-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 45

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الخامس والأربعون



أبو دراع لربيعه:

ايه اللي انتي عاملاه فحالك ديه يابت المحروق، وكيف جايه فى الطريق إكده قدام الناس كلها؟

ربيعه بإستعباط:

وه.. عيملت ايه اني؟

ابو دراع:

يعني عارفاش عميلتي ايه، عميلتي حرق اللي جابك.

قوليلي بس ايه اللي عملتيه ديه وليه ومين اللي شار عليكي بيه.. خالتك بسيمه مش إكده؟

ربيعه:

له مش هي اللي شارت عليا اني اللي قولتلها وطلبت منها، وبعدين اني معميلتش حاجه بطاله اني عميلت اللي كل الحريم عتعمله.

ابو دراع:

وهي كل الحريم لما عتعمل حاجه فوشها عيوبقي شكلها كيف شكلك إكده؟ وبعدين انتي لساكي صغيره انتي وين والحريم وعمايلها داي وين؟

اسمعي يابت انتي.. من اليوم وطالع حاجه زي داي تتعمل فوشك تاني ورب العرش ياربيعه امد يدي عليكي وادوقك قسوتي وغضبي كيف عيكونوا، وطلعه من البيت تاني مهتطلعيش غير بعد ما حوا.. وقطع الكلمه وبدلها قوام.. غير بعد ماشنبك يكبر تاني واللي حاصل فوشك ديه يختفي.

وبعدين انتي معارفاش ان الناظر والمنظور ملعونين، يعني جايه طول الطريق تجني فلعنات وديه كله على حاجه لا قبض ولا صرف، كل ديه عشان الناس تبص عليكي ويتملوا فجمالك.


ربيعه ردت عليه بنفي:

له ياقطب اني معميلتش إكده عشان الناس، ولا غرضى بصت حد ليا، اني كل اللي عميلته ديه لجوزي، ليك انت ياقطب، اني ميهمنيش حد في الدنيا غيرك، ولا يهمني اكون حلوه غير فى عيونك انت وبس..ومش عيب انى اعمل اي شي عشان اكون حلوة لجوزي اللي مليش حد في الدنيا غيره.. سامعني ياقطب لجوووزي.


كانت تعيد وتزيد فى الكلمه وتتكى عليها كيف ماتكون عتأكدهاله وتخليه يستوعبها، لكن قطب كان مع كل كلمه وشه يحمر ويزيد خجل من كلام ربيعه وجراءتها وخصوصي قدام امها، ونكس عيونه للأرض وهم يطلع من البيت وهو خجلان خجل العذراء في خدرها، لكن وقفته ربيعه وهي عتعترض طريقه وتقوله:


على وين.. خليك متطلعش هنتغدوا اني جعانه.

كانت تكلمه وعينها فعينه ومتعمده تبص فى عنيه وداى كانت اول نصيحه من بسيمه ليها، انها متخليش عيونه يحيدوا عنها، يبعد تقرب، يصد تهاجم، يودي وشه فناحيه تلف وتقف قدامه، بمعنى اصح انها تزاوله ومتخليش عيونه يشوفوا غيرها ولا تديه فرصه يغفل عنها.

واهي ابتدت تطبق اول نصيحه، واللي بفضلها حست ان قطب اتخربطت احواله من عيونه اللي بقوا يهربوا منها فكل حته، وفي الاخر زاحها من قدامها وقالها إنه شبعان مهياكلش وطلع.


أما ربيعه فبعد ماطلع قلعت ملسها وطرحتها وراحت على امها اللي عارفاها مستنيه تفسير، وقعدت جارها وابتدت تحكيلها كل اللي جرا واللى دار بينها وبين خالتها بسيمه، وفى الاخر وصلتلها رسالة خالتها.


وشام بعد ماسمعت كلام ربيعه ورسالة بسيمه ضحكت بخفه وهزت دماغها بتفهم وهي عتفكر ياترى تخليلهم الجو كيف وتروح وين وبيت ابو دراع فيهش غير أوضه وحده، وبعد تفكير قررت قرار وعزمت على تنفيذه.


أما ربيعه فقامت حضرت وكل لامها وغدتها، وجهزت بعد إكده وكل ليها ولابوا دراع، وراحت على اوضتها لبست فستان جديد اول نوبه تلبسه ،وحطت احمر خدود واحمر شفايف من اللي عطتهملها خالتها بسيمه ، وطلعت بعدها عالموطبخ خدت الوكل وطلعت بيه لابوا دراع، وبمجرد ماوعيته بصلها وانتبه لوجودها، ابتدت تقرب عليه بدلع، وابو دراع شافها ورفع حواجبه وبص بعيد وهمس:

استغفر الله العظيم يارب،طيب اقوم اخنقها داي دلوك واطلع روحها فيدي ولا اعمل فيها ايه؟


ربيعه قعدت قدامه بالوكل وقالتله وهي عتغمس اول لقمه وتمدهاله قدام خشمه:


مرضيتش اكل بلاك، يلا كل عشان اني كمان اكل، ومتزعلش مني اني والله مااقصد ايوتها حاجه عفشه، اني كل غرضي اني اكون حلوة لجلك انت وبس.

ابو دراع وهو عيتلافى منها اللقمه ويرد عليها:


واني معاوزكش تبقي حلوه لا ليا ولا لغيري ،يابت الناس انتي مناقصاشي حلا داني عخاف عليكي من شرار النفوس علي اكده تقومي تزيدي الطيب بله وتجيبي الغافل باللي عاملاه ديه؟

خلص كلامه ورمي اللقمه قدامه عالصينيه ،وربيعه لما عيمل إكده قالتله وهي عتغمسله غيرها'

طيب خلاص كل عشان خاطري واني مهزعلكش مني مره تانيه.

رد عليها وهو عيتلافي منها اللقمه مره تانيه وميكسفهلش:

يعني عرفتى غلطك ومش هتعيديه تاني؟

ربيعه وهي عتغمس لقمه وتاكلها:

له هعيده اكيد، هعيده وازيده كمان، بس كل الحكايه اني لما اكون حافه جديد مش هطلع في الشارع وهقعد في البيت لغاية ماوشي يهدا حماره.


ابو دراع برقلها ولساه هيرد عليها سمعها عتقوله:

والله ماانت قايل حاجه اني خلاص قلتلك المفيد ومفيش حديت يتقال، اني وحده متجوزه ويحقلي اللي يحق لكل وحده متجوزه.


ابو دراع بقلة حيله:

يابوي افهمي يابقره افهمي انتي اللي عتعمليه ديه ممنيهش فايده، اني غير معاملة الاب لبته مش هعاملك وانتي غير بتي مش هتكونيلي، فكني واقعدي على حيلك احسنلك.


ربيعه رفعتله حاجب واحد وحطت عينها فعينه بتحدي وإصرار وردت عليه:

له مش هكن ياقطب ولا ههدا، وحكايتك البت وابوها داي هنشوفوها هتطول لحد ميته، وهوريك انك لا انت ابوي ولا اني بتك.. اني مرتك وانت جوزي واللي مابينا هيكون زي اللي بين كل راجل ومرته، واني اهه وانت اهه وبكره تشوف.

خلصت كلامها وقامت من ع الوكل وابتدت تتمشى في الجنيه قدام ابو دراع، وكل شويه تبصله بنظره جانبيه تلاقي عينه عليها، لغاية ماخلص وكل وعلق الشاي، وشاف شباب البيت داخلين عيال سلام ومعروف فقام من قدام الدمسه وراح على ربيعه ووقف جارها وحط يده على كتفها بتملك وهو عامل روحه عيشاورلها على تفاحه طايبه فشجرة التفاح.. لكن الحقيقه انه عيحط صور حمايه حوالين ربيعه من عيون شباب البيت، ويوصلهم رساله ان داي تبع ابو دراع وممنوع البصه عليها بأي شكل، فعدوا الشباب من جارهم وغضوا بصرهم غصب عنهم عن اللي واقفه فحماية الاسد وفعرينه.


اما ربيعه ففهمت حركة ابو دراع واتوكدت انها من باب الغيره بعد ما نزل ايده قوام بمجرد مادخلوا الشباب لبيتهم، 

وهم يرجع لشايه ودمسته، لكن يد شام اللي اتشعبطت فدراعه وقفته، وإبتسامتها اللي اتبسمتهاله لما بص عليها خلته مبقاش خابر هو رايح فين ولا جاي منين ولا كان رايح يعمل ايه!

ووقف قدامها دقايق تايه لولا مارد عقله فراسه من تاني وراح لشايه اللي بقى يفور ويغلى ويكب وضاع طعمه اكيد، وكل ديه بسبب العفريته اللي ابتدت تلعب عليه الاعيب لا سنها يسمحلها بيها، ولا هو سنه يتحملها، ومعارفش اخرتها مع عمايلها داي هتكون ايه، لكنه متوكد انها مش هتكون زينه بالمره وجايز تنتهي بوجع لربيعه وصدمه تتعبها لفتره وهي موهومه بالحب ومقهوره من الجفا.



خلصت ربيعه لفتها في الجنينه واكتفت زغلله فى عيون ابو دراع، وعاودت البيت تزاكرلها هبابه، وابو دراع بعد ماخلص روح هو كمان عالبيت، وقعد جار شام وسأل على صحتها، وبعد كام كلمه شام جلت حسها وقالتله:

ابو دراع عايزه اطلب منك طلب.

ابو دراع:

أؤمريني ياام ربيعه.

شام:

عايزاك تاخد من القرشينات بتوعي اللي حداك وتبنيلي اوضه في البيت إهنه اقعد فيها الشتا جاي ومينفعشي اقعد فوش فتحة السلم في الهوا اني صدري تعبان لحاله.


ابو دراع:

وليه تقعدي إهنه في الشتويه مالاوضه اهه وتدخلي من دلوك تنامي مع بتك انتي اللي قاعده اهنه مخابرش ليه؟


شام: له اني عايزه اوضه لحالي عشان اكون على راحتي فيها، بس لو مش عايز تزنقر فبيتك وتعمل اوض خلاص بلاها من حكم في ماله ماظلم.


ابو دراع بعتب:

برضك إكده ياشام ديه كلام تقوليه؟ ايه مالي ومالك والكلام الخايب ديه، وهو مالي ومالكم ايه واني وانتوا ايه مش واحد.. من بكره هجيب نقلة رمل واسمنت وطوب وهجيب بنا يقطع اوضه من البيت، شاوري بس عايزاها وين وخدوا ساتر بكره انتي وربيعه من العمال.


ردت عليه شام بفرحه:

شاله يخليك ويبارك فيك يارب، هو ديه العشم فيك اللي عمرك ماخيبته ولا مره.


ابو دراع: تقوليش إكده احنا اهل ياام ربيعه..ودلوك شاوريلي عايزه الاوضه فين؟

شام:

عايزاها فأخر البيت من غربه.

ابو دراع بإستغراب: وليه هتشوحيها بعيد إكده، بدال ماتقولي جار اوضة بتي عشان نكونوا قراب على بعض ولما اديها حسي تسمعني وتاجيني قوام؟


شام:

له اني عايزاهاش فبوز الباب، عايزلها جوه ومختصره لحالها؛ عشان اللي يدخل من باب البيت ميطلش براسه فالاوضه يشوف اللي فيها.


ابو دراع سكت وقرر يعملها اللي هي عايزاه، مع انه مش مقتنع بأسبابها وحاسس انها عتطبخ طبخه مع ربيعه بتها وهو شامم ريحتها وعارفها زين، لان داي مش أول شتويه كمان تحضرها شام فموطرحها ديه، وداي اول نوبه تشتكي من البرد!


وبالفعل تاني يوم على طول جاب المونه والعمال وابتدوا يعملوا فالاوضه، وهما يوم وكانوا مخلصينها بنا وطرطشه وتاني يوم محروها وصبوا ارضيتها وتالت يوم انضربت وش جير وكب عليها باب وكانت جاهزه.

وبمجرد ماجهزت أبو دراع اندلى البندر ونقى لشام اوضة نوم خشب معتبره، وحلف انها ماتدخل موطرحها الجديد غير على عفشه جديده ومرتبه جديده،

وشام وربيعه طاروا من الفرحه بالاوضه الجديده اللي شام مكانتش تحلم بس حلم انها تنام عليها، 

وابتدوا هي وربيعه يرصوا حاجة شام في الدولاب ورتبوا كل حاجه، وقعدت شام في مملكتها الجديده، أول حاجه تتعمل عشانها ولحسابها فبيت المقاول وتكون جايه على اسمها.


ومن أول يوم شام بيتت فيه فأوضتها ابو دراع رجع ينام تانى في السقيفه موطرح شام، وعاود تاني ينام على مرتبه بعد مانوم الارض والمصطبه نعنع ضلوعه.


ومن اول يوم نام فيه في البيت وابتدت ربيعه تسن عليه اسلحتها وتتقرب منيه وتقعد جاره لنص الليل تحكى معاه، وفي الاخر تعمل انه غلبها النوم وتنام على السرير، وابو دراع يشيلها يوديها فأوضتها وينومها فسريرها ويطلع هو ينام.


ويوم بعد يوم ربيعه تتجرأ على ابو دراع اكتر وهو يصد ويتقل ومره يصدها بالقسوة ومره باللين وهي لا مأثر فيها لا قسوة ولا لين ،ولاراضيه تحل عنه مهما عيمل فيها ،وبقت لاصقه فيه كيف ضله منين مايتحرك وراه ومنين مايقعد قاعده جاره.

واخر مازهق قرر انه يرجع ينام في الجنينه مره تانيه ويبعد عن اللي شندلت احواله وخلته طول ماهو قاعد وهو ماشي صورتها وشقاوتها ودلعها قدام عنيه، وعلى كد ماعيجاهد نفسه انه يبعد عنها فيه حاجه جواه بقت دايما عايزه تقعد معاها وحابه قعدتها وحابه كل اللي عتعمله ومرتاحاله.




وابتدت تمر الايام وربيعه على نفس حالها طول النهار مع ابو دراع دلع وغزل فيه وقرب وفكل فرصه تمسك يده أو تتشعبط فى دراعه لدرجة انه بقى حاسس انها بقت جزء منه ومبقاش يقدر يتحمل لو فارقته هبابه، ويفضل  يدور عليها بعنيه، لكن لسانه ابداً ماعيبوح بالشوق. 

ومن بعد ماقلبه كان قافل بيبانه اتفتحت البيبان كلها وابتدا القلب الساكن يرجع للحياة من تاني ويدق للصغيره اللي برجلته برجله بمحبتها اللي بقالها شهور كل مادا تزيد متقلش.. وكل حاجه فقطب كانت عتطالبه بأنه يعيش اللي اتحرم منه طول عمره ويطاوع قلبه ومشاعره اللي بدأت تهدد بالخروج عن السيطره، مفيش بس غير ضميره اللي كل شويه يفكره بالعهد والوعد اللي وعده لممدوح، ويحذره من انه يطاوع عيله صغيره معارفاش موصلحتها فين ومع مين ولا واعيه لأفعالها. 


❈-❈-❈


ومرت شهور الصيف والشتويه جات، وغصب عن قطب عاود ينام في بيته، والنوبادي ربيعه استغلت الوضع اقصى إستغلال وكله بتوجيهات خالتها بسيمه اللي قالتلها دوسي فى القرب ومتخافيش قطب استوى ومش هياخد فيدك غلوة تانيه وهيتم مرادك وتتحصلى عليه. 


اما ابو دراع فكان طول اليل عامل كيف اللي قاعد على جمر وهو مغلوب على امره مع اللي بقت تشاركه فرشته بالغصب، وحتى وهو طول الوكت مديها ضهره وابداً معيرضاش يلف ناحيتها قربها ليه وحضنتها لضهره عتخليش عينه يزورها النوم، وزي مايسمع اذان العشا يسمع اذان الفجر، ويصدق مايطلع يصلي الفجر ويقعد في الجنينه ميعاودش، لكن طول قعدته لمستها وقربها وريحتها ودفوا جسمها وانفاسها مخلين عقله واقف عن التفكير فأي شي، فحزم أمره وراح على حكيم زمانه يفضفض معاه ويشوفله حل. 


واول ماحكيم شاف حاله عرف طوالي ان العشق مرمر الاربعيني ،ومين غيره يعرف شواهد العشق وحافظ تاثيره وقادر يطلع العاشق من وسط ملايين ،من مجرد بصه لعيونه اللي عيكونوا تايهين فملكوت العشق ومش مركزين مع اي حد ولا فأي حاجه.


وبعد ماخد الاعتراف الغير صريح من ابو دراع واللي كان عباره عن شكوى من تصرفات ربيعه واستنجاد بيه عشان يقوله يعمل ايه ويتصرف كيف ،اتوكد من ظنونه ،واتبسم وهو عيطبطب علي يد ابو دراع بشفقه ويقوله:


اوعاك تضيع فرصه ربنا بعتهالك ياابو دراع ،اوعاك تضيع ربيع جايلك ينعش ايامك الباقيه ،اياك تضيع قلب عيحبك كل الحب ديه ،اياك تخذله ياابو دراع لا قلبك هيرتاح ولا ربك هيسامحك ،وكسرة القلوب اللي فيدنا جبرها ومجبرناهاش هنتسألوا عليها.


ابو دراع بحيره:

قصدك ايه ياشيخ؟

حكيم مسك يد ابو دراع ورفعها حطهاله علي صدره فوق قلبه وقاله:

قصدي استفتي ديه ياراجل ياطيب وشوف هيقولك ايه وتبعه..ماخاف من استشار وما اصدق من القلب ليُستشار ؟

اتنهد ابو دراع وهز دماغه لحكيم بتفهم ،وقام روح وهو حاسس بحيره اكبر من اللي راح بيها ،بعد مااتصدم بحكيم اللي عيأيد عمايل ربيعه وهو اللي كان فاكره هياجي فصفه ويقويه عالبعد ويعلمه كيف يقاوم!


❈-❈-❈


أما كرار فبعد ولادة مرته شوقيه لولده التالت وبعدها التام عنه وانشغالها بنفسها وبمولودها وبس، 

وهو بقى مهمل من الكل لا حد يهتم بيه ولا يشوف طلباته، وحريم اخواته شالوا يدهم منه من ساعة مابطل يصرف عالبيت كله وكل واحد عزل علي حاله بأمر من شوقيه،

 وبقي يهاتي ساعه على كباية شاي ولا لقمة ياكلها وشوقيه تعمل ودن من طين وودن من عجين،

 عرف قيمة شام اللي كانت واقفاله وقافي وفضلت واقفه لامه وشالتها فمرضها ولاخر لحظه فعمرها، برغم كل اللي عيملته فيها.

وفهم متأخر انه ضيع سنده وذخر الزمن ونفعه فأصعب ايامه، وخصوصي من بعد اولاده اللي بقي محروم شوفتهم وبقي يتحنس على القعده جارهم واتحرم محبتهم، وحسهم بقوا جافيين عليه وقلوبهم كيف الحجاره من تلاه او اشد قسوة ومعارفش ايه السبب وهو عمره ماادالهم غير كل حب وحنان وعطف. 


وقرر انه ياخد بعضه ويسافرلهم ويقعد معاهم ويشوف حل لحالهم اللي بقي لا يسر عدوا ولا حبيب ومخليه طول الوقت حاسس ان حته من روحه فارقته وسكنت الغربه ورجوعها ليه بقى شبه مستحيل. 


وبالفعل شد الرحال على البلد اللي خدت منيه الحبايب، وبس هو همل البيت ومشى شام لقتها الفرصه المناسبه، وقررت انها تروح تبيت طول مدة سفره فأوضة ستها عديله،

 اول هام عشان تخلى الجو لربيعه وقطب يمكن يكون وجودها هو اللي مكتفه ومخليهش ياخد خطوة ناحية ربيعه، 

وتاني هام عشان هي فعلا متوحشه القعدة فاوصة ستها عديله اللي كل ذكرياتها معاها فيها. 



وبس هملت البيت قطب حس بناقوس الخطر عيدق فوق دماغه وهو داخل البيت وشايف ربيعه متزوقه على سنجة عشره ولابسه اللي خلاه وقف موطرحه معارفش يخش لجوه ولا يطلع لبره تاني ولا يتصرف كيف فالروبه اللي على راسه داي، وبس هم يطلع جريت ربيعه عالباب ووقفت وراه وسندت عليه بضهرها وبكل تصميم قالتله:

شوف ياقطب طلوع من إهنه مش هتطلع وهروب مش هتهروب، اني عميلتلك اللالي في الكام شهر اللي فاتو وانت عامل كيف حجر الرحايه معتقابلش محبتي غير بالطحن وكل مااقربلك تهرس خاطري هرس. والنهارده خلاص ياقطب هتتمم جوازك مني يعني هتتممه. 


قطب استجمع كل قوته ورد عليها وهو مش قادر يمنع عيونه من انهم يتأملوا فالجمال اللي قدامه ديه واللي يخطف القلب قبل العين:


اسمعيني ياربيعه ومتتهوسيش، يابت الناس، يابتي ياحبيبتي، اني منفعش اكون جوزك ولا انتي تنفعيلي مره، واصلاً اني عاطى وعد مقدرشي اخلفه. 


ردت عليه ربيعه وهي عتقربله بخطوات هاديه ودلع:


الوعد اللي وعدته ديه باطل، عشان وعدت بالنيابه عن غيرك، وبالنسبه لانك متنفعش تكون جوزي فداي حاجه مش من حقك تقررها عني،

 ودلوك تعالا معاي عاوزاك، قالتها ومسكت يده وجرته ودخلت بيه علي جوه. 

رد عليها ابو دراع وهو مستسلم ليها وماشي وراها وعيمطق فريقه اللي يبس وبقى كيف الصحرا من التوتر والخوف والموقف اللي حاسس انه مش كده ووصل فيه لمرحله مقادرش يرفض اي تصرف ربيعه هتتصرفه ولا كلام عتقوله، ولحد ماوقفت بيه قدام الحمام وقالتله:


خش مجهزالك الميه الحاميه، هروح اجيبلك غيار واجي، همل الباب مفتوح عشان هدخل امرشلك ضهرك. 

خلصت كلامها ومشت من قدام قطب وهملته عقله واقف عن التفكير ومش عارف يعمل ايه؟

 وشي عيقوله اجري واهروب قبل ماتعاود، وشي عيقوله اوعاك تهروب من السعادة،

 ديه من جاه الفرح ورده جاه الزمان وهده، وبعد صراع وحيره بين الرفض والقبول،

 عقلها وتوكل ودخل الحمام، ودقايق وكانت ربيعه جاياله بالغيار، وابتدا اول يوم في القرب، اللي بدأ بمرشة ضهر  وانتهى بيهم مع بعض فالأوضه متممين جوازهم،

 وربيعه طول الوكت مكانتش مصدقه اللهفه اللي كانت شايفاها من ابو دراع ولا قادره تستوعب حالته وهو عامل كيف طفل صغير كان محروم من الحنان وماصدق لقاه، وكيف مايكون سقط عنيه توب القوة اللي كان لابسه مع سقوط خلجاته عنه، وبقى مع ربيعه فحالة ضعف واحتياج مكانتش تتخيل أن ابو دراع يكون جواه ربعها حتي، وبرغم فرق السن الا انها فالساعة داي حست انها هي اللي امه وهو ولدها اللي عيطالبها فكل نظره وهمسه ولمسه انها تفضل معاه ومتهملهوش تاني واصل. وبرغم سكوته وعدم كلامه الا ان عيونه باحت بكل اللي جواه واكتر ،وقالوا اللي اللسان مقدرش يقوله

❈-❈-❈


وعدت ساعات الليل وصبح الصبح 


أبو دراع صحي قبلها واتعدل علي حيله ،وفضل  باصصلها بغضب الكون كله،كيف مايكون كان مغيب وصحي علي حاله دلوك، واول ما ابتدت هي كمان تصحي وفتحت عيونهل وبصتله دور وشه عنها  وبنبرة تحمل كل انواع اللوم والعتاب والندم قالها:


ليه تعملي إكده ياربيعه  ليه.. ليه تخلينا نوقعو في المحظور، يعني عاجبك اللي حوصول ديه يابت الناس، عاجبك اللي جرالك بسبب جلعك الماصخ؟


ردت عليه بكل دلع وهي عتزيح الغطا من عليها وتتمطع بدلال:


إيوه عاجبني، وعاجبني قوي كمان، وكان عاجبك انت كمان عشيه ولساه عاجبك لدلوك بس عتكابر وتقاوح، شفتها فعينك وحسيتها فأنفاسك، كنت راغبني بكل جوارحك ومش مصدق حالك اني بين اديك.. حالتك كانت حاله وماصدقت ان اني خدت الخطوه اللي انت مقادرشي تاخدها بقالك سنين. كنت بس تبص وتتمني ومعندكش اي جراءه، مع ان ابو دراع عمره ماكان جبان ولا حد فيوم شاف خوفه وتردده- الا اني- بس اللي شفتهم وشفت منك اللي محدش شافه، وعرفت اللي جواك واللي ماحد عرفه ولا قرب منه غيري.. وأوعاك تحملني غلط اللي حوصول لحالي، عشان انت كمان كانت ليك الغيه اكتر مني. 



ابو دراع رد عليها بقلة حيله:


بقالك شهر بحالو عتتحنجلي حواليا وتاجي فرشتي فنص الليل وتنامي جاري ولاصقه فيا كيف جلدي، وتلبسي وتغيري وتبدلي وقدام عيني، وتتدلعي وتتقصعي واني قاومتك وصديتك على كد مااقدر بس في الاخر كنتيلي كيف حوا اللي وسوست لادم ووقعته في المحظور وطلعته من الجنه، واني واحد خطى الاربعين من غير مااقرب ناحية مره ولا مره تقرب مني وغصب عني ضعفت. 



ردت عليه بكل دلع ودلال:


بذمتك اللي كنت فيها كانت جنه؟ واللي كنا فيها انا وانت عشيه كانت ايه عاد ياقطب؟


قالتها وغمزتله خلت الكلام مات علي شفايفه وبلع ريقه وهو عيتطلع لعيونها الوساع اللي عمرهم مافشلو انهم يخربطو احواله بس يتطلعلهم، وهي كملت بجديه لما لقته اتراجع:


قطب..مسمعش منيك كلمة وقعنا في المحظور داي مره تانيه عشان انت مش مرافقني ولا اني وحده جيالك من الشارع، اني مرتك وحلالك وانت حلالي، ومن اليوم وطالع هنعيشو كيف اي راجل ومرتو، في النهار تاخدنا مشاغل الدنيا ويفرقنا السعي عالمعايش، بس في الليل تجمعنا فرشه وحده وموطرح واحد وكل واحد فينا يرمي تعب يومه على صدر التاني ويشكيله اللي مكدر قلبه ومعكر صفو باله سامعني.. وكملت بدلع


ودلوك.. اني كنت عروسه عشيه والنهارده صباحيتي، وعايزه افطور فطور عرايس، هاه قولي استاهل افطور حاجه زينه ولا مستاهلش؟


اتنهد ابو دراع وابتسم ابتسامه مقدرش ابدا يداريها مهما حاول، وبرغم انه مردش عليها وقام طوالي دخل الحمام الا انه رد عليها في سره وقالها:


كيف ماتستاهليش ياغزالة البراري انتي، وان مكنتيش انتي تستاهلي الحلو والزين كلو اللي في الدنيا امال مين اللي يستاهل عاد؟


خلص سبوحه وطلع من الحمام وهو عيلبس خلجاته ووقف قصادها وهو شايفها حطت راسها تاني عالمخده وغفيت، فقرب منها وقعد جارها بهداوة ومد يده شال خصلات شعرها من علي وشها وقرب منها طبع بوسه حانيه فوق خدها وهمسلها جار ودنها بنبرة صوته اللي عتعشقها.. 


خربطتي حال العابد الناسك وغويتيه بتفاح خدودك ياحوا جات لآدم فآخر عمره وعلمته الغوايه، وقدرت عليه وعملت اللي رجاله بشنبات مقدرتش تعمله، غلبتيني وغلبتيني، وطلعتي ضعفي اللي كان مدفون وماحدش عمره شافه ولا عرف بيه..اااخ منك اااخ يافرح جاي للقلب فآخر خريفه.


خلص كلامه وقام فتح جذدانه وخد فلوس، وطلع راح عالسوق وجابلها كل حاجه عارف انها عتحبها وجابلها فطور يليق بأحسن عروسه في الدنيا، فطور يليق بعروسة ابو دراع ومرته وأول فرحته، واللي على يدها داق طعم السعادة وعرف طريق النعيم. 


اما هي فمن بعد مامشى واتوكدت انه راح من قفلة الباب اللي سمعتها، فتحت عنيها بشويش وضحكت بفرحه وهي عتفتكر منظره عشيه وهو دايب فيها وطاير من السعاده فحضنها، مع انه لاخر لحظه كان يقاوم وخايف ينقض العهد، 


 بس من جواه كان عيهمسلها زيديني محبه وقرب، واياكي تسمعي كلامي وتبعدي،


 وهى سمعت صوت قلبه ونفذت اوامره اللي جات على مرامها، أما لسانه واللي عيقوله فماداتهوش اي اهتمام، لانها عارفه انه كداب، والكدابين مابيتاخدش حكيهم بعين الاعتبار، 


وادي لسانه اعترف من شويه باللي كان عيداريه عشيه وكل شي انكشف على عينك يامُحب. 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة