رواية جديدة نزيلة المصحة لريناد يوسف - الفصل 12
قراءة رواية نزيلة المصحة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نزيلة المصحة
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الثاني عشر
لازال حمزه سابحاً في بحر افكاره وتساؤلاته حول مايجب عليه ان يفعل في ظل هذه الظروف،،
هل يترك ود في هذه الحالة المذريه ويذهب لعملة وإنقاذ مستقبله،،
ام يبقي بجانبها ويضحي بكل شيئ آخر،، وليذهب العمل والمستقبل الي الجحيم،، وليكتفي بحاضر هي معه فيه؟
ومازال يفاضل بين اصعب امرين اختياراً،، فقلبه يناصر امراً، وعقله يناصر النقيض تماماً،، ودخل الاثنان في اشتباك، لم ينتهي سوي بسماع صوت السيدة كريمه وهي تحدث الطبيب حمزة :
هاه يادكتور مقولتليش هتسافر ولا هتفضل معانا كام يوم؟
حمزه : مش عارف ياخالتي، وبصراحه محتار،،
وخصوصاً بعد ماشفت حالة ود دي، واد ايه هي محتاجه لرعاية وتدخل سريع علي كافة الاصعده،
والا مع الوقت ممكن حالتها تسوء اكتر من كده،، لان الاستقرار النفسي اللحظي اللي بتكون فيه من وقت للتاني دا مش دايم،، ومش معناه انها خفت وبقت كويسه،،
لا دي بتكون هدنه من عقلها وهروب من افكارها ومخاوفها بتحاول تثبت لنفسها فيه ان كل شيئ علي مايرام،، ويرجع خوفها بعد شويه يسيطر عليها من تاني ومش بعيد يوصلها للتفكير فالانتحار مره تانيه،، قصدي مره تالته.
ود ياخالتي من جواها متأكده ان حسام هيوصلها هيوصلها،، دلوقتي بكره بعد ايام هيوصلها،، وعشان كده برتب امورها علي اساس انها بكره مش هتكون موجوده فالدنيا..
كريمه بشهقه : بعد الشر عنها،، انشاله انا وهي لأ،، ربنا يبعده عن طريقها ويرد كيده في نحره هو وكل اللي حاول يأذيها قادر ياكريم..
لم يجبها الطبيب حمزه وظل صامتاً، لكنه أمن على دعواتها فور انتهائها منها ، وتمني هو الاخر ذات الشيئ،، فلا احد يرضي بانتصار الشياطين علي الملائكه نهائياً،، الا ان كان من نفس قبيلتهم،، فعند الحروب والصراعات، كل يقاتل مع قبيلته ..
واردفت كريمة مكملة : عموماً يادكتور انا مش هسكت علي السحر فيها دا واللي بتعاني منه بسببهم بقالها شهور،، انا هدورلها علي شيخ كويس واخليه يفك السحر اللي عملتهولها الحيزبونه مرات حسام ويبعد الاذى دا عنها..
أومأ حسام برأسه قبولاً وهمهم بالموافقه،، ثم اردف وهو ينظر بعيداً،،
خلاص وانا هسافر ارتب اموري هناك واشوف الوضع عامل ازاي، وفأقرب فرصه هاخد اجازه واجيلكم،،
وهبقي على تواصل دائم معاكم عن طريق التليفون،، وتبقي تطمنيني عنكم اول بأول
كريمه بنبرة حانيه : روح يابني ربنا معاك، يحميك ويستر طريقك،، كفيت ووفيت ياحبيبي وكنت اد العشم ومخيبتش رجا الولايه فيك،،
سافر يادكتور وحتي لو مقدرتش ترجعلنا تاني انت كتر الف خيرك لغاية هنا،، وانا بنتي مش هسيبها وهعالجها وهوديها اي مكان فيه علاجها حتى لو هنروح آخر الدنيا انا وهي..
حمزه بإعتراض شديد اتضح في نبرة صوته الغاضبه :
لأ،، ود محدش هيعالجها غيري،، واصلاً محدش هيعرف يعالجها غيري،، ود لو راحت لاي دكتور تاني ممكن ميفهمش حالتها صح،
وحتي لو فهم ممكن ميعرفش يتعامل معاها،،، ود عايزه معامله خاصه، وحد يكون عارف هي هتفكر فأيه من قبل ماتفكر فيه اساساً،،
ارجوكي متاخديش ود لأي دكتور تاني ياخالة كريمه..
الا فحاله وحده،، اني اتصل بيكي واقولك بنفسي اعملى كده،، او لأي ظروف فضلت مده طويله من غير مااتواصل معاكم ودا انا متاكد انه مش هيحصل ابداً باذن الله..
اومأت له السيدة كريمه دليل علي استيعابها لكلامه وموافقتها عليه،،
ومدت يدها له لينتبه الي الفنجان الذي لازال في يده فأعطاه لها لتذهب لوضعه في المطبخ ثم عادت اليه،،
فجلست بجانبه علي الاريكه التي حينما عادت وجدته جالساً عليها،،
وفي عينيه تلك النظره التى لا يستطع احد تجاهلها،،
والتي تشبه نظرة الجروا الذي يحتاج من صاحبة شيئاً ويرجوه الا يخذله..
ففهمت السيده كريمه مايريد الطبيب حمزه وتبسمت وهي تسأله :
قولي حكتلك ود لغاية فين وانا اكملك..
رفع الطبيب حمزه يده ليعدل نظارته فوق عينيه واردف بنبرة متلهفة :
لغاية ماراحت الشركه لاول مره بعد غيابها ورجعت البيت،، وصلت للنقطه دي وانهارت مقدرتش تكمل ،، قوليلي انتي بقي ايه اللي حصل يومها؟
اخرجت السيدة كريمه بخاخها من جيب جلبابها ووضعته بجانبها فيبدوا انها بدأت تأخذ احتياطها اجتناباً لحالة مفاجئه،، او تعب من طول الحديث،، بالرغم من ان حالتها اليوم مستقرة تماماً،، ولكن لابأس من الاحتياط..
فأخذت السيدة كريمه نفساً عميقا ثم زفرته قبل ان تغمض عينيها مستحضرة للذكريات الاليمه فتجعدت ملامحها ألما واردفت :
هو اللي حصل لود محصلش في اليوم دا بالذات،، اللي حصل حصل بعد كده، لكن اليوم دا كان البدايه لكل حاجه حصلت ولسه بتحصل ،،
من ساعة ود مادخلت الفيلا بشكلها وجمالها، وحسام اللي كان نايم علي الكنبه وبيلاعب فأبنه اتعدل اول ماشافها وكان هياكلها بعنيه،،
ومراته شافت دا،، وانا قولت علي بنتي يارحمن يارحيم،، فضلت بصالها بغل وغيظ وغيره واضحه جداً،، حتي من باصاتها لحسام وصوتها اللي علي على ابنها لما راحلها وطلب تشيله ،،
وكمان ايدها اللي فضلت تمشيها علي كل جسمها وشعرها وكل حته فيها وهي باصه لود كانها بتقارن بين اللي شايفاه فود وبين نفسها،،
حضرت انا الغدا لود علي بال ماغيرت،، وقعدت اتغدت وبعد الغدا خرجت للجنينه،،
وانا عملتلها النيسكافيه اللي بتحب تشربه وخرجت وراها اديهولها،،
واتلفتت حواليا ادور عليها وانا مش شايفاها،،
لكني شفتها اخيراً متشعلقه علي شجره جنب سور الجنينه وبتخلص فى قطه شيرازي بيضه جميله من وسط فروع الشجره،، اللي الظاهر انها وقعت وسطهم واتلفت الفروع حواليها ومعرفتش تخلص نفسها منهم ،،
رحت عليها وكانت خلصت القطه ونزلت وهي واخداها فحضنها وبتمسد عليه بحنيه،،
ولأول مره من شهور شفت ابتسامة ود،، وعلى اد مافرحت عشان ابتسامتها رجعتلها حتي لو بسبب قطه،، قلبي وجعني عليها وانا بتمني لو القطه اللي على دراعها دي كانت عيل ربنا قسمهولها يحلي مرار ايامها ويصبرها عاللي هي فيه ويقويها انها تتغلب علي كل حاجه وحشه عشانه،، واتنهدت وانا بقول، سبحانه له في ذلك حكم،،
قعدت ود بالقطه علي سور حوض الورد وفضلت تلاعب فيها وتبوسها، وانا اتقدمت عليها وقعدت جنبها،، وحطيت مج النسكافيه،،
وفضلت اتفرج عليها وهي فرحانه بالقطه،، وفجأه رفعت عيني لفوق وشفت سماره مرات حسام،،، اه صحيح انا مقولتلكش،، اللي متتسماش كان اسمها سمر وبيقولولها سماره،،
عشان سمره وكده بيدلعوها،، المهم شفتها بصالها من البلكونه وهي بتتكلم في التليفون كأنها بتوصي حد عليها،، أو بتكلم حد عنها،،
وبين كلامها وسكوتها كانت تهز دماغها بموافقه علي الكلام اللي بتسمعه من الطرف التاني.. فضلت اقرا المعوذتين فسري واحصن بنتي من شر حاسد اذا حسد ومن شر النفاثات في العقد،، لكن القاصد غالب يبني.. وكله اولاً واخيراً بأمر الله..
❈-❈-❈
وخلص اليوم والليل جه، وكأن الموقف محتاج تعقيد،
وزود المر علي بنتي حسام لما نزل بالليل من عند مراته، بعد خناقه كلنا كنا سامعينها واكيد بسبب غيرتها من ود،، واللي حصل ان بدال مايخلص الموضوع لحد هنا،،وينتهي بانتهاء الخناقه،
حسام نزل وجه بكل غضب واصرار علي ود اللي كانت قاعده فالصاله قدام اللاب توب بتاعها بتشتغل،،
ومسكها من ايدها قومها مره وحده وشدها وراه وراح بيها علي الاوضه وقفل الباب،،
وطبعا معروف اللي حصل بعد كده،، وكل دا كان قدام سماره اللي كانت واقفه على اول السلم من فوق وباصه وشايفه كل حاجه،، واقل مايقال عنها انها اتحولت لكتلة نار..
انا كل ده ماهمنيش منه غير بنتي ود اللي اتقفل عليها باب واحد وبقت بين ايدين شيطان،
ومش عارفه بعد كل اللي حصل دا هيتعامل معاها ازاى ولا هيعمل فيها ايه؟
لكن رغم كل شيئ دا جوزها وانا مقدرش امنع حاجه زي دي انها تحصل بينهم ،، ودا في العادي،،
اما مع حسام فكان استحاله اني اقدر، واكبر خطر عليا وعليها اني احاول من الاساس او اتكلم اصلاً
شويه و خرج حسام من الاوضه وجريت انا بخوفي و بسرعه اشوف عمل ايه فبنتي،
ولما دخلت اتحققت كل مخاوفي وانا شايفه بنتي متكوره علي نفسها وبتبكي ومغلوبه علي امرها،، حضنتها وهي ماصدقت اترمت فحضني،،
وصرخت بكل قهر وهي بتقول بكرهه،، بكرهه،، وفضلت كرر فيها لغاية ماتعبت وصوتها ابتدا يهدا لوحده ونامت فحضني وهي بتشهق زي الطفله الصغيره،،
وانا كمان فضلت احسبن عليه فسري لغاية ماتعبت،،
وبعدها نيمت ود وغطيتها، وخرجت من الاوضه وسبتها تنام وترتاح،، وأول ماخرجت شفت سماره وسعاد قاعدين في الصاله وحاطين روسهم فروس بعض وعمالين يتودودوا،، وسكتوا لما شافوني،، والاتنين بصوا لبعض نظره ليها معني وهما شايفين حسام خارج من الحمام ولافف فوطة حوالين جسمه وبيغني،، وحتي مبصش ناحيتهم وطلع لفوق على طول..
وعدوا يومين من بعد اللي حصل دا،، ود فيهم حتي بطلت تسيب شعرها او تلبس حاجه حلوه، عشان متحلاش في عين حسام مره تانيه، ويكرر عملته اللي حرقت روحها ورجعتها لورا تاني بعد ماكانت ابتدت تفوق..
ولكن دا ممنعش عنها غير اذي واحد،، وهو اللي جاي من طرف حسام،،
لكن الاذي الاكبر جالها من اطراف تانيه،،
لما ابتدت في اليوم التالت تحصل لها اعراض انها عارفاها كويس،، خنقه وديقه، وصداع، ودايما تصحي من حضني علي كابوس وهي بتصرخ، وتقولي شايفه كلاب بتجرى ورايا وعايزه تاكلني،،
ورجعت تاني للسكوت،، وغير دا كله بقت بتخاف من كل حاجه ومن أي صوت جنبها،،
ودايماً الاقيها باصه فحته فراغ وهي مرعوبه،، ولما اكلمها تتخض كأن حاجه هجمت عليها،،
عرفت هنا ان دا شغل سماره وسعاد، وفضلت كل يوم اقرا عليها قرآن وارقيها واقرالها علي ميه واشربهالها،،
لكن كل ماكنت اعمل كده كانت تتعب بذياده،، وفظل حالتها دي النوم فارقها وبقت ليل نهار صاحيه وتبلع فى الحبوب اللي كان جايبهالها حسام بتاعة وصفة الدكتور النفسي وبرضوا مفيش فايده..
وخلصت ال٣ علب كلهم وكانت تقوله هاتلي تاني وهو يجيبلها فوراً..
ورجعت انقطعت عن الشركه تاني ورجعنا لنقطة الصفر من اول وجديد،، ونزلنا تحت خط الصفر كمان المرادي.
واتحولت ود لجثه بتتحرك،، مكانتش ترجعلها الحياة غير دقايق بس،، اما وهي مع قطتها وبصالها ومبتسمه،، او لما اخرجها اقعدها بين احواض الورد شوية،، وغير كده ود لا حياة لمن ترى، او تنادي
وفضلت عالحال دا لغاية مابقت عدم، وحسيت اني بخسرها وانا شايفاها بتموت قدام عيني ومش عارفه اعملها حاجه،،
وقولت لأ،، لازم اعمل حاجه عشان بنتي،،
وأول خطوه اخدتها اني حاولت امنعها من الحبوب اللي بتبلبع فيها دي ليل نهار،، او حتي اخليها تخفها،، وابتديت فعلاً اعمل كده واجبرها انها تاخد حبايه او حبايتين فى اليوم بس،، وكنت فاكره بكده ان حالتها هتتحسن،، لكن للأسف حالتها كل مادا كانت من سيئ لاسواء
اتمنيت اني اقدر اخرج واشوفلها شيخ عشان يعالجها من السحر،،
لكن حسام كان حابسني وعامل عليا حصار،،، وحتي سعاد وسماره كانوا مراقبيني ٢٤ ساعه عشان عارفين ان خلاص ود منهم فأيدي..
❈-❈-❈
وغلبت ادور علي حجه اخرج بيها،، وبعد ماتعبت من التفكير اهتديت لفكره،، اني عشان اخرج يبقي لازم اكون تعبانه عشان يخلوني اروح لدكتور،،
ولأني عارفه ان هما مش ساهلين ولا هتعدي عليهم أي حيله،،
كان لازم اني اتعب بجد،، وعشان كده سبت علاج الربوا كذا يوم،، واتحملت الوجع لغاية ماخلاص جيت فى الاخر وبقيت بتخنق حرفياً،،
وطلبت من حسام انه يوديني لدكتور،، ولانه شايف حالتي سمحلي اني اروح،، لكن مش لوحدي زي ماكنت بتمني ، خلى امه سعاد تروح معايا،،
وخدتني على ايدها وجابتنى على ايدها،، وكل خططي ووجعي فالايام اللي فاتت دي راح هدر..
وحتي وجعي فالايام اللي بعدها كان من غير أي فايده،،
لأن انقطاعي عن العلاج تعب صدري جامد وعملى مشكله في التنفس اصعب من الاول،،
والدكتور قالي انها هتطول معايا،، دا لو مااستمرتش لآخر العمر معايا بسبب استهتاري بعلاج المفروض ماأسيبهوش يوم واحد..
ومن بعدها وانا فقدت الامل فأني اقدر اخرج مره تانيه،، او الاقي حل او الاقي حد يساعدني انا وبنتي..
ويوم بعد يوم بيعدي وحالة ود بتتدهور ،، والتلاته طول الوقت بيبصولها وشايفين نتيجة عمايلهم وشايفينها بتنتهي قدامهم ومحدش فيهم اخدته بيها شفقه ولا رحمة...
لغاية ماخرجتها فيوم للجنينه،، وفضلت اكلم فيها وكالعادة مبتردش عليا،،،،
وشويه وبصت لقطتها اللي كانت واقفه من بعيد وبصالها وخايفه تقرب منها،، بعد اللي بقت ود بتعملها فيها فالايام الاخيره،،
بسبب ان ود بعد ماكانت بتفرح لما تشوفها،،
بقت لو جات على رجلها تمسكها وتخنقها وهي بصالها بمنتهي البرود،، لولا ماألحقها واخلصها من ايدها،،
وتنتبه وقتها وتتخض وتبكي وتفضل تحضن وتبوس فيها كأنها مش هي اللي كانت بتخنق فيها قبل شويه!!
شاورت ود للقطه عشان تجيلها،،
والقطه قربت منها بخوف وحذر،، وود شالتها وحضنتها وفضلت تمسد عليها وهي بتبص للورود اللي ابتدت تطلع براعمه حواليها،،
وحسيت ان حالتها النهارده مستقره،، وسبتها ودخلت اعملها حاجه تاكلها من الحاجات اللي بتحبها ،، وقلت يمكن نفسها النهارده تتفتح وتاكل..
مغبتش نص ساعه وانتبهت وانا في المطبخ علي صرخة ود،،
جريت عليها،، والكل جري معايا،، وبصيت لقيتها قاعده في الارض والقطه بتاعتها قدامها وميته بسبب فرع شجرة مغروز في بطنها،،
جريت علي ود اللي كانت بتترعش وحضنتها عشان تهدي، وهي كل اللي عليها :
مش انا اللي موتها ياماما مش انا،، هو اللي موتها والله ماانا،،
انا فضلت اقوله لا لا وهو مسمعش كلامي وموتها،، هو ابداً مش بيسمع كلامي،، موتها هي واولادها اللي كانوا بيتحركوا فبطنها وكنت بحس بحركتهم فأيدي،، موتهم كلهم،، كلهم ياماما كريمه كلهم..
كانت حالتها تصعب عالكافر،، لكن دا عشان الكافر عنده قلب ويمكن فيوم من الايام يهتدي ويآمن،، لكن اللي كانوا واقفين وبيبصولها بمنتهي البرود وهي منهاره بالشكل دا،، دول عدوا الكفر بمراحل،،
فضلت اهدي فيها واخدتها دخلتها جوا الفيلا عشان تبعد عن المنظر وتنساه،،
لكنها فضلت لآخر اليوم تبكي،
حتي لا اكلت ولا شربت،،،، ونامت بعد يوم طويل من البكا والوجع، على حاجه عملتها ومكنتش بأيدها ولا هي المسئوله عنها لكنها مش راضيه تفهم دا ،، وانا كمان نمت جنبها وحضنتها وفضلنا فحضن بعض للصبح،،
❈-❈-❈
واثناء منا نايمه حسيت بحركه غريبه وهزه في السرير،، وفتحت عيني علي اسواء منظر بشوفه لتاني مره،،
ود وهي قاطعه شريان ايدها التانيه وغرقانه فدمها،،
بس المرادي مكنتش لسه غابت عن الوعي زي المره اللي فاتت،، فضلت اصرخ بكل قوتي لغاية ماكلهم صحيوا وجم علينا يجروا،،
وحسام بنفس الخوف ونفس القلق علي املاكها من الضياع،
اخدها وجرى بيها علي مركز طبي،، وبعد ماانقذوها وخيطولها ايدها الدكتور نصح حسام بأنه يعالجها نفسياً،،
وانها محتاجه مستشفي تتعالج فيها،، وخصوصاً وهو شايف ان دي مش اول مره تنتحر فيها،،
وأول ماحسام سمع كلام الدكتور ابتسم بشر،، وطلب منه انه يكتبله تحويل علي المستشفي ويشرح فيه الحاله بالظبط،، والدكتور عمل كده،،
ومسك حسام التحويل وبصله بفرحة كأنه عقد ملكيته لكل املاك ود،،
وتاني يوم طلعها على الفيلا،، وفضلت فيها يومين لغاية ماجرحها خف شويه،،
يومين منطقتش فيهم حرف ولا حتي كانت بتبصلي مهما اكلمها،، كأن روحها فارقتها لما حاولت تنتحر، ومفضلش منها غير جسم لا بيحس ولا بيتحرك..
وبعدها حسام قرر انه خلاص هيوديها المستشفي،،
و اخدها من حضنى كأنه بياخد روحي مني،، فضلت ابكي عليها وانا شايفاها رايحه معاه ومستسلمه، وزي مايطلب منها تعمل كأنها مغيبه،،
وزي ماانا كنت واقفه براقبها وانا ببكي بدل الدموع دم عليها وعاللي وصلتله واللي جرالها،،
سعاد وسماره كانوا واقفين بيراقبوها وهي ماشيه على مستشفى المجانين بمنتهي الشماته والفرحه،،
كأنهم اتخلصوا من ألد اعدائهم،، أو كأنها هم وانزاح من على اكتافهم،،
ومعرفش ليه الناس بقت وحشه كده!
فضلت اسأل نفسي... ياترى ايه اللي عملته بنتي تستحق عليه اللي بيعملوه فيها ده؟ دول عايشين فخيرها وطول عمرهم بيتنعموا بفلوسها،، معقول تكون دي جزاتها فالآخر؟
وفضلت يومها ابكي لغاية مانفسي اتقطع واغمي عليا،،
وفوقت لقيت سعاد واقفه فوق مني ومربعه اديها،، وشفت حد تاني واقف جنب مني،، ولما ركزت لقيته دكتور الصيدليه اللي جنب الفيلا، وكان بيضربلي حقنه فى المحلول..
استغربت يومها ليه سعاد مسابتنيش اموت وجابتلي حد يعالجني؟
لكنها كشفتلي عن دا بنفسها لما قالتلي بعد مالدكتور مشى :
مفيش وحده هتموت فيكم انتوا الاتنين قبل ما كل حاجه تبقي بإسم ابني..
وصدقوني وقتها انا اللي هسعى لموتكم بنفسى..
لكن دلوقتي منعرفش ايه اللي هيترتب على موت اي حد فيكم، وعشان كده هنصبر ،،
وخرجت فوراً بعد ماخلصت كلامها وسابتني وانا بتعذب من ديق نفسي،، وبتقطع من خوفي علي بنتي،،
اللي زي ماتكون فطموها مني واخدوها حطوها لوحدها فمكان بعيد عني ،،
ولا هتلاقي حد دلوقتي ياخد باله منها ومن اكلها وشربها ويأكلها بالعافيه لما مترضاش تاكل ،،
ولا هتلاقي حد يهدي خوفها فحضنه لما تقوم مفزوعه من عز نومها،، او لما تشوف المخلوقات المخيفه اللي بتحكي عنهم واللى لما بتشوفهم بتبقي ماسكه فيا زي العيل الصغير لما بيكون خايف من حاجه..
ومبقاش فأيدي غير اني اتوضي واصلي وادعيلها من كل قلبي ان ربنا يوقفلها اولاد الحلال،،
وأكملت بإبتسامة وهي تنظر للطبيب حمزة بإمتنان متناهي :واستجاب ياابني واديك وقفتلها وقفه، اللي منها موقفهاش،،
وعرفت بيك ان ربنا اراد ان حظ المسكينه دى يتغير للأحسن،،
ومن يومها وانا بدعيلك ليل نهار،، وبحمده انه حطك فطريقها ياحبيبي،،
ربنا يحميك لشبابك يارب ويريح بالك يارب ..
تبسم الطبيب حمزه وهو ينظر للسيدة كريمه ممتناً هو الآخر لوابل الدعوات المنهمرة عليه من فمها،، واردف قائلاً:
الله اعلم ياخالتي مش يمكن ربنا لما حطكم فى طريقي اراد ان حظى انا هو اللي يتغير للأحسن؟
انهي جملته ثم هب واقفاً قبل ان تفهم السيدة كريمه المغذي الحقيقي من وراء جملته هذه ،،
وكأنه بفعلته هذه سيقطع الطريق على عقلها من تحليل حروفه وفهم مابين السطور،،
وسأل السيدة كريمه في عجلة من امره :
انا نازل شوية ياخالتي محتاجه حاجه؟
كريمه : لا يبني تسلم انا هبقي ابعت البواب او مراته يشتريلي كل حاجه محتاجاها..
فأومأ الطبيب حمزة برأسة للسيدة كريمه بالفهم،، ولكن ليس بالموافقه،،
فتحرك علي الفور نزولاً لينتهز الوقت القليل المتبقي قبل حلول الليل،،
فقام بشراء كل مايلزم من متطلبات المنزل بالفيزا كارد خاصته،،
وعاد فاعطاهم للسيده كريمه،، ودلف الي ود،
فوجدها لازالت نائمة،، فنظر اليها مودعاَ قبل ان يتركها ويترك الشقه ومحافظة الاسكندريه كلها ويعود ادراجه الي القاهره،، وهو لا يدرى مالذي ينتظرة هناك ..
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية