-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 40

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الأربعون




خلص كرار كلامه ووقف متأهب ومستنى شام تطلع وتطيعه ويشوف خوفها اللي معتاد عليه، لكنه وقف كتير وهو مستني، ووقفت ربيعه قدامه وهي مكتفه اديها وبصاله بإحتقار وعيونها عتنطوق كره، وبعد مامل من الانتظار زعق فى ربيعه وقالها:

هتخشى تنادميها ولا تغوري من ع الباب اخشلها اني بدال مانتي متصدره إكده ومفيش منك نفع.

ردت عليه ربيعه بتحدي:

مواعياشي ومش هقولها حاجه، واصلا هي مهتاجيش معاك وسبق وقالتهالك، وحرمتك على روحها ولا نسيت؟

رد عليها كرار وهو عيزيحها ويدخل غصب عنها:

هي تقول اللي تقوله، قولها مليهش عازه معاي، ولو عالتحريم فالحريم مليهاش تحرم وتحلل، مش راجل هي ويمينها مكلف.


خلص كلامه وكان وصل قدام شام، وبمجرد ماوقف قدامها بأمر قالها:

قومي يلا.

ردت عليه شام وهي باصه بعيد:

مقايماشي وسبق وقلتلك اللي عندي.


كرار:

 قومي ياشام احسنلك، انتي لا سنك ولا صحتك يتحملوا ضرب وإهانه وقلة قيمه، قومي من سكات واقصرى الشرور.


ربيعه بقهر:

وإشمعنا، وليه امي تنضرب وتنهان وتتقل قيمتها في السن ديه وعشان ايه، عيملت ايه هي فدنيتها عشان تعمل فيها إكده؟ داي اللي مسكتها فبيتك مع راجل معميلتش فيها حاجه وعايش معاها وممشياك كيف الخروف وراها، ولا اللي ليها ضهر ومعاها القرش وكاسره العين ومخوفه الناس تتفلتن وتحكم وتتحكم على كيفها والغلبانه تكون هي الملطشه؟


ربيعه خلصت كلامها وخدت نفسها بقوة، وملحقتش تشوف الكف اللي نزل على وشها وتبعه ضرب من غير عدد ولا حساب، 

وشام بس شافت بتها تحت كرار موقعها ونازل فيها ضرب صرخت وجريت عليها وابتدت تحوشه عنها، والنوبادي ضوافرها بقت هي اللي تتكلم وتقطع في جلد كرار تقطيع كيف البسه اللي عتخربش عن عيلها،

 وبرغم ديه مكانتش قادره تمنع الضرب عن بتها، ودقايق ولقوا كرار متشال ومهبود عالحيطه، ولقوا ابو دراع نازل فيه ضرب من اللى يحبه القلب والعين،

 وكرار مكانش عارف يحوش عن نفسه ولا يصد الضرب، وبدال ماكان غالب وقوى، فلحظه اتحول لمغلوب وضعيف، 

وفضل ابو دراع يضروب فيه بكل حيله، وشام قومت ربيعه وخدتها فحضنها وفضلوا يتفرجوا عليه بتشفى، لغاية ماابو دراع عدمه العافيه، وبعدها مسكه من خلجاته وقومه وهو يادوبك عياخد النفس وقاله:

مش اني سبق وحذرتك وقولتلك اللي يحتمي بابوا دراع ويلجأ لبيته محرمه عليك اذيته؟ 

مش سبق وبينتلك حرمتي وحرمة موطرحي وشاورتلك عليه، جاي تدوس عليا فبيتي وتقل قيمتي وهيبتي وكمان تضروب مرتي؟ 

له داانت بعملتك داي عملت فحقي الكباير اللي معتتغفرش واصل ياكلب. 


خلص كلامه وجر كرار ورماه بره البيت ورد الباب فوشه بعنف، ورجع يتفقد ربيعه وشام ويشوف اذى كرار وصل معاهم لحد فين؟ 

لكنه حمد ربنا لما لقى اللي عيمله فيهم هين ومسابش اثر يخليه كل مايشوفه يشيل كرار من عالارض ويعقطه عليها تاني. 

أما كرار فقعد علي حيله قدام باب ابو دراع وكل حته فجسمه عتأن من الوجع، وفضل باصص عالباب اللي اترد فوشه ووراه اكتر حاجتين فارقين معاه في الدنيا.. 

ابو دراع صاحب عمره وحبيبه، وشام اللي بقت حته من العقل والعين،والتنين ميقدرش يستغنى عنهم وحاسس إن سد عالي اتبني بينه وبينهم ومش عارف يخطيه كيف ولا كيف يتهد؟

بس اللي متوكد منيه إن السد ديه لازمن ولابد يتهد وترجع الامور لعهدها القديم، عشان الوضع ديه كرار مهيتحملهوش واصل. 


وقام علي حيله بعد ماقدر يصلب طوله، ونفض جلابيته وطلع عالمندره بره، وهمل اللي كانت واعياه وشافت كل اللي جراله وقعدت تتفرج عليه بتشفى وهو عيترمي عالارض وتتقفل فوشه البيبان كيف كلب جربان، 

وعلي الرغم من إن الموقف شفا غليلها، الا إنه من جيهه تانيه وجعها وهي واعيه كرار عيقاتل عشان يطول ضرتها وهي اللي كباه وزاهده فيه، في الوكت اللي هي عتعمله اعمال واسحار عشان تضمن قربه منها وقعاده معاها. 


ودخلت البيت وراحت عالموطبخ تعمل وكل لعيالها وليها وتاكل معاهم، واثناء ماعتجهز الوكل قررت انها مهتتحملش كل يوم طبخ ونفخ وغسيل وتنضيف، وكل الشغل اللي كانت قايمه بيه شام. 


فقررت انها تجيبلها خدامه رغم عن كل اللي هيعترض، ولو لزم الامر تسيب البيت وتعمرلها بيت تاني وتبيع اللي ليها فبيت المقاول وتفرق اللمه الكدابه هتعملها من غير ذرة تردد. 

❈-❈-❈


اما كرار فبعد ماطلع وراح عالمندره فضل يفكر في حل للي هو فيه ديه، ويفكر كيف يرجع شام لقبضته من تاني، وكيف يرجع كافة الامور لنصابها الصحيح، لعهدها الاول، لايام ماكان ابو دراع هو قوته وسنده، وكانت شام معتتنفسش غير باذنه وكان هو فوق الكلل. 


واخيراً اهتدى للطريقه اللي هيرجع بيها شام الاول، وبعدها يشوف ابو دراع ايه يرضيه ويعمله. 

❈-❈-❈


اما فبيت عبد الصمد

بشاير طلعت من الموطبخ وقعدت جار امها اللي كانت حاطه يدها علي خدها وسرحانه ومحستش بيها لما قعدت، وبعد شويه بشاير قالتلها وهي حاسه باللي عتفكر فيه امها وتقريباً عارفاه:


ماتيلا نروحولها يمه ونشوفوها، مش وقع اليمين وهو ردها من اول وجديد وخلاص دلوك مفيش يمن ولا حلفانات، يوبقي ايه اللي يمنعنا عن شوفتها ولا يمنعها من شوفتنا؟ 


ردت عليها امها بتنهيده:

خوفنا عليها هو اللي يمنعنا، هنستفادوا ايه لما نشوفوها ونطفوا نار شوقنا وبعدها تشعل فقلوبنا نار الخوف عليها احسن ياذيها اللي ميتسماش بسبب شوفتها لينا؟ 


جوز شام يابتي مش بعقله ولا تفكيره كيف تفكير البشر، جوزها مشايفهاشي غير جاريه حداه اشتراها يوم مااتجوزها والجواري معيكونلهاش اهل ولا حد تروحله او ياجيها. 

الجواري مينفعش غير تسمع الحديت وتقول السمع والطاعه.. هى داي صفة اختك حدا جوزها، ولو حد حاول يغيرها مفيش غيرها هي اللي هيتضر.. وإحنا مش هناجوا على اخر الزمن ونجيبولها الضرر يابشاير. 


بشاير:

بس ديه ظلم يمه،كرار ديه اكتر بني ادم ظالم في الدنيا ربنا ينتقم منه. 

دهب بقهر وقلة حيله:

هو من ناحية انه ظالم هو مش ظالم.. ديه  الظلم ذات نفسه، ديه السواد اللي اتوزع منيه عالناس العفشه اللي في الدنيا كلها والباقي قعد جواه هو لحاله. 

خلصت كلامها وقامت وهي سامعه حس عبد الصمد جوزها عينادم عليها، وراحتله الاوضه اللي بقاله كذا يوم راقد فيها مفاراقهاشي؛ بسبب نوبة الكحه والتعب وديقة النفس اللي جاتله فجأة، بس دهب عارفه ان عياه من الزعل اللي كاتمه فقلبه على بته ومتحمل بيه وساكت. 

❈-❈-❈


أما فبيت المقاول

عزت رايح جاي في البيت كيف التايه، وكل هبابه يطلع ويبص على بيت ابو دراع ويستنى طلة شام منه، ومن بعد ماكانت قدام عينه ليل نهار وشبعان شوف فيها اتحرم منها، وبقى يومه ناقص، وحس ان رزقه قل بعد ماكان يستبشر بوشها وشوفتها كل صبح قبل مايطلع على شغله..

 وطول النهار بقى عصبي وزعيق مع بدور وعياله بسبب ومن غير سبب، وبدور كانت خابره زين سر الحاله اللي هو فيها، وطول الوكت تسب وتلعن فشام اللي  لا مهناياها على جوزها وهي قريبه ولا وهي بعيده، بالعكس ديه كرهه ليها زاد من بعد ماشام غابت عن عيونه وبقى كيف المدمن اللي غاب عنه كيفه.

 ❈-❈-❈


أما شام فقعدت حزينه ومهمومه، وربيعه زيها، وقرر ابو دراع انه يخفف عنهم، فقام طلع وجابلهم تسالى وجاب حلويات وعصير (قها بالجوافه) من اللي ربيعه عتحبه وعرف ان حتى شام  هي كمان عتحبه وكترلهم منيه،

 وملى كيس كبير من كل شكل ولون وعاودلهم بيه،

 وربيعه اول ماشافت الحاجات اللي جايبها مودها اتغير وفرحت وخدت الكيس كله فباطها وفضلت تاكل وتوكل امها غصب عنها وتشربها عصير بنفسها، وحتى ابو دراع شربته هو كمان بيدها ووكلته زيه زي امها.

وطول الوكت ابو دراع باصصلها وعيسخط على كرار اللي عيعذب ويضرب فطفله لساها ماعرفت للدنيا معنى ،

شوية حلويات وتسالي يوصلوها للغيم من الفرحه، وكلمة حلوه تنسيها كل الوجع، وقلبها لساه على بياضه كيف قماشه بيضه متفصلتش ولا اتحطت على بدن ولا اتدنست بالوسخ ولا غباره جات عليها. 



اما شام فكانت باصه لبتها وعتجاريها غصب عنها في الفرحه، وعماله تقول فنفسها ياترى كانت كيف هتطمن على بتها العيله داي لو كانت هملتها فبيت الافاعى إهنه وراحت لبيت ابوها؟ 

كيف كانت هتنام ليلها وهي خابره زين إن بتها نايمه فحضن شياطين محدش يأمن شرهم مهما عمل وسوى وبعد عنهم واجتنبهمَ؟ 

كيف فكرت فيها مجرد تفكير حتى انها تسيب قلبها وروحها وكيانها كله فبيت المقاول وتروح تدور على راحتها هي!؟ 



خلصت تفكير وانتبهت لبطنها اللي اتملت من العصير اللي عماله تشربهولها ربيعه والبسكويت اللي عتوكلهولها، وزاحت يدها وهي عتحط يدها علي بطنها وتقولها:


بزياده ياربيعه بطني اتملت هتفرقع يابتي. 

وقامت بعدها من جارها ودخلت الاوضه تناملها هبابه ولساه عقلها عيودي ويجيب، بس النوبادي عتفكر في كرار وياترى هيسكت بعد مارفضته وابو دراع هانه وربيعه سمعته اللي عمره ماسمعه، ولا فيه عذاب جديد مستنيها على يده؟ 

ونامت على تفكيرها بعد ماسلمت أمرها لربها. 

❈-❈-❈


اما ربيعه ففضلت قاعده مع ابو دراع وهو يتكلم معاها ويحاول يلهيها عن الوجع اللي سببهولها كرار الكلب، ويحكيلها حكايات عن مواقف مضحكه كانت تحصل معاه زمان، وبعد شويه حس ان نفسه فكباية شاى، 

وعشان مش عيكيفه غير شاي الدمسه قال لربيعه انه طالع للجنينه يعمل شاي وخدها معاه وطلعوا، وولع الدمسه وحط الخشب وراح جابلها قناديل شامى عشان يشويهالها عالدمسه وتاكلها مع الشاى، وحتى هو كمان ياكل معاها. 


وبالفعل عمل الشاى وشوى الدره، وكملوا هو وهي حكاويهم، وقعدوا للساعه ٢ بعد نص الليل سوا،

 ولأول مره في الوكت ديه ابو دراع يكون معاه حد، وهو متعود طول عمره إن الوكت ديه يكون وكته لحاله، وقت صفنته وتامله وراحته النفسيه من تعب اليوم وراحة مخه من ضجيج التفكير في الدنيا وبلاوى الناس اللي حواليه. 


اما ربيعه فبمجرد ما نسيت اللي جرا من ابوها وارتاحت في الكلام لابوا دراع فتحتله قلبها وحكتله عن كل وجعها، واللي كان عارفه من غير ماتقوله، واللي ابوها هو السبب فيه كله.

لكن الحكي من لسان المظلوم وشوفة الدموع فعنيه وتنهيدة القهر اللي عتقطع كلامه كل هبابه، عتخلى الواحد يحس بوجعه اكتر. 


ومن بين الحكاوى قالتله عالامنيات اللي عاشت طول عمرها تتمناها، اكبرهم انها عاشت تتمنى كرار فيوم يقولها يابتي قدام اهل البيت ويعترف بيها، 

وهي تقوله يابوي وتترمى فحضنه وتحس بإحساس اخواتها الولاد لما كانت تشوفه حاضنهم.


وتاني اكبر امنيه انها كان نفسها تطلع وتروح المدرسه وتتعلم القرايه والكتابه كيف ولاد اعمامها اللي كانت تموت من الغيره والقهر؛ وهي واعياهم ماسكين الكتب بتاعتهم وعيزاكروا ويكتبوا فدفاترهم ويرسموا ويلونوا، 

وتقعد جارهم من بعيد تتفرج كيف المحرومه، لان كل شي عيتحرم منيه الواحد عيبصله بصة المحروم.. وبعد ماخلصت كلامها وشكوتها تقريباً، فجأة خفت حسها، وكلامها بقى يطلع تقيل، وبص ابو دراع عليها لما لقى تقل مال على كتفه مره وحده، ولقاها هي سندت دماغها عليه وقالت كام كلمه وبعدها غمضت عيونها وسكتت لما سلطان النوم اصدر حكمه عليها بالنوم والثُبات.


فاتبسم ابو دراع وبهداوه ووحده وحده نزل دماغها وعدل نومتها وحط دماغها على رجله، وفضل يمسد على دماغها ويقرالها قرآن ويدعيلها فجوف الليل بسعادة الدنيا كلها،

 وكان كل هبابه يبصلها وحاسس انها بقت حته من روحه، وإن لو حد فكر يأذيها هيوبقي حكم على روحه بالموت.. وديه قانون ابو دراع اللي سنه لمحبينه على يد ربيعه.. اللي بقى ليها في القلب معزه ابو دراع مش عارف يصنفها، محسش بيها غير بس من ناحية ابوه وامه، لكنه قال مش مهم التصنيف، المهم انها موجوده وحاسس بيها. 



وبعد فتره من القعاد عدل ابو دراع ربيعه وحاول يصحيها، لكن كان واضح انها نايمه نوم عميق، نوم تعب او نوم قهر، فصعبت عليه وشالها ومشى بيها عالبيت ينومها، بعد ماطفى دمسة النار، وهي اتشعبطت فرقبته كيف العيله الصغيره ماعتتشعبط فرقبة ابوها.

 

وديه كله كان شايفه ممدوح، اللي من اول العشيه اول ماطلع ابو دراع وربيعه للجنينه فضل مراقبهم من بعيد وقاعد قبالهم بس متدارى منهم، 

وكان غرضه من القعده انه يشبع من ربيعه، لكن مع قعدته شاف اللي ماسرش قلبه واصل، 

واتختمت بعملة ابو دراع اللي كأنه بيها جاب سكينه وغرزها فقلب ممدوح، وهو واعيه عينوم ربيعه على رجله فلاول، وبعدها شالها ولمها فباطه ومشى بيها كيف الحبيب ماعيشيل حبيبته، وعرف منها ان ابو دراع على شفى نقض العهد، ديه لو مكانش نقضه بالفعل. 


ورجع على بيته وهو عازم انه بكره يواجه ابو دراع ويفكره بوعده وعهده ويطالبه بالوفى بيه. 

❈-❈-❈


أما ابو دراع ففضل صاحى لغاية الفجر، ولما لقي شام وربيعه مقاموش يصلوه معاه النهارده، خد بعضه وطلع عالجامع صلى وعاود،

 وهو فطريقه كان كل اللى شاغل باله كلام ربيعه وامنياتها الضايعه اللي دافناها فقلبها وكل ماتتفكرها جروحها تتفتح من اول وجديد.

 وقرر إنه يحققلها منهم اللي يقدر عليه وعلى قدر استطاعته، وأول امنيه قرر يحققهالها هى امنية التعليم. 

❈-❈-❈


صبح الصبح وصحى ابو دراع بعد ماخدله غفوه بسيطه من بعد رجوعه من الجامع، واول شي راح على غنماته فطرهم وشربهم،

 وعاود فطر مع شام وربيعه، وطلع قاصد الموطرح اللي اتفتح من قريب لفصول محو الاميه وتعليم الكبار.

 وقرر يسجل ربيعه فيه.. وبالفعل راح وسجلها، وهو معاود جابلها دفاتر واقلام والوان، وكتب الف باء.. وعاود بيهم عالبيت وهو عيتخيل فرحة ربيعه بيهم وباللي عيمله، ومبتسم وهو شايف رد فعلها قدام عنيه وهي عتتنطط كيف العيله الصغيره وحجر عيونها رايح جاى وعيلمع  من شدة الفرحه. 


لكنه بمجرد ماوصل البوابه وخلاص هيدخل وقفه حس ممدوح وهو عيقوله:

عم ابو دراع استنى. 

وقف ابو دراع وبصله، واستغرب وهو شايف الغضب على ملامحه، وسأله بقلق:

مالك ياممدوح فيك ايه؟ 

رد عليه ممدوح بقهر:

يعني مانتاش عارف فيه ايه؟ فيه اللي شفته عشيه منك ومن ربيعه، فيه اللي عيني نضرته والوعد اللي خلفته وانت عتنومها على رجلك وتفضل تحسس عليها وفي الاخر تلمها فباطك وتشيلها وتدخل بيها البيت وتكمل اللي مينفعش يتعمل في الخلا. 

خلص كلامه وعيون ابو دراع اتوسعوا ورد عليه وهو كاتم غضبه:

تعرف ياممدوح لو حد غيرك قالى الكلام ديه، والله زماني مامخليه يعرف يندل طريقه، بس اني هسكت وهعديهالك عشان عاذرك ومقدر اللي حاسس بيه واللي عيدور فعقلك. 

بس نصيحه مني متكررهاش عشان اول نوبه حداي عتكون سماح وتاني نوبه عيوجب فيها الربايه والادب. 


خلص كلامه واتحرك من قدام ممدوح، ووقف من تاني وهو سامع حس ممدوح الخايف عيسأله:

يعني لساك عالعهد مخنتهوش؟ 

ابو دراع:

ولا عمرى هخونه، ولا فحياتي كنت خاين عهد، وانت خابر ديه زين ياواد صفوت. 


خلص كلامه واتحرك على جوه، وممدوح تبعه، وبس وصل البيت نده ابو دراع على ربيعه، واول ماجاتله وراها الدفاتر والاقلام  وقالها إنه سجلها ففصول نحو الاميه، 

وربيعه بس سمعت إكده صرخت بعلوا حسها من الفرحه، وابتدت تتنطط كيف ماابودراع اتوقع بالظبط. 

لكن اللي متوقعهوش انها تحضنه قدام ممدوح وهاتك يابوس من خدوده ومع كل بوسه تقوله عحبك كد الدنيا كلها! 


وابو دراع وقف متصنم مش عارف يعمل ايه، وحس ان ممدوح ممكن يهجم عليه دلوك ويجيب كرشه، وبصراحه لو عيملها يوبقى معاه كل الحق وميقدرش يلومه واصل. 



اما شام فكانت سامعه صراخ ربيعه وحتى مكلفتش روحها تقوم تشوف مالها، لكنها اتطمنت عليها لأن صراخها واضح انه  صراخ فرح، 

واللي كان شاغل بالها في اللحظه داي تفكيرها في القرار اللي خدته فلحظة وجع وخوف، ومعارفاهش صوح ولا غلط، وياترى بيه ظلمت اهلها وظلمت روحها وخسرت، ولا الخساره اللي على حق هي خسارتها لروحها وهى عترمي روحها في الهلاك مره تانيه.. 

واتفكرت من شويه الكلام اللي دار بينها وبين كرار.. 


كرار اللي بس شاف ابو دراع طالع من البيت، راح على بيته وخبط الباب، واول ماسمع حس شام بحس هادى قالها:

افتحي ياشام عاوزك فحاجه. 


شام ردت عليه قوام:

له مفاتحاشي ومعاوزاش اسمع منك ولا حاجه. 

كرار: الحاجه داي وبس. 

شام: قولتلك حل عني ياكرار لا فيه مابينا كلام ولا حديت. 

كرار: الموضوع يخص ابوكي وامك ياشام. 


شام سمعت سيرة ابوها وامها وفتحت الباب بسرعه بقلب عيرجف من الخوف وسألته:

مالهم ابوي وامي جرالهم ايه، عميلت فيهم ايه انطوق؟ 

رد عليها كرار بمنتهى الهدوء:

تخافيش، معملتش فيهم حاجه ومش هعمل، وهخليكي تروحيلهم كمان وهما ياجولك.

شام رفعت عيونها وبصتله وهي مش مصدقه اللي نطق بيه توه، لكن عجبها راح وهي سامعاه عيكمل.. (بس بشرط) 

 

اتبسمت شام وهي عتتفكر إن الحدايه مش عتحدف كتاكيت وقالتله:

وأيه هو شرطك ياكرار؟ 

رد عليها كرار بسرعه ولهفه:

تسمعى كلامي وتاجي معاي وتكونيلي مره وتنامى ففرشتي وترجعي كيف لاول تقولي نعم وحاضر واللي اقوله يتنفذ طوالي. 


شام اتبسمت على عرض العبوديه اللي جاي يعرضه عليها مره تانيه، وحطت شوقها قبال كرامتها، وطبعاً كرامتها اللي فازت بإكتساح، وغير إكده اتخيلت روحها عتسلمه نفسها بمنتهى التراضي وحست بإن نفسها مرجت وعايزه تستفرغ من مجرد التخيل، وردت عليه بكلمه وحده وبمنتهى التصميم والتحدى:

له. 

كرار بصعقه من جوابها:

له ايه؟ 

شام:له مموافقاشي اني اشوف اهلي او هما يشوفوني طالما تمن الشوف هيكون قربك مني واستعبادك ليا. 

كرار بصدمه اكبر:

وه؟! 

شام:

ههههه، كنت مفكرني اول ماهتقولى إكده هخر راكعه تحت رجليك واقولك شبيك لبيك مش إكده؟ بس ياخساره نقبك طلع على شونه يامقاول. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة