-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 23

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الثالث و العشرون



خلص كرار كلامه مع شوقيه، وبدال ماكان هيقلع جلابيته ويرتاح شويه ففرشته نزل تحت وراح على ابو دراع وقعد جاره وهو عيرعى غنماته، 

وكالعادة سكت متكلمش على امل ان ابو دراع هو اللي يسأله مالك ولو لمره وحده كيف زمان، او حتى يحس بيه ويعرف اللي فيه من غير كلام ويطبطب عليه، لكن للأسف ابو دراع بقي ابعد مايكون عن الاحساس بيه، صوح هو لساه صاحبه وجاره وعيقدمله النصيحه، لكن فنفس الوكت حاسه جلاده اللي واقفله بالكورباج على اقل غلطه ويفضل يجلد فيه لما يخلى روحه تفرفح اكتر ماعتكون مفرفحه من الغلب، وبالذات بعد حادثة شوقيه.. 

وبعد فترة سكوت اتكلم كرار لحاله كالعادة وبحده سأل أبو دراع:

ماتدبرني ياصاحبي اعمل ايه، الخلق داق والقلب مبقاش متحمل الهم اللي هو فيه.

رد عليه ابو دراع وقاله:

والله الهم مجاش من طريق ونص وجالك، الهم انت اللي جبته لروحك لما ظلمت مخلوقه غلبانه فلاول لا حول ليها ولا قوة، 

ومن بعدها رحت جبت وحده مش من توبك ولا توالمك وعماك العشق ولفتك على صباعها الصغير ودهولتك دهوله وسلمتها دقنك وحالك ومالك، ورقبتك حطيتها تحت جزمتها، وفي الاخر لبستك خاذوق طلع من نافوخك، وظلمت روحك في كل مره قهرت البريئه ورميتها بتهمه زور وطعنت فعرضها وشرفها وحرمتها من اهلها وحرمتهم منها، وربنا جازاك باللي إنت فيه ديه دلوك، وياريتك اعتبرت من اللي جرالك، الا له ظلمك وطغيانك واصل لعيله صغيره موريها الويل وكاسر نفسها من يوم ماخلقت عالدنيا، وكل ديه ومعاوزش ربنا يوجع قلبك؟ 

له دانت يتوجع قلبك ويتوجع بدنك وكل شي فيك، واديك عتدوق من كاس المرار اللي دوقته للناس،شوف دلوك آني فبيتك ايه ومخليها على ذمتك من بعد مااتوكدت من نجاستها، شوف عتعمل فيك ايه وهي العايبه وانت الحق معاك، بالظبط زي ماعملت فشام عيتعمل فيك، ولسه ياكرار ربك عادل ومعيفوتش مثقال ذره وعذابك لساه مطول وكبير.

خلص كلامه وقام يهش غنماته لمكان تاني ياكلوا فيه، وهمل كرار يفرفط من الغلب والقهر والحزن المغلي اللي ساقط فيه لشوشته وملاقيلوش منيه منفس، وغير دول ودول مقادرشي يعمل اي شي نفسه فيه من خوفة يخسر نفسه وكل حاجه، وأولهم شام اللي بقى يتمناها حتى فأحلامه ومطايلهاش، وكل مايتفكر كلام امه اللي قالتهوله وتحذيرها ليه، والفرصه اللي ضيعها من يده يوبقى هاين عليه يضروب روحه بالبولغه اللي فرجله.

❈-❈-❈


أما شوقيه فبعد مانزل كرار قعدت علي السرير وبصت بعيد وهي مغمومه من الحال اللي وصلتله مع كرار، واللي صوح هي فيه اللي سايده الموقف وكل شي فيدها، لكنها خسرت محبة كرار ليها واحترامه وتقديره، وطلعت من قلبه نهائي ودلوك هو مغصوب عالعيشه معاها ومخليها فبيته بالغصب واللي غاصبه الاملاك وخوفه علي نفسه، غير إكده كان زمانها مرميه في الشارع بفضيحه من زمان، 

وجزت على سنانها وهي عتتحلف لحوريه تدوقها الويل اكتر واكتر كيف ماهي دايقاه من بُعد كرار عنها دلوك.

وغمضت عيونها وهي عتتخيله عيبص لشام دلوك بعين قويه وبدون خوف منها وعيتملى فجمالها، من بعد ماكان الأول عينه يخاف يرفعها عليها ، واتفكرت المرات اللي كانت عتعاتبه فيها زمان وتحاسبه من غيرتها عليه وكيف كان رده عليها وكتها وتقارنه برده عليها دلوك.


شوقيه:

كنت فين واتأخرت ليه وانت طالع من تحت؟؟ايه حودت علي الموطبخ لحبيبة القلب المهببه المدخنه ولا ايه؟

كرار وهو عيقرب عليها بالهداوه وبابتسامه حنونه رد عليها:

عمرها ماكانت حبيبه ولا في القلب غيرك وانتي خابره ديه زين!!. بس لازمن تسمعيني كلمتين سم البدن دول كل مره اعاود فيها البيت! متعرفيش تستقبليني بضحكه ولا كلمه حلوه كيف الحريم واصل؟؟.

شوقيه بحده:

قصدك مين بالحريم؟ تقصدها هي مش إكده؟ 

كرار:

- يابوي هي مين ؟وهي دي من ضمن الحريم! طب بذمتك عمرك حسيتي اني حاسبها مره؟

 تعالي بس اهنه وريني ايه اللي لابساه الحلو اللي عيزغلل العين  ديه ياملكومه ولايق علي عودك وهياكل منك حته!!.


شوقيه:

متاكلش بعقلي حلاوه يامقاول! عشان معاكلش من الحديت ديه!! آني مشايفهاش من ضمن الحريم هاه؟ 

بأمارة ديك المره اللي ظبطتك فيها معاها في الموطبخ وانت عتتطلعلها بلهفه!! وكأنك مشتهي صنف الحريم من سنين ومحداكش مره تملا العين وتسر الخاطر!!.. بس هقول ايه اللي عينه فارغه معيملهاش غير التراب.

كرار بزهق:

طيب بلاها من الحكي ديه عشان مسمعكيش الكلمه اللي عتزعلك وتخليكي تتمغصي.!!

شوقيه بتهديد:

 عارفاها زين الكلمه.. انها مرتك زي ماني مرتك مش إكده؟ طيب قولها وطلعها من خشمك وشوف ايه وكتها اللي هيحصلك ويحصلها من قبلك!!ويلا شوفلك موطرح تاني بيت فيه ليلتك عشان اني زعلت واتمغصت ومغصتي واعره وانت خابر!!. وانت اللي جبته لحالك!! 

كرار وهو عيتحرك من قدامها ناحية الباب:

-تمام.. وانتي كمان اللي جبتيه لحالك وخليكي فاكره.

ويادوبه وصل الباب وهيمد يده عليه اتبسم وهو عيحس بيها عتخبط في ضهره واديها عتحاوط وسطه وتقوله بوعيد:

طب والله ياكرار الزفت ماهتنزل وليلتك مش فايته النهارده. 

فالف عليها كرار وهو عيضحك وبص فعنيها وقالها:

اللي مش كد الكيد ميلعبش ياشوشو، ماقولتلك من لاول بلاها غيره ماسخه وقفلي عالكلام مسمعتيش الكلام، واديكي جيتي بالعين الحمره اللي مليكيش غيرها. 

قالها وبحركه سريعه شالها واتحرك بيها وهي حاوطت رقابته بتملك كيف مايكون طير وخايفه يفر منيها ويروح لغيرها. 


فتحت شوقيه عنيها وفاقت من سرحانها على حس ولدها اللي عينادي عليها وماسك فطرف توبها وعيشد فيه، ورجعت من احلى ايام حياتها مع كرار لأتعس الايام اللي عايشه فيها دلوك، وديه بسبب الغلطه اللي عملتها من غير تفكير فلحظة ضعف وحنين وخسرته بسببها. 


❈-❈-❈


عند عبد الصمد فبيته

دهب:

همله ياعبد الصمد تاخدهوش معاك احسن تجراله حاجه ديه واد شقي معيقعدش على حيله

عمران: اني زعلان منك ياستي ومش هحدتك تاني عشان عتقومي جدي علي


دهب: ياستي اني خايفه عليك والله، جدك صحته على كده ومهيقدرش يحرسك وانت مفطفط وابوك مقاعدشي هو وامك في البندر النهارده، اقعد معاي استناهم هيجيبولك حاجات حلوه وهما معاودين. 


عمران وهو عيمسك فاسه الصغير:

له رايح مع جدي يعني رايح، وبعدين اني هساعده، فطفطة ايه ياستي اللي هتفطفطها يعني. 

عبد الصمد ضم عمران عليه ورد على دهب وقالها:

همليه يادهب عمران بقى راجل، فطفطة ايه وحنجلة ايه بس اللي عتقولى عليها داي. 

خلص كلامه وخد عمران واد بته وطلعوا عالغيط، وهناك ابتدوا يفلحوا في الغيط على كد حيلهم هما التنين لحد مايعاود السيد وهو اللي يفلح في الارض كيف مامحتاجه. 

وبعد شويه وقف عمران ورمى الفاس في الأرض وبص لجده هو وعيمسح عرقه وقاله:

جدي عطشت هروح اشرب من الطرمبه واعاود. 

عبد الصمد:

له تروحش الميه في الجركن اهي اشرب لغاية ماتقول يابس. 

عمران:

له مية الجركن حاميه، اني عحب اشرب من خشم الطرمبه ميتها عتكون بارده وحلوه. 

عبد الصمد:

اسمع الكلام ياعمران واقعد على حيلك ومتتحنجلش عاد وتخليني اقول ياريتني ماجبته معاي وكنت سمعت كلام سته. 


عمران:

ياجدي متعملش كيف ستي انت كمان، الطرمبه اهي قبالنا فيها ايه لو رحت شربت منها؟ خلص جملته وجرى طوالي من قدام جده وراح على الطلمبه اللي عالطريق،

 وشرب، وكل ديه وجده متابعه بعنيه، وبمجرد ماخلص شرب اتحرك فوراً عشان يرجع لجده ومن غير مايبص حواليه، ولا يشوف العربيه الكارلوا اللي كانت محمله برسيم على اخرها ووراه باللاحق، واول ماحط رجله عالطريق فات فيه الحمار وفثوانى بقي تحت عجل العربيه. 


والعجلتين عدوا عليه، وكل ديه حصل في لمح البصر قدام عيون عبد الصمد اللي كان شايفه وعيصرخ عليه، ورجليه مشالوهوش يتحرك عليه خطوه وحده، فقعد مكانه عالارض وهو شايف عمران ممدد عالأرض وبقي يشيل من تراب الارض ويحط علي راسه، وبدنه كله عيرجف وحاسس بالعجز وهو لا قادر يتحرك ولا عارف يروحله، وبس يستنجد بالناس، ولغاية ماالناس اتلمت على صاحب العربيه اللي وقفها ونزل منها يشوف الواد جراله ايه.. وعبد الصمد علي صرخه وحده، لغاية ماجابوهوله وهو غرقان في دمه وحطوهوله فحجره وهو إهنه انتهى خالص. 


❈-❈-❈


اما فبيت المقاول 

شام قاعده في الموطبخ بعد مالكل ناموا، وعماله تجلى في الصحون والحلل، وعلى الكانون عتطيب التقليه بتاعة طبيخ بكره، وتخلص اللي وراها كله قبل ماتنام؛ عشان تصبح الصبح تكمل الطبيخ على طول، 

في الاثناء داي سمعت حس عزت اللي كل ليله في الميعاد ديه يفضل يحوص ويلوص حوالين الموطبخ وحواليها وعيونه تاكل وتشرب فيها لحد مايكرهها فنفسها:

شام.. انتي يازفته يااللي اسميكي شاام. 


سكتت ومردتش عليه، وهو بعدها قام وراح عالموطبخ بغضب، وشافها وهي قاعده عالطشت وعتغسل في المواعين في الساعه المتأخره داي من الليل، وكل حريم البيت نيام، ففضل هبابه باصصلها وعيحدت نفسه بحسرة:


- لميته هتقعدي اكده كيف شجرة التفاح اللي طرحها طايب وطالب الاكيله ومحدش مادد يده عليه ولا دايق حلاته؟؟. مش حرام النعمه تكون طول الوكت قدامي محروم ومقادرشي يمد يده عليها!!.آاااخ يادنيا ياللي عتوزعي النعم بميزان خربان!! عتزودي كفة اللي ميستاهلش وتنقصي كفة الغلبان.. وعجبي!!

وبعد كلامه وهمسه مع نفسه وجهلها الكلام وقالها:


-انتي يامره مش عنادم عليكي معترديش ليه؟

شام ردت عليه بعدم مبالاه:

عجلي وعطبخ ومسمعتكش عاوز ايه؟


عزت بأمر:

-عاوز بصاية وتغسليلي الشيشه وتعمريها وتجيبهالي اني قاعد في الحوش بره.


شام :

ومرتك متعمرلكش وتشوف طلباتك ليه؟ اني مفاضياشي نادم عليها تعملك اللي عاوزه.!!

-

عزت مرتي قاعدة في غرفتها تحت فرشتها دفيانه وست بيتها.. وانتي اهنه خدامة البيت وتعملي كل اللي تتأمري بيه وتنفذيه من غير حديت!!

وقرب منها ورقق نبرة صوته.. قولتلك الف مره طاوعيني واني اخليكي ست الدار ديه كلياته!! البسك الحرير ،واسيغ درعاتك الحلوين دول بالدهب ،واوكلك اللي محدش أكله، وادلعك دلع فحياتك محلمتيش بيه.. ولساتني عند كلمتي ولسه أوان الدلع مفاتش، ولساني رهن كلمه منك ،قوليها وسمعيهاني، واني اجيب الدنيا كلها احطها تحت رجليكي اللي كيف اقماع الجلاب دول. 

شام:

-طيب واللي علي ذمته ديه مش بعينك خالص؟

عزت:

 وهو فين اللي علي انتى على ذمته ديه؟ ماتقوليلي..خطِّي كام خطوه نواحي السلم واسمعي ضحكه ولعبه مع مرته، وبعدها ياخدها فباطه وتغفي علي دراعه وتنام علي انفاسه، وانتي اهنه كل الدفى اللي محصلاه دفى نار الكانون.. عمرك عيعدي وانتي لحالك وجمالك كل يوم عتتبخر منه هبابه مع دخان الحطب!! لا انك اتهنيتي بيه، ولا خليتي حد يتهني بيه، ولا عرفتي قيمة جمالك واللي تقدري تحصليه من وراه.. طاوعيني وشوفي اللي هعمله عشانك، وصدقيني عمرك ماهتندمي.. هتكوني حاكمه مش محكومه.. هتبقي آمره مش مأموره..

اتبسم لما شاف عنيها زاغو وبصت لبعيد، وابتسمت كيف ماتكون اتخيلت روحها في الصورة اللي رسمها قدام عنيها، وعجبتها الحياة اللي وعدها بيها..ميل عليها وهمسلها بتأكيد.. فكري فيها وانوي ،واني خدام تراب رجليكي، وهخليكي تندمي علي كل يوم عدي ركبتي راسك فيه ورفضتيني ورفضتي قربي. 


خلص عزت كلامه وهملها واتحرك من جارها وهو عيتمني أن شيطانها يتغلب عليها النوبادي وتوافق علي كلامه، وتعطيه من بحر جمالها الشَربه اللي متوكد أنه بعدها لن يظمأ أبداً.. وعمره ما هيدنى من حوض مره من بعدها ويشرب منيه.

 

أما شام فماهي الا دقايق قدر شيطانها فيها يزينلها كلام عزت بإن فيه خلاصها من ذلها، الا انها رجعت افتكرت أن عزت بذات نفسو مذلول وتحت رحمة كرار وعياكل هو وعياله ومرته من فضلة كرار وشوقيه زيه زيها، واصلا حتى لو مش إكده وكان عين اعيان البلد، هي لا هتضعف ولا هتفرط في شرفها، وصنف الرجاله علمت عليه بالقلم الاوحمر، لا في حلال ولا فحرام بقت تطيقهم ولا تطيق قربهم منها ولا بصتهم ليها حتى. 

❈-❈-❈


أما عند حوريه فأوضتها

اتأخرت عليها النوبادي شوقيه ومجاتش طوالي ورا كرار تاخد منها الكيس اللي جايبهولها باللي فيه، وعيالها مقاعدينش عشان يخبروها بان ابوهم جابلها حاجه، فقوام فتحته وخدت منيه فاكهايه وكلتها وخدت وحده تانيه دستها تحت مخدتها؛ عشان تاكلها بعدين، وسابت الكيس لشوقيه؛ عشان لما تاجي متلاقيهش ناقص كتير وتفتش عاللي ناقص منه كيف ماحصل قبل سابق، أو تدكمها لو ملقتش حاجه، وتسمعها سم الكلام، وفي النهايه حوريه لا تقدر تتكلم ولا تشتكى. 


وفعلا اللي حسبته لاقته وهي واعيه باب أوضتها عيتفتح وداخله منيه شوقيه كيف زعبوبه عتهب عالنفر فجأة بدون انذار، وخدت الكيس من جارها وفتحته بصت فيه، وبعدها عطت حوريه بصة كره ممزوجه بغل وهملتلها الأوضه وطلعت. 


وفاتت حوريه تشيل وتحط فنفسها من القهر وهي حاسه بالذل من بعد ماكانت كبيرة البيت والكل في الكل، اصبح كل امرها فيد عيله من دور عيالها وهي اللي عتحكم عليها وعلى كل البيت،


 وسرحت بخيالها تفتكر ايام زمان وايام سلطتها وجبروتها وتحكمها في الكبير والصغير، والندم ابتدا ياكل في قلبها علي كل على اللي عملته فشوقيه واللي كانت فاكره إنه المسمار الاخير اللي عيتدق فنعش قعدتها في البيت وعلى ذمة ولدها كرار، لكنه كان المسمار اللي اتدق فنعشها هي واتقفل عليها صندوق اتدفنت فيه بالحيا وهي اللي دخلته برجلها. 


وافتكرت اليوم اللي ابتدا من حداه كل ديه.. 


شوقيه لشام بعد اللي حصل بينها وبين كرار بكام يوم وهي واقفالها علي باب الموطبخ وحاطه يدها فوسطها وعتكلمها بأمر:

همي ياهامله خلصي اللي فيدك وتعالي عشان تنضفي الأوضه بتاعتي وتلمي الغسيل تغسليه. 

شام اتعدلت وبصتلها ومتكلمتش كالعاده، وحوريه هي اللي ردت عليها:

مكنتي نسيتي الموال ديه ياشوقيه وكلتي مركوب وسكتي وبعدتي عن شام من بعد ماودودتلك عديله فودنك بكلمتين نشفوا دمك ونشفوا ريقك كمان، والله اعلم كانوا ايه، ايه اللي جرالك دلوك نسيتيهم ولا ايه؟ 

شوقيه كانت هترد عليها، لكن سبقتها في الرد عديله اللي كانت واقفه ورا شوقيه وسامعه الحديت من اوله:

ولو الحديت اتنسى نعيدوه من تاني ونفكروا اللي نسيه، احنا لا روحنا موطرح ولا الحديت اتنسى. 

وسحبت شوقيه من يدها على كد حيلها وراحت بيها علي اوضتها تفكرها باللي عاملاها نسته، ولساها هتتحدت عديله سبقتها شوقيه وهي عتنشك يدها منها وتقولها بعين قويه:

عقولك ايه ياوليه انتي، اللي انتي فارده قلوعك عليا بيه ومفكره انك هتفضلي محصنه شام مني بمعرفتك بيه لاخر العمر ديه تبليه وتشربي ميته، 

خلاص الحكايه عدت عليها سنين وبقي حداي عيل واللي هيقول كلمه من كلامك ديه هيوبقي مجذوب رسمي والعمده بنفسه اللي هيتصرف معاه، حتى لو كرار زات نفسه، فخلاص الخوفه راحت وتهديدك بطل، ومن إهنه ورايح الزانيه داي هتكون خدامتي وتحت رجلي وطوع يدي، 

ياإكده يأما اخلي كرار يطلقها ويرميها بره البيت وهتطلع لحالها ليهاش بنات حدانا، وبتها هي اللي هتحل محلها في خدمتي. 


ردت عليها عديله بغضب:

عتقولي على مين زانيه ياللي معتستحي يابتاعة رقبة الحمامه ياملعبه يااكبر زانيه في الدنيا، طب دا عالقليله شام اتغصبت غصبنيه واللي عمل عملته خدها وسترها، انتي عاد مين اللي عيمل عملته معاكي وليه هملك وفاتك،  وقبل ماتردي هرد اني عليكي،، عشان الواحد اللي عيدوق الوحده عيمضوغها ويرميها ومعادش يتطلع عليها تاني، كيف تفه واتفت معتتلحسش

ردت عليها شوقيه وهي عتجز على سنانها من الغيظ لان عديله ضغطت على الوتر الحساس جواها وحطت يدها عالوجع:


بصي قولي اللي تقوليه واعملي اللي تعمليه، وعقولهالك وعلى مسامع الجميع، من اليوم وطالع كل اللي في البيت ديه هيمشوا تحت امري اني وبكلمتي، كبيركم وصغيركم، حريمكم ورجالتكم، اني شوقيه بت العمده ومرت المقاول وصاحبة الاملاك، وروحي ياعديله واعلى مافخيلك اركبيه. 

خلصت كلامها وراحت عالباب قوام وفتحته مره وحده عشان تنادى على شام اللي اتأخرت عليها، واول مافتحته حوريه اتحركت لورا خطوتين قوام وعملت روحها انها لساها جايه من الموطبخ، ووقفت قصاد شوقيه اللي حسها لعلع في البيت وهي عتنادي علي شام، وبصتلها حوريه وهي مصدومه من اللي سمعه، لكنها مش مستغرباه واصل؛ 

لأنها كانت حاسه ان شوقيه مش مظبوطه من الاول، بس مش للدرجه داي واصل. 

واتحركت من قدامها وهي عتسأل روحها ياتري مين اللي عيملت عملتها معاه ولبستها لولدها المهبل اللي شربها كيف الطروبش؟ 

،وبعد تفكير اهتدت لأن واد عمها هو اكيد اللي عيمل فيها إكده، وعشان اكده هملها بعد ماكانوا على وش جواز. 


وقعدت علي الدكه تفكر فاللي اترمى فحجرها واللي فيه قشعة شوقيه من البيت، واللي اكيد ربنا مكشفهوش قدامها عبث، بس ياترى هتعرف تثبته عليها كيف، وبالذات ان الكلام ديه فات أوانه بكتير، ولامت عديله لأنها احتفظت بالسر لنفسها، واتوعدتلها بالويل عالفرصه اللي ضيعتها منيها. 


اما عديله فرجعت حست بالعجز مره تانيه من بعد ماحصن شام اللي كانت محصناها بيه من شوقيه اتهدم، وعاودت شوقيه تعفص على رقبة شام المسكينه من تاني، والنوبادي هي القويه واللي عتهدد، وعارفه زين انها ماسكه شام من يدها اللي عتوجعها، بتها اللي روحها فيها واللي لايمكن هتهملها لو انطبقت السما عالارض. 



ومن بعدها فضلت حوريه شهور عينها على شوقيه معتغفلش، وراحت للدايه وضغطت عليها عشان تعترفلها بموال شوقيه، لكن للاسف الدايه رفضت، ولأن حوريه عتعرف فمداخل الناس زين.. ادت للدايه المبلغ اللي خلي الكلام يسيح من خشمها لحاله، واعترفتلها بكل حاجه وحكتلها كل اللي جرا.. 

من ساعة مااستدعاها العمده تكشف على شوقيه اللي شكوا بأن واد عمها خد شرفها، ولما لقتها مش بت ومعندهاش شرف طرمخت عالموضوع بجوز اساور دهب من شوقيه دس عن الكل.. لغاية قبل الدخله بيومين وحوصلة الحمامه اللي عرفتها تتعمل كيف وكيف تخليها تخيل عالراجل.. وبرضك خدت منها حلوانها عليها.


 وبمجرد ماخلصت الدايه كلامها قالت لحوريه إن الكلام ديه ليها هي بس، ومش هتقوله قدام مخلوق تاني، ولو حوريه جابت سيرته هتنكره وتشهد مع شوقيه بإنها شريفه، لانها لا كد العمده وعمايله، ولا كد انتقامه منيها على حاجه كيف داي، غير إن السنين اللي عدت خلت الكلام مليهش اي عازه. 


وبعد ماخدت حوريه الاعتراف اللي خلى القهر حرق روحها حرق، خدت بعضها وعاودت البيت وهي حاسه إن الدنيا عتلف بيها، وخدوا هي ولدها اكبر قلم على قفاهم هما التنين، وطول الوكت آنيين فبيتهم زانيه، وكأن بيتهم بقى متوى للزانيات.. شام فلاول وادي شوقيه بت العمده، وكرار ولدهاحظه ونصيبه عيوقعه كل وقعه ووقعه انقح من التانيه. 


ومر الوكت وعدت الايام والشهور وحوريه عتحوص وتلوص حوالين شوقيه عشان تمسك عليها حاجه، ومراقباها من بعيد لبعيد مراقبة البسه للفار. 

وبعد حوالي تلات سنين اتحملت فيهم حوريه وشام وعديله وكل اهل البيت الويل من شوقيه، وكله بمساندة كرار اللي كان مكبرها عالكل حتى على أمه، 

وفي التلات سنين دول اشتروا هي وكرار اغلب ارض عزت وكل معداته، واتدايروا على املاك صفوت اللي ابتدا يبيعها هو كمان بعد ماكرار حاربهم فرزقهم وقطع وكل عيشهم وكله بإس شوقيه، ومبقاش فيه قدامهم غير انهم يشتغلوا حداه باليوميه.. 

اخيراااً جات الفرصه لحوريه اللي عرفت بيها إن خلاص زمن شوقيه هيولي. 

وديه لما سمعت إن واد عم شوقيه اللي كان خاطبها فحال لاول جه البلد لأول مره من ساعة مافسخ خطوبته هو وشوقيه، ومن ساعة ماشوقيه سمعت الخبر من كرار، اللي نبه عليها متخطيش بيت ابوها طول ماعمها وخطيبها السابق قاعدين فيه، وهي لا على حامي ولا على بارد، وطول اليوم تلف في البيت كيف اللي عتطلق، وتاني يوم بعتت عالدايه بحجة انها تعبانه وبدها تكشف عليها. 

وطبعا حوريه مكانتش بالغباء اللي ميخليهاش تفهم إن الدايه مرسال..وخصوصي لما رجعت اخر النهار بحجة انها جايبه لشوقيه اعشاب تروقها، وحوريه اتأكدت إنها جايبه رد الخبر مش الاعشاب، لان الدايه عتمشي بخُرجها طول الوكت، وخُرجها عمرو ماخلى من الاعشاب اللي تحتاجها الحامل بكل انواعها. 

ومن ساعتها وفتحت عيونها اكتر، وبقت حتى الليل ماتنامه، وبعد يومين بليله، وفي الليله التانيه بالظبط، حوريه قاعده فأوضتها ومواربه بابها وصاحيه وعينها عالحوش، شافت شوقيه طالعه من البيت تتسحب بعد نص الليل بشويه، في الوكت اللي الكل فيه نيام ومفيش غير حس الضفاضع وصراصير الليل بس هما اللي معكرين سكوته. 

فاتعدلت على سريرها وهي عتتبتسم وتحمد ربها عالفرصه اللي فضلت كتير مستنياها واهي جاتلها اخيراً. 

وقامت تتسحب ورا شوقيه من بعيد، وشافتها فتحت البوابه بالهداوه خالص، وطلعت منها، ووقفت تتحدت مع شاب كام كلمه، وبعدها دخلت المندره هي وهو وقفلوا بابها عليهم. 

واول ماحوريه شافت إكده جريت على ولدها كرار بكل حيلها، كيف سجين فتحوله باب السجن بعد سنين اسر وقالوله الحريه قدامك، بس لو مبعدتش بسرعه هنرجعوك للأسر من تاني. 


وفأقل من دقيقتين كانت واقفه فوق راس ولدها كرار وهابشاه من خلجاته مقوماه مفزوع، وبحس واطي وهمس يشبه فحيح الافاعى قالتله:

قوم ياعويل شرفك عيتمرمغ في الوحل وانت نايم على ودانك. 

كرار وقف على حيله وهو مفاهمش حاجه ولا مستوعب، وأمه مدتلهوش فرصه للفهم وجرته علي تحت، وفي الجنينه لحتنها قالتله عالمستخبي، وهو كمل معاها لكنه مش مصدق حرف من اللي عتقوله، لغاية ماوصلوا قدام باب المندره المقفول، وفي اللحظه داي ابتدا عقل كرار يجمع الكلام ويفهمه، وبحركه بطيئه شاور لأمه بصباعه عشان تسكت، وبعدها راح هو على اقرب شباك من شبابيك المندره واتعلى وبص منه،

 وبس عينه جات عاللي عيجرا جوا المندره برق عيونه بصدمه كيف ماتكون ضربتوا صاعقه، وفوراً نزل من الشباك ووقف متلاع يبص يمين وشمال ومعارفشي يعمل ايه، يكتلهم هما التنين سوا، ولا يربطهم ويجرسهم وهما حيين ويخلص قهرته منهم..

 بس فكر فيها قوام وشاف إنه لو حتماً ولابد هيكون فيه خراب يوبقي يطلع مستفيد هو فلاول، فقال لامه تقعد ساكته متتكلمش، وفوراً راح على بيت العمده يجيبه هو وولده ويشهدهم على بتهم، وياخد منهم أوراق الملكيه بتاعة املاكه اللي بأسم شوقيه اللي عاينها العمده حداه،

 ويرميلهم بتهم وتخلص القصه، وكمان عشان ولاده ميتعايروش بأمهم، وإكده يطلع هو الكسبان. 

ومشى الطريق كلها ميعرف كيف،

 وهو كل خطوتين رجليه يفتلوا ويكون رايح يوقع وهو عيتفكر منظر مرته مع واد عمها وهي فحضنه وعمال يحب فيها وهي تبادله بمنتهي اللهفه، لهفه عمره ماشافها منها هو ذات نفسه! 


وأول ماوصل بيت العمده خلي الغفير يصحيله العمده وولده قوام، وبمجرد ماصحيوا وطلعوله وهما مخضوضين من اللي جايهم فالساعه داي، خدهم معاه كرار طوالي على بيته بحجة ان شوقيه تعبانه، ومرضيش يقولهم السبب الحقيقي، عشان استغرابهم ممكن يأخرهم الوكت اللي يخلي شوقيه واللي معاها يخلصوا اللي عيعملوه. 


أما حدا حوريه، بعد مامشى كرار بدقايق، طلع ابو دراع من بيته بعد مافاق من نومه، وحس ان فيه حاجه مش طبيعيه، وخصوصي أن بيت المقاول مفتوح فساعه كيف داي، واتأكد من إحساسه لما شاف بوابك الجنينه كمان مفتوحه، فطلع قوام يجري على بره وكل تفكيره إن فيه حرامي نط البيت وخد اللي خده منه وطلع، وبمجرد طلوعه من البوابه وشوفته لخيال في الضلمه متبينهوش مين زعق بعلوا حسه وقال:

مين هنااااك. 

وبس هو قال إكده حوريه غمضت عنيها ودعت عليه من نص قلبها كيف ماخرب كل شي وهيروح عليها الفرصه، فجريت ناحية باب المندره تقفله قوام قبل ماشوقيه وعشيقها يطلعوا منيه، 

وبس هي اتحركت، قوام جري أبو دراع ناحيتها وهو معارفهاشي مين، كونها واقفه فزاويه ضلمه ومفكرها حد عايز يهروب منيه، فقوام مسكها وكتف حركتها، وعلي مااكتشف انها حوريه وخده العجب..، اتفاجئوا التنين باللي عيفتح باب المندره ويطلع منها بسرعة البرق، وبس لمحته حوريه زعقت فابو دراع وهي عتضروبه علي صدره بأديها التنين بكل قوتها:

روح هاته قوووام اوعاك يفلت منك، لو فلت منك وهرب معناها ضاع كل شي. 


وبالفعل جري ابو دراع وراه بكل سرعته، جري وراه عشان يجيبه بأي تمن وهو مفاهمش حاجه، بس اللي استنتجه إن وراه عمله كبيره ومينفعش يفلت بيها. 

اما حوريه فبمجرد ما ابو دراع جري ورا عيد واد عم شوقيه، وقفت على باب المندره وحلقت بأديها على شوقيه اللي كانت عتحاول الهروب، وفضلت مانعاها من الطلعه لغاية ماوعيت ابو دراع معاود بعيد، وفنفس اللحظه شافت العمده وولده تاقوا مع كرار من آخر الشارع. 


وبمجرد وصول الطرفين، المشهد مكانش محتاج شرح ولا كلام من منظر شوقيه وعيد وخوفهم وربكتهم واجتماعهم فمكان واحد، بالذات للعمده وولده، اللي المشهد ديه مش غريب عليهم بالمره واتعاد قدام عيونهم قبل سابق. 

ومن غير ماأي حد ينطوق كلمه العمده ادى امر لولده وقاله:

اسحب اختك عالبيت قوام، وانت ياابو دراع همل النجس ديه دباره عندي، وانت ياكرار تعالى معانا. 

اتحرك الكل بانصياع للأوامر، وراح كرار معاهم بقلب مفطور عشان يخلص للأبد من شوقيه ونجاستها، وحوريه وقفت تتفرج عليها وهي طالعه من البيت مكسوره مذلوله وقلبها من جوه عيزغرت من الفرحه، وكل ماشوقيه تخطي خطوه وتبعد حوريه كانت تسمعها كلمه تهز البدن من وعارتها، لغاية ماوصلت وراها لاخر الشارع، وكانت سمعتها كل اللي شفى غليلها منها ومن سنين القهر اللي اتقهرتهم بوجودها. 

أما العمده وولده فكانوا ساكتين خالص، وبمجرد ماوصلوا لأخر الشارع العمده بص لابو دراع وقاله:

أبو دراع، خد انت الحجه وعاود بيها للبيت، معاوزينش شوشره، احنا هنخلصوا الموضوع مابينا ومهياخدشي غيرها ساعه. 

وسمع ابو دراع الكلام وعاود هو وحوريه عالبيت، وكل تفكيرهم إن الموضوع هيخلص بالطريقه المعتاده، والمتعارف عليها في المواقف اللي زي دي. 


أما شوقيه فاطول الطريق كانت تخطي الخطوه وهي حاسه انها عتقرب من نهايتها وإن موتها على وشك، وانها ماهي الا دقايق معدوده وتتروى الارض بدمها وتتسبخ بلحمها وعضمها، وبين كل خطوه والتانيه تبص لكرار عشان تشوف رد فعله، وفكل مره كانت تشوفه جامد وباصص قدامه بملامح متجهمه وعينه معترفش ووشه محقون بالغضب، كأنه ماشي فجنازة حد عزيز عليه عيشيعه لمثواه الاخير، وديه كان مخليها شاممه ريحة الموت فمناخيرها طول الطريق. 


ووصلوا البيت هما الخمسه، وبمجرد دخولهم اخو شوقيه فوراً هجم علي واد عمه ضرب، وبعد مااشتفى فيه وخلاه كيف القتيل معيحركش يد ولا رجل، اتحول على شوقيه، وكل ديه أمها كانت واقفه بعيد وشايفاه، واتوكدت دلوك من شكوكها ناحية بتها، اللي اتكشفت بسبب دناوتها بعد ماربنا سترها، بس هي اللي محافظتش على ستر ربها وفضحت روحها بروحها.. وابداً قلبها محنش عليها وهي واعياها عتاخد كل ضربه واختها من يد اخوها تكشش البدن، ومع كل ضربه كانت تقولها تستاهلي انتي اللي جبتيه لروحك. 


وبعد مااخوها خلاها قطعت النفس هي كمان زي عيد واد عمها رماها على جنب في الأرض، والعمده بص لكرار اللي كان واقف عيتفرج وحاطط يده فقب جلابيته وثابت بتشفي كيف واحد عيتفرج على رجوع حقه ليه من اللي ظلمه. 

وقبل ماينطوق بكلمه العمده قاله:

اظون حقك اتاخد ياكرار، واهم التنين اتعلموا الادب وماتنهمش هيعيدوها مره تانيه، اقعد هبابه لغاية ماتفوق مرتك وخدها وروحوا على بيتكم والمسامح كريم. 

كرار سمع الكلام ديه وعنيه برقت بصدمه وبص للعمده وقاله:

حقي اتاخد؟ واخدها واروح؟ والمسامح كريم؟! إنت عتقول ايه ياعمده، إنت واعي للي عتقوله؟ 

العمده اتحرك ووقف قدامه وبعيون حمر يشبهوا عيون غول غاضبان رد عليه وقاله:


إيوه واعي وواعي زين كمان، أومال فكرك هدبح بتي واجيب لروحي فضيحه وسط البلد ويقولوا بت العمده خاطيه ولا ايه؟ 

اسمممع ياد انت، مرتك هتعاود بيتها معززه مكرمه، والوضع هيفضل كيف ماهو، ياإكده يأما الجهاديه لساها مستنياك وبكلمه وحده مني تلبس وتتاخد فتوكر، ومش بس إكده، له دانت هتلاقي كمان رصاصه طايشه في انتظارك وتعاود بتابوت وبعدها البيت والاملاك وكل شي هتوبقي لبتي وقانوني، ومن غير فضايح، ومن قبل ماتفتح خشمك حتي، ولو موضوع الجهاديه هيتاخر عيار طايش من غفير عينضف بندقيته يطلع بالغلط ويرشق فقلبك، برضك هينهي كل شي من غير كلام ولا حديت. 

فأيه قولتك تختار تعيش مع الستر ولا تموت قبل الفضيحه. 

اتلفت كرار حواليه، والعمده مداهش فرصه للتفكير، وراح قوام على التلافون الأرضي اللي فالمندره، وضرب رقم، وصبر شويه وقال بحسه العالي:

الوووو يامركز.. عايز ابلغ عن واحد هارب من الجهاديه فبلدنا. 

وقوام وقبل ماينطوق الاسم كرار جري ناحيته وداس على زار التلافون فصله، وبص للعمده ولسانه مقدرش ينطوقها، لكن العمده فهمها وقاله:

عفارم عليك ياكرار، دلوك عقلك رد فراسك وبقيت سيد العاقلين، ودلوك.. همي يامره هاتي سطل ميه كبيه على بتك فوقيها خليها تروح مع جوزها تحت جناح الليل عشان الفضايح. 

وإنت ياكرار، البت خدت اللي فيه النصيب وخلاص عيله وغلطت واتجازت، هتمد يدك عليها مره تانيه هتزعلني واني زعلي عفش ومهتتحملهوشي. 


خلص كلامه وهمل المندره وطلع، وفات كرار عيتشوي بنار القهر والمذله وقلة الحيله، وجمر الحكم اللي اتحكم عليه بإنه يعيش مع الخاطيه الزانيه غصب عنه..وبالفعل خدها وروح بيها بمجرد مافاقت، وطول الطريق ماشي متقدم عليها وهي وراه ماشيه، وعامل كيف اللي جارر خيبته ومعاود بيها. 


أما في الوكت ديه فحوريه كانت قاعده في الجنينه على احر من الجمر، ومستنيه ولدها يرجع ويطمنها بإن شوقيه خلاص اتمحت من على وش الدنيا، وطال الانتظار، لكن على قلب حوريه زي العسل لأنه عامل كيف العيد اللي عياجي بالفرح والانتظار ليه محبوب. 

ولكن كل فرحتها اتبخرت وراحت وهي واعيه كرار تايق من بوابة الجنينه وشَقيه وراه حية ترزق، أو بمعنى اصح حية تسعى، فوقفت على حيلها وهي مش مصدقه عنيها واللي شايفاه، وحتى ابو دراع اللي كان مشاركها في الانتظار كام وقف علي حيله وهو واعي كرار داخل بشوقيه وراه! 

واول ماكرار وصل قبال الاتنين وقف وبنفس مكسوره نقل عيونه مابينهم، وعم السكوت دقايق، وبعدها امه بصت لشوقيه وسألته بحزم:

ليه جايبها الخاطيه داي معاك تاني ياكرار، وكيف لساها عايشه عتتنفس هوا ربنا؟ 


رد عليها كرار وهو عيضروب بأديه التنين علي رجليه بقهر وقلة حيله:

ولما مهتاجيش إهنه هتروح وين يمه، ديه بيتها وبيت عيالها وماليهاش غيره واني مقدرشي استغنى عن مرتي، وواد عمها كان جايلها بمرسال من بيت ابوها يقولها إن امها عيانه، يعني مش اللي فبالكم خالص، احنا فهمنا غلط. 

وهو بس قال إكده وأبو دراع بتـ. ـفه زينه وراح مديه بيها فوشه، وحوريه حست الدنيا عتلف بيها ووقعت عالارض محطتش منطق، ومن ساعتها لسانها منطقش بكلمه للساعه الراهنه. 

 

وعاودت حوريه بخيالها من اليوم المشئوم ديه، واللي اتحولت من عنده حياتها وحياة الكل لجحيم بمعنى الكلمه، وانتقام من شوقيه عليها وعلى كل سكان البيت بشتى الطرق، ولهب غلها كان يشبه حريقه قامت فكوم قش مسكتتش ولا خمدت غير وهي مخلصه عالاخضر قبل اليابس. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة