-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 46

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل السادس والأربعون



طلع ابو دراع من البيت، وشام شافته طالع من البوابه وراحت على بتها تشوف خبر ايه، وتشوف ياترى تم اللي بتها كانت عتخططله طول اليوم امبارح ولا ابو دراع لساه على عنده، مع انها تستبعد إنه يكون قدر يتماسك النوبادي لأن ربيعه كانت ناوياله وحاطه فعقلها ياكاتل يامحبوب.


وبمجرد ماخبطت عالباب وغابت شويه وبعدها ردت عليها ربيعه وجات فتحتلها وشافت جناين ورد طارحه على وشها اتبسمت بفرحه وخدتها فحضنها وهي عتباركلها من غير ماتتكلم، لان الفرح عيبان عالوشوش والجواب عيبان من عنوانه.

وبعدها دخلوا التنين وشام مخلتش ربيعه تعمل اي حاجه في اليوم ديه وقالتلها ارتاحي انتي عروسه، وكانت فرحتها تساوى الف فرحه وهي عتشوف بياض بتها وحمدت ربها ان الأمر تم طبيعي وتم بحب ومجربتش ولا عاشت ولا حست باللي هي حست بيه، وخلى روحها تكش اول ماتسمع سيرة الحاجه داي.

❈-❈-❈


أما ربيعه فاتسبحت واتزوقت ولبست توب حلو يليق بعروسه فصباحيتها، وبس عاود ابو دراع وهو شايل ومحمل من كل شكل ولون، ومن اللي كل اللي قلب ربيعه يحبه وعارف نفسها عتهواه، 

جريت عليه ربيعه واستقبلته وحبت تاخد منه الحاجه وتنزلها، لكنه رفض ودخل هو الحاجه بنفسه، وعاود قعد مع ربيعه فأوضتهم وهملوا شام تجهز في الفطور، وسرقوا من الزمن لحظات سعادة جديده، قرب فيهم ابو دراع من ربيعه وخدها فحضنه وضمها بأديه التنين كيف مايكون عايز يدخلها بين ضلوعه، 

وهي ضمتها ليه متقلش عنه قوة وقلبها عيزايد على قلبه فى الدقات من الفرحه، كيف ماتكون قلوبهم عتباهي بعضها بالسعادة وتجاهر بيها بحس دقاتها العالي.


واخيراً ربيعه سكنت حضن ابو دراع ووصلت لمسكنها الآمن وبيتها الدافي وحصنها المنيع اللي مش هتغادره تاني واصل.


أما ابو دراع فكان ضامم ربيعه كيف مايكون ضامم سنينه اللي اتسرقت منه وردتله فهيئة ربيعه، وسعادته اللي كان فاكر انه مليهش نصيب فيها واتاري الدنيا عتحوشهاله ورجعتهاله كلها مره وحده وبقي عامل كيف اللي كان عامل حصاله بقاله سنين وعمال يحوش فيها كل ماله ولما فتحها لقى فيها فلوس تغنيه لباقي عمره.


وبعد حضن طويل استكانوا فيه على انفاس بعض بعدوا وهما سامعين حس شام عتقولهم الفطور جاهز، وطلعوا وقعدوا هما التلاته يفطروا وهما طايرين من السعادة وكل واحد فيهم حاسس ان مراده واكبر أمانيه اتحققت.


وبعد الفطور ابو دراع طلع راح يشتغل بالجرار ويختلي بروحه ويحاول انه يصدق اللي من امبارح عيجراله، ويستوعب كمية السعادة اللي ربنا زاحها على قلبه بالقناطير، وطول ماهو شغال شكل ربيعه وملامحها وضحكتها ودلعها مخلين عقله مهمله وسارح فملكوتها، ومن كتر السرحان حرت الغيط كذا وش وهو مش منتبه على روحه.

❈-❈-❈


أما ربيعه فقضت وكت غياب قطب عنها على نار وهي مستنياه ورايحه جايه في الجنينه وعينها عالبوابه ومستنيه هلته عليها، وكل هبابه تبرطم عليه اللي سابها فصباحيتها وطلع يشتغل وهي لساها مشبعتش منه ولا من قربه اللي ماصدقت تنوله.

❈-❈-❈


واما شام ففضلت مراقبه بتها وفرحتها ولهفتها واشتياقها لجوزها حبيبها وحست بأن سعادة الدنيا كلها غمرت قلبها وعوضته عن كل وجع قاساه، وإن ربنا عوضها فبتها اللي اتحرمت منيه، وبقت حاسه إن هي اللي عتعيش الفرحه مش ربيعه.

❈-❈-❈


اانقضت ٣ ايام عاش فيهم ابو دراع مع ربيع عمره في جنه مكانش يعرف علومها  ولا كان يعرفلها طريق ولا يعلم بوجودها، وحس إن ديه جزاءة من ربه في الدنيا على بياض قلبه وحبه للناس، وكل يوم يحمده على جنة الدنيا اللي خلته يتسائل من حلاوتها على جنة الآخره اللي تفوقها باضعاف كيف تكون.


كل لحظه وكل دقيقه يحس إن ربيعه ماسكه قلبه وسنين عمره وعتجرى بيهم لورا وترجع بيهم لعهد الشباب، ورجعتله إحساس عنفوان قلوب الشباب اللي عترفرف مع نسايم الشوق وتطلع للسما وتنزل فثانيه بسبب نظره او ابتسامه او همسه من الحبيب، 

رجع عاش إحساس الحب من تاني، احساس مختلف خالص عن اللي كان يحسه من تلا بدور، إحساس انضج واكبر واحلا واعمق، حب اتجمعت فيه كل كل العلاقات، حب الاب لبته والاخ لاخته الصغيره والصاحب لصاحبته والخليل لخله، واخيراً الحبيب لحبيبه.


وفي التلات ايام دول شام في النهار فبيت قطب وبالليل في أوضة ستها عديله سهرانه الليل مابين قيام وتسبيح وذكر وحمد، وفصباح اليوم الرابع سمعت حس كرار فى البيت الصبح بدري عيزعق وشوقيه عترد عليه بالحس العالي، فقامت مهبوشه وخايفه احسن يعرف انها فبيته ووكتها يهجم عليها هجوم الصياد اللي غاب وعاود لقى شبكته صايده طيره وحاجزاهاله من غير تعب منيه ولا جهد. 


التزمت السكوت لغاية ماالصمت عم البيت ومن الواضح ان كرار همل البيت وطلع، وشوقيه كمان الظاهر انها مشت هي كمان، ففتحت شام الباب وطلت من الأوضه وبصت شمال ويمين ولما ملقتش حد قفلت باب الأوضه وطلعت جري على بيت ابو دراع وبمجرد مادخلته حست انها عاودت لمنطقتها الآمنه. 



أما كرار فطلع من البيت عالمندره وهو عيغلي غلي وكالعادة شوقيه سبب كل المشاكل مقدرش ياخد منها لا حق ولا باطل، وقعد ينفخ ويفش كل مايتفكر عياله ورفضهم انهم يرجعوا معاه البلد ويكونوا دراع ليه هو وسند فكبره زي ماكان عيتمناهم مش سند لخالهم اللي ممشيهم تحت امره كيف الجنود وواخدهم تحت باطه وماشيين تحت رجليه وعلى خطاويه، ونسيوا ابوهم وزهدوا البلد وعيشتها واتخوجنوا وبقى لبسهم وحديتهم وتصرفاتهم كيف اهل بحري وحس انه خسرهم خالص. 


وطلعت شوقيه لاوضتها مع ولدها الصغير اللي شغل كل تفكيرها ونساها كرار وصرف تفكيرها عنه، ومبقتش راجيه منيه اي حاجه لا قرب ولا محبه، وكل اللي ليه فقلبها دلوك كره وحقد ورغبه فى الانتقام بس مؤجله الى حين. 

❈-❈-❈


عاود ابو دراع من الغيط بالجرار بتاعه وركنه قدام البوابه ونزل منه، وهو داخل بص في المندره شاف كرار قاعد فيها مدرمس وحاطط راسه بين اديه ومهموم، فراحله ووقف قدامه وقاله:

ايه أمال جاي من بحري شايل طواجن الدنيا على رلسك مش طاجن ستك بس؟ حمدالله عالسلامه. 

كرار رد عليه وهو لساه على وضعه:

الله يسلمك. 

ابو دراع وهو عيقعد جاره:

وه! مالك إكده ياقزين حازك شاكر وحدك وزردك إهناك ولا ايه؟ 


كرار: لو على الزرد فهو زردني بس مش ضرب ولا عراك.. له زردني فى عيالي، عصر قلبي عصر وبعدهم عني وخدهم ليه.. اني خلفت وهو خد عالجاهز. 


ابو دراع اتنهد ورد عليه بتشفي:

سبحانك ياربي..سبحان من جعل لكل شي قصاص حتى البعد. 

حرمت اهل من بتهم فربنا حرمك من عيالك، عزبت قلوب بالبعد وشوف قلبك عامل ايه دلوك. 

اشرب ياكرار ديه الكاس اللى سقيته للناس ودارت الدواير عشان تشرب انت كمان منه وتدوق نفس المرار. 

ولسه ياكرار، ولسه كل اللي استقويت بيه على الغلابه جايلك وحده وحده.. افتح حجرك واتلقى. 

خلص كلامه وقام عشان يمشي فرد عليه كرار بعتب:

فرحان فيا ومتشمت ياصاحبي؟ 

ابو دراع:

أكدب عليك واقولك له.. فرحان والله وشمتان والشماته في الظالم لا عيب ولا حرام، الشماته في البريئ المتكاد المظلوم هي اللي حرام والشامت فيها عيدخل في قصاص الشماته. 


كرار بإبتسامة وجع:

إشمت وإفرح وانبسط يعني هي جات عليك؟ مالكل دلوك متشمت وفرحان فى حالي..من شوقيه لشام لبتها لشاكر لاخواتي. 

ابو دراع: برضك محدش شمت فيك الا وكنت انت العايل بيه وغلطان في حقه الف غلطه.. وشاكر ديه اللي كنت متبق اخته زمان في الرايحه والجايه فكرك هينساها حتى لو اتجوزتها.. والله الكيد عيتخزن جوا القلب والعقل وماعيتنسى مهما طالت السنين. 

خلص كلامه واتحرك من قدام كرار وهمله بناره وراح. هو لجنته اللي مستنياه وهو عيتعجب فى سره كيف من ضهر ابليس كيف كرار يتخلق ملاك كيف ربيعة قلبه اللي لاتشبهه لا فى خلقه ولا اخلاق. 


ودخل الجنينه وبمجرد دخوله جريت عليه ربيعه كيف التايهه اللي لقى وجهته اخيراً وهو خدها فحضنه كيف الطير اللي رجع لعشه بعد سعى النهار وقلبه فايض من المحبه والشوق لولفه. 


ودخل البيت لقاها محمياله الميه ومجهزاله غياره ومحضراله هي وأمها احلا وكل، والتلاته اتجمعوا ياكلوا على طبليه وحده قبل مايقعدوا عليها حطت عليها الموده والحب والبركه، وقعد ابو دراع يتوسط اللي بقت في معزة الروح، واللي فمعزة الاخت، 

ولقى العيله اللي عاش طول عمره محروم منها وعرف طعم الدفا اللي عيهون تعب وشقى اليوم وداق حضن اخر الليل اللى عيزيل اوجاع القلب اول بأول ويرجعه لبدء خليقته خالى من أي هم. 


خلصوا وكل وقام ابو دراع وخد ربيعه معاه قاصدين بيت جدها، بس الاول ربيعه فاتت على خالتها بسيمه وبشرتها بإن المراد تم، وبسيمه من فرحتها زغرتت وزغروتتها خلت ربيعه ضحكت، وحتى ابو دراع اللي كان واقف بره البيت ابتسم، وخجل وبص للارض وهو واعي بسيمه طالعه من البيت وجايه عليه والضحكه شاقه خشمها شق، ووقفت قدامه وبحس فرحان قالتله:

إمبارك عليك الفرح وزينة الدنيا ياابو دراع، يجعلكم لبعض سكن وسكينه ويكفيكم شر عيون الناس الحسادة. 


ابو دراع رد عليه وهو مبتسم:

تخطيطك ديه كله يابسيمه.. ارتحتي دلوكيت؟ 

بسيمه: إيوه ارتحت ومش بس اني اللي ارتحت، انت كمان ارتحت وربيعه ارتاحت وشام ارتاحت والكل ارتاح والقلوب كلها استكانت.. وإيوه تخطيطي والمفروض تشكرني عليه كل صبح وعشيه. 


ابو دراع: واللي عشكرك وعحمد ربنا فكل حين.. ودلوك يلا ياام عزام نادمي ربيعه خلينا نلحقوا القطر على بيت جدها. 


ردت عليه ربيعه من ورا خالتها وهي عتعدل فى طرحتها:

اني جيت اهه ياضى عيني يلا بينا. 

قالت كلامها وكانت وصلت حداه، وبحركه جريئه غير مسبوقه فمحيطهم لفت يدها حوالين وسطه، وهو بدال ماينهرها كيف اي راجل صعيدي لف يده على كتافها بمحبه ومشى بيها وهو واخدها تحت، وبسيمه بصالهم ومبتسمه وهي شايفاه واخدها تحت باطه كيف طائر الرخ اللي محاوط يمامه تحت جناحه ومضلل عليها وهي بس اللي هاماه من كل الدنيا. 


وبس بعدوا عنها انتبهت لروحها وزعقت بعلوا حسها وقالتلهم:

ربيعه سلميلي على اللي رايحالهم وانتي ومعاوده حودي عليا هحضرلك حاجه تاخديها معاكي وانتي راجعه على بيتك. 

بصتلها ربيعه لورا وهزتلها دماغها بحركه توحيلها انها سمعتها، وكملت هي وقطبها طريقهم وراحوا لبيت جدها وفرحوهم بالخبر اللي خلى قلوب الكل رقصت رقص، وبس خدوا قعدتهم وهموا عشان يروحوا اتفاجئوا ببشاير ودهب باعتين السيد للسوق وجايب ليهم زياره كبيره من كل شي، وديه غير الحجل الدهب اللي دهب عطته لربيعه نقطت جوازها، وجدها كمان عطاها اللي فيه النصيب فلوس نقطتها، وحتى بشاير عطتها فلوس، بس السيد هو اللي عطاهالها وقالها تديهملها كأنها هي اللي منقطاها عشان لو عطاها هو مش هتمد يدها ولا تاخدهم منه. 

وعاودت ربيعه بزياره ودهب وفلوس كيف ماتكون بت عمده، وأهل امها رفعوا راسها قدام جوزها وعلوا قدرها مع ان قدرها عن قطب مش محتاج علوا ولا الزواير والفلوس والدهب يفرقوا معاه كد ماهي تفرق معاه. 


وكانت هتحود على خالتها بسيمه، لكنها راحت عالبيت فلاول بالزياره وقالت تبقي تروح لخالتها عشيه، البيبان مفتوحه قدامها والطلعه والرجعه براحتها ومفيش عليها سجان. 


وبس عاودت وشافت شام الزياره وحكتلها ربيعه علي فرحة الكل بيها وبجوازها من قطب فرحت شام لفرحتهم، وطفت نار شوقها بأخبارهم علي لسان ربيعه، وبلغتها ربيعه بدعواتهم وهي ردتلهم كل دعوة عشر اضعافها، ودخلت بعدها اوضتها وهملت العرسان ياخدوا راحتهم بعد ماشافت نظراتهم لبعض وشوقهم اللي ماعادش قادر يتخبى. 




وعدى اليوم وربيعه نسيت امر خالتها بسيمه خالص، ونسيت الدنيا كلها وهي فحضن قطبها، ومفتكرتش غير تاني يوم، فراحتلها واتفاجئت بيها مجهزالها زياره اكبر من زيارة بيت جدها، وغير إكده شاريالها جوز غوايش مباريم لبستهملها نقطتها واتمنتلها حياة سعيدة مليانه بكل الفرحه اللي اتحرمت منها هي وشام، وإن اللي اتقطع من قلوبهم يتوصل فقلبها، وإنها تعيش اللي هما معاشهوش. 

ومشيت ربيعه على بيتها وهي حامله الزياره وحامله دعوات خالتها، ورايحه بيهم لبيتها وعشها اللي حبته وحبت ارضه وسماه من ساعة مااتنقلت من بيت المقاول لبيت قطب. 

❈-❈-❈


وعدت الايام والايام بقت شهر والتاني والتالت ووصلت الشهر السادس بعد تمام جواز ربيعه من ابو دراع، وربيعه مكمله فتعليمعا ومتفوقه وقطب وراها ساندها وعيدفعها للتقدم بكل قوته وجهده ودعمه وإيمانه بيها ومحبته ليها اللي مخلياه عايزها تكون اعلى الناس واحسنهم، وكل ماتنجح وتتفوق يحس ان هو اللي نجح وإن ربنا استجاب لدعواته المستمره. 


وبعد الست شهور ماعدوا، قاعد ابو دراع فى الجنينه لا بيه ولا عليه وطالق غنماته يرعوا، وسرحان وهو مبتسم وعيسترجع آخر كلامه مع ربيعه وآخر مناغشتها ليه وكلامها الحلوا معاه، واللي بقي يطوى الوقت طي ويخلص اشغاله قوام قوام ويعاودلها طاير على جناح الشوق ويلقاها مستنياه بلهفة الدنيا كلها ومحبة كل المحبين.. واثناء تفكيره فيها حس بقعدتها وراه واديها اتسللوا من تحت باطاته وحاوطوه وحضنته من ضهره وهمستله بعشق:

إتوحشتك قلت اجي اقعد جارك هبابه. 

ابو دراع حضن اديه بأديه التنين ورجع دماغه لورا سندها على دماغها ورد عليها:

والله متمنيكي ماتفارقيني ولا هبابه ولا تبعدى عني مقدار خطوه وحده.. انتي بقيتي ليا كيف النفس اللي داخل وطالع جواي ومن غيره يكون مصيري الموت. 

طبعت ربيعه بوسه حانيه على كتفه وشددت ضمتها عليه وبعدها همستله بمحبه:

أبو دراع قولي عتتمنى ايه من الدنيا؟ 

رد عليها وهو عيرفع يدها ويحب باطنيتها:

من بعدك انتي معادش ناقصني شي ولا عتمنى من الدنيا حاجه واصل. 

ربيعه كملت همسها:

ولا واد من صلبك يحمل اسمك ويمسك فطرف توبك ويروح معاك وين ماتروح ويقولك يابوي؟ 


سكت ابو دراع ومردش عليها ولما طالت صفنته سألته ربيعه وهي عتبعد عنه وتفك اديها من حواليه:

كنك ممتمنيهاش ياقطب ولا عايزها؟ 

رد عليها ابو دراع وهو عيلف عليها:

فيه حاجات ياربيعه منقدروش نتمنوها حتى.. وبعدين ويني اني ووين الخلفه والعيال، فين العمر الباقي اللي هعيشه عشان اخلف عيال واربيها؟ 

ردت عليه ربيعه وهي عتحط يدها على بطنها بزعل وكسرة خاطر:

يعني اقول لولدك اللي فبطنى ديه ايه دلوك، اقوله ابوك معاوزكشي؟ 

ثواني فضل ابو دراع باصصلها ومش مستوعب اللي قالته، ولما استوعبه وقف على حيله وبرق عنيه وسألها بحس عيرجف رجف:

ربيعه انتي عتقولي ايه، بالله عليكي ماتهزري فى الكلام ديه ولا تتمضحكي في اللي مينفعش فيه ضحك. 


ربيعه مسكت يده وشدته وقعدته جارها تاني وهي عتقوله:

إنت قولت بنفسك إن الحديت ديه مينفعش فيه هزار ولا ضحك. اني حبله ياقطب، اني حبله بولدك. 

سمع ابو دراع كلامها وبحركه خاطفه خدها فحضنه وضمها عليه ودفن دماغه فرقبتها، وبس عيمل إكده ربيعه حست بأنفاسه اترعشت، وشي دافي سال على رقبتها، فبعدته عنها وبصت لوشه وشهقت وهي واعيه دموعه لأول مره فحياتها، وهو من خجله من دموعه حط وشه بين اديه، فبعدتهم ربيعه قوام وخدته تاني فحضنها وهي عتقوله:

عتبكي يانضر عيني، عتبكي ياحشيشة الروح.. ليه البكا طيب؟ 


رد عليها قطب بحس يادوبه طالع من خنقته بدموعه:

غصب عني مقدرتش امنع روحي النوبادي، اللي حسيت بيه بعد كلامك خلى محداييش سيطره على حالى بالمره. 

حبله صوح ياربيعه؟ بالله عليكي حبله صوح، يعني اني هياجيني واد ويقولولي ياابو فلان بعد العمر ديه وهخلص من لقب ابو دراع اللي قضيت عمري كله وهو مقرون بيا.. يعني اني هبقى اب ياربيعه وهتخلفيلي ولدي؟ 

هزتله ربيعه دماغها بتأكيد وهو بس عيملت إكده قام وقف على حيله وميل عليها وشالها وفضل يلف بيها بفرحه وهي ماسكه فرقبته ودافنه دماغها فصدره وتضحك وفي الاخر نزلها ومسك اديها وفضل يحب فيهم وحده وحده وفي الاخر مسك وشها بين اديه وقالها:

اطلبي واتمنى عليا يابت قلبي وروحي، قولي نفسك فأيه وأجيبلك ايه حلوانك ياللي عطيتيني ملذات الدنيا كلها ويحضر لعيونك في التو والساعه. 

اتبسمت ربيعه ومسكت اديه التنين ورفعت يده حبتها وردت عليها بعدها:

إنت حلواني وإنت كل عطايا الدنيا.. إنت اللي فنفسي واللي اتمنيته ونولته.. انت ياقطب اكبر امنياتي اللي ربنا حققهالي ومن بعدها كل الاماني صغيره ومليهاش عازه. 

خلصت جملتها ولقت روحها فحضن ابو دراع مره تانيه، والنوبادي الحضن طول اكتر من كل مره خدها فيها فحضنه، كيف مايكون حضنها حصتين، حصه ليها وحصه لولده. 


وكل اللي جرا مابينهم ديه كان فيه اتنين شايفينه بكل تفاصيله، وحده منهم شام اللي من ساعة ماعرفت إنت بتها حبله وهي لا على حامي ولا بارد من الفرحه، ولما ربيعه طلعت تبشر قطب بالخبر طلعت تتفرج على رد فعله اللي كانت متوقعاها وحصلت بالملي كيف مااتوقعتها، وشافت بعيونها ابو دراع وهو ممصدقش حاله من الفرحه، وحست شام إن خبر حمل ربيعه هو العوض الحقيقي لابو دراع عن كل سنين عمره اللي فاتت، وإن العيل اللي هتجيبهوله هيكون بمثابة طرح المحبه واللي هيحلى دنيتهم اكتر واكتر والاهم هتوبقي جده وهياجي اللي هيشغل وكتها ويملا قلبها ويملا حجرها ويأنس ليلها ونهارها. 


اما التانيه اللي كانت مراقباهم وقلبها قارصها من الغيره، هي بدور اللي كانت واقفه فوق سطح البيت وشايفه كل اللي عيجرا بين ربيعه وابو دراع وعتتحسر على كل المحبه اللي كان المفروض تكون كلها ليها هي واتحرمت منها بسبب عمها وابوها اللي وقفوا فطريق سعادتها وعطوها لعزت اللي مخدتش من جوازها منه غير كل وجع. 

❈-❈-❈



وعدوا كام يوم وعشان فيه ناس فرحتها مش عتتم على  خير وصل لبيت المقاول جوابين، واحد لصفوت والتاني لابوا دراع، والتنين من ممدوح وعيبشرهم فيهم بأنه خلاص راجع بعد ٦ شهور وهيشيعلهم فلوس يشتروله بيت من بابه ويجهزهوله، وعيفكر ابو دراع ان ربيعه خلاص كلها شهور وهتكمل ال١٨ وحان أوان الوفا بالوعد ورد الامانه لاصحابها


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة