-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 41

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الواحد والأربعون



شام فاقت من شرودها على فتحة بتها لباب الأوضه ودخولها عليها وهي عتضحك بفرحه، وورتها اللي جابهولها ابو دراع، وقالتلها عاللي عمله عشانها، 

وشام اتبسمت بفرحه وضمت بتها لصدرتها تهدى توتر فرحتها، وهمستلها فودنها:

ابو دراع العوض الجميل لينا احنا التنين ياربيعه.. ربنا يسوقله من الفرحه اللي عمره ماجه فخياله حتي.


خلصت كلامها وفضلت تتفرج على دفاتر شام واقلامها وبعدها طلعت معاها يجهزوا الوكل لابوا دراع، الوكل اللي اول نوبه ربيعه وامها يطبخوه بكل محبه ويحطوا فيه من روحهم ومن فرحتهم، وعلى كد ماوكلهم طول عمره لا يعلى عليه وعيعجب الكل.. 

الا ان الوكل اللي عيتعمل لابوا دراع مخصوص عيوبقي غير، وحلاوة الدنيا كلها فيه، وابو دراع عياكل منيه ملوا بطنه ويفضل يقول لحاله مع كل لقمه إنه لا كان عيطبخ ولا اللي طول عمره عياكله ديه طبيخ من اصله! 



وغابت شام وربيعه يطبخوا ويجهزوا، وابو دراع طلع قعد في الجنينه، وقعد معاه ممدوح اللي من ساعة ماشاف فرحة ربيعه وحضنها لابوا دراع وضمتها ليه والبوسات اللي طبعتها على خده وحده ورا التانيه، وكانوا عينزلوا على قلبه كيف مايكونوا احجار من سجيل خلوا قلبه يعاني سكرات الموت مع كل حبه،


 والحسره سكنت روحه وهو عيشوف قدام عيونه كل حاجه حلوه في الدنيا عيقدمها ابو دراع بداله لربيعه، ويقطف بكر فرحتها،واتوكد إنه عالحال ديه على ماياجي هو ياخدها مش هتكون ناقصاها اي حاجه في الدنيا، ومش هتوبقى فيده فرحه يفرحهالها اكبر من اللي عطهالها ابو دراع.


وفعلاً ابو دراع خد لقلبها وعقلها وروحها كل الخطاوى اللي المفروض هو يخطيها، وسببق.

وعند البنيه دايماً البادى بالموده احن واحب وارحم وعيسكن الروح، وديه ممدوح عارفه زين.

أما ابو دراع فكان قاعد ساكت وعمل شاي وصب لممدوح، ومرضيش يبررله موقف ربيعه ولا اللي عيملته، لأنه مش هو المسئول عنه ولا حثها عليه، ومجرد تبرير ذنب الواحد مرتكبهوش ولا ليه فيه يد، عيخليه شريك فيه فعيون اللي عيتبررله، وداى قناعة ابو دراع.



أما ممدوح فشرب الشاي وهو سرحان وعيفكر، وبرغم ان الشاي كان سخن بناره الا ان النار اللي كانت جوا ممدوح كانت اشد واحمى،

 وعشان اكده محسش بحموا الشاى وشربه على بوقين، وبعدها قام مشى من جار ابو دراع وعاود على بيتهم وهو على نفس سكوته الخارجي، لكن جوا منيه ضجيج العالم كله.. وقرر قرار فلحظة ضعف ووجع وشاف ان هو القرار الامثل في الوكت ديه، واللي هيجنبه وجع كتير قوي مهيتحملوش قلبه.



وراح عالبيت وفضل مستنى ابوه اللي بمجرد رجوعه من الشغل ودخوله البيت ممدوح راح عليه وسلم وبعدها قاله بنبرة واحد واخد قراره وحاسم أمره :

أبوي اني عايز اطلع الكويت، اتصرف وطلعني.


بصله صفوت وبرق عنيه بإستغراب وقاله:

وه.. ايه القرارات المفاجأة داي؟

ممدوح:

مش امفاجأة ولا حاجه اني بقالي فتره عفكر فيه وعقلبه فراسي.

صفوت:

طب وعلامك مش هتكمله؟

ممدوح:

له مش هكمل كفايه علي لحد إهنه علام، اني لا عايز اتوظف ولا ابقى خوجه.


سكت صفوت وبص لعزت اللي كان قاعد جنبه وهزله دماغه بحركه يسأله فيها عن رأيه؟

 فرد عليه عزت:

خليه يسافر وطلعه من الجهاديه  بقرشين يمكن يعمل في الكويت اللي مهيقدرشى يعمله إهنه.

 عنسمعوا إن شغلها كتير وفلوسها اكتر وخصوصي للي عيعرف يسوق معدات تقيله زي ممدوح.

سكت صفوت وهو عيدورها فعقله

وقام ممدوح من جارهم وطلع، وهو عازم انه ياخد قلبه ويهروب بيه من وسط القهر، وراح قعد على المعديه وابتدا يحاول يرتب افكاره ويخطط لحياته الجايه وكيف بدو يبنيها، وكل ماعقله يحاول يفكر او يخطط، منظر ربيعه وابو دراع مش مخليين عقله يركز فأيوتها حاجه.

❈-❈-❈


أما حدا همام وبسيمه


اخيراً بسيمه ابتدت تفك وشيعت لهمام عالغدا من بعد ماقعد يومين بحالهم مياجيش البيت وتبعتله وكله عالطاحونه مع عياله، واخر النهار يشيعلها ايراد الطاحونه والمدشه، وهي تاخدهم ومتسألش عنه ولا تشيعله، ولكنها قالت فعقل بالها لميته هنفضلوا على الحال ديه؟ ماهي طالت ولا قصرت مسيره هيعاود فبلاها عذاب ليه، 

وشيعتله ورجعت الميه لمجاريها اللي راضي بيها همام برغم عكارها.. وعاودوا لروتينهم وحياتهم، واول ليله يعاود فيها حدتوا بسيمه عن حتتة ارض معروضه للبيع وهي محوشه حقها، 

وهو فوراً وافق، وتاني يوم طوالي خد الفلوس واشتراها وسجلها بأسمها زي اي حاجه عيشتريها.. 

وعاودلها بالعقد وهو فرحان عشان يفرحها.. لكنه لما رجع البيت مكانتش بسيمه قاعده وعياله قالوله انها راحت حدا جارتهم تساعدها عشان بقرتها عتولد ومفيش حد معاها.

فقعد همام يستناها، ودخل عليه ابوه من بره، ولما سأله مراحش ليه الطاحونه النهارده، حكاله عاللي عيمله ووراله العقد وحمدون فرح وهمس بحس مسموع:


تستاهل كل خير بت عبد الصمد، إمبارك عليكم ياولدي ربنا يوسع عليكم ويزيدكم من نعيمه.

خلص حمدون كلامه، لكن لواحظ كان ليها رأي تاني لما ردت عليه بإعتراض:


يزيده من ايه ياحمدون؟ وفينه النعيم ديه وهو كل مايشتري شبر ارض يسجله بأسم بت عبد الصمد، دول مكانوش كام قيراط اللي باعتهمله وعماله تحوز موطرحهم ففدادين؟!

همام:

فلوسها وبتاعها يمه وحقها.


لواحظ: وتعبك وشغلك وشقاك انت فينه؟

رد عليها حمدون:


تعبه وشقاه عيوكل بيه عياله وفاتح بيه بيته ومكفى كل طلباتنا يالواحظ، ولا ديه ممحسوبس من ضمن شقاه وتعبه؟


لواحظ:وفين اللي عمله للزمن لو جار عليه ياحمدون؟

همام:

الزمن طول مابسيمه معاي يمه معايلهوش هم، وزي ماجار علي قبل سابق ولقيتها فضهري وسانداني، لو جار عليا الف مره هلاقيها برضك فضهري. 

وزي ماقبل سابق باعت اللي مليش حق فيه وساعدتني بيه وعطتهونى بنفس راضيه، وبفضلها رجعت امشى على رجلي، اني هديها روحى مش بس كل قرش اعمله.


خلص كلامه وابوه ابتسمله وطبطب على كتفه وهمسله:

اصيل ياولدي وتمر فيك المعروف والله.


ردت عليهم لواحظ بغضب:

طيب انتوا معاوزينش حاجه واللي حدا مرتك لعيالك، حدش فكر فالولايا اللي فرقابكم، هيورثوا ايه يرفعوا راسهم بيه قدام إجوازهم، ولا هيطلعوا في الاخر بلا مواريث؟


رد عليها حمدون بإستغراب:

مواريث ايه وولاية ايه وهتورثيهم فبتاع مين يامجذوبه انتي؟ هناخدوا من مال الولايا عشان نورثوا ولايانا؟

ليهم حق ايه ففلوس بسيمه بناتك ولا يورثوا منها باي عين؟ هي الطاحونه والمدشه والدكانه كانت من فلوس ابوهم ياك؟

ردت عليه لواحظ بتصميم على موقفها:

له من فلوس بسيمه من ورثها ودهبها والقرشينات اللي كانوا معاها.. بس كل اللي دفعته رجعلها اضعاف، الفلوس بقت مليهاش عدد تحت يدها، والدهب مالي دراعاتها التنين ومسند على صدرها، والاراضى اللي بأسمها يرمح فيها الخيال، بزياداها عاد.


همام وأبوه بصوا لبعض وسكتوا مردوش عليها، وحمدون هز دماغه بقلة حيله وعدم رضى، 

وهمام طبق العقد وحطه فجيبه واتبسم بفرحه وهو واعى عليا بته داخله من باب البيت تجرى عليه وخدها فباطه، وطلت بسيمه من وراها كيف الشمس اللى عتنور دنيته كلها،

 وابتدت عليا تحكيله عن البقره اللي ولدت وهو يسمعلها بإهتمام، ودخلت بسيمه تتشطف، وبعد ماعاودت عطاها العقد وحب علي راسها وباركلها وفرحها، 

وكل ديه قدام لواحظ اللي كانت هتموت من غيظها؛ وهي واعيه ولداها كل غالي عنده عيرخص وعيهون لاجل خاطر وعيون مرته، ومشايفاهوش غير دلدول مرته.



وقامت بسيمه حطت العقد في الصندوق مع باقى العقود وقفلت عليه بالقفل، وطلعت تجهز الغدا وتغدى عيلتها اللي من صغيرهم لكبيرهم معتمدين عليها فكل كبيره وصغيره، وأمورهم كلها معتمده عليها. 



أما همام فقام دخل اوضته وخد عليا معاه واتمدد على السرير ونومها على دراعه وابتدا يقولها الكلام اللي عيقولهولها دايما كل مايكونوا وحدهم بعيد عن الناس:


عليا يابوي، اوعاكي تمشي فطريق فاضي فيهش حد. واوعاكي تطلعي في القياله. واوعاكي واد يقولك تعالى اوديكي لابوكي ولا امك ولا أي حد تروحي معاه. اوعاكى حد يمد يده عليكى ويحسس على جسمك ولا يرفع خلجاتك ولا يقولك وريني حاجه فجسمك وتهاوديه. 

ديه هيكون عايز يموتك ولو شاف حاجه من جسمك ولا مد يده عليكي يوبقي إكده خلاكي متنفعيش تعيشي ولا تكبري وتتجوزي وتجيبي عيال، 

هيوبقي عداكي بمرض تموتي بعديه طوالي، ادين الولاد عفشه وفيها مرض لو لمسو بيها بت عيموتوها. 

عليا:

حتي اخواتي يابوي؟ 

همام:

اخواتك له، اخواتك يمسكوا يدك ويحطوا اديهم حوالين رقبتك ويحضنوكي لما يغيبوا عنك وتتلاقوا، بس غير إكده له، بس كمان تقعديش قدامهم عريانه ولا لابسه قصير، وتنتبهى على لبسك وعلى قعدتك قدامهم برضكظ عشان توبقي فعيونهم عاليه الحلوه الزينه المؤدبه.. صوني نفسك يابنيتي عشان الكل يحبك ويرفع راسه بيكي واني اولهم.


خلص كلامه معاها وهي هزتله دماغها كيف كل مره والله اعلم عتفهمه ولا له، بس المهم انه قال اللي عنده واللي مش هيبطل يسمعهولها لغاية ماتحفظه اكتر من اسمها وتفهمه زين قوي، 

ويحاول على كد مايقدر يحرسها ويحافظ عليها،

 وخصوصي وهو مرعوب من قصاص ربنا، ومن دعوة دعتها بسيمه عليها فأكتر ساعة استجابه، ولساه كل مايفتكرها قلبه يتزلزل. 


ونام بعدها وهو واخدها فحضنه وقافل دراعاته عليها بخوف، كيف ماتكون جوهرته الغاليه اللي نفسه يداريها عن عيون كل الناس ويحافظ عليها من خبث نواياهم. 

❈-❈-❈


أما حدا بيت العمده


شاكر:

ايه هو اللي عايزه تفهميه ياشوقيه بس؟ مالك انتي ومال شغلى يابت ابوي تتدخلي فيه ليه وتسألي عنه داي مرتي ماعتعملهاش! 


شوقيه:

وفيها ايه لما استفسر واعرف شغلك الجديد، مش يمكن يعجبني اشاركك فيه بدال ماتجيبلك شركا من بره وتدخل الغريب معاك. 

شاكر: تشاركيني؟ طب والله فكره. 

بصي ياستي، اني هشتغل في تصدير الفواكه والخضار لبلاد بره، يعني اخد محاصيل الجناين والغيطان من إهنه على مصر واغلفها زين واشيعها علي بلاد الاجانب في البواخر واقبض اضعاف حقها وبالدورار. 


شوقيه: عتكسب كتير يعني؟ 

شاكر: يوووه بالكوم، ديه صاحبي باع ارضه كلها وهمل البلد وراح عمل شركه وبقى عين اعيان مصر وباشا كبير قوي قوي. 


شوقيه سرحت بعيد وابتسمت:

واااه، باع ارضه وهمل البلد وراح عاش فى بحري خالص؟ 

شاكر: إيوه امال ايه وهي عيشة البلد تاجي ايه في عيشة بحري والمدن والنضافه. 

شوقيه فى سرها:

ولا ناس إهنه ياجوا ايه فناس بحرى وحلاوة ناس بحرى وكلامهم المعسول ولسانهم اللي عينقذ شهد مكرر.. ااااه ياعيد يامين يجمع الغايب ويرد الحبيب لحبيبه بعد سنين فرقه وضيم؟ بس معقوله تكون داي فرصه وربنا عطهانى عشان يقربني منك ويقربك منى من تاني؟ 


خلصت كلامها وبصت لشاكر وبإصرار قالتله:

شاكر اني هبيع لارض كلها واشاركك بحقها، واعملها شركه كبيره وخد عيال اختك علمهم الشغلانه وودكهم وحببهم في البندر وعيشته، واني لو مشى الحال هبيع الباقي من أملاكي والمعدات كلها واهمل البلد واروح اسكن فبحرى مع عيالي. 


شاكر: تهملى البلد! طب وكرار؟ 

شوقيه:

جه معانا جه مجاش خليه مرزوع فيها البلد، هو إكده ولا إكده مليهش عازه معانا لا اني ولا عياله. 

خلصت كلامها وقامت راحت عالبيت وجابت كل العقود بتاعة الارض وادتها لاخوها عشان يبيعها، وطبعا انتهز هو واخوه الفرصه بتشجيع من ابوهم واشتروا هما الارض منها بنص حقها،


 وادته دهبها كله كمان عشان يبيعه ويحط فلوسهم على فلوس الارض، وكل ديه من غير متاخد منهم وصل ولا اي دليل على انهم خدوا منها حاجه، وقالت الاخوة اللي بينهم عقد. 

واكتفت في الوكت الحالي بالمعدات وشغلها وايرادها اللي عتجيبه فمصاريفها هي وعيالها ومصاريف البيت.

❈-❈-❈


أما كرار فشوقيه ومرواحها على بيت ابوها كل هبابه وغيابها عن البيت ولا كان هامه ولا كان يقولها رايحه فين ولا جايه منين لو غابت يومين حتى.. اهم حاجه عياله ميغيبوش عنه، وفضل يحاول مع شام كل يوم ويحاول يتقرب منها ويكلمها وهي مكانش حداها ليه غير الصد.. 


وحتى ابو دراع لما كان يقعد جاره ويحكى معاه كان يلاقى وشه تقيل عليه ويرد عليه من تحت الضرس وبالعافيه، وحتى لما طلب منيه مساعدته فإنه يهدى شام عليه ويلين دماغها، وحلفله إنه هيعاملها بالحسنى.. ابو دراع رفض وقاله مليش صالح بالموضوع ديه. 

والمره وجوزها مفيش حد يتدخل مابينهم.. والكلمه داي جننت كرار وخلته يصرخ فوشه من غير وعي:


إيوه فدي المره وجوزها حدش يتدخل بينهم، لكن لما يكون الحق معاها هي تتدخل وتتدخل وتمد يدك عليا كمان وتعدمني العافيه!

ابو دراع بعدم مبالاه:


داي غير داى.. اللي عتحكى فيه إنت مسألة رضى وقبول، وشي النفس وحدها اللي تقدر تحدد هتقبله ولا تعوفه.. الا قرب الجسد ياكرار مفيهش غصبانيه.. داي البهايم والحوانات وكلاب السكك معتعملهاش ولا تقبلها على روحها..خليك عالاقل كيف الحوانات لو مش قادر توبقى بنى إدم. 


كرار اتنهد وسكت وهو واعي كل البيبان عتتسدد فوشه، والوصول لشام اصبح مستحيل بالذوق او بالعافيه.. بالذوق هي رافضه وراكبه راسها، وبالعافيه بقت فى حمى ابو دراع اللي ميقدرش دلوك يتعدى عليه ويوصلها بقول او بفعل. 


وقام بعدها طلع من البيت وهو محتار الخطاوى ومعارفشى يروح فين ولا ياجي منين، ورجليه خدته عالغرزه وإهناك نفسه اشتهت البوظه وطلب وشرب منها لما عمى ومبقاش عارف يمينه من شماله،وعاود اخر الليل مع وتحد من الشغالين في الغرزه ونام في المندره للصبح محدش شافه ولا حس بيه. 

❈-❈-❈


أما ربيعه ففي اليومين اللي فاتوا، ابتدت تروح لفصول محوا الاميه، في البدايه خدها ابو دراع اليومين الاولانين وداها وقعدها في الفصل، 

وابتدت اول دروسها، وابتدت تتعرف على شكل الحروف ورسمها، وحطت رجلها اخيراً علي اول طريق لأكبر حلم ليها، واللي عاشت طفولتها كلها تحلم بيه وتتمناه. 

وخدت اول درس ومع الشغف والحماس حفظته صم من وهي في الفصل، وبس روحت مسكت القلم والدفتر وفضلت تكتب في أ.. ب.. ت..وكل ماتكتبهم تمسحهم وتكتبهم من اول وجديد، لغاية مااتعلمتهم وحفظتهم، وطول الوكت الفرحه مش سايعاها وهي ماسكه قلمها ودفترها وناسيه نفسها وناسيه الدنيا باللي فيها. 

وابو دراع وامها طول الوكت عينهم عليها، وامها توكل وتشرب فيها، وابو دراع يجيب تسالي ويحط قدامها عشان متزهقش وتاكل ومتنساش روحها. 


وجه اليوم التالت،ولبست ربيعه ملسها ومسكت دفترها واقلامها وكتيب الحروف بتاعها وطلعت لابو دراع في الجنينه وقالتله بحماس:


يلا بينا ياعم اني جاهزه. 

بصلها ابو دراع وعمل حاله مشغول ومسك غنمه ونومها وطلع المقص من جيبه وقالها:

له اني مشغول النهارده مرايحش. 

كشرت ربيعه ومدت بوزها وردت عليه بزعل:

طيب ماشي.. ولفت ووطت راسها وابتدت تمشي ناحية البيت تاني، فوقفها حس ابو دراع وهو عيقولها:

اخدي إهنه. رايحه فين؟ 

ربيعه: معاوده للبيت اقلع الملس وارجع الدفتر والاقلام مش قولتلي انك مرايحشي معاي! 

ابو دراع رد عليها وهو رافع حاجب واحد:

وهو لما اني مااروحش معاكي تبقيها ومتروحيش يعني؟ 

ربيعه:

امال اعمل ايه يعني؟ 

ابو دراع:

تاخدي بعضك وتروحي انتي علي فصلك ولا انتي صغيره؟ 

ربيعه:

اروح لحالي؟ 

ابو دراع:

ايوه لحالك فيها ايه، داي العيال اللي كد الهبابه عتلف البلد لحالها وانتي طويله طول النخله اهه وماشالله عليكي.. يلا يلا اتوكلى على الله الدرس هيفوتك. 


خلص كلامه وقعد عالارض جار الغنمه وابتدا يقص فيها، وربيعها لساها واقفه على راسه ومش مستوعبه اللي هو طلبه منها! 

لكنها اتحركت فوراً علي بره اول مازعق فيها وقالها:

يلا ياربيعه واقفه متصنمه إكده ليه خلصي الحقي وكتك. 


وبس اتحركت ربيعه هو رفع عينه عليها يراقبها وهي ماشيه، وكذا مره تلف وشها تبص عليه، واول ماتعمل إكده هو يبص للغنمه ويعمل حاله مش منتبهلها، 

لغاية ماطلعت من البوابه بتاعة الجنينه.. وبس عيملت إكده ابو دراع ساب الغنمه وقام، وعلق المقص في الشجره، وبخطوات سريعه تبع ربيعه اللي قرر من النهارده إنه يعلمها الطيران لحالها ويخليها تعتمد علي روحها؛ عشان تعرف تعلى وترفرف في فضا الدنيا الواسعه وتعتمد على نفسها من غير ماتسند على حد. 



اما ربيعه فبمجرد مارجلها خطت بره البيت حست بخوف ورهبه وانها وحيده فدنيا واسعه، ومش هتعرف تمشي فيها لحالها، 

ولا هتعرف تمشي وسط الناس من غير ماتتعثر الف عثره وتوقع الف وقعه.. ولفت عشان تدخل البيت من تاني وتبقيها طلعه من اصله، 

وأول مالفت ابو دراع اتدارى قوام ورا البوابه قبل ماتشوفه، وفضل باصصلها من غير ماتحس عليه، وكان خايف خوفها يغلبها وترجع، وديه معناه انها مش هتتجراء تطلع من البيت لوحدها واصل.


 ولكنه ابتسم بسعادة وهو واعيها عتاخد نفس جامد وترفع راسها لفوق وتلف تاني وتكمل طريقها بمنتهى الثبات والثقه بالنفس.. 

وتبعها ابو دراع من بعيد لبعيد حارسها بعيونه ومأمن عليها، لكنه محسسها انها لحالها، ولغاية ماكملت طريقها وهي حاسه انها عتعمل شي غريب عليها عمرها ماتوقعت انها تعمله، 

وطول ماهي ماشيه حاسه كل العيون باصالها ومركزه معاها هي بالذات، وديه كان كفيل انه يربكها اكتر ماهي مرتبكه.. ولكنها اتمالكت نفسها ومشت ملكه وسط الناس كلها وهي واثقه الخطى. 


ودخلت الفصل وفضل ابو دراع مستنيها من بره وهو متداري برضك، لغاية ماخلصت وطلعت، وعاودت فنفس طريقها وهو برضك تبعها من بعيد وهو فرحان بيها وفخور فخر أب واعي بته الصغيره عتتعلم تخطى اول خطواتها لحالها من غير مايمسك يدها. 


وبس اطمن انها دخلت البيت بسلام، عاود هو وراح عالدكان وجابلها كيس التسالي المعتاد بتاعها بتاع كل يوم يفرحها بيه زي مافرحته بشجاعتها النهارده، واثبتتله انها غير شام امها خالص. 

❈-❈-❈


اما ربيعه فبس دخلت من البوابه فضلت تدور عليه في الجنينه وهي مش مصدقه نفسها، وعايزه تقوله انها راحت وجات لحالها، ولما ملقتهوشي راحت على امها تحكيلها انها راحت الدرس النهارده لحالها من غير ماحد يكون معاها وعرفت ومخافتش من حاجه. 


وفضلت تحكي لشام وشام تسمع وفرحانه ببتها اللي ابو دراع فتحلها ابواب الدنيا الواسعه اللي قفلها ابوها عليها من صغرها وخلاها تعيش زي باقي البشر. 


وعاود ابو دراع وجريت عليه ربيعه بفرحه وحكتله انها راحت وجات لحالها، وابو دراع مبينلهاش فرحه ولا استغراب، وكان عيرد عليها بملامح هاديه غرضه منها ان ربيعه تحس ان اللي عيملته شي عادي وميستاهلش الفرحه داي كلها. 


وعطاها كيس التسالي، وربيعه خدته وهي عتفكر في عقل بالها إنها صوح ليه فرحانه الفرحه داي كلها عشان مشت كام شارع من شوارع البلد لحالها! 


ودخلت جوا بالكيس بتاعها تكتب واجبها، وابو دراع راح علي غنماته يراعي فيهم، وشام فضلت قاعده جار بتها تتفرج عليها بعيون ماليها الرضى والسعادة. 

❈-❈-❈


اما كرار 

كان معاود من الشغل بالطورمبيل بتاعه، وشاف واحد من الفلاحين اللي عيشتغلوا في الارض بتاعته، فنادم عليه وقاله:

شوال.. زقيت الغيط الغربى ولا لسه؟ 

رد عليه شوال بإستغراب:

وإنت عتسأل عن الارض وزقيتها ليه يامقاول مش خلاص بيعتوها؟ 


كرار بإستغراب:

بيعناها! عتقول ايه ياراجل انت بعناها لمين.. جبت الكلام ديه من وين ياواكل ناسك إنت؟ 

شوال:

يابوي مش انت اللي قايل لنسيبك واد العمده يبيع الارض وهو اللي وقف عالمقاس والبيع! 

كرار عليت انفاسه وفهم ان شوقيه اخواتها وابوها ضحكوا عليها وخدوا منها الارض وباعوها. 

ودور الطرومبيل وراح على بيت العمده طوالي، واقتحم المنده من غير احم ولا دستور ووقف قبال العمده اللي كان قاعد مع كام راجل من البلد وولده الكبير كمان قاعد معاهم، 

واول ماشافوا كرار وحالته، شاكر صرف الناس وبعد مامشيوا قاله:


فيه ايه ياكرار ، برضك داي دخله تدخلها علي مندرة العمده وضيوفه، وكمان مترميش سلام ربنا عالناس القاعده، ايه قلة الذوق داي كلها؟ 


رد عليه كرار بغضب:

عتبيع ليه الارض من غير ماترجعلي ياشاكر؟ 

وانت كيف توافقه على حاجه زي داي ياعمده.. انتوا بعملتكم داي اتعديتوا  الاصول كلها. 

رد عليه العمده بهدوء تام:


اوزن كلامك ياكرار قبل ماتنطقه وشوف عتقول ايه ولمين. 

ولو كنت ناسي افكرك ان طول مالمال مال بتي والارض مكتوبه بأسمها  الاصول معانا.. 

ومره تانيه ياتدخل بأدبك وتقعد باحترامك فحضرة العمده ومجلسه، يارجلك متعتبش مجلسي مره تانيه. 


سمع كرار الكلام ونقل عينه مابين العمده وولده، وشاكر كمل كلام ابوه وقال لكرار:


روح رَوِح ياكرار واقعد عاقل وأسأل مرتك بالهداوة باعت الارض ليه، وشوف نفسك هتستفاد ولا له، شوقيه اختى طول عمرها معتعملش غير لموصلحتك وموصلحة عيالك، ولولاها ولولا فلوسها وفلوسنا لا كان زمانك بقيت مقاول ولا كان زمانك لاقى تاكل وتوكل عيالك، وكان زمان حالك حال اخواتك شغال اجير وبعت ارضك قيراط ورا قيراط. 


كرار حس من كلام شاكر إنه عيفكره بمنيتهم عليه، ورد عليه بكل غضب


حط فبالك ياشاكر ان كل ديه من تعبي وشقاي، وإن لولاي كانوا قرشينكم قعدوا زي ماهما، قرشينكم اللي سددتهملكم اول بأول، 

والالات داي كلها والخير ديه كله بتاعي واني فلحظة غبا كتبت كل حاجه لاختك.. 


صوح ساعدتوني ومديتولي يدكم مره بس لميتوها باكتر من اللي مديتوها بيه.. ودلوك جايين تتحدتوا بكل بجاحه وبعين قويه زي مايكون الحق معاكم، والله اني لا شفت ولا هشوف نطاعه إكده! 


خلص كلامه وسمع خبطه من عكاز العمده عالارض، وتبعتها مسكه ليه من شاكر فقب جلابيته، وفضل يلز فيه على بره وهو عيقوله:

عتوصف مين بالنطاعه ياكلب إنت، احنا انطاع، يامقاول من مال الست ياعويل.. امشي اطلع بره ووشك مشوفهوش إهنه ورجلك متخطيلناش ديوان مره تانيه.. وشوقيه اسمعك اتطاولت عليها بحرف واحد طلقه بربع جنيه هتكون معششه فجتتك النهارده جايبه اجلك. 


خلص كلامه وكان وصل بكرار لباب المندره، وبكل حيله رماه بره الباب قدام الغفر والناس اللي رايحه وجايه.. 

والكل وقف يتفرج عليه.. وقام كرار وركب طرومبيله وروح عالبيت وهو شايط من الغضب.

وبس وصل اتخطى ابو دراع اللي كان قاعد عالمصطبه قدام بيته من غير حتي مايرمي عليه السلام.. وابو دراع استغرب حاله وخلجاته المتمرمتين في التراب! 

وزاد العجب لما سمع حس شوقيه علي بالصراخ اول ماكرار دخل البيت ، كيف مايكون جاي من بره متحلفلها!



اما كرار فبمجرد مادخل وشاف شوقيه قاعده فحوش البيت جري عليها ومسكها من شعرها ونزل فيها ضرب بكل حيله وكل قهره منها ومن ابوها واخوها واللي عيمله فيه..

 وطول الوكت شام تستنجد بحريم البيت وهما ولا وحده فيهم راضيه تتدخل او تحوش عنها حتى بكلمه، كيف مايكونوا ماصدقوا إن كرار اخيراً هيخلصلهم منها كل شينها معاهم. 


وفضل كرار يضروب ويضروب لغاية مافش غليله فيها وهملها قاطعه النفس خالص وطلع من البيت وسابها طريحة الارض. 

وبس طلع راح المندره، تبعه ابو دراع يشوف فيه ايه لان الموضوع شكله كبير وكرار النوبادي باين عليه مغلوب مش غالب ومغلوب قوي كمان. 


وقعد جار كرار  وسأله فيه ايه فحكاله كرار كل حاجه، وإهنه ابو دراع لما شاف إن كرار وقع عليه ظلم بين، قرر إنه ياخدله حقه من واد العمده ويردله إعتباره حتي لو فيها موته.. وديه عهد خده على روحه زمان ومش ناسيه واصل. 


وبعدها همل كرار بقهره ياكل فى نفسه ودخل البيت من تاني، وقعد في الجنينه يفكر فى الطريقه اللي هيتلافى بيها شاكر واد العمده ويمرضغ كرامته قدام ناس البلد كلهم من غير ماتركبه العيبه ولا الغلط. 


اما فبيت المقاول

ابتدت شوقيه تفوق، وحسها طلع بالوجع رمحت بدور عالموطبخ بعد ماكانت قاعده فوق راسها عالدكه وعماله تتفرج عليها بشماته ومبتسمه ابتسامه واسعه، ونفسها تخلد اللحظه داي فعقلها للابد مع صورة شوقيه اللي تشرح القلب  وهي محطاش منطق وعامله كيف الكتيله. 


وبس دخلت الموطبخ تجري بخوف ضحكت عليها ورده، وهي قعدت وعاودت للي كانت عتعمله وهي منتشيه آخر انتشاء، وعتتمنى لو تقدر تزغرت كان عملتها، بس خوفها من شوقيه واذاها منعها. 


وشويه وسمعوا حس تمام واخوه وهما عيقوموا فأمهم، وهي بس شافت عيالها حسها علي بالبكا والنواح، وابتدت تحكيلهم عن اللي عيمله فيها ابوهم من غير سبب، واللي خلاهم هما التنين زعلوا منيه وخدوا منه موقف لاجل الحاله اللي شافوا فيها امهم. 

❈-❈-❈



واتوالت الايام وجروح شوقيه شفيت، وكرار هجر البيت وبقى عايش في المندره، يدخل بس كل عصريه في الميعاد اللي عارف ربيعه وشام عيطلعوا فيه للجنينه، ويقعد مع ابو دراع بعيد عنها ويبصلها وهو حاسس ان يده مغلوله  ومعارفش يعمل ايه ولا يتصرف كيف عشان يرجع يحظى بيها من تاني، 

ولما ميلقاش حل يفضل يبصلها من ورا قضبان ابو دراع اللي محاوطها بيها ومانعه منها، ولولاه كان زمانها فيده وتحت جزمته ومتمتع بحلاله، وداي هيفضل شايلها لابو دراع فنفسه لاخر العمر، وبالليل يروح عالغرزه يشرب بوظه لما يتعمى ويعاود يترمى فالمندره للصبح. 

❈-❈-❈



أما عزت فمكانش هو كمان يقل عن كرار عذاب فبعد شام عن عيونه وخروجها من البيت، ونقل دكه من دكك البيت قدام الباب،

 وابتدت تكون قعدته طول ماهو قاعد في البيت عليها؛ وديه عشان يشوف شام بمجرد ماتطلع من بيت ابو دراع للجنينه هبابه، ويبصلها وشوقه ليها بالغ منتهاه، وشوفتها من بعيد معترويشي عطشه ولا شوقه ليها،

 وبس تدخل لبيت ابو دراع من تاني وتقفل وراها الباب تنطفى روحه كيف ماتكون كانت نضر عينه ولما غابت غاب الشوف والدنيا عتمت، ومعتنورش غير لما يوعاها قباله. 


❈-❈-❈


قاعد ابو دراع في الجنينه فوكت المغربيه وعيرعى غنماته ومولع الدمسه وعيعمل شايه المعتاد، وانتبه على حس ربيعه وهي عتقوله اثناء قعادها جاره:

صبلي كبايه معاك ياعم. 

رد عليها من غير مايبصلها:

تكرم عينك.. بس ديه شاي تقيل مهتقدريشي عليه، استني اصبلي اني كبايه وانتي اعملك شاي خفيف. 

ربيعه:

له هشرب معاك من شايك. 

سكت ابو دراع ورجع يقلب في الجمر حوالين الشاى عشان يغلي قوام..وربيعه قعدت قباله وسندت وشها بين اديها واتإملت فيه كتير وبعدها قالتله:


قولي ياعم ابو دراع انت ليه سموك اهلك ابو دراع؟ يعني لقيوش ليك إسم غير ديه؟ 

ابو دراع رد عليها بإختصار: اسميش ابو دراع اسمي قطب.. ابو دراع ديه نقب. 


ربيعه:

اللله اسم قطب حلو قوي واحسن من ابو دراع بكتير.. اني مش هقولك من إهنه ورايح غير ياعم قطب. 

ابو دراع ابتسم وسكت وكمل اللي عيعمله،


وهي سكتت هبابه وكملت تأمل فيه وبعدها سألته تاني:


عم قطب قولي انت ليه شكلك يبان صغير مع انك اكبر من ابوي وفيكش سعر اوبيض زيه! هما كام شعره فراسك عالجوانب وبس وابوي وعمامي روسهم كلها بيضه؟ 


ابو دراع:

الشعر الاوبيض اللي حدا ابوكي وعمامك ديه شيب هم.. واني مشلتش هم زيهم عشان لا اتجوزت ولا خلفت وعشت لنفسي مع نفسي خالي البال؛ وعشان اكده مشبتش ولا عجزت. 


ربيعه: احسن حاجه والله بلا هم.. عم قطب،قولي انت ليكش حد خالص؟ 


ابو دراع:

له ليش مقطوع من شجره. 


ربيعه:

احسن هما القرايب عيعملوا ايه يعني دول حتى ساعات عتوبقي قلتهم احسن لو كيف ناس ابوي. 


هزلها ابو  دراع دماغه وسكت، وكمل عميل الشاي، وهي فضلت بصاله، واول ماابتدا يصب الشاي ربيعه قالتله وهي واعيه فيه كل حاجه حلوه في الدنيا:


عم قطب اني عحبك.. عحبك قوي قوي.. وبعد ماخلصت الجمله ميلت عليه وحبته من خده، وهو نسي الشاي اللي عيصبه مع حركتها داي، 

واتلبك وصب الشاي اللي في البراد كله عالكبايه، فاتملت والشاي السخن نزل على يده، وخلاه رمي الكبايه قوام بشايها في الدمسه وعملت صوت ودخانه ورجعت ربيعه لورا منها بخوف، وبص هو لربيعه بعدها وبغضب قالها:


اول واخر نوبه تعملي العمله داي ياربيعه وتقربي مني ولا تحبيني، ويلا قومى علي البيت وتطلعيش منه لباقي اليوم... يلاااا


وجريت ربيعه بعد زعيقه فيها، وعاودت عالبيت وهي حمقانه وصعبان عليها منه، لأنها كل اللي عيملته انها اظهرتله حبها وغلاوته عندها، وهو في المقابل يزعق فيها ويقومها من جاره! 


وهو بس مشت ربيعه  ضم رجليه عليه وحاوطهم باديه وسرح بعيد مع غنماته وهو عيفكر فاللي عيملته ربيعه وقالته، وبإن مشاعرها في السن ديه اكيد هتطالب بالظهور وديه سن مراهقتها، واول ماهتفتح عيونها مش هتلاقي غيره قدامها تطلع عليه مشاعرها، فلازمن تتحجم من بدايتها، وتعرف ربيعه طبيعة العلاقه اللي مابينهم، وتلتزم بيها وبحدودها غصب عنها ومتتخطاهاش ، وحتي لو ديه يتطلب منيه هبابة قسوه عليها هيقساهم عشان موصلحتها. 

❈-❈-❈


أما صفوت، فعاود البيت ونادم على ولده ممدوح، ومدله ورقه وهو عيقوله:

خد ديه اعفا من الجيش، والعقد في الطريق جاي من الكويت هيوصل يمكن بكره ولا بعده، طالع سواق معدات تقيله، والرخصه هتستلمها بكره كمان، وبس الاوراق كلها تكون فى يدك نقطعولك الدسكره طوالي وتسافر عاد. 

اتبسم ممدوح بوجع وهو عيمد يده ياخد الشهادة من ابوه، واتنهد بقهر وهو مهمل كل حاجه حلوة فدنيته وطافش علي راسه من وجع قلبه، مهمل حبه ودراسته وبيته وناسه واصحابه وبلده، وكل ديه من العشق اللي لو يقدر يطلعه من قلبه، او يطلع قلبه خالص ويرميه للكلاب بالعشق اللي فيه ويرتاحله هبابه عاد. 


ولكنه على كل حال حط الورقه فجيبه وطلع الجنينه قاصد ابو دراع.. وقف قدامه وقاله بنبره جاده:


اني ماشي.. مسافر عالكويت ومهمل البلد كلها ياعم.. ماشي واني مهملك عالعهد، وهعاود اخد امانتي منك.. هعاود بعد ٣ سنين تكون ربيعه بلغت سن الرشد وتسلمهاني بيدك عروسه ليا كيف ماوعدتني. 

خلص كلامه واتحرك من قدام ابو دراع من قبل مايسمع منيه كلمه، او حتى يبص فعيونه ويشوف فيهم لمحة تردد ورغبه في الرجوع عن عهده تخلي قلبه يموت في الغربه الف موته في اليوم 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة