رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 14
قراءة رواية بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بدون ضمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع عشر
يوم جديد يشق طريقه إلى الدنيا، جلست فريدة بداخل شرفه المنزل وهي تنظر حولها بنظرات شـاردة و تراقب حركه المرئين، أصبحت غير راغبًا في أيّ شيء وكلّ الأشياء التي اعتقدت أنّها أحبتها، فقَدَت معناها تمامًا. رغم أنها كانت تخشي حدوث ما يحدث لها الآن ..!
وهذا المختل أيضا الذي من المفترض زوجها؟ لقد وصل به الجنون لتبرير الفواحش الذي يتنزها عن كل فاحشة ويبرأ من كل خطيئة بأنه هذه اقل حقوقه ويطالب بها دوماً.. وصل به الانحدار أن يبرر لنفسه اعتداءه عليها مجرد حق !. وهي أين حقوقها بكل ذلك ؟.
كم تريد أن تتحرر من سطوته وتملكه بأنهزام نفسي، فهي تتعرض لكل هذا الألم و.. الانتهاك بالمكان الذي وضعها أبيها به معتقد انها ستجد الأمان فيه!. و معتقد تأمين حياتها القادمة سيبدأ من هنا ؟ بينما هي تجرعت من الألم هنأ اكثر مما فات .
كانت قدرتها الهائِلة على الصبر، تجعلُ الناسَ أحياناً يظنونَ أنها لا تشعر.
بينما في الأسفل كان حسام يسير بالشارع و محمل بيده ببعض أكياس الطعام، رفعت تلك السيدة حاجبها للأعلى لتبدي تهكمها وهي تقول الى تلك الجاره التي تسكن جانبها وتطل من شرفتها هي الأخري
= شوفي يا ام محمد ياختي مهنناها كل يوم اكل جاهز، مش عاوزها تطبخ وتتعب عروسه جديده بقى
مطت الأخري فمها للجانب هاتفًة بحسرة عليها
= اه يا أختي حسرة علينا وعلي بختنا اللي ما بيجيب معاه كيس لب حتي.. هي مش البنت دي برده ذي ما سمعنا اللي سجنته واغتصابها وحامل منه دلوقتي!! اللي يشوفها دلوقتي ما يشوفهاش زمان كانت بتعمل في ايه؟ صحيح مصارين البطن بتتعارك
مصمصت شفتيها تضيف بتهكم
= ما هي نجدته من حبل المشنقه لما اتنزلت عن القضية، أكيد دلوقتي بتربيه هي واهلها وخايف منهم واتعلم الأدب عشان كده ايدلها صوابعة العشره شمع
ردت عليها مبتسمة ببلاهة
= ده ما بقتش اشوفه بيطلع علي النواصي ويعاكس البنات زي زمان ولما بيخرج من البيت زي ما انتٍ شايفه كده بيبقى محمل اكياس اكل.. الجواز علمه الادب برده
حدقت بها متسائله بسخرية وهي تضحك
= الجواز برده اللي علمه الادب ولا هي ؟ يا ترى مهنيها في ايه تاني غير الاكل الجاهز .
حقيقة من قال المظاهر خادعة والصور كاذبة
هل يعرف أحد ما مخبأ داخل البيوت؟ إنه يعد الطعام كل يوم بنفسه فقط من أجله! لأن فريدة رفضت فعل أي شيء له أو تقاسم الطعام معه، وغير ذلك يرفض السماح لها بالذهاب وحدها إلا مع والدته ، وتذهب إلى الطبيب للاطمئنان على جنينها وعندما أرادت الاستفسار عن السبب صدمها بإجابته بوقاحة
= لا يا حلوه مفيش نزول لوحدك ما انا مش عارف اللي فيها وقبل ما تعرفيني كنتي تعرفي مين وبتمشي معاه؟ انا سمعت انك كنتي مخطوبة ومش عارف العلاقه بينكم كانت لحد فين ومش معنى ان انا اول واحد لمستك تبقي شريفه وعفيفه ما انتٍ ممرضه وعارفه اللي فيها والبنات دلوقتي بتعمل ايه عشان تداري على الفضيحه .
عندما سمعت ثرثره الجيران حولها لم تعرف اتحزن لأجلها لأنها تعيش مكسورة و وحيدة أم تحزن علي الآخرين وهي تراهم كم يحسدوها على تلك العيشة وهم لا يعرفون شيء ؟.
هزت رأسها بأسف وعادت لشرودها .. فليت يعيشون مكانها للحظه واحدة، ليعلموا ما هي التعاسة الحقيقة .
فالضحية لا يمكن أن تغفر للجاني !! مهما فعل وحتي وان قضي علي أحزانها بأكملها ؟. لان ببساطة لا يوجد شئ بالحياة يسمي زواج من مغتصبها .
❈-❈-❈
في منزل تسنيم، نظرت هي إلى ليان بعدم تصديق ثم خلال لحظات بدأت ان تضحك بشده على حديثها، لتتظر نحوها ليان بدهشة و اغتاظت وهي تنهض للرحيل من منزلها بعد أن رأت استخفافها بالأمر وهي تضحك وتستفزها بذلك، زمت فمها قائلة بضجر
= تصدقي انك بارده يا تسنيم و ما عندكيش دم اقول لك اخوكي شكله بيخوني فعلا ولقى اللي بيدور عليها عشان يتجوزها تضحكي عليا؟ ايه الموضوع جاي على هواكٍ انتٍ كمان طب يا اختي ابقي دوري معاه على عروسه أحسن
توقفت عن الضحك ثم أبتسمت لها إبتسامة عريضة وهي تنهض خلفها تحاول منعها من الرحيل من منزلها وهي غاضبه هكذا
= استني بس يا هبله انا بضحك عليكي عشان انتٍ قلتلي في الأول ان أيمن بقى يتاخر الايام اللي فاتت ويرجع متاخر مع انه ما كانش بيسهر برة! وشكله بيقضي وقت سعيد مع العروسه الجديده او احتمال يكونوا كمان بيقضوا شهر العسل.. وانا بضحك عشان المواعيد اللي انتٍ قلتهالي وقت رجوعه بيكون عندي مش مع واحده زي ما انتٍ فاكره
نظرت لها وهي عاقدة حاجبيها في إندهـاش وشعرت بالشك نحوها فسألتها بغيظ
= انتٍ بتاخديني علي قد عقلي وهو هيكون عندك الأيام دي بيعمل ايه؟ ما هو بيروحلك الصبح بدري أو حتى لو بعد الشغل زي ما بتقولي آخره معاكي ساعه ولا ساعتين من امتى وهو بيبات معاكي المده دي كلها .
رفعت حاجبها للأعلى وصرت على أسنانها قائله بجدية
= يا بنتي والله ما بكذب انا الاسبوعين اللي فاتوا وقعت على رجلي في الشغل و ما رضيتش اقول له في الأول بس هو جه مره وشافني ومن ساعتها زعل واتضايق أوي ان انا ما اتصلتش بيه قلتله بس انا كنت عارفه اللي فيها وموضوعكم عشان كده ما رضيتش اشيله همي، ومن ساعتها بقى يجيلي كتير عشان يساعدني في شغل البيت ويقعد معايا وكمان ساعات بيروح معايا المستشفى عشان الجلسات اللي كنت بعملها لرجلي
نظرت ليان لها بنظرات صادمة فإزدادت حيرتها وسألتها متوجسة
= بجد! انا اول مره اعرف موضوع رجلك ده وبعدين انتٍ قدامي كويسه اهو
هزت كتفيها في إيجاز، وأجابتها بخفوت
= عشان الموضوع كان بسيط والجلسات الحمد لله اللي عملتها سرعت شفايه، يا ليان اقسملك بالله ما بكدب وانا لو اعرف حاجه هداري عنه ليه؟ ماهو قالها لك في وشك هتجوز عليكي
بدأت أن تقتنع بالأمر ثم ابتسمت لها قائلة بهدوء
= سلامتك ما كنتش اعرف معلش حقك عليا .. ما هو كله من اخوكي اللي مخليني مش شايفه قدامي ولا عارفه اعمل ايه بسبب موضوع جوازه وانه مش راضي يسامحني .. انا تعبت والله يا تسنيم عملت كل اللي بأيدي عشان يسامحني ويصدقني بس الثقه ما بينا مش عاوزه ترجع تاني .
تنهدت الأخري بهدوء وهي تمعن النظر بعينيها
= عاوزه نصيحتي وتسمعي بيها؟ بصي يا ليان اول ما أيمن اتعرف عليكي واتجوزك انا اعتبرتك زي اختي بجد واحنا الاتنين بقينا نتعامل على الأساس ده وانا بصراحه ما شفتش منك حاجه وحشه من اول جوازك بايمن.. إلا الموضوع ده؟ المهم يعني بلاش نفتح في اللي فات، عارفه اللي خليني ارجع واكلمك تاني بعد ما اتصدمت فيكي .. ان حطيت قدامي انه لو ليا اخت وحصل لها كده هتبرى منها ولا هساعدها خصوصا لو كانت فعلا ندمانه ؟.
نظرت لها بامتنان شديد فهي بحاجه كبيره الى ذلك الدعم، ثم صمتت للحظة ومن ثم تشدقت قائله بتعب
=و رحمه ابويا انا ندمانه فعلا يا تسنيم، عارفه ان انا عملت غلطه صعبه على اي راجل يغفرها بس اهي حصلت! وانا مش هقدر اغير الواقع عشان كده بحاول اصلح اللي جاي بس اخوكي مش مديني الفرصه دي خالص .
نظرت لها بإهتمام وأجابتها بهدوئها المعهود
= اديكٍ قلتيها بنفسك اللي انتم بتعملوا انتم الاثنين ده مش هيغير الواقع، وانا لو كان ليا اخت فعلا وغصب عنها غلطت الغلطه دي! كنت هقف جنبها واساندها واحاول احتويها وافهمها ان ما ينفعش تحت اي ظرف تضعف بالشكل ده ولا تعمل كده عشان ما يتقالش عليها خاينه، وانها كان الافضل ليها تبعد طالما حاسه بالاهمال وانها محتاجه شخص في حياتها بدل ما تخلي واحد زي ده يمسك عليها ذله وينزلها في نظر نفسها ونظر اللي حواليها
تنهدت ليان بعمق وشعرت من تأثير كلمات تسنيم برغبه عنيفه بالبكاء فدائما الجميع يشعرها بالاهانه وكسر كرامتها حول ذلك الخطأ الغير مقصود! وكانها هي البشر الوحيده على الأرض أخطأت .. ولا يريد احد منهم النسيان واعطائها فرصه ثانيه لتثبت للجميع مدى ندمها و انها فتاه على خلق طيبه، فتلك التجربه كسرت بها أشياء كثيره! وليس الكسر داخلها فقط؟ بل تشعر بالانكسار كلما نظرت الى عين احد واشعرها بالاحتقار والاهانه..
وضعت يدها على فمها لتكتم تلك الشهقة المتآلمة والتي صدرت تلقائياً منها ..
ثم هبطت دموعها بمرارة فهي لم تتصور أن تكون زوجه خائنه بيوم وتخون ايضا ثقه الجميع، هي إعتادت أن تري نفسها في أقوى حالاتها لكن فعلتها بالماضي زلزلت كيانها و هـزت بقوة صورتها المحفورة في عقل الجميع...
نظرت تسنيم لها بإشفـاق وهي تقترب منها تربت فوق كتفها تخفف عنها و بهدوء وحــذر اردفت بتوضيح
= انا مش بقول كده عشان تعيطي ولا انا بطل على الغايب عشان اعرف اللي جواكي وانك فعلا لو حصلت تاني وايمن اهملك هتعمليها تاني وتضعفي ولا لاء؟ بس انا ليا في دلوقتي لو عاوزه نصيحتي بجد يا ليان تجاهلي اي كلام يقوله لك أيمن من ناحيه هيتجوز ولا عمر ما يسامحك.. انتٍ تثبتي على موقف واحد و ما تجدليش ولا تردي عليه في النقط دي خالص و تسيبيه يبعبع بكل اللي جواه و على راي اللي قبلنا قاله اللي بيقول ما بيعملش واللي عاوز يعمل حاجه مش هيقول .
بدت تعابيرها غريبة إلى حد ما، وانتابها الفضول لمعرفة سبب تلك العبارات الغامضة، فتساءلت مهتمًا وقد رفعت حاجبها للأعلى
= مش فاهمه وضحي اكتر ؟.
إجابتها هي بجدية واضحة
= قصدي ان ممكن كل اللي بيعمله ده مجرد كلام عشان يحاول يرد اللي عملتيه وان فعلا لو عاوز يتجوز كان هيتجوز النهارده قبل بكره! وحتى لو واخد قرار النهائي انه مش هيسامحك ومش هيكمل في العلاقه دي، كان طلقك وريح نفسه.. بس هو ما عملش كده لحد دلوقتي يبقى معنى ايه؟ انه لسه جو حته صغيره متردد يسامحك ولا لاء ؟ وحته اكبر انه بيحبك بس مش عارف يسامح ازاي .. بس عقله وكرامته رافضين الرجوع ده و دلوقتي فبيحاول يخترع اي أسباب عشان يبين انه
مش فارق معاه وهيردلك اللي عملتيه .
مسحت ليان بأطراف أصابعها العبرات العالقة في أهدابها وهي تفكر بجدية بالحديث ثم اضافت تسنيم بصوت هادئ
= فانتٍ زي الشاطره تعملي ايه؟ تسكتي خالص وما تحاوليش تفتحي الموضوع ده نهائيا معاه ولا اللي حصل مطلقاً و أبدا، عشان يحاول ينسى ويعدي وتاني هام تعيشي حياتك زي ما كانت قبل الجواز عشان من ناحيه تانيه ترجعي جوزك ليكي فهمتيني ولا لاء ؟؟ .
حدقت ليان في وجه تسنيم بنظرات شاردة سارحة بأفكارها في صور أيمن زوجها التي غزت عقلها بالكامل، لم يطرأ ببالها مطلقًا أن تكون هي سبب اذيته في يوم؟ فهي كانت سابق تتلهف عليه بل وتجاذف من أجله.. لكن
قد كانت كالمغيبه عندما تحدثت مع طارق! وبدأت تنجذب الية؟
تحولت تعابيرها للارتخاء عند رأت تلك الابتسامة الصغيرة تتشكل على ثغر تسنيم وهي تدعمها للتغير الى الأفضل والمحاربه لكسب الحرب لصالحها وعوده الحال كما كان سابق بينها وبين زوجها.. فإن خسرت جولة واحدة أو اثنين معه، لا يعني هذا خسارتها للمعركة برمتها، مازال لديها من الفرص ما يمكنها من استعادته.
❈-❈-❈
هناك بعض الوجوه توحي لك بالتقزز من غير اي سبب.. نعم! لكن كأن لمهرة عده أسباب و ليس سبب واحد يشعرها بالنفور وبالتقزز تجاه زاهر زوجها، فكيف تحب شخص مثله وتشعر بالراحه من قربة البغيض و طيشة .. فاصبح عندما لا تفهم ماذا يريد يلجأ الى ضربها على الفور بطريقه قاسيه وعنيفه، هي لا تفهمه حقا وهو لا يسايرها بهدوء وليس لديه صبر كافي تجاهها .. فلم تخطئ حينما أصبحت تلقبه بينها وبين نفسها . الجزار !.
فعندما كانت طفلة صغيرة ، قبل أسبوعين من موسم الأعياد،أعجبت بخروف الجيران ، الذي اعتادوا إطعامه حتى تسمينه و يمكن ذبحه في العيد، و مهرة لم تعرف ذلك بالبداية لكن تعلقت بذلك الخروف و بدأت ان تطعمة و تجلس معه وتلاعبه كل يوم ! باستثناء أول أيام العيد تفاجأت بالجزار يذبحه دون رحمة، لم يفهم عقلها الصغير وقتها أنه يجوز قتله وكان ذلك من عادة عيد الأضحى .. ولكن بعد ذلك أصبحت تخاف من ذلك الجزار ووصفته بأنه لا يرحم. وذلك هو اللقب المناسب الى زاهر فهو لا يرحمها أبدا .
نظر لها وزاد قرب منها ليرى التوتر يزحف
ملامحها وتتهرب عينيها منه من الخجل كعادتها، بحركة خفيفة أشرف عليها لتغمض عينيها فورا وتنقبض ملامح وجهها ويبدا جسدها بالارتجاف وذلك يفصلة من متعته !! مسح بكف يده على وجهه بحدة، و شعره كمحاولة منه لتهدئة وتيرة غضبه..لهثت مهرة بصعوبة بالغة وهي تحـاول ان تتمادى معه فيما يريد حتى تتحامى من تهوره وعندما لم تستطع قالت مبررة
= غصب عني مكسوفة .
نظر لها قليلاً، واستدار عنها موليها ظهره وبعنف تحدث
= ما هي المصيبة في كده ذي كل مرة، انك بتتكسفي !
ارتبكت مهرة لوهلة متعللًا برعب من تهورة نحوها و فكرت بصوت مسموع
= يعني ايه مش فاهمة ؟! هو الكسوف حاجه وحشة
التفت بوجهه و زاد عبوسة وأظلمت نظراته وهو يقول بشراسة ليتمادى وهو يوكزها
= آه وحش لما يكون مع جوزك اللي مسموح لي يعمل اي حاجه معاكي وانتٍ بترفضي، و مش عاوزة تتغيري حتي.
خافت منه لتتراجع للخلف وسألته باندهاش عجيب
=اتغير ازاي يعني ؟!
اقترب منها أكثر وعاد يوكزها مجدداً وهو يهدر عالياً بجدية
= مش كل حاجه ينفع تتقال ما تحاولي تشغلي مخك شويه وتتعلمي من نفسك.. يعني هقولك ايه انتٍ هتجـننيني بسذاجتك ده ! انتٍ مش طفله صغيره هاه ؟؟. مش طفله انتٍ دلوقتي واحدة متجوزة
انتفضت مهرة مع كلماته ووكزاته، و دون أن تطرف عيناه وأكمل بنبرة قاتمة
= المفروض تعرفي جوزك بيحب إيه؟ و ما بيحبش ايه ؟! انتٍ مش ناقصك حاجات كتير بس فيه حاجات مقدرش اعلمهالك .. كل مرحله وليها تغييرها يا مهرة .
همست له بصعوبة وهي تحاول ابتلاع تلك الغصة المريرة التي تزيد من إختناقتها
= طب ليه لازم اتغير.. ما ابقى زي نفسي وأنت تتعود عليا كده.. انا مبحبش كده !
كور قبض يده بعنف ضاغطاً على أصابعه بغلظة وهو يقول بعصبية متشنجة
= انا بقي بحب و بموت في كده .. مهرة انتٍ مراتي وحرام تعصي جوزك يعني الحاجات اللي بطلبها منك دي لما بترفضيها بتاخدي كمان ذنب ! ربنا كده هيزعل منك، ليه متسمعيش كلامي وتحاولي تغيري من نفسك شوية ؟!
إبتلعت ريقها بتوتر رهيب ، ونظرت له بخوف وهي تردد بتلعثم
= برده مش فاهمه اتغير ازاي ؟ ما انا بسيبك تعمل اللي انت عاوزه هو انا بقدر اعترض ؟.
استشاطت نظراته أكثر صارخًا فيها بنبرة مغلولة
= هو انتٍ ما فيش على لسانك غير مش عارفه ومش فاهمة؟؟ ما هي اصلا دي المشكله انك ما بتعمليش حاجه؟ انك مش بتتجاوبي معايا؟ انك مش عاوزه تفهمي انك بقيتي دلوقتي ست متجوزه مش لسه عيله صغيره بتتفرج على كرتون .. هو انا بموتك بتتشنجي كده ليه لما اقرب منك
لأن كـان إقترابه منها مخيف إلى حد الموت لها بالفعل، فنظراته كانت تذبحها قبل لسانه.. و قسمـات وجهه تعبر عن تلذذه بما يفعله بها ..
بينما هي كانت تتألم، وتلك النقطه التي لا تفهمها لماذا يستمتع بالام الآخرين؟ ثم دفعها للخلف وهو يتابع جنونه وهوسه
= عاوز احس انك معايا بجد.. عاوز اشوف جسمك وانتٍ في حضنی.. عاوز احس اني متجوز ست.. عاوز احس اني متجوز اصلا .. اعمل معاكي ايه تاني صبر وصبرت عليكي؟ بحاول دلوقتي اتكلم معاكي بهدوء وبرده مش فاهمه .. الظاهر ان انتٍ مش بتيجي غير بالضرب وانا حذرتك بلاش تشوفي وشي تاني وانتٍ مصممه تعصبيني
وقبل أن تفر من طيشه ! صفعها متعمدًا إيلامها و سدد لها عده ضربات قوية في أنحاء جسدها، رفعت ذراعيها أمامه محاولة الاحتماء منه علي الفور، لكن لا جدوى فقد أطلق العنان للوحش الطائش بداخله تأوهت صارخة بألم كبير وهي تجاهد لحماية وجنتيها
= لأ.. لأ حرام اللي بيحصل ده فيا، حرام ...!!
لم يشعر بنفسه وهو يواصل صفعها بوحشية على وجهها جاعلاً إياها تنزف بغزارة من أنفها ومن بين شفتيها.. رفعت رأسها للأعلى ونظرت له بأعينيها الباكية وأمسكت بكفه ليتوقف عن ضربها لكنه لكمها بقسوة بوجهها اكثر، لتصرخ متآلمة وتابعت بنبرة مرتعدة بصوت باكي
= آآآه ، كفاية ، آآآه
بعد فتره توقف عن ضربها أخيرا عندما شعر بالتعب فقط وجلس على طرف الفراش، نظر لعيونها الباكية وأغمض عيناه بعنف ثم فتحها واقترب منها لتتراجع هي للخلف بخوف و رعب و فكرت أنه يريد ضربها مره ثانيه،لكن أمسك وجهها بين يديه لينصدم من الدماء التي تسيل بغزارة من فمها، وانفها، أخذ نفسا عميقاً ووضع جبهته على جبهتها وبأمر تحدث وهو يمسح بأنامله دموعها والدماء من أنفها وفمها
= شفتي بتوصليني لفين؟ اللى انتٍ بتعمليه دة بيجبلك الضرب.. قلت لك طوعيني أحسن ليكٍ وليا. انتٍ مش حمل ضربي هتموتي في ايدي في مره
نظرت له بألم ولم ترد .. لكن ليته يفعل! ليتها تموت وتنتهى كل هذه المأساة التي تعيشها معه! ربما موتها هي سيكون أسرع وسيلة للفرار من كل هذا الدمار الذي يلاحقها بسبب بطش هذا المختل .
❈-❈-❈
وقف حسام وهو يراقب تعابير فريدة وهي تقف أمامه بالمطبخ تصنع اليها الفطور، ليبتسم تلك الابتسامه الخبيثه وهو يفكر اليوم ماذا سيفعل معها حتى يستمتع بازعاجها وغضبها،
فهو يتحين الفرص التي تمكنه من تنفيس غضبه واحقاده بها وهذا وحده يزلزل كيانها ويورثها فزعا تفشل في تخطيه.
فلم ينسى ان تلك الفتاه تمردت بيوم وارادت ان تحطمه ليقضي باقي حياته داخل السجن
ثم المصائب التي تولاها عليه بسببها، ولم يصغي إلي حديث والدته عندما حذرتة من مضايقتها والافضل ان يعيش حياته القادمه دون مشاكل.. فهو إنتظر لفترة حتى خرج و بادت قريبه منه و صارت بين يديه ليفعل بها ما يريد دون أن ينقذها أحد من عقابة الجسيم ..
كان يشعر بتلذذ وهو يري ثاثيرة عليها حتي عندما نـالها رغماً عنها يوم زفافها وإستمتع مجدداً، بشعور بالإنتصـار وإثبات رجولته وأنها ضعيفة، يعلم أنه أخذ غرضه منها بوحشية واستمتع بكل لحظة أثبت فيها أنها لم تعد صالحه لشئ و ستظل عاجزة لتلك الذكريات .. وأصبح هو الذي لدي حق وليست هي !!
وضع كفيه على منتصف خصره مثبتًا أنظاره لظهرها وهي تصنع بعض السندوتشات لها لتتناولها، و كانت عيناه تطلقان شررًا مخيفًا، لكنه أقسم ألا يجعلها تهنأ أبدًا في ليلتها و سيذيقها من الآلام ما يروي عطشها.
بينما كانت تحاول فريدة أن تضغط على نفسها وتتحمل ذلك الوضع و تهتم بصحتها لاجل طفلها، وفي ذلك الأثناء شمـر عن ساعديه وهو يقترب بجسده نحوها حيث وصـل إلى حيث تقف هي ثم إنحنى بجذعه للأمام عليها وأسند كفي يده على مسندي كتفها فحاصرها بين ذراعيه حول خصرها، انتفضت فريدة بخضه ونظرت له بشراسة لتبعد يده عنها بنفور وعنف
= بتعمل ايه؟ انت اتجننت اوعى سيبني
صـر على أسنانه بغلظة وهو يرمقها بنظراته المتوعدة قائلاً
= في ايه انا سبتك الاسبوعين اللي فاتوا وكبرت دماغي منك وقلت لك مش هتنازل عن حقي.. و الحق يتقال أنا ماتبسطش في حياتي إلا معاكي بس يا مزة
أشارت له بسبابتها بصوت هادر بتحذير
= ابعد عني وحاسب على كلامك .. قلت لك مش هتلمسني ولا بمزاجي ولا حتى غصب عني! وده مش كلامي ده كلام الدكتور و خصوصا الشهور الاولى في حملي ولو مش مصدق ابقى أسأل مامتك اللي بتيجي معايا بدلك للدكتور
نظر لها بتسلية وهو يهمس لها باستفزاز
= يعني ايه ان شاء الله تبقى قدامي وحلالي وما قربش منك .
نظرت فريدة له باحتقار و نفور فكل يوم يزداد كراهتها نحوه فهو حقا مثال حي للرجل النطع،
ثم أردفت قائله بفتور
= كل اللي يهمك ده وبس؟ متحسر أوي اني محسوبة عليك جوازه ومش عارف تستفاد مني بحاجه مش عارفه انت اللي من جنسك محسوب راجل ازاي
لم يعلق عليها حسام بل استمر في حدجها بنظراته القاسية المنذرة بكل شر، وبسرعه باغتها بضربة موجعة أعلي وجنتيها ولوي ذراعها بقسوة شديدة حتي كاد أن يكسرة، لم تتحمل ذلك الألم وصارخت فيه بنبرة متآلمة
= اه سيبني، حرام عليك ایدی هتتكسر في ايدك
لم يتركها بل شدد على ذراعها أكثر و مال على أذنها، وقال بعلو صوته ببرود مستفز
= ما تتكسر یا فوفه علشان لما تبصلها وهي مکسوره تفکری کویس قبل ما تغلطی یا مدام..
اياكي ثم اياكي تفكري تغلطي فيا تاني عشان انتٍ اللي هتزعلي في الآخر مش انا .
قاومت بصعوبة إنسياب عبراتها، فقد تعبت حقا من تلك التضحيه التي اهدرتها نفسها مقابل سمعت عائلتها، وبالمقابل ستعيش حياتها مع شخص مختل وعديم الرحمه، ضغطت على شفتها السفلى تكتم وجعها من ضغطه الشديد على ذراعها، ولكن هو لم يكترث لكل ذلك أو يشعر بالعطف نحوها بل زادت شراسته هادرًا
= غوري وانتٍ ما بقاش ليكي نافعه حتي .. وجودك زي عدمه، بس وماله الصبر حلو شهرين كده نستنى ونشوف ايه الدنيا .. وابقي حاولي توقفي قدامي وتمنعيني ثاني مره من حقي .. هاه حقي ! اصل الكلمه دي شكلها بتفور دمك أوي عشان كده هقولها دايما
تركها أخيرا بعنف شديد وتلمست بيدها ذراعها تدلكة لتخفيف الآلام وإختنق صوتها أكثر وهي تقول بوهن
= مقرف وحقير بكرهك .
إبتسم لها بإبتسامة مستفزة ، ورمقها بنظرات إحتقارية وهو يهمس بتشفي
= مش اكتر مني يا فوفه، ربنا يعلم اللي في قلبي ناحيتك قد ايه؟ انا بره اعملي لي حاجه اكلها معاكي اهو يبقيلك نفعه ثانيه في البيت .
لتهز رأسها بأسف علي حال نفسها التي وصلت إليه فقط لخوف أسرتها عليها من مواجهة الحياة بعد أن اصبحت في نظر الجميع فتاه ساقطه لانها اغتصبت وحامل بطفل! لذا توقعت أسرتها بان زواجها من ذلك الشخص هو الحل الأبدي فكيف ستواجه ذلك المصير المجهول بمفردها !! و بلا رجل .
فأين ذلك الرجل !! هي لا تفهم كيف ترى عائلتها مغتصبها رجل، هي أصبحت لا تعرف معنى كلمة رجل بعد ان عشيرته مدة قصيرة ؟ فذلك الشخص لا ينطبق عليه ذلك الوصف مطلقاً، سابقة ظنت فيما مضى أنها أحبت أسر خطيبها حتى رأت تخاذله وضعفه لترى حبها لها وهما كبيرا .
بل وحبه الذي كان يتشدق به ليل نهار ليس
سوى كذبه لا تدرك معناها فهل الحب هو البعد في اكثر الأوقات التي تريدة وتحتاجة وهو يخذلها بمنتهى البساطه ويفكر في مصلحته فقط.. هل الحب هي اللحظات التي يغتنمها حسام زواجها ويقضي على روحها فيها .
فبالطبع لا الحب هو الإحتواء في الابتلاء .. في الشدة في لحظات الانكسار، وهي لم تجد هذا لذا تشوهت صورة الحب المزعوم بناظريها وما لبثت أن أصبحت عبئا يثقل صدرها .. رفعت فريدة رأسها وظلت محدقة بالفراغ وكانها تشاهد حياتها التي تمر أمامها وبمنتهى القسوه تضيع أيامها الحلوه وتتحول الى مرار !
وضعت يدها أعلي قلبها.. و استمعت الى خفقان شديد و كأنه يصدر آه .. ظلت شاردة بواقعها وهي تردد إلي نفسها .
اسف يا نفسي اخطأتُ في حقك ، هل تقبلين اعتذاري ؟ ضغطت عليك كثيرا لتكوني كما ارادوا ظناًّ ان برضاهم يكتمل مشواري ، اسف لأني بنيتُ اسوار سعادتهم ، بحطام انهياري
ورسمت البسمة على شفاههم ، بدمع قلبي و انصهاري ، تركتكِ يا نفسي تموتين عطشا و سقيتهم بدماء احتضاري وصدَّقت ان القلوب التي عشتُ ارويها حبا صادقا ، لن تسمح بانكساري وفي الحقيقة لم يأبه احد لانكساري .... نهبوا اوراق ربيعي من اغصاني ، نهبوا كل ثماري جعلوني اندم أَنَّ نفسي لم تكن اولويتي و اختياري ودفعت الثمن الكثير من عمري ، لأشتري درسا تلخصه بضع كلمات افصح بها عن قراري :
نفسي اولا و ثانيا و ثالثا ... لن اغيرها مجددا من اجل احد لن اضغط عليها ... سوف اعتني بها من الآن فصاعدا و إن قبِلَت اعتذاري ...!
❈-❈-❈
''إقتنعت برحيلك ، ولكنني لا أعلم لماذا أنتظرك حتى الآن .!''
في منزل أسر، صعدت شيماء الدرج وفتحت باب المنزل ودلفت لتضع اولا كتبها والمفتاح فوق السفره التي موضوعه بجانب الباب، لتخطي اول خطواتها لتلمح أخيها يقف بداخل الشرفه وينظر الى الاعلى بشرود فهمت على الفور بمن يفكر، اقتربت منه بهدوء وقالت مبتسمة بخفوت
= وحشتك مش كده؟ ماكنت قدامك يا أسر هو احنا ليه ما بندورش على الحاجه غير لما بضيع مننا
نظر لها بطريقة غريبة وقال بنبرة حزينة للغاية
= عشان بنعرف قيمتها متاخر، وحتى الندم مش هيفيد في حاجه عشان كده السكوت أحسن .
هزت شيماء رأسها بيأس وقالت
= وتفتكر هي مبسوطه ولا انت كمان؟ ولا حد منكم هيعرف ينسى اللي حصل .. يا ريتك ما بعدت يا اسر وسبتها للدنيا كده تظلمها اكتر
ابتلع ريقه بتوتر و سألها بجدية واضحة
= هو انتٍ لسه بتتواصلي معاها يعني بتكلميها و على اتصال مع بعض زي زمان؟
زفـرت شيماء بضيق وهي تجيبه بنفي
= للاسف من بعد ما سبتك وهي بطلت ترد على مكالماتي بس فريدة مش من النوع انها ممكن تعاقبني على اللي عملته أنت معاها، هي بس بتحاول تقطع اي صله كانت بيك عشان تنسى .
أجفل عينيه بألم وأخذ نفساً عميقاً زفره بندم ليجيبها بإحباط شديد
= تنسى! ماشي عقبالي انا كمان ما أنسى .
غادرت شيماء وتركته مع ذكرياته المؤلمة و
بعد فترة ، اقتربت منه والدته وألقت عليه اللوم بشدة فقد اتصلت بها نرمين واشتكت لها من إهمال أسر لها، ولم يعد يرد على مكالماتها.. حاول آسر التهرب منها كثيرًا ، لكن والدته أصرت على أن يخرج معها اليوم ويتصالح ، وتحت ضغط شديد وافق باستسلام.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية بدون ضمان, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية