رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 5 - 1
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الخامس
الجزء الأول
❈-❈-❈
ولو سألوني عنكِ
سأضع يدي على قلبي وأقول :
هنا كانت تسكن، هنا أوجعتني
وهنا مات كل شيئ!
لن أنسى مرارة ما أشعرتني به،!
❈-❈-❈
خرجت من شرودها ثم زفرت بغضب من نفسهافتوقفت متجهة للنافذة تحاول أن تخرج من حالتها.. وشردت بالمارة بالخارج.. لحظات وفُتح الباب وطل منه بهيئته التي جعلتها تلقي جميع وعودها لنفسها بالأرض.. ودت لو أسرعت وألقت نفسها بأحضانه حتى تشبع منه
وقفا يناظران بعضهما البعض للحظات.. حتى خطى بخطواته السلحفية وانظاره تحاوطها بإشتياق
عند حمزة
جالسا بمكتبه بعد إتصال سلمى إليه: أغمض عيناه وتذكر من ماضيه مايؤلمه
(فلاش باك)
- بقولك ياداليا عرّفي بابا إننا هنجي نزوركم بكرة... وقفت كالملدوغة
- بتقول إيه ياحمزة... مش لما تخلص مشروعك الجديد... وبعدين إنت قولت إنك هتسيب شغلك وهتتفرغ للشركة مع راكان ونوح.. إيه رجعت في كلامك!!
زفر بحنق وتحدث بغضب:
- داليا إحنا هنفضل نتكلم في الموضوع دا كل شوية... مينفعش أسيب شغلي.. ثم اكمل مستطردا
- أنا بحب شغلي يعني ينفع اقولك سيبي وظيفتك.. اهتزت نظراتها وحاولت التحدث رفع كفيه:
- سؤال واحد بس وعايز إجابته:
إنتِ موافقة تكملي معايا حياتك بوظيفتي دي...
هربت بأنظارها منه وبدأت تتلعثم بالكلمات
- حمزة أنا عارفة إنك راجع من ألمانيا ومفكر الحياة في مصر زي ألمانيا.. سحبت يديه الموضوعة على المنضدة ووضعتها بين يديها
- هيكون صعب نعيش بمرتب وظيفتك دي... وأنت بإيدك تتغير للافضل
ظل ينظر لها بصمت فأكملت حديثها باستبانة:
- أنا بحبك مفيش كلام بس الحب دا مش هيعيشنا حياة مرتاحة... يارب تكون فهمت قصدي
سحب يديه من يديها وكأن خنجر كلماتها طعن قلبه بشدة
عقد ساعديه بإختناق وهز ساقيه ناظرا لها نظرات نارية... كانت ملامحه ثابته جامدة على عكس دواخله التي اضطربت
- دالياإحنا بقلنا أد إيه بنحب بعض... قالها بسخرية ثم قال مصححا
- قصدي بقالك أد إيه بتتلاعبي بيا
رفع قهوته وأرتشف قهوته بهدوء...
تنهدت ونظرت إليه:
- والله كنت عارفة إنك هتقول كدا... حمزة لو سمحت ممكن تفكر في كلامي الأول وبعدين خد موقف
وقف مرتدي نظارته ثم اخرج حافظة نقوده ف ألقاها على المنضدة ورفع نظره إليها:
- مش عايز اشوف وشك مرة تانية ولو صدفة... قالها ثم تحرك مغادرا
وقفت وأمسكت ذراعيه
- استنى ياحمزة متكنش قفوش كدا... أنا بقولك كدا علشان تفكر في تحسين لحياتنا لو إنت باقي عليا... أنا مستحيل أتجوز واحد بعيش بمرتبه
اشعل سيجاره وتحدث وهي بفمه
- شيلي ايدك لأقطعهالك... افضلك تنسي انك قابلتي واحد اسمه حمزة في يوم من الأيام...
نظر لها بسخرية وأكمل
- أنا كل اللي زعلان عليه الخمس سنين اللي شيلتك في قلبي فيه... بس وعد مني لأدوس عليه بجزمتي... قالها ثم تحرك مغادرا دون حديث آخر
خرج من ذكرياته على طرقات السكرتيرة
- العميل بتاع الأرض برة يافندم عايز يقابل حضرتك
أومأ لها ثم اعتدل جالسا يننظره
في منزل عاصم المحجوب
قامت سمية بشراء بعض الأشياء التي يحتاجونها في تلك الزيارة الخاصة بخطبة درة أبنتها .. دلفت إلى مطبخها وقامت بإعداد بعض المأكولات والحلويات التي تقوم بها كل أسرة مصرية بتلك الزيارات
خرجت وجدت زوجها يقرأ بمصحفه.. قام بإغلاقه بعد التصديق ورفع بصره
- فيه حاجة ياسمية.. ؟محتاجة حاجة أجبهالك؟!!
ربتت على كفيه وتحدثت بمحبة إليه:
- ربنا يخليك ليا ياأبو ليلى.. كنت عايزة اتكلم معاك في موضوع قبل ماالبنات يجوا
اعتدل بجلوسه يستمع إليها بإنتباه
- خير ياسمية فيه حاجة؟.. حمحمت سمية وتسائلت:
- إنت ممكن توافق على عريس درة دا.. ينفع نجوز الصغيرة قبل الكبيرة ياعاصم
ابتسم بوجهها وأجابها :
- ليه لأ لو الولد ابن حلال وكويس ويعرف ربنا.. ربت على يديها
- ليلى معندهاش مانع ابدا.. ودي جالها نصيبها ليه نأجل وبعدين هو موافق إنه يستناها لما تخلص..
تنهد وأكمل: المهم يكون ابن حلال ويتقي ربنا فيها وأول مقابلة له بتدل إنه محترم
توقفت سمية وهي تنظر بشرود
- معرفش ليه مش مرتاحة ياعاصم..اللي ربنا كاتبه بقى هنشوفه
عند درة داخل قاعة المحاضرة
- يعني هتتفقوا النهاردة على الخطوبة ولا إيه...ابتسمت درة لأروى
- والله يابنتي أنا معرفش وافقت إزاي..حسيته شخص كويس،ومحترم وبعدين دكتور جامعي..الصراحه ليلى كمان أقنعتني بيه...نظرت لنور الذي دخل وألقى تحية السلام وهمست لها
- أسكتي علشان دخل أهو
عند يونس أمام كلية الهندسة
وقف مستندا على سيارته بإنتظارها رأته يارا.ابنة عمته...اتجهت إليه
- عامل إيه يادوك...قهقه عليها وغمز بطرف عينيه:
- الصغنن قفشني وهيفتن مش كدا..توقفت بجواره وهي تنظر للطلاب الذين يخرجون من بوابة الكلية
- لا يادوك مش هفتن عليك..لأني بصراحة أكتر واحدة عايزة أشوف سيلين سعيدة
اتجه بنظرات متسائلة:
- هو فيه حد عارف أنا بقابل سيلين يايارا
رمقته بنظرة ثم اعتدلت تنظره إليه بصمت للحظات وتحدثت
- يونس لو بتحب سيلين بجد لازم تاخد خطوة جدية في علاقاتكم...بلاش شغل الحرامية بتاعك دا..زفرت واستدارت عندما وجدت صمته ورغم ذلك أكملت
- سيلين أنقى واحدة في عيلة البنداري..غير برائتها وحبها الظاهر في عيناها..بلاش تكسر قلبها يابن خالي لو سمحت..قالتها ثم اتجهت لسيارتها
وصلت سيلين وهي ترى يارا متحركة للسيارة نادتها
- يارا..استني..وصلت إليها وهي تنظر من مسافة إلى يونس
- فيه حاجة...انتِ اتخنقتي مع يونس ولا إيه..ربتت يارا على ذراعيها وهي تنظر إلى،،، يونس الواقف يطالعهم
- لا ياقلبي هتخانق ليه..أنا كنت بسلم عليه..دنت منها وتحدثت :
- سيلين خفي من خروجك مع يونس..متعرفيش لسة نهاية العلاقة دي
تحركت يارا ووقفت سيلين تطالع ذهابها بالسيارة...رعش قلبها عندما ذكرتها يارا بنهاية علاقتها مع يونس.. وصل يونس إلى وقوفها وسحب كفيها
- واقفة كدا ليه ياسيلي؟.. استدارت إليه
فتحركت دون حديث حتى وصلت لسيارته
حاولت إستجماع نفسها والتمسك بشجاعتها الواهية فأخذت نفسا عميقا.. قبل أن تقول بنبرة مرتعشة :
- يونس لازم تقول لبابا وراكان عن علاقتنا.. صمتت لحظات وظل هو ينتظر باقي حديثها ودقات قلبه السريعة تخبره بأن القادم سيكون مميت له
نظرت له وتسائلت:
- هتقول لبابا إمتى يايونس.. اتمنى النهاردة كل حاجة تخلص.. ولا ناوي نفترق
جاء سؤالها كصاعقة أصابت قلبه الذي تمزق من فكرة ابتعادها عنه
قاطع حديثها بصرخة خرجت من أعماق قلبه:
- إياكِ أسمعك بتقولي كدا تاني.. مش عايزك في يوم من الأيام أسمع منك كلمة فراق أو ابتعاد.. جذب كفيها وضمها بين كفيه
- حبيبتي هنرجع إن شاء الله من رحلة شرم ووعد هفاتح الموضوع مع عمي أو راكان.. كدا حبيبة يونس ارتاحت
❈-❈-❈
عند راكان وليلى
خطى إلى أن وصل أمامها..توقف يطالعها بإشتياق قلبه الكامن بصدره
رفعت بصرها إليه وتحدثت بشفتين مرتعشتين:
- حمد الله على السلامة ياحضرة المستشار
ابتسم بخفة على تورد وجنتيها..وتوترها
تراجعت خطوة للخلف عندما دنى منها
- هو فيه حاجة..أنا شايفة ان حضرتك مضروب في قلبك مش عقلك..دا مكتبي على فكرة... ظل يخطو إليها.. ودّ لو يضمها ليؤكد لها أن أشتياقه لها فاق الحدود
ظلت تتراجع حتى إصطدمت بالجدار..اهتز جسدهامن قربه لها
- إيه بتقربلي كدا ليه؟
أمال بجسده عليها فتراجعت حتى استندت على الحائط..فجذب المقعد الذي بجوارها وتحدث:
- معرفش دايما بتحكمي على الناس بمنظورك ليه..أنا بشد الكرسي..تعبت وعايز أقعد
تجمد الدم بعروقها وجحظت مقلتيها بإندهاش من حديثه :
- هو حضرتك ناسي إن المكتب دا بتاعي..مكتبك في آخر الدور
ابتسم بتلقائية على توترها
جلس مستندا على المقعد..مغمض العينين وكأنه يتألم..فهمس وهو مازال على وضعه
- مكتبك أقرب مكتب..مقدرتش أكمل..لو تاعب جلالتك...ممكن تروحي مكتبي او مكتب سليم تكملي شغلك
ارتبكت وتلعثمت الكلمات بحلقها فتوجهت إليه ووقفت على بعد خطوة منه عندما شعرت بألمه
- طيب لما حضرتك لسة تعبان جاي ليه.. فتح عيناه وتقابلت بليلها الدامس
- يمكن علشان الشركة وحشتني قوي.. قالها وهو ينظر داخل مقلتيها
رفرفت بأهدابها الكثيفة تحاول السيطرة على إرتعاشة قلبها فتحدثت
- الشركة مش هطير.. كنت ترتاح وبعدين تيجي للوحشاك
- "مقدرتش " همس بها وهو مغمض العينين.. وأكمل بمغذى
- عمرك اشتقتي لحاجة ونفسك تشوفيها ومش عارفة
اهتز جسدها من نظراته وحديثه الهامس.. فاتجهت سريعا تجلس على مكتبها...
- لا مبحبش الأشتياق.. او تقدر تقول مفيش اللي يستاهل إني أشتقاله.. نجحت في غرس سهامها في منتصف قلبه
فهز رأسه وأطبق على جفنيه بقوة.. هو يعلم إنها عنيدة متمردة ولكنه يشعر بأنها تكن له بعض المشاعر
- الكل جه وزارني إلا إنتِ لدرجة دي كنت مش فارق.. تسائل بها وهو مازال على حاله
أعتدل وفتح جفنيه وحادثها
- دا حتى زيارة المريض واجب ولا كنتِ بتتمني تسمعي خبر موتي
نجح في تسديد لكمة قوية لقلبها.. فتت الوجع بداخلها.. ارتجفت شفتيها محاولة الحديث ولكن حديثه بفقدانه ألمها كثيرا.. لا تعلم ماذا تشعر أتحبه حقا.. أم إنها تكرهه كما اقنعت نفسها
زفرت وأجابته:
- ليه بتقول كدا.. ممكن اللي زاروك يكونوا على علاقة بيك.. أما أنا مفيش بينا رابط.. او تقدر تقول.. الموضوع مش مهم ولا يفرق معايا.. لكن في نفس الوقت عمري ماأتمنيت حاجة وحشة لأي إنسان حتى لو كان عدوي
صاعقة قوية ضربت قلبه فبعثرته لأشلاء حينما أستمع لحديثها الذي أداماه.. هنا اخرج عن صمته فأعتدل ينظر إليها:
- بجد ياليلى.. يعني أنا عدوك و لو مُت مكنش هيفرق معاكي..قالها ثم أعتدل واقفا عندما وجد صمتها حينها شعر بإنهيار عالمه ... فتخطى بهدوء بتلك الأثناء بألماً جرحه وكأنه فُتح ونُزف داخليا فترنح بخطواته
- راكان لو سمحت!! قالتها عندما وجدت ترنحه بهذه الطريقة.... اتجهت تقف أمامه
- راكان إنت عايز مني إيه وليه بتعاملني كدا... طالعها للحظات كيف ينجو من سؤالها وهي التي تربعت على عرش قلبه وبعثرت كبريائه وهي التي طعنته دون رحمة
استند على الجدار خلفه
- ولا حاجة مين قالك عايز حاجة.. عقدت ذراعها أمام صدرها :
- أنا مش زي أسطول الحريم اللي حواليك.. فياريت تبعد عني لو سمحت
امال بجسده وهو يضع يده موضع جرحه.. عندما اشتدت آلامه
- كذابة ياليلى.. لأنك عايزة قربي زي ماأنا عايز قربك قوي كمان.. ارتجفت شفتيها
- ايه اللي بتقوله دا
ابتسم على هروبها من نظراته وتحدث
- أهي حالتك دي اقرب دليل.. ترنحت خطوة للخلف بأعين جاحظة وشفتين فاغرتين مصعوقة بحديثه.. لا تعلم أتفرح أم تحزن
استند إلى أن وصل إليها.. جذب كفيها وضمهما
- ليلى لازم نتكلم.. نفضت يديها من يديه سريعا.. بأنفاس مرتجفة ولسان تجمدت فوقه الكلمات.. لحظات وهي تطالعه.. ضعُفت من نظراته و قرب أنفاسه إليها فاقت سريعا وصاحت بغضب:
- قولتلك مية مرة متحاولش تلمسني ايه مبتفهمش..
جذبها بقوة من رسغها وهو يجز على أسنانه وتحدث بغضب من جفائها
- بقولك لازم تسمعيني.. دفعته بقوة
وصرخت :
- ابعد عنيييي.. قالتها وهي تدفعه بقوة وتلكمه بصدره وكأنها تلكم قلبها الذي أحبه دون عن الكل حتى أصابت جرحه بقوة آلامته..
أشار بيديه عندما شعر بإنسحاب أنفاسه وتحدث بصوت مؤلم
- خلاص اهدي... قالها وأستدار ليتحرك ولكن دلفت نورسين وهي تتحدث بسعادة
- راكي مصدقتش لما قالولي إنك جيت النهاردة.. اتجهت بأنظارها إلى ليلى التي وقفت ووجهها شاحب كالأموات
- مالها دي؟! تسائلت بها نورسين.. لم يستدر إليها.. ظنا إنها غاضبة منه ولا يعلم خوفها على حالته التي ظهر بها... تحرك متجها للخارج
راكان إستنى إنت جرحك بينزف؟ قالتها وهي تحاول أن تفحصه
رفع كفيه أمامها
- أنا كويس مفيش حاجة.. تصنمت ليلى بوقفتها وأصابها الهلع عندما وجدت قميصه الذي صبغ باللون الأحمر
هرولت إليه وتوقفت أمامه
- إنت بتنزف.. لم يعطيها إهتمام تحرك خطوة وكأنه لم يستمع إليها.. وصل سليم إليهم
- راكان حبيبي إيه اللي جابك بس
تحرك بجوار سليم وهمس إليه
- روحني وإتصل بالدكتور ياسليم..
مساءا بمنزل عاصم المحجوب
جلس الجميع بغرفة المعيشة.. وبعد الأتفاق فيما بينهم تم خطبة درة على الدكتور "نور" وتم تحديد موعد للخطبة وكتب الكتاب إلى انتهائها من عامها الجامعي وسيتم حفلة للزفاف
بعد ذهابهم جلست بشرفة غرفتها حزينة
وحدثت حالها:
- وبعدهالك ياليلى هتفضلي كدا لحد إمتى.. زفرت بإختناق وشعرت بغصة تمنع تنفسها... أمسكت هاتفها وبدأت تهاتف أسما لبعض الوقت حتى تخرج من حالتها المأسوية ...
في فيلا خالد البنداري
ارتدى ملابسه وعقد العزم على مواجهة الجميع.. قابلته والدته.. رسم قناع بارد فوق ملامحه
- عايزة إيه ياماما.. مش فاضي.. تحركت فريال حتى وقفت بمقابلته
- إنت ليه لحد دلوقتي مش عايز تحدد ميعاد خطوبتك على سارة
زفر بضجر واستدار يناظرها بمقت
- انت بتتكلمي بجد.. هو حضرتك مصدقة اني ممكن أتجوز سارة..
دنت منه والتوت زاوية فمها بشبه ابتسامة سخرية
- ومفيش غير كدا..ودا طبعا علشان بنت الشوارع اللي رايح جاي معاها من ورا الكل
ابتلع ريقه بصعوبة وقال بهدوء مفتعل
- ايه اللي بتقوليه دا.. حضرتك ناسية إن سيلين بنت عمي.. يعني زيها زي سارة
لوحت بيديها وصاحت بقوة :
- أنا كنت فاكرة زيك كدا.. لحد مافوقت على أكبر صدمة من عمك أسعد اللي قرطسنا كلنا للأسف
-قهقه على كلمات والدته ...عقدت ذراعيها
-سيلين مش بنت أسعد يايونس ولو عايز أكدلك معنديش مانع
ضيق عيناه متسائلا :
- ممكن توضحي كلامك لو سمحتِ.. مش عايز ألغاز.. إزاي سيلين بنت شوارع
سحبت يديه واجلسته وجلس بمقابلته
- عايدة هي اللي عرفتني بحقيقة زينب السوسة.. مسح على وجهه بغضب
- ماما!! أنا مش فاضي لرغي الستات دا.. عايز اعرف ايه صحة الكلام عن سيلين عشان لو لقيت لعبة في الموضوع مش هرحمكم
ضحكت بسخافة على ولدها ثم تحدثت
- عرفنا ان زينب بعد ولادة سليم حصلها نزيف والدكاترة شالوا الرحم بتاعها يادكتور النسا.. وطبعا انت فاهم معنى كلامي
تجهمت ملامحه فأردف
- ياسلام.. طيب مايمكن دا بعد ولادة سيلين مش سليم..
وضعت ساقا فوق الأخرى وبدأت تنظر لأظافرها وتبتسم بخبث
- لا ياحبيبي.. عمك جلال معاه كشف من المستشفي بيدل ان زينب عملت العملية قبل ولادة سيلين بخمس سنين.. وهجبلك نسخة منه عشان ترتاح وتتأكد انه مش مزور
وقف وكأن صاعقة اصابته..فك رابطة عنقه عندما شعر بتثاقل وكأن حجرا يطبق على صدره ثم قال بتيه
- وليه عمو أسعد يعمل كدا..ماهو معاه ولدين..ليه يتبنى بنت
نهضت وتجاهلت صوت ابنها الحزين فتحدثت بمكر
- علشان تفهم جدك انها معاها ولاد كتير وميقدرش يجوز اسعد زي ماكان عايز
افتعلت شهقة مزيفة ودنت منه
- يمكن علشان لما تكبر تتجوز واحد من العيلة عشان تكوش على الكل..
رمقت يونس الذي تصلبت ملامح وجهه
- وانت شوفت اهو زي ماخططت ووقعتك
لم يتحمل المزيد من حديث والدته الذي تمكن في ارتياب عقله وأخذ ينهش به دون رحمة..تحرك بخطوات سريعة للخارج
ضحكت فريال بصخب
- اتخلصت من هيلينا زمان وجه الوقت عليكِ يازينب ..حاولتِ بكل الطرق تاخدي مكان هيلينا وتكونِ أم حنونة جميلة لراكان قوست فمها بسخرية
- عايزة أشوف وشك لما راكان يعرف ان هيلينا أمه الحقيقة يعيني ماتت وصحبتها اتجوزت جوزها ..لا وكمان جبت بنت من الشارع ونسبتها للعيلة
وصل عدي ينظر لوالدته
- ماما بتكلمي نفسك ؟! رفعت بصرها له
- لا عندنا حفلة قريب على شرف راكي باشا ..قالتها بسخرية ثم تحركت للأعلى
بعد يومين بغرفة راكان استيقظ على رنين هاتفه
- ايه يابني حد يصحي مريض الساعة عشرة.. قهقه حمزة عليه.. فتحدث بمشاكسة:
- اومال إزاي روحت الشركة ولا الحب مسكن للأوجاع ياحب
ابتسم بوجع فتحدث
- لا مسكن ولا غيره.. إيه اللي فكرك بيا ومصحيني بدري كدا
اجابه حمزة وتحدث
- موضوع الأرض دا طلع حقيقي ياراكان... عمك جلال باع الارض من كام سنة للراجل دا وكانت رخيصة ودلوقتي الارض دخلت كردون المباني قريب من العاصمة الجديدة ... وبقت غاليه جدا... وبيقولوا ممكن تنضم العاصمة الادارية
فطبعا عمك اتجنن ورجع الارض بشوية رشاوي....أعتدل يرجع خصلاته للخلف وتحدث :
- اعمل اللي شايفه صح ياحمزة.. أنا مش هفضل انضف وراهم زهقت من العيلة دي كلها
استوقف حمزة رده العنيف...
- مالك ياراكان انت زعلان من حاجة... صوتك مش مريحني زي مايكون حزين او مخنوق
مسح راكان على وجهه محاولا إستيعاب حديث حمزة.. فأجابه بهدوء
- مفيش بحاول أستوعب واحد زي عمو رغم اللي معاه لكن مابيشبعش