-->

قراءة رواية مملكة الذئاب 2 Black لزينب عماد - الفصل 15

 

قراءة رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني 

بقلم الكاتبة زينب عماد  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب عماد


الفصل الخامس عشر



كانت تقاتل بشراسه أمام خصماً كان أكثر منها قوة  إلا أنها لم تكن تبالى...فهى لم تكن ترى أو تسمع سوى ذلك الحديث الذى دار بينها وبين والدتها...قلبها يتألم تشعر أنه سينفجر بأى لحظة...


كان خصمها يتألم هو الأخر...ولكن ليس بسبب تلك  الجروح المتفرقه بجسده التى سببتها له سابين...بل تألم لأنه جعل علاقتهما تصل لمثل هذا الطريق...لهذا هو لم يقم بجرحها فقد كان يقوم بصد بعض من هجماتها ويتركها لتجرحه بعضاً أخر لعل قلبها المنكسر يلتأم...كما لم يحاول مهاجمتها فقد تركها تقتص منه جراء الألم الذى سببه لها ولمن تحب...

ظنن منه أن هذا قد يريحها ولو قليلاً...


كان قتالاً غير عادل بنظر جميع الحاضرين فقد كانت سابين وحدها من تقاتل....بينما ديفيد لم يكن سوى رجل أراد الخلاص فقلبه لم يعد يحتمل كل هذا الألم وأتت سابين لتخلصه من هذا الألم...لهذا هو لم ولن يحاول مهاجمتها....


وبينما كانت سابين تهاجمه توقفت فجأة وهى تحاول أخذ أنفسها بقوة....هى تنظر له بعيون تلمع بالغضب ولكن إذا دققت النظر لها ستجد إمرأة محطمه تحاول الإختباء خلف غضبها هذا حتى لا يرى أحد ضعفها...



تخلت سابين عن وضعية هجومها واقتربت منه حتى أصبح متقابلان.....ف رأت ذلك الندم والألم القابع بعينه هو الأخر....فقالت بصوت محطم ضعيف:ألا تظن أن كلانا يستحق الموت....إلا أنه رغم ذلك لازال لدينا الحق بأن نبرر لمن نحب ما فعلناه حين تسببنا لهم بألم قاتل ديفيد...ختمت حديثها بتشجيع وابتعدت عنه خطوات قليله وقد عادت لتتسلح بقوتها...ثم بدأت بالهجوم عليه مرة أخرى بقوة...

الغريب أن ديفيد قام بصدها بل وبدأ فى مهاجمتها هو الأخر...فإشتعلت الساحه بقتالهم العنيف جُرحت سابين إلا أن جروح ديفيد كانت الأكثر...


وكلما مر عليهم بعض الوقت كانت الساحه تمتلأ بالحضور...من حرس وخدم والأهم الأصدقاء ولقد كانت النساء أكثر من كان يشعر بالرعب...فالقتال كان عنيف لدرجة كبيرة...حين يرى قتال الملكه الشرس ضد السيد ديفيد احد أصدقائها المقربين والمستشار الملكى...وكان من يرى قتالهم الحالى يظن أن كلاهما أعداء قد قتلت عائلة أحدهم على يد الأخر....


حضر الجميع سواه هو ومن يجتمع بهم بمكتبه...

فلقد ظل بمكتبه دون حراك...ورغم محاولة دوغلاس بإقناعه لمواجهة سابين لأنه الوحيد القادر على إيقافها....إلا أنه رفض هذا وأمر الجميع بالبقاء حتى ينتهى الإجتماع...والذى كان يضم كلاً من ألفين وماكس اللذان حاولا إقناعه بخروج أحدهم لإيقاف الأمر...إلا أن ملامح وجهه الغاضبه أوقفهم ومنعهم من مجرد التحدث...وقرروا إنهاء الإجتماع سريعاً للخروج وإنقاذ ما يمكن إنقاذه...


لم يعلم دوغلاس ماذا يفعل سوى الخروج وحيداً وقد تملكه اليأس....ف سابين وزوجها كلاهما عنيدان ولن يرضخ أحدهم لحكم الأخر...وبدلاً من الذهاب إلى الساحه لرؤيه صغيرته وهى تتسبب بألم قلبها وألم من تحب...سار تجاه غرفته وأغلق بابها خلفه جالساً على كرسيه بحزن شديد منتظر ما سيحدث تالياً...فهو لم يعد يملك الطاقه لمثل هذه الأمور...



كان تلاحم السيوف العنيف يخرج شظايا من حدة التلاحم...ولقد مر على النزاع ما يقارب الساعه وكلاهما تسبب بجروح بليغة للأخر...حتى أن الساحه أصبحت ملطخه بدماء كلاهما...إلا أنه لم يستطع أحد التدخل إيقاف الأمر...



فقبل بدأ الأمر قامت سابين بإخراج حيواناتها

وأمرتهم بمنع عبور أى شخص كان للساحه...كانت إصابات سابين متفرقه وبعضها عميق بعض الشئ....

مما تسبب بتغيير لون ثيابها الرماديه للون الأسود.... إلا أن أقوى إصاباتها كانت إصابة كتفها الذى تسبب لها بفقدان الكثير من دمائها...


ولم يكن ديفيد يختلف عنها كثيراً فلقد قامت سابين بطعن خاصرته بأحد خناجرها...كما أصابت قدمه بقوة إلا أنه كان أكثر ثبات منها... 



كان مشهد اقشعر له أجسام الحاضرون...وبدأ بالبكاء العنيف للصغار وللنساء...وكلما حاول أحدهم الإقتراب كانت الحيوانات تزمجر بشراسه تخيفهم فيعودا أدراجهم خائيبن... خوفاً من أن يلتهمهم أحد تلك الحيوانات...


انتهى الإجتماع وكان ألفين وماكس أول الحاضرين خروج من المكتب ركضاً للساحه الخلفيه للقصر.... وحين وصلوا كان الأمر صادماً فلم يكن يتوقعون حدوث هذا...كان كلاً من سابين وديفيد محطماً كليا... 



وحين حاول ألفين الاقتراب واجهه ما واجهه الجميع لهذا بدأ يلعن بغضب...وحين كاد يخرج سيفه للإطاحه بكل حيوان بقف بوجهه...أسقطت سابين سيفها أرضاً فقد تمكن منها الألم وسقطت هى الأخرى جواره على ركبتيها وهى تحاول أخذ أنفاسها بصعوبه....وهى تنظر ل ديفيد بإبتسامه متألمه وعيون باكيه....وكأنها تطالبه بشئ لا بعلمه سواهما... 



هنا أدرك ديفيد ما أوقعته به سابين....


"فلاش باك"


حين كان عائداً للقصر بعد انتهاء عمله...ولكن باللحظة التى دلف بها للقصر الملكى أوقفه أحد الحرس يخبره أن الملكة تنتظره بالساحه الخلفية للقصر...ارسمت ابتسامه هادئه على وجه ديفيد الذى أومأ له وسار تجاه الساحه الخلفيه دون تفكير....


وباللحظة التى التقطت عيناه ب سابين وجدها تنظر له بحزن وألم شديد...ولم يكن بها غضب أو كره كما كان يرجو ويتوقع....خاب أمله وهو يقترب منها حتى أصبح يواجهها...


ظل ينظر كلاهما للأخر بصمت حتى بدأت سابين حديثها قائله بصوت ساخر إلا أنه كان مليئ بالتحسر: لقد أدركت اليوم حقيقة ما حاولت تكذيبه أعوام... أدركت ما أنا عليه بالنسبه لأهم إمرأة بحياتى...وأننى لم أكن سوى كبش فداء لديها....أتعلم أننى كرست حياتى لحمايتها وحماية من أحب حتى وإن كان الثمن روحى....حتى ظنت هى أن من واجبى أن أتحمل ما لا يتحمله بشراً من أجلها هى....واللعنه لقد قبلت بهذا وأحببته لأنه يشعرها بالأمان...إلا أنها اليوم أكدت أننى لم أكن سوى أداة تساعدها على البقاء... 


توقفت سابين للحظات تحاول منع دموعها من السقوط إلا أنها فشلت بذلك...وسقطت دموعها وهى تمسك بأيدى ديفيد وتكمل قائله:أقسم أننى لم أرد ذلك إلا أنها أردت موتك لأنك من تسببت بإيذاء صغيرتها...والتى أحبها أكثر مما أحببت ذاتى...لقد طالبت بقتلك وإن لم أفعل أنا فهى من ستفعلها...

وحين أخبرتها أننى سأمنعها عن فعلها...أخبرتنى أنها وضعت من يقوم بقتلك بالفعل....وأنها كانت تنتظر قدومى فإذا رفضت القصاص منك فعلتها هى...

ولأننى أعلم أنك رجل حقير يرغب بالموت ستتركهم يفعلونها ويقتلونك....ولهذا يجب أن أفعل ما اعتدت على فعله ألا وهو حماية من أحب...وحماية ما تبقى من كبريائهم حتى وإن كان الثمن أنا...ولهذا أنا أدعوك سيد ديفيد لقانون المداهنه لحماية ما تبقى من كبريائك...



ربت ديفيد على يدها بود وهو يجيبها بإبتسامة هادئه وكأنها لا تتحدث عن موته:إنه لشرف عظيم أن أموت على يدك صديقتى....كما أننى كنت أنتظر هذا اليوم كثيراً لهذا لا تحزنى سابين....فهذا ما استحقه وأنا أتقبله لهذا لا تحملى قلبك فوق طاقته... 



أومأت له سابين بالنفى وهى تجيبه بشفقة على حالها وحاله:أعلم ما يدور بخلدك إلا أننى ان أقبل به ف أنا لن أقبل أن يتم إستغلالى بعد اليوم فيكفى ما سأقدمه لك....كما أن كلانا يملك ألم دمر قلبه لهذا لما لا يسغل كلاً منا الأخر....لما لا نتقاتل وكأنك ألد أعدائه....والفائز هو من سيرحم الأخر من عذابه...

هذا ما سيحدث وإن رفضت هذا من خلال عدم قتالك حينها سأنهى الأمر....ولكن قبل أن تنجح والدتى بقتلك سيأتيك خبر موتى على أيدى رجال صمويل لأننى حاولت أخذ ليلى من قصره عنوه....

الأن القرار لك أنت من ستحدد ما سيحدث...


تشتت نظرات ديفيد وهو لا يجد ما يقوله إلا أنه تنهد وقال بإرهاق شديد:حسنا لكِ ما تشائين... 


ابتسمت سابين وهى تخرج جنجراً من خاصرتها وقامت بشق كف يدها....وأعتطته الخنجر ليفعل المثل فنظر لها ديفيد بتوتر فأومأت له سابين تشجعه ففعل المثل....ثم قام بمصافحتها....


فقالت سابين:اقسم إن حدث وفزت لأحررنك من عذابك....نظر لها ديفيد هو الأخر وقال بحزن:أقسم إن حدث وفزت أن أحرر روحك من عذابها سابين.... 



ابتسمت سابين وهى تربت على كتفه وأمرت أن ينتظرها بالساحه....ولم يمضى وقت حتى أتت وخلفها قطيع من الذئاب والحيوانات المفترسه وأمرتهم ألا يسمحوا لأحد بالمرور...ثم اقتربت من ديفيد الذى نظر لها بتسأل....فأجابته بهدوء:حتى لا تتم مقاطعتنا....


فإبتسم ديفيد يؤمى لها بتفهم وبدأ قتالهم...إلا أنه تركها تقتص منه جراء ما سببه لها من ألم...ولكن بعد توقفها وحديثها معه قرر فعلها وإنهاء الأمر..


"إنتهاء الفلاش باك"



تخلى ديفيد عن شموخه وقوته وبدأ فى النحيب أمامها وهو يشعر بقلبه يختنق قائلاً بصوت منكسر محطم لم يسمعه سواها:لن أستطيع فعلها لن أتحمل مثل هذا الألم سابين أرجوك فالنتوقف....


اتسعت ابتسامة سابين وهى ترفع يدها المهتزه والملطخه بالدماء إلى قلبها قائلة بمشقه فجروحها تؤلمها حد اللعنه:ل..لقد أقسم كلانا ل... لهذا لن تس.. تستطع الفرار...


هنا سقط ديفيد هو الأخر أرضاً أمامها وهو يبكى كطفل بالرابعه يخشى الظلام...ولم يهتم للحاضرين لم يهتم بقوته أو كبريائه حين يبكى أمام الجميع... فصدره يختنق كماوبدأت شهقاته بالخروج مما تسبب بصدمة الجميع للمرة التى لا يعلمونها مما يرونه من بكاء ديفيد....ذلك الذى لم يبكى حين قتلت زوجته وطفله...


وهو يقول بصوت حاد منفعل:واللعنه أنتِ خططتى لهذا من البدايه أنا من يجب أن يقتل هنا لا أنتِ.... لهذا أنا لن أفعلها....نظرت لها سابين نظرة فهمها جيداً فأكمل بغضب أكبر:اللعنه على قسمك سابين....فإن كان قلبك يصرخ ألما فقلبى قد تحطم وأصبح رفات لما تسبب به لصغيرتى...وأكنل وخو يضرب صدره بعنف:واللعنه لقد تركتهم يأخذونها ولم أحرك ساكناً بينما أنتِ قاتلتى من أجلنا جميعاً...لهذا أنا هو من يجب أن يرحل لا أنتِ...


توقف فى محاولة منه لأخذ أنفاسه ثم أكمل بخفوت وكأنه يحاول إقناعها:أنا من يستحق الموت سابين وليس أنتِ....أنهى حديثه وهو يستقيم ينظر لها بإعتذار لعلها تسامحه على ما قرر فعله...والذى أدركته سابين التى لم تكن تستطع رفع إصبعها من قوة ألمها....إلا أنها صرخت بقوة وهى تحاول الوقوف لمنعه ولكنه قد رفع سيفه مما جعل الجميع يصرخون....


وحين كاد يطعن صدره بسيفه قام أحدهم بضربه ضربة قويه على رأسه من الخلف أفقدته الوعى.... فسقط ديفيد أرضاً وسابين على بعد خطوة منه تحاول أخذ أنفاسها المتلاحقه...وقد وقعت عينها على زوجها الحبيب ينظر لها بجمود ولم بتحدث....فقد اقترب منها وحملها ك طفلة صغيرها أتى والدها لإنقاظها من الموت....إلا أن زوجها أتى لإنقاذها من بؤسها....لهذا لم تقاوم وأغمضت عينيها سامحة للظلام بسحبها...وعقلها يكرر لها الحديث الذى دار بينها وبين والدتها...وكأنه لازال لم يصدق ما سمعه ويحاول تكذيبه....




عودة لصباح هذا اليوم حين أتت سابين للقصر مع دوغلاس وضيوفها....حين خطت بقدمها أولى خطواتها داخل القصر شعرت بألم عظيم قد احتل قلبها...تشعر أنها ستفقد شئ هام اليوم ..ولكنها لا تمتلك القدرة على إيقاف هذا الشعور...إلا أنها حاولت تكذيب ذلك وإرجاعه لإرهاقها الشديد بسبب قلة نومها وتناولها لطعامها خلال الفترة المنصرمه....



كان دوغلاس يحدثها ولكنها لم تكن تسمعه فعقلها كان بعالمه الخاص لهذا لامسك دوغلاس كتفها يحدثها بهدوء وقلق:سابين...


فرمشت سابين بعينيها وهى تنظر له بتيه للحظات ثم عادت لجمودها مرة أخرى وهى تقول بخفوت:ماذا هناك دوغلاس؟!...


فتجعد حاجبى دوغلاس قائلاً بشك:ها قد وصلنا صغيرتى هل قررتى ماذا أنتِ فاعله؟!...


أومأت له سابين بهدوء وهى تنظر للسماء التى بدأت تشرق من حولهم....وهى تقول بهدوء:حين أعلم ما تفكر به هى...حينها سأخبرك ماذا أنا فاعله؟!...



ثم لم تترك له فرصه للحديث مرة أخرى وسارت نحو وجهة محدد....فكاد الفتى يتبعها فأمسك دوغلاس بيده قائلاً:من الأفضل أن نتركها هنا....


ثم أوقف أحد الحرس يخبره بتجهيز غرفتين لضيوف الملكة....ثم عاد بنظره للمكان الذى رحلت منه سابين قائلاً فى نفسه:أتمنى أن تخرجى منها بخير صغيرتى...



وسار متجهاً لمكتب إستيفان مقررا إخباره بما سيحدث لعله يجد حلاً لهذا الأمر قبل حدوث ما لا يحمد عقباه....



بينما كانت سابين تقف أمام غرفة والدتها وتنظر للباب بجمود...حتى أغمضت عينيها تأخذ أنفاسها ثم قامت بطرق الباب منتظرة إذن الدخول ولكن لم يصل إليها صوت....فقامت بفتح الباب ودلفت للداخل وهى تبحث بعينها عن والدتها...فوجدتها جالسه على الفراش تنظر لنقطة ما دون أن ترمش بعينها أو تنظر لمن دلف إلى غرفتها....



توقفت سابين تنظر لوالدتها الساكن جسدها ثم تحركت للأمام حتى أصبحت أمامها....وجلست بجوارها على الفراش قائلة بهدوء:أمى إنها أنا سابين.... 



تحركت عينى فكتوريا الذابله تجاه سابين فرأت كم تأثرت والدتها لفراق شقيقتها مما جعلها تتألم لهذا... فقالت بصدق:أقسم أن أعيدها....كما أنه لن يصيبها أذى مادمت حية...أنهت حديثها بنظرت حنونه لعل قلب والدتها يهدأ قليلاً...ورفعت يدها لتربت على أيدى والدتها إلا أنها فوجئت ب فكتوريا تقوم بإبعاد يدها بعنف...



وتستقم من على فراشها مبتعدة عنها وهى تقول بعيون تحمل من الغضب ما قد يحرق الأخضر واليابس:هل تذكرتنى الآن؟!..هل تذكرتى أن لديك أُم يجب أن تتسائلى عن حالها بعدما فقدة صغيرتها؟!... أم أنكِ قررتى الإختباء بعدما وافقتى على ببيع شقيقتك الصغرى...تركتها ليحدث لها ما حدث لك...

كل هذا من أجل من؟!...من أجل زوجك وعرشه أليس كذلك...ها أليس كذلك سابين؟!...



قالتها وهى تصفع كتف سابين بعنف وعينيها ممتلئ بالدموع خاتمة حديثها بقولها:تحدثى واللعنه أخبرينى لما سمحتى لهم بأخذ شقيقتك....كيف فعلتها ألم يتألم قلبك لفراقها....ألم يرتعش خوفها من أن يتم تعذيبها أو إغتصابها كما يفعلون بالنساء... واللعنه تحدثى أم أن حبك له طغى على حبك لشقيقتك...وأشارت لصدرها بألم وهى تكمل:طفلتى التى تركتها لهم يفعلون بها ما يحلوا لهم...طفلتى الصغيرة...


كانت فكتوريا تتحدث بطريقة هستيريه لا تعى ما تقول إلا أن حديثها حطم الواقفه أمامها...والتى كانت تحاول التحدث مراراً ولكنها تشعر أنها فقدت قدرتها على التحدث....


ولكنها حاولت التحدث حين قالت بصوت خرج محطم:لقد حاولت أقسم إلا أننى....وكادت تكمل حديثها إلا أن فكتوريا لم تعطها فرصه وهى تعود لتصرخ بها قائلة:لما لم تحاولى أكثر؟!..لما...لما تركتها لهم واللعنه لقد فعلتها بالماضى...لقد نجحتى من قبل وأعدتى لى صغيرتى وأنتِ بالعاشرة...واللعنه كيف لم تنجحى بفعلها وأنتِ ملكة....


إنها مجرد كلمات قالتها والدتها الحزينه على فراق شقيقتها الصغرى......إذا لما شعرت وكأنها قد نزعت منها روحها وتركتها جسداً بلا روح ينازع ليحيا...لهذا أجابتها سابين بإبتسامه متشققه وعينان تلمع بالدموع:لقد فعلت...أخبرتهم أن يأخذوا تلك التى إعتادت على أن يتم بيعها إلا أنهم رفضوا أخذ تلك البضاعة المستهلكه من قبل....


اهتزت عينى فكتوريا بتوتر حين أدركت ما قالته من حديث.....فإبتعدت عن سابين وأولتها ظهرها قائله بحده وصوت خرج باهتاً لبكائها الطويل:أريد القصاص ممن تسبب بإيذاء صغيرتى....أريد القصاص من هذا ال ديفيد اليوم قبل غد....


حاولت سابين نسيان ما حدث منذ لحظات وهى تجيبها بجمود لتخفى ذلك البركان الكامن بقلبها:لقد أخطأ ديفيد ولكنه لم يخطئ بمفرده ف ليلى هى الأخر قد أخ.... 


لم تعطها والدتها الفرصه لتتحدث وهى تعود لتهاجمها من جديد قائله بإنفعال:صغيرتى لم تخطئ إنما هو وحده من أخطأ....لهذا أمامك شئ من إثنين سابين أن تقتصى منه أو أقتص منه أنا... 



اتسعت عينى سابين من تصريحها ولن تنكر أنها شعرت بالخوف على صديقها من تهور والدتها....

فقالت بثبات وجمود:ولكننى لن أسمح لكِ بفعلها... 



أجابتها فكتوريا بثقه:كنت أعلم أن هذا سيكون ردك إلا أننى أردت التأكد....لهذا قمت بتأجير من يقتله حتى وإن منعتنى فلقد أصدرت أمرى لهم بفعلها فى حال لم توافقى أنتِ على فعلها.... 



ابتسمت سابين بسخريه وهى تنظر للمرأة التى أمامها وهى تقاتل بضراوة من أجل صغيرتها....



فقالت بنزق :لكِ ما تشائين سيدة فكتوريا اليوم سأقتص منه حتى أريح لكِ قلبك الملتاع....



وتحركت مبتعدة عنها وكادت تخرج إلا أنها توقفت وعادت لتستدير لها قائله بصوت خرج من أظلم بقعة بروحها:هل فعلتى لى ما فعلته لها؟!..هل حاربتى من أجلى حين قام جورج ببيعى وأنا فتاة بالعاشرة؟!...أم أنكِ إكتفيت بالبكاء أمى؟!...


..يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب عماد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة