-->

رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 16

 

 قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية قلوب لا ترحم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل السادس عشر



ككل يوم أستعدت جميلة وارتدت ثيابها  مغادره المنزل  للعمل لم يقفها سوى هيثم الذي قابلها بأبتسامة واسعة تثير الريبه:

_ في حاجه يا هيثم؟؟


_ لا أبدًا أنا بس كنت هوصلك علي طريقي

شئ بداخلها رفض الفكرة؛ كان عقلها يصرخ أنة ليس متزن عينه الحمراء أرتعاش كفية ووقفته المترنحة، تنفست محاولة التحلي بالهدوء لكن أقترب خطوة منها بينما ينطق ببسمة متكاسلة تظهر أنيابه كمن يوشك علي أمتصاص دمائها :

_ أيه مش عيزاني أوصلك ولا أية؟؟


أرتفع الغثيان بمعدتها من رائحة فمه الكريهة؛ أبتسمت بجمود وهي تهتف بأول شئ تبادر علي ذهنها :

_ للأسف مش هينفع أنا ومعتصم هنلف علي المحلات أنهاردة؛ حتى انا كنتَ هرن عليه دلوقتي أشوفه فين 


كنت منتظرة رحيلة لكنه ظل ثابتًا بمكانه يرفع يده ماسحًا علي أنفه بحركة أثارت حرصها أكثر؛ هل هو منتشي؟؟ :

_ طب أتصلي بيه يلا 


أخرجت الهاتف سريعًا وعقلها بالكاد يحاول تجميع كل ما يحدث؛ لما لم يجد يومًا سوى هذا ليظهر لها بهيئته المفزعة تلك! :

_معتصم فينك 


_ انا نازل؛ هو في حاجه؟؟


_ طب أنا مستنياك قدام الباب أهو زي ما أتفقنا 


_ اتفقنا ومستنياني؟ هو في أيه ؟!! 


أغلقت الهاتف بوجهة دون أجابه علي قلقة وسؤاله، بأبتسامة متوتره نظرت لهيثم وهي تخبره:

_ اهو معتصم نازل خلاص 


ترنح الأخر مصدرًا صوت محبط قبل أن يبتسم بخبث:

_ يخساره كنا هنتبسط اوي لو أنا وصلتك! يلا هطلع أنا بقا 


أنسحب من أمامها بخطى بالكاد تتوازن دون السقوط؛ كان تأثير المخدرات عليه اليوم أوضح ربما لتناوله جرعة مضاعفة؟ 


تنفست بأرتياح وهي تستند بظهرها علي الباب مغمضة لعينها وهي تشعر بالراحة لنجاتها منة؛ ليس وكأنها تخشاه لكنها تخشى أنة ليس بوعيه فلو كان واعي لكانت واجهته دون أهتمام :

_ حصل ايه؟ 


صوت معتصم المستغرب والقلق جذبها لفتح عينها حيث التقط بخاصته اللامعه، رغم الأضائه البسيطه لنور الصباح كانت عينه تعكس أنوارً غير موجوده حولهم 


تنفست تدخل الهواء لجسدها لتستعيد ثباتها وهي تقف أمامة وتخبرة بنبرة متوتره قليلًا:

_ هيثم كان هنا ومكنش في وعية خالص عشان كدا كلمتك


بلهفة وضيق خرجت الكلمات من فمه:

_ عملك حاجه


ابتلعت لعابها تبتعد عن الدرجة التي أحتلها رفقتها وشعرت بالمسافة تضيق؛ حركت رأسها نفيًا :

_ لا بس كان عايز يوصلني وكدا قولتلة أني هلف معاك علي المحلات فأضطريت أتصل بيك آسفه 


تنفس الصعداء وهو يتحرك ليشاركها الدرجة مجددًا:

_ ولا يهمك و أنا هلفت نظر بابا ليه 


قاطعته بسرعة بينما تنسحب مجددًا من الدرج:

_ لاء لو سمحت مش عايزه مشاكل


ضحك بخفه وعاود إحتلال موقع وقوفها:

_ انتِ ومش عايزه مشاكل! المعجزات بتحصل بس علي العموم هعملك الي تحبيه؛ انتِ كنتِ رايحة فين؟ 


_ الشغل 


كانت تنسحب من الدرجات التي يحتلها رفقتها ليعاود هو الوقوف جوارها حتى تحول الأمر لحرب داخل عقلها؛ كالمستعمرين يسلُب أرضها ولكنها لا تملك الشجاعة لتحارب لذا تسارع بالأنسحاب 



نظر لها بأستغراب كون الجدية رُسمت علي ملامحها لكنه لم يهتم وهو يخبرها بجدية:

_ انتِ متعرفيش أن أنهاردة أجازه عشان كتب كتاب غريب؟ 


أختلجت وضاقت أنفاسها بتلك الحرب التي تقوم بها بالأضافة لمحاولتها السيطرة علي ذاتها بينما تجيبه:

_ أفتكرت المكتب مفتوح، خلاص هروح أشتري حاجات نقصاني 


_ خلاص هاخدك علي سكتي نلف عي المحلات وبعدين أطلع بيكي تشتري الي ناقصة؛ ها ايه رأيك 


كانت تهبط بضيق وأضطراب بينما هو يلحقها؛ مادت الأرض بها وأختنقت أنفاسها بينما تستمع لعبراته تردد مجددًا ومجددًا في أذنها؛ كان مشتغربًا الأضطراب الواضح عليها لمد يده ممسكًا كتفها يحركها بقلق:

_ جميلة أنتِ كويسه؟ 


_ ماشي موافقه

نطقت بسرعة وهي تستنشق الهواء بعمق؛ كانت كمن سُحب لبعد أخر وعاد بغمضة عين، ابعدت يده عن كتفها ونظرت حولها لتجد أنها بالفعل غادرت البنايه؛ أنتهت حرب السُلم وأخيرًا، تذكرت حديثها لتنطق بأضطرار حتى لا يلاحظ عدم سلامتها ألان :

_ تمام يلا بينا عشان  منتأخرش


❈-❈-❈


_ يلا يابنتي غريب مستنيكي بره 


التفتت انسام بتوتر لهناء وهي تمسك بيدها مترجيه:

_ يا خالتي انا مش عايزه اجيب فستان ما أي حاجه البسها وخلاص؛ أخرجي قوليله أن أنا مش عايزه ربنا يسترك


نظرت لها هناء بضيق ودفعتها ببعض الرفق بعيدًا :

_ اوعي يا بت أنتِ روحي البسي طرحتك؛ والله لو كنتوا كاتبين الكتاب كنت خليته هو يتعامل معاكي متتعبيش قلبي وخلصيني 


_ طب ما تدخليه يا خالتي! 

نطقت دون شعور بينما تقترب منها بلهفة؛ تراجعت للخلف بينما تري أتساع عين هناء لتهتف بضيق :

_ يوه يا خالتي حتى انتِ مش معايا كدا الله!


تحركت بغضب ترتدي حجابها بأنزعاج وإحراج بينما هناء تضحك بسخرية عليها:

_ مش معاكِ اه البسي خلصي

❈-❈-❈


_ بقولك يا معتصم هو انتَ هتعدي علي محل أحمد دلوقتي؟ 


نظر بطرف عينه لها بأنزعاج وهو يخاطبها بسخرية:

_ قصدك محلنا الي أحمد وأقف محاسب فيه؟ آه هروح 


قلبت عينها تكرر بسخرية:

_ اه يا ملك المنطقه كلها محلكم 


نظر لها بغضب وهو يسألها بغضب وأنزعاج :

_ قصدك ايه بمالك المنطقة دي؟ 


_ قصدي أنك لازم تفكرني أنه محلكم وأحمد شغال فية! ما أكيد انا عارفة 


_ اه وانتِ لازم تغيري علي خطيبك برضو حقك


_ إيه انتِ مبتغرش علي نور ولا ايه؟ 


_ ايه دخل نور؟ 


كان أوقف السيارة والتف بجسده ناحيتها وواجهته هي بذات الطريقة بتحدي، لم يفقهما عن حديثهم المحتد سوى بوق سيارة خلفهم 


بعيدًا كانت نور تدفع عليداخل البناية مجددًا برعب بينما عينها تتابع عربة معتصم التي تحركت أخيرًا، تسائل علي بأستغراب بينما يحاول الفرار من يدها :

_ ايه في أيه 


التفت له وهي تضع يدها علي صدرها تستنشق أنفاسها براحة بينما تجيبة:

_ كنا هنروح في داهيه 


أخرج رأسة من الباب ناظرًا للخارج بحثًا عما يثير الريبة بينما يسألها بقلق:

_ حصل ايه؟ 


_ معتصم أبن عمي كان بره ولو كان شفنا سوى كان هيقلب الدنيا متعرفش هو بيحبني ازاي 


_ وانتِ في حد يشوفك وميحبش الحلاوة دي؟ ما تيجي نطلع فوق تاني 


نطق مقتربًا منها لتبعده بدلال وهي تخبرة بجدية مصطنعه :

_ لاء لاء يا علي مش هينفع قولتلك عندنا كتب كتاب أنهاردة دا تلاقي الدنيا كلها مقلوبة عليا دلوقتي 


_ طب روح يا جميل ومسيرنا نتقابل تاني قريب


ضحكت بدلال وميوعه قبل أن تغادر البناية من أمامه متراقصة بينما يبتسم هو مراقبها؛ حينما أختفت من أمامه أندمرت أبتسامتة باصقًا في الأرض بينما يتحدث بتقزز :

_ رخيصه و وس** بس خلي الواحد يتسلي بيكي حبه وبعدين ياخدله قرشين؛ وبعدين مين الراجل دا الي ممكن يدوب فيكي!


دق هاتفة ليجيب علي صديقة الذي تحدث ضاحكًا:

_ ايه يا لول سبع ولا قطة 


_ عيب عليك يالا أنا ديمًا أسد 


وصلته ضحكة الاخر الصاخبة قبل أن يخبرة بجدية:

_ طب متنساش في سهره بليل شرب ودرمغة مع الواد هيثم 


_ متقلقش هاجي يلا طير بقا 


أغلق الهاتف ضاحكًا بسخرية بينما يدفع الهاتف مجددًا بجيبه:

_ ياااه دا الناس مظاهر خداعة فعلًا مين يصدق أن عيله الشنديري تبقا بالقرف دا كله من جواها؟


❈-❈-❈


بعد دقائق وصل معتصم وجميلة للجزاره التي يعمل بها أحمد ليهبط الإثنين يصفعان الباب خلفهم؛ وقف معتصم امامها وهو يتحدث بشبه تهديد :

_ اياكِ تخبطي عربيتي كدا تاني 



ضحكت بسخريه وهي تقترب منه خطوة بينما تجيبه:

_ دا لما انتَ تحافظ علي عربيتك الأول 


_ خير يا جماعه مالكم؟ 

تدخل أحمد بالمنتصف مسببًا تراجع الاثنين؛ نظر كلاهما له ونطقا بالتزامن :

_ أحمد عايزك


_ أحمد عيزاك 


نظر لكلاهما باستغراب كان يشعر ببعض الضيق من جميلة التي تعاملة كأنة نكره؟ 

ظنت انه بحيرة في أمره لتخبره بنبرة ثابته:

_ خلاص يا أحمد خلص شغلك وبعدين نتكلم



أجابها أحمد بينما يتحرك عائدًا للجزاره:

_ تمام مش هتأخر 


لحق به معتصم الذي أخبرها بسخرية :

_ ايوه كدا جدعة خليكي عاقلة وعارفة مصلحته 


زفرت أنفاسها بملل ولحقت بهم ، كان أحمد أخرج الملف المدون به الحسابات وباشر بعرضة علي معتصم؛ تركه لمعتصم وتحرك واقفًا بجوار جميلة وهو يعاتبها بهمس:

_ ينفع الي أنتِ بتعمليه دا؟ من أول الخطوبه بتعامليني كأني واحد غريب وكل فين وفين تردي علي مكلماتي ! مش راضيه تخرجي معايا ولا حتى تطمنيني عليكي؛ والموضوع وصل أنك بقالك تلت أيام مش بتردي عليا أصلًا 


حاولت التدخل ومقاطعته:

_ أحمد أنا


أكمل حديثه غير مهتم بتدخلها :

_ لا يا جميلة متتكلميش إلا لما أخلص الي عندي؛ أنا روحتلك أنهاردة المكتب عشان ميصحش أجي فاجئة بيتكم! فاهمة أني روحت المكتب عشان أعرف أقابل خطيبتي ؟ ولما وصلت لقيته مقفول وقلقت عليكي بعدها الحج إتصل عزمني علي كتب كتاب عزمي الي مكلفتيش خطرك تعزميني عليه وانا بقيت واحد من عيله الشنديري 



التف معتصم ينظر له حيث يقف قريبًا من جميلة يهمس لها بكلمات عديده وهي تستمع له بصمت؛ شعر ببعض الضيق ربما لأنها لم يسبق لها الصمت بتلك الطريقة أمامه؟ كانت دائمًا تتحداه وتطلق عبراتها السامة، مقابل كل كلمة منه عشرة منها؟ 

تدخل بغضب وهو يهتف بأحمد:

_ أستاذ أحمد ياريت تركز في شغلك! تعالى عشان في نقطة عايزك تفهمني ازاي؟ 


تحرك أحمد بعيدًا عنها لمعتصم بعدما رمقه بغل، لدقائق فاتت كانت شعرت ببعض الذنب أنها قد تكون ظلمت أحمد لكن اعترافة المثير للشفقه كونه أحد أفراد عائلة الشنديري جعلها تتراجع  هو طماع دون شك ..



بعد مده كان معتصم وأحمد انتهيا من مراجعة العمل تحت أنظارها الفاحصة والمفكره! تُرى هل لو كانت بمكان معتصم لبغضت أحمد؟ إحتمال كبير نعم 


نهض معتصم متحركاً ناحيتها وهو يخبرها بهدوء:

_ خلصي معاه بسرعة هستناكِ بره 


_ حاضر 


تحركت ناحية أحمد الذي نهض هو الأخر لمواجهتها وقبل أن يبداء سيل عتابه المزيف مره أخرى أخبرته بجدية:

_ انا مش عايزه أكمل 


_ إيه؛ تكملي إيه ؟ 


نطق بذهول وشعر بدلو مياة يسكب فوقه؛ أحلامها وأماله ملقاة علي الأرضية بينما تدعس هي فوقها 


نظرت له بجمود وبعض السخرية تدخلت بكلماتها:

_ مش عايزه أكمل في الخطوبة المزيفة دي


إتسعت عينه وهو يسألها بصدمه:

_ مزيفه ازاي يعني؟؟!


أجابته بملل وعينها تناظره باشمئزاز :

_ ايه بجد هتمثل تاني! أنتَ غرضك كان وأضح اوي يا أحمد؛ أخطب جميلة و أوقعها في حبي وأبقى من عيلة الشنديري ألي أسمهم زي النار علي العلم، مش متخيلة أنك فكرتني هبله ومش هفهم كل دا؟


تحولت تعابيره اللينه والحزينه وكأن جلد الثعبان أنسلخ ليظهر علي حقيقتة، لم يعد أحمد الذي يحسن وضع مسافات جسدية بينهم بل تحرك واقفًا أمامها يكاد يترك للهواء مساحة العبور


ضحك ساخرًا وهو يسألها بخبث:

_ وطلامه أنتِ ذكية أوي كدا وملاحظة كل دا وافقتي ليه 



لم تهابه أو تتراجع بعيدًا بل طلت تواجهه وهي ترسم بسمة ساخرة قوية بينما تجيبة:

_ عشان أنتَ غبي؛ أعمى يا أحمد أقولك أيه ولا أيه؟ تخيل تخلي بنت زي تلعب بيك! 


أبتعدت تدور حوله لتزيد موقفها قبحًا بنظرة وهو يتلقى منها نظرات مستصغرة:

_ بنت صغيرة في السن عرفت تخبي غرضها وميبقاش بيلمع زيك، انتَ عارف إنك عامل شبه الكلب الجعان الي ماشي يشمشم في الزبالة! اه والله بالظبط؛ الطمع بينط من عينك وأنا كان ليا غرض وأستغليتك أنتَ وطمعك وغبائك خلوك لعبة سهلة في أيدي وبدل ما تاخد غرضك وتنجح فشلت تاني برضو


صمتت تضحك بصخب كانت تعشق اللعب بالنيران؛ القفز وسط اللهب والخروج بحروق طفيفة 


كان جسد أحمد يرتجف غضب؛ خسارة خذلان وحسرة؛ تلك اللعينه تتحدث عن حياته وطموحة كأنة مجرد هواء، هي تراه بأكمله مجرد لعبة وتسخر منه


لم يتحكم بذاته وهو يندفع مقيدًا عنقها بكفيه بحده؛ عينة تحكي كل ما خسرة تحكى وحدته دون عائلة؛ ضعفة دون مكانة وتحملة لكل التكبرات، وهي كانت القشة التي كسرت تحملة وحاجز تعقلة وقد غادر عقلة صلبه الطبيعي ولم يعد يرى أمامه الأن سوى عائلة الشنديري وكل ما عرضوه له من سخرية وتكبر وبغض 


كانت تنظر له بصدمة بينما يقوم بخنقها وقد دفع جسدها ضد الجدار؛ لم يكن بعقلة كان مختل تمامًا 

زفرت أنفاسها تحاول أدخال الهواء لجسدها وهي تتحدث بضعف وتقطع :

_ فاكر نفسك هتكسب لو قت…قتلتني؛ هتخسرك أكتر يا أحمد…أعقل م..متف..متفضلش غبي للأخر 



كان ينظر لها مستمتعًا بالضعف الذي يغزوا عينها؛ وجهها الذي يغادرة اللون وأنفاسها المتقطعة أسفل يده تحفة فنية من صنع يده..


تركها علي حين غفلة وهو يقف يراقبها تسعل بقوة؛ يدها تستند علي الجدار خلفها لتتماسك وعينها تتطالعه بحرص لينطق بجمود وهو يراقبها دون أن يرمش:

_ مفيش خطوبة هتتفسخ والا هتدفعي التمن غالي اوي يا بنت الشنديري 


لا يتخيل أنه كان يشعر ببعض التأنيب أو الرفق ناحية أحد أفراض الشنديري؟؟ خصوصًا الأفعى أمامه 


تلك التي لم تترجاه ليتركها حية بل كانت تواجهه؛ تلك التي وقفت بأعتدال تزيح خصلاتها التي تبعثرت من دفعه لها؛ نظرت له بجمود وأبتسمت بأصفرار بينما تخبره بقوة وكأنها لم تكن علي وشك الموت علي يده؟ :

_ التهديدات دي مش عليا يا أحمد؛ أنتَ صح أنا بنت الشنديري وصدقني أنا أوحش حد هتحب تلعب معاة، الخطوبة دي اتفسخت خلاص وأنا هبلغ عمي


تحركت من جوارة لتغادر لتتراجع بخطواتها مجددًا وتقف أمامها؛ خلعت خاتك الخطبه وأمسكت بيده تضعه في منتصف كفه بينما تخبره بسخرية:

_ خليه معاك ممكن تحتاج فلوسه في يوم يا… يا أحمد



تحركت في خيلاء للخارج تترك لخطواتها المساحة الكامله لترك بصمتها علي الارض؛ بمجرد أن وصلت للسيارة لم تتحدث مع معتصم وهي تصعد سريعًا للركوب وتغلق بابها 


ناظرها الاخر باستغراب وفعل مثلها بينما يهتف بحنق:

_ انا مش السواق بتاعك علي فكرة


لم تجبه وهي تضع يدها علي عنقها بتوتر وتتنفس سريعًا؛ تحاول الاثبات لذاتها أن يده لم تعد تخنقها وأنها تستطيع التنفس بحرية الان، التفت معتصم مستغربًا عدم ردها ليجدها مخفضه لرأسها وخصلاتها تمتد علي جانبيها مخفيه وجهها ليسألها بقلق:

_ جميلة انتِ كويسه! جميلة 


مد يده يحرك كتفها لتشهق مبتعده عنه؛ رفعت رأسها تتطالعه بصدمة قبل أن تدور بعينها علي المكان وتستفيق لموقعها :

_ اه كويسه سرحت شوية بس خلينا نروح نكمل المحلات 



كان عاقدًا حاجبيه باستغراب بينما يجيبها :

_ لا خلصنا المحلات خلاص هنروح المول نشوفلك هتجيبي ايه


اجابته بتوتر وهي تنظر بعيدًا عنه:

_ لا خلاص خليني اروح مش هجيب حاجه 



شعر بالضيق يعتمر صدره اكثر ليهتف بها بجدية:

_ أحمد عملك حاجه؟ 


_ يا معتصم أنا مش عايزه أشتري حاجه لو سمحت


حاولت إقناعه بلين لكنه صمم علي حديثة يكرره ويده تتجة ممسكة بالمقبض :

_ بقولك أحمد عملك حاجه؟ 


كانت عينها تتحرك عليه بسرعة وقلقك؛ لا ينقصها ضغط علي اعصابها أكثر بعد موقف هيثم وأحمد معها اليوم لذا بتسرع هتفت به وهي تدعي الغضب:

_ لا يا سيدي معملش حاجه واتفضل أطلع علي المول عشان أخلص منك ومن الزن بتاعك دا


ترك المقبض وهو يجيبها بضيق:

_ الزن بتاعي؟ 


_ اا..اه زن عماله اقولك روحني مش عايزه أشتري حاجه وأنتَ مصمم علي كلام غريب وزن 


تحدثت بتوتر وهي ترغب بالرحيل من هنا لمنزلها فقط، أغضبته كلماتها المتهمة والجارحة وهو كل ما كان يرغبه أن تتبضع ما ينقصها فقط؟

 _ الي انتِ عيزاه هرجعك علي البيت

❈-❈-❈


كانت انسام تجلس بجوار غريب في العربة بينما الخجل يأكل من جسدها طبقاتٍ، طالعها غريب بقليل من الملل والضيق وقد طرح عليها سؤالًا منذ ما يقارب العشر دقائق ولم تجبه حتى الأن مسببة تعطلهم أسفل البناية؛ زفر مستغفرًا وهو يهتف بها بضيق:

_ ايه يا انسام هتقعدي اربع ساعات تفكري هتروحي تشتري الفستان منين! ما تنطقي يا بنتي


قلبت عينها بضيق وطالعته ببغض ذلك الحقير الذي لا يفهم خجلها؛ أجابته بضيق وقد أحبط حماسها الضعيف :

_ اي حته يا غريب مش هتفرق كتير 



_ ولو كان هيثم كان هيفرق صح! 

باغتها بكلماته المهاجمه ونظرته المدققة؛ ابتسمت بخبث وهي تعتدل بينما تجيبه ببطئ متعمد:

_ اكيد طبعًا؟ هيثم مختلف 


اكملت بعقلها بينما تطالع الذهول علي وجهه" حمار يا غريب والله لو هيثم كنت أشتريت كفن أحسن " 



قبل أن يصرخ بوجهها توقفت سيارة معتصم أمامهم وترجلت منها جميلة؛ فور ما لاحظتها انسام كانت مسرعة لتغادر السيارة وتلحق بها صارخه بتوتر :

_ جميلة استني 


التفت الأخرى راسمة بسمة ودوده رغم ما يدور بدواخلها؛ اقتربت انسام لتتحدث جميلة :

_ عروستنا القمر رايحة علي فين؟ 


ضحكت انسام بتوتر والقت نظرة علي الشقيقين الواقفين خلفها قبل أن تعيد عينها لجميلة وتتحدث بترجي:

_ العروسه واقعة في عرضك تلحقيها 


ضاق حاجبيها بقلق بينما تسالها ببعض التوجس:

_ مالك يا انسام حصل ايه؟ 


_ بصراحة هو محصلش؛ بصي يعني أنتِ عارفة الجوازة دي حاصلة أزاي وليه وبصراحة يعني خالتي مصممة اروح مع غريب أجيب فستان أبيض وانا يعني مش عايزه اروح لوحدي، بصي انا عارفة اني مش قريبه منك اوي عشان تعملي كدا بس ع……..


قاطعتها جميلة سريعًا من ترجيها وهي تجيبها برحابة صدر وصدق:

_ أنتِ بتقولي أيه يا انسام بقا دا كلام ينفع برضو؟ دا أنتِ ليك عنيا من غير ما تتكلمي؛ يلا بينا 



تحركت تصعد بالسيارة مع انسام بينما غريب ومعتصم يتابعوهم من اسفل ليتحدث غريب بسخرية:

_ فكرك انسام بتتحامي في جميلة مني! 



أجابه معتصم بمزاح مصطنع:

_ علي حسب انتَ مخوفها ولا ايه! 


_ سيبك؛ تعال انتَ كمان معايا لو هما هيتحاموا ببعض انا عندي اخويا أسد يسد قصادهم 


تحدث غريب بينما يدفع كتف معتصم بحماس لكن الاخر اجابه بخفوت:

_ لا انا مش قادر علي لف وفرهده غير اني هروح أجيب حماك لسه وليله كبيره 


دثرت تعابير غريب المتحمسة وحل الوجوم علي وجهه ليخبره بضيق:

_ متقولش علي الكلب دا حمايا انا مستحمل بالعافية إنه هيكتب الكتاب؛ ثانيًا هتيجي وهتتفرهد أمك مصممة اجيب طقم جديد لانهاردة وبعدين دا انا أخوك وهتجوز لو متبهدلتليش هتتبهدل لمين؟


ضحك معتصم بخفه وأستجاب ليد غريب التي كانت تدفعه للأمام ليصعد بجوار جميلة وغريب إحتل مقعده منطلقًا بهم.


كانت جميلة طوال الطريق تلقي نظرات متفحصة علي معتصم الصامت والذي يمازح انسام وغريب فقط؛ تشعر بالتأنيب للتحدث معهم بأسلوب فظ لا يليق بمحاولاته للمساعدة مؤخرًا برغم ضيقة وعدائه معها وذلك أكثر ما يثير جنونها 

إذا كان يعبر كل ثانيه عن كراهيته لها وعداوة وهميه بناها بينهم لما يتصرف معها كثيرًا بطريقة جيدة وحنونه ويظهر للنبل طريق بين صفحات وقاحته؟



ترجل الجميع من السيارة بعد وصولهم للمركز التجاري وابتدوا رحلة البحث عن ملابس


ولجت انسام تجرب أحد الفساتين البيضاء الناعمة بينما جميلة تقف قريبًا من حجرة القياس وهي تمرر يدها علي الفساتين تستشعر نعومه الاقمشة؛ ترى ما سيكون شعورها حينما تأتي لشراء فستان زفاف! هل ستكون سعيدة مع زوجها أم لا؟ 


كان معتصم يراقبها وهو يحاول منع ذاته من مناكفتها وقد مل راية الحرب التي دائمًا ما تعلنها بوجهه


ثوان وخرجت انسام من الحجره بخجل وقد انساب القماش علي جسدها كأنة صنع له؛ يضيق علي كامل جسدها موضحًا انحنائتها مع اتساع للقماش عند قدمها 


نظر غريب مسحورًا مرت عينه بسرعة علي كل جزء من الفستان والذي كان ينير وجهها؛ خرج من شروده علي صوت انسام المتوتر :

_ انتو تنحتوا كلكم كدا ليه! وحش صح؟؟



تدخلت جميلة سريعًا وهي تبدي انبهارها به:

_ وحش ايه يا انسام بس؟ دا يجنن ولافف علي جسمك حلو اوي؛ مش قادره اشرحلك قد ايه شكله يجنن 


اضاف معتصم بابتسامه:

_ شكلك جميل اوي يا انسام 



ابتسمت لهم قبل أن تحرك عينها له؛ كانت تترجاه بنظراتها ألا يقل ما يحزنها أن يترك اليوم يمر سعيدًا، زفر غريب مستغفرًا بصوت هامس قبل ان يخبرها بجدية:

_  شكله حلو بس مش هناخدة شوفي حاجه واسعة شوية وتليق علي الاستايل بتاعك؛ انا مش هخليكي بالمنظر دا حتى لو قدام أهلي 



_ حاضر 

نطقت بهيام وهي تعود للغرفة سريعًا؛ أثرتها رجولته للحفاظ عليها وكم تلمس ذلك نبضاتها مزيدًا تدافعهم! 


نظر غريب لمعتصم لدقائق قبل أن ينهض وهو يخبره بهدوء:

 _ تعالى نقف أحنا بره لحد ما هي تختار وتخرجلنا 


أنصاع له معتصم وتحرك ليريح شقيقة، لن يقبل أن تبدل بين الفساتين والتي قد يوجد بها ما يزعجه كضيق السابق وتخرج لتريهم؛ بوجود شقيقه لذا يفضل تركهم علي راحتهم 



بعد مغادرتهم التقطت جميلة فستان أخر وأعطته لانسام؛ كان حريريًا ذو أكمام واسعه وتتمسك بالمعصم بضيق يتخذ مقاس الصدر دون تمسك زائد؛ ثم شريطه رفيعة حزامًا للخصر وينخفض في اتساع ورقه تامه ولا يجد به أي زينه عدا بعض قطع اللؤلؤ المنتشره في الصدر 


تناولته منها انسام بانبهار واسرعت لترتديه؛ وقعت عينها علي المرآة واتسعت عينها بأنبهار خرجت لجميلة سريعًا التي تحدثت بصوت مرتفع :

_ احيه انسام شكله يهبل بجد؛ الله بجد حلو اوي 


اطلقت جميلة صوت زراغد مرتفعه وهي تنظر لانسام بأنبهار؛ ضحكت انسام بسعادة وسحبتها من يدها تخبرها بجديه وحماس:

_ خلينا نوريه لغريب بسرعه 


بالخارج 

كان يقف غريب بجوار معتصم قريبًا من باب المحل؛ ضحك معتصم وهو يستمع لصوت الزغارد وظن أن عروسًا قد حصلت علي ما يناسبها ليشاغب شقيقه بضحكة:

_ عقبال فرحتك يا صحبي


ضحك غريب بسخرية دافعًا رغبته بتأكيد سعادته بتلك اللحظة؛ تحدثًا مؤكدًا علي عدم استمتاعه بالزيجة:

_ عقبال فرحتي فعلًا بدل الجوازة الغصب الي حلت علي دماغي دي؛ لا وأمك عملالي فيها عرسان بجد وانزلوا هاتوا هدوم وفستان! ادعيلي بقا علي الجوازة الي علي كيفي وبمزاجي كدا لما أختار واحدة انا فعلًا عايزها مش انسام


ختم حديثه بضحكه مستهترة بينما يرمقة معتصم بضيق وهتف به بحدة:

_ والله ما هرد علي عيل مهزق زيك 


كانت انسام تقف هناك خلفه بخطوتين يد ترفع زيل الفستان عن الارض وأخرى مزالت تمسك بمقبض الباب………………….


" أستطيع سماع صراخ قلبي بينما يسقط لأشلاء؛ ذات القلب الذي يهيم بكَ عشقًا و تغرقة أنتَ ألمًا"


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة