-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 24

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الرابع و العشرون



معداش وكت كتير وتقريبا اهالي البلد كلهم عرفوا باللي جرا لعمران واد السيد، والكل جري عالغيط يشوف فيه ايه، ودهب هي كمان جريت على الغيط وهي عتندب وتصرخ، وزادت وهي واعيه واد بتها واول فرحه لقلوبهم واعز الولد غادي كيف القتيل وخلجاته كلهم دم، فقربت منيه وقعدت جار عبد الصمد وبلوم وعتب مشحونين بالغضب قالتله:

مالك لو سمعت كلامي ومخدتهوش مالللك، اديك جبته على قضاه اهه، هنقولوا ايه لأمه وابوه هتقولهم ايييه؟ 


عبد الصمد مكانش سامع ولا شايف غير بس عمران اللي فحجره وغرقان في دمه، وقلبه عيتنفض عليه ومحاسسش بالدنيا ولا بكلام الناس كلها، اللي يقول مات واللي يقول فيه النفس، وبعدها ولاد الحلال خدوه من حجره وجريو بيه عالمستوصف وهو وراهم هو ودهب، ومنها اتحول على مستشفي المركز بعربية اسعاف، وكل ديه ودهب وعبد الصمد معاه ومعارفينش راسهم من رجليهم. 

وبمجرد ماوصلوا بالاسعاف للمستشفي ونزلوا بعمران، الدكاتره قوام خدوه من اديهم عالاشعات وفورا دخل عمليات، وفي الاثناء دي عبد الصمد ودهب شافوا السيد وبشاير جايين عليهم جري في الطرقه، وبمجرد ماشافوهم وشوش التنين اتنكست للأرض بخذي وخجل منهم عالامانه اللي تركوها معاهم ومصانوهاش. 


بشاير وصلت عند امها وبحس منتهي من الوجع والقهر والخوف قالتلها:

مش قولتلك خلي بالك عليه يمه، ليه يمه إكده ليييه، قال واني اللي رايحه اندلى البندر اجيب غيارات للي فبطني عشان اتلقاه فيها لما اولده، طب كنت قعدت حرست الكبير وكان اللي فبطني نزل حتى فأي حاجه.. اياوجع قلبي عليك ياعمران ياولدااااي. 

خلصت كلامها وقعدت عالارض وفضلت تنوح بحسها العالي،والسيد باصص عليها وكل عقله وقلبه وروحه فارقوه ودخلوا اوضة العمليات لولده وبكرى قلبه، 

ومفيش دقايق وشاف بشاير عتصرخ بوجع وهي حاسه بألام الطلق عتضروب في ضهرها وبطنها كيف خناجر مسنونه، وحاولت على كد ماتقدر تدارى الالم وتصبر عليه، لكن السيد كشفها، وقوام شالها وخدها للاستقبال عشان الدكاتره يشوفوها، 

وبمجرد الكشف قالوله حالة ولاده، مع انها يادوب مخطيه في التاسع بقالها يومين بس، 

ووقف محتار بين مرته اللي عتولد، وولده اللي بين الحيا والموت في العمليات ومخابرش عن حالته حاجه، وكل اللي طالع بيده انه واقف يستغفر ربه على كل الذنوب اللي عملها فحياته، وخصوصي الذنب الكبير اللي خابر زين إن ربنا مش هيفوتهوله بدون عقاب،

 لكنه كان طمعان في رحمة ربنا وفضل يناجيه إن عقابه ميكونش فعياله ولا فمرته، وانه يقتص منيه فصحته هو وعافيته كيف ماجرا لهمام قبل سابق، وهما يكونوا بعيد عن العقاب،لان الذنب ذنبه هو، وهو اللي يتحاسب عليه لحاله. 


اما بشاير فكانت جوا كشك الولاده عتولد، ومع كل طلق يجيلها كانت تدعى لولدها ربنا يقومه بالسلامه،وطلبت من ربها إنه لو هياخد منها عيل ياخد الصغير ويهملها الكبير اللي لعبت معاه وسمعت حسه وهو عيناديلها وناموا على انفاس بعض، واتقاسموا كل شي سوا. 

وبعد ساعات في اوضة العمليات طلعوا الدكاتره، وطمنوا عبد الصمد ودهب إن عمران عايش وقدروا ينقذوه وحالته مستقره، لكن جسمه مليان كسور مضاعفه، ودي كلها محتاجه كذا عمليه وشرايح ومسامير وهتصرف مبالغ طايله، لان الولد يعتبر العربيه طحنت عضمه زي مابيقولوا. 


وبرغم كل كلام الدكاتره عن خطورة حالته وعن الفلوس اللي هيصرفها، الا انهم حمدوا ربهم وعبد الصمد سجد في الارض شكر لله ان عمران عايش وعيتنفس، وبعدها كل شي هين، وعاهد روحه لو عالفلوس هيصرف عليه كل اللي حيلته، ولو احتاج الأمر يبيعله خلجاته كمان، بس يقوم ويرجع يلعب ويتنطط من تاني ويملا عليهم دنيتهم اللي محليتش غير بيه. 

وفنفس الوكت اللي الدكاتره خبروا فيه عبد الصمد بالخبر ديه، ولدت فيه بشاير ولدها التاني، وبمجرد ماطلع منها العيل اتعدلت وحاولت تقوم عشان تروح تتطمن على ولدها عمران اللي قلبها هيقف من الخوف عليه ومحدش جايبلها خبر من عنده ولا مطمنها عليه، 

لكن الدكتوره منعتها وقالتلها اصبري المشيمه لساها جواكي منزلتشي، وبعد ماخلصت الدكتوره ونضفت بشاير زين، طلعتها على اوضه من أوض المستوصف، ودخلها السيد طوالي اطمن عليها وعلى ولده، وراح اطمن على عمران هو كمان، وجابلها امها تقعد جارها، ووقف هو مع عبد الصمد يستنى طلعة عمران ولده من أوضة العمليات وهو عيحمد ربه اللي استجاب لدعواته ونجى ولده من الموت، وقوم مرته بالسلامه، ودي نعم لو فضل عايش العمر كلوا يحمد ربنا عليها مهيوفيهش حقه.. 

❈-❈-❈


اما فبيت همام

بسيمه ماسكه السباطه وعماله تكنس فأرض الدار، ولواحظ شايله ولد همام الوسطاني على رجلها وعماله تلاعب فيه، وفجأه الباب اتفتح ودخل منيه همام وهو شايل ولده عزام فوق كتافه وماسك فكل يد كيس، فسابت بسيمه السباطه من يدها وراحت عليه وخدت من اديه الكياس حطتهم على الكنبه، وهو نزل عزام اللي جرى على امه وحضنها من وسطها وهي وطت شالته وحبته، وقعدته علي الدكه وقعدت جاره تاخد نفسها. 

اتقدم همام عليها بخطواته البطيئه وقعد جارها وبمحبه قالها:

يعطيكي العافيه ياام عزام. 

ردت عليه بسيمه وهي عتلاعب فولدها ومبصالوش:

الله يعافيك. 

ردت عليه امه بغيظ:

مين اللي المفروض يقول للتاني يعطيك العافيه ها، اللي جاي من الشقا والمشقه ولا اللي قاعده في البيت في الضله وتحت الهوايات؟

رد عليها همام وهو باصص لبسيمه بمحبه وقال:

هي يمه مش قالت هي عملت، وكل العافيه اللي ولدك فيها داي بسببها هي وبفضلها، واني لو اطول اديها عمري كله وحتى عافيتي اعطيهالها، داي ام عزام الغاليه يمه، داي بت الاصول ونصيبي الحلوا. 

خلص كلامه وعينه لساها على بسيمه، وهي ولا إهنه ولا كأنو عيتحدت عليها، 


ووقفت وهي عتقول لعزام ولدها انها رايحه تجيبله ياكل هو وابوه، ودخلت عالموطبخ وخدت كيس معاها والتاني شاله عنها همام؛ عشان تقيل عليها وعلى بطنها العاليه، ودخلهم معاها المطبخ، وقد ايه اشتهي إنه يستغل وجودهم سوا ويناغشها ولا يضحك معاها ويضحكها، ويتعاملوا مع بعض كيف وليف ووليفه متواريين عن عيون الناس، لكن للاسف الخيار ديه مش متاح مابينهم، وكل تعامل بسيمه معاه برسميه، كيف ماتكون عايشه معاه تأدية مهمه، صوح عتعمل كل اللي عليها ناحيته وناحية بيته وعياله واهله، لكن الموده غايبه ورغبتها من تلاه معدومه، وحياتها كلها عباره عن سعي فسعي، سعي في البيت، وسعي في الدكان من بعد تعب أبوه، سعى مع العيال وعلى شغل البيت، وطول الوكت عامله كيف النحله عتون معتهداش. 

هملها همام وطلع من الموطبخ بعد ماحط الكيس جارها ووقف وراها شويه يراقبها وهي عتولع وابور الجاز عشان تسخن عليه الوكل، وطلع قعد جار ابوه فأوضته اللي بقاله سنه وشويه معيفارقهاش من ساعة مالعيا استبد بيه ونومه طريح الفراش، وبرضك بسيمه اللي قايمه بأغلب خدمته فوق اللي عليها. 


أما بسيمه فبعد ماطلع همام من الموطبخ، واللي من غير مايتكلم عرفت انه مبقاش موجود، ومتعرفش ليه دايما تحس بوجوده حواليها وجارها من عدمه، حتى من غير ما يتحدت، ومتعرفش إيه سر إحساسها ديه، مع انها متوكده مليون في الميه انها معتحبهوش!

وراحت عالاكياس اللي جايبهم، ولما فتحتهم شافته كالعاده جايب كل حاجه عتحبها مناسيش حاجه واصل، وشهادة حق فحقه من ساعة ماخف ومشى على رجليه وهو عيجيبلها كل ماتشتهيه الأنفس، ولو يطول يجيبلها نجوم السما كلهم ويحطهملها فحجرها يجيبهم ميتأخرش، 

لكن برضك برغم ديه كله، لساه همام مداخلش لا قلبها ولا عقلها، ولا متقبلاه كزوج واصل، وكل اللي بينها وبينه منفعه وهات وخد، وعشره اتغصبت عليها فلاول وكملتها استسلام للأمر الواقع. 


وهتفضل إكده لآخر العمر، وجرح رقبته الدليل والشاهد على عملته اللي عملها عمره ماخلاها نسيت فيوم، وكل ماعينها تاجي عليه تنعاد قدامها كل الاحداث، كأن الجرح ديه صندوق الدنيا ومتسجل فيه كل اللي جرا، ومن البصه عيعرض التسجيل على مسامعها ومرأي عيونها. 


وحتى هو لاحظ ديه وبقى طول الوكت مغطي الجرح بتلفيحه وعيحاول ميبينهوش قدامها، لكن غصب عنيه الستر المؤقت عينكشف ويلوح الوجع المحفور على الرقبه،

 واللي مخلى همام هو كمان كاره روحه، ودايماً يقف قدام المرايه ويدير رقبته ويبص عليه هو كمان، كأنه عارف إن هو اكبر الاسباب فكرهها ليه، وعيتمنى إنه يمحيه، 

وحتى بسيمه متوكده إنه ندمان وعيتمنى فكل لحظه إنه يقدر يمحي اللي عيمله مع شام كله وقالها ديه الاف المرات، 

لكنها برضك مع كل ندمه وتمنيه لساها على موقفها، ومصره على إنها مش ربنا عشان تقبل توبته أو تسامحه على ذنب دمر حياتها هي وعيلتها، وإن توبته داي حاجه بينه وبين ربه، أما هي هتفضل لأخر العمر لا سماح ولا غفران، وهيفضل سخطها عليه موجود طول ماهي مشتاقه لاختها شام وقلبها عيتخلع من موطرحه كل مايمر طيفها قدام عيونها وتفتكر ايام صباهم سوا. 


وفنفس الوكت حاسده بشاير اللي عايشه مع جوزها السيد، واللي جرا لاختها قدرت انها تفصله عن حياتها وتتأقلم وتفرح ولا كأنوا حاصل شي، وكد ايه اتمنت إنها تعرف تعمل زيها، وخصوصي كل ماتروح تزورهم وتشوف فرحتها ومحبتها لجوزها ومحبته ليها، لكنها ترجع وتقول لروحها إنها مقدره، وإن بشاير برضك صغر سنها أكيد مخلاهاش تحس بصعوبة الموقف بنفس القدر اللي حسته هي. 

❈-❈-❈


أما فبيت المقاول

عديله بصت لربيعه اللي دخلت عليها الأوضه وقعدت جارها عالسرير وحطت وشها بين اديها بزعل وسألتها بحنيه:

مالك يامليحه ياست الملاح قاعده مبرطمه ليه؟ 


ربيعه:

جعانه ياستي والمره الفقريه  مرت ابوي داي مانعه حد يمد يده عالوكل وهو عالنار ولازمن الكل ياكل مع بعضو واني شباعه جواعه وانتي خابره، وهي عتقفل عالوكل بالضبه والمفتاح ومعتخليش حد ياكل غيرها وغير عيالها، واقول لامي جعانه تقولى اصبري لما الكل ياكل.  


عديله:

يتقفل عليها باب القبر وهي حيه وتموت من الجوع والعطش ومتلاقي اللي يسد جوعها ولا يبل ريقها قادر ياكريم. 


روحي قوليلها جدتي عايزه صحن سليقه جعانه وهاتيلها نايبها هتاكل بدري عنكم مش هتستنى الطبيخ يطيب، وتعالى اهنه كليه وسدي جوعك ياجدتي. 


ربيعه:

له ياجده اني لو عميلت اكده مهتحطلكش غدا تاني ولا هتاكلي معانا 



عديله:

شبعانه انا ياعين جدتك، كلي انتي كني كلت وزياده.. ااااخ بس عاليد اللي بقت قصيره والقرش اتقطع منها، كان زماني محاوجاكيش لحد ولا مخليه نفسك فحاجه، بس اقول ايه مات الغالي وبقت شوفة القرش حسره عليا، وكل اللي مسموحلي بيه اللقمه وبق الميه ودمتم، يلا الحمد لله على كل حال محدش عياخد غير نصيبه وبس، يلا ياجدتي قومي يلا عارفاكي بطنك طويله معتتحمليشي جوع كيف امك فزمانها، بس امك ياولداه اتعودت وبقت عامله كيف طباخ السم اللي مش عيدوقه، ربنا يجعل بختك احسن من بختها يارب ويرزقك باللي يشبعك مايحوجك ويدوقك الحلوا كله ياربيعه يابت شام يارب، ويفرح امك بيكي بحق كسرة شبابها عليكي ورضاها بالمكتوب، ويجعل جبرها فيكي وربنا يفرحها بيكي الفرحه اللي مفرحتهاش بروحها. 


خلصت عديله كلامها ودعواتها، وزاحت ربيعه عشان تروح تعمل اللي قالتلها عليه، وبعد شويه عاودت من الموطبخ هي وأمها، وشام شايله الصينيه عليها برام فيه سليقه وحتتة لحمه، وبرام فيه تقليه ومعاهم دبداب(رقاق ابيض طري) 

وحطتهم قدام عديله عالسرير، وبمجرد ماحطتهم نزلت ربيعه عالوكل من غير ماتستنى حتى، وشام بصتلها بإستغراب وقالتلها:

وه، ياربيعه ديه غدا ستك هتاكليه منها وهي هتاكل ايه، وهتاخد علاجها على ايه؟ 

ردت عليها عديله وهي عتمسك دبدابه تغمسها في السليقه وتاكلها:

همليها تاكل ياشامه ليكيش دعوه بيها، ستها اتغدت اهه وسدت جوعها خلاص، وعقولك ايه يابت دهب فوقي لحالك وفتحي واوعي لبتك، انتي اللي عتطبخي وشوقيه محارساكيش حرسة السجان، هلبت ماهتتداير إكده ولا إكده، وبس هي تتداير غمسي لبتك ووكليها وخليها تكبر بحيلها وعافيتها. 

شام بإعتراض: وه ياستي عايزاني اسرق لبتي وكل واوكلها حرام؟ 

عديله سمعت الكلمه وبصت تحت السرير وهي عتقول بغيظ: 

حد يلافيني مركوبي اديها بيه على بوزها الهبله داي، يابقره الوكل ديه من مال جوزك وشقاه وتعبه وانتي وبتك ليكي فيه زيك زيها، ومش حرام لو وكلتي بتك منه وحتى انتي كلتي، انتي شقيانه وبتك لو مكلتش هتكبر من غير حيلها، وهتوبقي ضعيفه والدوخه دايما راكباها بس تكبر. 


ردت عليها شام وهي عتقعد جارها:

اخاف ياستي، اخاف تعكشني وتطين عيشتي، ودلوك لما عتمد يدها عليا محدش عيخلصني منها ومعتهملنيش غير وهي مريشاني رييش،وبعدين حتى لو لقيت فرصه وجيت اعمل إكده مهعرفش عشان هي عتكون عاده الوكل ومعلماه وعارفه همته، وحتي اللحمه عتكون هي اللي مقطعاهم وعداهم بالحته، 


عديله ردت عليها وهي عتقرصها في دراعها قرصة غيظ:

مهبله وهتقعدي طول عمرك مهبله.. المثل عيقولك خالتي لئيمه وانا الئم منها، تدس مني اللحم واني اسرق منها. 

شوفي ياهبله، هي تقطع اللحمه وتعدها، وانتي تاجي من وراها وتقطعي من كل حتتة لحمه حته صغيره كد عقلتين  صباح، وشوفي انتي كام حتتة لحمه عيتحطوا في الحله، وهتلاقي نفسك في الاخر عامله ليكي نايب ولبتك نايب ولحمتها زي ماهي باقيه على عددها ومهتقدرش تفتح خشمها، وأول ماتعرفيهم طابوا لفيهم لبتك فدبدابه ولا حطيهملها فكسرة عيش وقوليلها ارمحي عالجنينه كليها بره وتخليش حد خالص يشوفك. 


شام بتفكير: يعني مش حرام ياستي؟ 

عديله بغيظ اكبر: شوفوا برضك تقول حرام، يابوي هاتولي المركوب للي هتموتني مكموده من هبلها داي. 


خلصت كلامها وشاورت لشام عشان تطلع من قدامها قوام وهي باصه بعيد عنها بزعل، وشام طلعت وهي عتفكر فكلام ستها، ووقفت عالباب وبصت لبتها اللي عتاكل كيف المحرومه، وقررت إنها من إهنه ورايح هتعمل إكده، وهتوكل بتها وتاخدلها حقها بالحيله وحتى هي كمان هتتحايل وتاكل وتملى بطنها، مادام شوقيه عتتعامل معاها بالمكر، يوبقي المكر بالمكر والبادي اظلم. 


أما عديله فبعد ماطلعت شام وربيعه عبت نص بطنها وفاقت، بصت لستها ومن غير ماتتكلم ابتدت عديله تحكيلها في الحكايات بتاعة العيله كلها بكل التفاصيل فاكراها، واللي ربيعه لا عتمل ولا عتكل منها ولا عتتعب من سماعها طول الوكت. 

❈-❈-❈


أما فى المطبخ، خلصت شام الوكل، وكان كرار عاود من شغله هو واخواته عزت وصفوت، وبمجرد ماعاودوا  سلم كرار علي عياله وعطالهم اللي جايبهولهم، وصفوت وعزت كذالك عطوا لعيالهم اللي جايبينهولهم، وفضلت ربيعه تبص كالعاده من بعيد لبعيد، وبعدها دخل كرار لأمه سلم عليها وحطلها كيس الفاكهه اللي جايبهولها جارها وطلع،  شوقيه ادت أمر لورده وبدور وشام بغرف الوكل، ودخلت قسمت النوايب، واتغدوا الرجاله، وهي الوحيده اللي بقت تقعد عالطبليه وسط الرجاله وتاكل معاهم، وداي عمرها ماحصلت فبيت المقاول قبل سابق إن مره تقعد علي طبلية الرجاله، لكن مع شوقيه كل إعتاد عليه بيت المقاول واتربوا عليه اهله اتغير واتقلبت على اديها كل الموازين. 


خلص كرار وكل هو والرجاله، وكل واحد راح على اوضته بما فيهم كرار، وبمجرد طلوعه طلعت وراه شوقيه ودخلت الأوضه وقفلت الباب وراها، وبصت لكرار بصه هو فهمها ودار وشه عنها بإشمئزاز، وذاد اشمئزازه وهي عتقرب منيه برغبه، وبرغم كرهه ليها الا انه احياناً يستسلم ويقرب منها، مش لغرض انه يديها حقوقها، لكن بسبب خوفه من غضبها اللي قبل سابق وصلها انها تهدده بالكتل على يد غفير من غفر ابوها لو مطاوعهاش فكل اللي تؤمره بيه، أو لو فيوم فكر يزعلها،


 ومن خوفه على حياته طاع، وجرب إن الواحد يتغصب علي حد وهو مش طايقه، وشاف إنه احساس مقرف ومكروه، وندم على تحريمه لشام واليمين اللي حلفه انها تكون كيف أمه واخته، وكتير اتمنى إنه يحلف على شوقيه نفس اليمين، لكن للأسف العمر غالي وحبه للحياة ولعياله حاكمه. 

وسبحان من خلى حتى للإحساس قصاص، وخلى القهر بالقهر والبادى اظلم والظالم لازمن يدوق. 

❈-❈-❈


أما حدا عزت وبدور 

عزت طلع اوضته وبمجرد ماطلع قبل مايقفل الباب لقي بدور عتحط رجلها قدامه وتمنعه يتقفل وزقته بكل حيلها ودخلت غصب عن عزت اللي كان عيحاول يقفل الباب بكل حيله هو كمان، ولما مقدرش ودخلت بسبب رجلها اللي مدتها، راح على سريره ونام عليه، ومفيش دقيقه وعمل روحه نايم. 

قربت منيه بدور وقعدت وراه وبصت فوشه وقالتله:

ايه ياعزوز، ياعوزعوز، ياعزعيزو، ياعزوزي، عتتقل عليا وتعمل روحك نايم، عتتجلع وتتقل على مرتك حبيبتك، طب وماله اتجلع واتقل براحتك، واني هجلعك والاعبك كمان. 

خلصت كلمتها ومدت يدها تحت باط عزت تزغزغه، وبرغم انه معيتحملش الحركه داي، الا انه داس على روحه وكتم نفسه لاخر لحظه، عشان خابر إنه لو عمل اي ردة فعل هيتدبس فبدور ومش هيعرف يتفلفت. 


وبدور لما لقته إكده بعدت يدها عنه وقالتله:

يكون فمعلومك اني خابره إنك صاحي وسامعني وعامل حالك نايم بالكدب، ويكون فمعلومك ياعزت لو مصحيتش هضروبك ضربه فموطرح هخليك تصرخ كيف الولايا، واني خابره انك صاحي وسامعني ومعهددش وااااهه.. قالت كلمتها ورفعت يدها وفثانيه عزت كان فاطط وقاعد على حيله من الخوف وباصصلها بغضب وعيقولها:

كنتي هتعملي ايه يامهووسه يابت المهاويس انتي؟ 

بدور بدلع وهي عتمسك طرف شعرها:

كنتش هعمل حاجه كنت عهددك بس عشان تقوم وتبطل لؤم، واديك قمت اهه. 


عزت وهو عيرجع ينام تاني ويعدل وضعية نومه ويدي بدور ضهره:

حلي عني يابدور وغوري ناقصكش اني تعبان وهلكان ومهدود حيلي. 

بدور بإعتراض:

عندي اني مهدود حيلك وتعبان، وعند السهر تقوم وتوبقي كيف القرد، ولعلمك ياعزت اني مش مسامحاك، 

 ووالله ديه ظلم اني ليا حداك حقوق وإنت مانع عني حقوقي وهتتشوى فنار جهنم الحمره. 


عزت بغضب:

 غوري تك كسر حوقك.،حقوق ايه اللي عتتحدتي عنيها داي ياام قويق انتي.. الحقوق داي مش للي زيك يابومه. 


بدور بعتب:

ليه يعني ناقصني أيه عشان ميبقاليش حقوق، ناقصه يد ولا رجل ولا عين؟ 


عزت:

له يختي مناقصاش حاجه وفيكي اليد والرجل والعين.. وكمل بشرود.. بس يعني هي كل الادين ولا الرجلين ولا العيون! 


ماالقرد فيه ادين ورجلين وعيون والغزال فيه برضوا.. هتساوي اللي حدا ديه باللي حدا ديه؟ 


بدور ردت عليه بغضب:


اهو إنت علي إكده من يومك تشوف كل الناس غزلان وتاجي عندي اني تشوفني قردة.. مع اني عستهم بحالي وعتسبح كل يوم وعرش كالونيا حريمي ريحتها عتقلب البيت قلب. 


عزت:

عشمها وعتقلب مصاريني.. شاله تتقلب مصارينك ومصارين الدلاله اللي عتجيبهالك.. ولا هنظلموا الدلاله والريحه ليه؛ يمكن الريحه زينه بس لما عتتخلط بالصماح والسباخ اللي علي جتتك عتعمل الريحه اللي عشمها منك داي.


 روحي ربنا يعدمني ريحتك وطلتك وكل حاجه منك يابعيده. 

خلص كلامه وسكت، وبدور سكتت وعملت روحها زعلانه وعتبكي وتشهق بالكدب، وكل هبابه تميل وتبص عليه وعندها أمل انها تصعب عليه ويقوم يراضيها، ولما فقدت الأمل ابتدت تبكي من صوح وحسها يعلا، لدرجة إن عزت قام وهملها الأوضه ونزل تحت نام في الحوش عالدكه، وفضل مراقب الغزاله اللي من بعدها مش عارف يشوف اي مره حلوه، ولا مره حليانه فعينه من الاساس، ويتحسر عالحظ والبخت المنيلين، والنصيب الظالم. 

❈-❈-❈


أما حدا نعيم وعدويه

عدويه:

قوم ياحبة عيني اشرب شوية السليقه دول وكل حتتة الفرخه داي عشان تاخد علاجك ويخف وجعك. 

نعيم بألم:

مجعانش ياعدويه، وبعدين هاخد العلاج ليه بس، مليهش لزوم ياام سلام، البطن طالما اتنفخت والورم مسك الرجلين مليهش عازه العلاج ولا عيجيب نتيجه.. همليني انعسلي هبابه يمكن يخف الوجع لحاله، معدتي عتوجعني من العلاج التقيل ديه، واني مش هعالج وجع بوجع، هما يومين باقيين خليني اعيشهم كيف مايكون وخلاص

عدويه ردت عليه ودموعها سبقت كلامها:

اخص عليك يانعيم ايه اللي عتقوله ديه، اني مش سبق وقولتلك اني عايزه اموت قبلك وانت اللي تشيعني بيدك، اهون عليك تهملني اتمرمط كيف امك وحوريه واقعد ملطشه للحريم يتحكموا فيا وفوكلي وشربي وانفاسي؟ 

نعيم بنهجه ووجع:

ماعاش ولا كان اللي يتحكم فيكي ياعزيزة القلب والروح، شوفي ياعدويه، الواحد طالما قرشه فيده محدش يقدر يذله واصل، ماعيتذل غير المحتاج، واني يانن العين عامل حسابي وشايلك اللي يعزك لاخر يوم فعمرك ومداريه عن العيون وخافيه،

اسمعيني زين وافهمي حديتي مليح، ورا تاج السرير اللي احنا قاعدين عليه ديه خليت اللي بنا البيت عملي طاقه مخفيه، بس تزيحي السرير وتبصي وتدققي هتشوفي خرم المفتاح، ومفتاحها محطوط في الشكمجيه بتاعتك تحت دهباتك والأوراق اللي مشيلهالك، هتفتحيها هتلاقيني شايلك كام حتتة دهب، اساور وخواتم يانن عيني، هتخليهم زي ماهما متقربيش عليهم غير وكت الحاجه، لما تعتازي ومتلقيشي حد من عيالك يمد يده ويعطيكي، ولو اجلك قرب وحسيتي بروحك زي حلاتي إكده، اوبقي اعطي الدهب لأكتر حد حن عليكي وشالك فتعبك واتحملك، الدهب ديه للستره ياعدويه وفيه عزة نفسك، اوعاكي تاخدك ساعة شفقه تشوفي فيها حد من العيال فديقه وتديهوله، الديقه عتتفك والواحد عيتصرف، وانتي اعتبريهم مش معاكي، ومش هسامحك لو خالفتي كلامي ديه، داي تعتبر وصية ميت، والوصيه واجبة التنفيذ فاهمه ياعدويه. 

عدويه هزتله دماغها وهي مخنوقه بدموعها، وميلت على يده حبتها وهي عتهمسله:

ربنا يخليك ليا ويشفي عنك، ويرضى عنك كد مااني راضيه عنك، وكد ماراعيت ربنا فيا وعزيتني فحياتك وعايل همي حتى بعد مماتك، 

وبرضك هفضل اقولها لاخر لحظه يانعيم، ربنا يجعل يومي قبل يومك يارب. 


قالتها واستوت عالسرير جاره ونامت فطوله، وهو ثواني وكان رايح في النوم، ومفيش بس غير انفاسه اللي عتخض خض وبطنه المنفوخه اللي عتنزل وتطلع، وريحة الموت اللي بقالها كذا يوم محاوطاه من كل ناحيه وهي شماها بس معاوزاش تصدق. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة