-->

رواية جديدة عسل مالح الجزء الثالث لأسماء عبد الهادي - الفصل 4

 

قراءة رواية عسل مالح الجزء الثالث كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





قراءة رواية عسل مالح 3

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء عبد الهادي


الفصل الرابع



اغتسل عز الدين وبدل ملابسه وبدأ يمشط شعره ويعدل من هيئته ومن ثم جلس مكانه ثانية بصمت 

فقال راضي وهو يود أخراجه من همه 

_يااابوي ايه ديه يا واد عمي تقولشي عريس اياك لاه واحدة واحدة ع البنات ياابو عمو 

لكن تلك الكلمات لم تزد عز الدين الا هما فهو كم تمنى أن يكون عريسا لبنت واحدة فقط ولكن امنيته قد تبددت للأبد واصبح حلما عصي المنال 


ليقول راضي بجدية 

ايه كنك معايزشي تبقى عريس طب ايه قولك بجا اني بنفسي هشتغل خاطبة ع اخر الزمن واشوفلك عروسة كماني ولما الاقيها هروح افاتح الحچ عيسى طوالي ومن غير ما ارجعلك حتى 


ليخرج عز عن صمته

خلاص مبقتش افكر ف الموضوع ده يا راضي ،جربته مرة ولا يمكن اجرب تاني 


راضي بانزعاج 

 ليه يا بأف انت الحياة تجارب واحيانا تصيب واحيانا تخيب، ايه يعني اتخدعت مرة وايه المشكلة مهياش نهاية العالم، سيبك انت من الكلام الفارغ اللي في راسك ديه وفوق وخليك راچل اكده علشان ورب الكعبة هقلب عليك وهزعلك وانت عارفني 


عز حاول ان يخرج مما به فابتسم وقال 

عارفك دبش وبتلطش علطول 


ضحك راضي 

طب ما انت عارف اهو علشان اكده بجولك خاف مني واتعدل يا واد عمي 


عز هحاول يا راضي هحاول ادعيلي اتخطاها 


راضي لازمن تتخطاها لأنها مبقتش تجوزلك خلاص فحتما ولابد هتنساها غصب عنك 


تذكر عز الدين ان نادين اصبحت زوجة اخيه 

فقال معاك حق غصب عني لازم انساها واخرجها من  قلبي


في ذلك الوقت سمع عز اخر صوت يود ان يسمعه الآن وخاصة عند لفظه بتلك الكلمة 

تنسى مين وتخرجها من قلبك يا واد ابوي 


من شدة فزع عز في ذلك الوقت وارتباكه كاد ان يسقط من مقعده 

ااا حمزة انا ااا 


جلس حمزة ووضع يده ع رجل اخيه 

أني چيت علشان اطلب منك ترجع الدار امك واختك قالبينها مناحة ودوشوني ،لكن لو كان عليا معايزشي اشوف وشك بتاتا 


اخفض عز الدين رأسه بحرج من اخيه وهو يقول 

سامحني يا حمزة اقسملك انها غلطة ومهتتكررش تاني، أني يعز عليا زعلك مني 


تنهد حمزة ونظر لراضي برهة ثم قال 

الكلام ديه سابق لأوانه لازمن اشوف توبتك داي بنفسي وعلشان تثبتلي فعلا انك مهتكررهاش هتعاود الدار وهناك هقدر احكم 


ابتلع عز الدين ريقه لانه يخشى الا يستطيع ان يتمالك نفسه عند رؤيتها 

فقال اا اني هسافر القاهرة و،، وو ورايا كم حاجة هناك هعملها 


هنا قال حمزة بنبرة جادة قلت تعاود الدار يا عز والليلة تكون معانا ع ترابيزة العشا وتقعد بيناتنا زي عادتك 


قالها حمزة ونهض من مكانه منصرفا 

لينتظر راضي إلا ان غادر حمزة تماما ثم قال 

لازم ترجع يا عز وتواچه مخاوفك علشان تقدر تتغلب عليها، لازم تروح وتثبت لقلبك قبل الكل انه خلاص مبقاش ليها مكان فيه، لازمن تعمل اكده والا هتخسر اخوك ، فكر ف كلامي يا واد عمي 


قالها راضي وتركه ورحل ليتيح له الفرصة ليجلس بمفرده قليلا 

❈-❈-❈


تجلس وحيدة بمفردها تصارع مرضها وآلامها 

لكن وبدون مقدمات تقفز صورته أمام أعينها 

فتبتسم رغما عنها وتخرج منها آهة متحسرة ع حالها ولسان حالها يقول

كانت أيام جميلة ياريتها استمرت أكتر، لكن للاسف مدامتش كتير وهل يا ترى هقدر ارجع نادين البنت المرحة المقبلة على الحياة من تاني، امم مفتكرش اللي حصلي كتير واصعبهم بعد عز عني، مفتكرش الحياة هتكون ليها طعم من تاني وهو مش فيها، ايوة انا اللي بعدته بكامل إرادتي لكني يستحيل أنساه ربنا يسعده في حياته اتمناله كل خير 


فرت دمعة هاربة على محياها وفي تلك اللحظة سمعت طرق الباب فنظرت تلقائيا تجاهه 

فإذا بها فاطمة 

فاطمة بابتسامة

انا چيت اطمن عليكي النهاردة اخبارك ايه يا حبيبتي


لم تكد نادين ترد حتى لاحظت فاطمة تلك الدمعات ع خديها 

واه يا نادين انتي كنتي بتعيطي ليه كفا الله الشر 


تنهدت نادين وفضلت الصمت فماذا عساها تقول 

لتجلس فاطمة بجوارها وهي تقول 

اقولك حاجة يا نادين بس بالله ما تفهميني غلط وتعتبريني زي اختك وتفتحيلي قلبك لاني بعتبرك اختي بحق وحقيقي 


نظرت لها نادين منتظرة اياها لتتحدث 

فقالت فاطمة 

نادين هو انتي كان فيه حاجة بينك وبين عز اخوي 

طالعتها نادين بدهشة 

فقالت فاطمة مسرعة 

لا والله مقصدشي حاچة عفشة لا سمح الله، بس اقصد يعني هل انتي كنتي فعلا البنت اللي عز اخوي رايد يتچوزها؟؟ 

لم تجد ردا من نادين يريحها فأكملت قولها 

عارفة انك خلاص بقيتي مرة اخوي حمزة ومينفعش كلام ف الموضوع ديه بس اني بفضفض معاكي مش اكتر، تعرفي أن ابوي عرض ع عز انه يتچوزك لكنه رفض علشان مكانش يعرف ان ابوي قصده عليكي انتي، ومش هخبي عليكي اني حسيت ان عز اخوي اتصدم وقت ما شافك اهنه وانتي كمان اتصدمتي ، وقتها مكنتش عارفة افسر نظراتكم دي لكن اللي حصل من كام يوم وقت ما حمزة اخوي اتهور بسبب عملة نوارة مرته، وعز اخوي مبقاش ع بعضه كأنه اتبدل حاله وكبر عشرين سنة وتعب ومرض ومبقاش طايق نفسه ولا اللي حواليه ولا داري بالدنيا من اصله، عرفت وقتها انه كان بيحبك وحب مش عادي كماني، وانتي كمان عتحبيه، حركات عنيكي وبريقها لمجرد ذكر اسمه كفيلة بأني أعرف واتأكد من ديه، لكن السؤال بقا يا نادين ليه طالما بتحبوا بعض ليه وافقتي تتچوزي حمزة وكمان كزوجة تانية ليه سبتي حبيبك وروحتي لأخوه 


تألمت نادين لكلمات فاطمة وزرفت ادمعها اكتر 

لتقول فاطمة اني متأكدة ان الموضوع بسبب تعبك مش اكده؟؟ متخبيش عليا يا نادين اني عايزة اعرف مش اكتر انتي خلاص بقيتي مرت اخوي حمزة واللي كان كان وخلاص


هزت نادين رأسها بنعم 

لتهتف فاطمة بعتاب خفيف

افهم من اكده انك سبتي عز علشان مريضة ، طب ليه ما المريض بيشفى بإذن الله ليه مصبرتيش لحد ما تخفي اني متأكدة ان عز اخوي هيقدر ديه خوي راچل وشهم  وكان هيقدر 


عندما وجدت فاطمة علامات البؤس ع وجه نادين قالت 

خلاص اني اسفة ممنوش عاذة الحديت ديه من اصله اني اكده بوجع قلبك ف الفاضي، بس تعرفي يا نادين انتوا صعبانين عليا اوي الكل صعبان عليا، يعز عليا شوفة خوي عز بيتعذب ببعادك وانتي كمان عتتوجعي ف بعاده ونوارة ، نوارة اللي يا حبة عيني هتتجنن وخلاص فاضلها تكة وعقلها يخف ربنا يكون ف عونكم كلكم ، بس هنقول ايه نصيب وقدر ومكتوب ومحدش بيختار الحياة اللي بيعيشها علشان اكده لازمن نرضى بالمقسوم 


وقفت فاطمة وقالت هقوم اجيب الوكل وناكل انا وانتي سوا اهنه ايه رايك 


نادين 

لا مليش نفس كلي انتي بالهنا والعافية 


فاطمة لاه حمزة خوي موصيني عليكي اوعي تنهد يني ف قلبي وتغلبيني زي ما عز خوي مغلب راضي علشان ياكل لقمة 


أغمضت نادين اعينها لبرهة ثم قالت 

فاطمة سيبك مني وخليكي جنب نوارة انا حاسة اني ظلمتها اوي انا مكانش ينفع اتجوز حمزة انا عارفة 


فاطمة

 مش بقولك نصيب ومحدش بيختار نصيبه، نوارة ربنا يكون ف عونها 


نادين 

خليكي جنبها وخففي عنها زمانها يا حبيبتي زعلانة ومقهورة 


فاطمة

 انتي خايفة على زعلها حقيقي 


نادين

 انا مجتش هنا علشان اخد منها جوزها يا فاطمة 


فاطمة

 ايوة عارفة وانتي مش شكلك وش اكده، شكلك مسالم وبريء اكده ، تعرفي كنتي هتكوني لايقة ع عز الدين اوي 


نادين  قالت بمرارة

بمرضي دا يا فاطمة 


فاطمة ان شاء الله هتخفي منه اوعي تقوليلي انك قصدتي اللي حصل علشان يكرهك عز وميفكرش فيكي وانه ميعرفش بمرضك 


نادين 

دا حقيقي يا فاطمة بس بالله عليكي اوعديني متقوليش لعز اي حاجة خالص علشان ينساني 


فاطمة 

طبعا مش هقوله هحسر قلبه ليه ما خلاص اتجوزتي اخوي حمزة، ولا كني هقوله وهو يروح يقول لحمزة طلقها علشاني، استحالة تحصل طبعا


نادين 

ايوة شوفتي مبقاش ينفع خلاص علشان كدا مش لازم يعرف بمرضي 


فاطمة 

ماشي مش هقوله حاجة اطمني وانتي كمان حاولي تنسيه انتي بقيتي مرة حد تاني فحرام تفكري ف غيره حتى لو كان مجرد تفكير بس اكده خيانة ربنا ميرضاش بيها 


في تلك الأثناء استمعت كلتاها صوت زغاريط تتنشر ف المكان 

فقالت فاطمة بفرحة 

لاه مش مصدقة نفسي اخيرا ايوة اكده 


نادين فيه ايه 


فاطمة طالما الحجة بهية زغرطت بنفسها يبقى عز اخوي رچع الدار يا نادين ديه بقاله كم يوم معتبهاش مش بقولك كانت حالته حالة، استنى لحظة هروح اطمن عليه سلام 


ابتسمت نادين رغم وجعها 

قد كدا كنت بتحبني يا عز، اسفة مش مكتوبين لبعض متأكدة انك هتلاقي البنت اللي تسعدك بجد جايز انا مش هيا حتى لو كنت عايزة دا 

❈-❈-❈


انشغل الجميع بخبر عودة عز الدين ثانية إلى الدار 

استقبلته امه بالترحاب ودموع الفرحة ع محياها فاتحة ذراعيها ع وسعهما لتجعله يستقر بداخلها وهي تقول 

ولدي حبيبي الغالي نورت بيتك من تاني اتوحشتك كتير يا ولدي طمني عليك يا ضي عيني عامل ايه 


قبل عز ناصية أمه ثم يدها وهو يقول 

حقك على راسي يامه أني محقوقلك اني بعدت عنيكي سامحيني بس كان غصب عني واديني رجعت اهو تاني بين ايديكي يا ست الدار 


 بهية 

الدار وستها يا ولدي مكانش ليهم اي طعم ولا شغف للحياة من غيرك يا قلب امك اوعاك تعملها تاني يا عز، لما يضيق بيك الحال مهتلاقيش اوسع من صدر امك يشيل همك ويخفف عنك يا ولدي 


ارتمى عز ثانية بين احضان أمه وهو يقول معاكي حق يامه واديني جيتلك اهو كيف العيل الصغير مشتاق لحنانك و طبطبك على قلبي 


بهية سلامة قلبك يا ضي عيني ربنا يزيح عنك يارب 


تدخلت ام الخير ف الحوار وهي تطلق الزغاريد هي الأخرى 

والله ونورت الدار مرة تانية يا سي عز متطولش الغيبة عليها تاني انت بتعمل للدار حس واهي الحجة بهية اول مرة تبتسم من يومها ربنا يخليك ليا يارب 


عز بابتسامة خفيفة تسلمي يا ام الخير  يلا عشينا اكلة حلوة من يدك 


أم الخير بس اكده أحلى أكل لسيد الناس 


هنا قدمت فاطمة التي هبطت الدرج ركضا حتى كانت ان تسقط في اخر سلمة من الدرج وهي تقول عز اخوي اخيرا جيت .اااه 


تقدم عز الدين مسرعا وأمسك باخته قبل ان يختل توازنها وهو يقول 

حاسبي يا مصيبة انتي، لساتك زي ما انتي متهورة وهبلة 


اعتدلت فى وقتها وقالت بنبرة عتاب 

بقا اني هبلة يا عز يا خوي مكانش العشم أبدا لا واني اللي كنت جلجانة عليك وربنا انت ما تستاهل 


احاط عز الدين عنقها بذراعه وهو يقول مبتسما 

يا بت اني بهزر معاكي ايه بلاش اهزر مع اختي 


ابعدت يده لاه هزارك ديه ماسخ اوي معحبهوشي 


ضحك عز الدين وقبل رأس اخته

خلاص حقك عليا وادي راسك اهي هبوسها ها كدا مرضية دا انتي الغالية بنت الغالية يا فاطمة 


ابتسمت فاطمة والقت بنفسها بين احضان اخيها 

اتوحشتك اوي ياخوي نورت الدار 


عز حقكم عليا كلكم، أني رجعت اهو من تاني 

❈-❈-❈


خرجت نوارة من غرفتها تجر ذيول خيبتها معها بغية ان تعرف سر تلك الزغاريد فأول ما جاء ببالها أن تلك الزغاريد بسبب حمل نادين 

وما ان فهمت الأمر وعرفت انه بسبب عودة عز حتى اطمئن قلبها وقالت 

الحمد لله اني فكرتها حبلة وربي ما كنت هقدر اتحمل أبدا ، لااه واني هسكت لحد ما تحبل لاه لا يمكن اسمح لديه يحصل لازمن اتصرف قبل ما الفاس تقع ف الراس اكتر وتبقى زيها زيي الند بالند، اااه يا حمزة ليه تعمل اكده فيا ...اني عمري ما اتخيلت اني اكون بالشر ديه لكن اللي عملته هو اللي اجبرني ع ديه ولازمن اعمله والكل مشغول 


توجهت سريعا لغرفتها وعبثت بدرج خزانتها الى ان وجدت ضالتها وخبأته جيدا بين ملابسها وانطلقت مغادرة الغرفة متوجهة لغرفة نادين 


وما ان همت بفتح الباب حتى سمعت صوت حمحمة زوجها حمزة 

حتى ارتعشت اوصالها وتوجهت سريعا نحو غرفتها مرة أخرى 

لكنها وقبل أن تدلف الغرفة سمعته يقول 

نوارة ؟! 


ابتلعت ريقها وقالت ف نفسها بخوف 

بالهوي بالي مصيبة ليكون شافني وانا عند اوضة اللي ما تتسمى ربنا يستر 


استغرب حمزة من تصرفها وانها لم ترد عليه وما زالت وافقة مولية له ظهرها فكرر سؤاله ثانية 

نوارة انتي سامعاني 


ابتلعت ريقها مرة أخرى وأحكمت اخفاء ما في يدها جيدا وقالت وهي تلتف تجاهه 

اا ايوة يا حمزة أني سامعاك خير 


قال حمزة باستغراب 

مالك اكده فيكي ايه وكأن الدم هارب من عروقك فيه حاجة حصلت؟؟ 


أرادت أن تغير الموضوع لصالحها 

وقالت كل اللي عملته ديه ولسه بتسأل فيه حاجة حلصت ولا لاه ،.. ع العموم اطمن يا ابو عيالي مفيش ايتها حاجة واني حلوة خالص مفيش فيا حاچة اتكسرت ولا حاجة هو جلبي بس اللي اتكسر لكنه عادي ميجراشي حاچة هو اني كنت مهمة بالنسبة ليكم 


قالتها ومدت يدها لتدير اكرة الباب وفتحته ودلفت بهدوء 

ظل حمزة مكانه لبرهة يحاول أن يضبط أعصابه فكلامها كان عسير عليه فهي محبوبته 

لتستغل هي تلك الفرصة وتعيد ذاك المقص إلى الخزانة مرة أخرى سريعا 

وتجلس على الفراش مدعية الحزن


استعاد حمزة ثباته ومن ثم دلف خلفها وهو يقول 

نوارة أني داخل اتسبح حضريلي غيار نضيف والبسي  عبايتك وحجابك  علشان هننزل نتعشى كلياتنا تحت عز أخوي تحت فأوعي تنسي حجابك ودايما يكون على راسك 


 نهضت نوارة من مكانها 

ماشي هحضرلك غيارك ،لكني مش هنزل امعاكم أني مليش نفس لوكل ولا لغيره اللقمة بقت طعمها زي العلقم عتقف افزوري تكتمه مهتتبلعش 


ظنت بكلامها أنها ستستجدي تعاطف زوجها 

لكنها استمعته يقول وهو يدلف للمرحاض 

اللي هجولك عليه اسمعيه يا نوارة هننزل كلياتنا ناكلوا سوا 


قالها واغلق الباب خلفه لترمق هي مكانه بغيظ شديد 

وتتوجه نحو درج الخزانة مرة أخرى وتنظر للمقص بغل شديد 

❈-❈-❈


قدم الحج عيسى من الخارج فاقبل عز الدين نحوه سريعا مقبلا يده 

بوي كيف حالك يا غالي 


عيسى بقليل من الجفاء

توك افتكرت ابوك وان ليك أهل تسأل عليهم وبدهم يعرفوا اخبارك، ولا هتفضل تتصرف من نفسيك ولا كأن ليك أهل اياك 


قبل عز الدين يد ابيه ثانية وهو يقول معتذرا 

حقك عليا يا بوي أني غلطان معايزكش تزعل مني ربنا وحده اللي كان يعلم بحالي فمكنش ينفع تشوفوني في حال زي اكده 


عيسى سحب يده بهدوء وربت ع كتف ابنه هنتحدت في الموضوع ديه بعدين وهتكون جاعدة اكبيرة كمان 



 بدا عز الدين مستعدا لذلك فقال بهدوء ماشي يا بوي 


بهية يلا يا ولدي السفرة جهزت تعالى هتجعد جاري علشان اهتم بأكلك يا ضي عيني 


عيسى ولدك مهواش عيل اصغير علشان تدلعيه اكده ولدك راچل وسيد الرچالة اجعد ف مكانك يا عز يلا 


توجه عز للكرسي الذي يعتاد الجلوس عليه 

حاضر يا بوي 

وجلست جواره اخته فاطمة كعادتها 


❈-❈-❈


خرج من المرحاض بعد أن ارتدى ملابسه وأكمل بقية استعداده أمام المرآة وقال وهو يرتدي العباءة الرماديه ويمشط شعره

يلا يا نوارة مجهزتيش ليه انجزي يلا واني رايح خمسة ومعاودلك تاني تكوني جهزتي 


لم يترك لها فرصة سؤاله اين سيتوجه لانه خرج سريعا 

فلم تجد مفر من اطاعة أمره وشرعت ف ارتداء ملابس مناسبة لتجلس بها وسط العائلة 

أما حمزة فتوجه لغرفة نادين وطرق الباب وما ان سمع أذنها بالدخول حتى دلف والابتسامة على محياه 

وقال بمداعبة

عروستنا الچميلة كيفها دلوك


أجابت بحزن 

مش كفاية بقا تمثيل على نوارة مراتك اكتر من كدا وتقولها الحقيقة؟؟ 


حمزة وهو يجلس ع الكرسي مقابلتها 

لاه لسه اشوي على الموضوع ديه متشغليش بالك انتي اني عارف بعمل ايه، المهم طمنيني عنك كيفك دلوك 


نادين بهدوء الحمد لله على كل حال


حمزة ربنا يجعلك من الحامدين الشاكرين دايما.. المهم يلا حطي چلابية واسعة عليكي وتعالي علشان هننزل تحت 


نادين ننزل تحت فين

حمزة ايه هخطفك اياك هنتعشي كلياتنا سوا يلا جومي 


ابتلعت نادين ريقها وهي تقول 

بس اا بس عز تحت وانا مش عايزة انزل وهو موجود لانه اكيد هيشارككم الاكل وكمان نوارة لا لا بلاش يا حمزة ارجوك 


حمزة دلع ايه الماسخ ديه، اني قولت هتنزلي يبقى هتنزلي يلا، فين عبايتك المفتوحة حطيها ع قميصك ديه مهواش ضيق بس بردو البسيها يلا 


قالها وهو يزيحها من ع الشماعه ويناولها إياها 

لتقول نادين معلش يا حمزة مش عايزة انزل ارجوك وكمان تعبانة مش هقدر صدقني 


حمزة بشىء من الصرامة الكلام ديه ميمشيش امعاي يلا انجزي 


نادين انت ناوي ع ايه بالظبط


حمزة مش قلتلك هأدب الكل وديه وقته يلا يا بنت الناس 


تنهدت نادين بأسى 

بلاش علشان خاطر نوارة يا حمزة ارجوك 

ليقول حمزة بانزعاج عارفة لو منزلتيش معاي دلوك هشيلك بنفسي لحد تحت وانتي حرة 


اصيبت نادين بالحرج 

اا ايه لالا خلاص هالبسها وهنزل معاك اهو 


ابتسم حمزة وقال طب لحظة وراچعلك استنيني ع الباب اهنه 


وعاد مرة أخرى لغرفة نوارة ليجدها منشغلة بابنتها تبدل لها ملابسها فقال 

نوارة يلا اسبقيني ع تحت انتي والعيال 


كادت نوارة لترد عليه لتقول

وانت هتفوتني انزل لوحدي علشان تنزل مع اللي ما تتسمى 

لكنها سمعت ابناءها يقولون بينما يسحبوها للخارج 

بسرعة يلا جدي الحج عيسى وعمي عز تحت عايزين نقعد معاهم 

فاضطرت لأن ترضح لأبناءها وتهبط معهم 


وما ان استقرت مكانها ع الكرسي حتى وجدت حمزة يهبط بصحبة نادين حتى غليت الدماء في عروقها وظلت تنظر إلى السكين بغل شديد 


أما ذاك الذي كان يأكل بشهية ولأول مرة منذ عدة أيام ما ان انتبه لقدوم نادين مع اخيه حتى وقف الطعام ف حلقه ولم يعد يستطيع بلعه حتى أنه أخذ يسعل عدة مرات 


ليهمس حمزة لنادين شايفة كيف زور والأكل وجف افزوره 


نادين ارجوك يا حمزة عايزة ارجع اوضتي 


حمزة نادين يلا فوتي اقعدي ف مكانك وانشفي اكده اومال 


ازاح لها الكرسي لتجلس بينما هو جلس بجوار نوارة 

فكان من سوء حظ عز العكر أن تجلس نادين في مقابلته مباشرة 


ليحاول عز الدين أن يجاهد نفسه لان لا يرفع رأسه ليرى محبوبته والذي ما زال وبعد كل ما حدث قلبه ينطق بحبها ويشتاق لرؤيتها ليكحل أعينها ببريق عينيها الذي انطفىء ف الأونة الأخيرة


لتقول بهية كيفك يا نادين يا بنتي وكيفها صحتك 


نادين انا كويسة الحمدلله شكرا لحضرتك 


الحج عيسى امنورة الجعدة يا نادين يا بنتي بقالك فترة منورتيش جعدتنا 


لتهتف فاطمة وطبعا يا بوي نوارة منقدرش نستغنى عنيها أخيرا هي كمان نزلت تاكل امعانا 


الحج عيسى نوارة ست الدار الصغيرة طبعا مهياش عايزة كلام مش اكده يا نوارة يا بتي طمنيني عنيكي يا مرة الغالي 


لم ترد نوارة وبرغم النيران التي تغلي داخلها ان تظهر ضعفها وامام غريمتها لذا قالت وبصوت يكسوه الشموخ 


اني زينة الحمد لله يا ابا الحج عيسى ربنا يباركلنا في عمرك 


عيسى دايما ان شاء الله يا بنتي ربنا يباركلنا فيكي وفي عيالك 


ليهمس لها حمزة ايوة اكده هي داي نوارة مرتي بحج وحجيجي، مهتبينش أي حاچة خاصة لحد واصل 


لتتحدث هي بغضب مكتوب 

كنهم يعني مش عارفين النار اللي هتنهش ف جسمي ولا عاملين مش واخدين بالهم 


حمزة سلامتك من أي أذى يا ام عيالي متجوليش اكده نار ايه كفا الله الشر 


نوارة النار اللي چوايا يسببك يا حمزة ولا عتنكر لاه وچايبها تجعد جاري كماني 


حمزة وديه وجته يا نوارة، وبعدين ماهو ديه مكانها من وجت ما خطت عتبة الدار اهنه ولا نسيتي اتفاجنا 


نوارة واحنا متفجناش انك تتجوزها بحج وجيجي يا حمزة 


حمزة واه مش دي عاملتك انتي اكده علطول عتنسي ولا ايه اني لازمن كل شوية افكرك باللي عملتيه وبسببه حصل اللي حصل 


وكأنه اطعمها سد الحنك فلم تستطع فتح فمها مطلقا بعدها وودت لو نهضت من مكانها لكنها أردات ان تبقى لترى ما الذي سيفعله زوجها مع ضرتها 


أما ذاك العاشق المسكين فلم يستطع وضع اي قطعة اخرى في فمه بل كان يلك قطعة الطعام كثيرا حتى تنزل لجوفه لكنه لم يستطع 


حاول ان ينهض من مكانه ليتخلص من ذاك الحصار على قلبه يخشى ان تفلت زمام أموره منه فيرفع رأسه لينظر لزوجة أخيه 

لكن حمزة الذي يراقب تصرفاته جيدا وقف له بالمرصاد قائلا 

على فين يا عز اجعد كمل وكلك احنا لستانا بنقول بسم الله 

فما كان من عز إلا أن بقي مكانه يضع رأسه في طبقه ولم يرفعه أبدا 


لتشفق فاطمة اخته على حاله فهي الوحيدة التي تعرف ما به وتتألم لأجله  ولا ترضى له ذاك الوضع فهو عصي عليه التحمل وبضعفه ذاك 


لذا ادعت انها مريضة وقالت وهي تضع يدها ع رأسها

ااه دماغي دماغي راسي هتنفجر مجدراشي 


بهية بقلق فاطمة بتي فيكي ايه يا جلبي 


فاطمة خلي عز خوي ياخدني اوضتي يامه حاسة اني هيغمن عليا مقدراشي ااه صداااع 


بهية بقلق 

عز يا ولدي سند اختك على اوضتها واني هشيع أم الخير للصيدلية حالا تچبلها حاچة تخفف وجعها 


لتقول نادين انا عندي المسكن فاطمة تقدر تاخده هطلع اجيبه من اوضتي 


بهية فيكي الخير يا بنتي الحقي فاطمة بيه 


حمزة نهض من مكانه وقال لأخيه عز خليك جنب اختك ولو متحسنتش قولي وانا اخدها نكشف عليها حالا 


هز عز راسه وسند اخته لأعلى 

بينما صعدت نادين خلفهم على توءدة وبقدر صحتها لتجلب الدواء 


ليقول حمزة خليكي انتي يا نادين قوليلي فين وانا هچيبه اجعدي ارتاحي 


نادين مش هتعرف يا حمزة انا عارفة فين مكانه هجيبه بسرعة 


في حقيقة الأمر أنها كانت تهرب من نظرات نوارة لها وأرادت الإبتعاد عن المكان فى الحال 


اما بهية فضربت كفا بكف وهي تقول بحزن ايه اللي بيجرى في البيت ديه ربنا يسلمكم يا ولادي 


حمزة خير يا ما متجلجيش هتبجى اكويسة تلاقيها بس منامتش منيح ليلة امبارح ان شاء الله خير 

❈-❈-❈


ما ان دلفت غرفتها مع أخيها 

حتى انخرطت في نوبة ضحك لا مثيل لها 

استغرب عز فعلتها ورفع حاجبه 

في ايه يا بت مالك بتضحكي كيف الغازية ليه اكده ، وبعدين تعالي اهنا مش كنتي بتتوجعي دلوك ولا كنتي بتمثلي عليا يا مصيبة 


ضحكت فاطمة اكتر وهي تقول 

بالظبط اكده كنت بمثل بس اقفل الباب اقفل قبل ما حد يقفشنا 


اقترب عز من اخته وأمسك ذراعها بحدة بت انتي عملتي ليه اكده وقصدك ايه 


قالت بخوف ااه سيب ايدي يا عز الحق عليا اني انقذتك بدل ما كنت جاعد هتنفچر وعتچاهد ف نفسك وتغلب حالك قلت امثل أكده علشان تقوم بدل التذنيبة داي 


لم يشأ عز الدين ان تعرف اخته بأمره لكن على كل حال هي عرفت وانتهى الأمر 

فطالعها  لبرهة 

ثم هوى ع طرف الفراش بتنهيدة حارة دون ان ينطق 


لتجلس هي جواره وتربت ع كتفه 

هون عليك يا خوي هتنسى والله هتنسى وربنا هيصبر قلبك وهيعوضك كمان بس انت اوعاك تخسر اخوك يا عز 


ظل عز ينظر أمامه دون أن ينطق 

الى ان استمعا طرقا ع باب الغرفة 

لتتدثر فاطمة ف فراشها وهي تقول لاخيها افتح انت واني هعمل اني بتوجع لاحسن خطتي تتكشف وأخد العلقة التمام من امك 


نهض عز الدين من مكانه ظنا منه انها نوارة او اخيه حمزة ليتفاجىء بها تلك التي يود أن يهرب من لعنة عينيها على قلبه ويحاول أن يعمي عينيه عنه مصرة على ان تكون دائما في طريقه وأمام عينه رغما عنه 

تبا لقلب بالحب يلتاع 

لِلَّهِ دَرُّ الحُبِّ ماذا يَصنَعُ يَعنو لَهُ مَلِكُ الزَمانِ وَيَخضَعُ


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة عسل مالح 3، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة