ابديا حقا ام سيزول للأبد
يتبع...