-->

رواية جديدة لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر لبسمة بدران - الفصل 17

 

قراءة رواية لأنني أحببت

الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


الفصل السابع عشر

اعتراف صادم



راح يقص عليها كل شيء حدث معه في الآونة الأخيرة وبالتحديد منذ رؤيته لتلك الصغيرة حتى لقائه بالحاج سعد بالأمس.

والأخرى تستمع له بإنصات شديد

وبعد أن انتهة تنهد بقوة: وبس يا ستي ومن وقتها وأنا مش عارف أفكر.


صمتت تسنيم قليلا ثم باغتته بسؤال أدهشه كثيرا: أنت هتتجوزها هي ولا أبوها يا وليد؟


فهم ما ترمي إليه شقيقته الصغيرة ومن ثم أجابها بجدية: لا طبعا هتجوزها هي بس ما تنسيش برضو أن ده أبوها مش خالها مثلا ولا عمها عشان نتغاضى عن الموضوع ده وبعدين اللي عرفته يعني أن عيلتها كلهم مجرمين ورد سجون وكمان...


قاطعته بسرعة: بس أنت قلت إن البنت في كلية الطب وأمها متجوزة الحاج سعد اللي أنت بتقول برده أنه راجل مش قليل في المنطقة لو كانت البنت دي وحشة ولا مامتها كان الحاج سعد هيفكر يربط نفسه بيهم أنا يتهيأ لي يا وليد أنك ظلمت البنت دي وحكمت عليها من غير تفكير.


صمت قليلا ولم يعقب

فاستطردت هي: بتحبها؟


أجابها: مش عارف يا تسنيم مش عارف كل اللي أنا عارفة أن من ساعة ما بطلت أشوفها وأنا حساس بحاجة مهمة نقصاني مش عارف أكل ومش عارف اشرب ومش عارف حتى أفكر ولا أركز في شغلي.


أطلقت ضحكة عالية ثم وكزته في صـ دره بخفة: كل ده وبتقول أنك ما تعرفش آمال لو بتحبها كنت قلت إيه يا ابني قوم قوم تعال ساعدني نجهز الغدا قبل ما جوزي يرجع وأقول له إنك معطلني وبكرة خلينا نروح تشوف القمورة اللي خطفت قلب وليد سلام.


❈-❈-❈


إرتفعت شهقاتها وراحت تهز رأسها بهيستيريا مغمغمة من وسط بكائها: أبـ وس أيدك أبـ وس أيدك ما تأزينيش أرجوك أنا عمري ما عملت لك حاجة كنت بتضربني وبتهينني وكنت بسكت.


ضحك بهستيريا ثم دنا منها ملتقطا خصلاتها بين يديه يشدها بعنف هادرا بصراخ: لما أخوكي بسببك ضربني وأهني في وسط الشارع وداس على كرامتي بجزمته ده كله وما عملتوش حاجة أنا أقسمت بالله أني هانتقم منكم كلكم يا عيلة هنداوي هاخلي أخوكي ده يمشي في الشارع موطي راسه زي الحريم عارفة ليه؟


صرخت بقوة عندما جذب خصلاتها أكثر: ردي عارفة ليه؟


أومأت له برأسها فهي لا تستطيع الكلام: حصورك عريـ انة وأنت في حضـ ني وحفرق الصور على المنطقة كلها

ومش بس كده ده أنا كمان هعمل فيديو صغير كده لجوزك اللي كمان عامل لي فيها سبع رجاله في بعض ده.


ومن ثم هجم عليها وراح يضربها بشراسة حتى سقطت فوق الأرضية وما زالت دموعها تنساب بلا توقف

انحنى حسن عليها وقبل أن يمزق ملابسها راحت تصرخ عبير بكل ما واتت من قوة لعل أحدا ينقذها وهي تدعو الله بداخلها أن يأتي زوجها ويخلصها.

وفي تلك اللحظة ندمت ندم شديد لأنها لم تخبر زوجها لو كانت أخبرته لما كان حدث كل هذا معها لكنها خشيت عليه من ذلك المجرم وهي تعرف مدى إجرامه فلقد عاشت معه وفي كنفه.


راحت تصرخ أكثر عندما تهجم عليها حسن بالضرب مرة أخرى وهو يصرخ في وجهها: اسكتي بطلي صوات.


لكن في أقل من الثانية انكسر الباب الخارجي للشقة وظهر من خلفه شخصا لم يكن في الحسبان بالنسبة لكليهما.


❈-❈-❈


بخفوت شديد همس عمار في أذن ابنه متسائلا: ها يا ليث فهمت هتعمل إيه؟


أومأ له الصبي لكنه تسائل بعدم اقتناع بنفس ذات الهمس: حضرتك متأكد يعني يا بابا ان صَبا هتخاف من الصرصار يتهيأ لي يعني أن صَبا اعقل من كده بكتير.


أجابه بابتسامة عندما تذكرها وهي صغيرة: دي بتترعب منهم يا ليث عارف صَبا دي وهي صغيرة كانت لما تشوف صرصار تفضل تجري على رجل واحدة ونسألها هو قرب منك ولا قرصك من رجلك ولا حاجة كانت تقعد تقول لنا لا لحد دلوقتي مش عارفين هي ليه كانت بتجري وتنط على رجل واحدة لما بتشوف صرصار أو يعدي من جنبها.


كبت ليث ضحكاته بصعوبة وابتسم ومن ثم هتف باهتمام: طيب ليه يا بابا حضرتك ما قلتلهاش أن الذاكرة رجعت لك عشان تفرحها زي ما فرحتني أنا من شوية؟

صدقني يا بابا أنا كنت زعلان قوي من اللي كان بيحصل وأنهم كانوا مخبيين عنك كل حاجة بس جدو سعد فهمني اننا بنعمل كل ده عشان مصلحتك.


ربط عمار فوق خصلاته في حنو هاتفا بتأكيد: أنا عارف يا حبيبي بس اللي عملته وبعمله ده صدقني لمصلحة صَبا عايز أجيب لها حقها.


من مين؟


ذلك السؤال تساءل به ليث مما جعل عمار يتلعثم مغيرا دفة الحديث: يا عم سيبك من الكلام الكبير ده ها هتساعدني ولا إيه؟


لاحظ ليث بأن والده لا يرغب في الحديث عن ذلك الموضوع فأردف بتأكيد: طبعا هساعدك  يلا خلينا نضحك شوية ونخرج من جو الكآبة اللي احنا عايشين فيه ده.


❈-❈-❈


بقلق شديد راحت تزرع منزلها ذهابا وإيابا وهي تمسك بالهاتف بين يديها وتحاول الاتصال به مرارا وتكرارا وكل مرة تستمع إلى صوت الرسالة المسجلة بأن الهاتف الذي طلبته غير متاح الآن.

ألقت بالهاتف أرضا ثم صرخت بقوة: غبي غبي حسن ما بتتنيلش ترد ليه؟


فبعد ما أوصلها رؤوف إلى منزلها حاولت بشتى الطرق إقناعه كي يبقى معها لوقت أطول لكنه رفض معللا بأنه سيصطحب زوجته إلى الحكيم كي يطمئن عليها

حاولت الادعاء بأنها مريضة إلا أنه أيضا لم يبقا معها

مما جعلها تشعر بالخوف الشديد فلقد دبرت تلك المكيدة حتى ينتهي حسن من مهمته

لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن راحت تلعن حسن آلاف المرات على غبائهم فإن امسك به رؤوف حتما سيعرف منه كل شيء

صكت على وجهها بكلتا يديها وراحت تنعى حظها العسر

فلو تفوه حسن بكلمة واحدة ستنهار علاقتها بابنها للأبد وهذا ما لا تريده أبدا.


ألقت بجـ سدها البدين نوعا ما فوق أحد المقاعد واضعة رأسها بين كفيها وكل خلية بداخلها ترتجف خوفا.


❈-❈-❈


احمرت عينيه من شدة الغضب وقبض على يديه بقوة حتى ابيضت مفاصله مما جعل الآخر يكاد ينصهر من شدة الخوف.

بينما عبير تنهدت براحة عندما أبصرته أمامها وكأن الله استجاب لدعواتها في ذلك الوقت.

وقبل أن يستوعب حسن كل ما يحدث حوله قطع رؤوف المسافة التي بينهما بسرعة البرق وانهال عليه بالدربات واللكمات وأمطره بوابل من الشتائم

حاول حسن الدفاع عن نفسه إلا أنه لم يستطع أمام غضب رؤوف

ظل رؤوف يسدد له اللكمات في وجهه وفي سائر أنحاء جـ سده ومن ثم راح يضربه بعنف بقدمه بين سـ اقيه عدة مرات متتالية.

فسقط حسن أرضا وهو يصرخ من شدة الألم.


مسح رؤوف حبات العرق التي تناثرت على جبينه بيده وأزاح خصلاته السوداء التي نزلت على جبينه ومن ثم دنا من زوجته يحتـ ضنها بقوة وهو يسألها بلهفة: عمل لك حاجة أنت كويسة يا حبيبتي؟


أومأت له بالموافقة فهي ليس لها قدرة على الكلام ومن ثم تخبثت بأحضـ انه ودموعها تهطل دون توقف.


ظلا هكذا لبضع ثواني ومن ثم تذكر رؤوف ذلك المسجى أرضا فابعدها برفق عن حـ ضنه واستقام واقفا عائدا للذي يصرخ من شدة الألم.

جلس على عقبيه بجواره ضاغطا على فكه بقوة سائلا إياه بعنف: كنت جاي ليه يا حيوان عايز إيه من مراتي؟

أنا حذرتك لو قربت منها مش حسيبك بس الظاهر أنك ما صدقتش كلامي عموما يعني أنت خدت اللي تستحقه

ومن النهاردة مش هتقدر تقرب من أي واحدة ست تاني عشان تكون عبرة لأي راجل يتجرأ ويبص لحاجة في أيد غيره.


وعلى الرغم من الألم الذي يجتاح حسن في تلك اللحظة إلا أنه ابتسم وسرعان ما تحولت ابتسامته إلى قهقهات عالية جعلت رؤوف يقطب حاجبيه مندهشا.

وقبل أن يتساءل عما يضحك ذلك الأبله

تفوه حسن بكلمات متقطعة من شدة الألم: دي مش أول مرة آجي فيها هنا وكمان اللي أداني عنوان بيتك ورقم تليفونك حد قريب منك جدا عموما مش حسيبك تفكر كتير وحقول لك

الست أمك هي اللي ساعدتني عشان اعمل كل ده.


استقام رؤوف واقفا وهو يهز رأسه بعدم تصديق ومن ثم زأرا كالأسد الجريح فلقد حدث ما خشي منه منذ وقت طويل

وربط كل القيود ببعضها فلقد أرادت والدته البقاء معها كي يتسنى لذلك الحقير المجيء إلى زوجته

لكن مهلا هل قال ذلك الحقير بأنه أتى مرات سابقة!

عاد إلى زوجته مرة أخرى وسألها بصوت جاهد أن يكون طبيعيا: هو جالك قبل كده يا عبير؟


أومأت له بالموافقة.

فشعر بالغضب الشديد ومن ثم راح يهزها بقوة من منكبيها: ما قلتليش ليه ما قلتليش ليه؟


انسابات عباراتها أكثر مغمغمة بنشيج من أثر البكاء: خفت عليك هددني أنه هيقتلك.


ابتسم بسخرية: خفت لا يقتلني عشان كده سكتي ليه يا عبير

هو أنت مش شيفاني راجل مش هعرف أحمي نفسي يعني ولا هعرف أحميكي.


أطرقت رأسها أرضا ولم تعقب.

فاستطرد حديثه مخاطبا إياها بأمر: قومي البسي هدومك عشان تروحي عند أبوكي على بال ما أتصل بأخو الحيوان ده عشان ييجي ياخده.


❈-❈-❈


في غرفة المعيشة يجلس مع بقية العائلة يتسامرون ويضحكون.

مرت دقائق طويلة وما زال ليث بالخارج فلقد وعدهم بأنه سينفذ ما اتفقا عليه سويا لكنه تأخر كثيرا وهو يريد مشاكستها والانتقام منها على تحديها له.

وأثناء انشغاله بالتفكير فيما سيحدث استمع إلى صوت ليث يقول لصَبا التي ولجت الغرفة للتو وليث خلفها: طب إيه اللي على كتفك ده؟


رفعت كلا حاجبيها المنمقين بدهشة متسائلة: إيه اللي على كتفي يا ليث؟


إزدرد ريقه بخوف مصطنع مغمغما: تقريبا ده صرصااار.


وما أن استمعت إلى تلك الكلمة حتى راحت تتحرك في كل مكان بهستيريا وتنظر هنا وهناك باشمئزاز كبير لكنها سرعان ما راحت تقفز في مكانها عندما هتف ليث بصراخ: جنب رجلك يا صَبا جنب رجلك.


راحت تقفز على قدم واحدة مما جعل الجميع ينفجر بالضحك عليها

ظلت هكذا تستغيث وتصرخ لبضع ثواني حتى أدركت ضحكات من حولها يليها صوت السيدة صباح الضاحك: صرصار إيه هنا اللي في شقتي يا بت يا صَبا ده أنا شقتي زي الفل.


تابعت الحاجة سعاد الحديث: الظاهر كده ان ليث حب يهزر معاكي شوية بس مش عارفين مين اللي قال له إنك أنتي بتخافي من الصراصير!


صكت على اسنانها فلقد علمت الآن من الذي فعل كل هذا وقبل أن تتخذ أي رد فعل دنا منها عمار هامسا بصوت خافت: عليكي واحد يا صَبا.


رمقته بغضب ثم تركته وانصرفت إلى المطبخ وهي تتوعد له بداخلها.

أما الحاج سعد فهب واقفا موجها حديثه لعمار: عمار عيزك في كلمتين مهمين عالى.


❈-❈-❈


ومن عمار إلى عبير التي تجلس فوق فراشها تنتحب في صمت

فلقد أخبرها زوجها بأنها ستذهب إلى منزل والدها وهي لا تريد ذلك لقد تعلقت به وأحبته كثيرا

ثواني وولج رؤوف ووجهه لا يبشر بالخير هادرا بعنف: أنا مش قلت لك تقومي تلبسي هدومك عشان هوديكي عند ابوكي.


رفعت عينيها الدامعتين لتواجه خاصته كي تترجاه وتتوسله بأن لا يفعل

لكنه استدار يواليها ظهره فهو لا يريد أن يضعف أمام دموعها صائحا بقوة: ما بحبش أكرر كلامي مرتين  مفهوم وبعدين أنتي عايزة تقعدي معايا ليه مش خيفة أحسن ما اعرفش احميكي ولا حاجة خمس دقايق والاقيكي خلصتي.


ألقى أوامره ودلف للخارج دون أن يستمع منها ردا تاركا إياها تنتحب وتتمنى بداخلها ألا يتركها زوجها فهي فعلت كل شيء خوفا عليه وليس أكثر.


❈-❈-❈


باتجاه الشرفة تسير وهي تحمل كوبين من الشاي وقبل أن تدفع الباب الزجاجي كي تلج استمعت إلى صوت خالها يقول: بقول لك إيه يا عمار أنا فهمك يا ابني وعارفك كويس جدا عشان كده خليك صريح معايا وقل لي أنت ذاكرتك رجعت لك مش كده؟


ابتسم عمار بقوة فهو كان على يقين بأن أول من سيكشفه هو والده الحبيب.

فأومأ له مؤكدا هاتفا: أيوة يا حاج سعد أنا ذاكرتي رجعت لي.


تصلبت كل خلية في جـ سدها بعد إعترافه الذي استمعت إليه للتو فاقتحمت الغرفة هاتفة بعدم تصديق: يعني انت رجعت لك ذاكرتك يا عمار.


خفق قلبه بخوف عندما أبصر تعابير وجهها التي لا تبشر بالخير أبدا  فغمغمة بتلعثم: ايوة.


وزع الحاج سعد بصره بينهما ثم كرر الانسحاب تاركا لهما مساحتهما الخاصة فدلفا للخارج دون أن يتفوه ببنت شفه مغلقا الباب من خلفه بهدوء شديد.


عودة إلى صَبا التي دنت منه بخطوات بطيئة ومن ثم كررت عليه السؤال الذي سألته منذ ثواني لكن تلك المرة بصوت أعلى وعينين دامعتين جعلت قلبه يرجف في قفصه الصـ دري.


ازدردت ريقها بصعوبة متسائلة: ومن امتى؟


أجابها باختصار: يعني من فترة كدة.


صفعة قوية نزلت على قلبها الملتاع حتى أدمته بالكامل وراحت دموعها تتسابق فوق وجنتيها.

فمن أين أتى هذا الرجل بكل تلك القسوة ولماذا؟

هل كل هذا لأنها أحبته بصدق؟

آلمه قلبه فدنى منها لكنها باغتته ودفعته بقوة غير عابئة بحالته الصحية

لكن لحسن الحظ أنه تماسك ولم يسقط أرضا.


مسحت دموعها بكلتا يديها بعنف ومن ثم أشهرت سبابتها في وجهه هاتفة بغل: اياك تقرب لي مرة تانية يا عمار وبما أنك بقى افتكرت كل حاجة يا ريت تطلقني بهدوء.


كاد أن يرمي كل ما خطط له وراء ظهره ويعانقها بقوة ويخبرها بأنه فعل كل هذا كي ينتقم لها وله ويتناسى كل شيء حدث وأنه لا يريد سواها وليذهب كل شيء إلى الجحيم

لكن للأسف الشديد تغلب كبريائه وانتقامه على عاطفته فهتف بصوت جليدي: زي ما تحبي يا صبا…

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة بدران من رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة