قراءة رواية مملكة الذئاب 2 Black لزينب عماد - الفصل 16
قراءة رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
بقلم الكاتبة زينب عماد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب عماد
الفصل السادس عشر
قام الحكيم بمداوة جروح كلاً من سابين وجورج بينما لم يكن يتواجد بالغرفه سوى إستيفان فقط... فقلد منع الجميع من الدخول حتى لا يرى الأطفال والدتهم وهى مريضه...هذا ما حاول أن يقنع به ذاته إلا أنه فعلها حتى لا يرى أحدهم جسد زوجته والحكيم يقوم بمداوتها...
وحين انتهى الحكيم من عمله عاد لحمل سابين وخرج من الغرفه دون إخراج كلمة من فمه.... ذاهباً بها لغرفتهم وأغلق الباب خلفه وأمر بعدم إزعاجه مهما حدث....
وضعها إستيفان على فراشها بهدوء وكأنها زجاج يخشى كسره....إلا أنه ابتسم بسخريه ففتاته نائمه الأن على فراشه محطمه من الداخل والخارج...فهو أكثر من كان يعلم أنها لن تقدم على فعل ما قامت به إلا إذا أجبرت على فعله...ولا يوجد من يستطيع إجبار سابين على فعل شئ كهذا سوى والدتها وشقيقاتها...
لهذا هو يعلم جزء من حقيقة ما حدث إلا أنه ينتظر إستيقاظها ليعلم الحقيقة كامله...
ظل إستيفان ينظر لها بعشق كان يكتمه أمام الجميع منذ قليل...وهو يتلمس وجنتها برقه ويشتم رائحتها بشوق جارف....ثم استقام وبدأ ينزع ثيابها الواحده تلو الأخرى حتى جردها من جميع ثيابها....ووضع غطاء ناعم على جسدها الهش...وظل يتلمس جسدها ليرى أدق ما أصابه من جروح وهو يقوم بمسحه بقطعه من القماش النظيف المبلله بالمياه...ثم يقوم بوضع ما أعطاه الحكيم من دواء على جسدها...فهو لم يسمح للحكيم بكشف جسدها ليداوى جرحها...فقد أمره أن يقوم بخياطة جرح كتفه المصاب ويترك له الباقى....فأطاعه الحكيم أعشاب مطحونه ليضعها على كدمات جسدها...حين رفض إستيفان أن يقوم هو بمعالجتها....
انتهى إستيفان من عمله فقام بالتسطح جوارها وقرب وجهه من عنقه ودفن وجهه هناك....وهو يقربها له برقه يحتضنها حتى لا تتألم وترتاح لبعض الوقت...كما أنه هو الأخر يحتاج للقليل من الراحه.... لهذا أغمض عينه بسلام للمرة الأولى منذ رحلت صغيرته بعيداً عن أحضانه...
❈-❈-❈
استيقظت من سابتها تشعر بألم حاد بجميع جسدها خاصة بيدها...كان بها ألم لا يطاق إلا أنها حاولت عدم التركيز بألمها وهى تنظر للمحيط من حولها حتى تعلم أين هى....فوجدت ذاتها بالغرفة التى خصصت لها منذ اليوم الذى دلفت به لهذا القصر اللعين....
نظرت ليلى ليدها فوجدتها بالجبيره وهناك جرح أخر بجوار عينها يؤلمها....فقد قام اللعين بلكمها بقوة وكأنه كان ينتظر الفرصه المناسبه للكمها واستغل الأمر حين قامت بضرب أحد رجاله....
تنهدت ليلى بألم وهو تحاول الجلوس وبعد العديد من المحاولات استطاعت الجلوس بإستقامه...وأول شعور تبادر لذهنها هو شعورها بالجوع الشديد...لهذا لم تنتظر وخرجت من غرفتها تهبط درجات الدرج بهدوء حتى تصل للأسفل....ولقد نجحت إلا أنها شعرت بإرهاق شديد فمازال ألم جسدها لا يطاق....
إلا أنها تحملت وقررت أن تتناول الطعام ثم تبحث عن الحكيم ليعطيها بعض الأعشاب التى تسكن ألمها....وصلت ليلى للمطبخ وباللحظة التى خطت قدمها إليه توقفت الحركه داخله وتوجهة جميع الأنظار إليها بصدمه....فقد ظنوا أنهم لن يرواها من جديد....
وهنا ابتسمت ليلى للجميع بهدوء وهى تذهب لذات الطباخ الذى تحدث معه المرة السابقه وطلبت منه بعض الطعام فهى تشعر بالجوع...وبالفعل لبى الطباخ طلبها وأعطاها ما تريد فأخذت ليلى طعامها وخرجت بهدوء....
فعادت الحياة للمطبخ من جديد إلا أنها إشتعلت بسبب تلك الرهانات التى وضعت على هذه الفتاة.... والتى بدأت تتصاعد داخله حتى أنها وصلت للحرس فقد أظهرت الفتاة شجاعه وثبات لم يظهره أعتى الرجال أمام هذا المرعب رالف....
خرجت سابين من المطبخ تحمل طعامها بيدها المعافاه....وذهبت لمكانها المعتاد ولكنها وجدت مكانها مشغول...حيث كانت تجلس الصفيرة إيڤانا تحمل دميتها بأحضانها وجوارها فتى تراه للمرة الأولى يلعبان معاً بهدوء...
فإقتربت منهما ليلى بإبتسامه ودوده قائله بمحبه: كيف حالك أيتها الصغيرة؟!...ابتسمت إيڤان بإتساع وهى تستقم لتحتضنها بسعاده لرؤيتها...فهذه طبيعة الصغيرة تحب إظهار حبها للجميع خاصة من تحب....
وضعت ليلى طعامها أرضاً وهى تقرب الفتاة لها حتى تستطيع ضمها أقرب لقلبها...وبعد سلامهم جلست ليلى جوارهم وهى تقدم يدها لمصافحة الفتى وكأنه رجل راشد:مرحباً أنا أدعى ليلى....
أجابها الفتى بهدوء وإبتسامه رقيقه:وأنا دومنيال... أومأت له ليلى بإبتسامه ودوده وهى تتذكر هذا الإسم قائلة داخلها إذا أنت من تسبب بتلك المشاجره فى المرة السابقه....والذى من أجله كان يصرخ عليها الفتى الأخر حتى تكف إيڤانا عن الجلوس معه....
ولكن الصغيرة لم تطيع أوامره هذه الصغيرة بدأت تروق ل ليلى كثيراً....
جلست ليلى جوارهم تتناول طعامها بهدوء بعدما رفض كلاهما مشاركتها....وهى تتابع كيف يتعامل معها هذا الصغير برقة تكاد تذيب قلبها....ولكن السكون لا يدوم بقاموس ليلى....
فقد أتى ذلك الذئب الضارى والذى لا يترك شئ على حاله...رأته قادم من بعيد ووجهه يحمل إمارات الغضب كما كان بلقائها الأول معه...مما جعلها تضع طعامها الذى لم تنهيه جانباً لعلمها بما سيحدث... واستقامت بهدوء متوجهة لديه دون أن يشعر بها الصغيران المندمجان بلعبهم معاً....
وبالوقت الذى وصلت به ليلى له وقفت أمامه دون لمسه لشعورها أنها إذا حاولت لمسه هذا سيجعل غضبه يتصاعد أكثر....لهذا توقفت فقط أمامه لمنعه من العبور وهى تقول بهدوء:إذا فعلت ما يمليه عليك عقلك سيزداد تشبسها بالأخر وستكره التواجد معك بالمكان ذاته....وسيقل ذلك الحب الذى تكنه لك بقلبها....
نظر لها باتر بحده وهو يجيبها بتكبر وغرور لا يتناسب مع عمره:هذا لن يحدث ابتعدى عن طريقى حتى لا أخبر رالف أن يقوم بكسر يدك الأخرى...
وسار مبتعداً عنها إلا أن حديث ليلى أوقفه حين قالت بهدوء وكأنه لم يقم بإهانتها:لقد بدأت تشعر بالخوف كلما اقتربت منها...هذا ما أخبرتنى به حين عاملتها بعنف وألقيت دميتها بعيداً....إن كنت لا تهتم لخوفها منك أكمل طريقك وأفعل ما أنت بارع به....
أنهت ليلى حديثها وبدأت بالسير مبتعدة عنه دون أن تلفت له...نظر باتر لها وهى تسير مبتعدة عنه دون أن تحاول منعه كما إعتاد من الأخرون حين يرونه غاضباً ولكنه عاد ليكمل طريقه....
اقترب باتر من إيڤانا ودمنيال الذى حين رأه تغيرت ملامح وجهه من السعاده إلى الخوف الخالص...ف باتر دائما ما يعنفه وأحياناً يضربه حين يقترب من إيڤانا التى توترت هى الأخرى حين رأت إقترابه منهم....فنظرت جوارها فلم تجد ليلى لتنقذها كما فعلت بوقت سابق....
وصل باتر أمام الجالسان أمامه بخوف مما سيفعل فنظر ل إيڤانا بحده قائلاً بهيمنه:هيا إيڤانا سوف نذهب إلى المكتبه الأن....وقام بمد يده لها فإنكمشت إيڤانا على ذاتها ظنن منها أنه سيقوم بسحبها كما إعتداد أن يفعل....
فتجعد حاجبى باتر بألم لفعلتها....وتذكر حديث الفتاة التى تحدثت معه منذ لحظات....مما جعل نظراته تتحول من الغضب للألم....فأبعد يده وقال بجمود: حسناً إذا كنتِ تفضلين البقاء هنا معه ومع دميتك فإفعلى....ولكننى سأكف عن البحث عنك أو اللعب معكِ منذ اليوم....
أنهى حديثه وتركها راحلاً بشموخ يليق به...ذلك الفتى الذى لم يتخطى عمره العاشرة....كانت إيڤانا منصدمه مما فعله باتر فهو يجبرها على طاعته دائماً ولا يقبل بتركها حتى وإن رفضت أوامره....إلا أنها شعرت بحزنٍ عظيم لأنه تركها ورحل....
كما لم يكن الجالس بجوارها أقل صدمة عنها إلا أنه كان سعيد لرحيل باتر دون أخذ إيڤانا...فهو يحبها ويحب مجالستها....
وبينما باتر كان يسير متجهاً لغرفته فقد قرر عدم الذهاب إلى المكتبه لتلقى درسه...إلتقى بذات الفتاة مرة أخرى فنفخ خديه بطريقة رأتها ليلى لطيفه...
ورغم نظراته التى تحذرها من الإقتراب منه إلا أنها لم تهتم لهذا..بل إقتربت منه وربتت على رأسه بحب قائله حين أدركت ما قام به من ملامح وجهه المتألمه تريد التخفيف عنه:هى من ستأتى الأن بحثاً عنك... كلما تركت لها حرية الإختيار من بين الجميع...دائما ما ستجدها ستختارك أنت....لأنها تفضلك كما تفضلها أنت الأخر....
نظر لها باتر بسخريه وهو يبعد يدها عنه قائلاً بنزق: ابتعدى عن طريقى أيتها الفتاة المنكسره...هنا صدرت ضحكة مرتفعه خرجت من جوف ليلى على هذا الفتى الذى يصدمها بحديثه كلما تقابلا...وهى تؤمى له وتسير مبتعدة عنه....
أكمل باتر طريقه لغرفته ولكن قبل أن يقوم بفتح بابها...وجد إيڤانا تركض نحوه وهى تصرخ بإسمه وعلى وجهها ابتسامه كبيرة...
إيڤانا بصوت مهتاج بسبب ركضها:باتر لقد ذهبت للمكتبه فلم أجدك...ماذا ألن تذهب إلى المكتبه؟!...
هيا سنتأخر....
ولم تعطيه فرصه للرد بل أمسكت بيده وبدأت بالركض نحو المكتبه...بينما كانت نظرات باتر معلقه على يدها التى تمسك يده بقوة...مما جعل ابتسامة بلهاء ترتسم على شفتيه....فقد عادت له إيڤانا لتلتسق به كما قالت تلك الفتاة المنكسره....وهذا جعله يفكر بأن يأخذ بحديثها بالمرات القادمه....
❈-❈-❈
كانت ليلى تسير بممرر يوجد بنهايته غرفة الحكيم كما أخبرها أحد الحرس...وصلت سابين لنهاية الرواق فقامت بطرق الباب الوحيد أمامها وانتظرت حتى يأتيها الرد...والذى أتى سريعاً يأمرها بالدخول....
دلفت ليلى للداخل تبحث بعينيها عن الحكيم فوجدت شاب بملامح حسنه يظهر عليه الهدوء أمامها....ويحمل كتاب بيده ينظر له بتركيز شديد حتى أنه لم يقم برفع عينيه لينظر إلى القادم...
فقالت بإبتسامه هادئه:أنا أبحث عن حكيم هذا القصر هلا أخبرتنى أين هو؟!....
تحدث الشاب بهدوء وهو لايزال يطالع الكتاب الذى يحمله بتركيز:ما الذى تريدنه من الحكيم؟!..
أجابته ليلى بسخريه لم تستطع منعها:أريد التعرف عليه والتودد إليه....ترك الشاب كتابه ونظر لها بحاجب مرفوع إلا أن ملامحه ظهر عليها التعجب وهو يقول:أنتِ؟!..من سمح لكِ بترك الفراش كان يجب أن تستريحى لبعض الوقت....فأشارت ليلى ليدها وهى تقول:إنها تؤلمنى بشده...
أومأ لها الشاب بتفهم وترك كتابه واقترب منها وأمسك بيدها المصابه...ينظر لها بحاجب معقود ثم نظر لها قائلاً:اجسلى هنا...وتركها وذهب لأحد الأرفف يأخذ منها بعض الأعشاب وقام بخلطها معاً وهو بسألها بإهتمام:منذ متى وأنتِ تشعرين بالألم...
أجابته ليلى بلامبالة:منذ استيقظت من نومى...أومأ لها الشاب الذى اكتشفت أنه هو الحكيم ولم يكن رجلاً أشيب عجوز كما هو الحال لديهم...مما جعل ابتسامه مشاكسه ترتسم على شفتيها حاولة مدارتها حتى لا يلاحظها ذلك الذى يقوم بفك جبيرتها ليرى كسرها....
إلا أنه لاحظ ذلك فقال رافعاً إحدى حاجبيه:ما المضحك؟!...حممت ليلى وهى تجيبه بإبتسامة مشرقه:لأننى ظننت أن الحكيم سيكون رجلاً عجوز يحتاج لمساعدة أحدهم ليتحرك كما هو الحال بمملكتنا....
ظهرت ابتسامه على وجهه الهادئه وهو يقول بصوت خافت:إذا لقد حطمت أمالك...أجابته ليلى بإبتسامه هادئه:ليس كثيراً...ثم أكملت وهى ترفع يدها المعافاه تقدمها لتصافحه قائله:ليلى أدعى ليلى...
نظر الحكيم ليدها للحظات ثم صافحها هو الأخر قائلاً:دِيو....
تجعد حاجبى ليلى فهى تسمع إسمه للمرة الأولى إلا أنه لاقى استحسانها...فقالت بصراحتها المعهوده إسم غريب إلا أنه أعجبنى ما هو معناه؟!!..
ابتسم الحكيم ساخراً وهو يقول:إنه ملك الجحيم... قالها وهو ينتظر رد فعل مماثل كان الجميع يتخذونه حينما يعلمون ماهية إسمه...
إلا أن ليلى أعطته أغرب رد فعل رأه بحياته فقد ارتفع حاجب ليلى بإعجاب شديد وهى تقول بكبرياء زائف: ألم أخبرك أنه أعجبنى قبل أن تخبرنى معناه...
تنهد دِيو بإبتسامه هادئه وقد انتهى فعليا من عمله فشكرته ليلى وكادت تخرج...إلا أنها توقفت قبل خروجها وعادت لتنظر له بإبتسامة مشرقه قائله بثقه: أظن أننا سنصبح صديقين منذ الآن وداعاً دِيو...
وخرجت من الغرفه تاركة خلفها شاب يتعجب من تفكير هذه الفتاة...إلا أنه عاد من جديد لكتابه ليركز به وهو يبتسم من وقت لأخر على تلك الفتاة...
بينما كانت ليلى تخرج من الممر المؤدى للساحه الخلفيه للقصر مقررة أن تعود لعملها فهى لا ترغب بالبقاء بغرفتها وحيده...إلا أنها رأت أثناء سيرها من تسبب بكسر يدها يقف مع من تسبب بأسرها يتحدثان بجديه شديده....
فأكملت طريقها نحو الإسطبل وكأنها لا تراهم كما أنها لم تنسى ثأرها بل هى تنتظر الفرصه المناسبه لترد له الصاع صاعين فهى لم ولن تتنازل عن حقها....
ولكن أثناء سيرها هناك ما أوقفها...وهو قدوم ذلك المشاغب باتر ظنت فى بداية الأمر أنه ذاهب للواقفان أمامها...إلا أنه كان متجهاً نحوها هى وهذا ما تعجبت له وجعلها تتوقف عن السير...
باتر الذى اقترب منها حتى أصبح أمامها مما جعلها تنظر له وتبتسم بهدوء تاركة له المجال ليبدأ هو بالحديث...والذى كان يظهر عليه بعض التوتر لذهابه إليها إلا أنه حاول مدارة ذلك خلف قناع بروده الذى إعتادته ليلى وهو يقول مباشرة بدون مقدمات:
سأعقد معكِ صفقه...
ارتفع حاجب ليلى بتسليه فهى تعلم ما يريده الفتى إلا أن كبريائه يمنعه من ذلك...لهذا ركعت على قدم واحده حتى تكون مواجهة له وهى تقول بمشاكسه: وما هو ذلك الإتفاق الذى سيربح منه كلانا؟!...
أجابها باتر بجديه:سأساعدك فى معرفة أو الوصول له فى القصر....فكما ترين أنتِ مصابه وتحتاجين للمساعده...
فقاطعته ليلى بنزق:وما المقابل الذى سأعطيه لك... فكما ترى أنا لا أملك شئ...نظر باتر بعيداً عن عينى الجالسه أمامه وهو يقول:تساعدنى أنا الأخر إذا إحتجت إلى مساعدتك....
ختم حديثه وهو ينظر ل ليلى بترقب منتظراً جوابها...فقالت ليلى بثبات:أنا أقوم بطلب المساعدة من أصدقائى فقط...لهذا إن أردت مساعدتى كما تدعى عليك أن تكون صديقاً لى أولاً...لهذا هل تقبل أن تكون صديقاً لى....
تجعد حاجبى الفتى للحظات فهو لا يرغب بصداقتها بل يرغب فى معرفة الطريقه الأفضل لإبعاد إيڤانا عن ذلك السمج دومنيال والعودة لتلتصق به كما كانت...
إلا أنه لا يعرف كيف يفعلها لهذا هو لم يملك خيار سوى الموافقه على طلبها....لهذا قال بحده ووجه مكفهر:موافق...
كانت ليلى تعلم أنها تجبره على صداقتها...إلا أنها لم تتوقع أن يكون صريحاً فى إظهار مشاعره بمثل هذه الطريقه....وهذا جعلها تضحك من أعماق قلبها وبصوت مرتفع وهى تناظره بحب كبير...تسبب هذا فى توتر باتر فهو رأها جميلة جداً وضحكتها أجمل مما تسبب فى ظهور إحمرار طفيف بوجنتيه...والذى جعل ليلى تدرك خطأها فقد يقوم برفضها من جديد... مما جعلها توقف ضحكاتها وهى تقوم بمد يدها قائلة بطفوليه:إذا أصدقاء...
صافحها باتر ووجنتاه لاتزالان مائلة للإحمرار..فلم تستطع ليلى مقاومته أكثر...فقامت بجذبه لصدرها وقامت بإحتضانه وهى تربت بحنان على ظهره بيدها المعافاه...هذا تسبب بالصدمه التامه ليس للفتى وحده بل للواقفان على بعد قريباً منهم يرون ما يحدث من بدايته...
وحين كاد الفتى يبتعد عنها أوقفه وهى تقول بحنان له:لا تخف يا صغيرى سأساعدك على إسترداد ما هو لك....ثم أبعدته وهى تربت على رأسه بود ثم استقامة وهى تنظر لعينيه بحب:سأذهب لأعمل إن احتجتنى ستجدنى بالإسطبل أو بغرفتى...
ثم تحركت مبتعدة عنه بينما الرجلان الذان رأى ما حدث من بعيد ملئتهم الدهشه...فكلاهما يعلمان كم أن باتر عدونى تجاه الجميع...فما بالك بمن لا يعرفهم وكان صمويل أول من تحدث قائلاً ببغض:يتملكنى الغضب لمجرد رؤيت هذه الفتاة...كما أشعر أنها ستتسبب بالكثير من المشاكل لنا...
أجابه رالف بجمود وهو لايزال ينظر لها وهى تسير مبتعده:لا تقلق إنها ليست سوى فتاة بالخامسه تملك جسد إمرأة بالعشرين...
أنهى جملة وعاد لينظر ل صمويل الذى يناظره بحاجب مرفوع يريد منه إيضاح ما قاله...ولكن نحن نتحدث عن رالف الذى غير ضفة الحديث قائلاً:لقد أخبرنى ذلك اللعين كرستيف أنه لا يعلم مع من كان يتعامل...فلقد كان يرسل له أحد رجاله بكل مرة كان يحدث بينهم اتصال...لهذا هو لا يعلم هوية من تعامل معه...
شعر صمويل أن الوضع يزداد تعقيداً وقال بتفكير: وكيف لنا معرفة هويته الآن...هل خسرنا الآن أملنا الوحيد فى الوصول لمن تسبب بهذه الفوضى؟!..
اللعنه على ذلك...كيف سنجد خيطاً أخر للبحث عن الأمر...كما أن إجتماعنا مع الملك إستيفان والملك إيدان بعد أيام قليله ونحن لم نأتى بشئ بعد...
وكاد يكمل سبه ولعنه إلا أنه توقف حين رأى تلك الإبتسامه التى ارتسمت على شفتى رالف...الذى قال بصوته الخشن:وهل تظن أننى سأترك الأمر ينتهى هنا إذا أنت لا تعرفنى أيها الملك...ظهرت ملامح الإرتخاء على وجه صمويل وهو يقول متنهداً:اللعنه على جمودك رالف الذى سيسبب بموتى يوماً ما...
وإرتسمت ابتسامه على وجهه هو الأخر وهو يتنفس براحه قائلاً:إذا سأترك لك الأمر أفعل ما تراه مناسباً... ولكن أتمنى أن تصل لشئ قبل موعد إجتماعنا..
أومأ له رالف بتفهم وهو يسير مبتعداً عنه ليكمل عمله....فعاد صمويل ينظر أمامه بشرود يفكر بما يجب فعله خلال هذه الأيام وفق ما تم التخطيط له....
❈-❈-❈
لقد استيقظ منذ ساعة أو أكثر إلا أنه رفض إيقاظها وتركها لتنعم ببعض الراحه...كان يجلس جوارها يقوم بالنظر لوجهها تاره فيبتسم وجهه وعيناه تلمع بالسعاده لعودتها إلى حصن قلبه...وتاره ينظر لتلك الأوراق ليكمل عمله...
فلقد وجد نفسه جالساً لا يقوم بشئ سوى النظر لها ويرغب بشده فى إيقاظها...لهذا فقرر الإستفاده من وقته حتى تستيقظ ويشغل ذاته بعيداً عنها حتى تستفيق ملكته من سباتها...
وبعد مرور بعض الوقت بدأت عينى سابين تنفتح بهدوء وهى ترمش أكثر من مرة حتى تعاد عينيها على المحيط من حولها...وأثناء ذلك رأت إستيفان يجلس جوارها وبيده بعض الأوراق التى يعمل عليها بتركيز...مما جعله تنظر له بإشتياق جارف وهى تنظر لكل جزء بوجهه ببطئ وكأنها تملك وقت العالم أجمع....إلا أنها أثناء ذلك تذكرت ما حدث قبل فقدانها للوعى...مما جعل عينيها تفقد لمعتها وتمتلأ بالدموع الخانقه وهى لاتزال تنظر ل إستيفان الذى شعر بتغير تنفسها....فنظر نحوها فوجد ما جعله يشعر بخنجراً مسموماً طعن قلبه..سابين تنظر له بعيون باكيه ووجه بدأ يميل للإحمرار بسبب كتمانها لشهقاتها...مما جعله يترك ما بيده من أوراق ويستدير ليواجهها...وكاد يتحدث إلا أنها لم تعطه فرصه وهى تجلس وترتمى بأحضانه تتشبس به بقوة....كاد يسقط كلاهما أرضاً إلا أنه إستخدم قوته ليزن جسده وجسدها....وهو يربت على ظهرها بحنان بينما هى تبكى بقوة وشهقاتها بدأت تخرج من جوفها وهى تخبئ وجهها بعنقه...
كان جسدها ينتفض بقوة مما جعل قلبه يرتجف غضباً ممن تسبب بإحزان صغيرته بمثل هذه الطريقه...قربها إستيفان له حتى أصبحت ملتصقة به وهو يعاملها ك طفلته الصغيرة....وهو يقول بصوت محب حانى:أنا معكِ جميلتى ولن أترك الحزن يطرق قلبك يوماً...فالتهدأى حبيبتى...صغيرتى أقسم أن بكائك يؤلم روحى سابين....كان يتحدث وهو يربت على ظهرها ورأسها ويقبل كتفها ورأسها بحنان بالغ...
ظل هكذا يهدأها لما يقارب الساعه حتى هدأ بكاء سابين تدريجياً وعاد تنفسها لينتظم من جديد...مما جعله يبعدها عن صدره بهدوء لينظر لوجهها الذى بهت من كثرة بكائها...وعينيها اللاتى أصبحتا حمراء رفع يده يمسح ما تبقى من دموع على وجهها وهو يبتسم لها بحب...وقَبل جبينها بحنان وظل يتلمس وجنتها الناعمه برقه متناهيه دون أن يتحدث...فهو يعلم أنها ستخبره بكل ما حدث معها منذ تركته حتى استيفظت من سابتها منذ قليل....
وبالفعل بدأت سابين تخبره بكل ما حدث وقد عادت عينيها لتمتلأ بالدموع من جديد...فوضع إستيفان إصبعه على شفتيها يمنعها من إكمال حديثها قائلاً بحاجب معقود:لو ظللتى تبكين سابين أقسم أننى قد أقوم بقتلهم جميعاً على ما تسببوا به من ألم لكِ...لهذا صغيرتى فالتهدأى أقسم أن أفعل لك ما تريدين حتى وإن كانت رغبتك أن أقم حرباً على الجميع سأفعل... أقسم أننى سأفعل ما ترغبين به طفلتى الجميله... لهذا أرجوك أرحمى قلبى وكفى عن البكاء...
كانت تدرك صدق حديثه وأنها إذا أخبرته أن يتخلى عن كل شئ من أجلها لفعل...وهذا ضاعف من ألمها وهى تنظر له بإنكسار قائلة بتيه:أنا لم أقدم لك شئ حتى تقدم لى كل هذا...بينما قدمت لها كل شئ...قدمت لها كل ما أملك...كل شئ كان لها وحدها أتعلم رغم حبى لك إلا أنها لو أمرتنى بإزهاق روحى لأجلها لفعلت دون تفكير للحظة واحدة رغم علمى أنك ستتألم إلا أننى واللعنه فعلتها لأجلها...قالتها بصوت مرتفع باكى محطم....
عادت لتنظر لعينى إستيفان من جديد وهى تكمل مشيرة لصدرها بأيدى مرتعشه:إذا لما...لما فعلت هذا بى...لما؟!..أهذا لأننى لم أكن سوى تلك الأداة التى استخدمتها لتظل هى بأمان...
توقفت سابين للحظات تحاول أخذ أنفاسها وعينيها تذرف الدموع وأمسكت بأيدى إستيفان ووضعها موضع قلبها قائلة بتحسر:هنا يحترق ولا أعلم كيف أخمدها...أرجوك إستيف إجعله يتوقف إنه يؤلم وأنا لم يعد لدى قدرة على تحمل الألم أرجوك....أرجوك إجعله يختفى أرجوك....فأنا لم أعد أملك الطاقه لأتقبل مثل ذلك الألم خاصة منها هى....لما؟!..واللعنه لما جعلتنى أتالم هكذا وأنا لم أحب أحداً كما أحببتها هى؟!..قالتها وقد عادت شهقاتها لترتفع وبكائها يزداد بقوة وجسدها اهتز بعنف من جديد...وهى تررد كلمة لما بين كل شهقة والأخرى...
إمتلأت عينى إستيفان بالدموع هو الأخر وهو يقربه لصدره من جديد يضمه بقوة...وهو يقبل رأسها وينظر أمامه بعيون قد إسودت من شدة الغضب...قائلاً بصوت هادئ لكن يوجد بين طياته عذاب سيواجه من تسبب بإيلام صغيرته:سيذهب ألمك صغيرتى سيرحل لن أجعله يدوم أقسم أن أريح قلبك...أقسم بحبى لك أن أريح قلبكِ من ألمه...ظل يربت على ظهرها ورأسها بحب يهدهدها ك طفل رضيع حتى سحبها النوم من جديد...فقد أرهقت من كثرة بكائها ونامت بين أحضانه...
وحين تأكد أنها سقطت بسبات عميق وضعها على الفراش برقه وقبلها بين عينيها ودثرها جيداً...ثم إرتدى ثيابه وخرج من غرفته وعيناه تشتعل غضباً متجهاً لقاعة قصره...بعدما أمر حارسه بأن يأمر جميع قاتنى القصر بالحضور على وجه السرعه...
جلس إستيفان على كرسى العرش رأسه تستند على كرسيه مغمض العينين وصوت بكاء سابين لازال يسمعه وحديثها لازال يتردد بين ثنايا قلبه فتسبب له الألم....كانت القاعه تمتلأ بين كل لحظة وأخرى إلا أنه لم يتجرى أحدهم على الحديث...فهالة الملك غير مبشره فقد أصبحت أكثر قتامه من ذى قبل...وهذا أثر تعجبهم فقد ظن الجميع أن بحضور الملكة سينتهى الأمر إلا أنه حدث العكس...لهذا ورغم امتلأ القاعه إلا أنه لم يتجرأ أحدهم على التحدث سواه هو....
ألفين بهدوء :لقد حضر الجميع إستيفان...كان عقل إستيفان وأذنيه تعيد ما حدث مع صغيرته ولم يعيده لأرض الواقع سوى حديث ألفين....مما جعله يفتح عيناه وينظر للجميع نظرات أصابتهم بالخوف...فقد كانت مائله للسواد من شدة الغضب كانت نظرات إستيفان تمر على وجوه الجميع بجمود...حتى توقفت على فكتوريا التى إبتلعت ما بجوفها متوقعه ما سيحدث فقد أدركت أن سابين أخبرته بما حدث بينهم...
استقام إستيفان وبدأ بنزول درجات الدرج بجمود وعيناه لم تبتعد عن فكتوريا التى شعرت أن روحها تسحب منها...فنظرات إستيفان ليست مبشره...اقترب منها إستيفان حتى أصبح على بعد إنشات قليلة منها وقال بصوت عميق دل على شدة إنفعاله:أتعلمين أن من تسببتى بإيلامها هى من تمنعى الآن من شق عنقك...إلا أننى أقسم لك أننى قد أفعلها إذا حدث وجعلتها تبكى كما بكت اليوم...ولن يمنعى أحدهم حينها حتى وإن كانت هى أفهمتى...
قالها بصوت أرعد قلبها وجعلها تبكى دون أن تدرك ذلك...وهى تؤمى له بشده غير قادره على الرد فقد إنعقد لسانها من شدة رعبها...
فنظر لها إستيفان بإحتقار وابتعد عنها وعن الجميع وخرج من القاعه...بينما نظرات الجميع توجهت نحو فكتوريا التى لم تعد قدميها تستطع حملها فسقطت أرضا وهى تبكى بقوة وجسدها ينتفض خوفاً....
فأسرعت النساء نحوها يحاولن تهدأتها وهن لا يعلمن شئ مما حدث سوى أن ما حدث بسبب مشاجره بين فكتوريا وسابين...
بينما نظر ألفين نظر ل ماكس نظرات فهمها ماكس جيداً مدركون أن القادم أسوء....ف إستيفان لم يخرج ما بداخله من غضب بعد...وصدق حديث العيون حين أتى حارس يظهر عليه علامات الخوف قائلاً بتوتر: الملك يأمر الرجال بالحضور للساحه الخلفيه للقصر...
مما جعل ألفين يبتسم ساخراً وهو يخرج مسرعاً...
فقد أتى وقت المرح....بينما ماكس يلعن وهو يتبعه هو والرجال يخروجون لملاقاة مصيرهم على يد صديقهم...وهذا لأن أحدهم جعل زوجته تبكى...
'اللعن على طريقة حبك لها التى ستسبب لها الكثير من الإصابات'..هذا أخر ما قاله ماكس وهو يخرج من باب القاعه متجهه لمصير لا يعلمه...
..يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب عماد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية