رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 30
قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلوب لا ترحم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل الثلاثون
مضت فترة وجودها في المشفى علي خير؛ لم تخاطب معتصم عن الصور هي لم تخبر أحد بتاتًا؛ كان معتصم يلتصق بها كالعلقة بشكل أثار تعليقات الجميع العابثه؛ كان الأمر يزرع بداخلها الخجل وشعور أخر يدغدها؛ كما قرأت بأحد مواقع الفتيات.. أنها تشعر بالفراشات في معدتها كلما إقترب منها معتصم .
أبتسمت بهدوء حينما أقتحم الغرفة لتهتف بملل
_ برضو لسه متعلمتش تخبط علي الباب؟
أستدار ناظرًا للباب ثم لها مدعيًا الصدمه؛ عينه إتسعت وهو يهتف بمزاح
_ مش معقوله هو الباب بيخبط؟؟ دي معجزه؟
ضحكت بخفه وهي تحرك رأسها بيأس؛ ثوان وأتت والدتها وشقيقتها ليتحدث معتصم بسعادة
_ وأخيرًا القمر هينور البيت تاني! يلا بقا مش عايزين كسل
ضحكت نوران وهي تغمز لها
_ يا بختوا الي معتصم من بخته
قلبت عينها بضحكه وهي تنهض للوقوف؛ بثانية كان القى عنه الوجه العابث وتحرك واقفًا لجوارها؛ يده تسند ذراعها السليم ويده الأخرى حول خصرها يجذبها لأحضانه.
مجددًا إرتفعت الفراشات بمعدتها مسببه دغدغه محببه؛ أستنشقت بعمق رائحته لداخل صدرها بقوة وابتلعت لعابها بخجل.
غادروا سويًا حتى عربته وأصعدها هي لجواره، كانت المسافة للمنزل هادئة بمزحات قليله متوزعه.
مجددًا ساعدها بالهبوط حينما وصلوا للمنزل وكانت بين أحضانه؛ ربما ترغب بتوصيله لها كل يوم إذا كان بتلك الطريقة!
نفضت أفكارها المخجله بعيدًا وهم يصعدوا؛ رمشت بأستغراب حينما تخطوا منزل والدتها جميعًا لتسأل بأستغراب
_ ايه البيت يا جماعة!
كتمت فتحيه ونوران الضحكات بداخلهم بينما معتصم ضمها لصدره أكثر وهو يهمس بحراره وصلتها
_ بيت دلوقتي في حضني؛ او خلينا نقول مؤقتًا شقتنا يا عروسه
أرتعش داخلها و رمشت برقة وهي تشعر بجسدها يقشعر؛ لم يفتح الباب بل طرقة بخفه لتفتح انسام وتصدم بما خلفها .
كان غريب مع والديهم وعزت وللأسف عائلة عمتها؛ ما ذرع الابتسامه علي فمها كانت الزينه الموزعه بالمنزل والكعكه التي تتوسط الطاولة
_ ايه دا؟
همسها الخافت هو فقط من سمعه؛ أنخفض بخفه لها مقتحمًا مساحتها الخاصة وهو يهمس بنبره متأججة
_ دا احتفالي برجوعك بيتنا؛ صحيح راجعه من تعب بس باذن الله ربنا يكرمنا ومتدخليش فيه بتعب تاني ابدًا
أبتسمت بخفوت؛ أستدارت ناحيته بذهول وسعادة؛ ذلك القرب المهلك فصلها عن الواقع ولم تعد تشعر بوجود أحد سواه هو؛ الأنفاس علقت بينهم في انشات صغيره؛ انفاس ملتهبة وعينها تلتحم بمشاعر تدغدغهم .
_ طب ايه نمشي احنا ولا ايه؟
هتاف غريب المرتفع هو ما جعلها تدرك وضعهم؛ تراجعت عنه سريعًا ودون ذراعه الذي يمسك خصرها بقوة تجعلها ترتعش؛ هي ما حمتها من السقوط.
نكزت انسام غريب وهي تهمس له بحده
_ هتبطل برودك دا امتي؟
_ وهو يعرف برضو يبطل ! ميبقاش غريب
هتف محمد مكملًا بضيق من تدخله الاحمق؛ انزعج غريب منهم ليهتف بجديه
_ أمال كنت اسيبهم سرحانين كدا؟ افرضوا الموضوع كبر شكلنا هيبقا ايه بقا؟ وبعدين أنتَ عارف عيالك مش بيعرفوا اوي في حوار التحكم في الذات دا
_ وحياة أمي يا غريب ما هرحمك
هتف معتصم وهو يسلم جميلة لنوران وينطلق بالركض خلف غريب؛ ضحك الاخر بقوة وأنطلق يسبقه محتميًا بالجميع لكنهم يبتعدون كاشفينه لمعتصم.
ضحكت جميلة بسعادة حقيقية والتمعت أعين نوران بينما تراقبها؛ كانت قد راجعت قرارتها في الفترة السابقة وما ساعدها علي حسم قرارها هو توقف عزت عن فتح أمر الورث.
بعد قليل من الوقت حمحم محمد بينما يقترب منها
_ حمد لله علي سلامتك يا جميلة؛ يلا احنا هنستأذن بقا ونسيبك تريحي
لحقت به هناء وعبير، كانت نور تقترب منهم ولكنها وقفت أمام معتصم
_ معتصم عايزه اتكلم معاك شويه لو ينفع؟
شعرت بنيران حارقه تزحف أسفل بشرتها؛ ابتلعت لعابها وهي ترى وجهه يتحول لنظرات يشوبها الضيق
_لا يا نور مش هينفع؛ يلا عمتي بتندهلك
نكست نور رأسها ببغض وضيق وخرجت من أمامهم، إقترب هيثم منهم
_ حمد لله علي سلامتك يا جميلة؛ نورتي العمارة من تاني
أجابته بإبتسامه صغيره
__ منوره باهلها يا هيثم
أبتسم لهم وغادر ليقلده معتصم بضيق وسخريه
_ نورتي العماره؛ بارد اوي ابن عمتي دا
ضحكت بينما تنكزه بصدرة، اقترب غريب لهم غامزًا بمزاح
_ انا شايف نستأذن احنا عشان تاخدوا راحتك مش كدا ولا ايه يا معتصم!
ابتسم معتصم بعبث
_ ياريت يا اخويا يبقا عندك دم يعني حبه
ضحك غريب بقوة وقلبت جميلة عينها بأحراج؛ اقتربت انسام تحتضنها بينما تهمس بمزاح
_ دا شكل التطورات هنا عاليه اوي!
مدت جميله اصابعها تقرص خصرها وهي تهتف بغيظ
_ التطورات عندك الاول
قبل أن تجيبها شعرت بيد غريب التي تحتل خصرها وهو يدفعها برقه للرحيل؛ توردت وجنتها بينما تنصاع لقراره لتنفجر جميلة بالضحك .
اقتربت نوران مبتسمه وهي تضمها بقوة؛ تستمد منها الشجاعة لحسم قرارها مع عزت اليوم.
فرغ المنزل عليهم ونهض معتصم مغلقًا الباب؛ استند بظهره علي الباب يواجهها وهو يتحدث بعبث
_ اتقفل علينا باب يا قطه!
شعرت بمعدتها تتحرك في شعور غريب؛ كان مزيجًا من السعاده والخجل أختفت اضطرابها وهي تسأله ببروده
_ ما اتقفل علينا باب المستشفي قبل كدا؟ أية المشكله
_ أنتِ عارفة إنك أسم علي مسمى يا جميلة!
تحدث بينما يقترب منها لتحرك ثغرها بابتسامه مازحة
_ هنبداء بقا شغل تطبيل! مش ناوي تق....
قطعت حديثها صارخه بصدمة حينما حملها من الكرسي؛ أبتلعت لعابها وهي تشعر بصدره يتحرك ما ضحكاته المرحه؛ صوته الثقيل جعلها تستكين وهي تسأله بنعومة غريبه عليها
_ انتَ بتعمل ايه؟
اجابها بهدوء وكان حديثه منطقي
_بشيل مراتي حبيبتي ادخلها السرير عشان هي تعبانه مش هتقدر تمشي
لم تعترض ودفئه جعلها تستكين؛ كان كالمخدرِ إحتل اوردتها مذيبًا دفاعها.
وضعها علي الفراش بهدوء وجلس أمامها ينظر لها بحب بينما يهمس بصدق
_ انا بحبك
إتسعت عينها وشعرت بقلبها يكاد ينفجر بصدمه؛ رمشت بذهول وهي تبتلع لعابها؛ حينما عبر عن إهتمامه بها كان الأمر مختلف تمامًا حينما نطق بأحبك!
لم يتركها بصدمتها أكثر وهو يهمس بصدق
_ انا بحبك يا جميلة؛ ومش مستعجل علي ردك ولا إنك تقوليلي دلوقتي بحبك.. انا هصبر معاكي لحد ما تحبيني وهستحمل كل جنانك وعصبيتك؛ لاني وقعت يا جميلة؛ عيونك وقلبك وقعوني وانا أضعف من أني اقاومك
همسه الهادئ ويده التي تعبث بخصلاتها ثم تنخفض لوجنتها برقه؛ كان يعبث بها وكم أحبت تلك المشاعر التي تسربت لداخلها؛ لم تتحدث و تجيبه أكتفت بأبتسامه صغيرة علي ثغرها
ابتسم معتصم قبل أن ينهض خالعًا ثيابه العلويه بأكملها دفعه واحده؛ شهقت الهواء لتشعر بالاختناق وهي تسعل بصدمه؛ لقد نقلها من شعور مدغدغ لاخر فزع!
أسرع يقترب منها مربتًا علي ظهرها لتدفعه بيدها
_ انتَ بتعمل ايه؟ ألبس هدومك انتَ اتجننت يا معتصم!
رمش بهدوء قبل أن يتحلى بضحكه لعوبه وهو ينهض مجددًا ناحيه الخزانه
_ البس ايه بس أنتِ مراتي نسيتي ولا ايه! وبعدين احمدي ربنا إني هغير البنطلون بره مش هنا!!
تركها بصدمتها وغادر الغرفة؛ رمشت تغمض عينها وهي تحاول تهدئة ذاتها
_ دا شكله اتجنن!
عاد معتصم للغرفة مجددًا وكان يرتدي سروالًا قصيرًا عاري الصدر؛ تحرك بينما هي غارقة في صدمتها ليصعد للجهه الاخرى من الفراش
_ انتَ بتعمل ايه دلوقتي؟؟
نظر لها وهو يجيبها بتلقائية
_ هنام بقالي كام يوم مش بنام كويس فقولت ننام دلوقتي بدري
رمشت جميلة بهدوء واستغراب
_ معتصم انتَ هتنام بالمنظر دا وجمبي!
همهم بهدوء دون أن يفتح عينها؛ قلبت عينها وعادت ملامحها الحاده والخانقه
_ طب قوم يا عم الظريف ارمي نفسك علي اي كنبه بره نام عليها
فتح عينه ينظر لها بصدمه؛ اعتدل بجلسته وهو يكرر بأستنكار
_ عم الظريف! وارمي نفسك، جميلة أنتِ متأكده من رقتك وأنوثتك وكدا؟
حركت يدها أسفل أنفها بحركه شبابيه وابتلعت لعابها بشكل ملحوظ
_ اه.. طب بص بقا يا معتصم يا حبيبي؛ قلة أدب ونوم جمبي ومفيش هدوم دي حركات توقع عيله هبله ! بنت مراهقه مشاعرها خلاص هتنهار؛ او واحده هرموناتها متلغبطه يا بابا لكن أنا؛ لا تبقا غلطان لو فكرت ان دا أثر فيا، قوم يالا بره
صرخت بنهايه جملتها لينهض بضيق
_ علي فكره انا جوزك وطبيعي انام جمبك في شكل اكتر من كدا؟؟
قلبت عينها ورسمت ملامح متقززه
_ اكتر من كدا؟ مش مكسوف من شكلك وانتَ سلبوته كدا؟ ايه مش خايف علي نفسك؛ مفيش شرف مفيش أخلاق!
كانت تكتم ضحكتها بصعوبه بينما جراها معتصم وهو يرفع يديه مخفيًا جسده بحركه متوتره؛ تحدث متصنعًا البكاء بينما يرفع صوته
_ بقا كدا يا متوحشه! هترميني من غير هدومي؛ وانا الي ضحيت وقولت اديكي حقوقك !! بس صدقيني انتَ ممكن تاخدي جسمي بس عمري ما هسلمك قلبي أبدًا... أبــدًا
صرخ بيأس وهو يتمسك بالباب ويغلقه خلفه، لثوان كانت مصدومه قبل أن تنفجر بالضحك.
أعاد فتح الباب مجددًا يسألها بمزاح
_ ايه عجبتك وهتسبيني جمبك!
_ بره
هتفت بين ضحكاتها وهي تنظر له بأعين سعيدة؛ أبتسم بهدوء وهو يسألها برقه مصطنعه
_ طب أساعدك تغيري هدومك!
أمسكت وسادة صغيرة تقذفها عليه وهي تصرخ بوجهه
_ بــره
ضحك يغلق الباب خلفه؛ بينما تنهدت هي تلتقط ثيابها وهي تهمس بسعادة
_ مجنون بس..بس شكلي بحبك!
❈-❈-❈
لدي غريب وانسام.
كانت انسام تجلس بالغرفة مستعده للنوم وقد قرر غريب تركها لها اليوم؛ أغمضت عينها بنعاس حينما شعرت بالباب يُفتح بخفه؛ لم تتحرك وتصنعت النوم.
تحرك غريب بخطوات تلصصيه؛ أقتربت من الفراش ناحيتها وأنخفض بوجهه متطلعًا لها يهمس برقة
_ ملاك.. بس اول ما تفتحي عينك بتتحولي
ضحك بخفه وهو يصعد خلفها؛ يده تلتف علي خصرها ويجذبها لاحضانه هامسًا بحب
_ وقعتيني فيكي ازاي بس! وخلتي مسمياكي انسام؛ كان المفروض تسميكي إعصار بالي بتعمليه في قلبي
كانت ترتعش بين يديه؛ عينها لم تنفتح لكن جسدها يأبى التمثيل؛ جف حلقها لتبتلع رمقها بتوتر وهي تشعر بقلبها يسرع نبضاته.
أستدارت بجسدها داخل أحضانه؛ كانت عينه مصوبه لوجهها وحينما فتحت عينها تلاقت نظراتها؛ بحراره وحب كانت عينهم تلتهم بعضها
_ عملتي فيا ايه! عيونك عملت فيا ايه؟
رفعت كفها تضعه علي وجنته وهي تهمس بحب
_ عيوني عملت فيك ايه؟
ابتسم بحب وغامت عينه بينما ينخفض بوجهه ناحيتها هامسًا بصوت خشن مبحوح
_ قتلتني.. عيونك البريئة قتلتني
لم تشعر انسام بما حدث بعدها؛ تركت ذاتها له يعبر عن حبه لها بطريقتك وتظهر عشقها الذي لطلما تركته مدفون.
❈-❈-❈
صباحًا استيقظت جميلة بنشاط مميز؛ كانت الأبتسامة تشق وجهها بينما تتحرك لخارج الغرفة.
قلب معتصم عينيه بأرهاق وهو يهتف بسعادة
_ اخيرًا صحيتي! خوفت أدخل أخد هدومي تقولي عليا بتحرش بيكي لا سمح الله!
أجابته بسخريه
_صدقني لو كان مجرد بتاخد هدومك مكنتش هتكلم
قلب عينه وهو يجيبها بهمس
_ اكيد كنت هاخدها واطمن عليكي بس!
ضحكت بخفه وتحركت للمرحاض، حينما غادرته وجدت معتصم أمامها بينما يحمل بعض ثيابه؛ إقترب منها يقبل وجنتها سريعًا وهو يدفعها بيده الخالية للخارج
_ اوعي عشان ألحق استحمي ونروح نفكلك الجبس
ضحكت بسعادة حينما أختفت من أمامه و كفها يرتفع بتلقائية لوجنتها كأنها تتحسس القُبلة.
أرتفعت نغمه هاتفها بأشعار عن رسالة؛ فتحته لتتصلب تعابيرها وعينها تم علي الكلمات
_ حمد لله علي السلامه؛ نورتي بيت الزوجيه مع اني مكسوف عشان السبب في خروجك منه! بس مش مشكله اهي كانت قرصه ودن.. هسيبك تتعلمي الدرس شويه وبعدين نشوف هتسمعي الكلام ولا نقرصهالك بحد عزيز عليكي!
جف حلقها و أرتعش كفها بقلق؛ كانت قوية وصلبة لكنها للمرة الأولى تتعرض للتهديد! تنهدت وهاجس شيطاني يتحرك بعقلها؛ لما لا يكون معتصم؟
مع الوسوسه الخفيفه لعقلها تحركت تبحث عن هاتفة؛ وجدته ملقى بأهمال علي الأريكة لتتنفس بتوتر .
لا تعلم ماذا تفعل!
_ مالك يا جميلة واقفة متنحه ليه؟
أخرجها صوته الهادئ من شرودها والتفت تنظر له لثوان قبل أن تحرك رأسها
_ لا أبدًا سرحت شويه بس؛ المهم هغير هدومي بسرعة واجيلك
❈-❈-❈
كانت انسام تحبس ذاتها في المرحاض بخجل؛ تتمني أن تنشق الأرض وتبتلعها.
كيف أستسلمت بتلك السهوله! أين الرفض الذي ستظهره؛ ثقلها وخجلها أختفيا بهمسه الرقيق الناعم.
مزال جسدها يرتعش من التذكر؛ تشعر بلمسته مزالت علي جسدها وأنفساه تحرق عنقها و وجهها، تنفست الصعداء تلقي بالماء علي وجهها وهي تأنب ذاتها بهمس
_ جري ايه يا انسام مش هتتلمي ولا ايه؟ هبص في وشة تاني ازاي بس يا ربي!
كانت تغرق بخجلها وعارها حينما طرق الباب بهدوء
_ انسام أنتِ جوه يا حبيبتي
أغمضت عينها تنتحب وهي تنطق بهمس تتمنى أن يسمعه
_ ايوه
ثوان واتاها حديثه المحرج
_ طب خلصي بقا عشان مش قادر بقالي ساعه مستنيكي تخرجي
لمر لا يشعر بالخجل؛ بعد ما حدث بينهما لما هي فقط من تتمني الموت والاختفاء بينما هو يود الولوج للمرحاض بكل هدوء!
فتحت الباب بخفه وهي تتحرك بخطوات مرتعشه دون النظر له؛ لكنه فقط تخطاها سريعًا حتى المرحاض ولم يُحمل ذاته عناء إغلاق الباب خلفه!
تحركت سريعًا للغرفة بضيق؛ وبعد دقائق كان يهتف غريب بصوت متحمس وسعيد
_ يلا يا انسام عشان تحضري الفطار انا جعان اوي
_ يارب بس الصبر من عندك
همست بيأس وهي تعود للمطبخ؛ كانت تتحرك وهي تتجنبه وتتجنب النظر له.
طالعها غريب مستغربًا وظل يراقبها حتى أبتسم وهو يحتضنها من الخلف ويهمس بحب
_ دا الحلو مكسوف مني ولا ايه؟
توترت بين يده وحاولت الابتعاد وهي تنكبر بيأس
_ انا لاء ابدًا ابعد بس حبه عشان الاكل.. ايوه الاكل!
أدارها ناحيته ويده تتسلل من خلفها يغلق الغاز؛ أبتسم مظهرًا اسنانه وهو يخبرها بعبث
_ بجد.. يعني مش مكسوفه! احسن الا كنت عايز أقولك إن امبارح
إتسعت عينها وهي تضع كفها سريعًا علي شفتيه؛ ضحك بقوة في كفها حتى هدأت ضحكاته بينما ينظر لعينها؛ برغم الخجل الذي يصرخ بكل شبرٍ منها كانت تنظر له بحب
قبل كفها بلهفه لتسرع وتبعده وقبل أن تتحدث قاطعها غريب بقبلة تصمتها؛ أبتعدت عنه تلهث وهي تتحدث بتوتر
_ غريب الفطار
غمزها بهدوء وهو ينخفض لثوان قبل أن يستقيم وهي بين ذراعيه
_ سيبك من الفطار دلوقتي عايزك في موضوع أهم
❈-❈-❈
جلست نوران تتابع عزت بينما تحاول التحلي بالشجاعه؛ تنهدت بتوتر وهي تترك الطعام من يدها وتخبره بهدوء
- عزت انا غيرت رأي ومش هطلب من عمي الورث
دمجت حديثها بأكمله في نفس واحد؛ ارتفعت عين عزت لها شعر بصدمه تجمد عقله لينطق ببلاهه
_ بتقولي ايه؟
حركت ساقها بتوتر وهي تتنفس بسرعة
_ مش هطلب من عمي الورث
حينما أعادت حديثها عاد معه عقلة للعمل ليلقي ما بيده بعنف وهو يهتف بها بغضب
_ يعني ايه ياختي مش هتطلبي الورث! عو علي كيفك!
أبتلعت لعابها تتذكر مطهر جميلة السعيد؛ راحه والدتها وابتسامتها لن تضحي بهم
_ اه بكيفي؛ فلوس ابويا وانا حره اخدها ولا لاء! وبعدين أسمع أسبابي الأول يعني جميلة وماما بقوا مبسوطين في حياتهم و…
_ وانا مالي! مبسوطين زعلانين ان شالله يولعوا بجاز انا مالي بيهم! أنتِ دماغك أتلحست ولا ايه؟
صراخه الحاد وكلماته البغيضة جعلتها تنتفض بضيق
_ في ايه يا عزت ما تخلي بالك من كلامك دا؟ دول امي واختى؛ وبعدين فلوسي وانا حره فيها انتَ مالك
ضحك بسخرية وهو يقترب منها موضحًا
_ فلوسنا؛ مفيش حاجه أسمها فلوسك يا دلوعه اسمها فلوسنا، وبعدين أنتِ عيزاني أفضل مرمطون عند عمك وعيالة! هيرضيكي ان أختك تبقا متجوزه واحد بيدفع لجوزك قبضه!
_ ما انا هقول لعمي يشغلك معاه في حاجه أحسن وخلاص يا تسيبه! وبعدين هو انتَ هتقبل علي نفسك تاخد فلوس من ست!
كانت تتحداه لاول مره بحياتهم تقف له الند بالند وكم أثارت دمائه وجعلتها تحرق قلبه
_ تقصدي ايه بكلامك دا يا نوران!
_ قصدي أن أنتَ عارف لما راجل يقبل أن مراته تصرف عليه وياخد فلوسها بيبقا أسمه أيه يا عزت؛ لمؤخذة مش دكر
حسنًا هي تخطت حدود ذاتها و احترامها له لكنها فقط تركت ثورانها يخرج، كان عزت ينظر لها بصدمه دامت لثوان قصيرة قبل أن يهجم عليها بالضرب
_ انا يا بت ال*** تقولي عليا مش دكر؛ وحياة امك لاربيكي من تاني
صرخت برعب وألم تتحرك محاولة الأفلات من بين يده؛ بصعوبه أستطاعت الركض ناحيه باب الشقة وما كادت تخطي منه حتى جذبها من شعرها مجددًا بعنف
_ عايزه تخرجي بهدوم البيت يا زباله! ايه مش دكر مالي عينك
سحبها حتى الغرفة ليلقيها بالارض
_ أستري جسمك وغوري عند أهلك؛ مش هما دول الرجالة بالنسبالك يا قليلة الاصل يا زباله! غوري من وشي يلااا
صراخه وحركاته؛ ألم جسدها وكرامتها؛ كل شئ جعلها تتحرك كالمخدره لا تدري ماذا تفعل، لم تركز بينما تستر جسدها بالعبائه إلا حينما أمتدت يده مغلقًا العبائة عند صدرها بغضب؛ سحبها من يدها وألقاها خارج المنزل مغلقًا الباب بوجهها .
❈-❈-❈
ترجلت جميلة من السيارة بعدما انتهت من فك جبيره يدها؛ كان معتصم قلقًا عليها من شرودها الغريب.
أوقفها ممسكًا يدها بعدما ولجا للبنايه
_ جميلة انتِ كويسه؟
حركت رأسها بهدوء لكنه أقترب منها أكثر لتضحك بسخريه
_ معتصم قولي انتَ عندك مشكله مع السلالم! طموحك في علاقتك زمان كان السلم؟ عشان انا ملاحظة إنك بتحب النقاشات المهمه علي السلم!
رمش بذهول لثوان قبل أن تمر الأحداث في عقلة ويضحك بسخرية
_ بارده اوي يا بت يا جميلة أنتِ
رمشت جميلة بدلال وهي تنكز صدره
_ انا بارده يا معتصم
أبتلع لعابه بتوتر متخذًا خطوة ناحيتها، أقتحم صوت شهقات باكية الدرج معهم ليبتعد كلاهما عن بعض.
أتسعت أعين جميلة بصدمه وهي تنطلق ناحيه نوران
_ نوران حصل ايه! ايه الي عامل فيكي كدا وبتعيطي ليه؟
ألقت نوران بثقلها علي جميلة التي استقبلته برحابه رغم الوخز الضعيف الذي يمر بذراعها؛ سألها معتصم بقلق
_ حد اتعرضلك يا نوران؟ ايه الي حصل
لم تجب أي منهم وهي تستمر بصعودها؛ طرق معتصم الباب لتفتح فتحيه بعد دقائق
_ نوران؛ مال اختك يا جميلة؛ حصل ايه يا بنتي
كانت تتحدث بقلق وهي تفسح لهم للدخول.
بعد فترة كانت هدئت نوران؛ التقت كوب الماء من جميلة وأرتشفت منه القليل
_ حصل ايه يا بنتي قولي وريحيني ؟
تنهدت نوران وهي تخفض عينها ارضًا
_ شديت انا وعزت يا ماما؛ وعصبته زياده فمد ايده عليا
صرخت فتحيه بصدمه تضرب صدرها؛ إتسعت أعين جميلة بضيق
_ نعم! يعني ايه مد ايده عليكي؛ ملكيش اهل ولا ايه؟ وحياة أمي لأربيهولك و….
أمسكت نوران بيدها سريعًا وهي تخبرها برفض تام
_ لاء يا جميلة محدش يدخل في الموضوع دا لو سمحتي
_. يا نوران دا ضربك ! هتسامحيه عادي كدا؟
همست دون تصديق وببعض الغضب؛ ابتسمت نوران بهدوء
_ انا مقولتش اني هسامحه يا جميلة، أنتِ مش هتفهميني دلوقتي بس هيجيلك يوم وتفهميني؛ انا هدخل أريح حبه
تحركت فتحيه معاها وظلت جميلة بمكانها متيبسه
_ يعني ايه مش هفهم دلوقتي! انا عايزه افهم دلوقتي!
كتم معتصم ضحكته فالموقف غير مناسب؛ لكنه يجدها لطيفه.
أخرجت فتحيه أحدى عبائتها تساعد نوران علي أرتدائها؛ حينما جلستا علي الفراش تسألت فتحيه بهدوء
_ مش عايزه تقوللنا الي حصل ليه يا نوران!
رمشت نوران لثوان قبل أن تخبرها ببعض الخجل
_ انا عارفه ان الي هقولة ممكن يعصبك واكيد هيعصب جميلة لكن دي انا، يا ماما انا عارفة عزت.. حفظاه اكتر من نفسة؛ عزت مش وحش والله بالعكس؛ بس شطانه اتحكم فيه وانا بدل ما ارجعه وأفوقة طاوعته وخليته يتمادي في افكارة لكن انا عرفاه، انا هسامحه وعارفة دا كويس فمفيش داعي أحكي الي حصل لانه جوزي وانا ستر وغطا علية؛ وفي نفس الوقت أن هرجعله وهنسي لكن انتو عمركم ما هتنسوا ولا تسامحوه وانتو مش ناقصين مشاكل سوى
أبتسمت فتحيه بهدوء وهي تربت علي يدها
_ انا مش هقولك اني عادي اسيبك ترجعيله بعد ما مد ايده عليكي؛ لاء انتِ بنتي ولو الحب عميكي انا مش معميه، لكني مش هضغط عليكي عشان أعرف سبب الي حصل ايه يا نوران وهمشي معاكي للاخر، هديكي حق تقرري رغبتك في انك تحكي الي حصل بينك وبين جوزك ولا لاء؛وهاخد حقي كأمك في اني اعاقبه علي ايده الي اترفعت عليكي
ابتسمت نوران بحزن وهي تحتضن فتحيه؛ تحتاج لأحضانها للقوة.. للثبات، هي ساعدت شياطين عزت والطمع أن تحتلهما وكان دورها كزوجته هو محاولة أثنائه عن أفكارة لكنها فقط سارت كالمغيبه والأن عليها تصحيح الأمر تمامًا
❈-❈-❈
كانت نور تجلس بغرفتها وهي تشعر بالخمول؛ ذلك الخمول حينما تفشل وتسقط كل توقعات لجوف الأرض
كيف لم تتأثر جميلة بالصور التي أرسلتها لها؟ كيف ظلت لا مبالية بما رأته؛ كانت تقف بوجهها وتحاربها دون أن تحاول حتى محاربتها؟؟
تنفست بضيق وهي تلتقط هاتفها؛ أزداد حنقها حينما وجدت رسالة من علي
_ ايه يا حلوه موحشكيش حضني ؟
قلبت عينها بضيق؛ منذ أتخذت خطط اوضح للاقتراب والزواج من معتصم لم تذهب له؛ لا يمكنها المخاطرة بدقائق بعيده عن هنا.
اغمضت عينها لتفتحهم مره أخرى علي رسالة جديدة
_ مش بتردي علي مكلماتي ولا رسايلي؛ انا بس حابب اقولك أني مش علي كفيك يا بنت الشنديري، لو مردتيش عليا صورك… المشرفة جدًا هتبا عند أهلك في ظرف نص ساعة
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية