-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 42

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الثاني والأربعون



خلص ممدوح كلامه ومشى من قدام ابو دراع، وهمل معاه امانته، وابو دراع مردش عليه واصل. 

وعدت الايام وجه ميعاد سفره.. وجهز حاجته وودع الكل، وجه وكت وداعه للي مهمل البلد كلها بسببها، فراح على بيت ابو دراع، ودق الباب ووقف مستني، ففتحتله شام الباب وهو اول ماشافها سألها بنبره كاسيها الحزن:

فين ربيعه يامرت عمي، نادميها اسلم علبها قبل مااسافر.. قوليلها واد عمك عايز يودعك، وجيت اسلم عليكي واودعك انتى كمان يااحلى وانضف حاجه فبيت المقاول. 

شام ردت عليه بشفقه على حاله وعالحزن اللي مالى نبرة صوته:

تروح بالف سلامه وتعاود سالم غانم يارب ياولدى.. استنى هنادملك بت عمك، هي نايمه بس هصحيهالك. 

وبالفعل دخلت صحت ربيعه النايمه، وربيعه لبست طرحتها وطلعت، واول ماشافها ممدوح قالها بحس مخنوق من الوجع:

اني ماشي ياربيعه، ماشي يابت عمي وهشتغل ليل نهار واخلي يدي احد من سناني، 

عشان لما اعاود يكون معاي اللي اقدر اخدك بيه من إهنه ونهملوا بيت المقاول ونعيشوا بعيد لحالنا، ونعمروا بيت ونعملوا عيله.

هعمل حق البيت واعمل اللي يخليني اجيبلك كل حاجه نفسك فيها، هعمل اللي يخليكي ست ستات البلد كلها واعاود.


 بس عاهديني تستنيني يابت عمى وقلبك ميميلش لغيري. اوعديني اعاود الاقى قلبك مختوم ومقفول ومستنينى وقافل بيبانه فوشوش الكل. 


ردت عليه ربيعه بعد ماخدت نفس وزفرته:

روح ياممدوح ربنا يكرمك ويرزقك ويحنن عليك ويلطف بحالك ويفتحلك ابواب الرزق. 


ممدوح:

وين الوعد ياربيعه؟ داي دعاوى الام تدعيها لولدها، لكن الحبيب مش ديه كلامه لحبيبه واصل!

الحبيب عيوعد ويودع بكلام المحبه! 

ربيعه:

اسمعني ياممدوح ياواد عمي، اني مااقدرشي اوعدك بشي مش بيدي.. القلوب مش بيدنا ولا احنا اللي عنتحكموا فيها عشان نوعدوا بيها،

القلوب فيد ربنا يقلبها كيف يشاء.. وبدال ماتطلبها مني وعايزني اوعدك اطلبها من ربك وهو صاحب التدابير. 


ممدوح بيأس:

بقيتي تتحدتي حديت متعلمين يابت عمى! 

ربيعه بفخر:

مااني خلاص هبقى من ضمن المتعلمين واتحدت كل حديتهم ياممدوح.. ربيعه معادتش جاهله دلوك ولا بهيمه معتعرفش الالف من كوز الدره. 


ممدوح بإبتسامه:

قطع لسان اللي يقول عليكي إكده، دانتي ست البنات واحسن وحده في الدنيا كلها.

 

خلص كلامه واتنهد وهو باصصلها، ولما ملقاش كلام يقوله بعد كلامها سلم عليها هي وامها وهملهم ومشي، مشي وهو قلبه متوغوش من عدم وعد ربيعه ليه، وحاسس انها حيرته مريحتهوش، ولا عطته امل يصبره عالمجهول اللي رايحله ومعارفش فيه ايه. 

❈-❈-❈


أما شام فوقفت تراقبه وهو ماشي وقلبها حزين على حاله، لانها حاسه بيه وبقهرته ودايقه فراق الحبايب وخابره كيف عيكوي القلب كوى. 

وسافر ممدوح ورمى على كتاف ابو دراع حمل كبير قوى وأمانه متتحملهاش الجبال، وهو خابر ان ابو دراع كد الأمانه.. بس حدا ابو دراع حتى الامانه ليها اصول ومينفعش حد يأمن حد على حاجه مش ملكه ولا بتاعته.. مش يمكن صاحب نصيبها يجيها وياخدها وهي ترضى؟ وسبق وقال لممدوح الكلام ديه، قاله اللي هتقرره ربيعه هو اللي هيجرا وهيكون..وديه كلامه ليه فلاول وهيفضل كلامه للنهايه. 

❈-❈-❈



ومرت الايام 

وعدت سنه فى لمح البصر وربيعه فى السنه داى اتعلمت القرايه والكتابه وبقت لبلب وتعرف تقرا اي حاجه وتكتب اى حاجه كمان، 

وخدت شهادة محو الاميه وبعدها دخلت على تالته ابتدائي واستلمت كتبها وبدأت تذاكر فيهم، وعشان حابه العلام ونفسها تتعلم كانت متفوقه دايماً.. 

وأمها وابو دراع طالعين بيها السما وفرحانين بيها فرحه محصلتش،

 وخصوصى ابو دراع اللي كل مايشوفها عتعلى وتنجح يحس ان هو اللي عينجح، وكل مايبصلها يحس احساس الاب اللي بته طالعه من الأوائل ونفسه يباهي بيها الدنيا كلها. 


أما شام ففي السنه داي استقرت اوضاعها، برغم محاولات كرار الدايمه والمستميته فأنه يرجعها بيته ويرجع يسيطر عليها من تاني، 

وكل المغريات اللي قدمهالها وعرضها عليها قابلتها بالرفض القاطع، لغاية ماخلته حس باليأس وبعد عنها بعد ماعرف ان مفيش ولا اي حاجه فى الدنيا هتقدر تلين دماغها من تلاه، ولو جابلها الدنيا كلها وحطها فحجرها، وانها زهدت فيه وفي الدنيا واللي فيها. 

ورضيت بنص العما، وان ربيعه بتها هي اللي تطلع وتزور جدودها وخالاتها وتاجى تطمنها عنهم وتجيبلها اخبارهم وتوديلهم هما كمان اخبارها،والقلوب ارتاحت هبابه عن لاول. 

❈-❈-❈


أما ابو دراع ففي السنه داى قرر يشوفله موصلحه تانيه تجيب فلوس جنب الغنم، لانه مره وحده لقى روحه مسئول عن اتنين، وكل وشرب ومصاريف، وخايف يقصر معاهم فيوم من ليام، فباع جزء من غنماته عالفلوس اللي كان محوشها من زمان، وراح اشتراله جرار، واشترى كمان دراسه، وابتدا يطلع يشتغل فى الارض، والفلوس جريت فيده، وربنا رزقه برزق الولايا  اللي اتعلقوا فرقبته. 


وفنفس الوكت رزقهم اتقطع من موطرح تاني، اتقطع من حدا كرار اللي لقاله منافس جاب لوادر جديده وحديثه، ولوادره ومعداته نامت في الخط قصاد دوكها، واللي عيجيبوه بقى يادوبك على كد مصاريف البيت والعيال، وهو مبقاش يقدر يحوش حاجه من وراهم. 


❈-❈-❈


أما شوقيه فبعد مااخوها شاكر خد الفلوس وسافر بيها، فضلت ترن عليه لغاية ماخد تمام ولدها معاه، وإستوطن الواد مع خاله وعجبه الوضع ومعادش يحب البلد ولا القعاد فيها، بعد ماشاف بلاد بحري وناسها وشوارعها، وبقى كل كام شهر ينزل يومين تلاته اجازه بعد ماابوه يشيعله مراسيل مع طوب الارض، ويعاود للقاهره تاني، وديه اللي كانت شوقيه عايزاه، وكذا نوبه تقول لكرار انها نفسها تسافر مع اخوها وولدها تشوف بحرى وهو ميرضاش؛ لأنه عارفها زين وعارف اخلاقها، ومتوكد انها بس تغيب عن العين.. هتعمل كل اللي مانعها عنيه خوفها من العار، 

لأن اللي زيها محداهاش خوف من ربنا ولا حداها حيا يخليه واثق فيها ومتوكد انها لو راحت اي موطرح هتصونه فيه وتصون عرضه وشرفه. 


وكان رفضه ليها مجننها ومخليها ملاقياش طريقه تخليه يوافق بيها من بعد ماجربت كل الطرق، الدهلسه والخناق وكل شي، لكن كرار اتقفل من تلاها ومبقاش قابل منها اى كلام فأي موضوع ولا حتى قعاد جارها ولا فأوضتها بقى يقعد من الاساس، 

وهي قربهمنها  بقى آخر همها، وحتى مقادراش تلجأ للاعمال عشان ترجعه تحت سيطرتها من تاني وتخليه بس يوافق على سفرها من ساعة تهديد ابو دراع ليها، وحاسه من ساعتها انه مراقبها وهيعرف لو راحت لخطاطه او عرافه، 

وكرار ليه غلاوة عنده ومهيرضاش عليه اللي مرضيهوش لشام وبتها، وهي مهتتحملش توصل للموت مره تانيه وتدوق اللي سبق وداقته. 


❈-❈-❈


أما عزت فلساه على حاله مع بدور وجفاه معاها مستمر، وكل اللي بينهم العيال، ولحظات سعادة بالنسبه لبدور مسروقه من الزمن لما عزت يقربلها، برغم انها عتشوف الكره والنفور فعيونه كل مره، لكنها عتتجاهل ديه لأنها لازم تعيش وتمشى دنيتها مع جوزها، لانها لو اعترضت على اي شي او اظهرت استيائها مش هينوبها غير الشتايم والمذله وعزت جايز ياخدها حجه ويطفش منها، فأكتفت بالسكوت والرضى بقليلها من عزت، وكملت معاه بمبدأ ضل راجل ولا ضل حيطه، وديه المبدأ السايد، واني احسن من غيري ومفيش حد عياخد من الدنيا كل حاجه. 


اما عزت فعاش طول عمره جايبها قهر بقهر، بدايتاً من غيرته وحقده على كرار، لغاية نقمته على حظه، وبصته عاللي فيد غيره وتمنيه للى مش ليه،ومن ديه لديه ضاعت متعة الحياة منيه وخسر لذة الرضى بالمقسوم، ومحمدش ربنا عالنصيب، وعاش غافل عن ان اللي عيكون من الحامدين عيكون من الفايزين في الدنيا والاخره. 

وديه خلاه عاش عمره كله متكدر وعمره ماحس بالفرحه فيوم. 

❈-❈-❈



أما ربيعه فبعد ما طلعت للدنيا وشافت الناس وعاملت البشر، وحلت ايام ستها وجدها وعوضت غياب امها عنهم وهدت الشوق جواهم، وحتي خالاتها وعيالهم بقت ليهم اخت واتعلقت بيهم واتعلقوا بيها، 

وابو دراع حددلها يوم الجمعه من كل اسبوع تروح تقضيه معاهم، وحتى وداها اول مرتين تلاته وبعدها سابها تروح لحالها وخلاها تركب القطر وحدها كمان وتروحلهم بيه، بس زي كل مره يخليها تعمل حاجه جديده لحالها ويراقبها، راقبها من بعيد في القطر لغاية ماراحت بيت جدها وعاودت كمان. 

وطول الوكت كان يديها ثقه فنفسها وحتي لما كانت تشكيله خوفها من شي، كان يقولها اني متوكد انك هتقدري تعمليه، ويفضل وراها لغاية مايجسرها، وهو من ناحية يقوي، وبسيمه من ناحيه تفهم وتعلم وتديها دروس في الناس والدنيا وتوخي الحذر، 

لما التنين عملوا منها فسنه؛ شخصيه قويه جريئه شاطره لبقه محدش يقدر يغلبها. 


والكل كانوا فأي فرصه يشبهوها بخالتها بسيمه في الطبع والقوة، لكن اللي ميعرفوهش إنها اقوى من بسيمه بالف مره، لأنها بجانب اللي اتعلمته منها واللي ورثته من طبعها، شربت من حوض ابو دراع واتعلمت منيه اللي محدش غيره في الدنيا يقدر يعلمهولها. 


اتعلمت انها تكون قويه، بس فنفس الوكت قلبها يكون لين وحنون مع اللي يستاهل الحنيه، اتعلمت متخافش طول مالحق معاها، وان الحق بغير القوة ضايع، وإن لو الراجل قوته فدراعه فالمره قوتها في لسانها، وقوة ديه متقلش عن قوة ديه فحاجه. 

اتعلمت انها تحط عزة نفسها وكرامتها فوق جريد النخل العالي والناس تشوفهم من بعيد بس محدش يقدر يطولهم ولا يلحق بيهم اى اذى،

 وإن طول مالواحد محافظ عليهم عمره ماينهان ولا يرخص.. وحاجات كتير قوي قوي اتعلمتها منيه لا تعد ولا تحصي، كيف مايكون قاموس ومجلد جواه الخصال الحميده والاخلاق الطيبه. 


وبرغم كل الرجاله اللي شافتهم ربيعه وقابلتهم، 

الا ان لا عيونها ولا قلبها ولا عقلها صادفوا مابينهم راجل زي قطب، ولا حتى يشبهله لا شكل ولا مضمون، وكأنه اتخلق فى الجنه واحد بس وغيره مافيه، ونزل عالارض بنص الحنيه اللي في الدنيا فقلبه، كيف ماسيدنا يوسف خد نص الجمال لحاله.

 ❈-❈-❈



أما بسيمه فهي كمان من بعد شوفة بت اختها والقعده معاها اللي بردت نارها من تلى اختها شويه، اعصابها بقت اهدا، وحدتها مع همام خفت شويه، 

وعادى بقت تاخد وتدى معاه في الكلام ويتسامروا، بس فأمور البيت والعيال ومستقبلهم، 

وأول ما تشوف فعيونه انه طالب منها كلمه حلوه تبل ريقه عتسكت وتقوم من جاره؛ 

لانها مهما حاولت تعملها قبل سابق مكانتش تقدر، وكان الكلام يتخنق فزورها ويموت على لسانها ويندفن جواها. 

❈-❈-❈



اما بشاير فهى الوحيده اللي معاملتها للسيد من يومها زي ماهي متغيرتش، وكل مادا تزيد الموده مابينهم، وديه عشان من ساعة مااعلنلها توبته النصوحه قبلتها وغفرتله ماتقدم من ذنبه وصفحت وكانت من الكرام. 

وديه اللي خلاها ظفرت بكل السعادة اللي هي فيها. 


❈-❈-❈



اما ممدوح فقضى اول كام شهر في الغربه وهو حاس احساس الشجره اللي اتقلعت من جدورها واتزرعت فمكان تاني غريب عليها، 

لا الارض هي الارض ولا الهوا هو والهوا ولا الناس هي الناس، لكن مع ذلك اتحمل و البعد كان راحه كبيره ليه، وكمل ايامه وهو عيقضى نهاره في الشغل، وليله يقضيه وهو عيحلم ويرسم في مستقبله مع ربيعه ويخطط ليه، وفي الاخر يغفى على صورة ملامحها اللي عيستحضرها قدام عنيه، ويفضل يتأمل فيها ويكلم طيفها كيف ماتكون قدامه وسامعاه وحاسه بكل حرف عيقوله. 

❈-❈-❈



داخله من البوابه وشايله فيدها كيس كبير  بالعافيه ماشيه بيه، 

وبس دخلت للبيت كان كرار ابوها طالع من البيت واتقابلوا هما التنين فنقطه معينه، فوقف كرار يتطلعلها وهي عتتخطاه وتدخل من غير حتي ماتبصله، كيف ماتكون مشايفاهش واصل. 

وبرغم انه عمره مااعترف بيها ولا معتبر ان فيه صله تربطهم، لكن ساعات لما عتكون قريبه منيه غصب عنه قلبه عيرف كام رفه والعين عتروح عليها وتتملى فتفاصيلها،

 وبس يفرزها ويشوف انها مفيهاش اي شي يشبهه، وانها كلها طالعه على امها، تموت الدقه اللي عتحاول تتولد ليها فقلبه، ويهمس لروحه بأنها مش بته والدليل انها مواخداش منيه ولا شي، ولا حتى تفصيله صغيره تخليه يكدب كل الدلايل والبراهين اللي عتثبتله كلها انها مش بته، 

ولما حب يتروى ويحاول يقطع الشة، راح سأل فمسألة الشبه ديه واتوكد إن ربيعه مش بته الف الالف..

 لان اللي سألة فهمه إن العيل عياجي للأم لو مائها سبق ماء جوزها، وانه لما كان يقرب من شام كان ياخدها بالغصب، وفي الحاله داي الشرط بتاع الشبه لا يمكن يتحقق، لان شرط تحقيقه من وجهة نظره ان ديه ميجراش غير مع وحده عتحب جوزها وراغباه،

 وشام بحالتها اللي كان يوصلها ليها من سابع المستحيلات ان ديه يحصول معاها، اذاً المسأله فيها راجل تاني عالاكيد.

 وديه اللي سولهوله عقله واللي سر بيه لابو دراع، وابو دراع بس سمع كلامه بصله من فوق لتحت وهمله ومشى. 


انما كرار وكتها مسكتش وكان كل مايشوف وش ابو دراع يفتح معاه الكلام من تاني، كيف مايكون عايز يثبتله ان هو الصح وإن شكه كان فمحله، وان ربيعه مش بته ولا تدل عليه،

وابو دراع اخر مازهق منيه زعق فيه وقاله اياك تجيب السيره داي قدامي مره تانيه، وخلاص مش انت اتوكدت انها مش بتك. 

هي كمان من زمان متبريه منك وعتقول انك مش ابوها.. وتعرف ياكرار اقولك حاجه.. انت متشرفش انك تكون ابو حد ولا حد يتمنى ابوتك، بالذات ربيعه. 



وصلت ربيعه قدام بيتها، وندهت بحسها العالي علي اللي كان واقف بعيد يقلم شجرة العنب ومديها ضهره:


قطب.. ياقطططب.. واااه ياقطب. 

انتبه واتبسم وبصلها، ولما شاف الشيله اللي على يدها رمى المقص اللي فيده وجه عليها بسرعه، واول وصلها قالها:


حمدالله عالسلامه ياربيعه، يعطيكي الف عافيه.. ايه ديه كله ليه متقله على روحك، مش كنتي جبتي نص الطلبات ونصها التاني بكره؟ 

ربيعه:

فيش تقل ولا حاجه ادينى وصلت بيهم الحمد لله، المهم انت تعالا شوف اني جايبالك ايه معاى، داني لقيت النهارده حاجات حلوة قوى فى السوق. 

اتبسملها ابو دراع وميل مسك الكيس من يدها وفتح الباب دخلها ودخل وراها، واستقبلتهم شام بالمراحب والعوافي، وكل ديه كرار واقف وشايفه، 


ورجليه غصب عنه خدوه لقدام بيت ابو دراع وبص من الباب المزيق ومفتوح هبابه، وشاف ربيعه وهي قاعده وسط ابو دراع وامها شام  وعماله تطلع في الحاجات وتفرجهم، وتدي كل واحد اللي جايباهوله، وهما ياخدوا الحاجه من يدها ويتغزلوا فجمالها ويثنوا على ذوق ربيعه، 


وحس كرار وهو باصصلهم بهالةحب محاوطاهم ولفاهم هما التلاته،

 وسمع الفرحه فحديتهم وشاف الراحه فضحكتهم، 

واتمنى لو ان ليه مكان مابينهم وليه الحق انه يقعد فمجلسهم، لكنه للأسف ضيع كل حقوقه معاهم، وكل رصيده من المحبه والاحترام عندهم خلص من زمان، خلص عالاقل من قلب ابو دراع، لان شام وربيعه عمر قلوبهم ماكنوله غير كل كره، وبصراحه الحق كله معاهم ومينلاموش. 


واتحرك اخيراً من قدام الباب ومشي وهملهم فى السعادة اللي هما فيها واللي حسدهم عليها، 

وراح هو عالمندره قعد لحاله من بعد ماخسر كل شي، وحتى ولده الكبير هجره وراح اترمى فحضن خاله وبقت شوفته حسره عليه، ودايماً مشتاقله ويبعتله في المراسيل مع الناس، وولده لا سامع ولا رادد، وشرد منيه خالص كيف الطير اللي هجر عشه. 

❈-❈-❈



أما شاكر اخو شوقيه، فبعد العلقه اللي خدها على يد ابو دراع بسبب كرار، وحلف واستحلف انه يندم كرار ويحرق قلبه، وديه من خلال ولده الكبير تمام.. اللي هياخده منيه ويخليه تحت يده وتحت رجله كمان، ويخلى شوفته حسره فقلب كرار، ومن بعده ياخد اخوه، وهيخلى كرار يقعد لحاله كيف اللي ماخلف ولا ضنا ولا جابله عالدنيا سند، وبالفعل هو ديه الحاصل دلوك. 

❈-❈-❈



قاعدين فى الجنينه كرار وربيعه وشام، وزي كل ليله قعدة السمر والحكاوي تاخدهم ويقعدوا لنص الليل، 


بصت شام على ابو دراع اللي عيصبلهم في الشاي، واللي معيرضاش حد يعمله عالدمسه غيره، وبعدها بصت لربيعه اللي عيونها طول القعده متعلقين بابو دراع وخشمها معيبطلش كلام معاه، وطول الوكت تدور عليه َتشوفه فين وتروح تقعد جاره كيف الوليفه اللي مقاوطه وليفها. 


ورجعت شام بصت لابوا دراع مره تانين، وشافته برغم سنه الا انه لساه فتي وبحيله وصحته وعافيته، 

واللي يشوفه ابدا مايقولش انه قفل الاربعين، وفكرت فيها زين، وشافت انه لساه صغير، وان البنته اللي فسن ربيعه عادي عتتجوز الاكبر من ابو دراع كمان،

 وان بتها لو غربلت الدنيا كلها شرق وغرب مهتلاقيش ضفره..

 فقررت انها لو ربيعه فيوم طلبت رأيها وشارتها فاللي خابره زين ان قلبها عينسجه دلوك من تلا ابو دراع، هتمهد لقلبها الطريق وتسانده وتأيده، وتخليها تكمل معاه، 

بس هتستنى لما تاجي من ربيعه لاول، وعارفه انها مش هتطول ابداً، وان الاعتراف بالعشق على ابواب لسان ربيعه. 


❈-❈-❈


أما كرار فراح على الغرزه اللي اعتاد يروحلها كل يوم وبقى زبون دايم فيها، وخسر كل هيبته وقيمته اللي جناها طول السنين اللي فاتت وهو معاود بيته كل يوم قدام اهل البلد يتطوح، وبدال ماكانش حد يجرؤء يكلمه، بقي الصغير قبل الكبير يستغل ساعات سكره ويهزقوا فيه، لدرجة ان عيلين من اللي كانوا عيشتغلوا حداه وطردهم بسبب خلاف رجعوه على بيته فليله وهما رابطينه بحبل جاموسه ومصرمينه وجارينه قدام اللي صاحي من اهل البلد، ويوميها كانت فضيحته بجلاجل. 


اما شوقيه فمسألة سكره داي جات على هواها، لأنه كان يعاود ناسي كل شي وناسي كل خلافاته معاها وكل اللي جرا ليها، وينام جارها كأن شيئاً لم يكن، ويصبح الصبح يقوم وهو على كرهه ليها وناسي اللي جرا بالليل، 

ونتج عن ديه انها حبلت، وكان خبر حملها صدمه للكل واولهم ليها هي، لانه هيعطلها عن مخططات كتير كانت عتبنيها لمستقبلها، لكنها على كل حال رضيت بالمكتوب وفرحت بعد إكده بالحمل واتمنت من كل قلبها انها تاجي بت تشيلها فكبرها. 

وبس عرفت بحبلها شيعت جابت خدامه تانيه من حدا بيت ابوها وخلت امها هي اللي تديها شهريتها من عندها، ووعدتها انها هتردلها كل الفلوس بس شاكر اخوها يبتدي يديها ارباح من المشروع اللي من ساعة ماشاركته عليه لا شافت منيه ابيض ولا اسود، وحتي ولدها ماعيديله شهريه وعيقولها عيشتغل في ماله، وبس اللي طايله من خاله وكله وشربه. 

❈-❈-❈



طالعه ربيعه زى كل يوم من مدرستها المسائيه، وبس عدت شارع وحودت في الشارع التاني، ووقفت متسمره موطرحها وبرقت عنيها والنار لهبت فيها وهي واعيه ابو دراع واقف مع وحده وعيتحدت معاهت، والمره ردت عليه بحاجه وضحكوا بعدها هما التنين، وبس ربيعه شافته ضحك للمره وبانت حبات اللولي المكنون، واترسمت غمزاته، والمره عيونها كانوا عياكلوا ويشربوا فيه، رمت كتبها وشنطتها عالارض وجريت عليهم بكل سرعتها كيف تور حد شاوله بقماشه حمره. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة