-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 4 - 2

 

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل الرابع

الجزء الثاني

عودة للصقحة السابقة

❈-❈-❈



بمكتب حمزة 

- يجلس يراجع قضية لشخص ما... قطع تركيزه رنين هاتفه 

- ايوة مين... استمع لتنهيدات انثوية

- عامل إيه ياحمزة وحشتني"!! 

وقف متجها للنافذة بعدما علم هوية المتصل 

- عايزة ايه ياسلمى؟ 

أجابته كحية رقطاء: 

- لسة زعلان مني ياحمزة... والله عرفت قيمتك بعد مابعدت عني... عرفت فعلا إنك 

قاطعها وتحدث بغضب

- قولي بسرعة عايزة إيه معنديش وقت 

- حمزة أنا اكتشفت إني بحبك فعلا... فعلا زي ماانت قولت انا كنت موهومة ومفكرة نفسي إني بحب راكان بس والله بعد بعدك عرفت إني بحبك إنت 

كور يديه بغضبا متملك قائلا بتأفف 

- سلمى كان فيه منه وبح خلص... خفي عني ياسلمى لاني معنتش حمزة القديم...وإنتِ زيك زي داليا..بكرهكم انتوا الأتنين..ودلوقتي وبعد إذنك مش فاضي وياريت ماتتصليش بيا تاني 

اتسعت عيناها من حديثه... ظنت إنها عندما تتحدث إليه... سيسرع إليها بسبب حبه المتمادي لها 

كزت على أسنانها بغيظ 

- والله ماهرحمك ياحمزة لاخليك تيجيلي زاحف... دلفت والدتها اليها 

- إيه ياسلمي اتجننتي يابنتي بتكلمي نفسك 

- مفيش ياماما... قالتها وهي تشعر بأن دمائها تغلي من شدة الغضب 

جلست والدتها بمقابلتها 

- كلمتي راكان ولا لسة... كانت تنظر من النافذة بشرود... 

صاحت والدتها مرة أخرى 

- سلمى بقولك كلمتي راكان ولا لسة 

اخذت شهيقا عميقا واستطردته 

- لسة ياماما... والصراحة مش عايزة أكلمه... بارد ومتكبر ومبحبوش... 

وقفت والدتها واتجهت تصرخ بوجهها 

- نعم ياختي هو مين دا اللي بارد... احنا هنستهبل مش دا راكان اللي رفضتي العرسان بسببه 

- أوووف ياماما... دا كان زمان مش دلوقتي.. دلوقتي حسيته مغرور دا مابيقولش كلمتين يرضو ربنا وهو بيبصلي.. كل مااقعد معه ياإما ماسك تليفونه... ياإما بتكلملي على كسوف الشمس وخسوف القمر 

- انتِ مالك النهاردة يابت... عايزة ايه مش دا راكان اللي خليتني اتخانق مع فريال بسببه 

هي لم تسمع ماتتفوه به والداتها أو ربما بما يدور حولها كل ماتشعربه رغبة عارمة في الوصول إلى حمزة لقد اشتاقته كثيرا... نظرت من النافذة وهي مازالت على شرودها 

- معقول ياحمزة تكون نسيت سلمى بالسرعة دي..  

بفيلا خالد البنداري 

خرجت من المرحاض وهي تدندن بصوتها الناعم... فجأة توقفت عن الغنا 

- صباح الخير يايارا... فيه حد يخض حد كدا 

أشارت لها يارا بالجلوس 

- عايزة اتكلم معاكي شوية ياسارة ممكن 

مطت شفتيها بسخرية... ثم جلست واضعة ساقا فوق الاخرى 

- بسرعة بس علشان عندي ميعاد مهم 

انكمشت ملامح وجه يارا بإمتعاض من أسلوبها المستفز 

- ممكن تسمعيني ياسارة لو سمحتي... وبلاش طريقة الاستهزاء بتاعتك دي 

- زفرت بحنق وأجابتها 

- تمام يايارا خير... أنا سمعاكي أهو 

- مالك ومال سيلين... ليه دايما بتحاولي تضايقها... دي بنت خالنا ووحيدة مالهاش اخوات بنات 

انفجرت ضاحكة ووقفت وهي تضرب يدا بالاخرى 

- مين دي اللي بضايقها... ومين دي بنت خالنا ... شكلك طيوب أوي يابنت عمتي بس حبيت اوضحكلك حاجة 

- تبعد عن حبيبي وأنا أبعد عنها 

زفرت يارا بإختناق من طريقتها: 

- كلنا عارفين إن يونس بيحب سيلين ياسارة ماتضحكيش على نفسك 

التوى ثغرها ساخرة ثم توجهت لغرفة الملابس 

- مين اللي ضحك عليكي بكدا ياقلبي... أظن إنتِ أكتر واحدة عارفة أنا ويونس مرتبطين من زمان... لحد مانقلنا هنا جنبهم وبدأت تتلاعب عليه... وأهو أخد شوية معها... خرجت برأسها وتحدثت بسخرية 

- حب يجرب حاجة جديدة عليه.. يعني واحدة تقول نعم وحاضر وبس 

انعقد حاجب يارا: 

- مش معقول يكون بيلعب بمشاعر بنت عمته... قهقهت سارة بالداخل 

- المفروض تقولي دا لو معملش كدا ميكونش يونس بتاع الستات 

تمتت يارا بكلمات إستياء محاولة إبتعاد سارة عن يونس 

- اللي أعرفه إن يونس بيحبها... يعني من الأفضل ترفضي قرار جدك 

خرجت وهي تقوم بهندمة ملابسها المثيرة للغاية 

- بصي يايارا علشان منزعلش مع بعض... إنتِ عندك راكان روحي ألعبي براحتك معه... بلاش تدخلي في حياتي علشان مدخلش في حياتك... ثم اقتربت ونظارتها بقوة

- بلاش انتِ يايارا متنسيش ان سلمى هتموت وحد يساعدها  علشان تجذب راكان ليها... بس أنا بقول أنه عينه منك... فخلي عينه دي عليكي ياقلبي بدل ماتلف على حد تاني تمام 

في فيلا يحيي الكومي 

- كان يجلس يراجع بعض أعماله دلفت إليه أسما 

- دكتور يحيي أسيا الدكتورة البيطرية جت وشافت السلالات الجديدة بتاعة الأحصنة وبتقول ممتازين.. وأنا شوفت البذور والشتلات بتاعة المزرعة... 

أومأ برأسه 

- تمام يااسما شكرا يابنتي.. 

مطلوب مني حاجة تانية... أنا بعت برنامج  الخاص بتاع الشتلات دي 

اتجهت مغادرة بعد ماأنهت حديثها... ولكنه اوقفها 

- أسما استني عايز منك خدمة!! 

استدارت له حتى تعلم ماذا يريد منها 

تسلطت عيناه عليها وتحدث بهدوء عله يبعد أي واجس بداخله 

- عايز منك تكلمي نوح خليه يوافق يروح معايا نخطبله 

حدقت به بصدمة من كلماته عندما شعرت كأن صاعقة صفعتها بقوة... وقلبها يتمزق ألمًا... تجمدت مكانها وجسدها يرتعش من صدى طلبه منها... رفعت نظرها وبدأت تتلعثم بالكلمات ويديها ترتعش: 

- تفتكر هيسمع مني... هو بقاله فترة كبيرة معدش بيتكلم معايا معرفش ليه 

استند بظهره على المقعد ينظر لها وإلى صدمتها ورغم ذلك لم يرحمها بل صفع قلبها وأدماه بكلماته

-  عارف يابنتي أنه معدش بيكلمك.. وشكرا للي عملتيه علشاني وعلشانه.. لكن عايزك دايما تعرفي إن دا دكتور كبير وكمان ابن مين  .. 

كبر وعرف أنه مينفعش يتكلم مع اي حد... بس أنا فكرت فيكي قولت يمكن لسة عنده صدق مشاعر الرأفة بحالتك ويسمع منك زي زمان... فاكرة زمان ياأسما... أيام لما كان بينقذك من ضرب أبوكي ليكي إنتِ وأمك 

أغمضت عيناها بوجع... وشعرت بقبضة قوية تعتصر فؤادها وكإنه يضعها فوق لهيب ليشتعل قلبها أكثر وأكثر حتى تحولت ملامح وجهها وأصبحت بملامح شحوب الموتى 

- حاضر يادكتور... أوعدك هكلمه لو سمع مني... قالتها وخرجت دون حديث آخر... خرجت وهي تتضارب بخطواتها كانها لاتعلم إلى أين ستذهب... ضائعة  .. تائهة بين الدروب.. فجأة اصطدمت به وعيونها تنسدل عبراتها كالشلال 

جحظت عيناه عندما وجدها بهذه الحالة 

- أسما مالك فيه إيه؟!... وإيه الدموع دي! 

مسحت دموعها بقوة وتحدثت بغضب: 

- انا كويسة مفيش حاجة.. بعد اذنك 

في فيلا اسعد البنداري 

دلف للفيلا وجهه ينم عن غضبا شديد... قابلته سيلين على باب الفيلا 

- مساء الخير ياآبيه

أومأ برأسه دون حديث وتحرك مغادر... ضيقت عيناها مستغربة حالته هذه 

- ابيه راكان ممكن طلب... توقف في سيره ومازال مواليها بظهره 

- في حاجة ياسيلين؟ 

اقتربت وهي تفرك يديها... حمحمت ثم تحدثت 

- الكلية عندنا عاملة رحلة لشرم الشيخ... وأنا بعد إذنك يعني نفسي أروح مع صحابتي وأغير جو 

استدار قاطبا جبينه

- إحنا بنروح كل سنة تقريبا شرم أنا وانتِ ويونس ليه السنادي عايزة تروحي وكمان إحنا في الشتا... هي الرحلة دي امتى!! 

أقتربت تستعطفه بعيناها ثم تحدثت بصوتا حزين: 

- لو سمحت ياآبيه نفسي أخرج زي زمايلي.. عايزة أحس إني زيهم 

صدمته بكلاماتها... اقترب جاذبها لأحضانه 

- إيه اللي بتقوليه دا ياحبيبة أخوكي.. هو أنا حارمك من حاجة... دا إنتِ أهم حاجة في حياتي 

ابتسمت ومسحت دموعها سريعا 

- خلاص وافق لو أنا مهمة عندك نفسي اروح معهم بليز ياراكي 

رفع حاجبه بسخرية 

- بليز وراكي... لا دا شكلها طارت منك ياسيلي... ألقت نفسها بحضنه تستعطفه: 

- وحياتي عندك ياآبيه يارب ينولك اللي في بالك ويسعدك يااخويا ياحبيبي يارب 

باااس يخربيتك اللي يسمعك يقول البت بتشحت عليا 

ضحكت بصوتا هادئ... وضع يديه على ذقنه بتفكير ثم نظر لها مضيقا عيناه 

- هوافق تروحي بس بشرط 

ضيقت عيناها وتسائلت 

- وإيه هو شرطك ياحضرة المستشار 

- أشوف يونس ولا سليم الفاضي يروح معاكي... ماهم دول اللي أقدر امنلهم ياسيلي غير كدا انسي 

ضربت قدمها بالارض وهي تكز على شفتيها 

- يعني مفيش فايدة فيك أبداً ياآبيه 

ارتدى نظراته وتحرك 

- ابدا ياسيلي... هتروحي زي ماانتِ عايزة أهو مع صحابك بس برضو حد من أخواتك ياخد باله... ومتقوليش مش واثق فيكي.. أنا مش واثق في اللي معاكي ياحبي 

قالها وهو يصعد درجات السلم 

دلف غرفته وقام بخلع جاكتيه بعنف... جلس على أطراف الفراش وهو يمسح بعنف على وجهه كلما تذكر تلك الليلى التي أذهبت بعقله لجحيم التفكير بها... 

القى بظهره على الفراش ينظر لسقف ويتذكر جميع لقائته بها... يتذكر تلك العيون جيدا... نعم رآها قبل القضية ولكن لم تسعفه ذاكرته للتذكر 

تذكر ذلك اليوم وهي تخرج من باب الشركة وكانت تنتظرها فتاه تشبهها كثيرا بخجلها ورقتها ويبدوا إنها تصغرها بالعمر 

اقترب من الفتاه عندما وجد احد الشباب يضايقونها بحديثهما 

- فيه حاجة ياآنسه واقفة كدا ليه هنا 

فركت يديها ونظرت بخجل للأرض 

- مستنية أختي شغالة هنا... وهتخرج بعد شوية... أومأ برأسه ثم أشار لها عندما وجد الشبه الكبير بينهما 

- طيب ادخلى استنيها عند الريسبنشنت وقفتك في الشارع مش كويسة 

اومأت متحركة للداخل دون حديث معه 

تحرك لسيارته الذي أحضرها فرد الأمن... وتحرك أمامه البودي جارد المسؤل عن حمايته 

فتح باب السيارة جالسا بالخلف مردتيا نظارته اذ بها تخرج من الباب الرئيسي وهي تضم اختها وتضحك ببراءة... ضحكتها التي خطفت لب قلبه وليس عقله فقط... ظل واقفا يتابعها بعينه 

اوقفها المدعو آسر 

-باشمهندسة ليلى لحظة من فضلك... استدارت له ومازالت ابتسامتها تنير وجهها 

- ايوة فيه حاجة... اتجه آسر بنظره لدرة وبسط يديه بتحيته 

- أزيك يادرور 

الحمدلله ياأسورة 

- كنت بقولك لو ينفع بكرة نخرج بعد الشركة عازمك على الغدا 

قطبت مابين حاجبيها 

- اسفة ياآسر مشغولة  

قالتها ثم تحركت متجهة لتاكسي وركبت مغادرة نهائيا... وقف آسر ينظر لها بنظرات عاشقة إلى أن أختفت... أغمض عيناه وكأن قبضة قوية تعتصر فؤاده عندما وجدها اليوم تقف وتبتسم معه رغم إنها ابنة عمه ولكنه رفض التحدث بصوتها الناعم لغيره اعتدل سريعا وهو يمسح بغضب على وجهه كلما تذكر ذلك... ود لو اختطفها من الجميع ولا يراها سواه 

وقف متجها لمرآته وظل ينظر لنفسه ويتحدث مع نفسه كأنه شخص آخر

- في إيه ياراكان اول مرة تكون ضعيف كدا... دا اجمل منها بيتمنوا نظرة منك... فوق كدا متخليش ست تتحكم فيك...

بقالك شهور بتخطط علشان تبقى جنبك ويوم ماتقرب تهينك بالشكل دا.. أطبق على جفنيه بألم.. يكفي ماأحس به قلبه من كرهها اللامتناهي له ولا يعرف لماذا 


❈-❈-❈ 


بعد أسبوعين 

داخل غرفة المكتب تجلس تطالع ساعة يديها.. ثم نظرت للأوراق التي أمامها دون تركيز 

طالعها سليم بإبتسامة: 

- إيه وراكي مشوار.. كل شوية بتبصي في الساعة 

هزت رأسها بالنفي واتجهت تنظر لتصميمها مرة أخرى وهي  تشعر بالحزن.. قاطعهم رنين هاتف سليم 

رفع نظره ليونس وتحدث دا حمزة بيتصل بيا ليه غريبة 

- طيب رد ممكن عايزة يسأل على راكان.. ممكن ميعرفش انه في مطروح.. قالها يونس بقلق

- حمزة حبيبي.. ولكنه هب فزعا وهو يصيح 

- هو فين دلوقتي.. بتقول مستشفى  إيه ياحمزة... صرخ بها سليم وهو يجمع اشيائه متحركا للخارج ثم صاح ليونس

- راكان انضرب بالنار  يايونس...ارتعدت أوصالها والرعب والخوف تملك منها حتى  شعرت  بالدوران يجتاح جسدها بالكامل.. وكأن الأرض تميد بها.. 

استفاقت سريعا تنادي باسمه لسليم 

- راكان كويس.. توقف يونس يرمقها بعدما استمع للهفة سؤالها عنه 

اسبلت جفنيها تنظر للأسفل تلعن نفسها من تسرعها فتحدثت 

- هو حالته إيه كويس!!  قالتها بهدوء.. كان سليم قد خرج سريعا ولم يتبقى بالغرفة سواها مع نظرات يونس التي تحاوطها 

- لما نروح هنعرف وأكيد هنطمنك.. قالها بمغذى ثم خرج سريعا 

اهتز جسدها بالكامل وانسدلت دموعها تحرق وجنتيها ولم تشعر بنفسها إلا وهي تتمتم 

- يارب نجيه.. يارب متوجعش قلبي عليه 

ظلت لبعض الوقت حتى ساءت حالتها من البكاء كلما تذكرت ماقالته اليه.. دلف آسر إليها 

- بدور عليكِ من وقت.. قاعدة كدا ليه؟ 

مسحت ﮂموعها ونهضت تجمع أشيائها 

- كنت بشتغل ونسيت الوقت 

-إنت بتعيطي.. تسائل بها آسر 

هزت رأسها رافضة فأجابته بصوتا مكتوما من البكاء 

- لا افتكرت حاجة.. لازم أمشي 

- عرفتي اللي حصل لراكان البنداري.. تصنم جسدها..وفجأة أحست بإنقباض شديد لقلبها الذي كاد يتمزق من الألم.. وانسدلت دموعها مرة أخرى وهي تواليه ظهرها فحاولت الحديث ولكن كان لقلبها شيئا آخر 

قلبها يدمى كأنين وتر مقطوع وتتمنى لو يرجع بها الزمن لم تحدثه بتلك الطريقة 

- بيقولوا حالته خطرة الرصاصة جنب القلب بكام ملي..وممكن يموت ...هنا أنهارت بالكامل وهوت على المقعد تبكي كما لم تبك من قبل 

جحظت أعين آسر على حالتها وجسدها الذي بدأ يرتعش أمامه..أسرع يجلب لها كوبا من المياه وحاول ان تشربه 

- ليلى أهدي..إيه اللي حصل... معقول تكوني زعلانة على راكان.. لا مستحيل 

رفعت بصرها إليه ولم تعرف بما تجيبه 

- أفتكرت موت خالتو ياآسر... ماتت برصاصة غدر 

ربت على كتفها وساعدها في القيام متجها للخارج ومازالت دموعها تنسدل.. استقلت السيارة بجوار آسر 

- آسر وديني عند أسما.. مش عايزة أروح دلوقتي... بعد قليل وصلت لمزرعة الكومي كانت أسما تجلس بين الزروع تبكي بصمت 

رأت سيارة آسر تقف أمام البوابة الرئيسية للفيلا... تحركت تمسح دموعها متجهة لليلى التي ترجلت من السيارة.. كانت تتحرك بوهن وكأنها تسير على جمرات تحرق اقدامها.. وصلت لأسما ولم تشعر بنفسها إلا وهي تلقي نفسها بأحضان أسما 

- راكان بيموت ياأسما.. مش هسامح نفسي لو حصله حاجة 

احضتنها أسما باكية على ماأصابهما.. أختلج صدرها بطعنات قلبيهما.. سحبتها واجلستها على الأريكة التي توضع أمام الملحق التي تمكث به 

احتضنت وجهها وتحدثت مخففة عن قلبها آلامه 

- ليلى راكان هيكون كويس.. ونوح سافرله من ساعة تقريبا.. حمزة كلمه.. هو آه حالته خطرة لكن هيخرج ان شاء الله 

تنهدت بحزن على بكائها فأردفت مرة أخرى 

- حبيبتي ممكن تهدي وأنا هكلم نوح ونطمن عليه.. هو زمانه خرج من العمليات لانه مضروب الصبح اصلا وهو راجع مش دلوقتي 

هزت رأسها تشير لهاتف أسما 

- كلمي نوح وطمنيني.. زفرت أسما وحاولت الحديث

- هقوله ايه ياليلى بس.. هيقولي بتسألي ليه.. ظلت ليلى تهز رأسها 

- لا مش هيسأل.. ربتت على كفيها 

- تمام هتصل.. ممكن تهدي!! لا وبتقولي مش بتحبيه دا إنتِ ميتة فيه ياخبيت إخواتك 

مسحت دموعها 

- بحبه قوي ومضايقة منه أوي.. لا زعلانة منه بقالي أسبوعين ياأسما وهو بعيد لما خلاص عرفت أنه مهم قوي 

- أيوة يانوح.. قالتها أسما بهدوء،... على الجانب الأخر يجلس امام العناية هو سليم وحمزة ويونس ووالده الذي وصل للتو 

- فيه حاجةياأسما..حمحمت أسما وهي تنظر لليلى التي تنتظر بلهفة إجابته 

- لا مفيش..كنت بتصل أشوفك هترجع إمتى..والمستشار عامل إيه 

- هنرجع بكرة القاهره ان شاءالله..هو كويس منتظرينه يفوق..توقفت اسما وسالته بأمل أن ترى يريح قلب تلك المسكينة 

-  هي أصابته خطيرة يانوح؟ 

حمحم نوح مبتعدا وأجابها بغضب 

- من إمتى راكان مهم عندك؟  دا إنتِ بقالك أسبوعين مش بتكلميني 

اتجهت بنظرها لليلى وتحدثت بهدوء: 

-طمني يانوح بجد.. راكان كويس.. صعبان عليا مش أكتر وبعدين دا صاحبك عارفة إنه مهم عندك..و هتكون حالتك عاملة إزاي دلوقتي 

أرجع خصلاته للخلف بغضب منها وأجابها 

- كويس ياأسما الحمدلله.. مستنين يفوق مش أكتر.. اغلقت معه سريعا حتى لايدخلا بنقاش أمام ليلى 

ابتسمت لليلى 

- كويس الحمد لله.. ماخدتيش غير دموعك وعينك اللي ورمت بس.. غمزت لها 

- دا الحب مقطع الجميل 

باليوم التالي بغرفته بالمشفى... كان حمزة يجلس بجواره بعدما ذهبوا جميعا لقضاء بعض وقت من الراحة 

استمع لهمهمته... ليلى... ليلى.. قالها عدة مرات.. اقترب حمزة وحاول يحدثه 

- راكان فوق حبيبي ياله.. لحظات وبدأ يستعيد وعيه.. حاول فتح عينيه ولكن إضاءة الغرفة كانت تعرضه 

بعد لحظات فتح عيناه وهو يتسائل بصوتا متعب: 

- أنا فين؟.. ابتسم حمزة له وغمز بعينيه

- في حضن لولا ياوحش.. قطب مابين حاجبه محاولا الحديث.. ولكن ألمه سيطر عليه فهمس 

- هي فين ليلى!!  قهقه حمزة وهو يرفع يديه 

- لا دا الرصاصة اخترقت عقلك ولكن شغلت القلب ياقلب.. ليلى قالها  مرة أخرى وذهب بنومه مرة أخرى.. دلف سليم بعد إستياقظه 

- هو لسة مفقش.. تسائل بها سليم... كان حمزة مازال يضحك فأردف من بين ضحكاته 

- لا فاق وسأل على حبيبت.. ولكنه صمت ولم يكمل حديثه 

قطب حاجبيه متسائلا 

- راكان له حبيبة.. قاطعهم يونس الذي يتثئاب.. 

- راكان عامل إيه..سليم كلم والدتك قلقانة من غيابنا كلنا.. وطبعا لو عرفت هتقلب الدنيا 

أومأ سليم برأسه متحركا للخارج.. لكنه توقف وتسائل

- أنت كنت تعرف إن راكان له حبيبة يايونس.. جلس يونس يتمطأ بذراعيه مردفا بسخرية 

- لا عارف أنه بيتجوز كل أسبوع.. لكزه حمزة 

- اخرص ياحيوان.. 

بعد أسبوع انقطعت ليلى عن العمل.. وعاد راكان للقاهرة محجوزا بمشفى اخرى... ذهب إليه معظم العاملين من الشركة . 

ذهبت بعد أجازة اسبوعا كاملا من العمل.. دلفت لمكتبها تحاول السيطرة على نفسها  

دلف يونس إليها  

- حمدالله على السلامة.. دا طلع مش راكان بس المريض.. حاولت الابتسامة فتحدثت حتى تهرب من نظراته المحاصرة

- الحمدلله.. كنت واخدة دور برد شديد وبلغت بكدا... أومأ برأسه ومازال يطالعها 

فرفعت رأسها وسألته

- حضرة المستشار عامل إيه دلوقتي 

- كويس.. قالها يونس بتحفز ثم خرج وهو يطلق صفيرا.. فابتسم بخبث

- بتلعب عليا ياابن عمي.. تمام لو مكنتش يونس لو مطلعتش عليك القديم والجديد 

في فيلا أسعد البنداري 

جلست تمسد على خصلاته وهو غافيا ودموعها تنسدل عليه.. كيف سيكون حالها لو فقدته.. فتح عيناه بعدما شعر بها.. حاول الاعتدال.. فقبلت رأسه 

- حبيبي خليك ماتتعبش.. ضم كفيها ورفع انامله يزيل دموعها 

- ممكن أعرف بتعيطي ليه ياحبيبتي.. أنا كويس حبيبة قلبي 

قبّلت جبينه وأردفت 

- ربنا مايحرمني منك ياحبيبي.. 

ابتسم لها 

- ولا منك ياست الكل.. ممكن بقى تساعدي إبنك أنه يجهز.. عايز أخرج أشم شوية هوا 

هزت رأسها رافضة 

- لا مستحيل تخرج.. إنت لسة تعبان.. أعتدل ناهضا من مخدعه.. 

- ماما حبيبتي أنا هخرج بلاش تتعبيني بالكلام ياحبيبتي لو سمحتِ 

ضمت وجهه وتحدثت بعاطفة الأمومة

- ويرضيك أمك تفضل قلقانة عليك ياحبيبي.. أمسك كفيها وقبلهم

- ست الكل أنا هكون كويس أكتر لو خرجت.. طالعته بنظرات مستفهمة 

- يعني إيه ياراكان.. تحرك بهدوء خطوتين 

- عايز أروح أشوف حبيبتي ياست الكل وحشتني بقالي شهر بالكامل مشفتهاش.. ابتسمت بحبور وأسرعت تضمه 

- راكان إنت بتحب واحدة..هز رأسه وابتسم لها  وتحرك دون حديث 

أستقل السيارة وتحدث لسائقه

- على الشركة يابني.. جلس ينظر من النافذة ويتذكر زيارة جميع من بالشركة سواها.. ابتسم بخفة 

- بتعاقبيني ياليلى.. هعرفك كويس إزاي تعاقبيني بعد كدا 

في مكتب ليلى جلست مغمضة العينين 

سحبها من يديها متجها للأريكة التي توجد بمكتبه.. ثم جلس وأجلسها بأحضانه يضمها

- وحشتيني.. ابتسمت له ونظرت لصدره 

- موجوع.. الجرح لسة بيوجعك... هز رأسه بالنفي 

- لا.. كان لكن دلوقتي كويس.. وضعت رأسها على كتفه.. ويديها موضع إصابته 

- خفت عليك أوي.. قالتها بصوت متحشرج بدموعها 

رفع ذقنها وضم وجهها بين كفيه 

- ليلى أنا كويس.. لو سمحتِ بلاش أشوف دموعك دي 

انسدلت دموعها بقوة على وجنتيها.

- كان ممكن تموت ياراكان... ضمها لصدره 

- إشش إهدي حبيبي.. أنا كويس.. أخرجها من أحضانه يمسح دموعها ثم دنى يهمس أمام شفتيها 

- تعرفي أنا بحبك قد إيه.. فزعت من غفوتها على المقعد ودقاتها تتقاذف بعنف 

- وبعدهالك ياليلى أنتِ وعدتي نفسك.. فوقي لنفسك هتخسري نفسك كدا.. دوسي على قلبك... الشخص دا لازم تدوسي عليه مينفعكيش... تذكرت اليوم الذي ذهبت لزيارته بصبحة آسر... وصلت المشفى وتحديدا أمام غرفته.. وجدت يونس يجلس بالخارج بجوار إحداهن.. ويضمها وكأنه يواسيها.. وبالجانب الأخر والده ووالدته.. توقفت تهز رأسها لأسر 

- ادخل أنت أطمن وطمني.. مش عايزة أدخل أنت عارف علاقتنا متوترة 

أومأ برأسه وتحرك للداخل.. خرجت احدى السيدات من داخل غرفته التي تظهر بالجاذبية والأناقة.. توقفت أمام باب الغرفة وهي تلوح بيديها

- هستناك حبيبي ألف سلامة عليك.. ضغطت على ثيابها بقوة وهي ترمق التي تتحرك بخيلاء متوجهة لأسعد 

- عمو أسعد ألف سلامة على راكي.. إن شاءلله يقوم بالسلامة.. بعد دقائق وصلت يارا ملقية نفسها بأحضان زينب 

- راكان ياطنط عامل إيه.. ربتت زينب بمحبة 

- أهدي حبيبتي هو كويس مفهوش حاجة.. ممكن تدخلي تشوفيه.. 

تهكمت في نفسها 

- دنجوان عصره اسم الله عليه.. عامل فيها توم كروز.. لا وأنا العبيطة اللي كنت هموت نفسي من العياط عليه.. خرج آسر 

تحركت أمامه سريعا كأنها لو ظلت دقائق اخرى ستدخل وتصفعه على عينيه 

توقفت عندما إستمعت لأخرى تسأل عن غرفته نظرت لها بتقييم..كانت ترتدي ثيابا تظهر جسدها أكثر مما تخفيه  

- وحياة ربنا الراجل دا نفسي اضربه على وشه.. قالتها وهي تكز بإسنانها 

وصل آسر يطالعها ثم تسائل

- ليلى بتكلمي نفسك.. هزت رأسها وتحركت لسيارته 

خرجت من شرودها ثم زفرت بغضب من نفسهافتوقفت متجهة للنافذة تحاول أن تخرج من حالتها.. وشردت بالمارة بالخارج.. لحظات وفُتح الباب وطل منه بهيئته التي جعلتها تلقي جميع وعودها لنفسها بالأرض.. ودت لو أسرعت وألقت نفسها بأحضانه حتى تشبع منه 

وقفا يناظران بعضهما البعض للحظات.. حتى خطى بخطواته السلحفية وانظاره تحاوطها بإشتياق


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية