رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 20
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
كم هو صعب أن ترضى بالغياب
و لكن الذكرى لا ترضى بالرحيل ،،،
فلا نحتاج إلا شعلة نسيان تدفيء برودة المشاعر ،،،
فكلنا نكره الفراغ الموحش بعد الإمتلاء ،،،
فنصير غرباء حتى عن أنفسنا ،،،
بعد أن كان لنا وطن صرنا مثقلين بالهزائم ،،،
#غرباء حد التلاشي ،،،
تؤلمنا كل تلك الأشياء التي لم نقولها فالبوح أحياناً مؤذي لأرواحنا ،،، ليبقى الصمت سيد المواقف ،،،
،،، هناك أوراح تجعل حزنك يغفو ،،،
،،، و ربيعك يزهر لكنهم ليسوا دائمين ،،،
،،، فتعلموا أن لكل شيء نهاية ،،،
لا حزن و لا فرح يدوم ،،، حينها سنعتذر لأنفسنا ،،،
" عن كل الخيبات و الإنكسارات التي أغرقناها بها " ..!!
❈-❈-❈
دلفت إلى الحفل توقفت بجواره قائلة :
-مساء الخير..قالتها وهي توجه نظراتها إلى جاسر ويونس، متجاهلة صدمته بوجودها
بسط يونس يديه وهو يطلق ضحكة من شفتيه ثم غمز إلى راكان:
-مساء الجمال ياسيدة الحفل والقصر كله..معاكي يونس البنداري، خمسة وتلاتين سنة، عازب، دكتور ستات محترم خبرة سبع سنين، قيصري وطبيعي وكمان تأخير إنجاب،
ابتسمت على كلماته، ثم تحدثت بعدما شعرت بنيران تحرق وجنتيها
-تشرفنا يادكتور
قطب حاجبيه متسائلا :
-إنما الجميل معرفناش هو مين..اتجهت إلى راكان الذي بدأ ينفث سيجاره بغضب فتحدثت
-دي ابن عمك يجاوبك عليها، معرفش ممكن تقول فراشة حرة
جذب يونس جاسر الصامت وتوقف أمامها عندما استمع للموسيقى:
ممكن الجميلة تسمحلي بالرقصة دي
ابتسمت له:
-اكيد يزدني شرفًا يادكتور، بس مينفعش، متزعلش فيه حاجات مينفعش نتهاون فيها، إنت آه ابن عم سليم، لكن مينفعش أرقص مع واحد غريب
أقترب راكان وداس على قدم يونس حتى صرخ من الألم، جذب كفيه بوجه صارم متجهم الملامح متجاهل صراخه، فاقترب يجذبه من ذراعه متحركًا
-كنت عايز ترقص مع مراتي يلاَ..ضيق يونس عيناه متجاهلا نظراته النارية:
-ليه هو عيب، دا إنت طول اليوم من حضن دي لحضن دي، عايز أجرب أنا كمان
رفع نظره إليه بصدمة، فلقد نجح وبجدارة في ان في ان يخرج شياطين جحيمه فاردف:
-لو شوفتك قدامي بعد ثانية اترحم على نفسك يامتخلف
تحرك يونس وهو يقهقه عليه
-بحبك ياراكي وانت متعصب..وصل إليها كانت تقف بجوار أسما ونوح ..سحبها من كفيها بعض الخطوات..توقفت تنظر حولها وابتسامة على وجهها للجميع
وصل بها إلى مكانًا هادئًا بعض الشئ، فأردف
-ممكن أعرف إيه اللي جابك
لونت الصدمه معالم وجهها وهي تقترب منه قائلة
-مش فاهمة قصدك ياحضرة المستشار
جذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره يهمس بجوار أذنيها
-دا ايه الجبروت اللي عندك دا، فيه واحدة تحضر خطوبة جوزها، ومش جوزها بس لا حبيبها كمان
تعثرت الكلمات على شفتيها من قربه ورائحته، التي تغلغلت داخلها، حتى تمنت أن يخطفها ويهرب بعيدًا عن الجميع، رفعت نظرها إلى عيناه وتلاقت النظرات، وعيناها تلمع بالدموع
-فعلا زي ماقولت جبروت، يمكن من كتر اللي شوفته منك معنتش تفرق معايا، أو ممكن تقول عشان أثبت لنفسي إنك بقيت ولا حاجة
لكزته بسبابتها بصدره وهي تنظر لمقلتيه بجمود
-عايزة اكدلك وأكد لنفسي الوقت اللي خرجت من باب اوضتي ومرحمتش قلبي وأنا بترجاك متعملش كدا، ورغم كدا دبحتني وجيت بكل برود تكمل جوازك وكأني عبيدة عندك ؛ إنت بقيت خلاص ذيك زي سليم اللي اندفن
دنت حتى اختلطت أنفاسهما وهمست أمام شفتيه وهي تنظر لمقلتيه
-انت موت في قلبي ياراكان، متعرفش الست اللي جوزها يحرق قلبها ممكن تعمل إيه، دنت ودنت حتى وصلت للمحظور بقربه الذي اعتبرته ذلك من قسمها لنفسها
-وحياة كسرة قلبي اللي انت بكل جبروت دبحته وخليت وجعه مستباح لأوجع قلبك
قالتها ثم تحركت بخطوات مهرولة لاتعلم أين وجهتها، كل مافعتله أنها انتصرت وبقوة عليه، هي أصبحت لاتعلم أيحبها كما زعم!! أم يتلاعب بها
وصلت حيث جلوس زينب التي كانت تراقبهما
جلست تأخذ أنفاسها المتسارعة، وعيناها المترقرقة بالعبرات
تنهدت زينب تنظر إلى راكان الذي يقف بجوار أصدقائه ووجه عبارة عن لوحة من الحزن والوجع
أشارت إلى يونس بعيناها ففهم ماتريد تحرك متجها إلى نوح وتحدث:
-نوح عايزك...تحرك نوح بعيدًا عن راكان
-ليه راكان مُصر يتجوز نورسين، وهو عارف بلاويها
زفر نوح يمسح على وجهه ثم أجابه
-والله يابني ولا أعرف، هو جه وقالي تعالى النهاردة خطوبتي فجيت معاه، حاولت أفهم بيفكر في إيه ومعرفتش أوصل لحاجة
اقترب منه قائلا:
-طيب أسمع الليلة دي كلها عند المتر اللي معرفش محضرش الخطوبة دي ليه، فلما نوصل للمتر إحنا لازم نعمل لعبة حلوة عليه
قطب نوح حاجبه متسائلا:
- مش فاهم قصدك؟! حاوط يونس كتفه قائلا
-"ليلى"..ضيق نوح عيناه متسائلا :
-مالها ليلى؟!..همس له ببعض الكلمات
توسعت عين نوح قائلا
-يخربيتك دي متجوزة، انت عارف راكان ممكن يعمل ايه فيك لو عرف
دفعه يونس ساخرا:
-والله انت غبي، وتستاهل اللي فرندا عملته فيك
بعد قليل اتجه لوالدته وجلس بجوارها يرمق التي تتحدث مع أسما فتحدث
-شايفك جيتي ياماما..دققت النظر بملامحه
-مكنتش أعرف إنك هتزعل لما أجي
توسعت عيناه بذهول قائلا
-انا ازعل لو جيتي ياماما..اقترب من والدتها وتحدث بصوت لا يسمعه سواها
-كوين زينب بلاش تلعبي بيا ولا عليا، ابنك مش غبي، بلاش نزعل من بعض ياكوين زوزو
غمز بعينيه قائلا
-إنك تجيبي مراتي لخطوبتي وراها حاجة، فبقولك بلاش تستغبي ذكائي، ابنك بيفهمها وهي طايرة ولمي خروف العيلة دا، أصل وحياة ربنا لو نفخته لأطيره.
قاطعهم وصول فريال مع ناهد والدة نورسين
-زينب هانم وانا بقول الحفلة نورت ليه
ابتسمت زينب، ثم توجهت بنظرها لأبنها قائلة
-الحفلة منورة براكان ومراته طبعا..رجفة شعر بها حينما رفعت ليلى نظرها إليه ..لم يفكر كثيرا فتوقف عندما استمع للموسيقى بإفتتاح الحفل وهو يبسط يديه إليها
توقفت ناهد تنظر له بذهول قائلة:
-معقول ياركان، هترقص رقصتك الأولى مع أرملة اخوك..أمال بجسده حينما تحدثت ليلى قائلة:
-أنا مش هرقص يامدام متخافيش، سحب كفيها متحركًا وهو يقول
-دي مراتي مدام ناهد قبل بنتك، تحركت معه ودقات قلبها بالإرتفاع لأول مرة حيث نظرات الجميع متركزة عليهما
توقفت أمامه في المكان المخصص للرقص
-أنا مبعرفش أرقص، إزاي تسمح لنفسك تقرر بحاجة من غير ماتاخد رأيى
جذبها وحاوط خصرها بذراعيه هامسا لها
-الناس بتبص علينا، وبعدين الكل عارف إنك مراتي، ياريت تلتزمي بحدودك، من شوية يونس كان عايز يرقص معاكي
قالها وهو يرفع ذراعيها حول عنقه، ودنى يجذبها ويتحرك مع الموسيقى
نظرت لشمسه الساطعة بالإضاءة وابتسمت
-مش ذنبي إنه عايز يرقص معايا، ماهو يونس شبه ابن عمه نسيت ولا إيه مش انت الخبرة بتاعهم
اطلق ضحكة رجولية جعلتها تتناسى ماصار بينهما، فتحركت معه وهي تبتسم بحالمية
❈-❈-❈
على الطاولة التي تجلس بها زينب، بدأت ناهد تتأكل من الغضب فتحدثت
-يعني إيه يرقص مع أرملة أخوه مش المفروض يرقص مع نور...تهكمت فريال قائلة:
-متتعصبيش قوي كدا ياناهد، بدل راكان قال هيرقص معاها فهيرقص معاها مهما تعملي
كانت النيران تتأكل بداخلها، فتحركت إلى نورسين التي تقف بجوار توفيق وأسعد
ابتسمت زينب بتهكم، فوقع نظرها على توفيق الذي يقف مع نورسين ويحاوط كتفها وضحكاته تعلو بالأرجاء
اتجهت بنظرها لأبنها الذي كان يحاوط ليلى والسعادة تشق ثغره، متناسيا مايحاوطه وكأن لا يوجد بالمكان سواهما، فهمست بداخلها
-ياترى بتحاول تعمل ايه ياراكان، يارب يابني متكونش بترتب لحاجة تقضي عليك
عند نورسين وتوفيق ...وصلت ناهد والغضب يتملك منها تبحث عن زوجها، لمح توفيق الغضب بعيناها
-مالك مدام ناهد فيه حاجة؟!
ابتسمت تنظر حولها وهي تتحدث من بين أسنانها
-مش عارف فيه إيه، بص لساحة الرقص وانت تعرف ياتوفيق باشا
اتجه بنظره إلى راكان، فاطلق ضحكة وتحدث
-زعلانة عشان بيرقص مع البت دي، لا ياناهد تبقي هبلة، دا مفيش عدوة على وش الأرض لراكان قد البت دي
أشارت نورسين لمامتها وتحدثت:
-قولها ياجدو، ماما مكنتش موافقة بتقولي إزاي يكون متجوز، وتتجوزيه
راقب توفيق راكان ومازال يضحك قائلا
-متخافيش من البت دي، متستهلش انها تزعل ناهد هانم، دي آخرها يوم ماتغلب ليلة مع حفيدي، ثم رفع نظره لنورسين
-وطبعا البركة في الجميل بتاعنا مسيطر على الكل
قبلت نورسين خد والدتها:
-اتفرجي وشوفي يامامي، إزاي بنتك هتغلب بت زي دي
تحركت نورسين متجهة إليهما
عند زينب..زفرت بغضب من كلمات يونس
-انت يابني ليه مش مصدق، والله عرف كل حاجة يعني مهما تعمل ولا حاجة
نصب عوده ووقف :
اقفي واتفرجي يازوزو هو انتِ معاكي أي حد برضو، دا أنا الدكتور يونس البنداري، صمتت للحظات ثم قهقهت عليه :
-حبيتك خلاص يادكتور..رفع حاجبه بسخرية واتجه بنظره إلى سيلين التي تقف بجوار أسما قائلا :
-وانتِ تحبيني ليه، حد قالك هموت قريب، أنا عايز بنتك اللي تنضرب وواقفة بعيد عني...قهقهت زينب عليه قائلة
-طب إلحق نورسين رايحة عليهم ...غمز بطرف عينيه قائلا
-متنسيش يازوزو يبقى تزروني في المستشفى أنا بقع من اول قلم
عند راكان كانت نظراته تحتضنها كذراعيه الذي يحاوطها، حاول أستجماع نفسه والتمسك بالسيطرة على نفسه
فشدد من إحتضانها رفعت يديها حول عنقه تتحرك معه على أنغام الموسيقى، اتجه بأنظاره للجميع فرأى معظم العيون عليهما، دنى يهمس لها
-شايفك بترقصي حلو أهو، اومال تؤ تؤ دي كانت ليه من الأول، رفعت حاجبها وتحدثت
-ماهو مكنش ينفع أخطف الأجواء من العروسة، ينفع برضو تفتتح رقصة الحفلة مع المستعملة، طيب كنت سبيها للعروسة
اطلق ضحكة رجولية وهو ينظر لليلها الدامس
-أصلك صعبتي عليا مينفعش أسيبك نار الغيرة تاكلك، وتتعبي ومتعرفيش تسهري بأمير
ضحكت بصوتها الأنثوي الناعم فشددت من عناقه ودنت تقترب منه ناظرة لشمسه مباشرة وهمست له
-غلطان ياراكي بص حواليك ياحبيبي وشوف الكل يتمنى يرقص معايا، بس حضرتك طلعت نار زي التنين، ضغط على خصرها بقوة حتى آلامها،
-كنتِ عايزة ترقصي معهم يامحترمة، أتت للتتحدث قاطعتهم نورسين تنظر إليه بغضب، ممكن أعرف حضرتك هتفضالي إمتى، قطع كلامهم يونس
-مدام ليلى تعالي معايا سيبي العرسان وتعالي
قاله..توقف ثم اتجه إلى يونس يرمقه بنظرة نارية وتحدث قائلا :
-كنت بتقول إيه يايونس..قالها ونيران عيناه تشتعل ..تحرك يونس إلى نورسين وتحدث
-كنت بقول لنورسين عايزك في موضوع مهم كانت جاتلي العيادة من كام يوم..قاطعته نورسين وهي تتحرك معه بعيدا قائلة:
-ايوة ايوة يادكتور تعالى
كور على قبضته وهو ينظر لتحركهما ثم اتجه للتي تقف تنظر إليه بصمت، جذبها متجهًا لوالدته
-تقعدي جنب ماما وإياكِ تتحركي من مكانك لحد مالحفلة تخلص
نزعت يديها غاضبة
-إنت متقولش أعمل إيه، ولا ليك دعوة بيا سمعتني، أنا هنا مع ماما زينب، قالتها متحركة
بعد قليل كان يقف بجوار نورسين وعيناه على تلك التي تجلس بجوار والدته تتفحص هاتفها وكأنها لم تفعل شيئا، قاطع شروده بها أحد الأشخاص
-اذيك ياراكان !! نظر إليه راكان صامتا، فتحدث الرجل قائلا-إيه مش فاكرني
ضيق عيناه ثم نظر إلى نورسين قائلا
-آسف مش واخد بالي...أشار على يونس الذي يواليه بظهره قائلا
-أنا إيهاب زميل يونس ياعم افتكر، ابتسم له بتصنع قائلا
-أهلا دكتور إيهاب، آسف..مدت نورسين يديها
-أهلا إيهاب افتكرتك.. أومأ برأسه دون حديث فاستدار يشير إلى ليلى متسائلا
-دي ارملة سليم مش كدا..كور قبضته حتى ابيضت، وظل يرمقه بهدوء، فتحدث من بين أسنانه قائلا
-مالها؟! تعرفها منين..هز رأسه رافضًا حديثه، ثم اقترب قائلا
-كنت عايز اتواصل مع باباها، شكلها ماارتبطش من بعد سليم فقولت يعني، لم يكمل حديثه
فسحبه بعنف للخارج، توقفت نورسين تنظر إليه بغضب:
-راكان رايح فين اتجننت هنلبس الدبل أهو
لم يستمع إليها وتحرك للخارج، فلقد ثارت جيوش غضبه وإشعال نيران صدره وكأن أحدهم سكب بنزينا بصدره ليتقد إشعاله، وهو يتخيل ذاك الرجل يأكلها بعينيه
❈-❈-❈
وصل لخارج الحفل فدفعه بقوة للخارج، وهو يلكمه فلقد تحول إلى شيطان مارد وكل مايراه نظراته لها، لمالكة روحه ومدمرتها ، ظل يلكمها ثم صاح غاضبا :
-جاي عايز تتجوز مراتي يابن ال..، وصل يونس إليه.
وحاول إبعاد راكان عنه، ولكنه كان كالمفترس، وصلت ليلى تصرخ به وتقف أمامه
-انت اتجننت!! وسع هيموت في ايدك
هنا فاق واستدار إليها كأسد مفترس، وصاح بها بغضب
-تعرفيه منين، آه قالها بعيون تطلق نيران جحيمية، خايفة عليه، بعتالي واحد عشان يخطبك ياهانم
تراجعت للخلف كالملسوعة خوفًا من مظهره البادي عليه، فلقد تحول لشيطان وصاحت به بغضب
-إنت اتجننت عارف بتقول إيه..لحظات مرت عليهم كالجحيم وهو يضغط على ذراعيها بقوة آلامتها متحدث:
-إنتِ إيه اللي جايبك اصلا، ماهو مش معقول جاية تباركيلي، إيه جاية تشوفي حد ولا إيه
رفعت يديها وصفعته بقوة في وصول نوح وأسما التي وضعت يديها على فمها بذهول
جذبها بقوة ودفعها بداخل السيارة، خرجت نورسين تسرع خلفه ووقفت أمام السيارة
-رايح فين ياراكان؟!
-نور عشر دقايق وراجعلك، قالها وتحرك بالسيارة..اتجه نوح إلى يونس الذي يقوم بضمد جراح إيهاب
-أنا آسف ياإيهاب صدقني مكنتش عارف إنه هيتعامل بغباء كدا
ركله نوح حتى سقط وصرخ به
-قولتلك بلاش يامتخلف، دي مراته..ياترى هيعمل في ليلى إيه
اتجه بنظره إلى أسما الصامتة وعيناها مترقرقة بالدموع، تحرك إلى أن وقف بجوارها
-متخافيش عليها ليلى قوية، وشوفتي إزاي ضربته قدام الكل
ارتجف جسدها ثم نظرت إليه وبشفتين مرتجفتين
-هو ممكن يعمل فيها إيه، دا مش حاسس بنفسه، شكله مجنون قالتها ودموعها تنسدل بدموعها
وصل بعد قليل لمنزله ترجل من السيارة سريعا متجها إليها، ثم سحبها بقوة حتى وصل لجناحه ودفعها حتى سقطت على الأرضية أمامه أمال بجسده وعيناه لهيبًا
-ساعتين وراجع؛ الاقيكي عروسة على السرير دا، عشان اعرفك إزاي تمدي ايدك عليا
نهضت سريعا ولكمته بصدره
-دا في أحلامك إن شاء ياراجل القانون، انت راجل قانون انت، انت راجل عصابات
دفعها بقوة حتى سقطت على فراشه، ثم نزل بجسده سريعا وهي تتراجع بجسدها
-راكان انت اتجننت أبعد عني
جذبها من عنقها بقوة حتى أصبحت بأحضانه
-ساعتين وهرجع الاقيكي مستنياني، سمعتيني ياعروسة المولد، قالها وهو يرمقها جسدها بنظرات خارقة، ثم دنى ليقبلها
دفعته صارخة ووقفت متجهة لباب غرفتها
-على جثتي تقرب مني، روح كمل جوازك يامحترم جاي للي قتلت أخوك ليه، إيه مش أنا عدوتك..دنت خطوة وصاحت بغضب
-أنا هطلق منك ياراكان! سمعتني، مستحيل افضل على ذمتك
جذبها من ذراعيها:
-هرد عليكي بنفس ردك على جثتي، ودلوقتي غوري من وشي اخرتيني على عروستي، قالها ثم دفعها بقوة حتى هوت على فراشه
-بعينين هالكتين وقلب فتته الوجع من قساوة من أحبت اردفت بلسان قلبها الذي خانها قائلة:
-لو خرجت ورجعت الحفلة هتكون نهايتنا للأبد
توقف لدى باب الغرفة وأجابها وهو مواليها ظهره:
-اصلا من يوم مامشيتي وضحكت الكل عليا وإحنا انتهينا، من يوم ماروحتي ولجأتي للغريب إحنا انتهينا، إنت هنا عشان ابنك وبس دا لو عايزة تعيشي في البيت دا ..قالها وتحرك بعض الخطوات
ثارت جيوش تمردها من كلماته فرفعت رأسها بشموخ تنفي مشاعرها اتجاهه، فاقتربت منه
- عندك حق ياحضرة المستشار إحنا انتهينا حتى من قبل مانبتدي، وعلاقتنا هتكون اخو جوزي وبس، ملكش حكم عليا في حاجة
استدار إليها سريعا كالملسوع ونظر لمقلتيها:
- انتِ مراتي وغصب عنك عجبك ولا مش عجبك..قالها وتحرك سريعا حتى لا يضعف أمامها وياخذها بأحضانه
بعد يومين بمكتب حمزة
دلف راكان وجلس أمامه قائلا
-مفيش جديد عندك ياحمزة...دقق حمزة في ملامحه قائلا :
-مالك ياراكان!! لسة موضوع نورسين قلقك
ارجع بجسده على المقعد مغمض العينين قائلا:
-انا تعبان من الكل، ومعنتش عارف الضربات هتيجي من مين، ملعون الفلوس اللي تعمل في الناس كدا
نهض حمزة يربت على كتفيه وجلس بمقابلته
-معلش مركزك حساس متنساش..فتح عيناه وأردف قائلا :
-عارف توفيق كان عايز يعمل قضية زنا لليلى عشان ياخد الولد..
جحظت أعين حمزة مذهولا
-لا دا الراجل دا مجنون..وضع رأسه بين كفيه وتحدث:
-كان لازم اكمل خطوبتي عشان ادخل بينهم، لازم اكون مستعد للجاي، دا وصل بيهم الفُجر
-انهم يعملوا قضية ليونس ويشطبوه من النقابة
-جدك عايز يعمل كدا في يونس إزاي !!
ارجع خصلاته للخلف وهو يسحب كما من الهواء ثم زفره بغضب
-من ورا جدي، جدي ميعرفش، بقولك بيلعبوا عليه، وماشي وراهم عايزين يتخلصوا مني ومنك عشان القضية الأخيرة
نهض متجهًا للخارج، توقف لدى الباب قائلا:
-خلي بالك من درة كويس ياحمزة، كفاية المجنونة اللي عندي
راكان استنى عايز اتكلم معاك في حاجة، قطب مابين جبينه متسائلا :
-فيه حاجة..؟! جلس حمزة على الأريكة يشير إليه قائلا :
-اقعد الأول ..جلس راكان بجواره منتظرًا حديثه
حمحم حمزة ثم رفع نظره
-هو سؤال خاص شوية ارجو مكنش بتطفل عليك، إحنا أصدقاء من زمان ودايما عيوبنا قبل مميزاتنا صح ولا إيه
زفر بغضب وصاح متسائلا:
-هتقول عايز إيه من الآخر ولا اخبطك خبطة اموتك وارتاح
تأفف حمزة بضيق ثم تحدث
-"ليلى" هب فزعا وصاح به
-وبعدهالك ياحمزة عايز تقول إيه انت كمان مش كفاية يونس البغل
جذبه ليجلس قائلا:
-اقعد بس واسمعني.. ليلى دلوقتي انت متأكد من مشاعرها ناحيتك، متنساش انها اتعلقت فترة بسليم وممكن يعني
هب كالملسوع وبدأ يركل كل مايقابله صائح بغضب
- وبعدهالكم حتى انت ياحمزة، عرفت ياسيدي انها كانت مرات اخويا، حفظتها والله ومستعد اكتبها على جبينكم عشان تتاكدوا اني عارف
نهض حمزة وحاول إخماد بركانه الثائر فتحدث بهدوء
-مش قصدي كدا ياراكان ممكن تهدى وتسمعني
جلس وهو يحاول أن يتنفس حينما شعر بإنسحاب الهواء من رئتيه
أكمل حمزة قائلا :
-قصدي أن ليلى قعدت فترة مع سليم، وطبعا يعني سليم كان مسالم جدا وكان مفكر انها بتحبه فأكيد معاملته معاها هتكون معاملة حبيبة، وطبعا بعد اللي عملته في ليلى قارنت بينكم وهي دلوقتي عندها انطباع ان حب سليم احسن منك، وممكن تكون كرهتك فعلا
أحس ببرودة جسده، وتصلبه، حتى لم يستطع الوقوف فاتجه ينظر بتشتت وضياع وهو يهز رأسه ، فكلمات حمزة عصبت جروحه المدفونه الذي يحاول دفنها وتلاشيها
-حمزة سليم كان عارف إن فيه حد في حياة ليلى .. توسعت بؤبؤة حمزة متسائلا
-إزاي يعني، وهو كان راضي
جلس واضعًا رأسه بين راحتيه وتحدث بصوت مختنق يشعر بسكين باتر ينحره:
-اللي بيحب بيعمل أكتر من كدا، تعرف سليم كاتب كل حاجة بأسمه لليلى غير الرصيد اللي حوله لها
-نعم إزاي، وبعدين مقليش حاجة زي كدا، انت ناسي انا المحامي بتاع الشركة ولا إيه
ماهو دا اللي مجنني ليه يخبي عليا، أنا لما المحامي جالي وكمان فيه وصية ان ليلى وأنا نكون المسؤلين عن الولد، تفتكر عرف انا اللي كنت بحبها، ولا عرف إيه، لا وكاتب رسالة بنص الوصية ليا بيأكدلي فيها ان ليلى مشاعرها كانت لحد تاني، دايما كان حاسس فيه حد بينهم كان ناقص يقولي انت السبب في تعاسة قلبي ياراكان
تجمد حمزة بمكانه وهو يربط مافعله سليم ، فأخذ يتنفس بهدوء ثم زفر قائلا
-مااعتقدش متشيلش نفسك فوق طاقتك، عشان كدا بتنتقم فعلا من ليلى
قهقه راكان حتى انسدلت دموعه قائلا:
-لو قولتلك مش عارف هتصدق، حقيقي مبقتش عارف أنا بتعامل معاها كدا ليه، عايزها ومش عايزها، بحبها وبعشقها وبكرهها، عايز اوجعها ومش متحمل عليها حتى الهوى
انا اتجننت مش كدا..حدجه حمزه برفض قاطع لما قاله فاردف:
-يعني انت خطبت نورسين عشان تنتقم فعلا منها...هز رأسه رافضًا
-ابدا ياحمزة مش دا اللي كان في بالي ابدا، أنا عايز أحميها وكمان أعرف خطوايهم، متنساش انهم كانوا هيتخلصوا مني
اومأ حمزة متفهما وتحدث:
-خلي بالك من نفسك، ومتزعلش مراتك ياحضرة المستشار الغيرة ولعت وحرقتك كل حاجة وصلتني
نهض متحركا ولم يجيبه فتحدث
-هتروح فرح جاسر ولا لا
-لا عندي قضية في اسكندرية مش هكون موجود..أومأ متفهما ثم تحرك للخارج دون حديث آخر
❈-❈-❈