رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 25
قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نفق الجحيم
الجزء الثاني
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الخامس و العشرون
في المستشفى عند عمران واد السيد
دهب: قومي يابشاير رضعي ولدك يابتي قومي متهمليش روحك للنومه
بشاير بتعب:
الروح هي كمان تعبانه يمه مش بس البدن، من عشيه واني الخوف والفزع على عمران هلكوني وزيدي عليهم اوجاع الولاده، اني يمه فياشي حيل ارفع يدي حتي مش اقوم ارضع الواد.
ردت عليها دهب وهي عتنزل الواد اللي عيبكي من حجرها عالفرشه وتروح عليها:
عقولك ايه يابت انتي ولدك جعان متتجلعيش بلا مفكيش حيل، بصيله كيف عيصرخ من جوعه وكل الحيل يجيكي، وبعدين ماله عمران ماهو ربنا اتلفتلنا كلنا فيه اهه وعايش وعيشم الهوا اسمالله عليه ربنا يحميه ويبارك فيه.
ردت عليه بشاير بوجع وهي باصه لولدها اللي نايم عالسرير جارها ممخبرش:
بقي زين فين بس يمه، ديه متدشدش دشدشه ومافيهش عضمه راكبه على بعضها.
دهب: بكره يتعالج ويوبقى فل الفل، واهم ابوكي والسيد راحو يبيعوا نايبك في الارض ويجيبوا الفلوس عشان تتعملوا العمليات ويطيب ويوبقي عال العال.
بشاير ردت عليها بتنهيده وهي عتبص لولدها:
فكرك اكده يمه، يعني تفتكري ولدي هيطيب بعد العمليات ويرجع يمشى على رجليه من تاني ويلعب ويتنطط كيف العيال؟
ردت عليها دهب وهي عتعدلها بالراحه:
والله هيطيب ويوبقى احسن من العيال كمان واوبقي قولي امي قالت، قومي يلا ياحبة عيني لولدك اللي اتفحر من البكا ديه، قومي هو ذنبه ايه فكل ديه ياولداه غير انه اتولد فوكت غلط؟
اتعدلت بشاير وخدت ولدها فحضنها وابتدت تعطيه أول قوته من الدنيا وأول رشفة حليب وهي عتبصله بندم وتلوم فروحها على إنها فلحظة غضب فدت اخوه بيه وهان عليها وضحت بيه، ونسيت انه روح زيه زي اخوه والمعزه وحده،
لكنها محستش بديه الا وهي ضماه لقلبها وحاسه بنبض قلبه الصغير اللي بقاله ٨ شهور وشويه متوحد مع نبض قلبها وعيقاسمها فأنفاسها.
وبعد ماخلصت وشبع ونام خدته منها امها، ودخل عليهم السيد وأبوها وهما جايبين فجيبهم الفلوس تمن الارض اللي عيتعالج بيهم عمران، ومن بعدهم دخلوا ام السيد وابوه اللي سمعوا الخبر من حكيم النهارده الصبح وجم طوالي يطمنوا على حفيدهم ويشوفوا حفيدهم التاني.
وبعد ماشافوا عمران وعرفوا حالته وقلوبهم اتقطعت من القهر عليه، ابو السيد خد السيد علي جنب وسأله بحيره:
وهتجيب الفلوس الكتيره اللي قالوا عليها داي لعلاج ولدك من وين ياولدي؟
رد عليه السيد وهو عيبص لعمه عبد الصمد بشكر وممنونيه:
عمي باعلي نايب بته من ارضه وجابلي حقها وقالي لو مكفوش هبيع تلت البيت اللي قاعدين فيه كمان، البيت كبير واحنا معاوزينهوش كله واسع علينا.. الشهادة لله يابوي الناس دول الواحد لو عاش العمر كله يسد فدين جمايلهم مهيوفيش ربعها، اني محظوظ بيهم وببتهم والله العظيم.
رد عليه أبوه وهو باصص لعبد الصمد هو كمان، وشايفه وهو قاعد جار عمران وعيمسد على شعره بمحبه وعيتملى فيه وخشمه عيتحرك بذكر الله فوق دماغه:
- والله ياولدي صوح، الناس دول رزقك من الدنيا، ربنا يبارك فيهم ويراضيهم، مع انه بعد بيع الارض الحاله هتديق عالكل، لكن ولدك اولى وربك الرزاق.
رد عليه السيد بتنهيده:
بس ولدي يطيب يابوي واني هنحت في الصخر وهجيب القرش ومهخليش حد منكم يعوز حاجه، عهد عليا مااتكاسل يوم عن الشغل ولا استكبر على شغله طول مافيا النفس بس ولدي يطيب.
ومن بعدها راح على بشاير وقعد جارها وخد منها الواد الصغير، وبص للكل وبحسه العالي قال:
بعد اذن الجميع الواد ديه هسميه عبد الصمد على إسم جده، معلهش ياعمي انت مرضيتش تسمي عمران على إسمك، بس ديه اني مصمم ومش هيبقي اسمه غير عبد الصمد، اني حابب إن اسمك يفضل مابينا لآخر العمر من محبتي فيك.
عبد الصمد اتبسم بخجل وبص لابو السيد وقاله:
عاد سامحنا فى الاسم مادام ولدك المصمم ياحج
رد عليه ابو السيد قوام:
ياراجل عتقول ايه، هو انت مفكر اني ازعل من حاجه زي داي، طب ورب الكعبه داني فرحت بالإسم اكتر منك، إنت ياعبد الصمد ياخوي معزتك في القلوب ميعرف مقدارها غير رب العالمين، انت اخ وحبيب وغالى، ديه كفايه وقفتك جار ولدي ومحبتك ليه كيف مايكون ولدك واكتر، ربنا يديم المعروف ويعيش الاسم وصاحب الاسم ويتخلد في الدنيا بالسيره الطيبه والعمل الصالح.
زادت ابتسامة عبد الصمد وهو عيشيل عبد الصمد الصغير من السيد ويبص عليه، وقلبه خفق وهو حاسس كأنه شايل واد ولده من صلبه، واللي هيشيل أسمه ويخلي سيرته متتقطعش من الدنيا.
وفي الاثناء دي، دخلت عليهم بسيمه ووراها دخل همام شايل ولده، وجريت على اختها حضنتها وفضلوا التنين يبكوا، وبشاير بس شافت بسيمه طلعت كل الاحساس العفش اللي عاشته من امبارح للنهارده فهيئة دموع وشهقات، بدأت هي بيهم وبسيمه ردت عليها بنفس الاسلوب، والتنين بكاهم قطع قلوب حبايبهم، وكل اللي كانوا قاعدين اتأثروا ونزلت دموعهم معاهم، وفيه اللي داراهم وكابر زي الرجاله، وفيه اللي دموعه كانت اضعف من الكبت زي دهب وام السيد وجريت تجامل الدموع وتنزل معاهم.
وبعد ماالكل هدي وعرفوا حالة عمران وعرفوا إن عبد الصمد باع نايب بشاير في الارض عشان يعالجه بيه، وقفت بسيمه وبحزم بصت للكل وقالت لابوها قدامهم:
طيب يوبقى إكده اني وبشاير خدنا حصصنا فى الارض ومش باقي غير نايب شام، ونايب شام محدش ليه صالح بيه وريعه ليها ومن حقها ولا ايه يابوي
عبد الصمد بتأييد:
ايوه صوح يابتي، وحتى السيد قال الكلام ديه من قبل ماانتي تقوليه، وقال ارض ام ربيعه من اليوم وطالع تتأجر وإيجارها يتعان لشام وبتها، واني وامك لو علينا هنعيشوا بأي حاجه.
رد عليه السيد قوام:
ياعمي إنت ومرت عمي فرقبتي زيكم زي ابوي وامي بالظبط ولني المتكفل بيكم وبكل اللي تحتاجوه،،
اني في اليوم اللي قولتلك فيه اعتبرني ولدك من اليوم وطالع مكنتش عقول كلام وخلاص، ولا كنت عحكي فض مجالس، من اليوم اللي دخلت فيه بيتكم وانتوا بقيتوا اهلي وليكم عليا كل حقوق الاهل علي ولدهم.
سكتت بسيمه وهي باصه للسيد، اللي كل موقف يثبتلها فيه حسن نيته، ويخلف ظنها فيه، كيف مايكون عياكدلها إنه بنى آدم زين ومعيمثلش الكمال، لكنها برضك مع كل ديه مواثقاشي فيه، وهتفضل تفترض فيه سوء النيه للنهايه، لأن الانطباعات الاولي عتدوم، والانطباع الاول اللي خدته عنيه مش اي انطباع عاد.
❈-❈-❈
أما فبيت نعيم
صحيت الصبح عدويه، وقبل ماتفتح عنيها حست إن نعيم هادى على غير عادته ومفيش خضة الالم اللي عيخضها هو وعيتنفس، فضلت ثواني مغمضه عنيها وخايفه تفتحهم، خايفه اللي اتبادر لذهنها تفتح عيونها وتشوفه حقيقه قدامها،
ومدت يدها اللي عترجف وبمجرد مالمست يده لمت يدها بسرعه وفتحت عيونها وهي عتشهق بصدمه، وقعدت جاره وابتدت تهز فيه وهي مش مصدقه إنه خلاص راح وفارقها وهملها لحالها في الدنيا اللي طول عمرها متعرفش تعيش فيها غير بيه ومعاه، واللي من يوم ما وعيت عالدنيا وهي مش عتشوفها غير من خلال عنيه وكلامه وحكاويه عن العالم اللي بره، واللي متعرفش حاجه غير منه هو.
واتعالى صوتها بالصراخ وابتدت مراسم وداعها لجوزها ورفيق سنين عمرها وابو عيالها، واللي خابره زين إنها من بعده هتدوق الذل والهوان، وإن مكانش عشان القرش، عشان المحبه اللي هتشحتها شحاته من إهنه ورايح.
اتجمع كل البيت علي حس صراخها، وابتدت مراسم الجنازه، وخيم الحزن علي بيت المقاول من جديد، وحتى شام زعلت عليه لأنه من يوم ماجات البيت ديه مضرهاش ولا اذاها لا بكلمه ولا بفعل، وكان فحاله هو ومرته، ولسانهم لو مقالش الكلمه الزينه عيسكت خالص وميتسمعلهمش حس فالمشاكل واصل.
أما عديله فكانلها النايب الاكبر من الحزن والقهر وهي عتشيع تاني عيل من عيالها للقبر علي حياة عينها، وقلبها اتكوى بفراق الضنا لتاني مره، وبس حضروا المغسلين دخلت لولدها قبل ماياخدوه وقعدت جاره وفضلت تمسد على شعره الاوبيض وميلت عليه وحبت جبينه وبحنيه همستله:
مسامحاك يانن عيني، مسامحاك إنت واخوك وقلبي وربي راضيين عليكم، وهدعيلكم بالجنه ونعيمها لحد مانتقابلوا فيها بأذن الله، هحصلكم قريب ياحبايبي استنوني هناك وجيالكم.
خلصت وداعها ليه وخدوه المغسلين وهي فضلت مع الحريم تندب وتصرخ، وبالذات لما وعيت بناتها داخلين عليها وحده ورا وحده عشان يحضروا جنازة اخوهم، اخوهم اللي ليهم شهور وسنين مشافهوش ولا جوله يسالوه في مرضه، ولا حتى عيودوا امهم ولا كأن ليهم أم عايشه عالدنيا، واخر مره شافتهم على جنازة اخوهم توفيق وبعد التالت كل وحده لفحت عيالها وجريت علي بتها كيف ماتكون كانت قاعده على جمر فبيت غريب، مش بيتها اللي اتولدت وكبرت واتربت فيه، لكنها في الاول والاخر مش عتتمنالهم غير الراحه في بيوتهم، وإن ربنا يهدي سرهم ومش مهم الوشوش تتلاقى، وبصراحه شام وربيعه غنوها عن كل الدنيا وشغلوها عن التفكير فكل الناس، وبقي شغلها الشاغل التفكير فيهم وفحالهم وبس.
أما ربيعه فكانت قاعده علي جنب جار امها، وبس شافت الحريم عيندبوا ويصرخوا بصت لامها وقالتلها:
امه هما عيعملوا ايه، وليه عيضربوا نفسهم بالكفوف؟
ردت عليها شام أمها:
عيندبوا يابنيتي على جدك نعيم.
ربيعه:
طب وليه انتي مش عتندبي زيهم يمه؟
شام:
عشان سمعت الشيخ في الراديون عيقول الندب حرام ياربيعه، والندابه عتروح النار، وحتى الميت عيتعذب من الندب والصراخ عليه.
ربيعه سمعت كلمة امها وفوراَ عينها راحت علي ستها عديله، وقوام جريت عليها وقعدت فحجرها وحضنتها وحطت خدها علي خدها ومنعتها من إنها تندب وبيدها سدت خشمها عن الصراخ، عشان خافت عليها من النار اللي قالت عليها امها، وقالت لروحها حتي لو كل الناس اللي عتندب هتروح النار اني مش هخلي جدتي عديله تروح معاهم.
وخلصت الدفنه وخلصت الجنازه، واتشيع نعيم لمثواه الاخير، وفضى بيت المقاول من كباراته، ومضلش فيه غير الحريم والجيل الطالع، اللي ميعرفش من الدنيا غير حب النفس والعمل للمصلحه الفرديه وبس.
وبعدها عاود كل واحد لحياته وروتين يومه، والموضوع مأثرش بشكل كبير غير على عدويه اللي خسرت ولفها وونيسها وجليسها، وطال عليها الليل والفراق كاوي قلبها كيف ماحصل مع عديله بعد موت كارم، لكنها سنة الحياة وحتى الزعل عيخف مع الايام، والليل الطويل بالسهر عيقصر لما النوم يرجع يصالح العيون ويزورها بعد الجفا، وحتما ولابد ماعيزور مهما طال الفراق.
❈-❈-❈
أما فبيت همام
صحى بالليل وبص جاره ملقيهاش، فقام مهبوش وهو عينادى بإسمها، وكالعاده لقيها واقفه في الحوش لحالها وسانده عالدكه وعتتألم في صمت وكاتمه وجعها، فجرى عليها بخوف وسندها وهو عيقولها:
برضك عتعمليها وتولدي لحالك للمره التالته يابسيمه، حتي بعد ماطبت وبقيت اقدر اسندك واشيل عنك معترضيش تتسندي عليا وعتستكبري على إني آخد بيدك، ليه إكده يانبضة القلب، ليه مش عايزه تحسسيني اني سندك ليه، ليه مش عايزاني اردلك حاجه من اللي عملتيها عشاني، ليه داني ياما اتعكزت عليكي ورميت حمل بدنى على كتافك وانتي اتحملتي ومافيش فيوم كليتي، وديه دينك ياغاليه خليني اردلك منيه هبابه.
بصتله بسيمه وبألم مكتوم قالتله:
مش وكته الكلام ديه، دخلي بستلة الميه الحاميه عالحمام واني هجيب الموس والخيط وجايه، يلا قوام حاسه العيل هيندلى.
وبالفعل جرى همام دخلها الميه عالحمام وهي دخلت اوضتها جابت كيس ودخلت بيه الحمام وردت الباب عليها، ورفضت ان همام يفضل معاها مهما اترجى فيها، وبعد دقايق سمع منها صرخات مكتومه ورا بعضها، وبعد منهم سمع حس بكا عيله،
وابتسم بفرحه وحمد ربه إنه قومهاله بالسلامه للمره التالته، وبعد دقايق تانيه شاف باب الحمام عيتفتح وبسيمه عتمدله العيل ملفوق فقماشه بيضه وتقوله وهو عياخده بين اديه:
خد، البت اللي هتحنى ضهرك وربك يخلص منها كل الذنوب اللي عميلتها فبنات الناس، امسك كسرة ضهرك اللي طالعه من صلبك ياهمام.
قالت كلامها ورجعت ردت الباب عليها عشان تتشطف وتغير خلجاتها، وهملته بعد كلامها باصص لبته وبدنه عيتنفض من كلامها اللي قالتهوله، وهي عتديله البت فأديه، كانها نذبر عذاب جايه وجايباه معاها.
اما بسيمه فمكانتش محتاجه أكتر من انها تحسس همام بالخوف من القصاص، وتعيشه ولو جزء بسيط من احساس ابوها وكسرته اللي عاشها بسببه، واللي لساها فاكراها لغاية دلوك، واللي متوكده إن مفيش كسره فالدنيا تضاهي كسرة الراجل ببته، واهي جات اللي هتخلي عيون همام فنص راسه ويخاف من إن اللي عيمله يتردله فيها.
وبعد شويه طلعت بسيمه من الحمام، وهي ماسكه جردل فيه المشيمه رايحه ترميها، لكن همام عطاها بتها واتولى هو عنها المهمه داي، وبس طلع بره ورماها وبعد شويه، قعد على حيله وابتدا يبكي فجوف الليل وهو عيفتكر الغلطه اللي عملها من سنين واتعاقب عليها بالعجز، ولسه عيتعاقب عليها بكره بسيمه ليه، ودعا ربه من كل قلبه إنه يرحمه وبزياداه عقاب لحد إكده، وإنه يسامحه ويغفرله، وخصوصي إنه مطلع على قلبه، وخابر إنه مبقاش جواه للناس غير كل خير دلوك.
وبعدها عاود للبيت، وبمجرد دخوله علي بسيمه الاوضه وشافت عيونه الحمر الدبلانين من البكا واللي عيتهربوا منها، ابتسمت بتشفى فيه وفحاله، وحست إنها صابت الهدف اللي كانت منشنه عليه، وإن نشانها مخابش.
❈-❈-❈
وبعد مرور ٥ سنوات
ربيعه دخلت على امها المطبخ بعد ماطلعت نشرت الغسيل فوق السطح ونزلت
وشافتها قاعده قدام الكانون حتي وهو مش عليه وكل ولا حاجه عتطيب وباصه للنار الساجره وسرحانه، وبين كل دقيقه والتانيه تجيها نوبة كحه تخلي بدنها يتنفض من شدتها ونفسها يروح، فقربت منيه ورمت البستله اللي فيدها عالارض بعنف وقالتلها:
يمه قومي من جار الدخانه واللهب مش خلصتي طبيخ قاعده جار الكانون ليه؟
طيب أشفقي علي عيونك اللي راحوا من دخان الحطب ومبقتيش تشوفي بيهم كيف لاول!!
ردت عليها شام بديقه:
يابتي همليني اني عحب اقعد جار النار اتعودت عليها.. عحب أشوف اللهب قبال عيني عرتاح.. عحسه عياكل كل حاجه عفشه حوصلت معاي طول اليوم.. وان كان عالدخان فمهما بعدت عنه هيفضل جواي معبي روحي.. أني جواي مخزون من دخان اسود مضيع ملامح كل حاجه حواليا!!
ربيعه:
طيب قومي اتسبحي وغيري خلجاتك اللي كلها هباب من الحلل والكوانين داي.
شام :
ولمين اغير وليه اغير؟وحتي لو غيرت ماهيتهببوا تاني، بس حد يطلب مني كباية شاي ولا اسخنله وكل.
ربيعه:
يابوي اني معارفاشي ايه حبهم في الشاي وطبيخ الكوانين لحد دلوك!! والبوابير والسبارتيات ملت البلد.. ولا عشان انتي اللي قاعده عالكانون.. ولا هو استعباد وخلاص!
شام:
بسك من الحديت اللي لا عيودي ولا يجيب ديه، وقومي روحي الضميلي الخيوط في الابر وعلقيهوملي فمكانهم عشان في الليل القاهم جاهزين ومصحيكيش من نومك.
ربيعه: ييمه احب علي يدك بزياداكي اذيه فروحك، ولما حد يجيبلك خلجاته المفرتقين تخيطيهم قوليله عيوني مش عرقب بيهم مهيعلقلكش حبل المشنقه ولا يخلوكي تخيطي بالعافيه، احب على يدك ارحمي روحك صحتك راحت راااحت.
ردت عليها شام بنفس نبرة اللامبالاه:
وايه فايدتها الصحه ياربيعه، عيعوزها فأيه الواحد، همليني يابنيتي وروحي شوفي ستك الله يرضى عليكي لتكون عملتها على روحها أحسن عيصعب عليها لما تعملها ونتأخروا عليها منشطفوهاش.
ربيعه سمعت إكده وجريت قوام علي ستها عديله وهي عتتمني إنها تلحقها قبل ماتكون عملتها صوح، وتدخلها الحمام وتشطفها ومتخليهاش تزعل ولا تاخد فنفسها، وبمجرد مادخلت عليها عديله بصتلها بعتب وقالتلها بحزن وكسره:
عوقتي عليا ليه اديني بليت روحي وبليت الفرشه كمان.
ردت عليها ربيعه وهي عتروح عليها بإبتسامتها المعتاده:
ولا يهمك ياحبة عيني، حالا نتسبحوا ونغيروا ونقلبو الفرشه ونغيروا الملايه ونخلوا الدنيا كيف الفل والورد.
خلصت كلامها وهي عتميل على يد ستها عديله وتحبها، وعديله مدت يدها التانيه علي خدها تمسد عليه وقالتلها بمحبه:
تسلمي ياحنونه يابت الحنونه، والله وعشت لغاية ماشوفتك ياربيعه وانتي شابه، بت ١٤ وقمر ١٤ والادب والربايه غلبوا الجمال والحسن، يحرسك ربي ويحفظك من كل عين تشوفك ولا تصليش عالنبى ياجدتي.
اتبسمت ربيعه اكتر وهي عترد علي ستها عديله:
رباية يدك ياجده والادب انتي اللي مأدباه ، ربنا يبارك فصحتك ويطولنا فعمرك يارب ياغاليه.
خلصت كلامها وحالا دخلت غيار لستها في الحمام، وطلعت عالموطبخ جابت بستلة ميه حاميه، وجابت امها معاها، ودخلوا عديله الحمام وابتدت ربيعه تسبحها، أما شام فأبتدت تغيرلها الفرشه المبلوله بوحده جديده، وبعد ماخلصت عاودت للموطبخ من تاني وكملت قعدتها قدام الكانون وهي باصه عالجمر، وفكرها شارد فاللي ملامحهم بهتت فخيالها من كتر مالسنين مرت عليها من غير شوفتهم، ومبقتش الاخبار اللي عتاجي عنهم تطفي شوقها ليهم، والقلب مشتاق والعين مش بصيره.
وفضلت تدندن بينها وبين روحها الجمله اللي على لسانها بقالها سنين من ساعة ماسمعتها اول مره في الراديوا وهي تقريباً عتغنيها في اليوم عشرات المرات:
ياطير يامسافر على جناح الدني، لو فيك تحكي للحبايب شو بني ياطيرر ياطيرر
وفضلت تعيد وتزيد فيها، وقدام عنيها فلهب الجمر شايفه بيتهم وامها وأبوها، وصاحباتها والبندقالواسع، ولعبهم والمطر اللي عتعشقه واللي حتي ريحته كانت مختلفه عن ريحة المطر اللي عتشوف إهنه، وصابر، ولمتهم الحلوة هي وخياتها وضحكتهم اللي كانت تشق سكون الليل والقلب كان خالي، وأبو قلب حديد اللي اشتاقتله وعارفه إن هو كمان اشتاقلها وحاسس بوجودها إهنه،
بدليل إنه كل مايعدي قبال البلد ينادي عليها بصفارته العاليه، صوح لا هو شايفها ولا هي شايفاه، بس قلبه الحديد حاسس بيها وهي متوكده من إكده، لكن حتى ديه اتكتب عليها فراقه، والبيوت العاليه والشجر اتكاتفوا عليها مع كرار وحرموها من شوفة حبيبها، كيف مايكون البشر والجماد حطوا اديهم فأدين بعض واتفقوا عليها.
❈-❈-❈
أما في الجنينه جار ابو دراع
ممدوح صاحب ال١٩ سنه دلوك جه وقعد جار ابو دراع عالمسطبه بتاعته وقاله:
العواف عليك ياعم، كيفك وكيف اخبارك وكيف زردة شايك المتينه.
رد عليه ابو دراع وهو عيصبله كباية شاي من الدمسه اللي قدامه:
زردة الشاي في انتظارك ياغفير الغفرا.
ضحك ممدوح وهو عياخد منيه الكبايه وقاله:
وماله مش عيب، غفير علي املاكي وعلي حقي، وحارس بت عمي و نصيبي من الدنيا
ضحك ابو دراع عليه وهو عيقوله: خايفش احسن عمك كرار يسمعك عتقولها يعني؟
ضحك ممدوح هو راخر ورد عليه وقاله:
والله لو قطعني قطيع حتي، ربيعه بت عمي غصب عنه وهاخدها يعني هاخدها حتى لو انطبقت السما عالارض.
ابو دراع رد عليه بتنهيده:
ياعالم ياولدي عاد، ديه النصيب عيتخط حسب الحظوظ، مش حسب القلوب والمحبه اللي فيها، بس انت قول يارب والدعا عيغير النصيب
ممدوح:
يااااارب... الا قولي هو انت متجوزتش ليه لدلوك ياعم ولا جبتلك عيل ينفعك ويشيلك في كبرك؟
رد عليه ابو دراع بعد ماخد شفطه من كباية شايه :
اللي يشوف بلاوي بيتكم ياممدوح يكره صنف الجيزه والجواز، وبعدين اني هويت زمان والقلب عشق والنصيب غلب بالفراق، بس الحمد لله علي الفراق والله
ضحك ممدوح وسأله بفضول وإستغراب:
ليه إكده؟
رد عليه ابو دراع وهو باصص بعيد على بدور وهي طالعه تجرى ورا عيالها بالسباطه وشكلها عامل كيف الغوله:
يابوي اسكت ربك عارف الزين فين ومفيش احسن من تدابيره.. قالها ونكس عنيه للارض وضحك بإستغراب على روحه زمان وعلى محبته لبدور وهوسه بيها، واستغرب كيف الانسان يتعلق بحد للدرجادي، وبعدها يقدر يطلعه من قلبه وكأنه ماكان، وكيف إن الحب عيكون اكبر وهم مش عيتم إكتشافه غير بعد فوات الاوان.. لكنه مع ذلك فضل اعزب وحيد، كيف مايكون قلبه حلف على الحب مايسكنه مره تانيه، وروحه الفت الوحده وحب العيشه لحاله وشاف فيها راحته وروقان دماغه
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية