رواية جديدة العشق صهيب لإيمان شريف - الفصل الأول والشخصيات
قراءة رواية العشق صهيب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية العشق صهيب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمان شريف
الشخصبات
و
الفصل الأول
" الشخصيات "
صُهيب الصفواني :
يبلغ من العمر ٣١ عام ذو شخصية بارده..حاده..قاسية..يهابه الجميع ..شديد الوسامة ..طويل القامة ..عريض المنكبين .. ذو جسد رياضي معضل وعينين بلون العسل الصافي وشعر ناعم باللون البني ..
آسيا الصفواني :
آبنة عم صُهيب تبلغ من العُمر 25 عام ذات جسد ممشوق متناسق وقامة قصيرة بعض الشئ .. بشرة بيضاء..عيون خضراء واسعة تحيطها اهداب كثيفة..شعر اشقر يصل الي منتصف ظهرها .لها اخت توأم اسمها اميرة توفت منذ عامين و الفرق بينهما لون العيون فأميرة عينيها عسلية
آسر الصفواني :
آبن صُهيب الصفواني يبلغ من العمر 6 سنوات توفيت والدته في حادث سيارة مأساوي ..طفل عدواني منعزل عن الجميع ذو بشره بيضاء وعيون سوداء حالكه ورثها عن والدته وشعر بني مثل ابيه
حسان الصفواني :
والد صُهيب و زوج والدة اسيا تزوج زوجة اخيه بعد وفاة اخيه في حادث سيارة مروع وكان معه اخيه صبري في الحادث، يبلغ من العمر 69 عام ذو شخصية جديه ..حكيم في تصرفاته ..حاد الطباع احيانا لمصلحة العائلة .. يعتبر بنات اخويه مثل ابنائه ولا يفرق بينهم .
حنان السكري :
والدة آسيا وزوجة حسان الصفواني تبلغ من العمر 58 عام ذات شخصية طيبه بسيطه و وجه بشوش .. شديدة العاطفة .
سلمي صبري الصفواني :
ابنة عم صُهيب وآسيا تبلغ من العُمر ٣٠ عام ذات شخصية مغرورة متسلطة
مها صبري الصفواني :
شقيقة سلمي الصغري تبلغ من العمر ٢٨ عام ذات شخصية عدوانية حقودة
ليلي صبري الصفواني تبلغ من العمر 25 عشرون عام طيبة القلب محبه للجميع تهتم بالعائلة وتنتقد تصرفات والدتها واخواتها البنات ، تتصف بالبشرة البيضاء والعيون البنيه والشعر الاسود وهي الصديقة المقربة لأسيا ، تحب عمها حسان كوالدها لانه اهتم بها هي واخواتها وبنات عمها بعد وفاة اخويه في حادث سيارة
هشام رضوان :
زوج سلمي يبلغ من العُمر ٣٥ عام ذو شخصية انانية وانتهازية .
هند عز الدين :
والدة سلمي ومها تبلغ من العمر ٥٩ عام ذات شخصية متكبرة محبه للمال .
❈-❈-❈
الفصل الاول
احيانا نضحي بحبنا من اجل من نحب ونتيجة ذلك القرار تكون الفرار بعيدا لكي لا يري احد المنا "
خطت اسيا اخر جملة في يومياتها قبل ان تغلق الدفتر وتنظر امامها الي حقائب السفر الخاصة بها ، اخيرا ستعود الي وطنها بعد غياب سبع سنوات ولكن كون انها لن تجد اختها تنتظرها مثلما تعودت يجعلها تشعر بالفقد ، لو كانت تعلم ان اخر مرة كانت ستحتضن بها اختها قبل سبع سنوات ما كانت سافرت ابدا ، مسحت دمعة تمردت وهبطت من عينيها لتنهض تمسك بحقائب السفر الخاصة بها وتخرج من الغرفة فقابلتها صديقتها في السكن تبكي لفراقها قائلة بلغتها الام :
- Please don't go "ارجوكِ لا تذهبِ"
احتضنتها آسيا بحنان قائلة :
-Sorry, but I have to go home " اسفة ، ولكن يجب علي الذهاب الي الديار "
بادلتها مايا العناق هامسه :
-I will miss you so much
" سوف اشتاق اليكِ كثيرا"
ابتعدت آسيا عنها ومسكت يديها قائلة ببتسامة :
- Me too "وانا إيضا"
سحبت آسيا حقائبها الي الخارج وقبل ان تصعد الاسانسير التفتت الي مايا قائلة ببتسامة :
- I will keep in touch with you
"سأظل علي اتصال بكِ
ابتسمت مايا و ودعتها لتذهب الاخري في طريقها للعوده الي الوطن .
اشتاقت الي مصر و الي عائلتها كثيرا تمنت لو ظلت معهم و لكن الم قلبها سيكون اصعب تذكرت منذ سبع سنوات كيف تخلت عن حبها لتعيش اختها بسعادة .
" فلاش باك "
كانت تقف خلف باب المكتب تتسمع علي حديث عمها و والدتها وهي تشعر بالسعادة :
هتف حسان بجدية :
- دي اخر سنة لآسيا في الثانوية بعد الامتحانات علي طول هنعمل فرحها علي صهيب
اردفت حنان:
- طيب مش نستني لما تخلص جامعة
ابتسم حسان مردفا :
- آسيا مكتوبة لصهيب من و هي في اللفه وانتِ عارفة ان دي كانت امنية اخويا الله يرحمه يعني مفرقتش من دلوقتي او بعد الجامعة
حنان بتوجس :
- طيب مش تاخد رأي صهيب الاول انت عارف انه عصبي و ممكن يكون مش موافق
- صهيب عمره ما يكسر بخاطري او يرفضلي طلب
ابتسمت حنان قائلة :
- علي بركة الله
وصل هذا الحديث لأذن آسيا لتشعر بالسعادة تغمرها لانها ستتزوج من تحب لتركض الي غرفة شقيقتها التوأم أميرة لتخبرها بهذا الخبر ، طرقت آسيا علي باب غرفة اميرة فلم تجد رد فـ فتحت الباب و دلفت الي الغرفة فسمعت صوت المياة تتدفق في الحمام فعلمت ان اختها تستحم فجلست علي الكرسي امام المكتب تنتظر اختها وبينما هي تنتظر لفت نظرها دفتر يوميات اختها فأخذها الفضول الي رؤية ما بداخله ، فتحت الدفتر وهي تبتسم ولكن ما لبست ان اختفت تلك الابتسامة وهي تقرأ تلك الكلمات بألم يذاد مع كل كلمة :
- لا اعلم ان كنا سنجتمع كأحباب و لكن اتمني من كل قلبي ان يحبني صُهيب كما احبه
قلبت آسيا الصفحة وقرأت المكتوب و دموعها تسقط واحده تلو الاخري :
- لو تزوج صهيب بأخري حتما سأموت
سقط الدفتر من يد آسيا بصدمة وهي تبكي بدون صوت وعندما التقطت اذنها توقف الماء ركضت خارج الغرفة بسرعة وهي تنتحب فاصدمت بصهيب ليسألها بستغراب وهو يراها تشهق بقوة :
- مالك بتعيطي ليه ؟!
نظرت له وبكت بقوة اكبر ليقول بحده :
- بقولك مالك اتكلمي ؟
لحظات و هي تحاول ان تستوعب الامر و من ثم همست ببكاء :
- مش عاوزه اتجوزك
انصدم صهيب و لكنه ما لبث ان قال بسخرية :
- علي اساس ان انا ميت عليكي مثلا ،و بعدين مين اللي قالك ان انا هتجوزك ؟
اردفت و هي تشهق :
- سمعت عمو بيقول لـ ماما انه هيجوزني ليك بعد الامتحانات .
اندهش في بادئ الامر ولكنه ما لبث ان قال بستهزاء :
- بطلي عياط لاني عمري ما هتجوز واحده مش عوزاني
المها قلبها بقوة واعتصرت قبضتها علي ملابسها تحاول التماسك .
تخطاها ليذهب لغرفته ولكنه توقف قائلا بسخرية :
- اللي يشوف شكلك دلوقتي وانتِ بتعيطي يفتكرني ميت عليكي وهجبرك تتجوزني ، فوقي يا آسيا انا صهيب
ذهب صهيب وهو يضحك بستهزاء بينما سقطت آسيا علي ركبتيها تنتحب وهي تضرب قلبها بألم وتشعر وكأن احد طعنها بقلبها .
مرت الايام وانتهت امتحانات آسيا ، فدلف حسان الي غرفة صهيب قائلا :
- عايز اتكلم معاك في موضوع
صهيب ببتسامة :
- اتفضل يا بابا
جلس حسان واردف ببتسامة :
- انت عارف طبعا ان عمك كانت امنيته انك تتجوز آسيا و...
قاطعه صهيب برفض تام :
- مش هتجوز آسيا يا بابا وقبل ما تسألني عن اسبابي هقولك اني بعتبرها اختي الصغيرة
حسان بحده :
- بس هي مش اختك
احتدت نظرات صهيب وقال بعصبية :
- بس انا بعتبرها اختي ، انا ممكن اتجوز اي حد الا آسيا
- هو ده اخر كلام عندك
تنهد صهيب قائلا بهدوء يحاول ان يطيب بخاطر والده :
- يا بابا افهمني اسيا اختي و غير كده كمان انا مش بحبها
هتف حسان بسخرية :
- حب ايه اللي بتتكلم عنه هو انت فاكرني مش عارفك ولا ايه ، انت مش بتاع حب وكلام من ده
تنهد صهيب بضيق قائلا :
- بابا ممكن ننهي الموضوع هنا بقا لاني بجد تعبت من المناقشة في الموضوع ده
نهض حسان قائلا بهدوء :
- ماشي يا صهيب هعمل اللي انت عاوزه بس خليك فاكر كلامك وانك هتتجوز اللي هقولك عليها
مرت الايام علي آسيا كالجحيم والكل يري تغيرها وانها اصبحت انطوائيه ولا تتحدث مع احد ، اما حسان فقد فكر في الامر وعرض علي اميرة ان تتزوج صهيب فوافقت علي الفور وكذلك صهيب وافق وقد حدد حسان موعد الزفاف ، وعندما شعرت آسيا انها لن تتحمل رؤية صهيب مع شقيقتها جهزت اوراقها وسافرت الي امريكا تكمل دراستها هناك قبل الزفاف بأسبوع ومنذ ذلك اليوم وهي لم تعد الي مصر ، و لكن ما لم تتوقعه هو ان تتوفي اختها في حادث سيارة بعد زواجها من صهيب بأربع سنوات
" بــــاك "
تنهدت آسيا بملل وهي تنظر الي الساعة لا تستطيع الانتظار اكثر من ذلك تريد الالتقاء بوالدتها و ابن شقيقتها ، و ضعت رأسها علي زجاج نافذة الطائرة تفكر هل تغير صهيب يا تري ؟ هل ما زال بارد كما هو ؟
تنهدت بحزن كلما تذكرت ان اختها لن تستقبلها فأغمضت عينيها تتذكر حياتهما معا فهبطت دمعه ساخنة علي وجهها فمسحتها علي الفور و هي تتوعد لمن كان السبب في مقتل شقيقتها الحبيبة .
❈-❈-❈
في مصر و تحديدا في قصر عائلة الصفواني
طرق صهيب علي باب غرفة ابنه البالغ من العمر 6 سنوات و كالعاده لم يجد رد فـ فتح الباب و دلف ليجد ابنه ينظر من النافذة بشرود فقترب صهيب يمسح علي شعره قائلا بحنان :
- مجهزتش ليه عشان تروح المدرسة ؟
اجابه آسر و هو ما زال علي شروده :
- مش عايز اروح المدرسة
جلس صهيب علي ركبتيه امامه متسائلا :
- ليه مش عايز تروح المدرسة
تمتم آسر بنبرة متألمة :
- كل صحابي عندهم مامي بتوديهم المدرسة الا انا و ......
نهض صهيب بقوة قائلا بنفاذ صبر :
- تاني يا آسر نفس الموضوع بتاع كل مره
اعاد آسر نظره الي النافذة مرة اخري فقد توقع ردة فعل والده كالعاده ، ليصمت صهيب محاولا ان يهدء من روعه قائلا بجدية و هو يمسك يد آسر:
- مش احنا قولنا ان ماما عند ربنا
اردف آسر بطفوليه :
- بس انت ممكن تجيبلي ماما تانية زي اصحابي صح
لهذه النقطة وقد نفذ صبر صهيب ليصرخ في آسر بحده :
- لأخر مره يا آسر تتكلم في الموضوع انت فاهم
خرج من غرفة آسر بخطوات سريعة مليئة بالغضب فقابل ابنة عمه في وجهه قائلة بخبث عندما وجدت نظراته مليئة بالغضب :
- هو آسر عاوز مامي جديدة تاني
ازاحها صهيب من امامه بحده صارخا :
- غوري مش وشي
استندت مها علي الحائط قبل ان تقع تطالع صهيب من ظهره قائلة :
- والله اللي بيحصل ده قليل عليك
❈-❈-❈
صعد صهيب الي السيارة و كان علي وشك ان يذهب و لكن اوقفته ابنة عمه ليلي تطرق علي نافذة السيارة فأنزل صهيب الزجاج قائلا بهدوء مصطنع :
- في حاجه يا ليلي
زاغت انظارها بتوتر قائلة :
- عربيتي عطلت ممكن تاخدني الشركة معاك
ابتسم علي توترها مردفا بهدوء مهما حدث لا يستطيع ان يحتد معها في الحديث كما يفعل مع شقيقتيها "مها"و"سلمي" فليلي غيرهم تماما خجولة لا تتدخل في ما لا يعنيها هادئة دائما والاهم من ذلك تعامل اسر جيدا :
- اطلعي بسرعة
ركضت الي الجانب الاخر تصعد بجانبه و انطلق صهيب الي الشركة .
❈-❈-❈
امام المطار كانت تقف آسيا تنظر الي السماء و تتنفس هواء مصر بأشتياق والابتسامة لا تفارق وجهها حتي وقفت امامها سيارة اجرة واردف السائق بتساؤل :
- محتاجة توصيله يا استاذة ؟
ابتسم قائلة :
- ايوه
نزل السائق من السيارة واخذ حقائبها و من ثم صعد هو الاخر وبدأ ينطلق قائلا بتساؤل :
- علي فين يا استاذة ؟
اخبرته آسيا بوجهتها واغمضت عينيها تأخذ قسطا من الراحة .
❈-❈-❈
في شركة الصفواني و تحديدا في مكتب صهيب كان نائم علي الاريكة التي بالمكتب واضعا يده علي عينيه فدلف مروان بدون ان يطرق الباب و هو يصيح :
- عايز امضتك علي الورق ده يا صهيب
ازاح صهيب يده من علي عينه ناظرا اليه بطرف عينه قائلا بحده :
- خبط قبل ما تدخل قولتلك لغاية دلوقتي اكثر من خمسين مره
اردف مروان ممازحا :
- ليه يعني هتكون قالع راسك مثلا
نهض صهيب من مكانه ملتقطا ريمود التكييف يلقي به علي مروان الذي التقطه علي الفور قائلا بمشاكسة و هو يضحك :
- مجاتش فيه
جلس خلف مكتبه قائلا بحده :
- هات الورق
وضع مروان الورق امامه فبدأ صهيب يوقعه بدون ان يتحدث فجلس مروان امامه قائلا بقلق حقيقي :
- مالك باين عليك اووي ان في حاجة مديقاك
تنهد صهيب بضيق قائلا :
- آسر مش راضي يروح المدرسة
- ليه ؟
- عايز مامي زي اصحابه
اردف مرون بجدية :
- طيب ما تجبله مامي ايه المشكلة
حدقه صهيب بغضب ليكمل مروان بحده :
- متبصليش كده ، مراتك الله يرحمها متوفيه بقالها سنتين و انت لسه شاب و قدامك حياتك لسه طويله و محتاج واحده تكمل معاك و تكون ام لآسر
قال صهيب بجدية :
- خايف اتجوز واحده تعامل آسر بطريقة مش كويسة و انت عارف آسر ده روحي
ابتسم مروان مقترحا :
- طيب ايه رأيك مش هنروح بعيد و تتجوز مها بنت عمك او ليلي
اغتاظ منه صهيب قائلا :
- لأ و الف لأ ، اولا مها اسر مش بيحبها و انا مشوفتش اي موقف حنين ليها مع آسر ، ثانيا بقا ليلي انا بحبها بس زي اختي الصغيرة
صمت مروان قليلا يفكر قبل ان يصرخ قائلا :
- لقيتها ايه رأيك تتجوز اسيا بنت صالح
صهيب بغضب :
- انت عبيط يالا دي واحده مشوفتهاش من سبع سنين و لا سألت فينا دي حتي مجاتش العزا بتاع اختها والاهم من ده كله بقا ان هتلاقيها طريقتها اتغيرت وبقت زي الاجانب
قال مروان بجدية :
- متظلمهاش يا صهيب وبعدين انت عارف اسيا كويس لا يمكن تتغير و متنساش انها علي طول بتكلم مامتها و لما كانت بتعوز تكلم آسر انت كنت بترفض
صمت صهيب بضيق من حديث مروان ليكمل مروان بتساؤل :
- كنت بترفض آسر يكلمها ليه يا صهيب
اجابه صهيب بهدوء :
- انت اكتر واحد عارف حالة آسر كانت ازاي لما مامته اتوفت لانه كان متعلق بيها جدا فكان لازم اخلي اسر بعيد عن آسيا عشان ميتعلقش بيها خصوصا ان انا مش ضامن ان هي هتفضل علي تواصل معاه
- بس انت عارف كويس اوي انك بعدت عنها ابن اختها الوحيدة
تنهد صهيب بضيق قائلا :
- خلاص بقا يا مروان قفل علي الموضوع ده
نهض مروان والتقط الاوراق قائلا بجدية :
- هييجي وقت هتعرف فيه ان بعد اسر عن آسيا مش في صالحه بل العكس
خرج مروان تاركا خلفه بركان علي وشك الانفجار من كثرة الضغط المتراكم عليه .
❈-❈-❈
جلست علي الاريكة بعد يوم شاق في الدراسة فقطع استراحتها رنين هاتفها لتجد توأمها تتصل بها فديوا فتحت الهاتف لتقابلها ابتسامة أميرة قائلة بفرحة :
- قوليلي مبروك يا آسيا
ابتسمت آسيا قائلة :
- مبروك يا روح آسيا بس علي ايه ؟
اردفت اميرة بسعادة :
- انا لسه نازلة من عند الدكتور حالا وعرفت اني حامل .
صرخت آسيا بحماس :
- يعني هكون خالتو للمره التانية
اومأت أميرة برأسها و هي تمسح دموعها التي هبطت معبره عن سعادتها لتقول آسيا بتساؤل عندما وجدت اختها لا تنظر الي الهاتف مباشرة :
- انتِ سايقه العربية ؟
- ايوه مردتش اخذ حد معايا غير لما اتأكد عشان اعملها مفاجأه
اردفت آسيا بقلق :
- طيب اقفلي وكلميني لما توصلي عشان تركزي في السواقه
اوقفتها اميرة قائلة :
- استني متقفليش انا هركن قريب من هنا عشان عاوزه اكلمك في موضوع غريب حصل معايا
آسيا بهدوء :
- تمام بس خدي بالك وانتِ بتركني
حاولت أميرة ان تبطأ من سرعة السيارة بكبح الفرامل ولكن لم تستطع فهمست بتوتر :
- ايه ده !؟
لا حظت آسيا شحوب وجه شقيقتها فقالت بقلق :
- اميرة في حاجة ولا ايه ؟
اردفت اميرة و هي علي وشك البكاء :
- مفيش فرامل في العربية
انتفضت آسيا من مكانها قائلة بخوف :
- يعني ايه مفيش فرامل حاولي تاني
حاولت اميرة اكثر من مره و لكن دون فائدة فهبطت دموعها مباشرة هامسه و هي سرعة السيارة تذداد :
- الظاهر ان دي نهايتي
صرخت فيها اسيا قائلة :
- اهدي متعيطيش انتِ هتبقي كويسه بس حاولي تشوقي في مكان مفيهوش عربيات كتير
شهقت اميرة قائلة :
- الظاهر ان التهديد كان صح
ابتلعت آسيا رمقها سائله بتوتر :
- تهديد ايه اتكلمي
- بقالي فترة بتجيلي تهديدات اني هموت لو مسيبتش صهيب .
انصدمت آسيا تحاول ان تستوعب الامر قائلة ببكاء :
- مين اللي بيعمل كده
صرخت اميرة ببكاء هي الاخري :
- مش عارفه والله ما عارفه
حاولت آسيا ان تهدأ من روع اختها فمسحت دموعها قائلة :
- اهدي و حاولي تتفادي العربيات و انا هحاول اتصل بعمو دلوقتي
اردفت اميرة ببتسامة حزينة :
- مفيش وقت يا آسيا انا بس عاوزه اقولك انا اسفه سامحيني
قالت آسيا بدموع تتدفق كالشلالات علي خديها :
- اسامحك علي ايه انتِ عبيطه انتِ عمرك ما عملتي فيه حاجه وحشه بالعكس يا اميرة انتِ كنتِ ام تانيه ليه ، اميرة انتِ توأمي و روحي و نصي التاني
ابتسمت اميرة من بين دموعها مردده :
- آسر امانتي ليكي يا آسيا
زادت السرعة الي اخرها لتحاول اميرة بكل ما اوتيت من قوة ان تتفادي السيارات ولكن بائت محاولتها بالفشل عندما ظهرت امامها شاحنه كبيرة محمله بصناديق كبيرة لتحاول ان تتفداها و لكن دون فائده اصدمت السيارة بالشاحنة لتنقلب اكثر من مره و الدخان يتصاعد منها بكثرة و علي الجهه الاخري ظلت تصرخ بقوة و هي تشاهد اختها تموت امام اعينها تمنت في تلك اللحظة لو كانت مكانها الان ، ركضت اسيا مثل المجنونه الي الشارع تحاول تأخذ سيارة اجرة الي المطار و لم تنتبهه الي اشارة المرور الحمراء لتصدمها السيارة بقوة فصطدمت بالارض تنزف الدماء من رأسها بغزارة وقبل ان تغمض عينيها وجدت اختها امامها تبتسم ولكنها تبتعد كلما حاولت ان تلمس وجهها لتهمس بألم :
- اميرة متسبنيش
- اميــــــــــــرة
صرخت بقوة قبل ان تفتح عينيها علي صوت السائق متسائلا :
- انتِ كويسة يا استاذه
و ضعت كفها علي وجهها وجدت نفسها كانت تبكي وهي نائمة لتمسح دموعها قائلة :
- انا كويسة
وقف التاكسي امام البوابه الخارجية للقصر لتنزل بخطوات مرتعشة ودقات قلب متسرعة لتقف امام البوابة بجانبها الحقائب تنظر الي البوابه بشرود تتذكر ذكريات طفولتها مع شقيقتها . تنهدت بقوة قبل ان تمسح دموعها و تسحب حقائبها و تعبر البوابه و قبل ان تتخطي البوابه اوقفها رجل في في الخمسينات من عمره لديه شارب كبير قائلا وهو يقف امامها :
- علي فين العزم ؟
ابتسمت اسيا قائلة :
- انت نستني ولا ايه يا عمي سيد
تمعن سيد النظر اليها قبل ان يصيح قائلا :
- الست الصغيرة يا الف حمدالله عبي السلامة
- الله يسلمك يا عم سيد
نظرت الي الحقائب قائلة :
- معلش يا عم سيد ممكن تساعدني في حمل الشنط
التقط سيد الحقائب فور طلبها قائلا ببتسامة :
- من عنيا يا ست هانم
دلفت الي الداخل وسيد البواب خلفها يسحب حقائبها و عندما وصلت الي الحديقة ورأت الارجوحه التي كانت تتأرجح عليها هي واختها قالت لسيد ببتسامة :
- دخل انت الشنط يا عم سيد
- حاضر يا هانم
اسرعت بخطواتها اتجاه الارجوحه تتلمسها و الدموع تتساقط من عينيها و هي تري امامها شقيقتها تجلس عليها وهي تقوم بدفعها ، قطع وصلة ذكراياتها صراخ والدتها بأسمها فالتفتت علي الفور تحتضن والدتها و بدأ الاثنين بالبكاء لتقول حنان بعتاب من بين دموعها :
- كده يا آسيا يا بنتي تبعدي عني
اذدادت شهقات آسيا قائلة :
- غصب عني والله يا ماما سامحيني
ابتعدت والدتها عنها و مسحت دموعها قائلة :
- مسمحاكي يا ضنايا المهم ان انتِ رجعتي لحضني و مفيش سفر تاني .
ابتسمت اسيا تمسح دموع والدتها هي الاخري هاتفه :
- خلاص يا ماما مفيش سفر تاني
- مفيش حضن ليه انا كمان
التفتت الي الصوت لتجد عمها حسان يفتح زراعيه ببتسامة سعيدة لرؤيتها لتركض مسرعه ترمي بنفسها عليه تحتضنه بقوة قائلة :
- وحشتني اووي يا سونه
ضحك حسان قائلا :
- لسه لمضة زي ما انتِ
ابتعدت عنه مردفه ببتسامه و مشاكسه:
- انا زي ما انا متغيرتش بس انتو اللي عجزتوا
قرصها حسان من اذنها قائلا ببتسامة :
- ده انتِ لسه واصله حالا وبدأتي لماضه
ابتعدت عنه بسرعه تقف خلف والدتها قائلة :
- الله يا سونه هي الحقيقه بتزعل ولا ايه
قهقهه حسان علي مشاكستها قائلا :
- طيب اتفضلي يا لمضه هانم معايا عشان ترتاحي
احتضنتها والدتها مرة اخري قائلة :
- مش عارفه اشبع منك
ابتسمت آسيا قائلة بحنان :
- اديني يا ستي هفضل معاكي لغاية اما تشبعي مني و تقوليلي انا زهقت
- عمري ما ازهق منك
دلفت آسيا مع حسان و حنان الي القصر تنظر الي ارجائه بأشتياق قائلة :
- وحشتني كل حاجه هنا
التفتت الي والدتها قائلة :
- ماما انا عايزه اشوق آسر
اشارت حنان الي الاعلي قائلة :
- موجود في اوضته فوق بس براحه عليه لانه مش واخد عليكي
اومأت لها ببتسامة و صعدت الي الغرف واحده تلو الاخري حتي وصلت الي غرفة الصغير ، طرقت الباب عدة طرقات فقابلها صمت تام ففتحت الباب ودلفت لتجد الصغير يرسم ولم ينظر لها اقتربت منه وجلست بجانبه مشيرة الي الرسمه :
- جميلة اووي الرسمة دي ، بس مين دول
نظر الصغير لها بضيق و لكن ما لبث ان صرخ قائلا و هو يحتضنها :
- مامي انتِ رجعتي
لم ترد ان تحبطه وتخبره انها ليست والدته وانما شقيقتها التوأم فربتت علي ظهره بحنان لتجده يبتعد عنها قائلا و هو يلتقط الرسمة :
- انا كنت لسه برسمك حتي شوفي
التقطت منه الرسمة قائلة :
- جميلة اووي يا حبيبي
- ماما انتِ وحشتيني اووي
احتضنها مرة اخري بسعاده فوقع نظره علي صورة والدته التي خلفها فتذكر ان لون عيون والدته عسلية وليست خضراء فبتعد عنها بصدمة قائلا :
- انتِ مش ماما ، انتِ غشاشة
اجابته ببتسامة حزينة :
- انا اخت مامتك و لو عاوزني ابقا ماما انا موافقة
شعر الصغير بالفرحة متمتما :
- بجد ! يعني انا هيبقا عندي مامي زي اصحابي
شعرت بالسعادة لفرحته قائلة :
- بشرط تديني بوسة كبيرة
احتضنها الصغير للمره الثالثه واخذ يقبلها بقوة بينما اخذت تستنشق عبيره بأشتياق وهي تتذكر و عدها لأختها .
❈-❈-❈
دلفت الي غرفته ببطئ شديد فداعب انفها رائحة عبقه التي لم تتغير فقتربت من الفراش ترمي بجسدها عليه واخذت احد الوسائد تستنشق عبقها بأشتياق ، تشعر برائحة اختها ممزوجة برائحة صهيب ، قطع شرودها صوت خشن قائلا بسخرية كما اعتادت عليه :
- هما علموكي في امريكا تدخلي اوض الناس بدون استئذان
انتفضت بصدمة ولم تستطع ان تلفتت و تواجهه فقالت بتوتر :
- انا نسيت ان دي اوضتك ودخلت علي انها اوضتي
- ليكي حق تنسي مش سايبه اهلك و عايشة في اميركا بقالك سبع سنين
استشعرت نبرة السخرية في حديثة فالتفت مسرعة لتواجهه ولم تلاحظ حرف السجادة فتعثرت بها و وقعت عليه ليقع علي الارض و هي فوقه ، تسارعت دقات قلبها بقوة حتي تهيئ لها انها تسم صوت دقاته فأغمضت عينيها بقوة تحاول ان تجمع شتات نفسها لينظر الاخر بتمعن شديد ، لقد تغيرت بصورة كبيرة والحقيقة انها اصبحت اكثر جمالا ونضجا نفض رأسه يحاول ابعاد تلك الافكار عن رأسه قائلة بسخريته المعتاده :
- انا شايف ان الوضع عجبك
فتحت عينيها بصدمة من جرأته ونهضت علي الفور قائلة بضيق :
- لسه وقح زي ما انت
نهض هو الاخر من الارض قائلا بحده :
- احترمي نفسك معايا
هتفت بغيظ :
- انا محترمة غصب عنك
تقسم انها رأت عينيه مشتعلة و دقيقة اخري جرحها و ستحرقها نظراته و قبل ان يصب جام غضبه عليها اسرعت الي الباب لتخرج و لكن اوقفها صوته الغليظ قائلا بستهزاء :
- ايه اللي رجعك دلوقتي يا اسيا ؟ فلوسك خلصت ولا ايه ؟
تسمرت مكانهابألم من استهزائه و لكن لو علم ما حدث لها بأمريكا ما كان استهزء بها هكذا
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمان الشريف, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية