-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 4 - 2

 

 قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

الفصل الرابع

الجزء الثاني


العودة للصفحة السابقة


في ورشة بدر كان يعمل بأحد السيارات بإنهـاك وبينما خرج عوض من داخـــل غرفة جانبية واقترب من رب عمله قائلاً بهدوء


= بقول لك ايه يا اسطى هروح اودي كوبايه الشاي دي القهوه واجيب بالمره علبة سجائر احسن خلصت، عاوز حاجه اجيبها لك معايا يا اسطي.


هز رأسه بالإيجاب وقال بصوت منخفض 


= لا شكراً يا عوض بس ما تتاخرش عشان عندنا شغل كتير النهارده زي ما انت شايف  


هز عوض رأسه بالموافقه قبل ان يتحرك بخطوات شبه سريعه الى الخارج، وفي ذلك الأثناء من بعيد كانت تراقب لوزه رحيل عوض ثم حدقت فيه بعبوس طفيف ظاهر على تعبيراتها و إبتسمت بتفاؤل محاولاً بث الأمل فيها عل روحها المعنوية ترتفع ويلتفت  بدر إليها بيوم ويبادلها عشقها الخفي، اقتربت منه بخطوات بسيطة وهي تقول بدلال 


= ازيك يا سي بدر، اخبارك ايه واخبار البنات كمان يارب يكونوا كويسين.


سلط بدر أنظاره عليها بدهشة ثم أردف بنبرة رسمية


= الحمد لله يا لوزه كويسين، عوض مش هنا راح يجيب حاجه وشويه وجاي مش انتٍ برده جايه له 


تلعثمت لوزه وبدت مضطربة وهي تحاول إختلاق أي كذبة مقنعة، فهي كانت تقف بزاوية الشارع جانب، منذ فتره بانتظار خروج عوض زوج اختها 


= هاه آه انا فعلا جايه عشانه، اصل مراته بعتتني بعمود الاكل ده اديهلكم عشان تتقوا اكيد جعانين ومعدتكم نشفت من الاكل بتاع بره .. خصوصا انت يا سي بدر اكيد وحشك الاكل البيتي بس هنقول ايه النصيب الله يكون في عونك  


أجابها ببرود وهو يحك طرف ذقنه بعدم مبالاة


= لا ولا وحشني ولا حاجه، انا كل يوم انا اللي بطبخ لنفسي اكل بيتي والحمد لله الحال ماشي .


تنحنحت بصوت خفيض بزعل عليه ثم أردفت بنبرة شبه متحمسة


= طب هو ده كلام برده يا سي بدر تنفع تطبخ بنفسك.. هو انت هتلاقيها من تربيه العيال ولا من الشغل ولا من ترتيب البيت، انا عندي حل ابقى اديني مفتاح شقتك وانا اروح ارتبلك الشقه بنفسي واعمل لك بالمرة لقمه تتقود بيها 


نظر لها بدر بازدراء وهو يرد بتجهم


= ولما حد يشوفك نازله من بيتي يقول عنك ايه وعني؟ لو انتٍ ترضيها علي نفسك ان الناس تتكلم على سمعتك بالوحش فانا مرضاش عشان عندي بنات.


ازدردت لوزه ريقها وتبدلت ملامح وجهها للقلق والإنزعـاج من كلماته، وقالت بخجل طفيفة 


= انت فهمت ايه يا سي بدر انا ما قصدتش حاجه وحشه انا قلت كده من العشم اللي بينا و عشان عارفاك كويس انك محترم والعيبه ما تطلعش منك وانك عمرك ما هتعمل حاجه وحشه معايا، وبعدين انا لما طلبت منك مفتاح الشقه عشان اساعدك كنت هروح انظفها لك وقت ما انت مش موجود .


تنهد بضيق ظاهراً مطأطأً لرأسه وهو يقول بجمود جاد


= ملوش داعي يا لوزه وأنا فاهم قصدك كويس، مش محتاجه تشرحي بس حتى لو اللي قدامك محترمه بلاش العشم الزياده ده عشان الناس لما بتصدق تجيب سيره حد وبالذات لو ست، وانتٍ زي اختي يا لوزه عشان كده بنصحك وخايف عليكي .


وضعت عمود الطعام بحدة فوق الطاوله أمامه

و عقدت ساعديها أمام صدرها ، قائله بنبرة مغتاظة


= بس انا مش اختك يا سي بدر اتفضل عمود الاكل اهو لما عوض يرجع ابقى اديه له.. سلام.


❈-❈-❈

في نفس التوقيت، بحثت خيرية عن مقلاة في الأدراج وإخذتها ثم أسندتها على الموقد بعد أن أشعلته لتصنع العشاء لاحفادها الصغار فاريهام ذهبت الى منزل حماتها لتجلب ثياب أكثر لها والى اولادها فمن الواضح فترة جلوسها هنا ستكون طويلة، أفرغت في المقلاة قدراً من السمن مناسب وقامت بوضع قطع الطماطم فيها ثم صبت فوقها البيض وبدأت تقلب بهدوء على نار هادئه، وفي ذلك الأثناء استمعت الى صوت رنه هاتفها لتاخذة من فوق الطاوله، و همست خيرية بصوت واهن للغاية وهي تجيب 


= الو يا شيماء ازيك يا بنتي عامله ايه


تنهدت بقوه شيماء وهي تقول متسائلة باستفهام


= انا الحمد لله بخير يا طنط، قلت اطمن عليكي بالك كتير مش بتسالي ولا بشوفك؟  قلت أسأل انا وبالمره أسألك لو عرفتي حاجه عن فريده أصلك من ساعه اخر مره بطلتي تساليني عنها هو حضرتك عرفتي عنها حاجه 


أغمضت جفنيها قائلة بضعف


= والله مش عارفه اقول لك ايه يا بنتي، انا قابلت فريده من كام يوم بس رفضت خالص انها ترجع معايا ولسه زعلانه مننا .. حتى ما رضيتش اقول لابوها اني عرفت مكانها عشان ما يتهورش و يروح يجيبها بالغصب والامور تتعقد اكثر .


أبتسمت شيماء بسعاده وهي تقول بنبرة متوترة


= بجد عرفتي مكانها طب الحمد لله معنى كده انها بخير، معلش يا طنط مع الوقت اكيد ربنا هيهديها وترجع انتم أهلها برده.. اديها وقتها وخليها تزعل براحتها وفي الاخر اكيد هترجع لكم 


اعتصر قلب خيرية بألم قوي بعد جملتها تلك، وقالت بصوت مختنق


= يا رب يا بنتي ربنا يسمع منك و يهديها وترجع .


حمحمت شيماء وهي توصل الحديث معها لكن هذه المره قالت بضيق غامض 


=طب بقولك ايه ما تديني عنوانها احاول في يوم أروح ازورها، ممكن لما اتكلم معاها توافق ترجع .


فكرت خيريه بالأمر قليلاً بأمل ثم بتردد اخبرتها بالعنوان، أغلقت الهاتف معها الأخري لتنظر الى شقيقها الذي كان يجلس جانبها بابتسامه سعيده بعد ان علم بمكان فريده، ثم قالت أخته باقتضاب وهي عابسة الوجه


= اتفضل ادي عنوان شغلها والمكان اللي هي ساكنه فيه.. انا مش عارفه ازاي طوعتك وسمعت كلامك وخليتني اكدب عليها عشان اجيبلك عنوان فريده.. لو طنط خيرية عرفت ان انت اللي هتروحلها هتزعل مني أوي .


رد عليها بهدوء جاد


= ما تخافيش يا شيماء اكيد مش هروح اقول لها أن انتٍ اللي اديتيني العنوان وما تقلقيش بكره مدام خيرية هتشكرني لما تعرف انك اتديني عنوانها، عشان مش ناوي أبعد عنها ولا اسيبها إلا لما ترجعلنا و ترضي تسامحنا كلنا .


❈-❈-❈


اتجهت عيون مروة زوجة طه نحو مهرة وابنها الأكبر، اللذين كانا يجلسان بجانب بعضهما البعض، يتحدثان لمدة ساعة أو أكثر في عدة مواضيع وكانت أصوات ضحكاتهما عالية.. توهجت بشدة حينما رأت وجه تلك الصغيرة فوق منه ابتسامة تتسع والتي أحرقتها و جعلتها تعتقد انها تتعمد ذلك لترسل إليها إشارة أنها انتصرت عليها، تحركت نظراتها المحتدة تراقب رحيل ابنها عنها اخيرا!فاندفعت بلا تفكير نحوها بشراسة وهي تصرخ فيها بحدة


= حلوه اوي صوت الضحك اللي جايب لي آخر الشقه ده، بالذمه انتٍ عندك دم انا مش حذرتك يا بنت انتٍ ما تقربيش من عيالي خالص .. لا وعامله لي فيها الملاك البريء وتقولي لي بعملهم زي اخواتي باماره الضحك اللي مسمع اخر الشقه ده صح  .


دق قلب مهرة بعنف من الخضه وهي تنهض تتلفت حولها بذعر مرددة بصوت متوتر بأسف 


= انا اسفه والله ما اعرفش ان صوتي عالي و انا بضحك وغصب عني ضحكت كده لما احمد كان بيحكيلي عن مواقفه في المدرسه هو ومحمد .. بس انتٍ معاكي حق خلاص مش هضحك كده تاني وهطلع بره و اسيبهم


ردت عليها مروه بتشنج متعصب وقد برزت حدقتاها بغضب مشتعل


= بنت انتٍ انا خلاص جبت اخري منك هي كلمه ومش هتنيها البيت ده ما تهوبهوش تاني واتحججي باي حاجه لوفاء عشان ما اشوفش وشك هنا، ما انا يا اختي مش هفضل شايفه وساكته واستنى لما الاقي عيل من عيالي داخل عليا وبيقول لي تعالي اطلبهالي للجواز 

اصل انا وقعت في غرام الهانم 


التمعت عيناها بدموع الانكسار، واضافت الأخري بشراسة بعد أن جذبتها من ذراعها بقسوة شديدة وقد أوشكت على ضربها بالفعل 


= وانا قلتها لك مره ومش هعدها تاني لو انتٍ اخر واحده في الدنيا مش هجوزك لعيالي، ما هو مش على اخر الزمن هجوز ابني لعيله مطلقه زيك واهلها ناس ما يتعاشروش واصلك معروف اللي ما شاء الله يشرف اي عيله .


أبعدت يدها عنها وهي تشعر بألم حاد يعتصر ذراعها، و ردت بصوت مرتجف وهي تمسح عبراتها العالقة بأهدابها


= من فضلك ابعدي ايدك عني وما تمسكنيش بالطريقه دي، انا قلت لك بدل المره عشرة ما فيش حاجه من اللي في دماغك دي هتحصل ولا انا بفكر بالطريقه دي ولا حتى هم.. و بالنسبه للاهلي فانتٍ معاكي حق بس للاسف ما حدش بيقدر يختار عيلته وانتٍ كان ممكن تتحطي في نفس الموقف مكاني او حتى لو كآن ليكي بنت كان ممكن يحصل لها كده، بس ساعتها هيكون نفس ردك هو ده؟؟ طبعا لا، ما إحنا كده بنحكم على الحاجه طول ما احنا مش محطوطين في نفس الموقف! انا مش فاهمه بتكرهيني ليه و عملت لك ايه ولا شفتي مني ايه وحش يخليكي بتشكي فيا بالطريقه دي و طول الوقت مفكراني عيني على عيل من عيالك وعاوزه اوقعه عشان يتجوزني .


احتدت نظراتها أكثر تردف بكلمات قاسية تحمل اهانه صريحة و مهلكة 


= عشان يا حبيبتي ما حدش هيقدر يتجوزك بعد ما يعرف تاريخك المشرف، و انتٍ بالنسبه لي واحده عانس ومطلقه و اي واحد قدامك  هتصدقي تمسكي فيه.. وانتٍ ما قدامكيش غير عيالي اللي قدامك؟ في الاول ضحكتي على عقل الوليه الكبيرة اللي مش بتخلف واستغلتي ضعفها ودلوقتي عيالي وبعـ...


صمتت للحظة بصدمه ولم تستطيع ان تكمل جملتها حيث ظهرت أمامها وفاء تنظر إليها بوجه محتقن بشدة ونظرات جعلتها تصمت عاجزه، إبتسمت بسخرية لاذعة قائله


= ايه يا مروه سكتي ليه؟ ما تكملي يا حبيبتي انا واقفه على فكره من بدري بس سايباكي تتكلمي براحتك عشان اعرف اخرتك ايه وكل السواد اللي جواكي يظهر.. بس طلعتي ما شاء الله شايله جواكي كتير .


إبتلعت ريقها متوجسة وهي تقول بنبرة متوترة


= وفاء انا مش قصدي انتٍ ما تعرفيش هي قالت ايه ونرفزتني ولا عمايلها اللي عماله تعملها كل مرة بتاجي هنا عشان تجذب انتباه عيالي ليها .


تطالعهما مهرة بنظرات دامعة، وصرخت بصوت مختنق وباكٍ


= والله العظيم ما حصل ولا جيت جنبهم هي اللي طول الوقت حاطه في دماغها ان انا عيني على عيل من عيالها وعاوزه اوقعه عشان يتجوزني .. بس ده مش صح ولله العظيم .


حذرتها وفاء بجدية وهي تشير بسبابتها  مرددًة


= هشش ما حدش طلب منك تبرري وليه اصلا تبرري ولمين اللي عاوز يصدق يصدق وإللي مش عاوز عنه ما صدق، انا لو هعاتبك على حاجه واحده بس انكٍ ما قلتليش اللي بيحصل ده من الأول! عشان اجيبلك حقك واوقف أي حد عند حده ويعرف قيمته كويس وما يفكرش يدوسلك على طرف ومهما كان مين 


في تلك اللحظة دلف طه علي الاصوات، و ضاق أعينه علي الجميع مرددًا بغرابة 


= في ايه انتم بتتخانقوا ولا ايه؟ ايه اللي حصل .


لم يهتم إليه أحد و رفعت مروة كفها في الهواء قائلة بتبرم


= جري إيه يا وفاء ما تخلي بالك من كلامك

انا عارفه قيمتي كويس الدور و الباقي على غيري 


صرخت الأخري بغضب وقد إحمرت عيناها بشده


= انتٍ كمان ليكي عين تتكلمي تاني و لسه بتغلطي فيها قدامي، صحيح ما عندكيش دم ولا احساس.. مين سامحلك تقولي الكلام الزباله والحقير ده لبنتي وتهنيها بالشكل ده .. وعقلك صورلك ان انا هسكت على عمله زي دي عادي كده من غير ما احاسبك 


مصمصت مروة شفيتها بتهكم وعلقت متحدثة بسخرية قاسية


= بنتك! جري إيه يا وفاء انتٍ هتكذبي الكدبه وتصدقيها دي حته عيله بتعطفي عليها بقرشين وجبتيها تربيها عشان مش بتخلفي لكن راحت ولا جت دي مش بنتك! دي واحده مطلقه والمفروض انتٍ كمان تخافي منها وتحذري اللي زي دي ملهاش امان ومش عارفه ازاي قادره تعيشي معاها في بيت واحد وانتٍ عارفه كل حاجه عن نسبها اللي يشرف 


حدقت مهرة فيها بعينيها الباكيتين مكتفية بالنحيب الخافت وهي تشعر بالانكسار والمرار من كلماتها الجاحدة، وتدخل طه بينهما قائلاً بصرامة


= اخرسي يا مروه ايه الكلام اللي انتٍ بتقوليه ده عيب كده 


انفعلت وفاء أكثر لرؤيتها لمهرة تبكي بسبب خوضها لتلك المهانه، فهتفت هي بحدة


= شايف عمايل مراتك، وهي دي تعرف العيب ولا الأصول، انا سمعت كل حاجه بنفسي وقله ادبها معاها واهانتها وطلع الموضوع مش اول مره كمان، وبقولها لك تاني يا مروه وبسمعها ليكٍ اهو معاش ولا كان اللي يدوس على طرف لبنتي !! وبنتي غصب عنك سامعه .


حاول طه امتصاص ثروتها المنفعلة بتعقل، فرد مؤكدًا


= اهدي يا وفاء هي بنتك فعلا يا حبيبتي، حقك عليا انا واللي انتٍ عاوزه هعمله لك .


اقتربت أكثر من طه لتدفعه من كتفه بعنف وهي تقول بهياج جنوني


= البيت ده انا مش هدخله ليكي تاني الا لما الهانم مراتك تعتذر لبنتي ولما بنتي كمان تقبل اعتذارها ولا لاء، غير كده ما لكش معايا كلام يا طه وتنسى ان انا ادخل لك البيت اللي مراتك اهنتني فيه أنا وبنتي .  


لوت مروه شفتيها بامتعاض قائله بنبرة مغتاظة


= اهو ده اللي ناقص اعتذر للجربوعه دي كمان، بكره لما تدقي غدرها هتعرفي ان انا معايا حق يا وفاء.. انا مش هعتذر لحد عشان انا ما غلطتش ومعايا حق في كل كلمه قلتها والبنت دي مش عاوزاها تدخل بيتي تاني .


بلغت وفاء ذروة انفعالها من وقاحه الأخرى معها فهدرت بصرامة شديدة


= مراتك ناهيتها يا طه، تمام اوي ورحمه امي وابويا البيت ده مش هدخله غير لما مراتك تيجي تبوس رأس بنتي وتعتذر لها  .


وفي لحظات اندفعت وفاء كالثور الهائج وهي تسحب خلفها مهرة دون الاكتراث بمحاولات طه أخيها الفاشلة لمنعها من الخارج من باب منزله وهي بتلك الحالة، بعد سماعها لتلك الكلمات المهينة لابنتها من زوجته.


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة