رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 29
قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلوب لا ترحم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل التاسع والعشرون
صوت سعال عنيف.
انتفض غريب ينظر حوله ليجد انسام تقف فوق رأسه؛ عينها متورمه وخصلاتها مبعثره حول رأسها
_ غريب أنتَ صحيت!
تحدثت بصوت واهن متحشرج بينما تبتلع رمقها بصعوبه؛ يمكن أدراك أنها أصيبت بنزله من البارحة
_ مش قولتلك هتتعبي؟
ترغرغت عينها بالدموع سريعًا وهي تتحدث بصعوبه
_ شكلك كان معاك حق؛ ان..انا مش قادره قولت اشوفك لو صحيت تنزل تجيبلي علاج
نهض سريعًا يضع يده علي جبهتها
_ أنتِ مولعه يا انسام؛ مش كنتِ سمعتي كلامي!
نظر للساعه المعلقه ليجدها التاسعه صباحًا، نهض يدفعها بخفه
_ ادخلي ادخلي افردي جسمك
وضعها علي الفراش مغادرًا وعاد مجددًا لها حاملًا وعاء به مياة وقطع ثلج؛ جلس لجوارها يترك الوعاء والمنشفه الصغيره علي الطاولة؛ أخرج علبه البرشام من جيبه بخرج حبه ويضعها بفمها ثم حمل كوب الماء ودفعه بين شفتيها لترتشف منه بهدوء.
أغرق المنشفه في المياة البارده ثم يرفعها و يعتصرها برقة قبل أن يضعها فوق جبهتها مجددًا؛ تنهدت بألم وهي تفتح عينها بصعوبه؛ أنخفض مقبلًا عينها وهو يهمس برقة
_ نامي انا جمبك
كانها تنتظر كلماته لتغلق عينها وتغرق بالنوم بهدوء واثقه أنه سيرعاها.
❈-❈-❈
مرت عده ساعات حينما دق هاتف غريب؛ اعتدل بنومته بأرهاق وهو يشعر بأمل عنقه نتيجه نومه مستندًا علي حاجز الفراش؛ امسك الهاتف ليجده والده ليجيب بهدوء
_ صباح الخير يا بابا
_ صباح الخير يا غريب؛ انتَ مصحتش كل دا ولا ايه؟
_ لا أبدًا صحيت الصبح بس انسام كانت تعبانه فقعدت معاها
تحدث بينما يترك الغرفة متجهًا للصالة؛ جلس علي الاريكة وبكفه الفارغ ظل يدلك بعنقه؛ حينما سأله محمد باستغراب وقلق
_ تعبانه مالها يابني
_ اخدت دور بر بس شكله شديد شويه؛ بس متقلقش يعني انا اخدت بالي منها؛ انتَ متصل في حاجه ولا ايه؟
اخبره بينما يغمض عينه بهدوء
_ طب الحمد لله انها بخير؛ انا كنت بكلمك اعرفك ان هنروح زياره لجميلة انهاردة عشان متنزلش المكتب
_ تمام يا حبيبي هظبط كدا وابقى عندكم
حينما اغلق معه فتح عينه ليجدها تتحرك ناحيته بخطوات مرهقه
_ ايه الي قومك بس
_ متقلقش الحمد لله بقيت احسن
سعلت بقوه ليقترب منها بالمياة لترتشف بخفه
_ جوز خالتي هو الي كان بيكلمك؟
_ اه
اجابها يعيد الكوب للطاوله لتسأله بقلق
_ حصل حاجه ولا ايه؟
_ لا بيعرفني منزلش الشغل عشان هنروح لجميله
_ طب كويس عشان اجهز
نطقت وهي تستدير ويسرع يقف أمامها ويتحدث بحزم
- هو فعلًا كويس عشان تجهز تقعدي في البيت تحت لحد ما نرجع؛ ها متفتحيش بؤك مش هقبل بكلمه منك؛ أنتِ هتقعدي ومش هتمشي من هنا؛ ولو فكرتي تعترضي تاني هخليكي هنا ها!
رفع حاجبه بتحدي؛ وضعت يدها علي فمها تكتم الكلمات وهي تتحرك للغرفة بضيق.
❈-❈-❈
جلس معتصم واضعًا الصينيه علي قدمه وهو يطعم جميلة
_ ايوه اتغذي عشان مامتك لما تيجي متقولش اني كنت مهمل فيكي
ضحكت بخفه وهي تخبره بهدوء
_ متخفش هقولها قد ايه اهتميت بيا
أبتسم بعبث وغمزها بعينه بينما يقترب منها
_ ايه عجبك اهتمامي؟
ابتسمت بحده
_ معرفش بس متأكده إنك لو مبطلتش هخليك متعجبش حد
ضحك بهدوء وهو يسحب الطعام ويضعه بفمها بينما يخبرها بهدوء
_ أنتِ عارفه يا جميلة؛ أول مره شوفتك لما كنتي بتزعقي وتتعاركي في الشارع؛ ساعتها حسيت بالعصبيه والضيقه لاني بكره الستات الي من النوع دا؛ بعدها عرفت انك بنت عمي منتصر وهوب قابلتك لاول مره؛ فكل مره كنت بقابلك وبشوف عندك وحدتك وكبريائك ببقا عايز اكسرهم؛ أنتِ عارفه الموضوع وصل معايا لتحدي أني لازم أكسر دا وأن أزاي بنت تبقا قادره وتقف تواجهني بالشكل دا
ضحكت بسخريه وهي ترفع حاجبها معلقه ببعض الجديه
_ ياااه للدرجه دي بقا كنت مش طايقني! وأمتي أتغير ولا لسه عايز تكسره!
حرك رأسه رفضًا وابتسامه صادقة ثابته علي شفتيه وهو يكمل
_ معرفش أمتي لكن بعدها... بعدها لقيتني بحب قوتك! بقيت بحب اشوفك واقفه في وشي ومش بتسكتيلي علي كلمه؛ والموضوع وسع أني بقيت اكره لما قوتك دي تقل ولا لما تقفي في موقف مش عارفه تتكلمي ولا تردي ساعتها ببقا عايز ادخل أدعمك
ختم حديثه وهو يرفع يده ماسحًا فمها من بقايا الخبز؛ ابتلعت لعابها بتوتر وارتعشت شفتها وهي تحاول المزاح
_ اووه واضح إنك واقع خالص
_ واقع خالص واقع جدًا
كان يتحدث بينما يقترب منها برقه؛ لتحذره بحده
_ طب خلي بالك عشان موقعكش علي الارض فعلًا
أبتعد و أعترض بضيق
_ دا أنتِ فصيله جدًا! كلي كلي
❈-❈-❈
جلست انسام بوجه متهجم تراقب تحركهم ناحية الباب؛ استدار غريب وتحرك لها مقبلًا هامتها وهو يهمس بمزاح
_ متخافيش مش هنطول وهنرج؛ كنت هقولك اقعدي مع نور تسليكي لكن للاسف جايه معانا
تحرك للرحيل لكنها أمسكته من ياقته تجذبه بقوة ناحيتها
_ أسمع بس أن الحربايه ام راسين دي قربت منك؛ ولا أنك هزرت معاها يا غريب واديتها وش هكون مندماك علي الي جي قبل الي رايح انتَ فاهم
أبتلع لعابه وهو يسألها بقلق
_ طب لو هي الي قربت مني؟
_ اي قرب يا غريب هتزعل عليه أوي أوي
ابتسم بتوتر وهو ينهض معدلًا ياقته ويخبرها بجديه
_ احم حاضر
عقدت ذراعيها بضيق حينما أغلق الباب؛ القت رأسها للخلف وهي تهمس بأجهاد
_ مش قادره
تحركت بهدوء مقرره النوم بغرفة غريب قليلًا.
❈-❈-❈
تحدثت عبير بضيق بينما تصعد للسياره مع نور وهيثم
_ انا مش فاهمه رايحين ليها تاني ليه؟
اجابتها نور بينما تعدل الحمره علي فمها
_ عشان معتصم هناك! عيزانا نسيبهم لوحدهم!
_ بتتكلمي كان حد فيكم بيتحرك! اخوكي و ملهي في دنيته وأنتِ وخايبة زي قلتك حته عيلة ولا تسوي جت وحطيته في جيبها في يومين؛ أنا بدأت أحس أن كفاية والحمد لله علي الفلوس الي بناخدها وخلاص
تحدثت عبير وهي ترمقها بأنزعاج؛ استدارت نور لها سريعًا وهي تهتف بها ببغض
_ نعم نعم؛ كفايه دا أية! وأنا الي عمري راح بلاش عشان الجوازه دي تيجي تقوليلي كفايه، لا أنتِ بس حوشي فلوس العمليه ومتفكريش كتير لاني قربت .
_ اما نشوف ياختي
كان هيثم يستمع لحديثهم وهو يشعر بوخزات من الضيق والحقد؛ كان حاقدًا علي كل ما أفقدوه أياه.
❈-❈-❈
علي مسافه قريبه من المنزل كان يقف رجلًا بجسد مرتخي وعين تبدوا ناعسه؛ وعكس مظهره المهمل كانت أعينه الناعسه كالصقر تراقب رحيلهم من المنزل.
أخرج هاتفه سريعًا بينما ينظر حوله
_ البيت فاضي؛ مفيش الا انسام
أبتسم بخبث وتحرك صاعدًا بأول سيارة أجرة ولحق بهم.
❈-❈-❈
صعدت نوران مع عزت بسيارة الاجرة ليتحدث عزت بضيق
_ انا عايز افهم هنروح معاهم ليه؟ ما كنا روحنا احنا لوحدينا اي وقت لجميلة
_ وايه مشكله دلوقتي من بعدين يا عزت؟
همست بأستغراب ليلتفت لها بضيق
_ المشكله انهم بيغظونا بيفرجونا أنهم هما معاهم فلوس وعربيات واحنا ايه؟ رايحين بتاكسي
تنهدت نوران بثقل
_ بكرا اخد ورثي وتجيب العربيه الي نفسك فيها منزعلش نفسك
امسك كفها بأمل
_ بجد يا نوران! هتخليني اجيب العربيه الي بحلك بيها!
ضحكت بخفه وهي تحرك رأسها بسعاده ليقترب مقبلًا هامتها
_ ربنا يخليكي ليا يا حبيبه قلبي
_ ويخليك ليا يا حبيبي
همست وهي تريح رأسها علي صدره بخفه.
❈-❈-❈
طرقات خافت علي الباب تلاها ولوج فتحيه بابتسامه واسعه؛ مجرد ان دخلت كان الجميع يلحق بها لتخفي جميلة نظره العتاب المبطنه عن عينها
اقتربت فتحيه تقبلها بهدوء
_ عامله ايه يا حبيبتي؟ ومعتصم عرف ياخد باله منك ولا لاء؟
ضحكت بنهايه حديثها حينما نغزتها جميلة بخفه
_ كويسه يا ماما ها يا ماما
ضحكت فتحيه بصخب وهي تبتعد من أمامها وتقترب نوران؛ بعدما رحب الجميع بها سألت بأستغراب
_ امال انسام فين؟
_ في البيت؛ نزلنا امبارح متاخر وكانت لابسه خفيف فأخدت دور برد بس الحمد لله كويسه
أخبرها غريب بأبتسامه صغيره لتجيبه بتنهيده
_ الحمد لله انها كويسه
اقتربت نور تأكل معتصم بنظراتها وهي تتحدث برقه
_ عامله ايه يا جميلة! وحشتينا خالص خالص يا جميلة؛ البيت من غيرك وحش خالص خالص يا جميلة
تابعت جميلة نظراته لتجيبها بهدوء
_ كويسه خالص خالص يا نور
سعلت بخفه ومدت يدها لمعتصم؛ أسرع معتصم بالتقاط كوب الماء والذهاب لها؛ وضع يده علي ظهرها بخفه وهو يعدل من جلستها.
تناولت الماء وهي تخفي ابتسامه المكر عن وجهها؛ رفعت وجهها لمعتصم بعدما أنتهت ؛ مدت يدها الاخري تداعب وجنته وهي تتحدث بعبث
_ تسلم ايدك خالص خالص يا جوزي
كتم معتصم ضحكته وابتسم علي حركتها حينما سمعه تنهيده نور الغاضبه؛ ابتعدت عنه حينما عادت نور لمقعدها والقت عليها نظرة نصر .
مالت هناء علي محمد وهي تهمس بصدمه
_ هو انا شايفه صح ولا اتعميت؟
ضحك محمد بوقار وهو يبادلها الهمس
_ يارتني اعرف اقولك انك اتعميتي بس لاء دا بحق وحقيق
_ شكل عيالك وقعوا يا محمد
همست بابتسامه صغيرة ليتنهد محمد براحه.
_ فطرتها ولا لاء يا معتصم!
تسائلت فتحيه بعبث لتلقي جميله عليها نظرة ضيقه
_ فطرني يا ماما
ضحكت فتحيه وهي تتحدث بمزاح
_ الله مالك يا جميلة بصالي كأني قتلتلك قتيل يا حبيبتي؟
_ هاه ! قتيل ايه بس يا ماما يا حبيبتي
ضحكت فتحيه مجددًا وبصعوبه أبقى محمد عينه بعيدًا عنها؛ لم يستمع لنغمات ضحكتها منذ فتره ؛ وحينما يفعل تكون زوجته ملتصقه به كتف بكتف؟
مال عزت علي نوران وهو يرسم ابتسامه مجامله كاذبه هامسًا لها بضيق
_ هي امك بقت بترسم مع جميلة عي ابن عمك!
نظرت للمشهد امامها قبل أن تبادله الهمس
_الله يا عزت ما هو بقا جوزها خلاص؛ حتى لو عشان ظروف معينه بس الجواز تم بالتراضي
لم يجبها عزت وهو ينظر ببغض لجميلة؛ حتى فرصتهم في أخذ أموالها وادعاء المروئة خطفت من تحت اقدامهم بذلك الزواج المزعج.
❈-❈-❈
كانت انسام غافية بغرفة غريب حينما شعرت بصوت حركه بالخارج؛ نهضت بتثاقل وكان النعاس مزال يعبث برأسها؛ لن ترتدي ثياب خفيفه مجددًا .
خرجت للصاله وهي ترسم ابتسامه قُتلت في مهدها
_ انتَ بتعمل ايه هنا؟ ودخلت ازاي؟
كان مجدي يقف امامها مبتسمًا؛ نظر للباب مشيرًا له
_ بسيطه يا بنت ابوكي طفشت الباب وفتحته؛ ايه هو دا استقبالك ليا؟ فين لاحضان و وحشتني يا بابا الحياة من غيرك وحشه
كانت تشعر بدمائها تغلي كلما زاد أستهزائة لتهتف به ببغض
_ بابا؟ ليه مفكر نفسك اب بحق وحقيق وهتوحشني وكدا؟ دا انا بحمد ربنا علي اليوم الي بعدت عنك فيه؛ بدعي انك تموت في كل صلاه ياكش اخلص منك ومن قرفك الي عمره ما بيموت
اقترب منها مجدي سريعًا ولم يمهلها فرصة وهو يصفعها بقوة جعلتها تلتحم مع الارض؛ صرخت بتألم ورفعت عينها له سريعًا ؛ كانت خائفة ومرتعبة لكنها حاقدة
_ انتَ مفكر نفسك كدا راجل! دا انتَ عره الرجالة اتفو عليك
_ بقيتي تتكلمي اهو! طلعلك لسان وقلبك قوي يا بت ولا ايه؟
كان يجذب خصلاتها وهو يحاول إخافتها أكثر؛ نظرت له بتحدي رغم الألم
_ اه قلبي قوي عشان عارفه انك بتقلب كلب مجرد ما تشوف اي حد من عيله خالتي ؛ عارف ليه عشان انتَ اساسًا كلب
_ انا كلب يا بت ال***؛ وحياك أمك لأربيكي وأخلي الايام الحلوه ترجعلك تاني
تهافت علي جسدها بالضرب بينما صراخها يزداد ويزداذ حتى سمعت لطرقات خافته علي الباب؛ شعرت بالأمل وهي تدفع ذاتها للتماسك حينما رحل لفتحه.
كانت تزحف بجسدها ناحيه الطاوله حيث تركت هاتفها وعينها تتابعه؛ وجدت رجل غريب يقف معه
_ ايه يا معلم متفقناش علي كدا دا البت صوتها هيصحي الشارع كله هاتف الفلوس وخلصنا
اجابه مجدي بضيق
_ ماشي البت حرقتلي اعصابي؛ فأتهد انتَ كمان
كانت ألتقتت الهاتف وطلبت رقم غريب ثم القته مجددًا خلفها؛ حينها عاد مجدي ناحيتها يهتف بضيق
_ ودلوقتي يا دلوعه خالت الخزنه الي هنا فين
جف رمقها وهي تستشف غايته؛ المال مجددًا
_ تبقا بتحلم لو مفكر إني هقولك مكانها
ضحك بقوة وهو يهمس بضيق
_ لا واضح انهم مش عارفين يلموكي هنا؛ وريني هتفضلي ساكته ازاي
باشر ضربه بها مجددًا وأرتفع صياحها المتألم من قدمه التي تصدمها دون هواده بكل مكان في جسدها؛ كان الرجل الأخر يمسك به محاولًا أبعاده ليعلم محل المال.
❈-❈-❈
بالمشفى كان كل من غريب و معتصم مجيبان علي هاتفيهما؛ لدقائق كان الصمت ساقطًا بالغرفة حتى التقت أعينهما ليهتف غريب بغضب وهو ينهض
_ يابن الك** وحياة امي لهربيه؛ مش هيروح سليم انهارده
أمسكه محمد سريعًا وهو يهتف به بأستغراب
_ في ايه يا غريب مالك
أفلت من يد والده ليسرع معتصم مبررًا وهو يتحرك
_ في حد في البيت بيتهجم علي انسام
ركض خارج الغرفة حينما صرخت هناء بصدمه
_ ايه انسام!
ركض محم وهيثم خلفهم عزت لالحاق بهم، جلست هناء تندب حظها وهي تهتف بصراخ
_ الحقوها بسرعه؛ لاء انا لازم اروح انا لازم اروح
أسرعت فتحيه بأمساكها
_ تروحي فين بس يا هناء؛ محدش عارف مين هناك ولو روحتي هتحوسيهم اكتر
_ انسام؛ انسام يا فتحية دي بت غلبانه، دا انا أمها اسيبها ازاي بس يا رب
_ ادعيلها يا هناء وربك هيسترها؛ استرها معانا يا رب
كانت جميلة أعتدلت بفراشها بقلق وهي تهمس بخفوت
_ أستر يا رب أستر
تابعتهم نور بهدوء؛ أخرجت شريحه هاتف جديده ودون ملاحظه أحد فعلتها بهاتفها؛ دخلت علي أحدي مواقع التواصل الاجتماعي_ الواتساب_ ؛أختارت رقم جميلة قيل أن تقوم بتحديد صورتين وتقوم بأرسالهم.
أرتفع صوت الرساله لتمسك جميلة هاتفها وحينما لم تجده معتصم تركته مجددًا ؛ ابتسمت نور وهي تعيد ازاله الشريحه.
❈-❈-❈
وصل غريب ومعتصم اولًا وقطعا الدرج هرولةً؛ ركل غريب الباب بحده لينفتح علي مجدي الذي كان يجر انسام من خصلاتها للغرفة.
كانت تصرخ متلويه بين يديه حينما رأت غريب لتصرخ بأسمه؛ لم تكن إلا ثانيتين حينما هجم عليه غريب بقوة لتفلت هي؛ تراجعت بجسدها للحائط وهي مرهقه القوة.
أشتبك معتصم مع الرجل الاخر يكيل له الضربات الحاده، كان غري يلقي السُباب علي مسامع مجدي بينما يضربه بقوة.
حينما ولج محمد للمنزل و شاهد ما يحدث؛ التف ناحيه هيثم بهتف به بجديه
_ روح هات اي ظابط من النقطه بسرعه.
ثم التف لعزت وهو يخبره بحرج
_ معلش يابني استني بره بس لغاية ما استرها
كان عزت ينظر للارض قبل أن يستدير و يُليه ظهرها؛ دون ترك الباب حتى لا يهرب أحد.
تحرك محمد متجنبًا الاصطدام بغريب ومعتصم المنتصرين بنزاعهم؛ وصل لانسام لينخفض ناحيتها محيطًا كتفيها.
أنزلقت دموعها مباشرةً حينما رأته وساندت ذاتها حتى نهضت لتلقي بحملها عليه؛ لم يزهد الأمر بل رحب بها وهو يقودها مجددًا لغرفة غريب؛ وضعها علي الفراش وهو يسالها بهدوء
_ أنتِ كويسه يا بنتي؟
أومأت له وهي تبكي وتهمس بقلق
_ غريب يا عمي
_ متقلقيش عليه جوزك تور
همس ممازحًا قبل أن يغادر ليطمئن علي الوضع.
كان معتصم قد ألقى بالشاب لعزت كي يمسكه بينما يحاول هو نزع غريب من فوق مجدي؛ تحرك ليساعده وهو يهتف بغريب بضيق
_ يابني قوم سيب حاجه للظابط يعرف يحبسها
بصعوبه ابعدوه عنه ليهتف محمد بعدم تصديق
_ شوف شوهت وشه ازاي؟ الظابط هيقتنع منين ان دا مجدي! ممكن يفتكره ديله كدا
كان يمازحه لكن غريب كان معميًا؛ صرخاتها مزالت تتردد بأذنه؛ صوت السحقات لعظامها وهيأتها وهو يجذبها من خصلاتها؛ كان كل شئ ينهش قلبه وعقلة حتى أدمى كلاهما
_ انسام فين؟
تسأل بينما يستدير للنظر حوله ليمسكه محمد
_ أهدي مراتك في اوضتك؛ متدخلهاش شبه التور الهايج ومش شايف قدامة هي مش ناقصة
حرك رأسه موافقة دون أن يعلم علي ماذا؛ كل ما سمعه هو موقعها؛ كان مغيب يريد رؤيتها والشعور بها بين أضلاعه ليطمئن؛ وساعده معتصم يحرره من قبضه والده وهو يهمس له بجديه
_ سيبه يا بابا هو محتاج يشوفها
بالفعل لم ينتظر لسماع حديثهم بل ركض للغرفة؛ فُزعت حينما صفع الباب لكن قلقها هدء وهي تراه هو، تجمعت العبرات لعينها مجددًا وأزدادت غشاوتها وهي تهمس بألم
_ غريب
شعر بألمها وكأن أنتقل له؛ يسري أسفل جلده بين عروقه؛ أسرع لها يضمها في صدره يُبعدها مقبلًا رأسها ثم يعيدها؛ يقبل وجنتها ويضمها؛ عينها؛ كفيها؛ خصلاتها ثم شفتيها.
كان يقبلها بقوة وكأنه يثبت لها أنه هنا؛ انه سيحميها ويضمها، تنهد يعيدها لصدره مجددًا وقد هداء كلاهما من خوفه
_ حاسه بأيه وجعك
ضحكت بمزاح وهي تمسح عينها
_ حاجات بسيطه يا دوبك قدم رجلي سليم
لم يضحك لمزاحها وطالعها بحزن وجرح؛ احاطت وجنته بيدها وهي تهمس بحب
_ متخفش انا كويسه.. صدقني
أراح رأسه علي خاصتها وهو يهمس بخوف
_ اترعبت عليكي يا انسام؛ خوفت.. خوفت ياخدك مني وانا.. انا لسه لقيكي
ضحكت بخفه تصفع صدره بدلال
_ اتعلم تستغل الفرص أسرع بعد كدا
ضحك وهو ينظر لها ويجذبها من ذقنها
_ علي رأيك انا فعلًا لازم أستغل الفرص كويس
قبل أن يلمسها كان معتصم يفتح الباب بقوة
_ الظا… لمؤخذه؛ احم خلصوا واطلعوا
غادر مغلقًا الباب خلفه بينما هي دفنت وجهها خجلاً بصدر غريب الذي سَب معتصم.
أرتدت ثيابها وخرجت مع غريب حينها قصت للضابط ما حدث؛ تفهم الأمر ملقيًا بالقبض علي الاخرين وهو يخبرهم الحضور غدًا صباحًا لأغلاق المحضر.
بعد رحيلة تحركوا جميعًا للمشفي للأطمئنان علي انسام والعوده بالنساء.
❈-❈-❈
صمم غريب علي علاجها اولًا؛ كانت كدمات منتشر وجروح سطحيه؛ لكن هناء لما ترى ذلك وهي تصرخ جاذبه انسام لاحضانها .
كانت تبكي بقلق وهي تهمس لها بحب
— الحمد لله إنك كويسه يا بنتي؛ كنت هتجنن عليكي يا انسام؛ قلبي وقع في رجلي يا ضنايا مين الكلب الي عمل فيكي كدا
_ بعدين يا ماما؛ وابعدي عن البت حبه جسمها متكسر
تحدث غريب وهو يجذب انسام لاحضانه؛ ليمازحه معتصم
_ ايه هي حضنها بيوجع وانتَ حضنك قطن!
_ مراتي وبحضنها انتَ مالك! أحضن مراتك كدا ومش هتدخل؟
غمزه غريب ليحمر وجه جميلة حينما نظر معتصم لها
_ لا مراتي بس الي هتعترض
مزح وهو ينظر له لتصفعه جميلة علي معدته بضيق؛ حينما ارتفعت ضحكاتهم.
بعد فترة رحل الجميع وتبقت فتحيه ونوران مع جميلة
_ انا شايفه تطورات كدا..
_ ماما
همست جميلة بيأس حينها أقتربت فتحيه تمسك كفها
_ مكسوفه من ايه بس يا حبيبتي! ما أنتِ بنت وجميلة ودا جوزك أكيد هيبقا فيه تطورات؟
ابتسمت بخجل قبل أن تخبرها بصدق
_ انا خايفه
أقتربت نوران التي أصرت علي البقاء رفقتهم اليوم؛ نظرت لها بإبتسامه وهي ترى وجه جديد لشقيقتها لأول مره
_ خايفه من ايه بس يا حبيبتي!
ابتلعت لعابها وهي تنظر لهم
_ ان..انا حصنتنفسي طول عمري قصاد اي مشاعر؛ لا عمري حبيت ولا أتعاملت مع حد إلا انتو الاتنين و برغم مشاكلي الكتير مع عزت لكن برضو هو معاكم؛ حبيته واعتبرته اخويا، خايفه أفتح قلبي واتوجع.. خايفه اتجرح لاني ساعتها مش هقدر أخف
تنهدت وهي تستكمل بحزن
_ بعد بابا انا تعبت كتير؛ كان هو الوحيد الي قادره أرمي عليه كل الحمل ومخفش؛ لكن لما مات وانتو.. انا عارفه اني أصغر واحده فيكم لكني حسيت أنكم مسؤلين مني؛ لازم ابقى جريئة لازم ابقى قوية عشان ادافع عنكم؛ عشان عزت لو فكر يزعلك يعرف ان في حد مش هيسكتله؛ عشان لما الناس كانوا بيحاولوا يجوا علينا كانوا بيبقوا عرفين ان جميلة ولسانها مش هيرحموا حد؛ خايفه اعتمد علي حد تاني؛ خايفه ارمي الحمل علي معتصم واثق فيه يطلع مش قده؟
ابتسمت نوران بذنب يحفر قلبها؛ كانت الحقيقه أنها لم تتأثر كما فعلت جميلة؛ هي لم تفقد حياتها بعد وفاة والدهم بل جميلة من فعلت، شعرت بالعربات تنساب علي وجنتها وهي تقترب من جميلة اكثر تسألها بأبتسامه
_ بتحبيه ولا لاء؟
خجلت جميلة ورفعت كفها تزيل الدموع التي انسابت عليهم
_ معرفش بس.. بس يعني بستريح وانا معاه و.. بضحك
ضحكت نوران بخفه وهي تداعب وجنتها
_ يبقا خلاص هتقع يا جميل، اديله فرصة يا جميلة.. الحب محتاج ثقه وثقة كبيره اوي … ثقي فيه وجربي تعيشي يا جميلة
ابتسمت جميلة علي حديثها وضمتها نوران بحب؛ كانت فتحيه تتابعه بصمت واعين غائمه بالسعادة
❈-❈-❈
حينما عادوا للمنزل كان غريب يفرط في تدليلها؛ قام بالتغير علي جراحها الطفيفه أعطاها ادويتها ومرر الثلج علي كدماتها .
كانت تشعر بالخجل ويده تكشف المناطق الزرقاء ويمرر الثلج فوقهم؛ برغم بروده الثلج كانت تشعر بالنيران تحفر أسفل لمساته البريئة واللعاب يجف بحلقها.
ابتسم حينما إنتهى يخبرها بسعاده
_ حلو كدا الكدمات هتخف اسرع و وجعها هيبقا اقل انا دورت علي النت
_ متأكد من الكلام دا ولا هبقا سقعت علي الفاضي
همست تمازحه ليسرع بجذب الدثار ووضعه فوقها هامسًا بحب
_ متأكد يا شقيه ودلوقتي يلا ننام
قفز سريعًا يحتل الفراش جوارها؛ ظل يناظرها بتردد منتظرًا ان تعترض لكنها أبتسمت بخجل وهي تهمس
_ أنزل تحت الغطا عشان متسقعش
أبتسم بسرور
_ هواء اكون تحته
ضحكت بخفه لتتنهد وهي تراه يقترب منها؛ قبل هامتها وجذبها لاحضانه مستنشقًا عبيرها بأنتشاء
_ احمد ربنا إنك متكسره لوحدك
كانت تشعر بقلبها يكاد ينفجر؛ ضلوعها تتمدد من فرط توترها ورمقها يجف كل ثانيه لتنطق بخفوت
_ ليه!
ابتسم بمشاغبه رغم عدم رؤيتها له وهي علي صدره
_ عشان كان زماني انا كسرتك
كتمت الضحكات بفمها وهي تصفع صدره بدلال.
❈-❈-❈
ضحك محمد بمتعه وهو يقُص علي هناء انهيار غريب خوفًا علي انسام؛ ابتسمت هي الاخرى تضحك بهدوء
_ واضح ان عيالك داقوا حلاوه الحب!
ضحك محمد وهو يجيبها بسخريه
_ عيالك هبل يا هناء داقوا وجع الحب قبل حلاوته ودلوقتي جايين يدوقوا الحلاوه؛ مش طالعين لابوهم
ضحكت هناء وهي تصعد لجواره
_ وهو في حد قدك يا دنجوان انتَ
جذبها من خصرها ناحيته يهمس بعبث
_ طب بزمتك دوقتي معايا حلاوه الحب ولا لسه ؟
ضحكت بقوة وهي تضربه علي كتفه
_ لا دوقته خلاص ولا انتَ عشان العيال كل واحد راح شقته هتفضالي بقا؟
ضحك محمد علي مزحتها ليغمزها بعينه
_ وانا عندي مين غيرك افضاله بس !
❈-❈-❈
كانت الابتسامه تشق وجه معتصم نصفين حتى كاد يشعر بألم فكيه ؛ لكنه ألم سعيد يجعلها كطير يحلق بالسماء ليمسك هاتفه مرسلًا لها بسعاده
_ طب بزمتك مش بياتي انا معاكي احلي !
كان متوترًا كمراهق في مواعدته الاولى؛ لكنه معها كان كذلك انتظرها بشغف أن تجيبه وثوان كان يصله وجوه ضاحكه لحقتهم بأجابتها
_ صدقني محدش فيهم قلع عشان ينام
ضحك بصخب علي غير عادته وارسل لها وجوه ضاحك ثم
_ تصبحي علي خير يا جميلة
❈-❈-❈
_ وانت من اهله
ارسلتها بأبتسامه سعيدة وهي تشعر بالفراشات تحلق بمعدتها؛ حينما غادرت محادثته وجدت الرقم الغريب لتقرر فتحه؛ كانت الابتسامه مرتسمه علي وجهها بينما تحمل الصور الذين حينما اتضحوا قتلوا بسمتها السعيده.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية