رواية جديدة نجم معتم لنهى عادل - الفصل 3
قراءة رواية نجم معتم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نجم معتم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نهى عادل
الفصل الثالث
الإنسان كتلة من المشاعر..
تحركه تفاعلاته مع المواقف التى تمر به..
ويتأثر بها..
الشخص الذي يبكي فِي أوقآت غير ﻣتوقعه..
فهو إنسان يشعر بالألم..
فأبحث فِي أعماقه ...
ربما وضعت يدك على جر..ح وجعلته يصرخ..
والشخص الذي يضحك فِي المواقف الجديه
لا تستفز برودهِ..
فأعلم أنه خاب أمله في الكثير..
فلم يعد يفرِق بين الصدق والگذب..
والشخص الذي يتقِن إخفاء أحاسيسه بإبتسامه
فهوُ شخصِ يحمل من الكلام..
مالم يستوعبه أحد غيره
❈-❈-❈
عند مبسوطة
بالفعل خرجت مبسوطة و معها والدتها السيدة عائشة بصحبه والدها السيد جلال الى كورنيش نهر النيل
نظر إليها جلال قائلا بحب ابوي:
_اقعدوا هنا على ما أروح أجيب لكم سندوتشات من المطعم اللى هناك ده وبعد كده نركب المركب
قال هذا و شاور على الجهة الأخرى
بينما أردفت مبسوطة قائلة: أجي معاك يا بابا
ابتسم لها جلال قائلا: لا يا حبيتي خليكِ مع ماما أنا مسافة السكة
قال هذا و نظر الى عائشة ابتسم لها ثم سار متجه لكى يعبر الطريق و اثناء عبوره الطريق لم ينتبه الى تلك السيارة التى كانت تسير مسرعة و اصطدمت به ليقع فى الأرض غارق فى دمائه انتفضت مبسوطة من جلستها تصرخ باسم والدها بينما وقفت عائشة فى حالة ذهول لم تصدق ما حدث مع جلال زوجها وابن عمها اقتربت مبسوطة من والدها تنظر له بذهول غارق فى دمائه دموعها تنهمر بغزارة على وجنتيها و بجانبها و الدتها لم تقل عنها صدمه وفى لحظة و قعت مغشي عليها آفاقت على سماع خبر وفاء والدها و اه من كسر ظهرها كانت مدلله لديه ابنته الوحيدة تغيرت ملامحها كان وجهها يشع بهجه وسرور الابتسامة لا تفارق وجهها يحبها الجميع ولكن منذ و فاء والدها اصبحت كالوردة الذابلة منكسرة مطفية هادئة ولكن خلف كل هذا الهدوء بركان من الألم و العذاب و الاشتياق الى والدها
آفاقت على صوت ليلى قائلة:
_مبسوطة أنا بكلمك سرحانه فى ايه؟!
نظرت لها مبسوطة ولمعت الدموع فى عينيها حزنت ليلى التى تعلم ماذا اصاب مبسوطة عندما شاهدت النيل.
_معلش اتاخرت عليكم
قالها يحيى و هو يقترب منهم
ابتسمت مبسوطة قائلة: اتاخرت ليه يا دكتور
ابتسم لها يحيى قائلا: ماعلش كنت بقدم على أجازه فى الكلية
بينما نظر الى ليلى قائلة: ازيك يا ليلى
اجابت ليلى بهدوء: كويسة يا يحيى مبروك على السفر
ابتسم لها و أردف قائلا بحب اخوي حقيقي: الله يبارك فيك يا ليلو ومن دلوقتي بقول لك اهو حضري ورقة بكل طلباتك من انجلترا
ابتسمت بهدوء قائلة: إن شاء الله.
قضوا وقتا متعه و قاموا بالتقاط الكثير والكثير من الصور للذكرة
❈-❈-❈
فى منزل ليلى.
نظرت السيدة عزة الى محسن الذي كان يجلس على احد المقاعد يتابع النشرة الاخبارية بتمعن أردفت قائلة:
_الله اما فين ليلى يا محسن كل ده بتغير هدومها
نظر إليها محسن قائلا:
_ادخلى شوفي مالها هى اصلا من ساعة ما رجعت من بره و هى حالها مش عجبني
أومأت عزة رأسها متجه الى غرفة ابنتها
دلفت الى الداخل وجدتها تجلس على التخت شاردة تتجمع الدموع بمقلتيها شعرت عزة بوخزة فى قلبها فهي لأول مرة تري ابنتها ليلى المرحة حزينة هكذا اقتربت منها قائلة:
ليلى
مسحت ليلى دموعها و انتصبت واقفة قائلة:
_نعم يا ماما انا طالعة اهو احضر العشاء
اوقفها عزة قائلة:
_استني يا حبيتي، مالك يا ليلى مين زعلك
ابتسمت لها ليلى قائلة:
_انا كويسة يا ماما مافيش حاجه مجرد أرهاق من الشغل
رتبت عزة على ظهر ابنتها قائلة:
_انا ماما حبيبتك يا ليلى محدش هيكون اقرب منى لك، لو فى حاجه لازم تقول لى فضفضي لي يا ضنايا
ابتسمت لها ليلى قائلة:
_ربنا يخليك لى يا زوزو طبعا يا ست الكل أنا ماليش حد. غيرك احكى له على كل حاجة و معاكِ البت مبسوطة و يلا يا ماما زمان بابا هيدخل يضربني علشان العشاء
قالت هذا و تهربت من والدتها تخرج مسرعة من غرفتها متجه الى المطبخ.
❈-❈-❈
صباح اليوم التالي.
استيقظت مبسوطة مبكرا عدلت من جلستها ثم أمسكت سماعة اذنها قائلة:
_أجمدي كده لحد أول الشهر و بأذن الله هتروحي الصيانة على طول
قالت هذا و قامت بارتدائها ثم نهضت من على الفراش و سارت متجه الى الحمام اختفت دقائق ثم خرجت ارتديت ملابسها عبارة عن فستان من اللون الوردي و حجاب من اللون الأبيض نظرت الى مرآتها المكسور تنظر الى هيئتها برضي ثم فرشت سجادة صلاتها و أدت فرضها
بعد قليل خرجت من غرفتها متجه الى غرفة والدتها و لكنها سمعت صوت بداخل المطبخ علمت بان والدتها استيقظت مبكرا لكى تقوم هى بتجهيز طعام الافطار لهم تنهدت بحزن و دلفت الى الداخل قائلة:
_صباح الخير يا ماما ليه تعبتِ نفسك على الصبح
التفت إليها السيدة عائشة تنظر إليها بحب قائلة
_يسعد صباحك يا حبيتي و بعدين منا كويسة أهو ولا الفول بتاعِ مش وحشك
ابتسمت لها مبسوطة و هى تأخذ منها طبق الفول قائلة:
_هو فى زي طبق الفول زي بتاعك
لمعت الدموع فى مقلتيها و أكملت:
_الله يرحمه بابا ماكنش بيحب يأكل الفول اللي من ايدك
تنهدت عائشة قائلة بحزن:
_الله يرحمه يا بنتي. يلا يا ضنايا علشان تأكل لى قبل ما تروحي شغلك
بعد قليل
وقفت مبسوطة أمام شقة ليلى و قامت بالطرق لتفتح لها السيدة عزة ابتسمت لها مبسوطة قائلة:
_صباح الخير يا زوزو وحشتني على فكرة
ابتسمت لها عزة قائلة بحب:
_يا بكاشة لو وحشتك بجد كنتي تيجى تسالي عليا و على عمك محسن
اجابتها مبسوطة قائله:
_ماعلش يا زوزو اديكِ شايفه احنا بنجي من الشغل متأخر اما فين ليلى
أجابتها عزة قائلة:
_طيب تعالى ادخلى اقعدي معانا شوية
و قبل ان تجيب مبسوطة اجابت ليلى من خلف والدتها قائلة:
_يلا يا مبسوطة أنا جاهزة أهو
قالت هذا و سارت تخرج من الباب
تعجبت مبسوطة و همست قائلة لـ عزة:
_هى ليلى مالها يا زوزو
لوت عزة شفتيها قائلة:
_معرفش انا كنت لسه هسالك مالها هى كده من ساعة ما رجعت انبارح
تنهدت مبسوطة قائلة:
_طيب سلام يا زوزو و انا هشوف مالها.
بعد مرور حوالى ربع ساعة.
❈-❈-❈
فى المطعم
دلفت مبسوطة ومعها ليلى الى غرفة تغير الثياب نظرت مبسوطة الى ليلى الشاردة قائلة:
_ليلى مالك؟!
تنهدت ليلى قائلة: انا كويسة الحمدلله
نظرت لها مبسوطة قائلة: أنا عارفه مالك يا ليلى و مهما حاولتى تخبى عن الناس كلها لا يمكن تخبى عنى لانى بعرفك من نظره عيونك
حاولت ليلى التهرب و عدم النظر الى فى وجهها قائلة:
_انا مش فاهمة انت قصدك ايه يا مبسوطة
تنهدت مبسوطة قائلة بحزن: أنا عارفه إنك بتحبِ يحيى يا ليلى
أنتفض جسد ليلى تنظر إلى مبسوطة دون ان تنطق لمعت عيونها بالدموع و ارتمت فى حضن مبسوطة تبكى و تبكي احبت رجل لم يكن لها اى مشاعر هو صديق طفلتها فقط يعتبرها اخت له فقط لا غير لا يقرف بينها وبين ومبسوطة و نرمين اخته فما اصعب الحب من طرف واحد كطعن بالسكين بارد فى قلبها و لكنها لم تلوم يحيى فهو تعامل معها بحب اخوي حقيقي
رتبت مبسوطة على ظهرها قائلة:
_اهدي يا ليلى، معلش يا حبيتي يحيى لو كان يكن لك مشاعر كان قال لك بس أنت عارفه يحيى انسان محترم ومش بتاع لف
خرجت ليلى من احضان مبسوطة قائلة:
_انا عارفة كل الكلام ده بس غصب عنى يا مبسوطة مش بايدى أنا بحبه بجد
تنهدت مبسوطة قائلة:
_وليه مش تقول لى انه تعود، احنا كبرنا مع بعض يحيى كان اخ و سند لنا احنا الاثنين لان ماكنش لى اخ او اخت نلعب معهم نشارك حياتنا معاهم، فيحيى كان أقرب إنسان لنا
تنهدت مبسوطة و أكملت:
_برغم من وجود نرمين اللى ان يحيى الأقرب و الاحن لنا يا ليلى و بعدين انت لسه صغيرة و اكيد نصيبك لسه ما جاش يا روح قلبي يلا روحي اغسلِ وشك ووحدي الله
ابتسمت لها ليلى قائلة:
_لا اله الا الله ربنا يخليك لى يا مبسوطة انا مش عارفة لو مش موجودة في حياتي كنت عملت ايه
ابتسمت لها قائلة: يلا يا ليلو مش ناقصين خصم يلا يا حبيتي و صدقينى بكره ربنا يعوضك بكل خير
ابتسمت لها ليلى تنظر لها بحب حمدت ربها فى سرها على وجود اخت و صديقة مثل مبسوطة فى حياتها.
❈-❈-❈
فى فيلا صفوت الشافعي
كان ينظر بغضب الى شاشه هاتفه والى ذلك المقطع زفر بغضب حين نظر ووجد ذلك المقطع تم نشره على جميع مواقع التواصل الاجتماعي وعليه الكثير من اللايكات و الكومنتات و الكثير من السخرية لهو و المدح فى شخصيه الممثل المشهور وسيم الشاذلي صك على اسنانه بعنف ثم قام بالضغط على الهاتف قائلا:
_شالوم أليخم عزيز نفذ اللى طلبته منك
أجابه المدعو عزيز قائلا:
_شالوم صفوت علم و ينفذ
أنهى صفوت المكالمة و قام بألقاء الهاتف على التخت بغضب يتذكر اهانه وسيم له.
❈-❈-❈
فى فيلا وسيم الشاذلي
استيقظ من نومه على صدح رنين الهاتف فتح عينيه بتكاسل و ارهاق فهو ظل يفكر طوال الليل كيف يقنع والدته السيدة الهام بقرار الزواج من مايا عدل من جلسته وجذب الهاتف وقام بالرد قائلا:
_عايز ايه على الصبح يا هارون
اجابه هارون قائلا بضيق: فى حد يرد على حد كده على الصبح مش المفروض تقول لى صباح الفل صباح العسل. وبطل برودك ده انت مش تلاجه
زفر وسيم بملل قائلا: هتقول عايز ايه يا هارون ولاء اقفل السكة فى وشك أنا لسه صايحى و يادوب نامت ساعتين قول عايز ايه انا مش فايقلك
اردف هارون قائلا بشقاوة: اكيد كنت سهران بتفكر فيا منا عارف إنى امور و أتحب
_هارون اخلص قول عايز ايه
قالها وسيم بصوت حاد
انتفض هارون قائلا: حاضر هقول اهو الدنيا مقلوبه على اللى عملته فى صفوت الشافعي بس كانت ضربت معلم يا برنس والله
قهقهه وسيم قائلا: مش لدرجه دى يا هارون دى كانت قرصه ودن صغيره علشان يحترم نفسه و يبعد عنى
تنهدت هارون قائلا: بس انا خائف عليك يا وسيم صفوت مش سهل علشان ينسي اللى عملته فيه
أأردف وسيم بهدوء: سيبها على الله المهم أنت هتسافر أمتى
علم هارون بان وسيم يقوم بتغير الموضوع تنهد قائلا: اخر الاسبوع بس اهم حاجه لازم تشوف حد مكاني علشان ياخد باله من مواعيدك لحد ما اجى
_تمام يلا سلام
قال هذا و قام بغلق الخط دون ان يسمع الرد من هارون
قام بالقاء هاتفه ثم جذب عبلة السجائر والقداحة واشعل سيجارا يفكر فى كلام هارون وإنه عليه اختيار مساعده له. قام بإطفاء السيجارة و نهض وسار متجه الى الحمام دلف الى الداخل
بعد قليل خرج من الحمام يلف خصره بمنشفه قطينه و اخري يجفف به شعره متجه الى غرفة الثياب اتنقى قميص ابيض و بنطلون جينز ازرق الله و حذاء رياضي
بعد قليل
نزل الدرج يبحث عن والدته الهام التى كانت تتحدث فى الهاتف قائله:
_لسه يا نادية هتكلم معاه أنا مش هاسكت ولا ارتاح اللى ما الا اسمها مايا تخرج من حياة وسيم
سمعت خطوات خلفها همست قائلة:
_اقفلى انتِ دلوقتي لان وسيم جاي
انهت الهام المكالمة و نظرت الى وسيم الذي اقترب منها قائلا:
_صباح الفل على ست الكل
قال هذا و سحب يد والدته و طبع قبله حنونه
ابتسمت له ألهام قائله:
_صباح الخير يا وسيم صاحي بدرى لية و لابس ورايح فين؟!
نظر لها وسيم بدون أن ينطق
عملت ألهام الى اين هو ذهاب أردفت قائلة بهدوء:
_أنت ليه مش عايز تفهم ان مايا مش تنفعك يا وسيم افهم يا حبيبى فى حاجات أهم من الشكل الأجتماعى فى قيم و اخلاق احنا اتربنا عليها.
تنهد و سيم و جلس بجوار والدته قائلا:
_ممكن يا ست الكل نتكلم براحه و نفكر بالعقل حضرتك ربتني أنتِ و بابا الله يرحمه أن يكون لى شخصية مستقله صح ولاء لا
تنهدت الهام بقلة حيلة قائلة:
_صح طيب و بعدين كمل كمل
ابتسم و سيم و أكمل:
_عمرك أنت و بابا مفرضتوش عليا حاجه، ربيتوني إنى لازم يكون ليا شخصيتى و كيانى و إنى أكون واثق فى قرارت صح ولاء لا
نظرت له ألهام فهو محق هى الأن تحصد نتيجه تربيه زوجها ل وسيم على انه يعتمد على نفسه و انه يتخذ قرارته بنفسه و لكنها لا توافق على ادخال مايا حياة ابنها والزواج منها.
تنهدت ألهام و اردفت قائلة:
_كل كلامك صح يا وسيم و مش معنى إنى لا أنا ولاء عزت الله يرحمه ادخلنا فى حياتك يبقى تعمل كل حاجة على مزاجك فى مثلا بيقول قبل ما تناسب حاسب و مايا مش تنفعك أنا يا ابنى امنيه حياتي قبل ما أموت إنى افرح بك و اشيل لك حته عيل صعب تحقق لى طلبي بس بزوجه تكون بنت حلال و محترمه يا ابنى
تنهد و سيم و قام بوضع قبله على يد الهام قائلا بهدوء:
_حاضر يا أمى كل اللى حضرتك تأمري به انا هنفذه
قال هذا و أنتصب واقفا و أكمل:
_ودلوقتي لازم أمشي لان لازم اقعد مع هارون اظبط أموري قبل ما يسافر سلام يا حبيتي لا اله الا الله
ابتسمت له الهام قائلة:
_محمد رسول الله خلى بالك من نفسك يا حبيبي وسوق براحة
قهقه وسيم على الهام التي تعامله كانه طفل في السابع من عمره
❈-❈-❈
نهاية الأسبوع
يوم الجمعة يوم سفر يحيى إلى انجلترا
فى منزل مبسوطة
بداخل غرفتها لم تنعم بالنوم ظلت طوال الليل مستيقظة و برغم انها تعلم مخاطر ارتداء سماعة اذنها وهى نائمة الا انها لم تقوم بخلعها تتذكر طفولتها مع يحيى جلست بوضع القرفصاء تبكي حتى تورمت عينيها من شده بكائها هى بحالة يرثي لها، ولكنها لا تستطيع ان تقف فى طريق مستقبله او تلوم عليه فهو حلم حياته التدريس فى تلك الجامعة سمعت طرق على الباب لتسمع صوت و الدتها قائلة: يلا يا مبسوطة علشان نلحق نروح عند خالتك نسلم على يحيى ونشوفها لو محتاجة حاجة
بصوت حزين اجابت: حاضر يا ماما هدخل الحمام و وهصلي الضحى و ألبس و هاجي.
نهضت من مكانها بعد ان قامت بمسح دموعها تحدث نفسها قائلة:
_مش لازم يحيى يشوفني و انا حزينة و زعلانه كده لازم يعرف و يتأكد اني فرحانه له و ان هكون كويسة في غيابه
قالت هذا ورسمت الفرحة على وجهها وسارت متجه الى الحمام اختفت دقائق وخرجت ارتدت ثيابها و ادت فرضها ورفعت يديها تناجي ربها قائلة وعينها تلمع بالدموع:
_يا رب..لنا حاجات تملأ صدورنا لا يعلمها إلا أنت.. فاللهم أعطنا فوق ما نتمنى..
ثم انتصبت واقفه تخرج خارج غرفتها لتجد والدتها تجلس فى انتظارها في الردهة أردفت قائلة:
_يلا يا ماما أنا جاهزة خلاص
نظرت لها عائشة و شعرت بغضه فى قلبها على حال ابنتها فهي تغيرت بعد وفاه والدها وعندما اخرجها يحيى من وحدتها هاهو سيسافر و يتركها هو الاخر كانت تدعى لها ليلا و نهارا ان يرزقها الله بزوج صالح وعندما يأتي شخص لطلب يديها ويعلم بانها صماء يذهب دون ان ينطق بكلمة و لكنها كانت تعلم بان عوض الله قريبا
ابتسمت لها عائشة قائله: يلا يا حبيتي ربنا يسعدك و يعوضك خير يا قلب أمك.
فى بيت يحيي
وضعت السيدة نادية قدح من القهوة على الطاولة الصغيرة التي يجلس امامها السيد رضوان يمسك بجريده الصباح أردفت قائلة:
_القهوة اهي يا ابو يحيى تشربها بالهنا
ابتسم لها قائلا:
_تسلم ايدك يا غالية هي نرمين صحيت ولا لسه
لوت السيدة نادية شفتيها قائلة:
_لسه انت عارف لو مش عندها دورس تصحى تصح بدري و الله ما حد مدلع البت دى الا أنت اما اروح اصحيها زمان عيشه و مبسوطة وجايين فى السكة
قالت هذا و سارت متجه الى غرفة ابنتها دلفت الى الداخل و بالفعل و جدتها نائمة اقتربت من الشرفة و أزاحت الستائر قائلة بصوت حاد:
_اصحي يا نرمين، الضهر قرب ياذن و زمان خالتك و مبسوطة جايين فى السكة
_اوف بقا
نطقت بها نرمين وهى تضع الوسادة على رأسها و اكملت:
_أنا عاوزة انام يا ماما طول الليل بذاكر و بعدين دول جايين علشان يسلموا على يحيي مش عليا.
تنهدت السيدة عائشة من معامله ابنتها لـ مبسوطة كلما رأتها أردفت قائلة:
_هى كلمة واحدة أنا هخرج اروح احضر الفطار وربع ساعة بالكثير تكوني جاية ورايا فاهمة
قالت هذا و خرجت من الغرفة
بينما لم تهتم نرمين بكلمة والدتها و وقامت بشد الغطاء عليها و لكن صدح رنين هاتفها انتفضت من نومها و جذبت هاتفها و قامت بالرد قائلة:
_صباح الخير يا ميرو
اجابتها صديقتها و تدعى ميار قائلة: صباح الخير فينك يا نرمين كل ده نوم و أنت عارفه ان النها ردة الشلة كلها هتخرج
عدلت نرمين من جلستها قائلة: مش هاعرف اجى معاكم النهاردة يحيى اخويا مسافر و كمان خالتى و بنتها زمانهم على وصول حاجة قرف بجد اوف
_اه بنت خالتك الطرشة كبري دماغك و تعالى
زفرت نرمين بضيق و أكملت:
_اه ياميرو هى الطرشة حاجة كده كتله غباء ماشية فى الارض ونسيت اقول لك كمان دى بتلبس نضارة كعب كوبابه و لا هدوامها و قال ايه لولا وفاه باباها كانت زمانها هتكون دكتورة بس دخلت تجارة و كانت بتطلع الاولى على الدفعة بس انا اللى إن شاء الله هكون احسن منها و هكون الدكتورة نرمين رضوان.
يُتبع..