-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 22 - 1

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


الفصل الثاني والعشرون

الجزء الأول


 أغار من القمر لأنه مُقترن بليلكِ

فاذا وجد فى سماكِ أضاء على خد وجهكِ

فى الليل أنتى ليلى وملاذى و غفوتى

واذا بالدخيل يُنعم فى حنايا فضاءُكِ

أغمض عينى حتى أراكِ وكم تُشبهين وجه بدركِ

من الليل انتى وعيناكِ نجوم هدايتى

والثغر آهٍ من جمال ما ينطق

كأنه نغمٌ يُعزف على ألحان قصيدتى

وكم مَنيتُ نفسى أن أذوق شرابهُ

عسلٌ... مسكرٌ ...حد الثمالة مُنعمِ

لكنى مهما شَربتُ لم ارتوى ابداً ولن اكتفى

آه ٌ ياليلى ويا نجمى ويا مشكاةُ هدايتى

مُدى يديكِ واخرجينى من ظلام افكارى وعالمى ووحدتى

فأنتِ النور فى سماءً غاب بدرها

وأنتِ النجم للغريب المُشتتِ

 

 

 

--

قبل ساعتين

وصلت أمام المبنى الذي يقطن به والدها، سحب يديها ونظر لمقلتيها

-ليلى مش عايز اتخانق مع حد النهاردة ياريت تراعي مشاعري شوية

ضيقت عيناها متسائلة

-مش فاهمة قصدك ياراكان؟!

تنهد وهو يسحبها لأحضانه ثم طبع قبلة على رأسها

-بلاش كلام نهائي مع آسر، صدقيني الولد دا الي حايشني عنه باباكي وبس، غير كدا كنت دفنته حي

حاوطت خصره ومازالت بأحضانه

-أنا الي طلبت منه ياراكان هو مالوش دعوة..أخرجها من أحضانه يحتضن وجهها

-الي فات دفنته ياليلى، متخلنيش أقلب تاني، انتِ غلطي وغلطي جامد كمان، فبلاش نقلب في القديم، مجرد ماافتكر قلبي بيوجعني

تراجعت للخلف وهزت رأسها

-حاضر ياراكان، هعمل الي إنت عايزه ..اتجهت إلى السيارة حتى تخرج إبنها

سحبها وقام بحمل الطفل ثم حاوطها متحركًا للداخل وهو يهمس لها

-بلاش أعرفك غيرتي عليكي بتكون إزاي، يارب تراعي الحتة دي عشان منتعبش مع بعد ياحبي

حاولت  منع إبتسامتها من كلماته التي اشعرتها بالسعادة..جذب رأسها يحاوطها من اكتافها

-اضحكي اضحكي هنشوف مين الي هيضحك في الآخر..دلفت للمصعد وهو خلفها تتلاعب برابطة عنقه

-دنجواني بيغير، دا إنت ياحبيبي مفيش غير الستات وراك، اطلق ضحكة رجولية وهو يهز رأسه ..ثم إلتصق بها للحد الذي جعل وجنتيها تضج بحمرة الخجل

-راكان متبقاش مجنون، إحنا في الأسانسير، أغمض جفونه مستمتعًا بهمسها وعطر أنفاسها، مما جعل قلبه يخفق بقوة..رفع ذقنها بأنامله

-مولاتي ساحرة شريرة بتخطف قلبي من مجرد كلمة

تلاقت الأعين وتعالت الأنفاس

-ابعد يامجنون هتفضحنا، وأنا مش متعودة على الفضايح، إنما أنت ماشاء الله كل خطوة بست ياريت تراعي مشاعر الست اللي بتقول بتحبها..نبرة الألم في صوتها جعلته يزفر بقوة فأردف:

 

-مفيش فايدة فيكي ابدًا، يابنتي مفيش حاجة من دي..سحبت نفسًا قويًا حتى لا تبكي فكلما تذكرت علاقاته القديمة تشعر بنيران قلبها

وصلا إلى منزل والدها..أمسك كفيها بعدما وجد العبوس على وجهها

-ليلى بوصيلي، رفع ذقنها وتحدث

-مش كل الي تسمعيه وتشوفيه حقيقة، فيه حاجات يبقى نتكلم فيها لما نقعد مع بعض

دلفوا إلى الداخل، كان عاصم يجلس بجوار آخيه عبدالرحمن وآسر، بينما في المقابل يجلس نوح بجواره حمزة ووالده

ألقى تحية السلام، وأشار بعينه لليلى للدخول، اتجهت ليلى لعمها :

-اذي حضرتك ياعمو وحشتني..نهض عبدالرحمن يضمها

-لولة حبيبة عمها عاملة ايه، أخير شوفناكي، أشار للولد الذي بيد راكان

-دا ابنك حبيبتي..نهضت وأخذت الولد تنظر لراكان بهدوء

-ايوة ياعمو، اسمه أمير.. ضمه عمها مقبلا جبينه

-أمير وهو أمير فعلا، رفع نظره إلى راكان الذي كانت عيناه مسلطة بقوة على آسر وهو يطالع ليلى بنظراته، ود لو قام بإختناقه، أخرجه من تحديقه بأسر صوت عبدالرحمن

-اذي حضرتك ياحضرة المستشار

اومأ برأسه مردفًا بهدوء

-الحمد لله..ثم اتجه نظره لليلى

-ادخلي جوا شوفي مامتك..تحركت لتأخذ الولد

-حبيبي ممكن اخد أمير.. ابتسم عمها وأشار على راكان

-واخد من عمه كتير، قاطعه آسر قائلا بمغذى

-مش عمه يابابا، وبعدين هو واخد أكتر من باباه، طبعا حضرتك عارف والده مين الباشمهندس سليم

كور راكان قبضته حتى ابيضت مفاصله، كي يحاول السيطرة على نفسه، رمق ليلى بنظرة قاسية؛ فحملت إبنها ودلفت سريعًا دون حديث

وصل يونس وسيلين  هم الآخرين

بالداخل  جلست ليلى بجوار درة، رفعت همت زوجة عمها

-عاملة إيه ياليلى، بسمع الراجل الي اتجوزتيه صعب قوي

تهكمت درة واجابتها:

-قصدك على الأستاذ راكان، دا جنتل قوي ياطنط همت، مين الغبي الي قالك كدا..قاطعهم دلوف سيلين

-عروستنا الحلوة عاملة ايه ؟!

نهضت درة تضمها بسعادة

-سيلي حبيبتي، نورتي ياقلبي..استدارت همت تنظر إليها وتطالعها بتحديق ثم تسائلت

-هي مين الحلوة دي ياسمية؟!

دي اخت جوز ليلى ياهمت

آه قولتيلي فكرتها صاحبة درة..أشارت سمية إلى أروى وتحدثت

-دي أروى صاحبة درة، وكمان سيلين معاهم في نفس الكلية بس لسة صغيرة عنهم بتلات سنين

أومأت برأسها وأردفت بصوت يكاد يسمع

-بس حلوة البت دي، عيون زرقة وشعر أصفر هي أجنبية

هزت سمية رأسها وأردفت

-لا دي اختهم عادي ياهمت، ما ياما فيه بنات بيطلعوا بشكل الأجانب واصلهم مصري

وطأت رأسها تهمس لها

-إيه رأيك فيها لآسر، يمكن لما يشوفها يرضى يتجوز ..قاطعهم وصول المأذون

خرج الجميع سوى درة وليلى التي كانت تجلس شاردة، بينما درة كانت تنهي زينتها، نظرت درة لأختها في المرآة

-مالك يالولا بتفكري في إيه

رفعت رأسها وابتسمت:

-مفيش ياقلبي، بس بابا صعبان عليا قوي، خايفة عليه قوي يادرة، أنا بحثت عن العمليات الي زي دي وبيقولوا معظمها بيفشل

توقفت متجهة وجلست بجوار اختها، وانسدلت عبراتها عندما تذكرت حالة والدها الأخيرة

-بابا بيتألم قوي ياليلى، مشفتهوش وهو بيصرخ من الألم، ببقى نفسي أخد الألم عنه

حضنتها وبكتا الأثنتين ..أزالت ليلى دموع اختها ونظرت لمقلتيها

-اكيد ربنا رحيم بينا ياحبيبتي وان شاء الله يعمل العملية ويرجع حتى يقعد في وسطينا

استمعا لطرقات على باب الغرفة..دلف راكان يبحث عنها

-المأذون وصل بقاله فترة، إيه غيرتي رأيك ولا أيه..نهضت تنظر للأسفل بخجل فتحدثت بصوتها الهادئ

-خلاص خلصت، كنت بقول حاجة لليلى..دلف كريم أخيها

-عروستنا الحلوة خلصت ولا لسة، الراجل زهق وممكن يطفش..خطت إلى أن وصلت لأخيها وتحدثت

- خلاص اهو..اقترب يضمها ثم طبع قبلة على جبينها

-ألف مبروك ياحبيبتي؛ ثم سحبها متجهًا للخارج ..بينما وقف راكان يطالع ليلى الصامتة، وعيناها التي بها أثار للدموع

اتجه وجلس بجوارها، ثم ضمها لأحضانه

-مالك حبيبي كنتِ بتعيطي ليه!!

رفعت رأسها وتحدثت بصوت خافت

-راكان تفتكر بابا هيقوم من العملية دي، صعبان عليا قوي وهو تعبان كدا

احتضن وجهها بنظراته ثم أزال دموعها متحدثًا بصوتًا حاني

-ليلى حبيبتي كل حاجة في الدنيا دي ربنا موزعها بقدرة تحمل كل إنسان، يعني مرض والدك وعمليته دي بحكمة من ربنا، نجاح اوفشل دا ملناش دخل فيه، كل الي بأيدينا أننا ندعيلوا

احتضن وجهها بين راحتيه:

-مش عايزك تبقي ضعيفة مهما حصل، وكل واحد مننا له نصيب من الألم والحزن، زي مالينا نصيب من الفرح، ونرجع نقول الحمد لله على كل نصيب، متفكريش في موضوع العملية دا خالص، منعرفش إيه الي ممكن يحصل، كل واحد واحد مننا له روح بس منعرفش إمتى الخالق هيقبضها، يعني حبيبي اوعي تفكري ان والدك ممكن يموت بمرض بس، هو أنا مثلا تقدري تقولي ممكن اعيش بعد كام ساعة..سليم كان عيان عشان كدا مات، وأنا ممكن في لحظة

وضعت كفيها على فمه

-اسكت بلاش تتكلم من فضلك، مش عايزة قلبي يوجعني

-هتزعلي عليا ياليلى لو مُت!!

ألقت نفسها بأحضانه وبكت بنشيج كأنها لم تبكي محاوطة خصراه، وهي تتحدث بصوت مفعم بالبكاء

-حرام عليك ياراكان، انت عايز تموتني، ليه توجعلي قلبي، كفاية وقت ماعرفت انك مقصود من الناس دي وأنا مرعوبة

استقرت كلماتها بصدره تؤلم روحه فتحدث بثبات

-مفيش بيموت ناقص عمر حبيبتي

رفعت كفيها إلى وجهه مردفة بعيونًا دامعة

-اوعدني تاخد بالك من نفسك، وبلاش تقرب من الناس دي، كفاية وجع لحد كدا

قبل كفيها ونهض يضمها

-ان شاءالله تعالي ياله الناس مستنية برة

 

بالخارج جلس الجميع يستمعون لكلام المأذون الذي صدح بالمكان..انتهى  من كلماته بعدما أعلنهما زوجًا وزوجةً قائلا

 

"بارك الله وجمع بينكما في الخير"

توقف حمزة متجهًا لوالده، ثم لوالد ليلى، واخيرا وصل لمحبوبة قلبه..فعلت درة مثله

توقف أمامها يرسمها بعينيه..فركت يديها تنظر للأسفل وتوردت وجنتيها

-مبروك يادرة..اجابته بصوتها الرقيق

-الله يبارك فيك ياحمزة..ضم وجنتيها ثم طبع قبلة مطولة على جبينها

همس يونس إلى راكان بجواره

-الأهبل دا بيحسسني انه محترم ليه، فيه حد بيبارك لمراته ببوسه على جبينها

رمقه راكان بنظرة اخرصته، نهضت ليلى تهمس لأختها

-خدي حمزة وادخلي شوية جوا حبيبتي مرات عمك عمال تبص لحمزة هتبلعه بعينيها، ثم اتجهت بنظرها إلى راكان ففهم ماتريد

-ادخل بارك لعروستك ياعريس الغفلة عشان نخلص من الليلة الحلوة دي

بالداخل كانت تنتظره، دلف ووقف خلفها، شعرت بوجوده استدارت إليه بهدوء

نظر إليها بسحر وهيام وهو صامتًا وقف يرسمها فقط بعينيه مأخذوا بجمالها

رفع ذقنها إليه وتحدث:

-إيه هتفضلي ترسمي الأرض كتير..احست بدقات عنيفة بصدرها فقد كانت خجلة متوترة ولكن بداخلها سعادة لا توصف

لامس وجنتيها التي ضجت بالحرارة والإحمرار فأصبحت مغرية لقلبه الضعيف دنى يحتوي وجهها بين راحتيه

-ألف مبروك ياحبيبتي..أخيرًا بقيتي مراتي حلالي..تراجعت للخلف عندما شعرت برجفة بعمودها الفقري

جذبها لأحضانها يضمها بقوة يستنشق رائحتها متلذذًا بها لأول مرة يشعر بتلك السعادة

كان نفسي أعملك حفلة كبيرة قوي يادرة، لكن ظروف تعب والدك، بس وعد مني هعملك فرح الدنيا كلها تتحاكى بيه

أخرجها من أحضانها وهو يحتضن وجهها ثم طبع قبلة على خديها.اهتز جسدها بين ذراعيه؛ شعر بها فحاوط خصرها بذرعيها

-انا مش محتاجة حاجة ياحمزة، كفاية نكون مع بعض

ضم وجهها ونظراته تحاوط عيناها

-طيب مفيش كلمة حلوة لجوزك، أنا بقيت جوزك على فكرة

فركت يديها والخجل يتمكن منها فهمست بتقطع

-حاجة زي ايه يعني، ماأنا قولتلك مبروك

ابتسم على خجلها؛ فاحكم قبضته حول خصرها وهمس بجانب اذنها

-عايز اسمع من مراتي بحبك ياحمزة

شعرت بدوار يسيطر عليها فابتلعت ريقها بصعوبة:

-حمزة ابعد مينفعش كدا..جذبها بقوة فاصطدمت بصدره، واضعة كفيها عليه

-"حمزة."قالتها بتقطع..داعب وجهها بأنفه يهمس

-روح حمزة، مش هسيبك غير لما تقوليها انا بستناها من زمان قوي

داعب وجهها بأنامله

-ياله حبيبي مستني..وضعت رأسها بأحضانه وهمست بصوت متقطع

-بحبك ياحمزة..قطع كلماتها عندما التقط ثغرها بقبلة جامحة  ليكتشف بها طعم كرزيتها

أغمضت عيناها مستمتعة بقبلته الأولى فأصبحت ساقيها كالهلام، رفعها من خصرها يضمها لأحضانه بقوة..ليصطحبها داخل دوامة عشقه ومشاعر لأول مرة تجربها، فتحت عيناها أخيرًا

وتراجعت للخلف تحاول أن تلملم شتات نفسها

سحبها من كفيها واجلسها بجواره وظل يحدق بها  بنظراته

ارتبكت كثيرًا من نظراته الجريئة وشعرت بالدماء تتدفق لوجنتيها من شدة الخجل، اشاحت بعينيها بعيدًا عنه

-بس بقى بتبص لي كدا ليه، وكأنك لأول مرة بتشوفني، لو فضلت كدا هقوم بقولك اهو...ظل يرمقها بصمت يود لو يلتهم كلماتها  

رفع كفيه على وجنتيها يتحسسها مردفًا:

-تعرفي أول مرة شوفتك فيها، كان نفسي أضربك على وشك، مكنتش أعرف هحبك قوي كدا

استدارت تنظر إليه وتحدثت بتقطع

-كنت عايز تضربني ياحمزة، دنى يهمس أمام شفتيها وهز رأسه قائلا

-أيوة ياحبيبة حمزة..كنت عايز أضربك عشان وافقتي على واحد حلوف زي نور دا، كان نفسي أخنقك وأخنقه هو كمان

أطلقت ضحكة خافته من بين شفتيها

-ليه حضرتك كنت بطلجي ولا إيه..احتضن كفيها بين راحتيه ثم طبع قبلة عليها

-لا مش بلطجي بس وقعت غلط، وكنت مش قادر أتكلم

التمعت عيناها ببريق السعادة مردفة

-عايز تفهمني ان عجبت حضرة المحامي من اول مرة

ضمها لأحضانه قائلا

-هتصدقي لو قولتلك آه، بس طبعًا عمري مافكرت فيكي بطريقة تانية رضيت بنصيبي مكنتش عارف إن ربنا بيشلي الأحسن  

بعد فترة

دلفت الفتيات للداخل

كانت تجلس على المقعد تتذكر لحظاتهما منذ قليل ابتسمت بخفوت وهي تلمس السلسال ثم قبلته..جلست أسما بجوارها تلكزها

-الكلام على إيه ياباشمهندسة

ابتسمت لها وتحدثت

-الكلام على الحب، أنا وراكان اتصالحنا

ضمتها أسما بسعادة

-حسيت من ضحكات راكان برة، ربنا يسعدكم يارب، متخليش حد يدخل بينكم، والحمد لله عرفتي تتصرفي صح

-البركة في نوح هو اللي قالي كل حاجة..وكمان اكدلي انه مش هيتجوزها هو عايز يوصل لقاتل سليم

اومات أسما متفهمة قاطعتهم سمية

-انتوا قاعدين كدا ليه، قوموا احتفلوا بالبت..نهضت أسما وقامت بتشغيل الموسيقى..جذبت ليلى

-قومي بقى ارقصي فيه حد قدك الليلة، لازم تفرجيها علينا

شعرت بألمًا يغزو معدتها فهزت رأسها رافضة

-لا مش قادرة ..نهضت درة

-والله لترقصي ياليلى، إيه مش عايزة تفرحي اختك مش كفاية مفيش فرح

ضمت اختها والسعادة تشق ثغرها رغم آلام معدتها وبدأت تتحرك ببطئ في بداية الأمر حتى انسجمت مع الموسيقى وبدأت تتحرك بحركات آغوائية

بالخارج

كان يجلس بجوار نوح همس له

-هربيك ياابو لسانين، روحت كشفتنا الله يفضحك يااخي..غمز نوح قائلا

-شكل الغزالة رايقة على الآخر، الضحك من الودان للودان..  نهض يونس متحدثا وهو ينظر لسيلين

-انا لازم امشي عندي عملية ومبروك يازومي، عقبال لما اشوفك في الكوشة يلا

بعد قليل صدح صوت الطفل بالبكاء..توقفت سميه

-هاته ادخله لمامته..هز رأسه رافضًا

-لا لازم نمشي، عندي سفر الصبح بدري ممكن تبعتي ليلى عشان نتحرك

أومأت متحركة ولكن اوقفها عاصم

-دخليني ياسمية، الولاد مش غرب..نهض راكان ونوح معًا

-خدي أمير وأحنا نساعده..أخذت الطفل وقاموا بإسناد عاصم للداخل

تسطح عاصم بمساعدة نوح وراكان..أمسك عاصم كف راكان

-اقعد يابني عايز اتكلم معاك شوية

بعد قليل خرج وهو يبحث عنها فلقد غلبه الشوق..وقف متصنمًا حينما وجد باب الغرفة مفتوحًا وجسدها الأنثوي الذي يتحرك أمامه بطريقة مثيرة...وخصلاتها التي تغطي وجهها

بلع ريقه بصعوبة متجهًا لباب الغرفة وقام بإغلاقه، كور قبضته بعنف، تكاد تخرج مقلتيه من محجريها كلما تخيل أن نوح قد رآها بتلك الهيئة..فتح اول زر لقميصه عندما شعر بإنسحاب أنفاسه وهو يتخيلها تتراقص أمامه بتلك الهيئة مع إختلاف بسيط، بمنامتها التي جلبها إليها من إحدى الماركات الشهيرة بعدما أعلنت سيطرتها على قلبه وقرارها بإقترابه والتنعم بأحضانه

وصل للخارج وهو يكاد يتحرك بهدوء رغم حربه الداخليه فتحدث بعدما اخذ الطفل

بصوتا جاهد ان يخرج متزنا

-ممكن تنادي لليلى يادوب نمشي..تحركت للداخل، خرجت ليلى بعد قليل..طالعها بنظرات صامتة، ود لو قام بإختطافها في التو، فلم يعد له القدرة على التريث

وقفت تفرك كفيها فدفعتها درة

-بعد اذنك ياأستاذ راكان، ليلى مش هتروح معاك الليلة..هب كالملسوع يبلع ريقه بصعوبة

-نعم ليه إن شاءالله..لكزه نوح بجنبه فتحدث بدلا عنه

-راكان يقصد ليلى مينفعش تبات برة البيت يادرة

رمق حمزة نوح فتحدث من بين أسنانه

-اسمها الباشمهندسة درة يلاَ

اقترب راكان هاربا من حرب حمزة ونوح مقتربا من ليلى

-عايزة تباتي هنا..فركت يديها وابتلعت ريقها تحاول الحديث..فقاطعتهما درة

-وحياتي ياليلى باتي معايا، فيه حاجات عايزين نرتبها مع بعض

اتجه راكان بأنظاره إلى درة قائلا:

-هتجيلك بكرة..أجابته درة

-عندي تستات كتيرة مش هكون فاضية..

خلاص ياراكان سيب ليلى يومين هنا، انت كدا كدا هتسافر ...قالها حمزة

جز على أسنانه يريد أن يحطم فم حمزة الذي نطق بتلك الكلمات بعدما تحدث الجميع يحثه على ذلك

حاوطها بنظراته المترجية بأن تتحرك معه، ولكن قطعه كريم وهو يضم أخته من اكتافها

-خلاص ياأستاذ راكان ليلى من يوم مااتجوزت وهي ماببتتش معانا ولا ليلة

أطبق على جفنيه واومأ برأسه بالموافقة، دنت منه وتسائلت

-هتسافر إمتى؟!

اجابها دون النظر إليها

-الساعة خمسة ان شاء الله لازم أوصل بدري عندي اجتماع مهم ...تحرك للخارج، خرجت خلفه، توقف لدى الباب ثم ضمها وطبع قبلة مطولةعلى جبينها يبث بها أشواقه إليها

-خلي بالك من نفسك ومن أمير

ترقرق الدمع بعيناها وهمست

-متتأخرش علينا، وضع جبينه فوق خاصتها هامسًا

-هكلمك كل وقت اكون فاضي فيه، متخرجيش من غير الحراسة، ومالكيش دعوة بتوفيق خالص

رفعت كفيها على وجنتيه

-خلي بالك من نفسك، لا إله إلا الله

تحرك وهو يقول

-"محمد رسول الله "

--

بعد قليل توقف أمام منزله ينظر إليه وكأنه كهف من الظلام بدونها ..استمع إلى رنين هاتفه

ابتسم عندما وجدها

-أيوة.. استمع إلى أنفاسها فهمست

-آسفة ياراكان..تنهد بصوتًا مرتفع حتى استمعت لتنهيداته

-عارفة إنك كنت عايزني أرجع معاك، لكن والله غصب عني

نزل من السيارة وهو يحادثها

-خلي بالك من نفسك حبيبي بحبك..قالها ثم أغلق دون حديث

 

وصل إلى غرفته وكأن هناك مايعتصر قلبه من عدم وجودها خصيصًا بتلك الليلة، منذ ساعات وهو يرسم لتلك الليلة ولكن تحطمت أحلامه كقلاع واهية من الرمال

هوى على مقعده ينظر حوله بضياع وتخيله لها بكل ركن بالغرفة، تذكر حديثها قبل خروجه

آه خفيضة خرجت من بين شفتيه تحمل معاني كثيرة من التمني يود لو له أجنحة يحطم تلك المسافات  ويصل إليها بتلك اللحظة

نهض متجهًا لمرحاضه، ثم خرج بعد قليل بعدما بدل ثيابه، أمسك قميصه يستنشق رائحة عطرها الندية مغمض العينين

تسطح على فراشه وهو مطبق الجفنين ،  تعاقبت الساعات واحدة تلو الأخرى حتى غلبه الشوق ولم يعد يتحمل، نهض متجهًا لشرفته وامسك هاتفه

عند ليلى بعد ذهاب نوح وحمزة جلست مع والدتها بعض الوقت ثم اتجهت لغرفة اختها

-بتعملي أيه..قالتها ليلى بعدما دلفت

توقفت درة تجذبها

-اخيرًا شرفتي، تعالي احكي لي أنا عملت اي شو كدا قدام راكان عشان تباتي معانا ونقعد نتكلم

اتسعت ابتسامتها وجلست على فراش اختها

-عايزة نتكلم في إيه؟!

جلست بمقابلتها درة ودققت النظر بعيناها

-حكايتك مع راكان، وصلتوا لأيه، قربتوا من بعض، يعني اعترفتوا لبعض بحبكم..عايزة اعرف كل حاجة، شخصية جذابة زي راكان، لما يعترف لحبيبته بيكون إزاي، نفسي اشوف راكان وهو رومانتيك، سمعت عنه كتير

عقدت ليلى ذراعها وهي ترمقها بغيظ

-بتعاكسي جوزي يابت قدامي..ضحكت درة وهي تضمها

-يعيني على الغيرة اللي بتطلع قلوب من نار

رجعت بجسدها للخلف وابتسامة شقت ثغرها جعلت عيناها تلمع من سعادتها فالتفت بأنظارها لأختها قائلة:

-الحب هو السعادة يادرة، عارفة لما تكوني جنب الي بتحبيه وهو حاسس بيكِ وغير إحساس الأمان وأنتِ  في حضنه دي السعادة فعلا يادرة

تنهدت بحب وهي تقص عليها

-عارفة من كام يوم حصل صدام بيني وبين جده، وقتها بس عرفت معنى يعني إيه إنك تعيشي في ظل راجل

قطبت مابين جبينها بتسائل:

-حصل إيه يعني من جده؟!

ربتت ليلى على كف اختها، وتوقفت متجهة للخارج بعدما استمعت لبكاء طفلها

-مشاكل عادية حبيبتي متشغليش بالك، هروح اشوف أمير، وأرجع نكمل كلامنا بس مش على راكان طبعا، على حمزة الي خطفك ودخل وقفل الباب كأنك في بيته ياباشمهندسة

اتجهت لوالدتها ثم أخذت طفلها

-هاتيه ياماما هو عايز ينام، روحي إنتِ ارتاحي حبيبتي

سحبتها والدتها تطالعها بتحديق

-ليلى حبيبتي هو إنتِ حامل..توسعت بؤبؤة عيناها تهز رأسها بهستريا

-إيه الي بتقوليه دا ياماما، فركت يديها ونظرت بجميع الأرجاء تهرب من نظرات والدتها التفحصية

اقتربت والدتها وادارت وجهها تنظر إليها بمغذى

-مالك يابنتي؟! ليه بتحسسيني  بسألك  عن حاجة حرام لا سمح الله هو إنتِ مش متجوزة ولا إيه

نهضت وأخذت إبنها وتحركت للغرفة

-ماما أمير عايز ينام لو سمحتِ حبيبتي، أخذت إبنها وتحركت سريعًا متجهة للغرفة وجسدها يرتعش من حديث والدتها

اطعمت طفلها ووضعته على الفراش ترجع خصلاتها للخلف تحدث نفسها

-إزاي ماأخدتش بالي من حاجة زي كدا، مصيبة لو كنت حامل فعلًا. ..هزت رأسها رافضة

-لا مستحيل اكون حامل،ظلت تكررها، استمعت لصوت هاتفها، جذبته وإذ بها ترى متيم قلبها

استجمعت شتات نفسها واجابته

-ألو..قالتها بصوتًا متقطع

على الجانب الآخر ..تنهد بوجع يستمع إليها كأن صوتها معذوفة من الموسيقى التي تطرب الأذن والقلب، صمت لبعض اللحظات وهو يستمع لصوتها

-راكان!! فتح عيناه وهمس بصوته الذي وقع على قلبها كفراشات تطير بمعدتها من فرط دقاتها ونبضه بحبها، تمنت لو أن يكون أمامها آلان

 

--

حاول السيطرة على دقات قلبه التي أصبحت كالطبول قبل أن يتحدث

-ليلى وحشتيني..أغمضت عيناها حينما لامست كلماته حواف قلبها فتعثرت نبضاته من فرط التأثر من همسه، فهمست له

-لسة صاحي..؟! جلس ورفع ساقيه على الجدار وهو يرجع خصلاته للخلف، متنهدًا بلوعة العشق قائلا :

-تفتكري هيجيلي نوم وأنتِ بعيد عني

ارتسمت بسمة على وجهها بإنتشاء من كلماته التي شعرت بسعادة تملك كيانها فاردفت مبتسمة تتلاعب بسلساله:

 

-أنا كمان لسة منمتش..قطع كلامها

-إيه موحشتكيش..هزة عنيفة أصابت جسدها مما ادت إلى إنزلاق عبرة على وجنتيها من إشتياقها الكامن له، ارتجفت شفتيها واجابته

-وحشتني لدرجة مش قادرة أوصفها حبيبي

هب من مكانه واتجه للأسفل سريعا

-ليلى ربع ساعة وأكون عندك، خلي الولد مع مامتك وتعالي مش هقدر أنام وانا كدا

أزالت عبراتها واجابته

-راكان إيه اللي بتقوله دا، وبعدين ماما نامت دلوقتي، مينفعش ادخل اقولها جوزي المجنون تحت وجاي ياخدني

استقل سيارته وتحرك

-طب وحياة جوزك المجنون لتنزلي حالا، ولو مسمعتيش الكلام هطلع اخدك لبيتنا، ولا هفضل للصبح قاعد في البرد تحت البيت،

فقدت القدرة على الحركة او الكلام، ظلت للحظات فتحدثت متلعثمة

-انت بتتكلم بجد، إنت جاي

ابتسم بهدوء وأجابها

-وحياة ليلى عندي قدامي عشر دقايق وأخدك في حضني

كانت درة تقف على أعتاب باب غرفتها فهزت رأسها بالموافقة حينما استمعت لحوارهما

طيب خلاص بس مش هنتأخر

أطلق زفرة خافته وتحدث

-موعدكيش..مس كيانها بعطر كلماته، فأصابتها رغبة حارقة في تلك الأثناء ان يصل إليها خلال لحظات

عقدت درة ذراعيها وهي تتحدث بخبث:

-لا دا الحب ولع في الدرة، حتى خلى حضرة المستشار راكان البنداري بذات نفسه ميعرفش ينام ولولته بعيدة عنه

عند سيلين ويونس

توقف بالسيارة على جانب الطريق، عقدت ذراعيها وتحدثت وهي تنظر للأمام

-أنا معرفش قولت لبابا إيه خلاه يوافق إنك تكون المسؤل عني، بس متنساش يادكتور مهما تعمل أنا وإنت طرقنا افترقت

استدار بجسده يخلل انامله في خصلاتها قائلا

-سيلي هو إنتِ بتتكلمي جد، يعني فعلا معنتيش بتحبيني، معقول حب السنين دا كله يتمسح من مجرد خطأ واحد

صرخت بوجهه وانبثقت دمعة غادرة تحرق وجنتيها بعدما دفعت كفيه بغضب بعيد عنها

-ماتقولش على اللعب بمشاعري يامحترم خطأ، ماتقولش على الخيانة خطأ، انت موتني وأنا لسة يادوب بفتح عيني عشان أشوف الدنيا..

خلتني أفقد الثقة في نفسي يادكتور، طلعتني واحدة بنت حرام بنت من الشارع حتى لو كنت كدا، إيه نسيت مين اللي رباني، نسيت مين سيلين اللي كانت مكنتش بتاكل ولا بتنام الا مع يونس..

أزالت عبراتها بعنف ونظرت أمامها

-أنا موت يايونس والبركة فيك، ومفيش ميت بيصحى تاني ...جذبها لأحضانه يسحقها وانزلقت عبراته

-انا عارف إني غلطت، وعارف استاهل الدبح والموت، بس صدقيني مقدرش أبعد عنك

أخرجها من أحضانها يحتضن وجهها ويحاوطها بنظراته

-سيلين أنا بتنفس عشقك، عارفة يعني ايه، يعني لو بعدتي عني ممكن أموت، يرضيكي يونس يموت ياسيلى

على الرغم من رجفة قلبها وخوفها من مجرد حديثه إلا أنها انزلت يديه وتحدثت:

-مش انا اللي عاوزة اموتك يادكتور، وبعدين متخافش مفيش حد بيموت قبل عمره

تصلب جسده وكأن خنجرا يدق منتصف قلبه فحاول السيطرة على نفسه بعض الشئ ولكن اشتعلت نظراته بشكل مخيف جعلها تتراجع للخلف بجسدها تبتعد عنه ومن نظراته الناريه عندما تحدثت

-يونس ..عشان نبقى مرتاحين انا اتعرفت على واحد وحبيته، وخلال ايام هنتخطب، وكمان

قاطعها صارخًا وهو يجذبها بعنف ينظر لموج البحر بعيناها

-هقتلك ياسيلين، عارفة هقتلك واشرب من دمك، واتلذذ فيه، مش اكبرك وفي الآخر يجي حيوان يخطفك مني

جذب رأسها بعنف يرمقها بنظرات نارية

-حبيته، بتقولي حبتيه، ضغط على فكيها وصاح بغضب

-اوعي يكون قرب منك ولمسك يابت دا انا اموتك...مرر اصبعه على شفتيها قائلا:

-لمس دي، لمس ملك يونس ياحيوانة، ضم ثغرها بخاصته بعنف حتى ادمها، حاولت دفعه بعيد ولكنه كان كالذي مسه جن، ظل يقبلها حتى سلب أنفاسها بالكامل، ثم دفعها بقوة، وقاد سيارته بسرعة عنيفة


تابع قراءة الفصل