رواية جديدة حياة بعد التحديث لخديجة السيد الجز الثاني من بدون ضمان الفصل 1-2
رواية جديدة من روايات الكاتبة خديجة السيد
رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من رواية بدون ضمان
رواية جديدة
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
مرت سنة ولم تمل ليان، وهي تبحث عن المغفره والتوبة، لكنها هذه المرة كانت تنتظر النتيجة من ربها وليس من الناس كما كانت تفعل! وفي ذلك المجتمع أيقنت أنه لا يقبل توبة النساء، لكنه يقبل توبة الرجل، حتى لو لم يقتنع بذلك أو لم يندم على فعلته الجسيمة.
فبذلك المجتمع يتم جلد الفتيات اللاتي يرتكبن أخطاء جسيمة حرفيًا ويرفض منحهن فرصة أخرى في الحياة، وكأن المغفرة والجنة في أيديهن، وليسن بشرًا مثلها، ومن الممكن أن يقعون بنفس الخطأ مثلها لذلك ليان تعلمت الدرس و ان كانت توبتها وندمها حقيقي؟ فالأفضل أن نلجأ إلى الله وليس إلى المجتمع.
لا تنكر بأنها واجهت الكثير وهي تري مستقبلها أمامها، تتخيل ما الذي ستفعله بعد ذلك، لكن لن تقف محلك سر كما يُقال ستواصل ستعمل وتجتهد حتي تتغير من تلك الفتاه سيئه الاخلاق التي تجرأت وتحدثت مع رجل آخر وهي متزوجه، ولم تعرف عن المسئوليه شئ، الي فتاه مسؤولة.. و دائما دعائها لن يفارق لسانها بأن يغفر الله لها وستضع امامها دائما كلام الله كما يقول .
" إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ "
هبطت دموعها بكثره وقد ارتجف قلبها تأثـراً من كلمات تقرءها دوماً لكنها تشعر وكأنها لاول مره تعيش ذلك الإحساس، بقدر خوفها بقدر سعادتها بما أصبحت فيه.. علمت انها من الممكن أن تتوب.. عندما تكف عما فعلته قديما وتصبح إنسانه جديده!! فكرت داخلها قليلا وتخيلت بل تمنت أن كل ما مر سابقاً كان فقط كابوس مؤلم ولم يكن واقعا !!.
تنهدت بحزن شديد عندما تذكرت أن تلك الأشهر كانت شبه محصورة في غرفتها وكانت تخرج من المنزل لفترات قصيرة، بسبب خوف والدتها من أن تعود كما كانت من قبل، أو أنها تفكر بهذه الطريقة سيتم إعادة تعليمها كما تقول دائما !! ولم تلوم والدتها فحسب، بل ألقت باللوم على نفسها بعنف وهي التي أسلمت نفسها للشيطان...و سلمت نفسها لمتاع الدنيا ولم تعلم أن متاع الدنيا زائل ولن يدوم أحد بالنهايه بالحياة.
استغلت تلك الفتره بان تقرأ القران وتنتظم بصلاتها وتعرف عن دينها الكثير، فحتى انها تحجبت وغيرت الكثير من طريقه ملابسها الى ملابس فضفاضه، لكن مع كل ذلك لم تقتنع والدتها بندمها وما زالت تتعامل مع الامر بطريقه خاطئه! عكس ما تمنت ليان بأن تستغل هي الاخرى تلك الفرصه وتقترب منها.. لكن لم يعد يشغلها هذا او بمعنى اصح؟ لم تعد تهتم الى غفران البشر بل تنتظر وتعمل لغفران ربها افضل .. ولم تنسي دعائها وهي تدعي وتتمنى أن يغفر لها الله ما فعلته سابقاً.
جلست في مكانها بعد أن انتهت من صلاتها، تلتقط أنفاسها براحة لم تشعر بها من قبل، راحة مختلفة أنفاسها تزفر بارتياح، شعرت وكأن جبل الهموم قد ذاب من صدرها، فقامت تستطيع التنفس دون عائق.. أخذت كتاب الله وداومت على قراءة القرآن كثيراً. ولم تمل من ذلك قط، إذ كانت تشعر بقلبها يرتعش خوفًا وتأثرًا و يهدأ قلبها عند آيات التوبة والعفو والمغفرة، ويرتجف ويرتعش عند آيات العذاب والحساب.. ولكنها تعود وتقرأ لتطمئن أن الله غفور رحيم.
وبعد الانتهاء أغلقت كتاب الله، وتجولت قليلا بحياتها السابقة، وكانت قناعتها كبيرة أنه لم تكن هناك صداقة بريئة بين رجل وأنثى، إلا أنها ستتحول إلى علاقة سيئة في الحياة بالنهاية، هبطت دموع تتساقط بقوه، لتقول بصوت مُتحشرجٍ خافت مُرتجف
= اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني .. يارب .
❈-❈-❈
في إحدى المناطق الشعبيه في حي القاهره
من قبل طلوع الفجر، قد استيقظ مبكراً كالعادة واتجه الي المرحاض أولا ليغتسل ثم ارتدى ثيابه سريعاً واخذ مُتعلقاته متجها الي المطبخ بدأ في تشغيل الغساله بعد أن قام بوضع ملابسه وملابس أطفاله التوأم، ثم اتجه بعد ذلك نحو البوتاجاز وقام بتسخين المياه الباردة لصنع اللبن الخاص باطفاله، وبعدها ذهب لغسل الاواني التي بالحوض وعندما انتهاء عاد متجه للبوتاجاز مره ثانيه وبدأ في تحضير اللبن البودره .
ثم حمله وذهب إلي غرفه صغيرة حيث أطفاله التوأمان بها الذين يجعلون من قلبه ينتعش فقط لرؤيتهم يجعلون الابتسامه الحقيقيه تظهر علي ثغره، وجد الفتاتين مستيقظين كعادتهم.. بدأ يطعمهم بحب وهو يضحك علي ضحكاتهم الطفوليه التي تهلك وتزلزل قلبه بقوه شديده حتي انتهى من اطعامهم، وضع الببرونه فوق الطاوله جانب واخرج اليهم ثياب للاستحمام فحملهم بين ذراعيه الاثنين واتجه إلي الحمام.
بدر شاب في مقتبل الثامن والعشرين يتيم عاش طفولته في ملجأ ايتام وقد تبنته امرأة بسيطة تعيش في منطقة شعبية، لكنها توفيت منذ سنوات، وكان متزوجا من سيدة تدعى منال، لكنها توفيت بعد أن أنجبت له فتاتين (توأم). ليجد بدر نفسه مسؤول عن الطفلتين وحدة الذي لديهم عده أشهر فقط ولا يعرف عنهم شيئاً، ورغم ذلك تحمل المسؤولية وبدأ يقوم بدور الأب والأم في نفس الوقت لهما، على الرغم من التعب والإرهاق الذي يشعر به طوال الوقت فـ مسؤوليتهم ليست سهلة على الإطلاق، بالإضافة إلى عمله في الورشة، لكنه دائما يتحيز من أجلهم ويتجاهل تعبه.
وبعد تحميم الصغيرين، ارتدى هو الآخر ملابس العمل بسرعة دون أن يأكل أي شيء بسبب مرور الوقت، ليخرج من منزله كالعادة دون طعام. فحملهما معًا وهو يبتسم بمحبة وحنان كبيرين، وهو ينظر إلى وجوههما بحنان أبوي خالص ويتنهد بحزن شديد وتعب أيضًا.
نزل الدرج ليقف أمام باب أحد المنازل بعد أن طرق الباب وانتظر دقائق قليلة حتى خرجت له سيده همهم بدر قائلا في نبرة أسف
= سلام عليكم ازيك يا ام خالد، معلش لو صحيتك بس عشان نازل الشغل دلوقتي وكنت بستاذنك اسيب البنات عندك واجي اخدهم بالليل زي ما اتفقنا .
جعدت ملامحها قليلاً ثم حركت رأسها بالايجابي قائله بسرعه عندما بدأت تتجهم ملامحها من الامتعاض
= لا انا صاحيه ماشي ادخل حطهم جوه، و روح شوف شغلك انت وما تشغلش بالك بيهم
نظر الي أطفاله بحب ولم يلاحظ نظرات الأخرى المزعجة وهو يبتسم بهدوء، ثم أردف بنبرة امتنان
= معلش تعبتك معايا، الشنطه دي فيها كل حاجه ممكن يحتاجوها، وانا هحاول متاخرش.
❈-❈-❈
بعد فتره وصلت وفاء بصاحبه مهره الى منزل طه شقيقها، رحب طه بها بود، لا ينكر بانه في البدايه كان لم يتقبل مهره ويشعر بالبغض تجاهها لكن مع مرور الشهور تفاجئ بحيويه شقيقته و سعادتها الدائمه بعد ان تبنت تلك الفتاه فقد غيرتها كثيراً حقا لذلك لم يجد أي سببب لكره لها، حتى أولاده الإثنين بداوا يتوددوا إليها وكأنها فرد من اسرتهم بالفعل.
وفي ذلك الأثناء كانت تقف وفاء وبجانبها مهرة وهم يحضرون الطعام للجميع بالخارج، حتى خرجت وفاء للخارج في حين نهضت علي الفور مروه زوجه طه ودلفت الي المطبخ وهي تنظر لصينية الضيافه التي جهزتها قبل ان ياتوا، وأخذت تعد قطع الجاتوه ثم هتفت بشك
= اوعي تكوني مديتي إيدك على حاجه يا بنت انتٍ ما انا عارفه عينتك كويس، جايه من البيت مش شبعان و اي حاجه قدامك هتاخديها من غير استئذان.
نظرت مهرة لها بصدمه وعيناها مليئة بآلام لكنها لم تتفاجأ فهذه دائما طبيعتها معها، ولا تعرف لماذا تعاملها بهذا الكره دون ان تفعل لها شيء، حتى انها لم تذهب ولا مره لتشتكيها الى وفاء حتى لا تتسبب بالمشاكل بينهما.
إحتلت عيناها نظره حزن شديده وتنهدت بانكسار دفين وقالت بنبرة محرجه
= انا مش محرومه من حاجه عشان أمد أيدي يا طنط على حاجه مش بتاعتك، الله يسامحك .
لوت شفتيها بامتعاض وقالت بنبرة مستنكرة
= ارسمي يابت الأدب وعزة النفس عليا، لعبتي على عقل الوليه الكبيره اكمنها محرومه من الخلفه وعلقتيها بيكي بس أنا لا؟ مش هتيجي تعمليهم عليا ولا على عيالي الاثنين وحذاري
يكون عينك على حد من عيالي وتعلقي بيكي والاهتمام اللي بينكم ده قلبي مش مطمئنه .. فاهمه ولا لاء .
اتسعت عيناها متألمة وهي تشعر بالاهانه وبان بذلك الحديث تعريها ثم قالت بصوت مخنوق
= إيه اللي حضرتك بتقولي ده يا طنط؟ انا بعتبر ولادك اخواتي فعلا وعمري ما بصيت لي واحد فيهم كده، ليه حضرتك دايما بتشوفيني
كده رغم اني عمري ما عملتلك حاجه وحشه
نظرت إليها بحده قائله بقسوة شديدة
= انا مش طنط يا روح امك، وما تفتكريش عشان لبستي نضيف شويه تاريخك الاسود هيتمحي بسهوله انتٍ واحده متربيه و عاشيرتي عيله تاكل مال النبي اثق فيكي أنا ازاي لما ادخلك بيتي؟
ثم تابعت حديثها قائلة بنبرة حقد
= انا اللي مخليني بسكت عشان خاطر وفاء وبس، ربنا يعدي الزياره دي على خير حاكم انا بتشأم منك... احفظنا يارب من عيون الناس.
نظرت إليها نظرة بغل وهي تحمل ما جهزته
وخرجت مروة تتمتم بعض الآيات القرآنية كي لا يصيبها الحسد لتنظر مهرة نحوها بانكسار، وهي شاردة بحديثها بأنها مهما فعلت ستظل إبنه زكريا الرجل الذي باعها مقابل المال هو واخيها الذي اتهمها بشرفها! تلك وصمه العار لم تنزاح من تاريخها أبدأ بالفعل.. ولكن ما عليها الا الصمت حتى لا تجلب المشاكل إلي والدتها وفاء، فأقامتها مع وفاء لم تأتي من عدم...
زفرت أنفاسها بندم لمجيئها هنا لكن اذا رفضت فسوف تتساءل وفاء عن السبب ولم تعرف ماذا تقول لها حينها فهي لا تريد ان تتسبب بالمشاكل .
عدت فتره وحاولت مهرة ان تتجنب مروه على قدر الامكان، حتى كانت ترد على ابنائها بإقتضاب واجابات مختصره حتى لا تفكر بأنها تقصد التقرب منهم بحجه رسم الحب المزيف كما تظن، ابتسم طه إلي أخته وقال متسائلا باهتمام
= أخبار الشغل معاكي ايه في المحل؟ اتعلمتي الصنعه ولا لسه شويه عليكي
وضعت وفاء كوبا العصير فوق الطاوله جانبها وقالت بصوت مرهق
= والله مش هخبي عليك يا طه ساعات كده وساعات كده، وساعات بفكر افكني من حكايه محلات الذهب دي وافتح حاجه بفهم فيها،
ما انت لو تهودني وتيجي تشتغل معايا هنبقى احنا الإثنين أيد واحده، بس انت اللي مش راضي .
ابتسم طه إبتسامة هادئة وقال بهدوء
= معلش كده احسن وبعدين انا ما ليش في شغل الذهب ده ولا حبه، خليني في الشغل اللي انا اعرف فيه واللي قادر اصرف بي على عيالي وانتٍ ان شاء الله مع الوقت هتتعودي، دي فلوسك وانتٍ اكتر واحده لازم تكوني عارفه كل حاجه فيها وتتعلمي بنفسك
جزت مروة علي أسنانها بغيظ شديد من رد زوجها فهي تتمنى أن يوافق ويعمل مع اخته،
ثم تابع هو حديثه قائلا بحنان لتغير الموضوع
= وانتٍ يا مهره اخبار الدراسه معاكي ايه مش امتحاناتك قربت برضه؟ يلا اتجدعني و هاتي بقى مجموعه كبير عشان تخشي الثانويه العامه زي احمد ومحمد ولادي .
كادت أن تتحدث مهرة لكن، هتفت مروة ببرود قائلة بنبرة استفزاز مقصودة
= بلاها الثانويه العامه يا طه كبيره عليها وغير كده مصارفها كتير، تشوفلها صنايع ولا دبلوم حتى علي قدها .
توترت مهرة بشدة وصمتت باحراج، بينما أمسكت وفاء يدها بقوة وهي تتحدث بصوت حازم بإصرار
= مهره مش اقل من حد يا مروه وان شاء الله هتجيب مجموع عالي وهتخش ثانويه عامه والجامعه كمان، واذا كان على المصاريف ان شاء الله اصرف اللي معايا كله بس
ما احرمهاش من حاجه دي بنتي و إللي طلعت بيها من الدنيا .
لوت مروه شفتيها بفتور ساخراً من كلمه ابنتها داخلها ولم تتحدث بينما حمحم أبنها محمد وتحدث حتى ينهي حاله الحد والجذب التي أصبحت بينهما بسبب كلام والدته وقال بصوت أجش
= قوليلي صحيح يا مهره اخبار القرص الانجليزي إيه، لسه مكمله فيه ولا خلاص وقفتي وزهقتي منه
إبتسمت وفاء بحب واقتربت مقبلا جبينها بحنان شديد هي فقط تريد فعل أي شئ لينسيها ما مرت به فقالت بحب
= لا مهره مكمله فيه ما شاء الله عليها شاطره في الانجليزي وكمان قالتلي انها نفسها تتعلم الفرنساوي بعد كده، بكره هتتكلم لغات خلاص ومحدش هيعرف يتكلم معاها .
ابتسمت مهره بسعاده في تلك اللحظه وشعرت بانها ردت اليها جزء كبير من كرامتها المهدورة امام الجميع بتلك الكلمات وقد شعرت بالفخر بأنها جانبها وتساندها طوال الوقت، بعد فترة نهضت وفاء وقالت بهدوء
= طب نمشي إحنا عشان ما نتاخرش بقى يلا يا مهره، وخليك انتٍ يا طه انا معايا عربيتي هنروح بيها
نظرت مروة لها بسخرية ثم قهقهت قائله بنبرة بتهكم
= اتعلمتي السواقه كمان يا وفاء دي احنا اتطورنا واتبدلنا خالص
رمقها زوجها بنظرات مليئة بالغضب و التحذير لتصمت، ثم زفرت وفاء بيأس منها و أردفت بنبرة ضائقة
= معلش بقى ما هو محدش بيفضل على حاله.
أغلق طه الباب خلف شقيقته بعد ان ودعها، و التفت نحو زوجته بشك قائلا بحدة
= مروه انتٍ قلتي لمهره إيه، انا شفتها خرجت من المطبخ بعد ما انتٍ دخلتي بشويه كان باين عليها متضايقه قلتلك بدل المره 10 ما لكيش دعوه بيها، وفاء لو عرفت هتزعل مننا جامد
هتف أبنها محمد وتحدث بجدية
= بابا معاه حق يا ماما انا كنت داخل المطبخ وسمعتك وانتٍ بتتكلمي معاها وكنتي بتعيريها بعشتها مع ابوها زمان! انا مش فاهم ليه مصممه تشوفيها انها وحشه وسيئه للدرجه دي
ليؤكد احمد أبنها الاخر علي الحديث قائلا بعدم رضا
= مهرة بقيلها اكتر من سنه معانا ولو كنا شفنا منها حاجه وحشه كانت ظهرت من زمان وهي بتتعامل معانا كأننا عيلتها بالظبط واحنا اخواتها يبقى ما لوش لازمه اللي بتعمليه يا ماما
صكت علي أسنانها بقوه عنيفه، ليحل داخلها بركاناً نشيطاً من الغضب فأتجهت إليهم صائحه بعنف
= يا سلام بقيتوا كلكم عليا وهي الملاك وانا الشريره مش كده؟ ماشي بس انتم مش هتصدقوني غير لما بكره تشوفوا بنفسكم وتعرفوا ان البنت دي بترسم البراءه عليكوا عشان توقع واحد فيكم والدليل اهو قاعدين بتدافعوا عنها وجايين على امكم عشانها
أستردت أنفاسها العاليه من الغضب والعصبية ثم تابعت حديثها بصرامة
= وقلت لكم بدل المره الف بطلوا تشكروا فيها وتدافعوا عنها قدامي بتعصبوني اكتر، دي راحت ولا جت مطلقه ولا نسبها اللي يعر ذيها ده ليها اخ في السجن كمان.
أخذ نفسٍ عميق ثم نظر اليها قائلا بجدية
= مروه بطلي دراما هي ولا في دماغها حد من عيالك ولا نيله هي بتتعامل معاهم كانهم اخواتها وهم كمان، وبعدين دلوقتي خلينا في المهم ابعدي عنها انتٍ مش شايفه بنفسك وفاء بتعملها ازاي كانها بنتها بالظبط ومابتستحملش عليها نسمه الهوا؟ تخيلي بقى لو سمعتك في مره وانتٍ بتسميني بدنها بالكلام ده هتعمل ايه ؟ .
مالت زوجته شفتيها العلويه للجانب بسخط وإستنكار ورمقته بنظره بارده واخذت تتحدث بضيق
= انا مش فاهمه اختك متعلقه بيها على ايه بلا نيله، لا وكمان رايحه جايه عماله تصرف عليها الفلوس اللي ورثتها ومن حقها لوحدها، و بعدين من امتى الحب انت كمان؟ ما انت كنت بتكرهها زيي ومش طايقها وكنت دايما بتقول لي عيله صغيره ضحكت على عقل أختي.
هز طه رأسه إيجابا بهدوء وهو يمط شفتيه قليلا ثم قال بتوضيح
= مش هنكر فعلا كنت قلقان من البنت واحده جايه علينا ومش عارفين عنها حاجه وكنت خايف جدآ على اختي منها بس مع الوقت لقيت أن كل اللي عاوزه البنت دي أنها تعيش ومش تاذي حد، غير ان اديكي شايفه بنفسك وفاء بقت عامله ازاي من ساعه ما البنت دي دخلت حياتها؟ هي دي بذمتك وفاء اللي كنا نعرفها زمان اللي كانت على طول حزينه وقافله على نفسها، دلوقتي رايحه جايه معاها وبتخرج وتتفسح وسعيده يبقى هزعل ليه ؟ ربنا يهنيهم ببعض وبعدين لما فكرت في الموضوع بيني وبين نفسي لقيت ان اختي فعلا محتاجه ونس معاها وطالما هي رافضه موضوع الجواز عشان ما حدش يظلمها تاني زي زاهر يبقى افضل انها تتبنى عيله وتاخد بايدها بعد عمر طويل .
ضحكت مروة بصخب قائله بتهكم
=موت يا حمار وعلي رأي المثل، قليل الاصل هيفضل دايما ناكر خيرك ومهما تدوقه عسلك يحن لمر غيرك
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث الجزء الثاني من رواية بدون ضمان لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية