-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 34

 

قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الرابع والثلاثون



دخل أبو دراع أوضة النوم وحطها قدام بيته بعد مافرش تحتها الحُصر عشان متتبهدلش من الارض، لغاية تاني يوم لحد ماتنشف صبة الأرض، وبعد مامشيت الناس شيع لربيعه وشام عشان يفرجهم عالأوضه، وبمجرد ماطلعت شام وشافت الأوضه، على الرغم من فرحتها بيها وخوفها من العين تصيب بتها بسبب اللي ابو دراع عمال يجيب ويكوم فيه، الا إنها حست بديقه بسبب فرحه واعياها فعيون أبو دراع، وخافت يكون مفكر روحه عريس من صوح وحب يعيش فرحة العرسان! 

وبس توبقى ربيعه حلاله وقدام عيونه ميقدرش يمسك روحه وغريزته تتغلب عليه، وتحركه كيف ما كل راجل عتحركه غريزته.

 لكنها نفضت الافكار داي من دماغها ومرضيتش تفترض فيه غير الخير لأنها مشافتش منيه الا كل خير، فمش هترمى ١٥ سنه عشره طيبه عالارض وتتجاهلهم عشان مجرد شك ملوش اساس. 


أما ربيعه فكانت عتتلمس الورود المحفوره على اوضة النوم وهي متاخده من جمالها وحلاوة منظرها، ولونها المدهب اللي يزغلل العين، وعامله كيف أوض الملوك. 

 ونفس رد فعلها واكتر كان رد فعل كل اللي شاف الغرفه، وشوقيه فضلت تبص من بعيد وحلفت لازمن تجيب غرفه احلا واجمل منها، ومتخليش حد فبيت المقاول يعلى عليها ابدا، وخصوصا بت شام. 


❈-❈-❈


نصب ابو دراع اوضة النوم والمنجد جابله المرتبه القطن والمخدات، وقال لشام وربيعه يرصوا حاجة ربيعه فيها، وفعلا دخلت شام وربيعه رصوا الحاجه فى الدولاب ونضفوا البيت تنضيفه تمام، وطلعوا التنين عشان يروحوا، لكن أبو دراع نده عليهم وراحوله في الجنينه في الموطرح اللي قاعد فيه، 

وشاورلهم يقعدوا، وقعدوا جاره وصبلهم شاى من اللي عامله عالدمسه، وسألهم لو نفسهم فى حاجه تانى أو ربيعه ناقصهأ اى حاجه، والتنين قالوله لا مفيش حاجه ناقصه.. وهمست شام لنفسها.. ينقص ايه بعد كل اللي جبتهولها ديه، داي هتلبس اللي محدش لبسه، وهتنام على خشب وعفش محدش نام عليه، والاحلا من ديه كلها إنك هتطلعها من سجنها!


وبعد ماسمع ردهم قرر إنه يجيبلها من نفسه اى حاجه وكل حاجه يشوفها وتعجبه. 


وبعدها قاموا شام وربيعه دخلوا البيت، ويادوب هما دخلوا وشوقيه مرت كرار لبست الملس بتاعها وطلعت قوام هى وعيالها قاصده بيت ابوها. 


أما شام وبتها فقعدوا فى الموطبخ وكل وحده تبص عالتانيه كل هبابه ويبتسموا بسعادة.. وأول ماخلصوا اللي وراهم شام خدت ربيعه عالأوضه بتاعتهم.. 

وبعد ماصلوا العصر قعدت شام ربيعه قدامها وفضلت تفهم فيها ايه اللي هتعمله مع ابو دراع بعد ماتتجوزه:


شام:

اسمعيني زين ياربيعه، أبو دراع راجل عازب وعمره ماشاف صنف الحريم من قريب، ولا عاش مع حرمه تحت سقف واحد من يوم ماامه ماتت، يعنى أي شي هتعمليه هيتابعه بكل جوارحه وديه هيخليه يتعلق بيكي، فيابنيتي اني عايزاكى تحطى بينك وبين قلبه سور عالى، واوعاكى يتهد. 

خلجاتك اوعاكى ترميهم فكل موطرح ولا تخليهم وراكي في الحمام بعد ماتتسبحي، فرشته اوعاكى تنامى فيها ولا تخليه يشم ريحتك، لبسك قدامه يكون محتشم واتجنبى القعده جاره فى الليل، مش لشين فيه أو خوف منه..  له والله ابو دراع أبو الشهامه والأصول، ومهيعملش فيكي حاجه عفشه واصل، بس اللي اني خايفه عليه هو إن قلبه يتعلق ياربيعه،


 وقلب الراجل لو اتعلق وحب ومطالشى وخصوصى فى السن ديه هتوبقى صعيبه قوى عليه. 


هزت ربيعه دماغها لأمها بطاعه وهى عتحاول تستوعب كلام امها الغريب ديه كله، لكنها متعوده من صغرها إن كلام أمها ليها أوامر واجبة التنفيذ.. حتى لو مش مفهوم بالنسبالها؛ لأن هى اللي شايفه الاصلح والأحسن. 


❈-❈-❈


اما حدا بيت عبد الصمد 


دهب متمدده في الليل جار عبد الصمد، والتنين خلاص عيستعدوا للنوم بعد ماخلصوا حديت مع بعض عن كل حاجه بدهم يتحدتوا فيها، 

وفجأة دهب ابتسمت وهي باصه للسقف ابتسامه واسعه واتنهدت تنهيدة راحه، وبعدها حطت يدها على قلبها وبصت لعبصمد اللي كان باصصلها بتركيز وترقب ومستني تفسير لابتسامتها والتنهيده اللي تبعتها! 

وهي من غير مايسأل جاوبته:

هبت على بالى شام ياعبصمد وأول نوبه لما ياجى طيفها قلبي ميتقبضش ويتعصر، لأول نوبه احس قلبي مرتاح كأنه حس انها فرحانه ومرتاحه! 

اتبسم عبد الصمد لكلامها اللي ريح قلبه هو كمان، وغمض عيونه واستحضر طيف شام وشكلها وضحكتها وكلامها وشقاوتها، وهمس بحنين:

اااخ ياشامة القلب..يارب يابنيتى تكونى مليحه وفاحسن حال انتي وبتك.. بتك اللي نفسى اضمها واشمها وادوقها حنان الجد، واوريها معزة ولد الولد كيف تكون، وخصوصى هي الغاليه بت الغاليه حشيشة القلب والروح. 

وناموا التنين واخر حاجه غمضت عيونهم عليها هي ملامح شام اللي واحشاهم لدرجة وجع القلب. 


❈-❈-❈


أما حدا بسيمه وهمام

همام صحى من نومه على قرآن الفجر، وفتح عيونه من غير مايتحرك، وديه عشان ميصحيش بسيمه اللي نومها خفيف ومن اقل حركه تصحى، وفضل يتأمل فيها شويه قبل مايقرب منها ويسرق منها بوسه خفيفه من خدها، على امل انها متصحاش بعدها، لكن هيهات وهي اول ماقرب منها وحست بانفاسه فتحت عيونها، فخد مبتغاه قوام فى خطفه، وبعد عنها وهو عيهمسلها:


يابوي ايه نومك ديه اللي على طرف عينك، دانى عيتهيألي إنك صاحيه طول الوكت ومغمضه عيونك وبس، ماهو مش معقوله حد يصحى من الحركه ومن النفس! 

اتعدلت بسيمه فنومتها وبصت لفوق وردت عليه وهي عتلم شعرها المنتور على كتافها:

والله كل واحد ونومه عاد، وبعدين مش احسن من اللي نومه تقيل ويقعدوا يطبلوا فوق راسه بالطبل البلدي لحدت مايتعبوا عشان يصحى. 

اتبسم همام ورفعلها حاجبه وهو عيرد عليها:

عارفك تقصديني اني بحديتك ديه، بس والله ياام عمران الناس التعبانه عتنام ملوا عيونها نوم وعتتخبط متحسش، ديه الطبيعي يعني، انما المش طبيعي ان الوحده توبقي مهدوده فخدمة بيت وعيال ومناهدة طول النهار وفى الليل تنام نوم زرزور لو هبت عليه نسمة هوا تصحيه! 

بسيمه: اني مش طبيعيه يابوي، بومه معنامش. 

همام بمحبه قرب عليها وفك شعرها اللي لمته ورد عليها بحنان وهو عيتلمس فخصلاته بين اديه:

قطع لسان اللي يقول إكده على ست البنته كلهم.. انتي يابسيمه يمامه بيضه تسر العين، طاووس يأسر النظر، غزاله تخطف القلب بجمالها، حوريه مليهاش زى وسط البشر، انتى حظى الحلو من الدنيا.

 

بصتله بسيمه بطرف عينها ومردتش ولا عقبت على كلامه، لكن من جواها حست بأنها ارتاحت بعد ماخدت منه جرعتها اليوميه من المحبه والغزل اللي عيرضوا غرور الانثى اللى جواها ويخلوها تكمل يومها بنشاط ونفس مفتوحه! 


قامت بسيمه بعدها واتحركت قدام همام ولبست جلابيتها وطلعت من الأوضه على مصالح يومها اللي بدء.


أما همام فاتعدل وفضل مراقبها وهي عتتمشى قدامه، وكل امنيته في الحياة يفضل قاعد قبالها إكده على طول ومتابع كل حركه وكل لفته منها، يفضل حواليها  ميفارقهاش لحظه لاخر العمر، لكن للاسف مساعى الحياة حاكماه وعتفرقه عنها بالساعات. 


قام اخيراً ولبس نعله وطلع يتوضا عشان يصلي هو كمان، ولقى امه طالعه من اوضتها صبح عليها ومن بعدها ابوه، فصبح عليه هو راخر، ودخل ابو همام اول واحد فيهم الحمام؛ عشان يتوضى ويستعد لصلاة الفجر، وقعد همام جار أمه يستنى دوره، وفى الاثناء داي طلعت بسيمه من الموطبخ بعد مابدات تجهز الفطور، وراحت على اوضة الولاد عمران وعزام عشان تصحيهم لصلاة الفجر، ولواحظ بصت لهمام ولدها وبسيمه معديه من قدامه وشافت ابتسامته ليها وعيونه اللي عيشعوا محبه، فلوت بوزها يمين وشمال وقالتله:

والله ماعارفه ياولدي ليه حالك متشندل على بت عبصمد إكده وكل ماتشوفها يتخربط غَزْلك كيف ماتكون عاشق جديد  واللي عاشقها ملقيلهاش سبيل غير نظر العين!؟ 

ضحك همام بخفه ورد على امه:

طيب ماني عاشق من صوح يمه.. اني عاشق بت عبد الصمد ودايب فيها دوب.. هي داي حاجه اخجل منها ولا اكتمها يعني؟ 


ردت عليه أمه بغيظ:

له يابوي لا تدراي ولا تكتم، خليك إكده كل ماتعدي قدامك تبص عليها وتفتح خاشمك كيف المهبل وتسهسه عليها كيف ماتكون مش مرتك ولا نايمه فباطك طول الليل، خليها تتمرع عليك وتركب فوق كتافك وتسوق. 

رد عليها همام بتوهه وهو واعي بسيمه طالعه من باب الأوضه:

راضي.. والله راضي.. خليها بس تتمرع وتؤمر وتتامر وتسوق كيف مايحلالها، اصلاً اني كلى لحسابها وتحت امرها، هو اني حداي كام ام عمران يمه ولا الدنيا فيها كام بسيمه؟ 


سكتت لواحظ بعد رد همام عليها اللي افحمها كالعادة ومعرفتش تاخد منيه الرد اللي يريح قلبها ويبرد غيرتها من بسيمه ومحبة الكل ليها، 

كيف ماتكون عامله للكل حجاب بالمحبه، بس بينها وبين نفسها عارفه زين إن بسيمه تستاهل المحبه داي وزيادة.. بس هي اللي معارفاشي تحبها عشان مقادراشي تمارس عليها سلطتها. 


خلص همام وعياله وابوه وضوء، وطلعوا جماعه عالجامع لصلاة الفجر، 

وصلوا بسيمه ولواحظ في البيت، ودخلت بسيمه تكمل الفطور، وراحت لواحظ على عليا اللي صحيت وشالتها، 

وهما يادوبك دقايق وكان حبيبها داخل وواخدها من امه لحضنه، واستهل يومه بتاني اجمل حاجه فحياته من بعد أمها، وبدأ حسه باللعب معاها والملاغيه يعلا مع ضحكتها اللي ابتدت تصدح في البيت وتوصل لمسامع بسيمه، 

اللي اتبسمت كالعادة لمحبة البت وابوها وتعلقهم ببعض.. 

وبين لعبه مع بته مكانش ناسي ولاده من المناغشه واللعب، وأقرت بسيمه من زمااان فى نفسها بإقتناع تام عيتجدد مع مواقف همام مع عياله قدامها ومعاملته ليهم ومعاهم،، انها لو كانت هتتمنى أب لولادها مكانتش هتتمنالهم أب احسن من همام ولا أحن منه، وإن همام كله حسنات ومميزات، وإن لولا الغلطه القديمه كان زمانها معاه اسعد وحده في الدنيا ومتوجاه ملك على قلبها، لكن للاسف ملفه حداها بقى فيه نقطه سوده صعب تنمحى. 


❈-❈-❈



أما حدا أبو دراع 


خلاص النهارده التلات، والخميس باقي عليه بس بكره، فقام ابو دراع الصبح بدرى ولبس خلجاته واندلى البندر، وجاب لربيعه كل حاجه حس انها ناقصاها، وهو فطريقه للبيت شاف قماشات رجالي حلوه قطعله حتتين ووداهم للخياط يخيطهمله ووصاه عليهم بالمستعجل، وهو في الدكانه وعيقيس فيهم اتفكر ربيعه وانها عروسه قدام الناس ولازملها فستان فرح، فسأل الخياط بحيرة:

قولي يامعلم الاقي مين عيبيع فساتين عرس إهنه؟

وصفله الخياط مكان عتتباع فيه فساتين جاهزه، ودله كمان على عناوين خياطات حريمي، لكن ابو دراع استسهل الجاهز، وراح على المكان اللي اتوصفله، وإهناك اشترى احلا واغلى فستان، واختار المقاس باليم على مقاس البت اللي شغاله فى المحل، وخده، وخدله كل حاجته طرحته وجزمته والكفوف البيض، وخدلها كمان بودره وحُمره لما البت عرضتهم عليه وقالتله لو حابب تشتريهم، ومع إنه خابر إنه مش هيخلى ربيعه تحط منهم، لكن برضك قدام الناس وحريم البيت اسمه محرمهاش من حاجه وكبر بيها؛ عشان مقامها يعلا وسطهم. 


وعاود البيت بعدها، وحط الفستان في الصندوق، 

وطلع على حكيم فى المعمل عشان يطلب منه إنه هو اللي يعقدله على ربيعه.. وبعد مااتكلم مع حكيم هبابه واتفقوا، عاود عالبيت وفطريقه خد لربيعه كيس تسالي كبير تسهر عليه الليل.. وشيعهملها مع واد عزت الكبير، 

وهو طلع لكرار عالمندره يشوف معاه هيعملوا ايه يوم الحنه اللي هي بكره ويوم الفرح؟ 

واتفق ابو دراع إنه هيدبح وهيعشى الناس فى الحنه، ويعمل ليلة قرآن، ويعرف الناس كلها بجوازه من ربيعه؛ 


وديه عشان يديها الحصانه بين الناس والحمايه اللي متخليش عين في البلد تترفع عليها فيما بعد لو خطت رجلها بره البيت وديه هيحصل كتير؛ لأنها بقت فحماية ابو دراع وتخصه. 


وبالفعل بيت الليل كله يدبح من خرفانه احسنهم، ويصلخ ويقطع، 

ودخلوا بسببه حريم بيت المقاول انذار طول الليل وسهروا ينضفوا المعاشات بتاعة ٦ خرفان، ويجهزوا التسابيك ويحضروا للطبيخ، 

والصبح بعت شباب البيت كلهم يدعوا المداعى على غدا ابو دراع، وحتي ممدوح كان طالع يلف ويدعى معاهم وهو عيتمنى لو كان عيدعى لغدا فرحه هو.. 


وابو دراع راح بنفسه لحكيم وجابه على يده

.. ومنا لقبل الضهر كان الوكل جاهز يكفى البلد كلها، وابتدت الناس تتجمع 

وقبل مايتحط الغدا حكيم قرر إنه يكتب الكتاب فلاول قبل مالدنيا تتدعك من الوكل.. واستأذن يسأل ربيعه عن رأيها وياخد موافقتها من لسانها.


وبالفعل خده أبو دراع وكرار عالبيت وجابوا ربيعه، ووقفت قدام حكيم اللي بمجرد ماشافها اتبسم وسمى وصلى عالنبي واتعجب عشان كيف مايكون واعي شام قدامه فشبابها! 

وسألها بجديه بعد ماسلم عليها وسألها عن احوال امها:

موافقه ياربيعه علي جوازك من ابو دراع؟ 

ردت عليه ربيعه بدون ذرة تردد وعينها راحت على ابو دراع:

إيوه موافقه. 

وسألها مره تانيه:

طيب ومين وكيلك؟ 

نقلت عيونها النوبادى على ابوها كرار واستنت لحظات قبل ماتشيل عيونها من عليه وتبص بعيد وترد:

عمي عزت. 

جوابها كان صدمه للكل، وخصوصي كرار، اللي بعد كلامها ديه معارفشى هيقول ايه للناس وكت مايقعد عزت موطرحه ويحط يده فيد كرار بداله ويجوزه بت اخوه،


 وهو قاعد جاره لا قبض ولا صرف، فجز على سنانه وغمض قبضة يده وهم يتحرك عليها بغضب، لكن وقفه أبو دراع وهو عيمد دراعه قدامه وبحزم عيقوله:


اوعاك تتجنن وتمد يدك على مرت ابو دراع، قسماً عظماً تطير فيها رقاب، صوح لسه معقدناش بس شهرنا وهي قبلت وبقت فحكم مرتي، يعني هتقل عقلك هقل بيك.

ولو على كسفتك قدام الناس إتدارى إهنه لحدت مانخلصوا وأوبقي تعالي ونتحججوا للناس بايوتها حجه.

وبعدين مغلول من إيه، ديه حق الاب على بته وإنت مش أبوها ولا معترف بيها. 


خلص كلامه ودخل ربيعه بيته وقفل عليها من خوفة إنه يمشي وابوها يعمل فيها حاجه، وخد حكيم وراحوا عالمندره، وهملوا كرار هيموت من غيظه.. 

وكتبوا الكتاب والكل اتفاجأ بإن عزت هو وكيل بت اخوه كرار، واتعجبوا من إختفائه المفاجئ ومصدقوش حجة إن فيه شى طارئ حصل وخلاه يطلع ويهمل كتب كتاب بته مغصوب، لكنهم سكتوا واحتفظوا بإستغرابهم لنفسهم. 


وقعد عزت قدام ابو دراع وجوزه ربيعه، واتكتب كتابهم بالسنه والعرف بدون اوراق رسميه.. بالكلام بس، لانها لساها مكملتش السن القانونيه للجواز.. واتنقلت ربيعه من براثن كرار لعصمة ابو دراع، واتحررت اخيراً من الأسر، وبقت كيف عصفور مكسور الجناح حط علي ضهر صقر، والصقر خده وطار بيه لفوق فى السما اعلى ماكان يتمنى، ووصل بيه للسحاب فموطرح محدش يقدر يطوله فيه ولا يقوى حتي ينظرله بنظرة أذى وهو فحضرة الصقر وحمايته. 



خلص كتب الكتاب وابتدت صوانى العشا تطلع عالمندره مليانه وتعاود البيت فاضيه وتتجدد ولغاية المغرب على دا الحال، ومن بعد كتب الكتاب كرار عاود المندره ووقف وسط الناس، وابتدا يخدم مع الرجاله عالمعازيم.. وخلص اليوم اخيراً، 


وفي الليل جم المنشدين في الصوان اللي اتنصب على طول الشارع والناس كلها بعد مااتعشت حولت عالصوان وابتدا عاد تقديم الشاي والقهوة واحجار الجوزه.


اما ابو دراع فراح عالبيت عشان يغير خلجاته المدعوكين ويلبس جلابيته الجديده، وهو مهدود من التعب وخصوصي إنه الليله السابقه منامش فيها ولا عينه غفلت، بس لازمن يقعد مع الناس ويجاملهم ماهو العريس. 


وبمجرد ماوصل بيته شاف القفل عالباب وهو مش متعود يقفل بأقفال! 

فضرب جبينه بصدمه لما اتفكر إنه من العصريه قافل على ربيعه جوه البيت ونسيها، ودلوك العشا اذن من بدري، ففتح الباب قوام ودخل يدور عليها وهو حاسس بالذنب، ونادى عليها حسين تلاته مردتش، فسكت واكتفي يدور بالعين في البيت، لغاية ماوصل لأوضة النوم الجديده اللي بابها كان مفتوح هبابه، فخبط عليه خبطتين ولما ملقيش رد فتحه بالراحه، ووقف موطرحه لثواني مبرق وهو واعي ربيعه نايمه فوق السرير ورايحه فسابع نومه، وطبعا النايم سلطان ومعيحسش بروحه، فخلجاتها كانوا مكشوفين عن رجليها هبابه، 

فأنتبه أبو دراع ورد باب ألاوضه عليها قوام، ومن الموقف ديه واللحظه داي خد عهد علي روحه إنه مهيدخلش عليها موطرح هي فيه، ولا يقطع خلوتها غير بعد مايستأذنها وتأذنله. 


❈-❈-❈



أما جوا بيت المقاول نفسه، شام قعدت اخيرا وهي مهلوكه من التعب، حالها حال باقي الحريم، وحتى بدور اللي معتعملش حاجه من ساعة حبلها اتحزمت ووقفت عالطبيخ معاهم، 

وشام نفسها تروح تطمن على ربيعه من بعد ماطلعت وراها بدرى، وعرفت باللي جرا وحبسة ابو دراع ليها، واطمنت انه امنها من ابوها،

 ولافتلها وكل من الشباك وخلتها اتغدت، لكنها همست لنفسها بتعب إن لو ابو دراع فتحلها كانت جات لحالها،

 فقعدت وسكتت واستسلمت لنشر عضمها ووجعه، وللكحه اللي بدأت تشوف شغلها اول ماجه الليل اهه، وخصوصي النهارده بعد كم الدخان اللي اتعرضتله من طبيخ اليوم بطوله والليله السابقه كمان. 

❈-❈-❈


أما شوقيه، فكانت الوحيده اللي لا طبخت ولا نفخت ولا حطت يدها فحاجه وكانت طول الوكت متفرجه، واهي قاعده بفارغ الصبر مستنيه ربيعه تعاود من بيت ابو دراع؛ عشان تشوف عليها اي بوادر تفرحها وتحسسها إن اللي عيملته جاب نتيجه.. وابتسمت وهي سرحانه وعتفتكر روحتها لبيت ابوها واللي جرا فيها:


شوقيه:

يمممه اعملي اللي قولتلك عليه وشيعيلي للخطاطه من غير كتر حديت. 

ام شوقيه:

له لازمن اعرف فلاول عاوزاها فأيه وانتي لساكي مجدده العمل لجوزك ومتفكش ولا بطل؟! 

شوقيه بزهق:

عايزاها تعملي عمل لبت شام ضرتي ارتحتي. 

ضربت ام شوقيه علي صدرها بصدمه وقالتلها:

وااه، وليه إكده ياحزينه، ليه اذاكي يطول الناس اللي فحالها، معاكي عيال خافي عليهم احسن العمل يتقلب ويصيبهم هما وعتجرا كتير. طب كرار وقلنا عشان جوزك وتربطيه بيكي، داي عاد عايزه تعمليلها عمل ليه وبأيه؟ 


ردت عليها شوقيه بغل واضح:

عمل بالمرض، بالدبلان، بالسل، بالموت، بالهواس.. عايزه اعملها عمل يدمرها ويموتها قدام عنين امها بالهبابه، عايزاها متتهناش باللي عيجيب ويكوملها فيه ابو دراع، ولا عايزاها تلحق تتهنى بأبو دراع نفسه. 

بصتلها امها وديقت عنيها وهي واعياها عتتحدت علي ابو دراع إكده وسألتها بخوف:

شوقيه اوعاكي تكوني؟ 

ردت عليها شوقيه بياس:

له تخافيش، وحتى لو كنت، مفيش فرصه مع ديه واصل، ابو دراع ابعدلي من نجوم السما ريحي حالك،

 مع إنه يمه الراجل اللي لو الوحده طالته مره تقول توى اللي شفت رجاله، وتزهد فباقي رجالة الدنيا.. معتشوفيش انتي يمه طوله ولا جسمه ولا شكله ولا قوته، ديه عامل كيف الممسوس يمه عيشيل شجره واقعه وينقلها من مكان لمكان لحاله. 


ردت عليها أمها بقهر من كلامها وهي عتتلفت حواليها احسن يكون حد سمعه:


شاله يتجز وبرك ويطولك عزرائيل يافاجره ياللي لو ملقياش حكم كان زماننا عنجيبوكي من بيت كل راجل شويه.. روحي ياشوقيه يابتي يارب تموتي وارتاح منك. 


ردت عليها شوقيه بعدم مبالاه:

مهموتش وقاعده اديني، وخلصى شيعي للخطاطه احسن بالله العظيم اروحلها اني واجيبلكم الكلام ويقولوا بت العمده راحت للخطاطه البيت واجرسكَم بس إكده. 


فقامت امها بقلة حيله تشيع للخطاطه تاجي البيت في السر من الباب الوراني كيف مامتعوده، وسكتت لما تشوف اخرتها مع بتها اللي مشافت صنف الربايه. 


وبعد ساعه جات الخطاطه، وقعدت مع شوقيه وبعد ماخدت اللي فيه النصيب، روحت على بيتها وقالتلها إنها هتشيعلها المعلوم مأكول ومرشوش ومدفون، وديه لما اكدتلها شوقيه إنها عايزه حاجه مظبوطة بأي تمن، 

وإنها مش هتسيبها فحالها لو متمش المراد زي ماهي عايزه.. وعشان إكده الخطاطه حبت تأكد شغلها ب٣ طرق عشان متسيبش فرصه للغلط أو للفشل. 


وعاودت شوقيه للبيت ومعاها غنيمتها، وأول شي عملته إنها رشت الميه على عتبة بيت ابو دراع، ودخلت جواه وفي الاوضه الجديده دست العمل.. وخلت الميه بتاعة الوكل والشرب للأخر، وبس شافت شام النهارده عتغرف وكل وعرفت إنه لربيعه سهتها وحطت فيه العمل، وبإكده اتطمنت وحطت فبطنها بطيخه صيفي. 


أما ربيعه فبعد مافضلت نايمه كيف القتيله ومن كابوس لكابوس يقطع النفس ومعارفاش تفوق منهم ولا قادره تقوم، مع انها حاسه انها صاحيه، صرخت صرخه زلزلت بيت ابو دراع ورجته رج وهي واعيه ابشع مخلوق في الدنيا عيفتح عليها باب الاوضه ويدخل منه، ومنظره دب فقلبها الرجيف وحست انه جاي يخلص عليها، فصرخت ومع صرختها صحيت من النوم، 

وقامت تتلفت حواليها بزعر وهي سابحه فعرقها وحاسه إن صدرها طابق عليها، وإن كل ديه مكانش حلم بالمره. 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة