-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 11 - 2

 

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل الحادي عشر

الجزء الثاني 


العودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈



عند ليلى وسليم 

بعدما أغلق الهاتف مع راكان استدار يطالعها بعينيه العاشقة، ممسدا بأنامله على خديها

- مبروك ياحبيبتي، اومأت دون حديث 

نزل بجسده لمستواها رافعا كفيها يقبله

- ليلى حبيبتي ممكن متزعليش مني، والله عملت كدا عشان بحبك 

اعتدلت تجذب الغطاء على جسدها وتحدثت 

- مش زعلانة ياسليم، دا حقك طبعا 

دنى من وجهها يجذبها إليه

- طيب مفيش مبروك ياحبيبي 

ابتسمت على مظهره الذي أصبح كالأطفال 

- مبروك ياسيدي حلو كدا 

لكزها بمزاح ، وتحدث:

- وفيه واحدة زي القمر تقول لجوزها اللي زي القمر اللي هو انا ياسيدي ..أنا مش هتنازل غير لما تقولي ياحبيبي 

حاولت النهوض ولكنه حاوطها بذراعيه غامزا بعينيه

- عايزة تقومي..هزت رأسها بنعم فأردف قائلا 

- عايز بوسة دا أولًا، وعاوز تقولي ميرسي ياحبيبي دي اتنين، ثالثا بقى عايز حضن كبير وبعدين ننام شوية 

قهقهت عليه بصوتها الأنثوي الذي حوله من رجل جليدي إلى رجلُ عاشق حد النخاع

نزل بجسده يضع وجهه بعنقه مردفة

- ليلى أنا بحبك قوي، نفسي تحبيني ربع حبي 

رفعت يديها تعانقه وتحدثت بصوتًا متقطع 

- أنا مش بكرهك ياسليم بالعكس إنت تستاهل 

الحب كله 

رفع رأسه ونظر لعيناها القريبة منه واردف بصوتا مبحوح من مشاعره الفياضة بحضرته


- طيب حبيني ولو شوية

رفعت كفيها تلمس وجنتيه، وفجأة أردفت 

- أنا بحبك قوي حبيبي صدقني، ونفسي نكمل حياتنا لآخر العمر مع بعض...هنا توقف الكون وجذبها لداخل عالمه مرة أخرى 

بعد فترة كانت تقف بمرحاضها وعبراتها تنسدل بقوة على وجنتيها، وضعت كفيها على فمها تمنع شهقاتها ثم اتجهت تغتسل حتى تؤدي فرضها


❈-❈-❈ 


مساء جلسا يتناولان الطعام، كان سليم يطالع هاتفه، فجذبت هاتفها وأردفت:

- غريبة ماما مااتصلتش بيا !!

رفع بصره لها وأردف:

- يمكن اتصلت وإنتِ ماأخدتيش بالك

هزت رأسها نافية وقامت بالرنين عليها 

في المشفى كانت سمية تقوم بصلاة العشاء فاجابتها درة 

- ليلى حبيبتي عاملة ايه ياقلبي 

نهضت ليلى تقف في الشرفة تحادثها

- كويسة، ماما فين انتوا نسيتوني ولا إيه، هنا دلفت الطبيبة تتحدث لدرة 

- للأسف فيه نزيف داخلي ولازم يدخل عمليات، عنده خبطة في دماغه، دا اللي بان في الأشعة وكمان في انزلاق غضروفي

إحنا بنجهزه للعملية بعد شوية 

- عملية ودلوقتي! طيب العملية دي مكلفة 

تسائلت بها درة 

ابتسمت الطبيبة واردفت: 

- الأستاذ راكان وصانا ندخله عملية يااستاذة إنما التكاليف معنديش علم والله، ممكن تسالي تحت 

صدمة أصابت جسدها فتحدثت بصوتا كاد أن تسمعه درة

- مين اللي هيعمل عملية يادرة، بابا مش كدا 

بكت درة على الجانب الآخر وتحدثت

- كريم أمجد الكل،،ب ضربه وحالته صعبة قوي ياليلى 

دارت  الأرض تحت قدميها وترنح جسدها وهي تبكي بصرخات لاختها

- إيه اللي وداها لأمجد يادرة ...أسرع سليم بعدما استمع لصوت بكائها 

- ليلى حبيبتي في إيه 

نزلني مصر دلوقتي ياسليم، جحظت عيناه فهمس 

-مصر النهاردة،  انت واعية بتقولي إيه 

ضربت اقدامها باعتراض وبكت بصرخات 

- نزلني مصر حالا ياسليم، أخويا مضروب وهيعمل عملية،  عايزة انزل حالا 

ضمها لأحضانه يربت على ظهرها:

- تمام اهدي، هننزل مصر حاضر، ممكن تهدي وبلاش تعيطي، مسحت دموعها تحاول السيطرة على شهقاتها..حملها سليم حينما تحول وجهها وأصبح شاحبا كالأموات وهي تهمس

- قولتلي هتحميني منه ياسليم، وشوف عمل ايه في أخويا يوم الفرح ..قالتها وسحابة سوداء تحاوطها فسقطت هاوية بين يديه 

بعد عدة ساعات كانا يقفان بمطار القاهرة لينها معاملاتهم، اتجها للمشفى، ترجلت سريعا متجهة للداخل تسأل عن غرفة اخيها، صعدت للطابق المنشود وسليم خلفها، وصلت بجسد مرتعش وجدت درة تجلس تحتضن والدتها، ووالدها يجلس بجوار نوح وحمزة 

توقفت أمامهم وانسدلت عبراتها قائلة

- كريم ماله إيه اللي حصل ؟! 

نهض والدها مصدوما من وجودها في تلك الأثناء ، اتجه بأنظاره إلى سليم الذي وصل للتو 

- إيه يابني اللي جابكوا، ألقت نفسها بأحضان والدها تبكي بنشيج 

- عملوا في كريم إيه يابابا، هانوا عليه يعملوا في شاب كدا يابابا 

جذبها سليم لأحضانه :

- ليلى حبيبتي اهدي، إنت مش شايفة حالة والدتك، اتجهت لوالدتها التي تجلس بصمت وكأنها مغيبة ..رفعت كفيها تقبلها 

- كريم  ياماما، حبيبي لسة صغير، ليه يعملوا فيه كدا ياماما 

اتجه نوح يجذبها وأوقفها 

- ليلى ممكن تهدي، انتِ شايفة حالة الكل عاملة إزاي ، سحبها سليم وأجلسها على المقعد 

- خدي حبيبتي اشربي واهدي 

بعد عدة ساعات خرج كريم من غرفة العمليات متجها للعناية، توقف الطبيب أمامهم 

- هو كويس، والعناية عشان ميكونش هناك مضاعفات،  سلامته ..قالها وتحرك للخارج 


تحركت سمية وساقيها تكاد ان تسندها حتى وصلت لغرفة العناية تنظر من خلف الزجاج عليه وتبكي بقلبًا مفطور على فلذة كبدها 

توقفت ليلى بجوارها 

- هيبقى كويس ياماما عندي يقين بربنا هيبقى كويس، ربتت والدتها على ظهرها وأردفت

- ان شاءالله حبيبتي، روحي ارتاحي، جوزك باين عليه التعب، مينفعش يابنتي اللي عملتيه متنسيش انكم عرسان 

هزت رأسها رافضة حديثها 

- مش هسيبكم ياماما،  وصل والدها 

- مينفعش حبيبتي عشان جوزك، روحي ارتاحي والساعة دلوقتي عشرة الصبح وطبعا بقالكم يومين صاحين 

ربت على كتفها يحثها على المشي

- يلا حبيبة قلبي، هزت رأسها واتجهت لسليم الذي غفى بجوار حمزة ونوح 

لكزته بخفة واردفت 

- سليم قوم عشان نمشي،نهض من مكانه 

- إيه كريم بقى كويس..سحبت كفيه واردفت

- هو لسة مفقش، هنروح نرتاح شوية وبعدين نرجع..أومأ برأسه متفهما 

فتح حمزة عيناه وتسائل 

-فيه حاجة؟! 

- لا إحنا هنروح شوية، متنساش محدش يعرف أننا رجعنا، دقق النظر لحمزة وتسائل 

- أنت قولت لراكان إننا رجعنا 

اتجه حمزة بنظره لليلى واردف 

- لا راكان مش فاضي، ثم غمز بعينيه لسليم 

فاطلق سليم ضحكة وتحرك وهو يتحدث

- أهو راكان دا عايش حياته ولا على باله، قبل قليل اتصل به حمزة 

- راكان نوح بيقولك بات في المزرعة النهاردة، خايف على أسما، أسيا سافرت كفر الشيخ 

وطبعا أسما لوحدها ومفيش حد يثق فيه، وأنا زي ماانت عارف معاه في المستشفى 

خرج من شروده 

أطبق على جفنيه عله فعل الصحيح 

باليوم التالي عاد لمنزله وليس لديه علم برجوع أخيه، دلف ملقيا تحية الصباح ولكنه تصنم بوقفته حينما وجدهما يجلسان على مائدة الطعام فهمس 

- سليم، نهض سليم وهو يطلق ضحكات صاخبة 

- إيه يابني اللي يشوفك يقول شوفت عفريت

تقدم ونظر إليها لعله يكون بحلم ولكنه افاقه صوت سليم مرة أخرى

- أهو كل اللي يشوفنا يعمل زيك كدا

- سليم يخربيتك إيه يلا شهر العسل اللي مدته ليلة دا 

ضحك أسعد متهكما 

- اول عريس أشوفه بيخلص شهر عسله في ليلة ..حمحمت زينب تربت على ظهر ليلى

- معلش ياسليم اطمنوا على اخوها وبعد كدا يبقى كملوا شهرين عسل مش 

ثم رفعت نظرها إلى راكان وتحدثت:

- أهو احسن من الكبير اللي كل ليلة يبات فيها برة البيت..جلس بجوارها غامز بطرف عينيه

- إيه يازوزو شغل، ادعيلي انتِ من قلبك 

قالها ممسكًا كفيها يقبله 

لكزته وابتسمت 

- اسكت يابكاش، فوق ياله عشان تحدد على فرحك 

جذب بعض الخبز وهو يتحدث 

- ان شاءالله اجهزي انتِ بس، وبعد كدا نشوف الفرح، كان الهواء الذي يحاوطه يحرق صدره من فرط الوجع بحضرتها 

يعني إيه ياراكان،  قالتها زينب متسائلة، وصلت سيلين 

- صباح الخير ياراكي، اخيرًا شوفناك، دا انا شوفت سليم العريس أكتر منك 

تناول طعامه وأجابها 

- انا موجود ياحبيبتي، إنت اللي بتنامي بدري، محتاجة حاجة

هزت رأسها ثم أردفت:

- لا ياحبيبي،  سلامتك، اتجه بنظره لسليم 

- كريم عمل العملية 

أجابه وهو ينظر لليلى الصامتة 

- اه اتصلنا من شوية وفاق الحمد لله 

وضع الطعام بفمه يلوكه بهدوء ثم تحدث

- العملية مش صعبة مكنش له لزوم انكوا تقطعوا شهر عسلكم 

نهضت ليلى عندما فقدت سيطرتها 

- سليم لو خلصت ممكن توديني المستشفى 

- كملي فطارك يابنتي، مكلتيش حاجة

اتجهت بنظرها إليها

- شبعت والله ياطنط، أنا اصلًا ماليش نفس 

كان يتناول طعامه بصمت وكأن حديثها لا يعنيه ولكنه رفع نظره عندما أردفت 

- ممكن خمس دقايق ياحضرة المستشار 

رفع بصره إليها ثم عاد لطعامه ولم يجب عليها

لكزته والدته 

- ماترد على مرات اخوك، رغم إنها كلمة بسيطة إلا أنها شقت قلبه لنصفين 

-عايز أفطر ياماما، وبعدين اشوف مرات اخويا، قالها مستهزئًا ، بعد عدة دقائق نهض بعدما أنهى طعامه وتحدث وهو يطالع الذي تهز ساقيها بعنف،  مع أني لسة جعانة، بس نفسي اتسدت قالها وتوقف وهو يشير إليها 

- اتفضلي ياباشمهندسة،  بسرعة معنديش وقت 

نظرت إلى سليم وتحدثت 

- هشوف عمل ايه في امجد، حمزة بيقول القضية عنده 

أومأ متفهمًا فتحركت خلفه، دلفت للداخل 

وجدته جالسا يقوم بإشعال تبغه وتحدث 

- سامعك، سحبت بعض الهواء وزفرته فتحدثت غاضبة تمنت لو تقبض على عنقه، ورغم ذلك وصلت وتوقفت أمامه 

-أمجد كان بيهددني قبل جوازي بشهر، وقالي ممكن اخطف اختك، واعمل لباباكي قضية 

نفث تبغه وتحدث بهدوء رغم نيران المستعيرة بصدره منها، اليوم فقط أتت لتحاكيه، فأردف ببرود :

- غيره، لو معندكيش حاجة تانية فيكي تمشي وأخر التطورات حمزة هيقولهالك 

نظرت إليه بصدمة كانت تعتقد انه سيثور عليها ويهتم بحديثها ولكنه صعقها برده، دنت منه خطوة ثم رفعت رأسها بشموخ  واستندت بذراعيها على المكتب تنظر لداخل مقلتيه

- تعرف أنا أستاهل اني جتلك اصلًا واحد مغرور، فعلا عندك حق، ايه اللي يخليني اتكلم معاك اصلًا، عايزة حد عاقل اعرف اتكلم معاه، مش واحد بيقول انا ربكم الأعلى 

أشار على باب المكتب وأردف عندما أمسك هاتفه الذي أعلن رنينه

- خلصتي ، اطلعي برة، وبعد كدا مالكيش كلام معايا، ثم رفع هاتفه 

- ايوة يانورسين، لا نص ساعة وأكون عندك حبيبي، سلام 

ظلت واقفة ترمقه بنظرات نارية للحظات ثم تحركت خارجة وهي تسبه بسرها 


❈-❈-❈ 


بعد عدة أيام 

صباحًا كانت متجهة لجامعتها، توقف أمامها يجذبها بعنف متجها لمكان هادئ بالحديقة 

- ليه بتعملي فيا كدا، عايزة توصلي لأيه ياسلين 

دفعته وهي تلكمه بصدره 

- سيب أيدي يايونس، بتوجعني انت دلوقتي ولا حاجة في حياتي ولا تعنيني اللي بينا إنك ابن عمي وبس 

ببطئ بدأ يخفف ضرواة ذراعيه من حولها.. نظر لها بأعين فاض منها الألم وهو يهز رأسه ويكرر؛: 

- أنا بالنسبالك ولا حاجة ياسيلين.. لدرجة دي شيفاني وحش أوي 

خبأت آهاتها الصارخة داخل قلبها ونظرت له بقيلة حيلة من أمرهما 

- الحب مش بالعافية يادكتور... ثم ابتسمت بسخرية 

وأنت ماشاء الله عليك معندكش وقت تحزن عليا ولا على غيري... اقتربت تنظر داخل مقلتيه بقوة وأردفت: 

- أنا معنتش العيلة الهبلة اللي هتضحك عليها بكلمتين... أمسكت هاتفها وادارته له 

- شوف عظمة دكتورنا العظيم.. قالتها مشمئزة منه ومن قلبها المتيم بعشقه... ورغم ماتشعر به من الآلام إلا إنها رفعت رأسها تناظره بشموخ أنثى جرح قلبها من أعز مالها 

- مش سيلين البنداري اللي حبيبها كل يوم مع واحدة شكل... أنا علاقتي بيك انتهت يايونس من يوم مارضيت بأمر جدي ووافقت على خطوبتك... أنا اللي بتحكم بقلبي مش قلبي اللي بيتحكم فيا... ويوم مايتحكم بيا أدوس عليه بجزمتي... سوري يادكتور... 

نصب عوده واقترب بخطوات بطيئة من وقفتها بعث الرعب لقلبها المسكين... حتى أقترب منها للحد الغير مسموح وهمس بجانب إذنها بصوت كفحيح افعى: 

- أحلمي ودوسي على قلبك مليون مرة... ثم رفع عينيه ونظر لمقلتيها واكمل 

وهو يشير لقلبها 

- بس مستحيل اسمحله يدق لغيري.. قالها ثم تراجع عدة خطوات يفسح لها الطريق 

- آسف ياحضرة المهندسة العظيمة اخدت من وقتك الثمين 

على الرغم من أن كلماته لامست أوتار قلبها الذي سرى به كهربا نابعة من عشقها الطفولي له وألهب جميع حواسها ليجعلها تغفر له... إلا أنها رمقته بسخرية 

- أحلام وردية يايونس سلام ياحبيبي.. قالتها مغادرة سريعا حتى لا تضرب كل هذا عرض الحائط وترتمي بأحضانه تعاقبه على فترة بعده عنها 

ياالله ماذا  تفعلين بي صغيرتي 

ألم تشعرين بلهيب قلبي الذي يتلظى بنيران هجرك... لقد سرقتي من عيناي النوم وانتزعتي قلبي من بين ضلوعه تاركة إياه يتألم من فراقكي وبعدك الضغين 

أما عندها هرولت سريعا من أمامه حتى لاتخر صريعة بعشقه... اصطدمت بشخصا  ودت إنها لم تراه ابدا 

وقفت سارة عاقدة ذراعيها أمامها وهي تتحدث بشماتة عندما وجدت دموع عينها تنسدل بقوة: 

- تعرفي كل مااشوف دموعك دي قلبي يبرد وبحس أن الدنيا مش سعياني... مسحت دموعها بقوة وخطت أمامها مباشرة 

-شكل سيادة المحامية فاضية ومالقتش حد تحط غله فيه فجاتلي... بس كان نفسي ألبيلك رغبتك  بس زي ماانت شايفة وقتي غالي وعندي محاضرة... رمقتها بنظرة نارية 

- مش تافهة زي ناس... أصلك متعرفيش الهندسة بتعمل ايه.. هقول إيه بس لناس يادوب دخلوا حقوق حتى بفلوس دادي... اردفت بها وتخطتها بكبريائها 

كان يجلس في الشرفة يحتسي قهوته وحديثهما يصل إليه بسبب قرب المسافة 

وصلت سارة إليها بخطوتين ثم أمسكت ذراعيها بقوة: 

التفتت إليها بحنق وضيقت عيناها 

- اتجننتي بتمسكيني كدا ليه قالتها عندما شعرت بأن دمائها تغلي من شدة غضبها من تلك التي تود أن تزهق روحها 

ناظرتها بعيون حادة شرسة:

- ابعدي عن خطيبي وبلاش ترمي نفسك عليه متنسيش نفسك واعرفي حجمك... 

روحي دوري على اهلك.. بلاش شغل بنات الشوارع دا... متحطيش نفسك ببنت من عيلة البنداري... كفاية لامينك من الشوارع 

سارة أردف بها بصوتا زلزلت له اركان المنزل... نزل سريعا من جناحه الذي يتميز بدرجات خارجية للحديقة 

وصل إليها ووقف يناظرها بجموده والغضب يعمي بصره وبصيرته وصاح بصوتا مرتفع: 

- متنسيش نفسك وأفتكري اللي واقفه تهنيها دي إخت راكان البنداري... اقترب حتى اختلت انفاسهما 

وتحدث بصوتا كفحيح :

- اللي بس يغلط فيها بدون قصد امسحه من على وش الدنيا... تخيلي بقى اللي يضايقها بقصد... مش حتة عيلة زيك يابت تغلطي في المهندسة سيلين... فوقي لنفسك لافعصك... ثم أكمل حديثه والشر يتقاطر من مقلتيه 

- وربي لو حطيتك في دماغي لاخليكي تكرهي نفسك... ودلوقتي اعتذريلها.... خرج الجميع على صوته الصاخب 

وقفت ليلى بجوار سارة تنظر إلى عينيها الباكية من إهانة راكان لها 

- فيه ايه مال سارة بتعيط ليه... صمت هنيهة يحاول تمالك أعصابه فكلمات تلك التي اخرجت الوحش الثائر بداخله 

انتِ مالك خليكي في حالك موضوع مايخصكيش... اخرك جوزك وبس 

خرجت كلماته كالسهم نفذ إلى صدرها ليخترق  جدران قلبها... انسدلت دمعه غادرة على وجنتيها مسحتها سريعا 

ايه ياراكان يابني هي كانت قالت ايه، قالتها فريال بتخابث

وقف بين الجميع واشار بسبابته 

- كل واحد في البيت دا يلتزم حده... كل واحد يخليه في نفسه... ومن هنا ورايح اللي أشوفه بس يلمح لأختي بحرف يوجعها صدقوني هتشوفوا راكان واحد اتمنى محدش يشوفه... سامعني ياجدي 

حاولت ادعاء الثبات امامه... رمقته بنظرة حادة لو تقتل لقتله في الحال 

- اولا انا مجتش جنب سيلين أنا بسال إيه اللي حصل بعد ماشوفت انهيار سارة... وياريت ياحضرة المستشار تاخد بالك من كلامك... وصل يونس على حديث ليلى 

- متتكلميش لما جوزك يجي ليا كلام معه 

- فيه ايه يامدام ليلى... قالها يونس وهو يتجه بنظره لوالدته التي تقف تضم سارة... رفعت حاجبها متزامنة مع شفتيها تتحدث بسخرية 

- معرفش راكان ماله على الصبح نازل تهزيق في الكل ليه... ثم أشارت لليلى حتى تسكب الزيت على البنزين 

- حتى مرات اخوه مسلمتش منه 

اقتربت زينب تضم ليلى من أكتافها 

- متزعليش منه ياحبيبتي هو لما يكون مضايق مبيعرفش بيقول إيه... 

رمق والدته بحزن 

- ليه شايفيني مجنون... قبل ماحد فيكم يتكلم... يسأل السنيورة كانت بتقول ايه لبنت عمها... رفع نظره ليونس مشمئزا 

- ابعد عن أختي يايونس متخلنيش أتغابى عليك.. وزع نظراته للجميع وهو يضم سيلين ثم أشار عليها 

- دمعة واحدة من عينيها... امسحكم كلكم من على وش الأرض.. كل واحد يخلي باله من كلامه 

رفع سبابته ونظر لسارة نظرات جحيميه 

- اشبعي بخطيبك.. مش خطيبك بس، اشبعي بالعيلة كلها.. لكن نظرة تجرح اختي هدوس ومش هرحم.. وقد أعذر من أنذر 

بعد عدة أياما 

عصرا خرجت من جامعتها وهي تحادث والدتها 

- خلاص ياماما، هعدي على ليلى، تمام حبيبتي واهو فرصة أروى مجتش النهاردة 

أغلقت الهاتف تنظر سيارة أجرة، وإذ فجأة توقفت أمامها سيارة وترجل سريعا منها يجذبها بعنف واركبها السيارة، لحظات لم تستوعب ماصار، واضعا منديلًا منوم على انفها، لحظات وغمى عليها 



❈-❈-❈ 

################


عند ليلى وسليم 

كانت تجلس تقرأ بكتابًا، دلف متجهًا إليها، جلس بجوارها يمسد على خصلاتها مستنشقا رائحتها حينما وضع رأسه بها، ثم رفع وجهه إليها 

- حبيبتي وحشتيني معقول مش وحشتك، فيه عروسة وعريس يفضلوا اسبوع كامل بعيد عن بعض بالشكل دا 

أغلقت كتابها ونظرت إليه مبتسمة 

- أسفة ياسليم، أنت شفت الظروف اللي مرينا بيها، دنى ضاما ثغرها بين خاصتيه ليجذبها إليها لجنة عشقه، بعد فترة كانت تستلقى بجواره تمسد على وجهه مبتسمة ثم همست لنفسها

- والله إنتِ محظوظة ياليلى ربنا باعتلك راجل جميل زي سليم، اغمضت عيناه متمنية بحياة هادئة، مالت على وجهه لأول مرة ثم طبعت قبلة على وجنتيه، نهضت ترتدي مأزرها متجهة للمرحاض، بعد فترة أنهت صلاتها واتجهت تجلس بالشرفة تحادث أسما

- كويسة الحمدلله، هنسافر تاني بس اطمن على كريم، ماما قالتلى هو كويس وهيطلع بكرة من المشفى 

سحبت نظرها للذي يجلس بالحديقة يتحدث بهاتفه وعلى وجهه إبتسامة، أغلقت مع أسما ووقفت تطالعه لبعض اللحظات 

- عرفت اني وحشتك، خلاص يابنتي قولت هلبس واجي، وهنسهر مع بعض للصبح 

اطلق ضحكة رجولية جذابة وهو يلتفت حوله، فذهب بصره للتي تقف بإسدالها بالشرفة ولم يفصلهما سوى عدة أمتار فأجاب على الجانب الآخر عندما ابعد نظره عنها 

- لا ياحبيبتي انا أخري  ورقة عرفي، قهقه على حديثها، ثم نهض وهو يردف

- طيب وحياة العريس لأكل حمام الليلة، قالها وهو يدلف للداخل ومازال يتحدث بابتسامته الجميلة 

بعد قليل هبطت للأسفل لأول مرة تكتشف القصر، تحركت إلى أن وصلت لغرفة الرياضة الخاصة بهم، ابتسمت وهي تتحرك للعجلة الرياضية وبعض الأحمال الثقيلة 

خطت إلى أن وصلت وأمسكته ترفعه، فصرخت بصوتها

- يالهوي بيتشال إزاي، لا لازم اخلي سليم يعلمني، حملت أصغر واحد وابتسمت فاستمعت لصوته الجهوري خلفها 

- دي مش مصاصة ياماما، حاسبي لتوقع على رجلك، حطيها ورحي شوفي طبخة اتعلميها 

ضغطت على شفتيها حتى كادت أن تدميها وهي مازالت تواليها بظهرها ، استدارت وخطت للخارج وبيديها الحديد وتحركت إلى أن وصلت فوقف أمامها

- هاتي اللي معاكِ؛ ليعورك

بسطتها لتعطيها إياه فجأة تركتها حتى سقطت على قدمه، ورغم ثقلها واصطدامه بقدمه إلا أنه لم يتحرك ولكن ظهرت على ملامح وجهه الألم فنظرت إليه بسخرية واردفت 

- آسفة شكل المصاصة وجعتك، قالتها وتحركت مغادرة

   

عند سيلين كانت تجلس بالحديقة تستمع للموسيقى وترسم بعض المخططات الخاصة بالجامعة 

توقف أمامها بأنفاس مرتجفة ولسان تجمدت فوقه الكلمات وبعين مغروقتين 

- عايزة تعرفي خطبت سارة ليه، نهضت تجمع أشيائها وقبل ان تخطو جذبها يضمها بقوة يعتصرها بأحضانها هامسًا بجانب أذنيها 

- إنتِ دبحتيني ياسيلين، لما خبيتي عني إنك مش بنت عمي، لما عرفت إنك بنت من الملجأ 

ترنحت خطوة للخلف بأعين جاحظة وشفتين فاغرتين، مصعوقة وكأن ماقاله كحجر ثقيلا اصلب قلبها داخل صدرها فهزت رأسها بطريقة جنونية

- أنت شارب، واحد مجنون نسونجي هتقول ايه يعني

هزها بعنف وصاح بغضب 

- دي الحقيقة اللي بتحاولوا تخبوها عن الكل بس ليه 

عند أسما 

استمعت لرنين المنزل حدثت حالها

- معقول أسيا رجعت، توجهت تفتح الباب، 

تصنمت بجسدها ولونت الصدمة تقاسيم وجهها فقالت بنبرة متقطعة 

-"نوح" بتعمل ايه، تحرك حتى ظهر المأذون خلفه ثم وضع بيديها ورقتين 

أختاري ياأسما

نظرت للورقتين بيديها وسؤاله المباغت الذي كصاعقة كهربائية  أصابت قلبها الممزق بين أحاسيس قوية بين الرفض والقبول 

استمعت لصوتًا خلفه وهو يقول 

- لا إن شاء الله هنقول مبروك، مش كدا ياأسما 

   

  يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية