-->

رواية جديدة تعويذة العشق الأبدي لسمر إبراهيم - الفصل 16 - 2


قراءة رواية تعويذة العشق الأبدي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تعويذة العشق الأبدي

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سمر إبراهيم 


الفصل السادس عشر

الجزء الثاني

عودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈



أفاق مو شروده على توقف السيارة وصوت يونس وهو يحدثه بصوت مرتفع نسبيًا:

- ايه يبني روحت فين؟ بقالي ساعة بكلمك وانت ولا انت هنا.

نظر حوله ليدرك أنهما قد وصلا إلى الفندق بالفعل فنظر إليه وأجابه بتشتت:

- كنت بتقول حاجة يا يونس معلش مكونتش مركز.

- لا دا انت مش هنا خالص اللي واخد عقلك.

اعقب جملته بغمضة من إحدى عينيه ولكنه لم يجد رد فعل من ذلك الواقف أمامه سوى التواء شفتيه بابتسامه ساخرة مصحوبة بزفرة خفيفة وهو يتحدث ببعض الضيق:

- والنبي انت فايق ورايق.

قال كلماته المقتضبة ثم ترجل من السيارة مغلقًا بابها خلفه وولج إلى داخل الفندق دون أن ينظر خلفه تاركًا إياه في حالة تعجب مما وصل إليه حال صديقه الذي تحول بين عشية وضحاها إلى شخص لا يعرفه ولبرهه كاد ان يلحق به ليرى ماذا ألَمّ به ولكنه قرر أن يتركه الآن ولا يقوم بالضغط عليه فهو على يقين بأنه سيأتي إليه بمفرده ليقص عليه ما حدث فترجل هو الآخر من السيارة وذهب في اتجاه الفندق بعد أن ترك مفاتيح سيارته لعامل الفندق لكي يقوم بوضعها بالمرآب.

❈-❈-❈


يدخن لفافة تبغ بذهن شارد متصطحًا ذلك الفراش وهو شبه عارٍ يغطي جزئه السفلي بتلك الملاءة الخفيفة  ليخرجه من شروده تلك الأصابع التي تتحرك على صد ره ببطئ وبحركات دائرية جذبت انتباهه ليلتفت لتلك النائمة بجواره ليجدها تبتسم وتنظر البه نظرات مغوية.

كانت تستند برأسها على راحة يدها وتحدثت بعتاب خفي:

- ايه سرحان في إيه كل ده؟ بقالي كتير بكلمك وانت ولا انت هنا اوعى تكون بتفكر في اللي ما تتسمى طليقتك.

ارتسم الغضب عل. ملامحه فور ذكرها لها وما زاد من غضبه هو لقب طليقته الذي نعتتها به هل خسرها بالفعل والى الأبد أم إنه سيستطيع استعادتها هو لم يتعود أن يترك شيء رغمًا عنه سيستعيدها لا محالة وسيلقنها درسًا قاسيًا جراء ما فعلته به ولكن ذلك ليس وقته الآن فليستمتع الآن بما أمامه ويترك عقا ب زوجته لوقت لاحق.

نظر اليها نظراته الخبيثة ولكنه استطاع تزييفها لأخرى عاشقة ببراعته المعتادة ليحدثها بعشق مزيف:

- هسرح في مين غير فيكي، حد يبقى بين اديه الجمال دا كله ويسرح برضه.

أنهى حديثه وهو ينظر البها نظرات شهوانية أرضت غرورها كأنثى لتزداد حركة أصابعها على صدره وتحدثت بدلال:

- كُل عقلي بكلمتين زي عوايدك.

ازدادت نظراته وقاحة وهو يدور بعينيه على مفا تنها ليتحدث وهو يقترب منها وقد امتلأ صوته بالإثارة:

- عقلك برضه؟ لا وحياتك دي حاجة تانية اللي عايزة تتاكل.

ابتسمت بشدة عندما فطنت إلى ما يرمي إليه خاصة عندما بدأ يقترب منها أكثر ويزيح تلك الملاءة من عليهما لتتحدث من بين ضحكاتها:

- بطل بقى يا أحمد هو انت ايه مبتشبعش.

- حد يشوف الجمال ده ويشبع برضه وبعدين انتي مش قولتي إن جوزك هيرجع من السفر بكرا سبيني بقى أشبع منك كفاية إني هتحرم منك لحد ما يسافر.

أنهى حديثه وهو ينقض على شفتيها مقبلًا إياها بنهم وعنف شديدين ليكملا ليلتهما غارقان في لذة تلك العلاقة المحرمة دون التفكير في أي من عواقبها الوخيمة.

❈-❈-❈


بعد مرور يومين

دقات على الباب جعلتهما يستيقظان من نومهما ليخرجا مسرعتان من غرفتهما ليريا من هذا القادم من بكرة الصبح ليتفاجأتا بعدد لا بأس به من النساء يحملن معهن حقائب كثيرة واثنتان منهما تحملان حافظتان للفساتين لا تعرف منهن سوى المرأة التي أتت بالأمس لتأخذ قياسات شقيقتها لتتساءل عهد باندهاش:

- انتوا مين؟

أجابت إحداهن:

-  أنا أماني جوهر مساعدة مدام عبير انتي مش فاكراني انا اللي اخدت مقاسات العروسة امبارح أنا جاية انا والمساعدين بتوعي علشان نساعدك انتي والعروسة ونشوف الفساتين لو محتاجة تظبيظ ومعلش جينا بدري علشان مفيش وقت لان الساعة واحدة بالظبط هيجي الماكيير وال Hairdresser والمساعدين بتوعهم فلازم نخلص شغلنا والفساتين تكون مظبوطة قبل ما ييجوا.

عقدت حاجبيها لدى سماعها لما قالته هذه المرأة فما دخلها هي بذلك فليفعلوا ما يريدون بالعروسة أما هي فما شأنها بذلك لتنظر إلى شقيقتها فوجدتها تنظر إليهن فاغرة الفاه ولا تنطق بشيء لتتحدث عهد باستفهام:

- طب العروسة وفهمنا اخت العروسة مالها.

لوحت إحداهن بحافظة إحدى الفستانيين وهي تجيبها:

- حضرتك كمان ليكي فستان ولازم نظبط المقاسات ولو اني أعتقد إنه هيجي مظبوط عليكي.

قالت ذلك وهي تنظر إليها بتفحص وقبل أن تجيبها بقبول أو برفض تنبهت على صوت والدتها:

- إيه الدوشة اللي عالصبح دي يا بنات ومين دول؟

أجابت عهد وهي تشير اليهن بيدها:

- دول تبع مروان جايين وجايبين فستان الفرح.

لم تستطع التحكم في نفسها لتنطلق الزغاريد منها دون توقف ليزداد تعجب أماني فهي لم تكن تتخيل إنها ستأتي إلى تلك المنطقة الشعبية وتتعامل مع أناس منها في يوم من الأيام.

وضعت عهد يديها على أذنيها وهي تصيح في والدتها لكي تتوقف عما تفعله:

- بس يا ماما بتعملي ايه بس؟ هتلمي علينا الجيران وبعدين مش خايفة عادل يصحى على صوت الدوشة دي ويبهدل الدنيا.

حركت كتفيها بلامبالاة وتحدثت بعدم اهتمام

- ما يتلموا هما هيتلموا في حاحة أحلى من كدا وبعدين أبوكي مش هنا بقاله يومين من يوم كتب الكتاب وهو فص ملح وداب.

أنهت كلماتها لتستأنف ما كانت تفعله وفي أقل من دقيقة كانت الشقة ممتلئة بجميع نساء الحي ليعلموا سبب تلك الزغاريد لتأخذ عهد شقيقتها والضيوف وتدخل بهن إلى غرفتها وتغلق بابها سريعًا قبل أن يتم احتلالها هي الأخرى من نساء وأطفال الحي اللائي يردن مشاهدة العروس وهي ترتدي فستان الزفاف.

❈-❈-❈


وصلت بطفلها إلى المشفى لكي يزيل قطب الجرح من جبهته لينتظرا الطبيب في. حجرة الكشف الذي ما أن حضر ورآهما إلا وتهللت أساريره ورحب بهما وخاصة سليم الذي شعر بانجذاب نحوه يجهل سببه فاقترب منه وقام بحمله مقبلًا رأسه:

- أهلا، اهلا ب سليم باشا إيه المفاجاة الحلوة دي اخبارك إيه؟

أنهى جملته وهو ينزله ونزل هو الآخر على ركبتيه ليكون مساويًا لطوله  ليجيبه سليم بابتسامة:

- الحمد لله يا دكتور.

- لا بس انا زعلان منك على فكرة كدا برضه اسبوع بحاله متفكرش تكلمني فيه ولا احنا مش أصحاب ولا إيه؟

قال ذلك وهو يقلب شفتيه مدعيًا الحزن لينفي سليم برأسه سريعا وتحدث ببراءة:

- لا طبعا أصحاب انا كنت عايز أكلمك بس مامي قالتلي عيب ميصحش أزعجك.

التفت برأسه لينظر إلى تلك الوقفة خلفه تحدق بطفلها بتحذير حتى لا يخجلها بحديثه أكثر من ذلك فضحك وهو يوجه حديثه إليها:

- بقى كدا يا دكتورة يعني انتي اللي عملتي قطيعة بين الصحاب ينفع كدا.

ضحكت بصوت مرتفع نسبيًا عند استماعها لحديثه ليشرد في ضحكتها هي صاخبة بالفعل ولكنها ليست مبتذلة بل محببة إلى النفس ولكنه زجر نفسه سريعهًا لذلك الشعور الذي احتل كيانه فهي امرأة متزوجة ولا يحل له أن ينظر إليها هكذا ليجدها تضع يدها على فمها وتحدثت بخجل:

- سوري يا دكتور ضحكتي فضيحة أنا عارفة بس أعمل ايه. مبعرفش اتحكم فيها.

ضحك بملئ فيه وحدثها بصدق وتلقائية:

- بالعكس ضحكتك جميلة ومميزة ليه تحاولي تتحكمي فيها.

توقف عن الحديث وحمحم بإحراج فلقد شعر بأنه تجاوز حدوده معها خاصة بعد أن رأى احمرار وجهها ونظرها إلى الاسفل بخجل فور سماعها لحديثه فحدثها محاولًا أن يعتذر عما بدر منه:

- آسف لو كنت تعديت حدودي.

نفت برأسها وتحدثت دون أن تنظر إليه:

- لا محصلش حاجة تستدعي الاعتذار وشكرًا لحضرتك.

للحظات تبادر لذهنها تعليقات أحمد السخيفة على ضحكتها خاصة إن ضحكت وهما في مكان عام ليعتلي الحزن ملامحها ولكنها حاولت أن تخفي ذلك وتحدثت بعملية:

- حضرتك هتفك الغرز دلوقتي ولا ايه؟

أماء لها موافقا وتوجه نحو سليم حاملات إياه ليجلسه على الفراش الطبي وبدأ أن يزيل القطب بحذر شديد حتى لا يتألم وحدثها بعفوية محاولا تغيير مجرى الحديث:

- أنا متأسف صحيح لو كنت اتسببت في خلاف بينك وبين زوجك لاني لاحظت إنه زعل لما دخل ولقانا بنتكلم.

هزت رأسها بنفي وتحدثت سريعا ودون تحكم منها وكأنها تنفي تهمة ما عنها:

- لا دا مش جوزي.

لا يعلم لما شعر بالسعادة عند سماعه تلك الكلمات منها ولكنه تعجب كثيرًا فلقد تصرف هذا الشخص وكأنها زوجته ليتحدث دون أن يدري:

- غريبة مع إن كلامه يدل على إنه جوزك.

قاطعته سريعًا:

- كان جوزي  هو أبو أولادي وبس.

هز رأسه لأعلى ولأسفل بتفهم ليشعر بمشاعر متضاربة ما بين حزن على حالها وفرح لا يعلم سببه.

انتهى من عمله وذهب خلف مكتبه ليدون بعض من أصناف الأدوية وأعطاها الورقة وهو ينظر نحو سليم متجنبًا النظر إليها:

- دا كريم يتحط مرتين في اليوم علشان يخفي اثر الجرح أهم حاجة إنه يندهن في اتجاه واحد.

أماءت له وقامت بأخذ الورقه ووضعتها في حقيبتها وأمسكت بيد سليم وخرجت به وهو ينظر إلى مراد ملوحُا إليه بيده وتحدث بطفولية:

- مع السلامة يا دكتور.

بادله التحية وعقب على حديثه وهو يبتسم:

- مع السلامة يا سولي وهستناك تكلمني.

أماء له بابتسامة ثم غادر مع والدته ليتتهد بحزن فلكم تمنى أن يكون لديه طفل كهذا ولكن إرادة الله حالت دون ذلك متمنيًا ألا تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يراه بها

❈-❈-❈


مساءً

انتهى مصفف الشعر من وضع لمساته الأخيرة لتنظر إليها عهد بعينين تتلألأ بها الدمعات فإطلالتها تخطف الأنفاس فبالرغم من الظروف المحيطة بتلك الزيجة وتيقنها من أنها لن تستمر طويلا إلا أنها تشعر بسعادة غامرة فهي لم تكن لتتمنى زوج لشقيقتها أفضل من مروان فلقد أثبت لها بأنه رجل بمعنى الكلمة وغاية أملها أن تتحول هذه الزيجة لتصبح حقيقية حتى تستطيع الاطمئنان على شقيقتها.

اقتربت منها لتقوم باحتضانها وتقبيلها وتحدثت بصوت مختنق بالبكاء:

- ألف مبروك يا حبيبتي طالعة زي القمر.

ابتسمت لها وحدثتها وهي تنظر لنفسها في المرآة:

- حلوة بجد يا عهد؟

احتضنت ظهرها وحدثتها من خلال المرآة:

- مرايتك تقولك.

تأملت ملامحمها التي بالرغم من أنها لم تتغير إلا أنها تبدو أجمل بالفعل ثم حولت نظرها إلى شقيقتها التي تبدو وكأنها أميرة هي الأخرى بذلك الفستان الأحمر اللون ومساحيق التجميل الخفيفة التي أبرزت جمالها لتحدثها بحب:

- انتي كمان طالعة زي القمر يا حبيبتي.

أنهت كلماتها والتفتت لها ممسكة بيدها لتكمل حديثها بامتنان لكل ما قدمته لها:

- انا مش عارفة أقولك ايه على كل اللي عملتيه وبتعمليه معايا من يوم ما اتولدت انا حقيقي مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه ومصيري هيكون إيه.

وضعت يدها على خدها الأيسر وحدثتها بحنان وكأنها أمها وليست شقيقتها:

- بطلي هبل انتي مش اختي وبس انتي بنتي انا ممكن أعمل أي حاجة في الدنيا علشان تكوني كويسة وبعدين بطلي بقى الكلام ده لحسن هنعيط والمكياج هيسيح وهتبقى حوسة.

ابتسمت من بين دموعها لتمسح دمعة هاربة من عينها وقبل أن تتحدث انتبهتا على تلك الدقات على باب الغرفة ليستمعا إلى صوت آت من الخارج لفتاة تصيح بصوت عالٍ:

- العريس وصل، العريس وصل.

❈-❈-❈


يقف مطأطئ الرأس مكبلًا بتلك الأصفاد الحديدية التي تمنعه من التحرك ليشعر بالألم يجتاح كل خلية في جسده الذي قاربت ملامحه على الاختفاء من كثرة ما تعرض إليه من تعذ يب.

هو غير نادم على ما فعله ولو عاد به الزمن سيفعله مرة أخرى فلم يعتاد الهروب فالمواجهة بالنسبة إليه هي الحل الوحيد مهما كانت عواقبها.

لم يتبقى له الكثير من الوقت فلقد علم أنه سيتم تنفيذ حكم الإعدام به في الصباح الباكر هو لا يغشى الموت ولكنه يشعر بالخوف عليها هي فماذا سيكون مصيرها ومصير طفلهما من دونه هل سيكون مصيرهما نفس مصيره أم سيكون للقدر رأي آخر.

رفع رأسه بتعجب عندما سمع صوت فتح الباب الخاص بزنزانته فمن عساه أم يأتي إليه الآن؟ هل هي وصلة تعذ يب جديدة؟ أم أنهم قد قرروا تقديم موعد موته؟ ولكنه تفاجأ عندما وجد فتاة تدخل إليه ترتدي زي الوصيفات وعليه عباءة بها قلنصوة تضعها على رأسها تخبئ بها وجهها.

وقفت أمامه في ثبات رافعة رأسها لتنظر اليه وهي تزيل القلنصوة عنها ليرى وجهها لتتهلل أساريره وتزداد دقات قلبه حتى كاد يخرج من صدره من فرط سعادته ليجدها تبتسم إليه وقامت باحتضانه بشدة وهي تتحدث من بين دموعها التي لم تستطع منعها من الهطول على خديها دون توقف لتتصارع أحاسيسها ما يين  الحزن على ما رأته عليه من آثار التعذ يب والفرح لرؤيتها له مرة أخرة:

- كيف تسول لهم نفسهم أن يفعلوا بك هذا؟ يا لهم من مجرمين متحجري القلب.

إحساس بالعجز يملأ روحه فهي الآن بداخل أحضانه وهو لا يستطيع أن يطوقها بزراعيه بسبب تلك القيود اللعينة لتترقرق الدمعات بعينيه وعجز عن التحكم بها ولكنه وجدها ترفع رأسها إليه وكورت وجهه بين كفيها ماسحة دموعه بإبهاميها وهي تبتسم من بين دمعاتها:

- لا تحزن حبيبي فلن يستطيع أحد أن يفرق بيننا بعد الآن سنبقى سويًا إلى الأبد.

تعجب كثيرًا من حديثها فلقد تصور بأنها قد أتت لتودعه لآخر مرة فعقد حاجبيه وتحدث بجهل مما تقصد:

- ماذا تقصدين؟

ازدادت ابتسامتها وقامت بتفريق عناقهما وأجابته وهي تتجه نحو الباب:

- ستعلم الآن.

قالت ذلك وقامت بنداء الحارس ليدخل بخوف وقام بإزالة القيود المحيطة بمعصميه وكاحليه فقامت بدورها بإخراج سرة مليئة بالنقود من جيب عباءتها واعطتها إياه ليأخذها منها وهو ينحني باحترام كل ذلك وسط نظرات حابي المندهشة ليجدها تأخذ شيء من امرأة أخرى تقف بالخارج وبتدقيق النظر وجد بأنها ماكنيا التي تقف بخوف وترقب تتلفت يمينًا ويسارًا لتدخل إليه مرة أخرى ومعها بعض الملابس الخاصة بالحرس وقامت بإعطائها إياه لكي يرتديها حتى يستطيعون الهرب من الأبواب الخلفية دون أن يشك بهم أحد.

❈-❈-❈


لحظات من الخوف والترقب وحبس الأنفاس مرت عليهم أثناء خروجهم من القصر وكأنها أعوام فإن انكشف أمرهم فهم جميعًا في عداد الأموات ولم ينجو أحد من بطش الملك.

نعم تعلم أن عاقبة ما فعلته هي الموت ولكنها لا تأبه بذلك فإن كانت حياتها هي الثمن لحياته فهي على استعداد أن تدفعها عن طيب خاطر فلا حياة لها سواه فالموت معه أهون ملايين المرات من الحياة بدونه.

تحمد الآلهة لاستطاعتها التفاوض مع ذلك الحارث وموافقته بالمجازفة بحياته مقابل تلك النقود الذهيدة بالنسبة إليها وإن كانت تمثل ثروة بالنسبة إليه وبالطبع لم تستطع ترك ماكنيا بمفردها تواجه بطش الملك فأخذتها معها ليهرب ثلاثتهم جاهلين بما ينتظرهم خارج أسوار ذلك القصر والذي عاشت به طوال سنوات عمرها ولكنها غير نادمة على ذلك.

ممسكان بأيدي بعضهما البعض ليعبرا ذلك النهر الخالد والذي يشهد على عشقهما الأبدي لتنظر إلى الخلف لذلك القصر المهيب الذي يبتعد شيئًا فشيئًا ليتسرب إلى قلبها شعورًا بالأمان كلما ابتعدوا أكثر فلقد نجوا أخيرًا لتبدأ معه من الآن حياة جديدة منتظرين قدوم طفلهما ليتربى بينهما دون خوف.

ترا هل سينجحا في ذلك أم أن للقدر رأي آخر


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سمر إبراهيم من رواية تعويذة العشق الأبدي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة