-->

رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 16 - 1

 


 قراءة رواية بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية بدون ضمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


  الفصل السادس عشر

الجزء الأول

❈-❈-❈

في منزل زاهر، عندما رأت مهرة والدها أمامها جحظت بعينيها في عدم تصديق ثم تهللت أساريرها لرؤيته وركضت في اتجاهه لترتمي في أحضانه وبقيت هي فيه لفترة متشبثه به 

وتركت لعبراتها الفرصة لتنهمر على وجنتيها و أجهشت بالبكاء قائله بلهفه شديد


= أبـويـا !


ربت زكريا على ظهر إبنته وأبعدها عنه ثم بنبرة هادئة قال لها 


= أهلا يا حبيبتي وحشتني يا عروسة


نظرت له وهي لا تعرف مشاعرها تلك هل هي فرحة لرؤيته أم أنها معاتبة منها لما فعله بها، ثم أمعنت النظر في ملامحه جيداً ، ونظرت إليه بسخرية مريرة لتقول بتوسل


= عروسه! ابوس ايدك يابا خدني معاك ما تسيبنيش هنا .. انا بموت هنا حاسه هيجريلي حاجه 


فإنتابه القلق والحيرة وهو يسألها باستغراب شديد


= مالك بس يا مهرة ؟ عماله تعيطي ذي العيال الصغيره كده و تشحتفي ليه


ابتلعت مهرة غصة في حلقها ونظرت إليه بجدية وقالت بنبرة عتاب بعينيها المغرورقتين بالدموع وهي تتابع ردة فعله


= يعني مش عارف هو عمل ايه فيا ؟ دة كل يوم يضربني علقه و التانيه ما تبص في وشي وانت تعرف، انتوا عملتوا فيا ايه لما جوزتوني لواحد اكبر مني .


إنتحبت وهي تحاول الاستنجاد بوالدها لكي ينقذها من ذلك الجزار ولكن بدون أي جدوى لأن أجابها بلهجة حادة 


= يعمل اللي يعمل ده جوزك وإنتٍ ملزمة منه دلوقتي، ومن حقه يتصرف معاكي زي ما يشوف.. وبعدين بطلي تعصبي وهو ما يضربكيش هو انا مش عارف دماغك الناشفه


مسحت عبراتها المنهمرة وقالت بصوت مصدوم للغاية وهي تتأمل هيئة والدها الجامد


= هــاه ..آآ.. ايه؟ ايه اللي بتقوليه ده يابا .. إنت.. مش شايف شكلي بقى عامل ازاي ده انا لسه ضربه معلم فيا؟ معلم ايه؟ هو انا الضرب اللي في جسمي بيلحق يخف! ده كل يوم والثاني يكسر عضمي.. وانت بدل ما تتكلم معاه حتى وتقول له ما يعاملنيش بالطريقه دي

تقولي انتٍ اللي بتعصبي ؟!. 


لوي ثغره للجانب بضيق وبنبرة جامدة تحدث


= اقول لمين؟ وانا مالي هو مش جوزك وانتٍ دلوقتي مسؤوله منه هدخل انا بينكم ليه؟ وبعدين ما انا قلت لك اللي فيها بطلي تعصيه وهو هيعاملك كويس انا عشيرته كتير وعارفه ما بيحبش الحال المايل 


بدأت تبكي بصوت مكتوم ثم قالت بصوت مختنق باحراج 


= يابا ده.. آآ ساعات بياخدني بالغصب ده أنا بـآآ.. بنزف كمان دم وبحس بوجع ومحدش حاسس بيا


تنهد زكريا بإنزعاج ليواجهها بتعابير وجهه الغير مقروءة ثم بكل برود أجابها 


= معلش بكره تتعودي على طبعه.. كل البنات بيبقوا كده في الأول وبعد كده بتلاقي نفسك أخذتي على طبعه وما يبقاش في مشاكل زي الأول وبكرة وشك ينور وياجي على الجواز


شعرت هي بالمرارة يجتاح حلقها ونظرت إليه بيأس وهي تهدر متسائلة بعصبية


= إنت شايف كده يابا ؟! كتر خيرك يابا معلش هي غلطتي من الأول اني جايه اشتكيلك ونسيت ان انت اللي بعتني ليه و قبض تمني 


انتفض زكريا أثر كلماتها مرتبك قابضا علي ذراعها بقسوة وضيق 


= بتقولي ايه يا بنت الكلب انتٍ، فلوس ايه اللي بتتكلمي عليها وتمن ايه.


قالت مهرة بإستياء وهي تدمع بعينيها بقهر


= ما تحاولش تنكر لانه قال لي كل حاجه يوم الفرح ان انت قبضت ١٠٠ الف منه وابنك كان بياخد منه فلوس كل يوم و الثاني عشان يميل دماغك وانت أما صدقت و بعتني لي.. و بسببكم كل يوم بيذلني بالحكايه دي و يضربني! انتوا قبضتوا وانا بدفع التمن .


ظل والدها على حالة الجمود تلك، ثم تحرك وابتعد عنها ليفتح الباب ويغادر لتنظر مهرة إلي أثر والدها بشرود ! جميعهم كاذبون. أبيها ، اخيها، حسناء ، جميعهم صور مختلفة لنفس واحدة .. زاهر الجزار الذي لا يرحم .


تلك الصورة المشوهة تكرهها كما تكره عندما يفرض عليها نفسه، ارتفع كفها يجمع تشعث خصلاتها الثائرة لتنحدر دمعة تعبر عن انكسار روحها لما تعانيه وينكره الجميع.. صور متباينة الخطورة والاختلال لشخص واحد يمكنه أن يبرر لنفسه ما تشتهى وإن عارض كل مبادئ أخلاقه .


فمن السهل جدا علاج الجسد لكن من الصعب علاج الروح!


❈-❈-❈


نظر سالم إلي تسنيم بتأمل إياها قبل أن يتقدم بخطوات ثابتة نحوها وهو ينده باسمها، استدارت برأسها نحوه على إثر صوته المميز و تفاجأت بوجوده اسفل منزلها للمرة الثانية، لم تستطع إخفاء علامات الاندهاش من على وجهها، ثم تداركت الموقف سريعًا، وحاولت الرحيل من أمامه بسرعه و تجاهلته وهي تمر من جانبه لكنه أسرع و امسك يديها بتلقائيه ليوقفها .


اشتعل وجهها كليًا بالغضب الشديد وهي تبعد يده عنها بحدة 


= سيب ايدي وبعدين هو في ايه؟ كل ما انزل هلاقيك قاعدلي هنا 


ابعد يده بسرعه معتذر، و بجدية تحدث مشيرًا بحاجبيه 


= اهدي بس! وانا مش همشي غير لما نتكلم المره دي و نلاقي حل للموضوع وتسامحيني 

عشان خاطري خلينا نحل الموضوع ده عشان طول على قله فايده 


نظرت إليه بضيق ثم ردت بعدم اقتناع وهي تكتف ساعديها أمام صدرها


= خليها مرة ثانية معلش أنا دماغي وجعاني ومصدعة جامد، وجسمي مكسر ومش قادرة امشي غير بالعافية .


عقد حاجبيه بدهشة ثم أردف بهدوء دون أن يخفي ابتسامته عن ثغره 


= ايه كل ده؟ فيكي ايه سليم ماشية بي علي كده بس؟! وبعدين احنا هانقول كلمتين في عربيتي.


أشار بيدة تجاه سيارته التي كان يصفها بالخلف ونظرت إلى حيث ما أشار إلى عربيته قائله باقتضاب


= حتي لو هنتكلم بس، الكلام بتعب منه وبالذات لما يكون معاك .


لاحظ ضيقها الطويل واكتفائها بالرد بالكلمات الموجزة، فقال متسائلاً باهتمام لينهي ذلك الجدل 


= طب.. حقك عليا، أنا مقصدش! واتاسفتلك وقلت لك مستعد اعمل اللي انتٍ عاوزاه عشان ترضي، يعني هتفضلي كده اجازه من الشركه وسايبه قضايا الناس 


التفتت نصف التفاتة نحوه بغيظ وهي تجيبه بصرامة مقصود منها 


= انا ما سبتش الشركه عشان واخدة اجازه، لا ده في واحد ابن حلال طردني عشان مفكر نفسه ناصح وبيفهم ! 


رغم كلماتها الساخطة التي من المعتاد تثير غضبة لكن هذه المرة ابتسم لصرامتها المحببة معه وهز رأسه قائلا بصوته الغليظ بغيظ 


= ما تبطلي تلاقيح بالكلام ما لو الموضوع مش يهمني ما كنت سبتكٍ تولعي ولا سالت فيكي حتي.. بس اعمل ايه؟ ضميري هو اللي موديني في داهيه وراكي غير كده لا كنت ..


لتستدير برأسها نحو سالم، وقاطعته بالحديث وقد تشنجت تعبيرات وجهها، وهي تقول موضحًا بحنق


= لا كنت ايه؟ بذمتك ده منظر حد جي يصلح الموقف.. اية هانعيدوه تاني؟ والله شكلك ولا جاي تصالح ولا حاجه وتلاقي في ملف اتسرق تاني منك وشكاك ان انا اللي اخذته برضه .


تشكل على تعابير وجهه ابتسامة متشوقة وهو يردد


=لأ خلاص توبة من دي النوبة! واديني اتعلمت مش هتهم حد تاني غير لما يكون معايا اكثر من دليل واحد؟ خلاص كده، وبالنسبه لموضوعك بقى هتفضلي بتهربي مني؟


صمتت لحظه تفكر ثم تنهدت بضيق وحاولت لملمة الأمور بينهما، فأردفت قائلة بهدوء


= طب ماشي انا هعديها بمزاجي بس عشان شغلي والقضايا بس مش اكتر، انما انت ولا تفرق معايا .. بس مش معنى كده ان انا مش هرجع إلا بشروط 


دس سالم يديه في جيبي بنطاله قائلا بمرح


=شكراً ده من زوقك، سمعيني بقى شروطك؟ 


قطبت جبينها مستغربه هدوء وابتسامته الغير متوقعة، نحوها لكنها لم تعلق لكن اكثر شيء اثار تعجبها مرحه بالحديث معها، ثم أومأت بعينيها قائلة باهتمام و بحذر


= اولا هتعتذر لي قدام الشركه كلها عن سوء التفاهم ده! وثانيا هتعمل لي اجازه كمان أسبوع مرضية عشان حاسه نفسي لسه محتاجه شويه راحه، و ثالثا بقى الطريقه المستفزه اللي انت كنت بتكلمني بيها ياريت ماتتكررش تاني ويكون بينا احترام متبادل ، استاذ نبيل كان بيعملنا كاننا اولاده مش شغالين عنده زي ما انت محسسنا طول الوقت 

وخلي بالك لو في حاجه من الطلبات دي اترفضت؟ انا هقدم استقلتي علي طول! وده مش تهديد لا دي امنيه والله نفسي اعملها من زمان واستقيل من الشركه دي من اول ما مسكتها حضرتك 


صدم مما قالته واكتفى بالإيماء برأسه وهو يردف بضيق وتهكم 


= خلي بالك انتٍ شكلك بتستغلي الوضع على فكره !. 


هزت تسنيم راسها برفض وعاتبته مردده برفق 


= ايه ده؟ لا طبعاً . 


نظر سالم إليها باهتمام ثم ارتسم على ثغرها ابتسامة متحمسة وهي تجيبه باستفزاز


= انا مش شكلي بستغل؟ لا انا بستغل فعلا الوضع وانت لو مكاني برده هتعمل كده، ايه فرصه وجد لحد عندي اقول لها لا ؟؟. 


كتم ابتسامته بصعوبه مبدي اعجبه بالأمر واستمتاع بالحديث علي ذلك النحو بينهما، ثم حمحم قائلا بضيق زائف


= كده وشي يعني؟ ماشي .


فغرت شفتيها مصدومة وهي تتسائل بتعجب وقالت 


= بس كده، مافيش كلمتين زيادة نفسك تقولهم وتعترض مثلا !


صمت للحظات وهي نظرت له بأعين قلقة   قبل أن يجيبها بصوت خفيض


= لا مش هعترض لاني موافق على طلباتك، اعملي حسابك بقى من اول الاسبوع اللي جاي  تنوري الشركه تاني بطلتك البهيه .. سلام .


شعرت بالدهشة ثم مد يده ببطء ليضعها علي كفها كتحيه وداع، نظرت مصدومة إلى يده التي تحتضن راحتها وبعدها هزت رأسها بإيماءة خفيفة وظلت ترمش بعينيها بتوتر ملحوظ متحرجة من فعلته تلك، ومع ذلك لم يندم على تصرفه المتجاوز، وظلت ابتسامته المشرقة تزين وجهه بالإضافة إلى نظراته المتأملة لها.


❈-❈-❈


خلال الشهور الماضية كان يحاول أسر جاهدا تحويل نرمين إلى نسخة متطابقة من فريدة لكن مميزات نرمين التي تختص بها دون فريدة تشعره لا فائدة من محاولاته.. فلا يوجد شخص مطابق للثاني فنرمين تختلف تماماً عن فريدة فهى تتمتع بغرور أو ثقه كبيرة بالنفس وشخصية قوية عن فريدة! حيث كانت فريده  توافقة الراي ولا تخالفة في شيء لكن نرمين دائما تعترض على قراراته، حتى وان حاول أقنعها تريد دوماً فعل ما تريده هي، بالإضافة لوضعها مخطط خاص لحياتها معه.. دون أن تجادله في خططه التي سبق ورسمها مع فريدة بل وضعت خطط أخرى؟ لا ينكر انها

أفضل في بعض الاشياء، لكنه اشتاق لهيمنته وسيطرته التي بدأ يفقدها بالتدريج.


فنرمين تمنعة بشخصيها القوية من التحكم فيها، كانت في بداية ارتباطهما تخجل منه وتنفذ كل ما يريد، لكن أصبح ما يريد عائقا أمامها فهي تحب أن تسير على خططها هي ولم تعد تسمح له برسم هيبه وشخصيته عليها .. وبعد فترة بدأت تخطط لهذه الأحلام دون حتى ان تاخذ رايه في أبسط الاشياء ؟ 


لكن لم يشعر بان تلك خطواتها التي تسير بها بحياتهم القادمه تفعلها عن حب! فهي لم تعبر عن حبها اليه بيوم الا بعملية شديدة .. لكن اذا نظر الى الموضوع من جهه اخرى؟ وسال نفسه هل أحبها هو أيضا؟ فبالطبع ستكون الإجابة لا؟ هو خطبها تحت ضغط والدته فقط وثانيا بسبب نظريات المجتمع !!. 


لذا يحاول دائما تحويل نرمين الى شخصيه فريده فمازالت فريده تحتل قلبه حتى بعد ان أبتعد عنها و تركها، حقا فريدة بشخصيتها الرائعه هي أضافت بأحلامها لاحلامه الكثير  واقر بامكانياتها بحياته يحقيق كل الأحلام لكن أين فريدة الآن ؟ هو أضعها ولم تعود !. 


لكن هذا لا يعني أن شخصية نرمين سيئة! لكن  القلب وما يريد؟ و العقل تهور بالمغادرة. !!!


❈-❈-❈


فتحت فريدة عينها وعندما التفتت جانبها تفاجات به حسام نائم هنا، في الأيام السابقة كانت تحاول ان تتجنبة طوال الوقت حتي لا تراه ويحدث مشاحنات بينهما لكن من الواضح انه نام هنا بالمساء ولم تشعر به، نظرت مرة أخرى بإحتقار نحو حسام الذي يغط في نوم عميقأ ثم تحرك وأستيقظ وهو يعتدل في نومته وعقد ذراعيه خلف رأسه وحدق بالسقف ثم نظر لها من طرف عينه قبل أن يتحدث ببرود


= صباح الخير يا قمر مش تقومي تجهزي نفسك لجوزك، سبتك اكثر من شهرين ونص اظن كده عملت اللي عليا وزياده 


اغمض عينيه مرة أخرى وتثاءب بصوت خشن ثم مد كفه ناحية كتفها يجذبها !! حقير حتى لم ينتظر ردها او موافقتها ! فحتى ان كانت زوجتة فتلك الأمور يجب أن تكون برضا الطرفين! لكن من الواضح بانه لا يعرف اي شيء عن تلك الأمور مطلقاً إلا أن يأخذها بالغصب؟ وهذا شيء عادي بالنسبه له وحقه كما يظن ويطالبها دوماً .. زاد اختناقها لتدفعه عنها فتلقی به خارج دوامة نشوته الخاصة وخلال ثواني اخرجت من تحت الوسادة سكين حاد، اتسع مقلتاه في صدمة لينظر لها بغضب وانفاس لاهثة 


= إيه اللي عملتيه ده ؟؟ انتٍ مجنونه يا بت عاوزه تموتيني 


نهضت بسرعه وهي ترفع السكين بيدها و تلوح بها أمامه بينما هو بتلك اللحظة لم يتجرأ ويقترب من خوفه لا تتهور وتفعلها، حذرته فريدة بسبابتها بصرامة واضحة 


= ابقى مجنونه فعلا لو سبتك تقرب مني غصب عني تاني! سبق وقلت لك مش هفوتلك اي حاجه تعملهالي تاني عشان انا مش خايفه منك .. ابعد عني و إياك تقرب مني تاني مره .


رمقته بتلك النظرات النارية فنظر لها بنصف عين وهتف بصوت ناعس يحمل التهكم 


= انتٍ هتمنعني من حقي يا بت .. انتٍ مراتي ناسيه ولا ايه ؟. 


ردت عليه فريدة بصوت غاضب يحمل تحذير شديد 


= لما تعرف يعني ايه رجوله بجد و تبقي راجل وتعامل مراتك ازاي بالمعروف، ابقى تعالى بقلب جامد طالب بحقوقك.. بس ذي ما انت هتاخد! فكر هتدي ايه اللي قصادك حقوقها هي كمان .


تنهدت بعمق لتتابع بحزن واضح


= و زي ما بتطلب بحقوقك أوي كده؟؟ اعرف حقوق غيرك الأول.


رمقها بنظرات مطولة بغضب مكتوم قبل أن يوليها ظهره ويتجه نحو خارج الغرفة قائلاً بنبرة منزعجة


= ماشي يا فريدة بس ما تفتكريش هفضل مستحمل الوضع ده كتير .


❈-❈-❈


أصغي زاهر إلي مهرة بإهتمام شديد ولم ينبس بكلمة، ولكن تبدلت ملامح وجهه للتجهم والسخط من طلبها.. ثم ابتسم لها من زاوية فمه و بصوت جاف أردف بنبرة خشنه 


= لا ما خدتش بالي سمعيني تاني الكلمتين اللي انتٍ قلتيهم من شويه بس وانتٍ عينك في عيني .


شعرت بإنقباضة في قلبها لكن حاولت أن تبدو جامدة أمامه لعله يوافق على اكمال دراستها لتنجح بشيء ويكون لها مستقبل في تلك الحياة، تلعثم صوتها وهي تجيب بصوت متقطع 


= بـ آآ بـ بقول ان انا عاوزه بعد اذنك الأول طبعاً ارجع اكمل تعليمي .. والله مش هقصر في حاجه من ناحيه البيت ولا من ناحيتك


لـوى زاهر فمه في إمتعاض قائلاً بعدم إهتمام


= اذا كان وانتٍ قاعده فاضيه في البيت و ما وراكيش حاجه مش فالحه في حاجه، ولا عارفه حتى تعملي لي لقمه اكلها عدله ولا ترتبي البيت.. ولا اخر الليل بتعرفي ترضيني !.


أغمضت مهرة عينها تشعر بالاشمئزاز من وقاحته بالحديث ثم فتحت عيونها وحدجته  بنظرات إحباط وهي تقول بيأس بـصوت متوتر و متردد من الخوف منه 


= والله هحاول اتعدل زي ما انت عاوزني بس عشان خاطري سيبني اكمل تعليمي دي الحاجه الوحيده اللي نفسي اعملها في حياتي ومش عاوزه غيرها .. وبعدين ما في ستات زي كتير بتشتغل وتدرس كمان وهي متجوزه 


رمقها بنظرات مقتضبة باستهزاء ساخراً  بأنوثتها وهو يجيبها بسخط 


= اه يا روحي بس دول الستات اللي بجد مش انتٍ ؟!. لكن انتٍ لسه لحد دلوقتي مقتنعه انك طفله صغيره.. ومش عاوزه تقتنعي انك بقيتي ست متجوزه ! ده أنا معاكي بحس ان انا متجوز نصف ست .


عضت مهرة على شفتيها في رعب ثم سـارت للأمــام خطوتين وكورت قبضة يدها في توتر و أطرقت رأسها للأسفل وهي تقول بصوت مختنق 


= ولما انا لسه طفله صغيره ونص ست ذي ما بتقول ، كنت اتجوزتني ليه ؟. 


إحتقن وجـه زاهر لينهض وأمسك بها من ذراعها لتتالم بشدة وحدثته بإصرار رغم الإجهاد البادي عليها 


= آه سيبني حرام عليك مش كل شويه تضرب 

انا بطلب حاجه من حقي 


رمقها بنظرات مستهزأة عندما رأي خوفها الظاهر بعينيها ثم دفعها بقسوة نحو الجانب وامسكها مرة ثانية بشدة، وصر على أسنانه ناطقاً بغلظة 


= ما انتٍ يا بنت الـ** اللي بتجيبي الضرب لنفسك عايزه تعرفي اتجوزتك ليه ؟ عشان انتٍ ضعيفه ومكسوره وانا بحب الست تكوني قدامي مزلوله وانا اللي اقوى منها مش تشوف نفسها عليا.. زيك كده بالظبط .. وبعدين ما انا اشتريتك وابوكي باع! يعني انتٍ دلوقتي ملكي واعمل اللي انا عاوزه فيكي وانتٍ ما تقدريش تفتحي بقك 


زاد ضيق صدرها الهذة الدرجه لا يهتم بها !!

ألم تعد سوى خادمة له نهارا ولرغباته ليلا؟ و كيف يتجاهل ألمها وكأنها نكرة؟ حاولت انتزاع نفسها من قبضته لكنه قربها أكثر، و شعرت بإحتراق غضبه لكنها لم تهتم و أشارت لصدرها بإنكار و بتقزز


= ولما انا نص ست بتقرب مني ليه ؟ .


احمرت عينه لذا جذبها بقسوة من شعرها فصرخت عالياً و حاولت أن تخلص خصلات شعرها من أصابعه القاسية ولكنها فشلت .. بينما أطبق هو بكفه على فكها وإعتصره بقوة أشــد متلذذاً برؤية دموعها تغرق كفه ثم لمعت عيناه ببريق من الرغبة يتفحص جسدها الصغيرة بطريقه مقززة وهو يجيبها بسخط 


= عشان انا راجل..وعاوز حقي الشرعي فيكي مش مشكلتي انك نص ست و ما تعرفيش حتی حق جوزك .


إنتحبت مهرة وأجهشت بالبكاء المرير وهو يتابع حديثه بإنفعال بائن 


= شيلي حكايه تعليمك دي من دماغك مش انا اللي اسيب مراتي تروح وتيجي على هواها وانا قاعد في البيت مستنيها، وركزي أحسن معايا.. وبعدين هو التعليم بتاعك هيعمل لك ايه اديني قدامك اهو ومش متعلم بس معايا شهاده اعداديه وبعرف اقرا واكتب واقدر اكسب و اطلع فلوس اكتر من المتعلمين بتوع المدارس .


نظرت له برجـاء بأعين دامعة بتلهف وصاحت متوسلة 


= بس انا كنت بدرس وبتعلم قبل ما تتجوزتني بس ابويا قعدني من التعليم عشانك 


صر على أسنانه وهو يتركها بعنف ثم أجابها قائلاً بنفاذ صبر 


= مش مشكلتي يا روح امك مش جايه تحققي احلامك عندي وبعدين مش انا الراجل اللي يسيب مراته تبقى اعلى منه في حاجة، اسيبك تتعلمي عشان حد يلعب في دماغك ولا تعرفي عيل من سنك وتقرطسيني.. لأ ده معاش ولا كان اللي يستغفلني على اخر الزمن وتيجي عيله زيك وتلعبها عليا وتخلي إللي يسوى و ما يسواش يحط عليا ..انا إللي لازم اكون اعلى من الست؟ مش هي اللي أعلي مني .


❈-❈-❈


بـعـد مـرور أسـبوعـيـن..


بداخل سيارة أيمن تطلع أمامه بالطريق بنظرات جامدة ولم يتحدث مع زوجته التي كانت تجلس بجانبه، نظرت ليان له كاتمة في نفسها ضيقها من تصرفه المبالغ فيه، ومع ذلك بدا وجهها عابسًا للغاية وهي تردد 


= ايمن ممكن تفك وشك شويه ما تحسسنيش انك رايح ومغصوب .


لوي ثغره للجانب قائلا بتهكم يائس


= طب ما انا فعلا مغصوب قلتلك مش عاوز اخرج ونتعشى مع صاحبتك وجوزها بس انتٍ اللي مصممه ومش عارفه اديتيهم كلمه ليه من غير ما ترجعيلي 


قوست ليان فمها قائلة باقتضاب


= والله هي اللي فضلت تزن عليا وما لقيتش حجه اقولها لها وبعدين ما زهقتش من قعده البيت احنا بقى لنا كتير ما خرجناش مع بعض 


رمقها بحدة قبل أن يشيح بوجهه بعيدًا عنها، وهو يسير بالسيارة ورد بجمود مريب 


= اه صح ما هو الزهق والزن على الخروج ده قتله معاكي هو اللي خلاكي تدوري على حاجه تانيه تسلي نفسك بيها مع غيري .


صمتت بيأس وابتلعت ريقها وهي تتطلع بأعين حزينة إلي الجانب الأخر فكلما حاولت ان تصلح الوضع بينهما وتنسى ما افترضه بحقه يذكرها هو دوماً، تجمعت العبرات سريعًا في مقلتيها، لم تمانع في سقوطهم على وجهها، واستندت رأسها أعلي زجاج السياره وفضلت الصمت ولم تتحدث معه مره ثانيه طوال الطريق ..


وبعد فترة صف سيارته وهبط الاثنين إلي داخل المطعم نحو طاوله صديقتها وزوجها، اكتف برسم الابتسامات المجامل لهم وهو يهز رأسه بإيماءة خفيفة، بينما حدقت ليان أمامها بإبتسامة هادئة و جاهدت لتخفي حالة التوتر والصراع التي تعتريها، بينما صديقتها لم تفارق البسمة شفتيها وهو تردد 


= كنت هزعل أوي لو ما جيتيش يا ليان بقيلي كتير ما شفتكيش ووحشتيني .. وبعدين كأن نفسي قبل ما اسافر اديكي هديه عيد ميلادك واقول لك كل سنه وانتٍ طيبه 


لتستدير برأسها نحو صديقتها فكانت بحاجة لذلك اللقاء حقا، فتحركت صوبها، وقالت بنعومة


= وانتٍ طيبه يا حبيبتي تصدقي انا كنت ناسيه خالص موضوع عيد ميلادي ده .. ميرسي .


انعقد ما بين حاجبيها و ردت مبتسمة بمزاح 


= ايه ده معقوله على كده أيمن ما جابلكيش هديه، لا مش معقول اكيد لازم تعوضها يا استاذ أيمن وبهديتين كمان أنا لو منك استغل الموقف .


أجابتها الأخري بابتسامة مصطنعة رغم خبوها قليلاً


= لا أبدا بس اصل أيمن مشغول الأيام دي في شغله كتير عشان كده تلاقي نسي من غير ما يقصد .


بينما أيمن لم ينتبه الي حديثهما وكان يتابع بعينه ذلك الشخص الذي كان يجلس بجانب الطاوله الذي يجلسون عليها وبالاخص ناحيه ليان ينظر لها؟ حبس أنفاسه مترقبًا وهو يجول نحو ذلك الحقير الذي يراقب زوجته بنظراته متفحصه واهتمام شديد، تنفس الصعداء حينما رأها تحادث صديقتها ولم تكن منتبهه اليه؟ 


لكن ذلك لم يمنعة من الغضب والغيره، وحاول بصعوبه شديده ان يتحكم في اعصابه! فكل ثانيه تمر عليه وذلك الشخص ينظر اليها بتلك النظرات الزائغة يشعر بالدماء تفور داخله ويريد ان ينهض ويلقنه درس قاسي، لكن من ناحيه اخرى لا يريد التسبب في فضيحه لهم بالمكان وخصوصا وهم ليس بمفردهم .. 


التفتت ليان فجأة لتجده محدقًا بها، حاولت أن تبتسم له لتزيل ما بينهما من مشاحنات لكن عبوسه الصارم صدمها، ولم تفهم لماذا يتطلع بها هكذا وملامحه تحولت الى ذلك الغضب الغير مبرر .


وعندما حاول أيمن النظر الى ذلك الشخص بنظرات مليئة بالتحذير والغضب لعله يبعد عينه عنها؟ لكن تفاجا به أنه لم يهتم الى تحذيرة ؟؟. لينهض فجاه بعدم تحمل أكثر من ذلك، موجه حديثه لزوجته بان يجب ان يرحلون الآن !. 


عقدت حاجبيها بتعجب متسائلة لماذا؟ لكنه

نظر لها بحدة قبل أن يوليها ظهره ويتحرك مبتعدًا وأمرها بان تلحق به على الفور وهذا موجهًا لها صفعة قوية في قلبها من الاحراج  وحاولت رسم ابتسامه خفيفه وهي تعتذر من صديقتها وزوجها ورحلت خلفه. 


وعندما خرجت من المطعم وجدت أيمن في انتظارها وهو يفتح الباب لها لتصعد وكان بنظراته يراقب من بعيد ذلك الشخص من الداخل ليجد مزال يتابعها بنظراته بإعجاب واضح ليقول بصوت قوي


= اطلعي خلينا نروح قبل ما الدنيا تليل !. 


هزت ليان رأسها بإيماءات خفيفة رغم عدم اقتناعها بحالته الغريبة تلك، وصعدت السيارة لكن انتفض جسدها فجاه بذعر عندما اغلق أيمن باب السيارة بعنف شديد ثم صعد هو الآخر .


بعد دقائق معدودة وهما بداخل السياره، تنفست هي بعمق مخرجة زفيرًا يحمل الكثير من الهموم وقالت متسائلة بفتور 


= ايمن مالك انت ليه قومتنا بدري خليتنا نمشي ، ده انت حتى ما كملتش اكلك مالك في حاجه حصلت ضايقتك جوه .


اشتعلت نيران الغيرة بصدره لمجرد ما سألته و لم يتحمل المزيد من الصمود، فقال صائحًا بحدة


= يعني بذمتك مش واخده بالك ولا عامله نفسك مش عارفة؟ ايه ما شفتش الحيوان اللي جوه اللي على الترابيزه اللي جنبك وهو عمال يبصلك وما شالش عينه من عليكي من اول ما دخلنا .


فرغت ثغرها مصدومة من حديثه و نبرته العدائية و ردت متسائلة بعدم تصديق


= مين ده؟ ما خدتش بالي ولا ركزت معاه .


صاح بجمود لا يبشر بأي خير وهو يسير بالسيارة بين الطرق والسيارات بتهور 


= يا سلام امال بيبصلك على اساس ايه؟ انا كل شويه عيني تيجي فيه عشان يتلم وهو ولا شايفني بني ادم بجح وابن الـ** .. مش فارقة معاه وهو عمال يبصلك وجوزك قاعد ولا يا ترى اللي خليه يعمل حركه جريئه زي كده الا لو انتٍ جراءتي عليكي وعملتي حاجه واحنا داخلين .


زادت تعجبها من حديثه الحادة واتهامه الباطل، و ردت متسائلة بحذر 


= ايمن انت واخد بالك من كلامك وبتتهمني بايه؟ وانا مالي واحد قليل الادب ومش محترم وبيبصلي زي ما انت بتقول ومش فارق معاه وجودك! هعمل له ايه وانا معاك ؟ 


رد أيمن بصوت متشنج و دون وعي من غيرته الحارقة


= امال كان متنيل بيبصلك ليه ؟ الا لو شاف منك حاجه جراءته علي كده .


نغزة قوية ضربت قلبها فألمتها من حديثه القاسي، واغتاظت من تحميلها اللوم دون سبب مقنع وكأنها ارتكبت جريمة ما، وفعلت شئ لذلك الراجل الذي لم تراه من الأساس جعلته يتجرأ وينظر نحوها بنظرات غير بريئة في حضور زوجها، لذا صاحت بنبرة متعصبة


= برده، انا اصلا ما شفتوش ولا كنت اعرف ان في حد بيبصلي غير دلوقتي لما انت قلت ؟ هو انت مصر تهني و تتهمني باي حاجه و خلاص حتى لو متاكد إني ما ليش دعوه بيها .. طب انا إيه دخلي بده دلوقتي؟ وبعدين بالعقل كده هعمل ايه وانا معاك يلفت نظره ليا ؟؟. 


ابتسم بسخرية وهو ينظر لها بطرف عينه بقسوة 


= سبق وعملتيها من روايا .. فمش هتفرق معاكي انك تعملي حاجه وانا موجود ؟ 


رفعت أعينها محدقة في وجهه بانكسار بأعينها الدامعة، ثم همست له بحدة 


= وقف هنا ؟ ايمن بقول لك واقف العربيه لو سمحت بدل ما افتح الباب وهي ماشيه


أوقف السيارة جانب بعنف قبل أن يتفاجا بها  تفتح الباب وتخرج   


= اديني وقفتها عاوزه ايه ؟ انتٍ بتنزلي رايحه فين ؟ 


لم ترد، و نفخ بضيق وهبط هو الآخر خلفها و تحرك بخطوات سريعة صوبها توقفت عن السير في عكس إتجاهه عندما توقف أمامها، ونظرت له بعبوس وهي تعاتبه 


= أيمن أنت مش واخد بالك إنك زودتيها؟ عمال تحاسبني على حاجه ما ليش فيها وانت متاكد من كده وبرده مصمم تغلط فيا وتجيب الغلط ناحيتي .. طول الطريق وانا ساكته وعماله احاول اتجاهل اسلوبك المستفز لكن خلاص زهقت وتعبت منك .


كانت على وشك التحرك نحو سيارة أجرة لكنه أوقفها جبرًا قابضًا على ذراعها، تأوهت من قوة ضغطته، وهتف بآمرًا وبلهجة صارمة


= ايوه و دلوقتي يعني هتروحي فين؟ بالليل كده؟ 


حاولت نزع ذراعها من قبضته، لكنه لم يفلتها، ظلت أنظاره المحتقنة مسلطة على وجهها، ضغطت على شفتيها قائلة بامتعاض


= هروح اقعد عند ماما شويه ولما تبقى تهدى هبقى ارجع .. انا مش قادره اضغط على نفسي اكتر من كده و استحمل كلامك وغلطك فيا طول الوقت .


أرخى أصابعه عنها قائلاً بصلابة


= مفيش مروحه عند امك واتفضلي اطلعي قدامي.. عدي يومك يا ليان انا على اخري ما تخليهاش تهب مني عليكي في الشارع .


احتدت نظراتها نحوه مستنكرة ما يفعله، ثم ردت بحدة طفيفة 


= شايف أسلوبك برده مصمم.. أيمن لو سمحت بالله عليك سيبني اروح عند ماما ولما تهدي يبقى أرجع، لكن انا مش هفضل مستحمله كتير غيرتك دي .. ولا شكك فيا .


أشار لها بكفه آمرًا وبصوت عالياً


=هي كلمة يا ليان، ولو خالفتيها هايبقلنا كلام تاني مع بعض! قلت لك اطلعي دلوقتي حالا العربيه .


انتبه الجميع حولهم للشجار الدائر بينهما، فتدخل أحدهم وهو يتابع ما دائر قبل أن يتفاقم ويتطور الحديث بينهما وهتف ببجاحه دون حياء


= يلا يا مدام مع جوزك ! ومتزعليش نفسك، هما الرجالة كده طبعهم حامي! بس ملهاش لازمه الخناق وسط الشارع كده والناس بتبص عليكوا  


ارتفع حاجبي أيمن للأعلى مبدية تفاجئه بظهور ذلك الشخص بحديثهما و هتفت فجأة باندهاش وغضب


= نعم وانت مالك؟ وانت مين انت كمان عشان تؤمر مراتي تعمل ايه وما تعمليش ايه؟؟ ما تخليك في حالك .. ما بقاش الا واحد زيك كمان هيدخل بينا .


أسرعت ليان لتمسك يكتف زوجها حتى لا يتهور مع ذلك الدخيل، ثم صاح الرجل ببرود وهو يلوح بذراعه بوقاحة  


= ما بالراحه على نفسك يا عمنا انا حبيت بس اساعدك؟ وانت مش عارف كده تمشي

امورك معاها وقلت الملك الليله .. الحق عليا يعني .


استنكر حديثه الغير مفهوم عليه، بالإضافة إلى جرأته وتدخله بينه وبين زوجته بكل وقاحة، ثم صاح بقوة أرعبتها هي وجعلت يديها ترتعشان بقوة 


= حق إيه يا زباله انت كمان هو انت مش واخد بالك انك بتتدخل في حاجه ما لكش فيها أصلا .. وانت مال امك أصلا باللي بنعمله و واقف تصنت علينا ليه ؟ 


لوي ثغره للجانب قائلا بتهكم و سخرية 


= يا عم اتصنت على مين دي الجيران اللي في المنطقه فتحت البلكونات عشان تبص عليكم .. جت عليا .


زفرت ليان بغضب دون اعجاب من تدخل ذلك الشخص، و كتمت بصعوبة ضيقها وهي تمنع تهور زوجها بأن يتشابك بايدى معه 


= ايمن خلاص كفايه فضايح يلا بينا نروح، انا هطلع معاك خلاص وانت ما تردش عليه وسيبك منه .


هز رأسه برفض و زفر مهددًا بعصبية 


= لا مش ماشي غير لما اعرفه مقامه البجح ده 


شعرت بخطوره الأمر عليه بالذات وهم في منطقه ذلك الشخص ومن الممكن يتكتره على زوجها، وخفق قلبها أكثر من تهديده المخيف، وتلألأت عيناها بعبرات قوية بخوف علية وهي تترجاء بصوت مختنق


=يا أيمن خلاص بقى ابوس ايديك الناس بقيت بتبص علينا كفايه أرجوك، وخلينا نروح بقى.

تابع قراءة الفصل