-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 28

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الثامن و العشرون

❈-❈-❈

كرار

انتي عتقولي ايه ياشام؟ 

شام: عقول اللي سمعته ياكرار.. انت محرمنى على روحك من سنين وبتي مامعترفشي بيها، وليناشي ايوتها عازه عندك، يوبقي تهملنا نشوفوا حالنا بعيد عنك وترتاح مننا وتريحنا. 

وكملت بنبرة صوت مترجيه:

الله يخليك توافق، وغلاوة المرحومه امك عليك لتوافق.. اني مطالباشي منك شي واعر، اني طالبه إنك تخلص مننا عشان خابره زين إنك عتكرهنى اني وبتي. 

سكت كرار شويه وفضل باصصلها وسرحان في ملامحها بتفكير، وقبل مايرد عليها ردت اللي كانت واقفه ورا شام وسامعه كل شي من البدايه من بعد مادخل كرار من بوابة الجنينه، وعشان كان تايه في جمال شام منتبهلهاش، وديه خلى نارها من شام شعللت بزياده وقالت بكل النار اللي فيها:

ديه كلام مهتلقيهش ديه، وحتى لو طلعتي واطلقتي وغورتي فداهيه تاخدك مع ان ديه على موتي يوحصول او على موت ناس تانيه.. قالتها وبصت لكرار بتهديد وبعدها كملت.. بتك هتفضل إهنه مهتتحركش ولا تروح لموطرح ولا هتفارق البيت ديه وهتعيش وتندفن فيه، وهتلخد موطرحك في كل شيء 

خلصت كلامها مع شام ووجهت الكلام لكرار:

وانت تعالى وراي عايزاك. 

قالتها واتحركت وكرار فضل ثواني واقف في موطرحه مراقبها بعيون عتشع كره وهي ماشيه، وبعدها راح وراها مغلوب على امره كيف العاده.. أما شام فقعدت موطرحها على الارض وضمت رجليها وسندت دماغها عليهم بتعب بعد ماتوكدت من اللي قالته شوقيه إنها مش هتسمحلها لا هي ولا بتها إنهم يغادروا البيت ديه غير وهما أموات.. وغصب عنها نزلت دموعها وجاتلها نوبة الكحه اللي عتاجيلها خلتها بقت تلقف النفس لقف، وعلى حس كحتها العاليه طلع ابو دراع من بيته وراحلها، ووقف فوق راسها وبصلها بشفقه وهو واعيها مخنوقه بالدموع والسعله اللي حسها يقشعر البدن، وقالها بحنيته المعهوده:

هوني على روحك ياأم ربيعه، عامله فروحك إكده ليه مفيش حاجه تستاهل زعلك ديه كله. 

ردت عليه ربيعه بقهر:

بتي تستاهل ياابو دراع.. بتي اللي فنيت شبابي ودفنته بين حيطان السجن ديه عشان خاطر عيونها تستاهل. 


-طيب اني مش سبق وقولتلك تخافيشي عليها ومادامها في حمايتي حدش يقدر يعملها حاجه، ولا حتى كرار ابوها. 

شام بصتله فعيونه وقالتله:

ولا حتى ممدوح؟ 

رد عليها وهو عيأكدهالها بعنيه وبكل ذره فكيانه:

ولا حتى ممدوح.. ورحمة ابوي ياشام ممدوح ماهيقرب نواحيها ولا هيمس شعره منها طول ماني عايش وعتنفس هوا ربنا، اني بلغني الكلام الخايب اللي قاله، وديه كلام في الهوا فلحظة غضب ميأثرش.. وحتى لو اني غفلت مش ربيعه اللي يتعمل معاها إكده.. ربيعه مش شام.. ربيعه غيير.. حتى بصي وشوفي بعينك وانتي تتوكدى من صدق كلامي.. قالها وضحك وهو عيشاورلها بعيونه على مكان في الجنينه وهي تبعت عيونه مكان ماشاور وشافت ربيعه واقفه فيه وقبالها ممدوح وواضح انهم عيتخانقوا من طريقة ربيعه في الكلام وتشويحها بأديها في الهوا، وبعدها ميلت عالارض ومسكت فرع شجر عفي ورفعته في الهوا قبال ممدوح وفضلت تلوح بيه وتتقدم على ممدوح وهو يتراجع لورا وبرضوا مستمر في الكلام، لكن مع وضعها وكرها ناحيته مستمر في الفر حتى لو عيمثل عكس ديه. 


سكتت شام عن البكا وهديت انفاسها هبابه وهي مراقبه بتها وجسارتها، وطيف ابتسامه لاحت على وشها وهي واعيه قدامها بسيمه بالظبط، فحركتها وطريقة كلامها وطريقة رد فعلها على موقف مماثل، وهمست لنفسها بإشتياق:

تفرق الناس مهما تفرق بس الدم عيحن والعرق جباد!

أما ابو دراع فهمس لروحه وهو واعي ربيعه واقفه قدام ممدوح وعتهاوش فيه بدون خوف كيف قطه عتعارك اسد:

براوه عليكي يابنيتي.. والله وكبرتي وطلعتلك ضوافر وخربشتي علي حالك يامفعوصه.. وقال امك خايفه عليكي قال! 

دانتي يتخاف منك مش عليكي. 


قامت شام دخلت البيت وهي مطمنه بعد ماشافت بتها كيف عتحارب ممدوح بكل قوتها ومخلياه قدامها كيف الكتكوت المبلول وابو دراع كمان راح على غنماته قعد جارهم بس عينه على ربيعه من بعيد لبعيد مغفلتش. 


أما حدا ربيعه وممدوح فى بداية الخناقه

ممدوح شاف ربيعه طالعه من البيت وكان معاود من حدا واد سلام الكبير منتصر، فجرى عليها واعترض طريقها، وبدون مقدمات قالها وهو عينهج:

ابوي وابوكي عايزين يفرقونا ياربيعه ومراضيينش بجوازنا. 

ردت عليه ربيعه بإستنكار ونبرة غضب:

ومالك عتقولها إكده كيف مااكون عاشقاك فى الضلمه وملوعنى الهوى، ماشالله عنهم ماوافقوا، اني نفسي مموافقاشي اتجوزك لو الكل وافق. 

رد عليها ممدوح بغضب:

كلام ايه اللي عتقوليه ديه ياربيعه، كيف يعني مموافقاشي تتجوزيني؟ 

ربيعه بعصبيه:

قولت اللي سمعته ماممدوح، ولو إنت اخر راجل في الدنيا اني مهتجوزكش. 

ممدوح رد عليها وهو جازز على سنانه:

واني هتجوزك ياربيعه وغصب عنك وعن الكل، ولو مكانش بالذوق يوبقى بالعافيه، بالحيله، بالمكر، بالوجع.. اهم حاجه إني اتجوزك ومتكونيش لحد غيري. 


ربيعه رفعت يدها قدامه وقالتله بتحذير:

إسسمع ياد انت، اوعاك تقول عليا صغيره وضعيفه ومعرفشي ادافع عن حالي ولا اوقفك عند حدك، لا وكتاب الله المجيد داني اقطع لحمك نساير نساير وارميك للغربان تاكلك. 

خلصت كلامها ووطت عالأرض مسكت فرع شجر كان واقع عالارض ورفعته في الهوا وهجمت بيه على ممدوح وهى عتقوله:

اني لا شام ولا انت كرار عشان يكون فمعلومك، وحتى لو انت كرار تاني اني مش شام، ولا هتلاقوا زي شام تاني، والله ياممدوح اخلص منك حتى تار أمي لو حاولت تعمل حاجه شينه معاي ولا تكرر نفس غلطة عمك.. اللى عمله عمك وعطوله امي عشانه لو عيملته إنت مش هتاخد عليه غير ندم على عمرك. 

كانت تتكلم وتقرب على ممدوح وهو يبعد عنها ويحاول يقطع كلامها ويتفاهم معاها لكنه رافضه اي تفاهم، وفي النهايه رمته بالفرع ومشت من قدامه وهو ماشي وراها بالخطوه السريعه وعيحاول يتفاهم معاها ويخليها تسمعه، لكن ربيعه كانت لا حياة لمن ينادي، ودخلت البيت وبوشها على اوضة ستها عديله، وفعدت جارها هبابه تفليها وتسرحلها فشعرها وتدلكلها رجليها، وطول الوكت عديله شارده وسرحانه ومش مع ربيعه خالص، ومهما كلمتها عترد عليها بها وهااا وربيعه تعيد من تاني اللي جرا بينها وبين ممدوح، ولأول مره تحكى حاجه ومتلقاش الاهتمام الكامل من ستها عديله. 


أما شام فبعد مادخلت البيت راحت عالموطبخ تكمل شغلها اللي فيه، ولقيت بدور وورده وحده عتغسل والتانيه عتغربل غله، فعلقت هى كيلة فريك تسلقها من الغله بالمره مستغله وجود الغله تحت.. وحطت الحله عالكانون وابتدت تقيد عليها بالحطب، وكل ديه وبدور عتاكلها بعنيها وهي شايفاها بمجرد ماولعت النار خدودها كيف مايكون فيهم بارود فوراً اشتعل لما شم النار واتفجر الحمار عليهم مزين بياضها كيف حتتين مرمر سقطوا فى وسط الجليد. 

وفضلت إكده باصه عليها وتغل من الجمال اللي خدته كله لحالها، وتتعجب عليها وكيف إنها كامله مكمله من مجاميعه ومفيش فيها عيب ولا غلطه من أول راسها لحد كعوب رجليها كيف مايكون اللي اتقطع من حريم البيت من جمال اتوصل فيها هي لحالها! 

أما شام فبعد مده من متابعة النار والشرود وهي باصه لللهب اللى عيتمايل قدامها، سندت خدها على يدها وغفيت قصاد الكانون غصب عنها.. مفاقتش غير على يد عتهبشها من كتفها ولما فتحت وبصت حواليها بفزع شافت ربيعه وهي عتبعد النار عنها وتسكها جوا الكانون، وبعدها بصت لبدور وقالتلها بغيظ:

قاعده تبصي وتبحلقي بعنيكي وشايفه النار سارحه عليها لما قربت تمسك فخلجاتها وساكته وعتتفرجي، مستنيه تشوفيها وهي عتتحرق قدامك ولا ايه، مش هتبطلوا الكهن اللي عيجري فدمكم ديه واصل.. مفيش حد فيكم يطلع زين ويتقى ربنا هبابه؟ 

خلصت كلامها وبصت لامها اللي لقتها باصه عالجمر اللي في الكانون والدموع متجمعه فعنيها وفاتحه خشمها بصدمه كيف ماتكون شايفه قدامها حاجه غريبه.. فقربت عليها ربيعه وقعدت جارها وضمت راسها على صدرها وهي عتقولها:

مالك ياغاليه ليه مضروعه إكده، مجراشي حاجه واني لحقت النار قبل ماتوصل لتوبك تخافيشي، بس امانه عليكي توبقي تاخدي بالك وانتي قاعده قدام الكانون، ومتتكليش على حد من ناس البيت ديه واصل، دول لو شافوا النار لاحمه فيكي مهيطفوكيشي. 

خلصت كلامها وبصت لبدور اللي قامت وخدت غسيلها اللي غسلته عشان تنشره، وبعدها تحصل ورده اللي خلصت غربيل الغله وراحت اوضتها ترتاح.. وولا عبرت ربيعه ولا بصت عليها حتى، ولا كأن الكلام عليها من الاساس. 

أما شام فبعد دقايق وهي سانده راسها علي صدر ربيعه رفعت راسها وبصت لربيعه وبصوت مخنوق قالتلها:

خلاص مش هيوبقالنا حد في البيت ديه واصل ياربيعه، الصدر الحنين والحضن الدافي خلاص هيهملونا ويمشوا. 

خلصت كلامها وغمضت عيونها ونزلت منهم الدمعه اللي كانت عتلالي فيهم، وربيعه خدت ثواني عشان تستوعب، ولما استوعبت ضربت علي رجليها بصدمه وهمست لامها تسألها بحس مخنوق.. ستي عديله؟ 

ردت عليها شام بهزه من دماغها تاكدلها تخمينها، وفي اللحظه داي ربيعه حطت اديها التنين علي راسها وغمضت عيونها بوجع وصرخت برفض.. وبعدها قامت جريت علي ستها عديله وهي عتبكي وتشهق بوجع من نص قلبها، لانها ممكن تتخيل اي حاجه في الدنيا، الا عدم وجود ستها عديله فحياتها. 

أما شام ففضلت قدام الكانون تبكي وتندب حظها وتتوقع ايامها الجايه من غير ستها عديله هتكون كييف. 


اما ربيعه فدخلت الاوضه عند ستها، وشافتها نايمه على السرير ومستسلمه بملامحها الهاديه الحنونه، اترمت فوقها وهي عتبكي وتشهق.. وعديله قامت من النوم مفزوعه وزعقت فيها وقالتلها:


مالك ياقزينه فيكي ايه، ليه عتبكي إكده حد عملك حاجه.. ابوكي، مندوح.. انطوقي نشفتي دمي! 

ربيعه هزت دماغها برفض وهي عتضم دماغ ستها عديله عليها وتقولها بمحبه:

حدش عملي حاجه اني بس اتوحشتك في الهبابه اللي نعستي فيهم. 

ردت عليها عديله وهي عتبعد راسها عنها وتضربها بخفه على دراعها وقالتلها:

وحش يلهف مرت ابوكي شوقيه.. بقي يابارده تصحيني مفزوعه إكده عشان اتوحشتيني.. اخص عليكي داني حتي كنت مع جدك كارم وكنا قاعدين قعده حلوه قوي فموطرح حلو قوي قوي وردينا شباب وعنتسامروا ونضحكوا سوا، وتوفيق ونعيم ردوا عيال صغار وعيلعبوا حوالينا ويرمحوا ويضحكوا. 

ربيعه سمعت إكده واتوكدت مليون في الميه إن حلم امها هيتحقق كيف ماعتتحقق كلل احلامها وكأنها رؤيه ربنا عيوريها بيها اللي هيجرا، وكأنه اترفع عنها الحجاب وباتت تحس باللي هيجرا قبل أوانه، كيف مااتنبأت بموت ستها حوريه قبل ماتموت ومعدوش يومين وكانت الروح مفارقاها. 

أما عديله فغمضت عنيها مره تانيه وهي مبتسمه بسعادة، وهمست لربيعه:

اطلعي ياربيعه وهمليني هرجع انعس عشان اقعد مع جدك كارم هبابه كمان يمكن لما انعس القاه لسه مستنيني في الموطرح اللي كنا فيه.. وروحي لابو دراع قوليله بعد هبابه كلم ستي ضروري ضروري.. ولا اقولك خليه ياجيني دلوك اقوله عاللي عايزه اقولهوله، عشان انعس براحتي حدش يستعجلني في الصحيان. 


سمعت ربيعه كلام ستها عديله وطلعت، وراحت علي أمها في الموطبخ لاول، اترمت فحضنها وبكت بحرقه وهي عتقولها:

ستي ماشيه ومهملانا صوح يمه، ستي حلمت بالاموات يوبقى رايحالهم وسايبانا صوح.. اني لو ستي ماتت هموت وراها، اني عحبها قوي قوي واقدرشي اعيش من غيرها واصل. 

خلصت كلامها وشهقت بالبكا وشام كمان معاها، وبعدها قامت ربيعه ندهتلها ابو دراع.. اللي اول ماشاف منظر ربيعه ووشها اللي غادي كيف الدم اوحمر وهي جايه عليه من بعيد قلبه وقع فرجليه وعرف إن فيه مصيبه حصلت، فقام من موطرحه وقطع هو المسافه الباقيه ناحيتها؛ عشان يقطع على عقله الاستنتاجات، وبمجرد ماوقف قدامها قبل مايسألها قالتله وهي عتشهق:

كلم ستي ياعم ابو دراع عاوزاك قوام. 

خلصت كلامها وجريت من قدامه وهو تبعها بخطوات سريعه وبخوف، واستني لما دخلت البيت وبعدها اذنتله بالدخول، وراحت علي اوضة ستها عديله وفتحتها وشاورتله يدخل.. وأول مادخل عديله ابتسمتله بوهن وقالتله:

تعالا يازينة الشباب وسيد الرجال..تعالا ياشيال الأمانه ونصير الضعيف.. قرب علي ياغالي ياواد الغاليين.. وبعدها بصت لربيعه وقالتلها.. وانتي ياحبة القلب اطلعي وهملينا لحالنا وردى الباب وراكي، واستني في الحوش بره وبس يطلع ابو دراع شيعيلي امك، وبس اخلص كلامي مع امك تعاليلي عايزاكي تنامي فباطي هبابه واشمك نفسي طالبه ضمتك يابت الحبيبه. 


يادوب خلصت كلامها وربيعه حطت يدها على خشمها وطلعت من الاوضه جري، وردت الباب وراها على امر ستها. 


أما ابو دراع فبمجرد مابص فوش عديله شاف عليها علامات الموت، فبلع ريقه بغصه وكتم وجعه فقلبه وبصلها بألم وهمسلها بحس يادوب طالع:

عايزه ايه ياستي أؤمريني واني خدامك. 

اتبسمتله عديله وبمحبه وحس نهجان كيف ماتكون كانت في سبق ردت عليه:

مايؤمرش عليك ظالم ياعيون ستك.. اني مش هطول عليك ياولدي بالحديت هما كلمتين ورد غطاهم.. 

عايزاك تكمل جميلك ياابو دراع وتصون امانتك اللي ربنا حطها فرقبتك للأخر ومتفرطش فيها. 

رد عليها ابو دراع فوراً:

الدهبات في الحفظ والصون ياستي وعيزيدوا مينقصوشي وانا مرسيكي على كل شي. 

عديله:

الأمانه مش الدهبات بس ياابو دراع.. الامانه شامله اصحاب الدهبات كمان.. شام وبتها امانتك اللي ربنا حطها فطريقك واللي لو انت مش كدها مكانش وقفك ليهم.. عايزاك تحافظ على ربيعه وتحميها من بطش ابوها وواد عمها وتحرسها منيهم، دول صنفهم نمرود ياولدي ومكارين كيف الديابه، وإن مكانش الواحد يحطلهم عنيه في نص راسه ياكلوه ويمرمشوا لحمه.. وشام غلبانه ومهبله كيف ماانت خابر، وربيعه عامله كيف لوزة القطن المقفله اللي لساها مافتحت، براها خضار وجواها بياض ولساها صغار ومهتعرفش تحرس روحها.. خلي بالك عليها ياولدي واعمل اي شي عشان تكف عنها الاذى. انت العفي اللي الكل عيخاف منك ومحدش عيقدر يوقفلك فى طريق ولا يكسرلك كلمه. 


خلصت كلامها وخدت نفس طويل، وبصت علي ابو دراع مستنيه منيه الرد، وبمجرد ماهزلها دماغه بالموافقه ورد عليها بإن شام وبتها هيفضلوا فعنيه وحمايته لاخر العمر، اتنهدت براحه، وفضلت تدعيله هبابه، وبعدها قالتله يطلع ويشيعلها شام. 

وبالفعل طلع ابو دراع، وبص لربيعه اللي قاعده على الدكه وعيونها عتسح في الدموع، وقالها تشيع أمها لستها عديله، وطلع وهو حاسس بوجع فى قلبه على فراق احسن واحن واحده فبيت المقاول كلهم، واللي كانت البلسم اللي عيشفى جروح شام وربيعه من اللي عيجرا فيهم.. وطوالي راح عالمندره يرتبها ويجهزها للمعازي اللي مسألة ساعات او يومين بالكتير وهياجوا. 


أما عديله فودعت شام وشام ودعتها بالدموع والتحضان، ودعت لشام بصلاح الحال والراحه، وشام دعتلها بالمغفره والرحمه بس فسرها عشان متحسسهاش بقرب أجلها، مع إن كلامها وتصرفاتها عيقولوا إنها حاسه لحالها، وبعدها طلعت شام عشان تنهار في الحوش على القلب الحنين والضهر اللي فضل ساندها ١٥ سنه رغم ضعفه، واللي مش متقبله فكرة رحيله عنها واااصل ولا إن اليوم هتطلع شمسه وتغيب من غير ماتشوف ستها عديله وتقعد جارها وتسمع حسها ويتونسوا ببعض. 


وهملت عديله مع ربيعه، اللي حضنوا بعض وغمضوا عيونهم وكل وحده عتحاول تشبع من حضن التانيه على كد ماتشبع.. وقفلت الباب شام عليهم بعد ماشغلت الراديو علي إذاعة القرآن، لعله يهدي رهبة طلوع الروح من البدن لو كان اوانها آن. 


أما ربيعه ففضلت ضامه ستها لحضنها، وحاسه بانفاسها الدافيه على رقبتها، وبعد شويه انفاسها الدافيه اختفت، وابتدا دفوا جسم ستها عديله يروح شويه بشويه وهي فحضنها، ويتبدل لبروده، وبرغم صغر سن ربيعه الا انها حست إن هو ديه الموت، وإنه اتسحب كيف الهوا من غير ماتحس بيه وسرق روح ستها منها، وماتت عديله فحضن ربيعه صاحبة ال١٤ سنه، اللي رهبة الموقف ووجعه كان اكبر من سنها، ومع ذلك خاضته واتحملت إن روح ستها تطلع على صدرها. 


ومن اليوم ديه خلص عهد.. عشان يبتدي مع شام وبتها عهد جديد كلياً، ميعرفوش ايه اللي الدنيا مخبياهولهم فيه. 


واتنصب العزا، وبدأت المعازي تهل عالبيت، حريم بيت العمده، وعمات ابوها وبناتهم، والبيت بقى يعج بالحريم اللي كان بدهم يلطموا ويشيعوا جنازة عديله بمراسم الجاهليه، لكن ربيعه وقفتلهم بالمرصاد ومخلتش وحده تلطم لطمه على ستها عديله عشان ميعذبوهاش، ولا وحده تصرخ صرخه حتى، وكل اللي تحاول تخالف الكلام كانت تستلقى من ربيعه وعدها.. وكانت دي اول جنازه صامته في تاريخ بيت المقاول وتاريخ المجتمع ديه وكتها وتاريخ الصعيد عموماً. 


وبعد ماخلصت الجنازه، فضى البيت على ربيعه وامها وبقى بارد وهِو كيف مايكون كل الدفى والونس وكل حاجه حلوة خدتها الجده عديله معاها وهي ماشيه.. 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة