رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 36
قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
دخلت ربيعه البيت مع ابو دراع، وبمجرد دخولها حست بنفس الخنقه اللي حست بيها امبارح! وكل ملامح وشها اتبدلت للخوف وهي عتفتكر الكابوس بتاع امبارح وحست كأنه حقيقه،
وابو دراع لما لقاها وقفت واتسمرت موطرحها بصلها بإستغراب، ولما لمس خوفها قالها بنبره مُطَمئنه:
مالك ياربيعه خايفه ليه؟ هي امك مش فهمتك على كل سي يابنيتي ورستك عالفوله؟ يوبقي ليه خوفك ديه؟!
ردت عليه ربيعه بتوهه وشرود:
هاه.. ايوه امي فهمتنى، بس اني مخايفاشي من إكده.
- امال خايفه من ايه طيب؟
= مخايفاشي اني بس حاسه اني مخنوقه وحاجه طابقه على نفسي.
اتبسم ابو دراع بعد مااتفهم خوفها، وافتكر انها خايفه من حياتها الجديده والخطوه الكبيره على سنها اللي خطتها، فقرب عليها وبحنان قالها:
معلهش تلاقيكي بس عشان تعبانه وجعانه، وكمان الفستان ديه تلاقيه كاتم علي انفاسك، خشي غيريه وتعالي نتعشوا، هكون حميت الوكل اني ومستنيكي، خدي راحتك، ولو خجلانه و عايزه تاكلي لحالك فاوضتك اني هحطلك عشاكى على صينيه وهخبط عليكي افتحي خديه وسدي بابك عليكي تاني واتعشي ونامي.
ردت ربيعه بنفي وقالتله:
له يابوي اني معاوزاشي اكل لحالي ولا عايزه اكل من اصله ولا جعانه، اني عايزه انام وبس.
وفعلا خلصت كلامها ورفعت فستانها ودخلت الاوضه وقفلت على روحها الباب وغيرت واترمت على السرير بتعب، وغمضت عيونها كيف ماتكون ليها ايام منامتش، ومجرد ماراحت في النوم اتعاد من تاني نفس الحلم بنفس الترتيب بنفس الاحداث، ولغاية مااتفتح باب الاوضه عليها ودخل منيه الكائن المخيف وصرخت بعلوا حسها، وفضلت تصرخ وتصرخ، لكن النوبادي محدش سمعها،
حتي ابو دراع اللي كانت حاسه انه بره الاوضه صاحي وسامعه خطاوي رجليه مسمعش حسها العالي ولا صراخها واستنجادها بيه.
وكتير حاولت تتحرك او تقوم من على السرير وتجري، لكنها مقدرتش، وكانت حاسه ان جسمها متربط، وتقيل، وقلبها مع كل خطوه يخطيها المخلوق ديه ناحيتها ويقرب عليها يرجف رجف، ولغاية مابقى واقف فوق دماغها وباصص لوشها، وبصت جوا عيونه.. وإهنه إنتهت ربيعه خالص، وبعد صرخه قويه طلعت منها وهو عيميل عليها ويفتح خشمه وتظهر انيابه الطويله، غمضت عيونها مغمى عليها، مفاقتش غير وهى حاسه بقطرات ميه عتنزل على وشها وريحة حضن امها شام في مناخيرها وحاسه بدفوها وضمتها،
وفعلا فتحت لقت روحها فحضن امها وأبو دراع واقف جارها وفيده قلة الميه وهو اللي عيرش الميه على وشها وهو وشام منتهيين من الخوف عليها.
اتعدلت ربيعه واتلفتت حواليها بخوف وحذر، ولما ملقتش حاجه اتنهدت بوجع وغمضت عنيها، ورجعت لحضن امها تاني وهي عتسأل بتعب:
هو ايه اللي حوصول يمه وجيتي إهنه ميته و كيف؟
رد عليها ابو دراع اللي حط القله ع الارض بعنف:
اللي حوصول انك نشفتي دمي ياربيعه وخليتى روحي راحت مني واني سامعك عتصرخي بعزم مافيكي ومن بعدها حسك سكت وانادم عليكي واخبط واكسر في الباب واقولك مالك ايه جرالك ردي علي، وانتي ولا انتي إهنه، واخر مازهقت قمت كاسر الباب وداخل ولقيتك مغميه ورايحه من الدنيا و شاحبه كيف الاموات وانفاسك عاليه كانك عتصارعى وحوش، حاولت افوقك لحالي مقدرتش ولا عرفت، فجريت على امك جبتها وجيت واديلنا ساعه فيكي نصحوا ونفوقوا ولا انتي إهنه! وفين وفين لما فوقتي.
سكتت ربيعه وجه الدور على شام في الكلام، اللي رفعت وش ربيعه وزاحت خصلات شعرها من عليه، وهمستلها بحيره وهي واعيه حالها اللي اتبدل فيوم وليله:
مالك بس يابنيتي ايه اللي صابك قوليلي، ليه انطفيتي بطفيتك إكده وايه اللي عيجرالك ديه، فيكي ايه ياربيعه؟
ربيعه سكت لسانها لكن دموعها ردوا علي امها، وبعدها شهقت بالبكا وابتدت تحكي لامها عن الكوابيس اللي عتشوفها من عشية امبارح،
وامها قالتلها إن ديه بسبب انها مغيره موطرحها وطبيعي عشان ممتعوداش عالمكان والنومه فيه وهتتعود بكره وكل ديه يزول، وغير إكده الاوضه مهجوره بقالها زمن محدش عينام فيها وابو دراع كل نومته وقومته في السقيفه بره او في الجنينه.
❈-❈-❈
خلصت شام كلامها وقومت ربيعه بعد ماسكتتها وهدتها هي وابو دراع، وخدتها عشان تغسل وشها وتفوق هبابه، وبعدها قعدت معاها هي وابو دراع ووكلوها كام لقمه بالعافيه، وهملتهم وراحت عالبيت برغم ان ربيعه كانت ماسكه فيها معاوزاهاشي تمشي وقالتلها تبيت معاها، لكن شام قالتلها:
مقدرشي اقعد اكتر من إكده ناس البيت ياكلوا وشي انتوا عرسان فليلة دخلتكم المفروض والكل عينه عليكم.
وسابتهم ومشت، وبمجرد ماطلعت ووصلت البيت ربيعه بصت لابوا دراع بعيون زايغه ووش محقون بالحمار وقامت جري عالحمام وهي عتتبوع، وبس وصلت الحمام قعدت تستفرغ بشكل غريب ومخيف، خلت ابو دراع قلبه هبط من الخوف عليها وجرى وراها عالحمام وهو عيهمس بحس مسموع:
دا ليلتك زي الطين يابت شام الليلادي.
وقرب منها وسندها وضغط بيده اللي عترجف من الخوف على معدتها اللي كان متهيأله إنها هتتخلع من موطرحها من شدة الاستفراغ بتاعها!
❈-❈-❈
أما شام فبمجرد ماوصلت البيت لقت كرار مستنيها في الحوش هو وشوقيه واول ماشافها داخله من الباب سألها بغضب:
هاه بشري شفتي شرف بتك ولا لسه موضوعها مخلصش وعتماطل مع جوزها؟
ردت عليه شام بعدم مبالاه وهي رايحه على اوضتها:
اوبقي اسأل صاحبك وهو يقولك اني معارفاشي.
سالها كرار سؤال تاني وبغضب اكبر:
امال ابو دراع جه طاير وخدك ورمح بيكي ليه؟
شام:
له ولا حاجه سلامتك ديه بس كان عايزني احميلهم الوكل يتعشوا اصلهم متعشوش وربيعه جعانه وهو راسه منداره معارفشى يحمي حاجه.
خلصت كلامها ودخلت اوضتها وقفلت عليها الباب واتمددت عالسرير وهي مقهوره على حال بتها، وهملت كرار لحيرته وشكه فربيعه وخوفه تطلع مش تمام زي امها.. وجار منيه شوقيه اللي كانت عارفه كل اللي عيجرا وساكته ممتكلماش وعتراقب من بعيد كيف شيطان اخرس.
❈-❈-❈
أما ابو دراع فبعد ماخلصت ربيعه استفراغ سندها ودخلها اوضتها ونومها ففرشتها، وهم عشان يطلع لكن ربيعه مسكت كم جلابيته ولما بصلها لقاها بصاله بخوف وبشفايف مقدده وملامح تعبانه قالتله:
اني خايفه انام لحالي ياعم، أمانه عليك ماتهملنى، اني لو حلمت بالكابوس اللي عحلمه ديه مره تانيه حاسه اني هموت فيها النوبادي.
خلصت كلامها ونزلت منها دمعه زلزلت قلب ابو دراع، ولقى نفسه بكل شفقه ولا وعى عيقولها:
طيب بس اسكتى يابتي متبكيشي، خلاص طيب اني هنام جارك النهارده عالارض إهنه متخافيشي.
خلص كلامه واتحرك خطوه، لكن يد ربيعه كانت لسه ماسكه فطرف كمه بخوف، فقالها وهو عيزيح يدها بهداوه :
هجيب فرشه من بره انام عليها والله متخافيشي قولتلك هنام جارك خلاص.
خلص كلامه وطلع جاب فرشه وفرشها عالارض جار سرير ربيعه،ونام عليها واداها ضهره وهمسلها بحنيه:
يلا نامي اديني جارك اهه مههملكشي.
وبمجرد مانام جارها اتنهدت براحه وغمضت عيونها وهي حاسه بالامان وزال خوفها هبابه، لكن برغم إكده لساها قبضة قلبها وخنقتها موجوده مخفتش.
وبعد شوية محاولات غمضت ربيعه عيونها وراحت في النوم، وابو دراع هو كمان داس عليه النوم من تعبه، ولكنه ملحقش يروح في النوم زين وفتح عيونه على انين وحس بكا مكتوم، واتعدل بفزع لما عرف إن ربيعه هي مصدر الصوت، وبس اتطلع عليها شافها عتصارع باديها ورجليها وملامحها الباكيه كيف اللي عيصارع سكرات الموت!
فقام وقعد جار السرير على ركبه وابتدا يهز فيها عشان يصحيها وينقذها من معركتها الوهميه الطاحنه اللي عتدافع فيها عن حالها بكل قوتها ومعارفشى مين الخصم اللي عامل فيها إكده ومخليها في الحاله داي!
وبعد هزه وتنين وتلاته قامت ربيعه صارخه بحسها كله خلت ابو دراع جفل ومال لورا بخوف، وهي بس اتطلعت حواليها و شافت ابو دراع قدامها اتحلبت فوراَ من فوق السرير ونزلت قدامه واترمت في حضنه بخوف، وضمته بكل قوتها، وهو كمان ضمها يهديها لما حس بجسمها عيرجف كيف ورقة الشجر، وهمس لروحه وهو حاسسها كل مادا عتدخل فحضنه اكتر واكتر:
-ماني قولتها ليلتك باينها طين الليلادي محدش صدقني.
❈-❈-❈
اما فبيت همام
بسيمه رايحه جايه في البيت وعتضروب كف بكف وهي ممصدقاش اللي توها سمعته وعتحدت حالها كيف المجذوبه قدام لواحظ وتقول:
كيف ديه حوصول كيف، وكيف مااسمعش بيه ولا حد يقولي ولا يعرفني؟ وكيف البت اللي لساها طالعه للدنيا جديد تاخد اللي كد ابوها؟ واصلاً هي وين والجواز والجيزه والبيوت وين؟ وكيف وليه ومين اللي عيمل العمله المهببه داي؟ وكيف ابو دراع يرضاها وكيف يحط عينه على اللي كنا مفكرينه موطرح ابوها؟ كيف نفسه تتدنالها؟ وكيف شام رضيت لبتها بإكده ليه مصرختش ولمت الناس وقالت بوه على بيت المقاول واللي فيه.. وليه مخدتش بتها وطفشت فليله ضلمه، وليه وليه والف ليييه.. اباااي يابو دراع اتاريك. كنت عتسمنها عشان تاكلها إنت فالاخر!؟
خلصت كلامها وراحت على طرحتها تلبسها وهى عتهمس لروحها بغضب الكون كله:
له بس العيب لا عليك ولا على اللي فبيت المقاول، العيب واللوم الكبير عالشيخ اللي عيحكم بالحق والعدل بين الناس كلها وجه حدا بت اختي وبقى ظالم ونسا العدل والحق، إكده ياشيخ حكيم ياراعى الحق وحليفه، طيب مااااشي.. حساب كل اللي حط يده فى العمله داي وتممها معاي اني.
خلصت كلامها ومعاه كانت مخلصه لبس طرحتها وجريت عالباب عشان تفتحه، لكنها وقفت لما شافت همام قبالها، واللي جفل وهو شايف شكلها ومنظرها وملامحها وغضبها وسألها بخوف:
مالك ياام عمران ليه عامله إكده ورايحه على وين؟
ردت عليه بسيمه بغضب ممزوج بلوم وعتب :
لما ابو دراع اتجوز بت اختي وحكيم هو اللي جوزهم واكيد انت دريت مقولتليش ليه على حاجه زي داي ياهمام؟
رد عليها همام وهو عيدخل ويقفل الباب ويقف وراه:
إيوه عرفت يابسيمه، عرفت واتقصدت اني ماأقولكش عشان فلاول متتقهريش وتوصلي للحاله اللي انتي فيها داي، وتاني هام عشان مياخدكش قلبك ومروته وتروحى على بيت المقاول وترجعى بقلبك مكسور وكرامتك متهانه منهم كيف اخر مره.. قولت لروحى بلاش اعرفك عشان مش انتي اللي هتعدلي ميزان ظلمهم ولا تقفي قدام عقولهم الخربانه، وعايزك تنسي ربيعه وامها خالص وتبعدي عنهم كيف مامبعده من اول الزمان، دول حبايبك صوح بس قاعدين جوا عش دبابير واني مش هسكت واني شايفك رايحه تمدي يدك فيه وتتأذي.. بعدى حالك عن الاذى يابسيمه وهمليهم هما ليهم حياتهم وليهم رب واحنا لينا حياتنا.
خلص كلامه وشاف بسيمه عتتقدم عليه بعنف وزاحته من بكل حيلها من غير كلام وطلعت من البيت كيف الاعصار، فأتنهد بقلة حيله وهمس لروحه:
لو سمعت الكلام ومعاندتش وركبت راسها متوبقاش بسيمه، وطلع وراها قوام يلحقها عشان يروح معاها موطرح مارايحه ويشوف اخرتها معاها.
وراحت بسيمه بوشها على بيت المقاول، وهمام مرضيش يخليها هي تنده فنادى هو على ابو دراع، ولحسن حظهم كرار مكانش قاعد.. فطلعلهم ابو دراع، ولما شاف بسيمه خدهم للمندره وهو متوقع إن فيه حساب ولوم شديد مستنيه، لكنه كان مستعد يواجه اي حاجه ومستعد لأي شي.. وابتدا يشرح لبسيمه اللي جرا كله ويفهمها الحكايه، ولما فهمت بسيمه زين من ابو دراع زال غضبها ولانت ملامحها وفرح قلبها وانشرح للي عيمله ابو دراع، وبعدها روحت وهي مرتاحه من بعد ماكانت جايه مهمومه، ومع انها كان نفسها قوي تشوف اختها وبت اختها وهتموت عليهم، لكن لما اتطمنت عليهم وعرفت انهم اصبحوا بخير او عالاقل وحده منهم، قلبها برد شوقه ليهم هبابه وخوفه عليهم، واكتفت بأنها تحمل ابو دراع سلامها ليهم وبس.
❈-❈-❈
اما حدا بيت ابو دراع قبل ساعات من دلوك..
عدت اول ليله لربيعه فبيت ابو دراع وكانت ليله ولا اسواء ،واذن الفجر وقام ابو دراع يصليه ،وقوم ربيعه اللي بالعافيه خلاها سابت حضنه ورجعت نامت علي السرير مره تانيه وفضل الباقي من الليل قاعد جارها ومراقبها ومراقب وشها وهو مستعد،
عشان بمجرد مايشوف ملامحها مش طبيعيه ويعرف انها دخلت في كابوس يصحيها قوام ،لكنه طول الوكت شاف ملامحها هاديه فهملها تناملها هبابه..
اتململت ربيعه وهي سامعه حس ابو دراع عيصحيها ،وبمجرد ماسمعته عيقولها قومي عشان تصلي واني هإمك للصلاة فتحت عيونها برعب كيف ماتكون سمعت إن فيه شي مؤالم هيجرالها وخافت منه.
اما ابو دراع فكرر كلامه عليها مرتين تلاته، ولما اتاكد انها سمعته هملها وراح يسبقها للوضوء ،وبعد ماخلص فرش سجاجيد الصلاة وفضل مستنيها ،لكنها طولت مطلعتش ،
فقام يشوف سبب تاخيرها ،ولقاها كيف ماهملها علي نفس الوضع لساها باقيه!
نايمه وباصه للسقف وساكته ،فقالها بنبره آمره:
ربيعه قومي اتوضي عشان تصلي الفجر، خلاص التواشيح وهيأذن..قومي حتي عشان تطردي الاحلام العفشه اللي طول الليل ممرمراكي داي ،قومي واستعيذي بالله من الشيطان مالك دانتي مش عتاخري فرض عن معاده؟!
اتعدلت ربيعه من نومتها وقامت قصاد الاصرار اللي واعياه فكلامه علي أنها لازمن تصلي ،وراحت بكسل عالحمام اتوضت بالعافيه وبطلوع الروح ،وطلعت قعدت علي سجادة الصلاة في انتظار الاذان ،وفي الاثناء داي ابو دراع ابتدا يذكر ربه ويسبح علي سبحته بصوت مسموع ،
وربيعه ساكته ومغمضه عيونها وضامه رجليها وعماله تتمايل شمال ويمين وهي حاسه انها قاعده فوسط دمسة نار عتاكل في روحها ،وحس ابو دراع وكلامه هما الحطب اللي عيزود النار اللي عتاكل فيها ،ونفسها تصرخ فيه وتقوله بس كلام بزياده اسكت ،لكنها مقادراشي! ومعارفاشي هتقوله ايه سبب لو طلبت منيه السكوت ،فاتحملت غصب عنها واتحاملت علي روحها ،لغاية مااذن الاذان وحرق اللى باقي منها وخلي حالها حال .
قام ابو دراع بعد ماالمؤذن خلص وهو ردد وراه ،ورفع اديه بالتكبير واقام الصلاة ،وابتدا يصلي ،اما ربيعه فكانت واقفه وراه متصنمه معاملاش اي حركه لا عتركع وراه ولا تسجد ولا ليها دعوة بيه ،وهو لاحظ ديه اثناٱ صلاته ، لكنه كمل ،وبمجرد ماسلم بص وراه وهو مستغرب من وقوف ربيعه وعدم صلاتها! ولساه هيسالها عن السبب ،لكنه شاف منها كل العجب اللي خلاه اتفزع وهو واعي عيونها حمر زي كاسات الدم وملامحها اتبدلت لملامح مخيفه كيف ماتكون مش هي ،وفوراً استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ،وبلع ريقه بخوف وهو عيسألها بحذر:
ربيعه مالك؟ ربيعه ليه عامله إكده وعنيكي مالهم ..ربيعت انتي عيانه ولا ايه انطوقي سيبتي ركبي؟!
خلص كلامه ولقاها لساها علي سكوتها ،فقام وقف علي حيله ومد يده عليها يهزها ويفوقها من الشرود اللي هي فيه ،لكنه بمجرد ماعيمل إكده صرخت ربيعه فوشه صرخه رجعته لورا كام خطوه من الفزعه ،وبعدها وقعت عالارض مغمي عليها..
وبس ديه حوصول ابو دراع رفع اديه وضرب علي دماغه بغلب وقلة حيله من حال ربيعه اللي من امبارح لا يسر عدوا ولا حبيب ،وقوام شالها وحطها علي سريره اللي في السقيفه وكمل هو صلاته، وعاودلها تاني بعدها يفوق فيها ومنظرها وشكلها قبل ماتغمي مش راضيين يروحوا من قدام عنيه.
واخيراً بعد كذا محاوله فاقت وقعدت علي حيلها ،والنوبادي ابو دراع مسالهاش مالها ولا فيها ايه لانه تقريباً شك باللي فيها ،وعشان يتاكد حط يده فوق دماغها وابتدا يقرا آيات من القرآن فلقاها اتبدل حالها ورجع منظرها كيف ماكانت واقفه علي سجادة الصلاة وزاد عليها انتفاضة جسمعا ،فبعد يده عنها قوام وقعد قبالها وهو محتار من حالتها واللي عيجرالها ،واللي مفسرهاش غير بانها اتلبست.
❈-❈-❈
اما شام فصحيت عالاذان وهبت قاعده على حيلها بفزعه وهي عتنهج بتعب وتتفكر الحلم اللي كانت عتحلمه، وستها عديله اللي كانت ماسكاها من قبها وعتهز فيها بعنف وتقولها بنبرة غضب وخوف:
-قومي ياحزينه وشوفي بتك ودوريلها على طب قبل مايفوت الاوان، بتك ماذيه اذى واعر ،بتك مسحوره وواكلاه وشارباه ومخطيه عليه وهتروح منك قوام لو ملحقتيهاش ..فتحي ياشامه والحقي نوارة قلبك وعينك قبل مايخطفها منك الموت اللي بقي يلفلف حواليها ليل نهار.
خلصت عديله كلامها واختفت وقامت شام بفزعه تدور عليها حواليها وحطت يدها علي قلبها اللي ضرباته بقت شبه الطبول عاليه ،واستعاذت بالله من الشيطان الرجيم، وقامت اتوضت وصلت ودعت لبتها ،وطبعاً عشان احلامها معتنزلش الارض ومعتاجيش من فراغ.. خدت الحلم على محمل الجد، وربطته باللي عيجرا مع بتها، وقعدت وهي علي سجادة الصلاة وعتسبح علي سبحة ستها عديله تفكر وتشوف، ياتري مين اللي ممكن تكون عيملتها فبتها، أو عيملها، وبعد تفكير اهتدت لوحده بس مفيش غيرها هي صاحبة الموصلحه الاكبر ،واستبعدت ممدوح اللي جه فبالها اول شي، وقالت لروحها إن الحبيب عمره مايأذي حبيبه واصل مهما بلغ بيه الوجع منه وعليه.
فضلت على قعدتها للصبح ،وبمجرد ماظهر الخيط الابيض من الاسود قامت علي حيلها وراحت عالموطبخ تلتهي بعمل فطور العرايس لغاية مالصبح يصبح زين، وتروحلهم وتطمن علي بتها.
وبس خلصت وبصت لقت الصبح صبح زين، شالت الفطور وحملت حالها وجري على بيت ابو دراع ،وخبطت اول خبطه وملحقتش تتنيها، ولقت الباب عيتفتح وابو دراع عيطل براسه من الباب وعيشاورلها بصباعه قدام خشمه وعيهمسلها بتحذير:
ششششش...خشي بالراحه ربيعه توها نايمه.
خشت شام بالراحه على كلامه ،ونزلت الصينيه اللي فوق راسها بشويش ،وبصت لربيعه اللي شكلها اتغير واتبدلت فيوم وليله ،ولساها هتتكلم سبقها ابو دراع وقالها :
ربيعه فيها حاجه ياشام ..ربيعه مئذيه .
ردت عليه شام وهي هتهز رقبتها بتاكيد لكلامه:
عرفت ياابو دراع وجاني الهاتف في الحلم فهيئة ستي عديله وقاللي إن بتي مسحوره ..بتي شاربه سحر وواكلاه ومخطيه عليه.
وهي قالت إكده وابو دراع برق عنيه بصدمه بعد نبرة الثقه اللي عتتحدت بيها شام وسألها:
عرفتي مين اللي عميلها؟
ردت عليه شام بهزة نفي من دماغها وبعدها تبعتها بالكلام:
معرفتش بس شكيت فوحده مفيش غيرها واظون مفيش غيرها الغل عيقطر منه قطير من تلاى وتلا بتي.
هز ابو دراع دماغه بفهم وبص لربيعه هو كمان وهمس بوعيد:
والله لو طلعت هى صوح لاكون ممرر عيشتها وزاقيها المرار.
خلص كلامه وطلع يشوف غنماته ويفطرهم، وبمجرد طلوعه من البيت شاف شوقيه واقفه فوق البيت وعينها عليه وعلي بيته كيف اللي رامي قنبله فمكان ومستنيها تنفجر ويفرح بالانفجار، وغمض على شفايفه بغيظ وكمل طريقه وهو عيتوعدلها بكل شر لو ربيعه جرالها حاجه وطالها اذى اكبر من اللي هي فيه واتوكد صوح إنها هي اللي وراه، وبين ماطلع الغنمات ورعاهم شويه وابتدا قرآن الجمعه فضل يفكر فى حل لحال ربيعه، واهتدى اخيراً انه هيطلب المساعده من أهلها، وخصوصي إن النهارده الجمعه وأهلها هيكون النهارده خطيب في جامع بلدهم لانها اخر جمعه في الشهر وهو متعود يأم الناس ويخطب فيهم.
وبس خلص رعى غنماته وفطرهم وزقاهم رجعهم للحوش مره تانيه وراح عالبيت، وأول مادخل من الباب وقف وراه واتنحنح وكمل دخول لما ردت عليه شام واذنتله، وأول مادخل شاف ربيعه صاحيه وقاعده على حيلها، فاتبسم وهو عيرمى عليها السلام، ودخل اتشطف ورجع قعد جارها، وشام سخنت الوكل وقعدوا التلاته يفطروا، بس ربيعه كانت تبص عالوكل بحسره وخوف، وبرغم انها حاسه بالجوع عياكل فمصارينها، الا انه خايفه من الاستفراغ اللي عياجيلها بعد الوكل، وأول مالحوا عليها امها وابو دراع تاكل كلت برغم خوفها، وبمجرد ماحطت كام لقمه فخشمها حصل اللي كانت خايفه منه، وقامت جري عالحمام تستفرغ اللي كلته وهي حاسه بنار فجوفها، وأبو دراع وشام شافوها إكده ورموا اللقمه من يدهم بحزن، وقامت شام ورا بتها، وابو دراع قام يغير خلجاته؛ عشان يروح الجامع يستنى حكيم ويحكيله ويطلب منيه المساعدة والتدخل السريع.
اما ربيعه فطلعت من الحمام وقعدت علي السرير، وشويه وسمعوا خبط هي وشام عالباب بعد ماطلع ابو دراع مباشرة، وفتحت شام ولقت حريم البيت كلهم واقفين عالباب بما فيهم شوقيه، وكلهم جايين بحجة انهم يباركوا لربيعه فصباحيتها وينقطوها، وفيهم اللي نيته إكده صوح، وفيهم اللي كان جاي يستكشف الاوضاع ويشوف ايه الاخبار وأيه اللي جرا ويطمن، ودول معروفين ودول معروفين.
وبعد ماخدوا قعدتهم واستغربوا من حالة ربيعه وتعبها ونسبوه لخوفها ولأن ابو دراع ممكن يكون أذاها وهي عيله صغيره، نقطوها ومشوا بعد مامخدوش منها ولا من امها عقاد نافع يريح فضولهم، مفيش غير شوقيه بس اللي كانت فاهمه كل شي دوناً عنهم ومسألتش ولا استفسرت.
وبمجرد مالكل طلع ربيعه حست بخنقه وان نفسها راح خالص وحيطان البيت طابقه على نفسها، وبرغم اعتراض امها طلعت من البيت وراحت قعدت في الجنينه وسط الشجر في البراح لولا ماحست انها قادره تاخد نفسها والتقل اللي على صدرها خف هبابه.. وشام قعدت جارها وفضلت في سرها تسبح وتقرا قرآن، لكنها معلتش حسها لانها خابره إن ديه ممكن يأذي بتها، وإن القرآن لو متقراش بطريقه صوح والايات المناسبه في الحالات داي عيتعب بذياده، ديه اللي سمعته قبل سابق فى الراديو واترسخ فمخها واهى استحضرته دلوك لماجيه اوانه.
❈-❈-❈
فضلت ربيعه قاعده في الجنينه وشام امها جارها، وقعدتها وحالها خلى الكل يستغرب من اللي يشوفها، وبالذات الرجاله بتوع البيت عمامها وعيالهم وممدوح على وجه الخصوص وهو واعيها مهمله البيت وقاعده في الجنينه والوش شاحب والعقل شارد والعيون عتتنقل وسط اوراق الشجر بغير هواده، فقرب منها وبخوف سألها:
ربيعه مالك، ايه اللي مقعدك إكده وليه وشك اوصفر إكده؟
سكتت ربيعه مردتش عليه ولا عطتله أي اهتمام، وهو لما لقاها إكده وجه نفس السؤال لامها شام، وشام ردت عليه وقالتله:
مفيش ياممدوح داي تعبانه من امبارح وعتستفرغ وطلعت في الهوا هبابه.
قرب منها ممدوح ووقف قبالها وبحنية الكون كله قالها:
الف بعد الشر عنك يابت عمي، ريتو التعب بيا ولا بيكي، قوليلي اجيبلك حاجه من بره تخفف وجعك اؤمريني ياغاليه.
رفعت ربيعه عنيها عليه ومردتش، بس شام ردت عليه:
تسلم وتعيش ياممدوح ملازمهاش حاجه، قوم ياولدي روح الحق صلاة الجمعه جماعه.
هزلها ممدوح دماغه وفضل باصص لربيعه ثواني وهو محتار فامرها وامر توهانها ديه ودبلانها، وقام بعدها مشى عالجامع.
اما كرار فبمجرد مابص لربيعه وشاف حالها خمن بعد ماشاف تعبها ديه إن امورها هي وابو دراع تمام وتم مرادهم على خير، وتعبها ديه بسبب صغر سنها، وطلع من البيت وهو مرتاح لأنه اخيراَ خلص من هم علي قلبه إسمه ربيعه.
أما ابو دراع فراح عالجامع وبمجرد مادخل شاف حكيم ع الموضى عيتوضى، فراح عليه وقعد جاره وبحس واطي قاله:
ياشيخ ربيعه واقعه فكرب ومأذيه ودواها فيدك.
انتبهله حكيم وبصله بإستغراب وسأله:
كرب ايه ياابو دراع وماذيه كيف؟
حكاله ابو دراع الحكايه من البدايه، وحكاله على حلم شام، وعشان حكيم معيأمنش بإن حد ممكن يعلم الغيب او يتنبأ بالش قبل حدوثه مخدش حلم شام بعين الاعتبار، لكن باقي اللي حكهوله ابو دراع واحلام ربيعه اكدوله إنها مسحوره.. فطمنه وقاله إنها بسيطه بأذن الله وإنه هيروح معاه بعد صلاة الجمعه ويعاين حالة ربيعه ويشوف هيعرف يعمل معاها ايه.
وبالفعل خلصوا صلاة، وأخد ابو دراع حكيم، وفغفله من الكل دخله على بيته وقابله بربيعه، وحتى شام اللي بقاله سنين ماشافهاش شافها.
وبمجرد مادخل البيت حس بإن فيه حاجه مش طبيعيه، واتوكد من إكده لما قعد وحس بإن الهوا بتاع البيت نفسه تقيل على قلبه!
وابتدا بعدها يقرا ايات معينه على ربيعه للكشف عليها اذا فيها سحر ولا له، وبالفعل حسها اتغير وملامحها اتبدلت، ولما سألها عن اللي فيها جاوب اللي متلبسها، وكمان حكيم سأله عن اللي عيمل الاذى لربيعه، ونطق اللي على ربيعه بلسان ربيعه وبحسه هو اسم (شوقيه) واضح وضوح الشمس.
ومع نطقه لأسمها محدش من التلاته استغرب؛ لان ديه المتوقع، بس ابو دراع اتحلفلها فسره، وشام لما اتوكدت انها هي دعت عليها من كل قلبها.
وابتدا حكيم بعد إكده يقرا على ميه نضيفه طلب من شام تجيبهاله، وبعد ماخلص فهم شام ان ربيعه متشربش ولا تتسبح غير من الميه داي، وحتى وكلها يطبخ منها، وكل ماتقل يزودوها تاني.. ديه للمأكول والمرشوش قرا فكل انحاء البيت، والمدفون كلف ابو دراع بانه يقلب عليه البيت فوقاني تحتاني لحد مايلاقيه، وبعدها يجيبهوله ميفتحهوش واصل لاي سبب من الاسباب.
اما ربيعه فأثناء القرايه كانت عتموت حرفياً وممتحملاش، لدرجة إن شام كذا مره تطلب من حكيم يبطل قرايه من خوفها عليها، لكن حكيم كمل لغاية اخر الجلسه وتجاهل كلام شام وحتى حالة ربيعه لغاية ماخلص خالص.
وبعد ماخلص طلب من الكل إنهم يدسوا خبر معرفتهم بالسحر، وحتى خبر مجيه للبيت يدسوه عن اهل البيت وخصوصي شوقيه؛ عشان متجددش العمل مره تانيه وبص لربيعه وخصها بالكلام وقالها:
ربيعه اسمعيني.. انتي هتتعبى قوي فى اليومين الجايين دول، وكل ماهتشربي من الميه هتحسي بوجع فبطنك اتحمليه واوعاكي تبطلي شرب، وأحلامك العفشه هتزيد؛ عشان اللي متسخرين عليكي هيقاموا لاخر لحظه ويتمسكوا بيكي ويحاولوا يلحقوا بيكي اكبر قدر من الأذى قبل مايعاودوا لسيدهم اللي عيسخرهم.. فيابتي مهما حسيتي اوعاكى تضعفي وصلاتك ووردك وذكر ربنا ميبطلوش من لسانك.. انتي بكده عتضعفيهم وتخليهم لا حول ليهم ولاقوة، ووكت معاد الجلسه الجايه بعد ٣ ايام لما اجى اقرالك مره تانيه ميكونوش بنفس قوتهم، وبعدين الله ينتقم منها مش مسلطه عليكي واحد ولا تنين داي مسلطه عليكى قبيله بحالها من كفرة الجن وأشرهم، يعني عايزك تساعديني.
وبص لابو دراع ووجهله الكلام ولشام معاه بالمره:
وانتوا ليل نهار الايات اللي هعلمهالكم متبطلش من لسانكم ولا توقفوا عنها، والبيت ياابو دراع ترشه كل يوم بميه متنجمه ب ٧ ورقات نبق وجدر رجله مفرع من عشيه والصبح تزودهم وترشهم في البيت كله فكل زنقوره فيه عشان تنضفه من المرشوش فيه، وقدام العتبه كمان ترش.
وانتي ياشام اوعاكي حد يحط يده فوكل او فشرب وتوكلي منيه لبتك، وانتي كمان حرصى على روحك من الاذى.
رد عليه ابو دراع قوام:
له وكل ايه وحد يحط يده ايه، انتي ياام ربيعه من اليوم وطالع تطبخي صوح فبيت المقاول بس وكلك وشربك انتي وربيعه إهنه كله، مفيش وحده فيكم تدوق لقمه من هناك ولا بق ميه، اني اللي هطبخ كل حاجه بيدي لغاية ماتطيب ربيعه وتطبخ هي.
رد ابو دراع عليه بتأييد:
كلام ابو دراع اسلم شي ليكم ولازمن تسمعوه، وكمان ربيعه متطلعش من البيت حتي لو بدت تتحسن، واللي يسأل عنها تقولوله مرضانه ونايمه، وانى النوبادي بس جيت البيت، وباقى الجلسات تجيبهالي المعمل يابوا دراع فى الدس ولا مين شاف ولا مين درى، واللي يسألك رايح فين وجاى منين تقوله إنك عتوديها للحكيم عشان العيا اللي عندها.
خلص حكيم كل كلامه وكل تعليماته وفهمهم عليها زين، وبعدها طلع من البيت ومشى بعد ماشافله ابو دراع الطريق وقاله إنها امان ومفيش حد.
وبعد طلوع حكيم ابتدا ابو دراع يفتش في البيت ويقلب فيه كيف المسعور وهو يدور عالعمل، وحتي اوضة النوم الجديده فككها حته حته، وفي الاخر اتنهد براحه بمجرد ما وعى قماشه سوده مدفوسه بين الدولاب مابين الحيطه وراه.
ومد يده بحرص وسحبه، ومستناش بعدها خده وجري بيه على حكيم وهو عيتمنى انه يكون لساه قاعد معاودش بلده.. ومن حسن حظه لقاه لساه عيقفل في دفاتر المعمل ورايح يمشي، ولما عرف إن ابو دراع لقى المعلوم صرف العمال كلهم وقعد معاه وابتدا يفكله العمل فى ميه وملح.. وطمن أبو دراع بعد مافكه إن اول عمل خلاص زال خطره، وباقي التنين التانيين اللي هيكون فيهم التعب ازيد شويه، وخصوصى الماكول منهم، وطلب منه إنه يدير باله على ربيعه زين وعلي امها في الكام يوم الجايين دول، ويحرس ربيعه حراسه ويحاول إنه يخفف عنها كل اللي هيجرالها واللي هيكون اكبر منها ومن قوتها بكتيير.
خلص ابو دراع كلامه مع حكيم وقعدته ورجع عالبيت، وابتدا ينفذ التعليمات اللي خدها، وشام كمان، واول شي عمله انه رمي الوكل اللي جاي من بيت المقاول وجاب وكل غيره وابتدا يطبخه بنفسه، وطول الوكت عينه علي ربيعه اللي قاعده قدامه وخشمه مبطلش قرايه في الايات اللي علمهاله حكيم.
وعدى النهار بسلام وجه الليل على ربيعه بوجعه ومراره، واللي كان اصعب ليل يمر عليها طول ال١٥ سنه اللي عاشتهم، بحيث ان الاحلام مبقتش تتقطع وبس تغمض عنيها تحلم، والحكايه مبقتش احلام وبس، له داى بقت حقيقه كمان، وربيعه بدات تشوف خيالات عترمح قدام وشها وتجرى عالحيطان حواليها، وكل ديه شايفاه وساكته وكاتمه خوفها، وكل ديه وابو دراع جارها في الاوضه مسابهاش، وعينه طول الوكت عليها ومراقب حركات عنيها اللي عتتبع الحيطان كيف ماتكون عتتبع حد عيمشي وينط من حيط لحيط، وخشمه ممبطلش قرايه، ولغاية ماربيعه برقت عنيها وهي باصه علي باب الاوضه وصرخت بخوف وبص لقاها فطت من فوق السرير وبقت فحضنه، فلمها عليه ودفن راسها فصدره وفضل يقرا وعلى حسه بالقرايه وهو عيمسد على دماغها ويتلفت حواليه بخوف مقدرش يقاوم إحساسه بيه، وهو متوكد إنه متحاوط بالجن من كل النواحي، وإحساس بالشفقه رج روحه وهو عيحاول يحس بإحساس ربيعه العيله الصغيره اللي شايفاهم بصورهم واشكالهم، وهو اللي من مجرد التخيل والاحساس بيهم قلبه رجف.
عدى الليل مااطوله وطول الليل ربيعه على نفس قعدتها فحضن ابو دراع مفارقتهوش، وهو لا عينه غمضت ولا لسانه بطل قرايه غير دقايق قليله عشان يبلع ريقه وياخد نفسه ويرجع يكمل.
اما ربيعه مكانتش حاسه بأي شي ولا سامعه ولا شايفه غير الخيالات السوده اللي عتلف حواليها، والمخلوق البشع اللي قاعد قبالها عالسرير وباصصلها بعيون عتطق شرار وطالعه منيه ريحه لا تطاق وكل مايفتح خشمه يقطر من بين انيابه دم تبص ربيعه عالأرض متلاقيهوش.
واخيراً بدأ قرآن الفجر وسكن كل شي واتلاشت الخيالات والمخلوق اختفى، وغمضت ربيعه عيونها بإطمئنان على صدر ابو دراع، برغم الخنقه اللي كانت حاسه بيها لسه، وبمجرد ماغمضت راحت في النوم وابو دراع حس بيها، وبالهداوه بعد اديها عن قب جلابيته اللي من كتر مامسكت وشدت فيه من الخوف، حس بان قيطان الجلابيه عوروه فرقابته، لكنه اتحمل وهملها تأمن من خوفها بالطريقه اللي ترضيها، وهو ماكان عليه الا إنه ضاممها فباطه ومدثرها بين دراعاته وكان حاسس وهي فحضنه انه مستعد عشان بنيته الصغيره المحتميه فيه يموت عشانها ويفديها بروحه لو حاجه قربت منها بأذى.
❈-❈-❈
وجه النهار والكل مشى على كلام حكيم بحذافيره، وعدى يوم والتاني، وابو دراع خد ربيعه في الخباثه لحكيم في المعمل خدت الجلسه ورجعها، وبعدها حكيم قاله إن الجلسه بعد إكده اسبوعيه، وطول الوكت ديه وربيعه شايفه الويل وتعب واستفراغ معيهداش كل ماتاكل حاجه، ومفيش نوم غير دقايق معدوده وشكلها بقى حرفياً يشبه الاموات، واللي بقى زيها وملامحه غارت في وشه من كتر خوفه عليها وسهره معاها طول الليل هو ابو دراع اللي كل صبح يصبح ميقدرش يحرك دراعه اللي ربيعه نايمه عليه طول الليل، ولا يبقي قادر ينطوق بكلمه مع حد من كتر ماعيتعب في القرايه طول الليل، وبالعافيه كان يوكل غنماته وبين ماعيكون يرعاهم كانت عنيه غصب عنه تقفل ويغفى بتعب، ويهمل ربيعه لشام فى النهار، أو فاغلب النهار، وهو عليه الليل ومراره.
اما شام فحالها مكانش يقل عن حال ربيعه وابو دراع، وهي الليل بطوله سهراناه قبالهم بس للاسف متقدرش تروحلهم عشان متشككش حد فحاجه، وكل اللي طالع عليها تدعى لبتها بالشفا وتحسبن فشوقيه وتدعي إنه يتردلها فاقرب وكت.
وكل ماتشوف وشها توبقى نفسها تهجم عليها وتقطعها قطيع، لكنها عتمسك نفسها بالعافيه وتقول لروحها الصبر وحقك ربنا اللي هيجيبهولك وخليها بجملة اللي عند ربنا.
ومرت الايام، وكل يوم امر من اللي قبله، والايام بقت اسابيع وربيعه عتصارع وابو دراع معاها وأمها معاهم وكل ديه فى الخفا، ومر عالحاله داي شهر بحاله ربيعه شافت فيه الويل، وبعد الشهر ابتدت كل حاجه تهدا، وقدرت ربيعه ترجع تنتظم فصلاتها وتقف ورا ابو دراع تصلى وتكمل من غير ماتحس انها عتموت وروحها عتتعصر، وبدأت تاكل ومتستفرغش، والبيت ابتدت خنقتها منه تروح، ورجعت الدمويه تدب فوشها من تاني، وقرر ابو دراع وهو شايف حالتها اللي عتتحسن إنه يبعد عنها ويهجر النومه جارها وبزياده على إكده، وخصوصى إنه ابتدا يحس ان ربيعه اعتادت عالنومه فباطه وعلى دراعه، واول ليله هملها فيها ونام عالارض باتت تتقلب للصبح مجالهاش نوم، وهو كل ماتتقلب يرفع راسه ويبص عليها خايف تكون عتكوبس، ولما يلاقيها صاحيه ينزلها وينام، وكانت اصعب ليله عليه هو كمان، اللي ابتدا بعد شهر بحاله قرب يعتاد إنه ينام على انفاسها، وحتى دراعه اللي كان خفيف ودماغ ربيعه مش عليه كان حاسه فيه حاجه ناقصه منيه ومفتقدها، ولكن الليله عدت، وعدت التانيه والتالته، واللي اعتاد القرب ابتدا يعتاد البعد، وراحت الايام داي بحلو ومرها، وعاودت ربيعه لطبيعتها من تاني، وعاود معاها الربيع لحياة شام وابو دراع مره تانيه.
❈-❈-❈
وبعد اسبوع من التعافى كانوا قاعدين التلاته في الجنيه سهرانين وعيشربوا شاي وابو دراع عيشوي دره لربيعه، وبصلها وهي عتتلافى اول واحد استوى وتقلبه بين اديها من سخونته وهي عتضحك وشافها وهي عتاكل فيه بفرحة عيله صغيره.. فخد نفس وبص لشام وقالها:
أم ربيعه.. اظن آن الأوان والمأسور جه معاد فك اسره.
بصتله شام وديقت عنيها بعدم فهم وضمت حواجبها وسالته:
كيف يعني مافاهماشي؟
ابو دراع بإيضاح اكتر:
اني بكره هاخد ربيعه واروح بيها لبيت جدها عبد الصمد ياشام، وهمر بيها فلاول علي خالتها بسيمه فطريقنا.. خابره ديه معناته ايه ياام ربيعه ولا مخابراش.
وشام بس سمعت كلام ابو دراع ابتسمت وكشرت وضحكت وبكت فنفس الوكت وبعدها سندت دماغها على كتف ربيعه جارها ومن شدة فرحتها وعدم تصديق عقلها للي سمعته سوحت وغميت، وربيعه وابو دراع اتلاعوا وهما يفوقوا فيها.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية