-->

رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 25

 

قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية قلوب لا ترحم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نانسي الجمال


الفصل الرابع والعشرون



الالم الحاد انتشر علي نطاق جسدها قبل أن تشعر بسائل دافئ علي رأسها؛ كانت ترى حركات مهتزه ومتكرره للاشخاص حولها وصراخ متقطع يشق أذنها، كل ما شغل عقلها بتلك اللحظه هل والدتها شهدت علي ما يحدث! 


لثوان كان كل شئ يدور أمام عينها قبل أن تغلقهم دون الشعر بشئ أخر.



لثوان كانت فتحيه تقف بالشرفه متيبسة وكل نفس غادر جسدها؛ عينها تمر علي جميلة الواقعة ارضًا وبدأت الدماء تتجمع اسفلها؛ كانت تنتظر ان تتحرك.


— جميلــة

صرخت بقلب يرتجف وقدمها تحركت سريعًا بينما تردد أسمها بصرخات فزعة.


خرج معتصم من منزل والديه بأستغراب وقلق وجد غريب يخرج من منزله؛ تبادلوا النظرات لثوان قبل أن تصلهم صرخه فتحيه المرعوبة والتي انتزعتهم من استغرابهم ليركضا للأسفل.



تباطئت خطواته وهو يراها كانت فارغة؛ الدماء تلطخ وجهها و بعض خصلاتها التصقت به بينما جسدها يهتز من فتحيه المرعوبه، شعر بالثقل يحيط بعقلة وجسده حتى اصطدم به غريب وهو يصرخ بصدمه 

_ جميلة 



افاق ينتشلها من فتحيه ويركض ناحيه سيارته؛ لحقت به فتحيه بينما خطواتها مبعثرة.


وضعها بالمقعد الخلفي وصعدت فتحيه جوارها والتف سريعًا لينطلق بهم. 


وقف غريب مصدومًا لثوان قبل أن يجد والده يهتف به بقلق وحده

_ انتَ هتفضل متنح! يلا بسرعه ورا أخوك 


_ ايوه 


صعدا للسيارة ليلحقوا بهم. 


كانت نور مزالت بمكانها تراقب ما حدث وأبتسامتها تحولت لضحكات خفيفه؛ وهي تحرك رأسها بسعاده

_ تستاهل؛ هي أخدت مني راحتي يبقا تستاهل العذاب  


ولجت عبير وهي تسألها بفضول 

_ حصل ايه سمعت صوت زعيق وصريخ بأسم الي ما تتسمي! ايه معتصم ضربها 



ضحكت نور وهي تحرك رأسها بالنفي

_ لاء عربيه الي ضربتها 


_ يالهوي ! 


لطمت عبير صدرها بصدمه، تحركت نور للداخل وهي تخبرها بسخريه

_ اجهزي وأتصلي بهيثم عشان لازم أقف جمب أبن عمي في محنته، أنتِ عارفه فراق مراته هيبقا صعب ازاي


❈-❈-❈


كان يحملها ويركض بفزع وقد أبتلت ثيابها بدمائها؛ أستندت فتحيه عليه وهي تبكي وتنظر حولها صارخه بخوف 

_ بنتي حد يلحقنا الحقوا بنتي


تجمع الاطباء حولهم وبسرعة كانوا يجذبونها من ذراعه علي ناقله ويتحركوا بعيدًا عنه؛ كانت الاصوات تتداخل حوله وهو يرى الأطباء يأمرون الممرضين ببعض الاشياء التي لم يفهمها.


تحرك سريعًا ليلحق بهم ليشعر فجأة بثقل علي كتفه ثم صوت إرتطام قوي؛ استدار سريعًا ليجد فتحيه تتوسط الأرض؛ تحرك بفزع يحملها وقبل أن يتحدث كانت أحدى الممرضات تقترب منه 

— هاتها ورايا بسرعة 


لحق بها دون حديث خطواته بالكاد تلامس الارضيه من سرعتها، وضعها علي الفراش وهو يقف حائر 

_ اهدي بأذن الله بسيطة


لم يكن هناك أي شئ بسيط؛ هو يشعر بكل شئ يتداخل.


كانت تتحرك حوله وتقوم ببعض الاشياء التي لم يفهمها ثم دخلت طبيبه واكملت الفحص حتى اخبرته بهدوء

_ الحمد لله كويسه؛ انهيار عصبي بس وهحقنها بمهدئ


_ ماشي

نطق بخوفت وغادرت الطبيبه بعدما فعلت اللازم؛ اقترب من الممرضه وهو يبتحدث بقلق 

_ البنت الي كنت شايلها اخدوها فين! 


_ العمليات الدور الي فوق 



أخرج بعض الاموال بسرعة دون تركيز يدفعهم بيدها 

_ لو حصل للحجه حاجه او فاقت بلغيني فوق 


_ ماشي يا باشا 


لم يهتم بردها وهو يركض خارج الغرفة سريعًا؛ كان يركض بقلق حتى وجد المصعد وتحرك ناحيته؛ تنهد بخوف وهو يراه مشغول ليدور برأسه حتى لمح درجات السلم ليسرع ناحيتها غير منتظرًا  لحظه. 


❈-❈-❈


هبطت عبير ونور لهناء؛ ادخلتهم انسام القلقه ليجدوا هناء تمسك هاتفها وهي تهتف بضيق

_ برضو مش عارفه اوصلهم ولا افهم حصل ايه 



_ جميله في عربيه خبطتها 

تحدثت نور وهي تدعي الحزن وتقترب من زوجه عمها؛ شهقت انسام برعب بينما لطمت هناء صدرها وهي تنتفض فزعه 

_ ايه؟ ازاي وامتي؟


ربتت نور علي كتفها 

_ من شويه يا مرات عمي، متقلقيش  انا قولت لهيثم وهيجي بالعربيه عشان نروحلهم مينفعش نسيب معتصم لوحده 


لم تهتم انسام بحديث الأخرى الملتوي وهي تخبر هناء بأستعجال

_ انا هروح البس يا خالتي لحد ما هيثم يجي 


ركضت سريعًا لمنزلها استندت علي باب المنزل ومزالت الصدمه تخطف الروح من جسدها

_ يارب هونها يا رب 


❈-❈-❈


تحرك غريب مع والده سريعًا بطرقه الدور الثاني حيث أرشدتهم الممرضه؛ توقف غريب لثوان قبل أن يسرع خطواته لمعتصم.


كان يدور حول ذاته بخوف يجلس ثانيه ثم ينتفض واقفًا برعب، ربت غريب علي كتفه 

_ معتصم 


أستدار سريعًا له وعينه زائغه بخوف 

_ غريب شوفت اي حصلها! م..محدش بيخرج من اوضتها هي ..هي محصلهاش حاجه صح، بس ..بس ازاي دي كانت بتنزف جامد؛ بص..بص هدومي كلها بقت دم ازاي؟ ان..انا مش عايز اخسرها يا غريب؛ مش عايز اخسرها 


كان غريب مصدومًا وهو يرى عينه الزائغة وكلماته الغير مضبوطه 

_ متخفش يا معتصم باذن الله ربنا هيستر؛ اقعد اهدي بس وادعيلها وربنا هيسترها 



_ لا لا انا مش هقعد قبل ما اطمن عليها و..والأغبيه دول محدش بيخرج يطمني عليها 


صرخ بنهايه حديثه بيأس؛ يتماسك حتي لا يسقط باكيًا بخوف وفزع. 


اقترب غريب وضمه لصدره بقوة وهو يربت علي ظهره 

_ هتبقا كويسه يا اخويا متخفش؛ هتبقا كويسه


كان محمد ينظر حوله بأستغراب وقلق لا يرى فتحيه؛ اقترب من أبنه سريعًا 

_ فين ست فتحيه يا معتصم 


_ ست فتحيه في اوضه تحت؛ انهيار عصبي و ادوها مهدئ 


أخبره معتصم وهو يحاول الهدوء والثبات قليلًا. تحركت الكلمات ثقيله بالهواء تلج لأذنه وكأنها طعنات صغيرة جعلته يترنح بوقفته، تحرك الشابين ناحيته بقلق واستغراب لأسناده.


تنهد محمد ببعض الأرهاق وهو يربت علي يدهم 

_ متقلقوش انا كويس؛ خليكوا جمب جميلة وانا هنزل اطمن عليها و أطلعلكم تاني 



رغم الأسغرب اخبره غريب بهدوء

_ ماشي يا حج؛ أجي معاك 


_ لا لا خليك مع أخوك 


تحرك محمد مغادرًا والتف معتصم ناحية غرفة العمليات بقلق؛ وقف غريب ينظر لكلاهما ثم ذهب للوقوف بجوار شقيقه.


❈-❈-❈


كانت قدمه كالهلام بينما يلج للغرفة؛ عينه تتحرك بولع حتى استقرت فوق فراشها.


أغلق الباب خلفه وتحرك حتى وقف لجوار فراشها؛ كانت ملامحها مضطربه رغم أستغراقها بالنوم.. كانت تشعر بأبنتها رغم المهدئ الذي يجري بين اوردتها. 


أبتسم وازدادت رغبته في تمرير يده علي وجهها؛ ذلك الوجه الذي لم يتهني به يوم! ذلك القلب الذي ساع العالم بأكمله ولكن لم يساعه هو. 


ولجت ممرضه تنظر له بأستغراب 

_ حضرتك مين! 


_ انا قريبها في ممرضه  هي الي خلتني ادخل 


_ تمام


تركته وتحركت ناحيتها ليسألها بقلق 

_ هي كويسه! 


_ اه متقلقش حضرتك هي كويسه اخده المهدئ بس؛ انا قولت للاستاذ لو حصل اي حاجه هبلغه متقلقش 


حرك محمد رأسه وهو يتنهد 

_ اول ما تصحي ياريت تبلغينا  


_ متقلقش حضرتك 


ابتسم لها وهو يخرج بعض المال ويدفعه بيدها ثم يغادر ليصعد مجددًا لمعتصم.


❈-❈-❈


كان يجلس علي جمرٍ يجعله يكاد ينفجر وهو ينظر لهاتفه بترقب؛ أنارت الشاشه ليسرع بألتقاطه وقبل أن يصدر صوت كان يجيب علي المكالمة 

_ ها عملتوا ايه؟ 


_ كله زي الفل البت طارت ونزلت دمها مغرقها


_ وحد شافكم! 


_ عيب عيلك يا باشا العربيه من غير نمر وبعدين يعني محدش لحق يحس بس احنا فضلنا وراهم لحد ما اتاكدنا انها مامتتش اهلها لحقوها في المستشفي 


عض شفته يمنع الابتسامه من الاتساع وهو يخبره بسعاده 

_ ليك حلاوه كبيره اوي اوي عندي يا واد انتَ وهو 


اغلق الهاتف يلقيه بسعاده وهو يقف متراقصًا بفرحة.


❈-❈-❈


— اه دماغي 


نظرت فتحيه حولها ولم تجد أحد؛ ضيقت عينها محاولة تذكر ما حدث قبل أن تضربها الوقائع بقوة. 

أزالت المحلول المعلق بيدها ونهضت بخطوات ضعيفه تتحرك للخارج؛ أمسكت يد ممرضه وهي تسألها بقلق 

_ ال..البنت الي جت في حادثه حصلها ايه! 


_ في العمليات فوق 


تركتها الممرضه مع نظرات باغضه بينما تحركت هي سريعًا لتقطع طريقها للاعلي.



كانت تتحرك بضعف وقلق ينهش جسدها وتماسكها؛ أزدادت خطواتها ارتعاشًا وهي تبصر معتصم الواقف ساندًا رأسه علي الحائط بأكتاف ساقطه وغريب الذي يقف جواره بدعم بينما يجلس محمد علي مقعد .


التقت عينها مع محمد الذي نهض سريعًا 

_ فتحيه ايه طلعك كدا مره واحده 


_ ج..جمليه بنتي.. جميلة يا محمد مالها؟ 


كانت تبكي ليتنهد وهو يسندها علي يده 

_ استهدي بالله يا فتحيه البنت كويسه الحمد لله وبأذن الله هتخرج كويسه 


ابتلعت لعابها وزاد ثقل جسدها 

_ حد طمنكم عليها! 


تنهد محمد وساعدها لتجلس علي المقعد وهو يخبرها بصوت حنون

_ لسه بس باذن الله خير 


_ يارب 

همست بأرهاق وتضع يدها علي صدرها بمرض


❈-❈-❈


وصلت سيارة هيثم وتدافع الجميع خارجه؛ التقطتهم عين نوران التي وصلت للتو لتتحرك ناحيه انسام 

_ حصل ايه يا انسام؛ حادثه ايه وازاي مفهمتنيش حاجه وفين ماما متصلتش هي بيا ليه؟ 


أحاط عزت كتفها يعيدها قليلًا للخلف 

— اهدي يا نوران 


تنهدت انسام وهي تخبرها بقلق 

_ احنا منعرفش حاجه لسه دا نور هي الي شافت الي حصل، يلا بس ندخل نطمن عليهم 


❈-❈-❈


— ماما 


صرخت نوران بقلق وتحركت بخطوات راكضه ناحيتها؛ استقبلتها فتحيه بهدوء وهي تحاول تمالك هلعها 

_ جميلة يا ماما حصلها ايه 


_ عملت حادثه؛ بس هتبقا كويسه انا واثقه في ربنا 


_ طب ازاي وحادثه ايه؟ وبقالها قد ايه جوه

شهقت نوران و تحدثت لتستفسر اكثر ليقترب عزت ويبعدها عن فتحيه 

_ اهدي يا نوران مش وقت اسأله دا انتِ مش شايفه طنط شكلها تعبان ازاي؟ 


_ حاضر 


اقتربت هناء من فتحيه تربت علي كتفها ولم تكن الأخرى تعطي أي رد فعل عليهم؛ عقلها يفكر بشئ واحد فقط مرت ساعة علي جميلة بداخل غرفه العمليات !



تحركت انسام ناحيه غريب ومعتصم؛ ربتت علي كتف الاخير وهي تخبره باعين دامعه

- متقلقش عليها جميلة هتبقى سليمه بأذن الله؛ هي..هي قوية وانا عرفاها كويس متخفش عليها؛ هتخرج بخير باذن الله 


ربت معتصم علي كفها وهو يتحدث بيأس 

_ يارب يا انسام ادعيلها


لم تسيطر علي عبراتها حينما جذبها غريب لاحضانه؛ استسلمت تبكي وهي تدفن صوتها ورأسها بصدره حتى لا تزيد من الحزن المخيم عليهم. 


اقتربت نور من معتصم وفردت ذراعها علي كتفه وهي تقترب من جسده 

_ عامل ايه يا معتصم! 


نظر لها لثوان بضيق قبل أن ينفضها بعيدًا عن جسده ويتحرك مغادرًا؛ كاد غريب يلحق به لكن محمد رفع يده مشيرًا له ان يتركه.


_ ياختي مكبر موضوعها ليه ما مليون حد بيعمل حادثه هي الدلوعه بس حابه تكبر الدنيا 


تحدثت عبير بضيق لتركه ابنتها هكذا وتلقت نظره حاده من الجميع ومحمد يهتف بها بضيق

_ هتقعدي يا عبير يبقا متفتحيش بؤك مش ناقصنا هم وقرف احنا فينا الي مكفينا 


_ هسكت يا محمد هسكت



مرت نصف ساعه اخرى وكانت فتحيه توشك علي فقدان روحها من الخوف؛ نهضت بتوتر وهي تتحرك ناحية غرفة العمليات وصارخه بضيق

_ لا كدا كتير انا هدخلها انا عايزه اشوف بنتي 


أسرع غريب يقف امام الغرفة ليمنعها من الدخول وامسكت نوران كتفيها تسحبها للخلف بقلق

_ تعالي يا ماما بس كدا مش هينفع اهدي بس 


_ اهدي ايه انا بنتي جوه من ساعه ونص! ساعه ونص ومحدش حتى خرج يطمنا ايه الي بيحصل؟؟؟ 


بكت نوران بخوف وهي تترجاها 

_ يا ماما بالله عليكي كفايه الي احنا فيه 



_ اهدي يا ماما واقعد وجميله هتخرجلنا بخير

تحدث عزت وهو يسحبها من كتفيها للخلق؛ نفضته عنها وهي تصرخ بهم بضيق

_ انتو محدش حاسس بيا ولا فاهم انا فيا ايه! دي بنتي يا نااااس بنتي حرام عليكوا 


تقدم محمد منها وهو يتحدث بخفوت 

 _ اهدي يا فتحيه الي بتعمليه دا مش هيفيد جميلة في حاجه؛ تعالي معايا.. تعالي يا فتحيه 


انصاعت ليده تستند عليها بأرهاق وتحرك معها محمد مغادرًا، كانت هناء تراقب ما يحدث بصمت كانت علي وشك تهدئة فتحيه حينما تدخل محمد اقتربت منها عبير وهي تتحدث بسخرية

_ اخدها ومشي! مش قولتلك انتِ دخلتي في بيتك حربايه! 


صمتت هناء لا ترغب بشغل عقلها أكثر مما تعاني 


❈-❈-❈


_ يارب قومها بالسلامه يا رب.. يارب تقوم ان..انا قلبي واجعني عليها يا رب 


همس معتصم بصوت شجن بينما ينظر ليديه وقد أنهى صلاته؛ ولج أحد الممرضين للغرفة لينهض معتصم بسرعة لكن تحدث الاخر بدون اهتمام 

_ لو خلصت صلاة ياريت تتفضل بره الاوضة بقا عشان كدا هتأذى بسببك 



تنهد وهو يتحرك مغادرًا

_ شكرًا 


أثناء سيرة رأى والده الذي يسند فتحيه ويتحرك معها خارج المشفى؛ أدرك أن جميلة لم تخرج بعد ليسير لاحقًا بهم؛ لسبب غريب كان يرى تناغم بوجود فتحيه مع والده! كانها تنشر السعادة في اورده والده .



_ اقفي شمي شويه هواء


همس بينما يترك كتفها لتنظر له بحزن 

_ مش عايزه اشم هواء يا محمد! انا عايزه بنتي! جميلة يا محمد فوق.. في اوضه معرفش بيعملولها ايه؟؟؟ 


تنهد محمد وهو يحدثها بابتسامه 

_ بيعملولها اللازم عشان تخرج يا فتحيه؛ عيطي يا فتحيه ومتدفنيش زعلك اكتر من كدا 


كانت كلماته مفتاح راحتها حيث أحاطت وجهها بكفها وانفجرت تبكي وتهتز بضعف .


بعد فترة توقف بكائها ورفعت عينها لمحمد وهي تهمس بصوت متحشرج

_ شكرًا 


ابتسم لها دون أن يعقب وتحرك رفقتها للعودة، حينما التف معتصم ليلج لمح والدته وهي تستدير مغادرة سريعًا لينعقد حاجبيه قبل ان يعيد نظره للخلف ويتنهد .


❈-❈-❈


مرت ساعتين ونص بيأس علي الجميع امام غرفة العمليات؛ كان الوقت كسكين صدئ يجرحهم ببطئ ناشرًا سمه.


فتح الباب أخيرًا وخرج منه الطبيب بملامحه المجهده

_ انتم اهلها ! 


كان الجميع قد أقترب منه بفزع وكل منهم يضع يدًا علي قلبه بخوف

_ ايوه انا امها 

_ انا جوزها 

_ انا اختها 


تحدث الثلاثه بذات الثانيه بقلق لبتسم الطبيب لهم 

_ الحمد لله العمليه عدت علي خير.. هي اخدت مننا وقت شويه بس الحمد لله مكنتش حاله صعبه ولا متأخرة؛ عندها كسور وكدمات ولحقنا النزيف الي حصلها وهنخرجها دلوقتي لاوضه الملاحظه ولما تفوق هننقلها اوضة عاديه عشان تقدروا تشوفوها.



_ الحمد لله الحمد لله 

 رددت فتحيه ببكاء بينما تنحني لتحتنضها نوران وهي تبكي بسعادة.


ضم غريب معتصم يربت علي ظهره بينما تمتم الاخر بالحمد وهي يضمه بقوة، وضعت انسام يدها علي فمها وهي تبكي بسعادة وابتسم محمد براحه كما فعلت هناء، اقترب عزت ضامًا نوران وفتحيه براحه.


بعد فتره انتقلوا امام الغرفة التي نقلت لها.


كان معتصم يقف جوار فتحيه أمام الزجاج الذي يجعلهم يرونها؛ غريب يحيط كتف انسام بينما يجلسان لجوار عبير؛ نوران تقف تسند براسها علي صدر عزت بينما عينها تطالع من الزجاج؛ نور وهيثم يقفان قريباً منهم بينما هناء ومحمد يقفان بعيدًا قليلًا عن الأخرين 



تنهدت هناء وهي تهمس بخفوت 

_ صعبانه عليا فتحيه 


نظر لها لثوان قبل أن يتحدث بجديه 

_ انا اسف 


_ ليه! 

استدارت ناحيته سريعًا وكأنها كانت تنتظر ذلك الجانب الذي يخبرها انه محمد خاصتها

_ عشان خرجت مع فتحيه من شويه؛ بس كانت منهاره ومنفعش اسيبها هنا بس كان المفروض اقولك انتِ تاخديها تحت 


_ محصلش حاجه يا محمد 



وضعت فتحيه يدها علي الزجاج بهدوء 

_ هتقوم يا معتصم صح؟ 


التسائل القلق بصوتها جعله ينظر لها ثوان قبل أن يعيد عينه لجسد جميلة؛ وجهها الشاحب ورأسها المضمد بالأربطة كان غير مبشر لكنه يثق بها؛ يثق انها قويه كما اخبرته انسام

_ هتقوم وهتبقا احسن من الاول؛ خلي املك في ربنا كبير و..وثقي ان جميلة قويه 


_ ونعم بالله 

همست وهي تستند برأسها علي الزجاج.




_ هه ابن عمك بداء يعمل فيها جوز اختك بجد! 

همس عزت بأذن نور وهو يراقب ما يحدث امام الغرفه؛ تنهدت نوران بثقل وهي تخبره بخفوت 

_ مش وقته يا عزت احنا في ايه ولا في ايه؟ 


_ وانا عملت ايه انا بقولك كلمتين بس 


_ والله ما انا عارفه انهي كلمتين هما الي صح!

همست بشرود وعينها تزوغ لما حولها ليسألها بأستغراب 

_ بتقولي ايه ! 


لم تجبه وهي تنظر لما حولها بثقَل . 



نظر غريب بهاتفه وهو يخبر انسام بهدوء

_ هروح اجيب حاجه تتشرب بدل ما هما واقفين كدا؛ تيجي معايا؟ 


_ ايوه 



نهضت ليتحدث غريب بصوت مرتفع

_ هنروح نجيب كام حاجه ونيجي 


تحرك ممسكًا بكفها ليبتعدوا عن البقيه.


❈-❈-❈


وقفت انسام بجوار غريب بينما يطلب المشروبات 

_ صعبانه عليا جميلة مبتلحقش تخرج من كارثه وضغط تدخل في الي اكبر منه 


تنهد غريب يجيبها 

_ الحمد لله علي كل حال؛ اكيد خير 


 _ اكيد خير طبعًا انا بس صعبانه عليا؟ من مشاكل وقرف لحادثه! 


نظر لها باستغراب واقترب منها 

_ مشاكل وقرف ايه! قصدك يعني علي خالها والي عملة! 


حركت كتفيها بهدوء 

_ ايوه غير جوازها نفسه من معتصم! الفكره نفسها متعبة و وحشه لاي بنت؛ انها تتجوز غصب ويبقا العريس نفسه مجبور عليها؟ غير أن هي ومعتصم في بينهم مشاكل محكتليش عليها ومشاكل مع أختها يعني حوارات كتير صعبه اوي 



انعقد حاجبيه وأقترب منها بأهتمام 

_ وأنتِ جوازك مني كان صعب كدا برضو؟ 


كانت ترى الألحاح بعينه أن تخبره عكس ذلك؛ ان زواجها منه كان سعيد لحبها له! او أنه أقل سوءً! لكنها لأول مره تقرر عدم أخباره بما يريد

_ اكيد كان صعب و وحش، المهم خلصت الحاجه! 


رمش بذهول وكان مزال في صدمته حينما هتف الرجل من خلفه  

_ الحاجه يا استاذ 


التقت حامل ورقي به الاكواب وتحرك يلحق بها حينما سبقته 

_ يعني ايه كان صعب و وحش! 


نظرت له قبل ان تتنهد وتهتف بجديه 

_ غريب مش وقته! احنا في ايه وانتَ في ايه مش مصدقاك 


تركته وتحركت سريعًا من امامه ليهمس بضيق

_ احنا في هم وانا في هم فوقه .


لحق بها بصمت و وزع المشروبات علي الجميع.


❈-❈-❈


_ يعني ايه نروح يا معتصم! 

تحدثت فتحيه بصدمه بينما تنظر للطبيب ومعتصم؛ تنهد الاخر محركًا رأسه للطبيب كي يرحل ثم التف لها 

_ مش هتفوق انهارده ومينفعش حد يبات معاها هنروح ونيجي الصبح 


_ لا لا انا مش هسيب بنتي 

حركت رأسها برفض لتهتف بها  عبير بضيق

_ ايه الي مش هسيب بنتي مش هسيب بنتي! ياختي هو وقفتك المنيله دي ساعدتها في حاجه ! هاده حيلنا من الضبح انتِ وبنتك بلاش دلع وتمثيل 



_ ما تمشي! أنتِ مين طلب منك تيجي وبنتي وانا حره ومش هسيبها يا عبير 


تحركت فتحيه ناحيتها لتسرع نوران وتمسكها من كتفها وفعلت نور المثل مع والدتها وهي تخبرها بعتاب مصطنع

 _ ميصحش كدا يا ماما دا كلام يتقال! اعذرها يا معتصم 


_ بقولك ايه يا نور أنا فيا الي مكفيني ومش ناقصك أنتِ كمان 

هتف بها بضيق وأمسكه غريب يضغط علي كتفه، كان محمد يراقب انهيارهم وانفجارهم ببعضهم 

_ يا جماعه استهدوا بالله مينفعش كدا؟ وبعدين لازم تروحوا فعلًا انتو أعصابكم علي أخرها ودا مش هينفع جميلة في حاجه! 



تحدث هيثم محاولًا تهدئة الوضع لكن كلماته جعلت معتصم يغضب وهو يتحرك ناحيته 

— وانتَ مين عشان تتكلم علي هينفع جميلة ولا لاء! بتجيب سيرة مراتي علي لسانك ليه! 


_ بس كلكم ايه هتفضلوا كدا؟ كل اتنين مسكين في بعض أحنا في مستشفي! اتحركوا يلا كله هيمشي من هنا؛  يلا


هتف محمد بضيق وهو يدفع معتصم للخلف، اقتربت هناء من فتحيه وهي تخبرها باهتمام

_ يلا يا فتحيه مش هينفع وقفتك دي؛ لازم تريحي عشان لما جميلة تفوق تبقي أنتِ كمان كويسه! 


_ ايوه يا ماما طنط هناء معاها حق 


أيدتها نوران كادت فتحيه تعترض ليقترب معتصم وهو يدعم قرارهم 

_ يا طنط لما جميلة تصحي هتبقا محتجاكي جامده أنتِ أمها وهتحتاجك تعمليلها حاجات كتير! يلا عشان تبقي مرتاحه 



انصاعت لهم بيأس وسارت مع الجميع مغادرين.


❈-❈-❈


_ ادخل معانا يا معتصم 


تحدثت هناء بينما تربت علي كتفه؛ تستغرب ما يصيبه الان وذلك التعلق الغريب بها؟ ولكنها سوف تكتم  الامر بداخلها حتى يأتي الوقت المناسب

_ لا يا ماما معلش هطلع انام فوق انهارده 


_ بس يابني…


_ سبيه براحته يا هناء 

قاطعها محمد وهو يربت علي كتفه بمواسها ويلج رفقتها لمنزلهم، وقف معتصم مع غريب وانسام التي ابتسمت له وهي تخبره بثقة

_ اطمن يا معتصم هي دلوقتي كويسه وانا متاكده انها هتقوم هي وعداني انها هتحول حياتك لجهنم وانا عارفه انها مش بتخلف وعد 


نظر لها معتصم بصدمه وكذلك غريب قبل أن يضحك وهو يحرك رأسه بتأكيد

_ وانا واثق انها هتحول حياتي لجهنم، يلا تصبحوا علي خير 


ابتسمت انسام له بينما ضمه غريب وهو يخبره بهمس

_ اجمدي يا خويا هتقوم وتبقا زي الفل 


ربت علي كتفه وصعد حتى اختفي من بصرهم؛ التف غريب لانسام المبتسمه بهدوء وهو يسألها بصدمه

_ هو دا كلام يتقال تواسيه بيه؟ 


_ المهم ضحك؛ افتح بقا عشان تعبانه وهموت واستحمي 


عادت ملامحها للهدوء وهي تلج للمنزل.


❈-❈-❈



جلست فتحيه علي الفراش بغرفة جميلة وقد صمتت ان تنام بها هي اليوم وأصرت نوران علي عدم تركها، جلست علي الفراش وهي تمسك أطار صورتها بينما الدموع تنهمر من عينها.



اقتربت منها نوران وهي تربت عليها بحب واعين دامعه

_ استهدي بالله يا ماما وبعدين يعني جميلة قوية وهتخرجلنا كويسه.. انا واثقه انها هتقوم كويس 


_ أنتِ.. م..مشوفتيهاش يا نوران! هي كانت واقعه مش بتتحرك وعنيها… عنيها كانت مقفوله يا نوران والدمع مغرقها 


انهارت بالبكاء وكذالك نوران التي تحاول بث الطمأنينة بها 

_ بس هي بقت كويسه يا ماما 


_ ايوه .. الحمد لله يا رب … يارب ما توريني حاجه وحشه فيها يارب.. مش هستحمل يحصلها حاجه ابدًا


بكت نوران بقوة وهي تدفن والدتها بأحضانها وكل منهما تحمل قلبًا ملتاعًا.


❈-❈-❈


وقف معتصم ينظر للفراش لفتره طويلة؛ لم تقضي سوى ليله واحده هنا ثم حلت الفاجعه.


تحرك يتسطح علي الفراش راغبًا بالشعور انها هنا.. رائحتها هنا.

يشعر بقلبه يكاد يتمزق ألمًا وكأن ما حدث سُم يسري بين عروقة؛ منذ متى وتعلقه بها كان لتلك الدرجه! 

ما الذي يشعر به نحوها! ما فحوى تلك المشاعر التي جعلته يرغب بهدم الغرفة التي اخفتها عن عينه التي منعت يده من ملامسه كفها؟ 


لا يعلم ما الذي يشعر به نحولها لكنه يعلم أنه لن يستطيع فراقها أبدًا؛ مهما فعلت.


❈-❈-❈


كان غريب يجلس بالغرفة وعقله يتذكر كلماتها ونظراتها له؛ هل حقًا زواجها منه هو عزاب؟ 


ارتفعت رأسه تزامنًا مع خروجها من المرحاض لتلتقي أعينهم؛ لثوان شعرت بالكهرباء تنتشر فوق جلدها لتبعد عينها سريعًا عنه وهي تهتف بينما تتحرك بخطوات واسعه 

_ يلا تصبح علي خير وانتَ نام عشان نصحي بدري نروحلها 


كادت تلج للغرفة لولا يده التي التفت علي معصمها وهو يديرها ناحيته 

_ انتِ جوازك مني صعب؟ 


_ انا عايزه انام يا غريب تعبانه 

حاولت التهرب وهي تحاول سحب يدها لكنها أمسك وجهها يرفعه ناحيته 

_ جاوبي علي سؤالي يا انسام؛ جوازك مني صعب؟ 


تنهدت وهي تنظر صلب عينه؛ تلك العين القادره علي جعلها تفقد الوعي من فرط هيامها به او ألمها منه؛ والان كانت نظرته تخص ذلك التائه الذي يجعلهما بصراع القرب والفراق؟ 

_ اه يا غريب صعب؛ طبيعي يبقا صعب تخيل أنتَ حد كل ما يشوفك يفكرك انه مش بيحبك وانه مجبور عليك وإنك دمرت حياته! اكيد هيبقا صعب، ودلوقتي تصبح علي خير 



دفعت جسده بعيدًا عنها وتحرك للغرفة سريعًا تغلقها خلفها تتركه أمام أفعاله البشعة ناحيتها.


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة