رواية جديدة القيصر للكاتبة نهى عادل - الخاتمة - 2
قراءة رواية القيصر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية القيصر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نهى عادل
الخاتمة
الجزء الثاني
❈-❈-❈
فى المشفي
بعد يومين
استعاد نوح الوعي ولكنه كان يشعر بألم شديد فى جميع أنحاء جسده فتح عينيه بضعف و غشاوة دار عينيه فى الغرفة وجد أرسلان يجلس على احد المقاعد ينظر الى الأسفل همس بصوت ضعيف قائلا: أرسلان
نهض أرسلان واقترب من الفراش قائلا بلهفه:
_نوح حمد الله على السلامة
بصوت ضعيف متألم همس نوح قائلا: بابا يا أرسلان
ابتسم له أرسلان يتذكر ما حدث بسبب والده قائلا: عمي فؤاد بخير يا نوح هطلبه يجي لك يطمن عليك
حاول نوح التحريك ولكنه لم يستطيع التحريك بسبب شده الألم نظر الى أرسلان الذي أغمض عينيه قائلا: أرسلان انا ليه مش عارف احرك رجلي رغم إني حساس بألم شديد
فتح أرسلان عينيه بألم و أردف قائلا: أنت كويس يا نوح بس محتاج للعملية
_عملية!!!!! أنا عندي ايه بالظبط يا أرسلان
حاول أرسلان يتهرب من الحديث مع نوح و لكن مهما طال الوقت سيعرف نوح
أجابه أرسلان قائلا بألم: للأسف الرصاصة اخترقت العمود الفقري وطبعا الحبل الشوكي أتأذى بشكل خطير فعمل لك شلل
أنتفض قلب نوح ينظر بذهول الى أرسلان الذي ظهر على ملامحه الحزن و الأسي قائلا بذهول: شلل
تنهد أرسلان و أكمل: شلل مؤقت يا نوح و بأذن الله هينتهى بعملية
نظر نوح بحسرة الى أرسلان و أردف قائلا: لو سمحت يا أرسلان ما تقولش لحد و مش عايز أشوف حد ولا
بعد يومين
ظل يفكر نوح ماذا سيفعل فهو لا يريد أن يري نظرة شفقه من احد اى كان هدى تفكيره الى ان ما سيفعله سيكون الصالح له و لاميرة لذلك طلب رؤيتها
بلهفه ورجفه قويه دلفت أميرة بداخل الغرفة تشعر بدقات قلبها تقرع كالطبول نظرت وجدته يجلس على التخت ينظر إليها بجمود تعجبت ولكنها لم تبالى اقتربت منه قائلة بحب: نوح حمدالله على سلامتك
أما نوح كان فى عالم أخر ورغم جمود وجه الا أن أنتفض قلبه يكاد أن يخرج من ضلوعه حين شعر بوجودها داخل الغرفة ود لو جذبها داخل أحضانه ولكن لا لن يريد شفقة منها أو يجبرها على العيش معه ثانيه بلحظه سيطر على نفسه و أردف قائلا بسخرية: الله يسلمك يا دكتور للاسف لسه عايش و ما اتحررتش مني و أخدتي لقب أرملة
شحب وجه أمير ة تنظر بذهول الى نوح الذي أكمل حديثه قائلا: بس ما تقلقيش انا قررت احررك من سجني هى جيت متأخرة كان المفروض بموت ماما سميحه مهمتك تنتهي بس مش مهم المهم أن آن الأوان إنك تخرجي برة حياتي مش ده اللى نفسك فيه من زمان من لحظة دخولك حياتي. ولاء ايه يا دكتورة بس متخافيش هعوضك على الايام اللى عاشتها فيها مجبرة و أنتِ بتعالجي ماما سميحه الله يرحمها.
كانت تنظر لهياته وتستمع لسخريته بألم، هل حقا يسخر منها؟! هل يحق هذا هو نوح التي عشقته؟! شعرت بان ساقيها لم تتعد تتحملا جسدها دموعها تنهمر فوق وجنتيها أما نوح كان يتألم من أجلها ولكن لن يستلم أبدا فقرر أن يكمل ما بدأ قائلا: ودلوقتي يا دكتورة اتفضلي اخرجي من حياتي و مش عايز أشوفك تانى وروقه طلاقك توصلك فى أقرب وقت
اتسعت عيناها نظرت له بصدمه وافقه وقفت مثل الخرساء تستمع له دون أن تنطق نظرت له نظرة اخيرا وتحركت بجسد محملا بأثقال الهموم الى الخارج تهرول ودموعها تنهمر فوق وجنتيها حتى أنها لم تستمع الى صوت مارية التي ظلت تنادي عليها
بينما فى الداخل فرت دمعه من عين نوح الذي تاكد أنه خسر أميرة الى الابد
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع
في الشقة المتواجدة فوق المشغل
نظرت كريمة الى الفتيات بحزن كلاً منهم يحمل فى قلبه الكثير و الكثير من الهموم اقتربت منهم قائله: وبعدين معاكم هتفضلوا لحد كده لأمتي؟!
هتفت إيمان التى جاءت من المطبخ تحمل بيديها صينيه بها مشروبات باردة قائلة: لا بقول لكم ايه انا عروسة و فرحي بعد شهرين
بينما جاءت صافية خلفها قائلة: أموت و أعرف أشمعنا مستر ماجد اللى وقفتي عليه على طول ده انت ما قلتلهوش أدينى فرصه افكر زي ما عملت ما فارس
ابتسمت إيمان قائلة باتساع: تعرفي بالرغم من أنه طلبني للجواز على طول من غير حتى ما يقول لى بحبك ووافقت على طول ليه، اقول لك علشان نظرة عينيه فاكرة لما قولت لك كل إنسان له نظرة عين مختلفة عن الاخر أنا بقا شفت صدق مشاعرة فى نظرة عينيه وهو بيطلبني للجواز شفت الاحتواء و الدفء و الحنان اللى هعايشه معاه شفت إن ده الراجل اللى هقدر أعيش معاه و أنا مطمئنه انه مايعايرنيش بالماضي بتاعِ
نظرت إيمان الى أميرة و أكملت: وعلى فكرة يا أميرة نوح بيحبك و اوعي تصدقي كل كلمة قال لها لك
نظرت لها أميرة بلهفه لتكمل إيمان حديثها: من شخصيه نوح اللي حكايتها لنا و افعاله اقدر اقول لك أنه بيعشقك مش بيحبك بس
أردفت مارية قائلة وهى تنظر الى أميرة الشاردة فى حديث إيمان
_على فكرة يا أميرة إيمان عندها حق، نوح بيحبك و أكيد حصل حاجه تخليه يقول لك الكلام ده.
تنهدت أميرة و أردفت بألم: تفتكروا بس ايه هي الحاجة اللي تخليه يعمل كده
أجابتها مارية: مش عارفه أجابه السؤال ده عنده هو بس أنا من رايي إنك تروحي تشوفيه أنا عرفت أنه طلع من المستشفى.
هتفت أميرة قائلة: اللي فيه الخير يقدمه ربنا
قالت هذا وقفت و أكملت: تصبحوا على خير أنا دخله أنام.
وبالفعل ذهبت أميرة الى الفيلا و لكنها انصعقت ما استمعت له حتى انه رفض مقابلتها ولكن مارية قالت لها بانها لن تستسلم واذا كان سيطلقها لماذا مر اكثر من شهرولم يفعل ذاك؟! قررت الذهاب له اليوم ويحدث ما يحدث عليها معرفة الحقيقة
ولماذا الى الان لم يطلقها كما اخبرها؟!
❈-❈-❈
بعد شهر من الحادث
فى فيلا القيصر
جلس نوح حبيس فى الغرفة التي كانت تقيم فيها سميحه يشتاق الى أميرة حد الجنون ولكن لا هى تستحق تعيش حياه كريمة أفضل من أن تعيش تعيسة ترعي بقايا إنسان كان يجلس على نفس المقعد التى كانت تجلس دائما عليه السيدة سميحه خلف الشرفة يتذكر ضحكات و همسات أميرة وهى بجانبه فرت دمعه من عينيه قام بمسحها حين شعر بدلوف أرسلان قائلا
_عامل ايه النها رده يا نوح
ابتسم بألم وهو مازال ينظر من الشرفة قائلا: الحمدلله عايش أمر الله
اقترب أرسلان من نوح ونظر اليه بغضب و أكمل:
_ليه الهروب يا نوح، وأميرة ذنبها أيه فى كل ده.
أغمض عينيه يحاول أن يسيطر على مشاعره قائلا وهو يتهرب من النظر فى وجه أرسلان:
- أنا مش بهرب . يا أرسلان ، أنا بفرِج عن أميرة
تعجبت أرسلان من قول نوح قائلا بذهول:
= بتفرج عنها أزاي، حرام عليك أميرة بتحبك
- تنهد نوح وهو ينظر الى أرسلان بحزن قائلا:
أميرة أكرمت ماما سميحة الله يرحمها وأديتها كل وقتها عاشت معانا هنا أجمل ايام ، مش معقول أطلب منها تقضي بقية حياتها مع بقايا إنسان .. مش معقول ده يكون جزائها، انا ظلمتها كتير أغمض عيناه بوهن وهو يتذكر دعائها، ربنا يحرق قلبك على غالي
حزن أرسلان على نوح و أردف قائلا بقله حيلة:
_ أنت قولت الكلام ده لـ أميرة ؟!!
تنهد نوح نوح قائلا بألم:
- لأ ومش هقول لها ولا حتى عايز أشوفها
نظر له ارسلان بغضب قائلا
طيب اسالها حتى عن رأيها، شوف هى عايزة ايه؟!
-نظر له نوح بتحدي قائلا:
_برضوا لأ مش هقول ولا حتى عايز تعرف إنى بقيت مشلول
زفز أرسلان بغضب و أردف قائلا بنبره حاده:
= ليه ؟!
صرخ نوح بصوت حزين قائلا بألم:
- لأني زهقت ، زهقت أعيش عالة على تضحيات من اللي حواليا
كفاية لحد كده انا مش عاوز ابقى حمل على حد ، أنا مش عايز المسألة دي تتكرر مع الإنسانة .. اللي شاركت أمي في قلبي، أنا قررت اسافر بره يا أرسلان.
ليجد من يصرخ باسمه قائله بلهفه: نوح
أبتسم أرسلان بمكر و اردف قائلا: عن اذنكم...
غضب نوح من عندما راته أميرة بهذا الشكل، جالس على مقعد متحرك لا حول له ولا قوة...
أما هي نظرتها أسيشتاق حنين أكثر من شهر من وقوع الحادث لم تراه أو تسمع صوته رافض رؤيتها و ذات يوم قررت مواجهته ذهبت الى غرفته و سمعته يتحدث مع ماهى بانه سوف يقوم بطلاقها فهو لم يكن لها أي مشاعر كانت مجرد طبيبه تقوم بمعالجة و الدته و بعد وفاتها أصبحت لا تعنى له شئ نزل حديثه على قلبها كنصل الحاد يقطع قلبها إلى اشلاء
دموعها لم تجف تبكي ليلا و نهار ح كانت تشعر بالغيرة تنهش قلبها كلما تتذكر حديثه تشعر بوخيزات شديده كلما ارادت ان تقابله و يرفض مقابلتها فقدت الأمل كثيرا ولكنها شجعتها مارية عند عدم التخلي عنه و المواجهة هى الحل الصحيحة الذهاب له بدون معرفه أي احد تجلس معه وتقوم بوضع النقط علي الحروف
ابتسمت حين أخبرتها إيمان ذات يوم بان نوح يحبها بل يعشقها تعجبت أميرة من حديث إيمان كيف تعلم بان نوح يحبها أجابتها إيمان بثقه من وجه ونظرات عيونه وبالأخص تلك اللمعة التي تظهر فى عينيه وابتسامته حين يتواجد معها فى مكان واحد، اذن ماذا حدث له هي فعلا شعرت بذلك الاحساس من لمساته وخوفه كانت تشعر بدفء عجيب فى أحضانه وكأنها وجدت الأمان والاطمئنان.
عزمت أمرها بانها ستذهب له و يفعل ما يفعل ولكنها صعقت عندما سمعت هذا الحديث اي يحبها نوح مثل ما تحبه لا بل يعشقها..
خرج أرسلان و اقتربت من نوح الذي ينظر إليها بضعف نزلت الى مستواها قائلة: على فكره أنت جبان
غضب نوح قائلا: جبان!!!
أمسكت أميرة يده بحنان و اردفت قائلا: اه جبان، جبان و عديم الاحساس و أعمى كمان أزاي حكمت عليى من غير ما تقول لى ، أزاي قدرت تستحمل كل الوجع ده و أنا بعيدة عنك أزاي قدرت تمثل عليى و أنت كده، اخترت الهروب من اول جولة..
تنهد نوح قائلا: أنا مش عايز شفقه من حد أنت نسيتى أن جوزنا كان غصب عنك
ابتسمت بحنان وعينها تلمع بالحب و العشق: كان احلى غصب، تنهدت واكملت بخجل: نوح أنا بحبك أزاي مش قدرت تشوف ده في عيني، أزاي مش قدرت تشوف غيرتي و عصبيتي لما بشوف ماهي معاك وجنبك
كانت تتحدث معه و هي قريبة منه للغاية اكملت قائلة: بص في عيني يا نوح وشوف اللي فيهم شفق ولا حب
تعمق نوح النظر داخل عينها لمعت عيونه بالسعادة و الفرحة وهو يرى كل هذا الاشتياق له و في لحظه جذب رأسها و مال عليها يقبلها برقة...
خجلت أميرة ولكنها تجاوبت معه
ابتعدت عنه تنظر الى الأسفل من شده خجلها..
أبتسم هو بفرحة وهو يراها بكل هذا الجمال وجهها شديد الاحمرار شفتيها واه من شفتيها اقسم بداخله انه كان يتذوق فاكهه الكريز رفع وجهها و اردف قائلا: و أنا كمان بعشقك يا أميرة مش بحبك بس لا حبيت ولا هاحب بعدك يا حببتي بس عايز اقول لك إنى ممكن افضل مشلول حتى لو عملت العملية أول و اخر مرة اسالك هتقدري تكملي معايا و أنا بالشكل ده
فكري قبل ما تتسرعي بالإجابة لأنك لو قولت لى اه مش هينفع تسبيني لان هتعامل معاك إنكِ حق مكتسب لى عوض ربنا فى الدنيا ولو قولت لى لا مش هتقدري تكملي دلوقتي حالا اقدرا حررك من حياتك للاسف يا أميرة
جاوبته أميرة أنها وضعت قبله رقيقه على شفتيه قائلة بخجل: أنا بحبك أوي اوي يا نوح
اتسعت عينيه من فعلتها وخفق قلبه ينظر إليها بحب وعشق التأمت كل جروحه من فعلتها هذا حتى انه نسي عجزه.
❈-❈-❈
فى شركة القيصر
جلس أرسلان فوق معقده خلفه مكتبه يرتدي نظارته الطبيبة التي زادته وقارا و وسامه ينظر بتمعن الى تلك الاوراق زفر بغضب و القى النظارة بعنف على سطح المكتب فى لحظة دلوف نادر له الذي أردف قائلا بتعجب:
_مالك يا أرسلان؟!
تنهد أرسلان قائلا بألم: جاسر دخل صفقة مشبوهة و اخرتها هيكون يا السجن يا القتل، أنا مش عارف هو دماغه فيها ايه كفاية خسارة لحد كده كفاية حرب انا للاسف سابيه ومش عايز اقرب منه و أعرفه غلطه
حزن نادر و شرد قليل و عزم امره على فعل شئ
بعد مرور حوالى ساعة
صف نادر سيارته أمام شركة الجاسر ترجل منها و سار متجه الى البناية دلف الى الداخل متجه الى السكرتيرة يطلب منها الدلوف الى جاسر و بالفعل توجهت السكرتيرة الى الداخل و ابلغت جاسر الذي انصدم بوجود نادر فى شركته و أمرها بدلوف فورا
بالفعل دلف نادر بوجه غاضب حزين ينظر الى جاسر الذي ينظر له بمكر قائلا: و أنا اقول الشركة نورت ليه
ومد يده لكى يسلم عليه
ولكن نادر نظر الى يده و اردف قائلا بسخرية: للاسف يا جاسر مفيش بنا سلام أنا جاي علشان انا فاض بي و جيت علشان اقول لك ابعد عن أرسلان
ابتسم جاسر بتهكم قائلا: اه انت جي تابع له و علشان عرف انى داخل صفقه مع الشركة السويدية اللي رفضت تتعامل معاه
نظر له نادر قائلا بسخرية: غبي وهتفضل طول عمرك غبي
قال هذا و ألقي فى وجه ملف قائلا: اتفضل شوف الملف ده الأول قبل ما تتكلم و اوعي تكون فاكر إنى مش عارف كل لعبك من اول الغش فى المواد فى المجمع السكنى لحد منى و ندي
شحب وجه جاسر الذي وجد نادر يخرج من الغرفة بدون ان ينطق كلمة اخري
زفر بغضب وجلس على معقده خلف مكتبه يمسك الملف و قام بفتحه لكي يقرا ما بداخله أنصعق و انصدم حين علم حقيقه جيهان وما فعلته مع أرسلان و الصاعقة الكبرى له حماية أرسلان له من كل هذه المصائب حالة من الذهول سيطرت عليه أتسعت عينيه وهو يقرا كل حرف اذا انه ظلم صديق عمره أرسلان ظل يفعل له الكثير من المصائب و المؤامرات عكسه هو. ضرب سطح المكتب بعنف يصرخ قائلا بألم: ليه ليه عملت كدة
قال هذا و جذب مفتاح سيارته ونهض من على المقعد يهرول الى خارج الغرفة بل من الشركة و استقل سيارته.
كان يتذكر كل لحظاتهم معا هم بالفعل اكثر من أصدقاء فهم تربوا معا كانوا قوة لا يستهان بها كان منشغل عن متابعه القيادة شارد الذهن حزين يقود بسرعة كبيرة يريد ان يري ارسلان يطلب منه المغفرة و الصفح فجأة و بغمضه عين ظهرت أمامه شاحنه كبيرة حاول جاسر ان تفادي الامر ولكن انحرفت السيارة و اصطدمت بالحائط خراساني و غاب عن الوعي.
❈-❈-❈
بعد. مرور حوالى ساعة
جلس أرسلان ينظر الى شاشه هاتفه بحب حين طلب من والدته كوثر فتح الكاميرا لرؤية مارية فقد اشتاق لها حد الجنون و لكنه اراد ان يعطى لها و قتها لكى ترجع الى حياته مره اخري صك على اسنانه بغيظ و هو يراها ترتدى ثوب رقيق يصل أسفل ركبتها لمعت عينيه بالسعادة و هو يري انتفاخ بطنها انتفض قلبه حين اخبرته كوثر بانها تحمل فى احشائها صبى كم سعد قلبه بان مارية قلبه ستنجب له صبي من صلبه اخرجه من هذا اقتحام نادر قائلا: الحق يا ارسلان جاسر عمل حادثه ودلوقتى فى العمليات فى مستشفى الدكتور محمد
وقع الهاتف من يده ولم يستمع الى اى كلمة اخري و خرج مسرعاً يستقل سيارته متجه الى المشفي
بعد قليل
صف سيارته امام المشفى ترجل من السيارة وهرول الى الداخل وجد سيف يقف امام غرفة العمليات نظر إليه بحزن لم ينطق بكلمة اقحتم غرقة العمليات بسيقان ترتعشان كان يقترب ببطء شديد لم يريد ان يصدق ما حدث مع جاسر اغمض عينيها بضعف وهو يشاهد يسارع الموت محاوط بالكثير من الأجهزة و الاسلاك
اردف الطبيب قائلا: انت مين يا استاذ انت اتفضل اطلع بره
صرخ ارسلان قائلا: أنا صاحبه لا لا انا اخوه اه اخوه
امسك ارسلان يد جاسر و قبلها قائلا: اقوم يا اخويا لا يمكن تروح منى مش بعد كل السنين البعد دي اتحرم منك لا يا جاسر فوق يا حبيبي
صرخ الطبيب قائلا: اتفضل اطلع بره
نظر الى الجميع انتم واقفين تفرجوا عليه، اتفضلوا طلعوه بره احنا بنفقد المريض.
وبالفعل خرج ارسلان يقف امام غرفة العمليات يجوب ذهابا و ايابا اقترب منه سيف قائلا: اهدي يا ارسلان ان شاء الله هيكون كويس
اغمض عينيه بحزن ثم فتح ببطء قائلا: يارب يا سيف يارب
وقف أرسلان و سيف فى حالة من الصدمة وحزن شديد حتى نادر الذي انضم إليهم خارج غرفة العمليات ينتظرون خروج الطبيب يخرج لهم يخبرهم باي شئ دقائق و فتح الباب و خرج الطبيب قائلا: الحمدلله حالة المريض استقرت ولحقانا على اخر لحظة و انكتب له عمر جديد
اقترب أرسلان قائلا بلهفه : بجد يا دكتور جاسر كويس وهيعش
ابتسم الطبيب قائلا بهدوء: ايوا هيعش و هيبقى زى الفل احنا هنقله العناية و هيبقى تحت الملاحظة وبعد كده هنقله غرفة عادية حمد الله على سلامته
قال هذا و انصرف الطبيب
❈-❈-❈
بعد مرور ثلاثة أيام
استعاد جاسر وعيه كم حزن بألم حين وجد ارسلان و سيف ونادر بجانبه وعلم من احدى الممرضات انهم لم يتركوا لحظة واحدة نظر إلى ارسلان قائلا بندم: أرسلان أنا أسف
ابتسم له ارسلان قائلا بود: مفيش أسف بين الاخوات و الحمدلله انها جيت على قد كده وبلاش نتكلم فى الماضي
قطع حديثهم دلوف الطبيب محمد قائلا: حمد الله على سلامتك يا جسور
ابتسم جاسر قائلا: ياهاااا وحشتني كلمة جسور منك أوي
بادله الطبيب نفس الابتسامة قائلا: شد حالك انت الاول وانا هقولها لك على طول
اجابه جاسر قائلا: أنا هطلع أمتى من المستشفى انا شايف أن حالتي بقت كويسة و الجروح قربت تخف و كسر ايدى بسيط
حزن الطبيب يبتلع ريقه قائلا: للاسف يا جاسر الحادث عملت لك عاهة مستديمة في الدماغ
تعجب جاسر قائلا: عاهة مستديمة!!!! أزاي منا كويس أهو
اجابه الطبيب قائلا: الحادثة اتسبب في اصابه منطقه فى الدماغ مسؤولة عن مركز الانجاب بمعنى انك مستحيل تخلف طوال حياتك و ممكن تروح لا كتر من دكتور علشان تتأكد
نظر الى الطبيب مصدوم ايعقل ان يكون هذا هو عقاب الله على ما فعله فى حياته و هنا تذكر ندى عندما اخبرته بانها حامل، كانت اخر فرصته ليصبح أب هل هو حرم من نعم الأنجاب حق لا يصدق و تذكر دعواته بان دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب ولأول مرة تفر دمعه من عين جاسر الذي ندم اشد الندم على ما فعله في حياته.
❈-❈-❈
بعد مرور عدة شهور
تغير الكثير من الاحداث منهم حمل ضحي و أنجاب ندى صبي قامت بتسميته على اسم والده جاسر وسفر أميرة مع نوح خارج البلاد لأجراء الجراحة
ووصول مارية في الشهور الأخيرة من حملها ومازالت تسكن فى المشغل مع كوثر التي رفضت ان تركتها او تترك الفتيات لكي تقوم بمساعدتهم في التجهيز لزفافهم حيث تم عقد قرآن فارس على صافية و إيمان على ماجد بعد ما تأكد كلا منهم من صدق مشاعرهم وتم تحديد الزفاف بنفس يوم حفلة التكريم
اليوم حفلة تكريم وزارة الداخلية للغارمات و تكريم مارية على مجهودها معهم وزفاف إيمان و صافية و بعض الفتيات الاخريات وقفت مارية تنظر الى وهج بحب بعد ان تركها أرسلان تهتم بها وهى من وقت الى الاخر تذهب له في الفيلا
ابتسمت وهج بفرحه وهى تنظر إلي نفسها فى المرآه قائلة: حلو فستاني يا ماما
نظرت لها مارية بحب اموي حقيقي ثم وضعت قبله حنونه على وجنتيها قائلة: جميل يا روح مامي، يلا روحي شوفي ناناه كوثر لبست ولا لسه
أجابتها وهج قائلة: حاضر
بعد ان خرجت وهج تنهدت مارية و دلفت الى الحمام اختفت دقائق ثم خرجت تقف امام تتأنق أمام المرآه ترتدي ثوب اسود مناسب لحملها ثم وضعت مكياج خفيف يخفى ملامح وجهها المتعب ثم ارتديت حجابها فأصبحت آيه فى الجمال
❈-❈-❈
اما في فيلا القيصر
وقف ارسلان ينظر الى هيئته في المرآه يرتدي بدلة سودة زادته وسامه فوق وسامته اخذ نفسا طولا وعزم امره انه لن يترك مارية اليوم الا وهي معه داخل أحضانه
في الحفلة
دلفت مارية و بجوارها ندى تحمل صغيرها جاسر وكوثر التي كانت تعلم بوجود أرسلان نظرت الى مارية
بعد قليل جلست مارية و بجانبها كوثر و ندى نظرت كوثر الى مارية قائلا: فين ضحي و منة يا مارية
ابتسمت مارية بالرغم من أنها شعرت بانقباض فى رحمها قائلة: فى السكة لسه مكلمهم
لمحت كوثر أرسلان يقف بعيدة ابتسمت و اردفت قائلة: طيب يا حبيتي هروح أشوف البنات و اجي
أومأت مارية برأسها تغمض عيناها بألم من هذا الشعور
بعد لحظة اردفت ندى قائله: مارية معلش خلى معاك جاسر هروح اغسل له الببرونه علشان اعمل له رضعه
ابتسمت لها وهى تمد يديها تأخذ الصغير منها قائلة: اوعى تأخري عليه شكله جعان
ابتسمت لها ندى قائلة: تمام بعد اذنك
بعد قليل بكى الصغير بشده حاولت مارية معه ان تهدئه ولكنه كان يبكى بشده لتسمع صوت شخص قائلا: ممكن أشيله عنك انا شايف حضرتك تعبانة ومش عارفه تسكتيه
أجابته مارية بلطف: شكرا لحضرتك زمان والدته جاية
وعلى ذكر والدته تقدمت ندى قائله: أسفة يا مارية على التأخير أنا عملت لجاسر الرضعة بالمرة
أنتفض قلب الشخص عندما استمع لصوت ندى واسم الصغير استدار لها يقول بهمس: ندى
بينما وقفت هى تنظر له بذهول و تعجبت من وقوفه بجانب أبنها قائلة: جاسر
نظر إليها جاسر و الى الصغير الذي ما ان راها ارتمى فى احضانها أغمض عينيه بحزن و ألم و علم بان هذا هو صغيره الذي كان لم يريد ان يعترف به
كاد ان يتحدث ولكن دقت الطبول تعلن عن وصول العرائس الذين كانوا قمة فى الجمال
بعد مرور الوقت
تقدم وزير الداخلة و اهدي مارية وسام على مجهودها الفاعل مع الغارمات
بعد ان قامت بتسليم ومبركة اصدقائها جلست مرة اخري ولكنها سمعت صوت تعرفه بشده انتفض قلبها و لمعت الدموع في عيناها حين سمعت أرسلان قائلا: مارية أنا اسف
أعتذر منك يا حبيبتي ومُهجة قلبي على تلك الدّموع التي جعلْتُها تسقط من عينيكِ الجّميلتين، أرجوكِ سامحيني فأنا لا أقدر على رؤية عينيكِ وهما حَزينتين.
أعلمُ بأنّكِ غاضبةٌ جدّاً منّي، لكن أنتِ تعلمين كم أحبّك و أحبّك جدّاً وجدّاً وجدّاً، أرجوكِ سامحيني.
حبيبة قلبي وشريكة عمري أتمنّى منك أنْ تقبلي إعتذاري وتغفري لي خطيئتي تلك في حقّكِ، صدّقيني لم أكن أقصد جرْح مشاعركِ، إنّ ما قد حدث كان خارجاً عن إرادتي.
قال هذا وفرد ذراعيه منتظر مجيئها الي وبالفعل هرولت إليها مارية ترتمى فى احضانه تبكي بشده يضمها بشده ابتسم قائلا: يعنى اقدر اقول إنك سامحتني
خرجت من احضانه و صرخت قائلة: اه
هتف ارسلان بشقاوة: اه ايه حددي موقفك
ومع انطلاق تصفيق الجميع انطلقت ايضا صرخات تبشر بوصول مولود مارية و أرسلان
حيث أنتهى بهم اليوم و أرسلان يضم كليهما بين احضانه، حبيبته مارية قلبه و ابنته وهج واخيرا ابنه ساجد أرسلان هاشم الدميرى
"نحن نغفر ما دمنا نحب"