رواية جديدة عسل مالح الجزء الثالث لأسماء عبد الهادي - الفصل 14
قراءة رواية عسل مالح الجزء الثالث كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عسل مالح 3
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء عبد الهادي
الفصل الثالث عشر
تم النشر بتاريخ
13/10/2023
انزعج عز من فعلة أخيه ووقف يطالعه بأعين غاضبة
_حمزة ايه اللي عملته ديه
ليهتف حمزة بانزعاج وهو يمسك أخيه بحدة
هتفضل طول عمرك متهور اكده مفيش فايدة فيك أبدا غلبت أفهم فيك ان كل شىء بالهدواة وبالعقل وان التهور مينفعش في كل الأمور لكن اقول ايه طور هايج ملاقيشي حد يوجفه بس أني اللي هوجفك عند حدك النوبادي يا عز
ليهتف راضي بعدم فهم
هو فيه ايه مالك يا حمزة عز عمل ايه والله ما فاهم أيتها حاجة
أبعد عز يد أخيه وقال حانقا
بعد يدك عني يا حمزة أني مستغرب أنت متضايق ليه وتهور ايه ديه اللي هتقول عليه ديه بدل ما تقولي كنت تسيبلي أني أنول الشرف ديه وانتقم لأختي منيه
ليهتف حمزة بانزعاج وهو يمط شفتيه
حسابه اكده ولا اكده هيناله ديه شىء أكيد وكنا كلياتنا هنول شرف معاقبته بس مش بطريقتك الهمجية داي كيف البلطچية وقطاع الطرق، داي مهياش عوايدنا يا عز ياما غلبت افهم فيك، رد المظالم مش لازمن تكون بفرد الدراع ولا العضلات، كنا هنقدر نچيب حق اختك وحق راضي بس بالعقل ياخوي
بدى الحديث وكأنه لم يعجب عز الدين فقال حانقا
العقل مهواش وقته في الموقف ديه، كان لازمن ينطرق على الحديد وهو سخن وموقف زي ديه ممحتاجش ممطالة ولا محايلة، كان لازمن يتسحل علشان يعرف ان الله حق ويبطل يخوض في أعراض الناس بغير وچه حق
اتسعت اعين راضي وقال بصدمة
واه انت عملت ايه يا عز، الواد ديه موته كان هيبقى على يدي أني ليه اتسرعت ليه مچيتش تشورنا ونتحدتوا مع بعض ونتفق هنعمل ايه ونتصرف كيف
زفر حمزة بحنق
قوله يا راضي والله اني هاين علينا أقوم ادشدش دماغه الناشفة داي، هتقوم حريقة بعملته داي بين العيلتين
تحدث عز بعصبية
كن بعاملة الزفت ديه مجامتش الحريقة، هو اللي بدأ والبادي أظلم وأني لا يمكن كنت أعرف انه ورا اللي حصل ديه واسيبه لحظة واحدة من غير ما احاسبه واحاسبه حساب عسير كماني، اللي عمله مهواش هين ولا حتى كانت چات فيا أني، ديه شرف اختك عارف يعني ايه شرف اختك
حمزة بنفس العصبية
المنسى وعرفان ابنه قاعديلنا على تكة وإحنا موجفينهم عند حدهم بالعافية، عيتلككوا باللي عملته ديه وما هيصدقوا علشان يشعللوا الحرب بيناتنا من تاني ولا اياك تكون نسيت قبل سابق عملوا ايه رغم انهم هما اللي كانوا غلطانين بردك، لكن اللي زي دولن كتلة شر مهينفعش نتعاملوا معاهم بنفس الشر ديه، لازم بالحكمة والعقل
لم يهتم عز بكلام اخيه وقال بصوت رخيم
خلصت حديتك يا حمزة أني قايم ماشي
حمزة بعصبية
وقف عنديك يا عز وقولي وديت واد المخروب ديه فين
عز بلا مبالاة
انساه ديه خلاص بقا في طي النسيان
وقالها وتركهم ورحل
ليهتف حمزة بصياح
بردك يا عز بتعمل اللي يلد عليك، فتحت النار بيدك يا واد ابوي
ليحاول راضي تهدئة حمزة
خلاص ممنوش فايدة كلامك وصياحك ديه معاه، هو انت تايه يعني عن عز اخوك وانه عيعمل اللي ف دماغه من غير تفكير ، اللي حوصل حوصل وچلال ابتدى الحرب فاكده ولا اكده لازمن نخوضها
نهض حمزة من مكانه وهو يقول
كان بامكانا تفاداها، كنا هنفذ خطتنا والناس هي اللي هتحكم عليه ويحطوا بنفسيهم العقاب الرادع ليه وبيدنا وجدام الكل كنا هناخد حقنا لكن الغبي ديه بوظ كل حاچة وهيرچع يندم لما الدم تبتدي تسيل ف العيلة وربك يستر
راضي
امعاك حق ، وكمان الحچ عيسى مهيسكتش لو عرف ربك يستر من غضبه
❈-❈-❈
علم المنسي وابنه عرفان الأخ الأكبر لجلال
ما فعله عز بجلال وأنه أخاف في مكان لا احد يعلمه
هبط المنسي من أعلى الدرج وقال ما ان راى ابنه عرفان يدخل الدار
علمت باللي حصل لأخوك چلال على يد الواد عز واد الحچ عيسى يا عرفان
عرفان وأعينه تلمع بشر
توي عرفت باللي حوصل دلوك يا بوي من رچالة چلال، بس اللي مستغرب ليه كيف چلال فاته اكده يعلم عليه
المنسي بغضب
اكيد خده على خوانه، العيلة داي فتحت النار على نفسيها.. لو ولدي چراله حاچة الله في سماه لأكون اخدهم كلياتهم نفر نفر مكان ابني
عرفان بخبث
روق أعصابك يا بوي يوم ولا اتنين لو چلال مظهرش هنطربقوها على دماغهم كلياتهم ومهنرحمش حد منيهم واصل
❈-❈-❈
وصل عز الدين لداخل الدار ليجد ابيه الحچ عيسى بانتظاره
تعالى اهنه يا عز
لتقف بهية وهي تضع يدها على قلبها خوفا مما يحدث وخاصة وهي ترى النيرات تستعر في وجه زوجها وهو نادرا ما يغضب بهذه الحدة فهو يمتاز دائما بالتعقل والتروى والاتزان
استر يارب عملت ايه يا عز يا ولدي جلبت ابوك عليك، ابوك مهيهيجش اكده من قليل يا ولدي
عز بهدوء
مفيش حاچة يامه متشيليش هم
قالها واقترب من ابيه ومد يده تجاه يد أبيه وانحنى ليقبلها
امرك يا بوي أني طوع يدك
وصع عيسى يده على كتف عز وهو يضغط عليه بقوة
ليه عملت اكده يا عز اوعاك تكون قتلته يا ولدي
عز بقوة
لا الموت رحمة ليه يا بوي، لساته عيتمنى الموت ولا يطولوش لحد ما يعمل اكده في نفسه ونخلص منيه وبيده هو
ضرب عيسى بعصاه على الارض بحدة شهقت لفعلته بهية ونوارة وفاتن التي كن يتابعن الحديث
أشعلت فتيل الحرب يا ولدي ليه تعمل اكده كلنا متأكدين انه ملعوب وكنت فايت اخوك حمزة يتصرف بحكمة فيه لكن انت بوظت كل حاچة بتسرعك ديه
عز
مكانش ينفع اسيبه يا بوي بعد اللي عمله
عيسى
رچعه لداره يا عز المنسى هقيديها دم
عز بقسوة
خليهم يفكروا يعملوها بس يا بوي واني اللي هتصدالهم، ميبقوش غلطانين ويكون ليهم عين يتحدتوا، سيبلي أني الموضوع ديه يا بوي هعرف اتصرف فيه دولن مهماش عايزين الا الدك ع الراس علشان يتراچعوا الحكمة مهتنفعش امعاهم واصل
ما ان ابصر عيسى ولده حمزة يدلف ومعه راضي حتى قال بغضب
اسمع اخوك يا حمزة عيقول ايه كن الموضوع كان ناقص عاملته داي اخوك عيلعب مع عيلة المنسي المعروفه بشرها وموت قلبها
ليهتف عز بحدة
يبقى چيه الوقت اننا نقضي على السلالة داي من چذورها وهنتبدي بالنبتة الفاسدة چلال
هدر به عيسى اوعاك تتصرف من دماغك تاني من غير ما ترچعلي أني بحذرك يا عز
عز بهدوء ليمتص غضب والده
ماشي يا بوي اللي تقول عليه هعمله
عيسى بحدة
تقول لأخوك على مكانه وسيبه يتصرف بمعرفته
تنهد عز بقلة حيلة وقال ولكن بداخله مصر على ألا يفعل
ماشي يا بوي
رمقه عيسى بغضب ثم هم مغادرا
ليتركهم عز ويذهب إلى غرفته غير مبالي بأخيه ولا براضي
فتتنهد بهية بارتياح لأن الأمر مرىء على خير
ليهتف راضي لحمزة
اقطع دراعي داي ان أخوك سمع الكلام وبردك هيركب دماغه ويمشي اللي ف راسه
حمزة بغيظ ديه شىء اكيد ومتوقع منيه
❈-❈-❈
صعد عز الدين لغرفته ليتقابل مع نادين التي خرجت من غرفتها للتو تبحث عنه
عز كويس اني شوفتك، أنا سمعت دوشة فقررت انزل ادور عليك تحت او أسأل عليك
لمعت أعين عز بحديثها واضطرب قلبه النابض بحبها وقال محاولا أن يغض بصره إلى أن تكون حلاله
عاملة ايه يا نادين دلوك بتشتكي من حاجة في حاجة وجعاكي؟
نادين ارتابت لسؤاله وباتت تساورها الظنون بأنه يعرف شيئا من أمر مرضها
لكنها تجاهلت الامر وقالت
لا انا كويسة الحمد لله يا عز، بس الاول طمني عملت ايه مع زهرة؟
قص عليها عز الدين ما فعله فقالت بإعجاب مشجعة
برافو عليك يا عز دا فعلا اللي يستاهله ، اوعا تتهاون معاه ربنا ينتقم منه وهو كل اللي بيفكر يأذي البنات
تنهد عز الدين براحة وتأكد أن نادين هي نصفه الثاني هي الأجدر بأن تكون المكمل والشريك له ولا أحد غيرها
تعرفي يا نادين ان الكل بيلوملني على اللي عملته وبيتهموني بالتهور واني قومت حريقة للعيلة انتي الوحيدة اللي موافقاني الرأي وشايفة ان اللي عملته صح
نادين بجدية وعفوية تامة
طبعا مليون في المية صح علشان يكون عبرة لمن يعتبر، اللي زي دول لازم ميكونش فيه تهاون معاهم ابدا، بس بردو هرجع واقولك يا عز انا معرفش عاداتكم هنا، واكيد أهلك أدرى بيهم فمن فضلك خاف على نفسك وخد بالك من نفسك اكتر ومش توقع نفسك في المشاكل
تراقص قلب وأعين عز وقال هائما
خايفة عليا يا نادين ؟
ارتبكت نادين من كلماته ومن نبرة صوته التي تحدث بها لكنها سرعان ما استعادت نفسها وقالت لكي لا يعشم نفسه اكتر
ااا طبعا خايفة عليك مش أخو جوزي يا عز
استاء عز من ردها فما كان ذاك ما كان ينتظر أن يسمعه
لذا قال بانزعاج
بقا اكده ماشي يا نادين ماشي
رغما عنها انتابتها نوبة من الضحك
فقال بغيظ
بتضحكي ليه عاد اراچوز قدامك؟
أجابت وهي ما زالت تضحك
ههه لا أصلك لما اتعصبت قلبت صعيدي تاني
ليرد هو حانقا
طب كويس انك عارفة إني اتعصبت واتضايقت كماني، وانك بتحاولي تستفزيني يا نادين
نادين بارتباك وهي تخفي الحقيقة فهي بالفعل تريد ابعاده عنها
انا؟؟
ليرد هو كاظما غيظة
ايوة انتي ادخلي اوضتك يا بنت الناس ادخلي ويكون ف علمك الموضوع ديه مش هيستمر كتير، بس نخلص من الهم اللي شبكنا فيه ديه من واد المخروب ديه
نادين بعدم فهم لكلامه
موضوع ايه اللي مش هيستمر
عز
متاخديش ف بالك انتي ، ادخلي اوضتك يلا متنزليش تحت دلوك علشان راضي تحت مع حمزة
لتهتف هي بعد أن عادت إليها روحها المرحة العنيدة
لا هنزل براحتي مش هتحبس او الاوضة يعني
لبيتسم هو ابتسامة خفيفة على عودة مشاغبته التي يعشقها
يا بنت الناس متعانديش معايا واسمعي الكلام الله يهديكي
نادين بتزمر طفولي
لا انا هنزل انت ملكش دعوة، انا نازلة لحمزة
طالعها بغموض وقال وهو يتوجه لغرفته
وماله انزلي ومتأكد انك هتطلعي طوالي هو انا تايه عنك انتي بس بتعانديني
قالها ودلف لغرفته
لتقف نادين تنظر لأثره بانزعاج
ماله دا بقا غريب ليه وليه بقا يتصرف معايا بلطف كدا؟
اما عز بداخل غرفته
ربنا يشفيكي ويعافيكي يا نادين بدعيلك في كل صلاة يتم شفاكي ع خير
وقفت نادين مكانها تقرر ماذا تفعل
فقررت الاتجاه لغرفة فاطمة بدلا من النزول لأسفل ، لكن قبلها قررت أن تذهب لغرفة سمر للاطمئنان عليها بعد ان تركتها لبعض الوقت تختلي بنفسها بعد ازعاج نبيل لها
ولم تنتبه لتلك الأعين التي تتربص بها وتستمع لما دار بينها وبين عز الدين وتبتسم بخبث
❈-❈-❈
بالأعلى بغرفة فاطمة
هتفت نادين بمرح
فاطمة هتفضلي حابسة نفسك ف الاوضة كدا كتير
تنهدت فاطمة بضيق
اعمل ايه يعني ما انتي شايفة الحال
نادين
لا سيبك من اي حاجة من دي خلاص انسي، والناس كمان كم يوم وهتنسى متحاوليش تنكدي على نفسك يا بنتي، تعالي يلا ننزل تحت نفك شوية ولا ايه يا سمر
سمر بهدوء
اللي تشوفوه مفيش عندي مشكلة
فاطمة
لاه أني مهتحملش أشوف نظرات الغضب في عيون أمي وكمان هي لو شافتني هتعجني تاني، فخليني أهنه افضل
همت نادين لتتحدث
ليستمعوا لصوت طرقات على الباب
توجهت سمر لفتح الباب وهي تظن ان الطارق نوارة
فتجده فاتن والده نادين
فابتسمت سمر لأنها تحبها
طنط فاتن اتفضلي
لتهتف فاتن باسمة
فاطمة ممكن ادخل يا جميلة
فاطمة
واه يا خالة اكيد طبعا اتفضلي داي الاوضة نورت بحضرتك والله
فاتن
تسلمي يا حبيبتي انا مش هطول عليكم علشان اسيبكم براحتكم، لكم انا جاية اقولك كلمتين يا فاطمة وخارجة
فاطمة
خير يا خالة اتفضلي
فاتن
كنت عايزاكي تنزلي تراضي مامتك وتصالحيها بلاش تسبيها اكتر من كدا زعلانة منك
لتهتف فاطمة بأسى
خايفة من أمي يا خالة غضبها واعر اوي وضربها عيوچع
أجبت فاتن
اتحميلها هي مش غضابة من فراغ دي ام وخايفة على بنتها اللي هي كل حاجة في حياتها، انزليلها وبوسي اديها واتأسفيلها واتحملي اللي تعمله ومتسبيهاش الا وهي راضية عنك ماشي يا حبيبتي انا عايزة مصلحتك
لتهتف فاطمة بمزاح
ماشي يا خالة هنزلها ولو حصل اكده ولا اكده ابقوا حوشوا عني او ودوني ع المستشفى ايهما اقرب يعني
ضحكت نادين وسمر
فقالت فاطمة
وربنا مهواش هزار أمي وقت الغضب هتضرب وكأنها بتضرب في حيطة معيهمهاش وعز أخوي طالعها في الحتة داي معيتوصوش
سمر
طب ايه رايك تطلبي من عز ينزل معاكي لطنط بهية
فاطمة
لاه هنزل لحالي واخد اللي فيه النصيب ما هو اني اللي استاهل بردك
فاتن مدت يدها ورتبت على كتفها
ربنا يصلح الحال يارب يا فاطمة
❈-❈-❈
تحدث راضي بعد أن خرج ثانية مع حمزة وتوجها للمندرة
حمزة أني كنت عايز احدتك في موضوع اكده واشورك فيه
حمزة
قول يا راضي سامعك
راضي
أني كنت عايز أخد فاطمة داري، اا اني أمي جاعدة مع ستي علشان بعافية حبتين والبت اختي اتجوزت الحمد لله والدار خلي بيا، هشيع لاختي تاجي تنضفه وتلمعه علشان يليق باستقبال فاطمة قولت ايه
استغرب حمزة حديثه
فقال راضي
ايه مالك مموافقشي؟ أني لو انت وافقت هروح للحج عيسى اطلب منيه نعمل الفرح على الضيق اكده وطبعا علشان فاطمة تحس بالفرحة زييها زي البنات
حمزة بهدوء
مش حكاية اموافق ولا لاه، فاطمة اكده ولا اكده بقا مرتك ومن حقك تاخدها دارك احنا عملنا الاشهار خلاص والكل عرف انك چوزها على سنة الله ورسوله أني بس مستغرب ليه ف الوقت ديه بالذات
تحدث راضي بجدية
معارفشي يمكن عشان عايز احميها من عيلة المنسي، او خلينا نتكلم بصدق أني عايز فاطمة ترتاحلي وتتعود عليا ومنيش هقدر اعمل ديه الا وهي في داري
بدا على حمزة التفكير وقال
اصبر بس يومين أكده وأكلم ابوي ونشوف رأيه ايه
راضي
ماشي حتى تكون الدار جهزت هي راخره
حمزة
على خيرة الله
❈-❈-❈
هبطت الدرج وهمت بالتوجه لغرفة امها وهي تتوجس خيفة مما ستفعله بها أمها
استر يا رب وعديها على خير
طرقت الباب فسمعت صوت امها
مين ياللي عتخبط
فاطمة ابتلعت ريقها
ااا اني يامه
لم تستمع رد من امها ولا اذن بالدخول وهذا ما كانت تتوقعه فمدت يدها ودلفت دون تردد
لتجد أمها تجلس على طرف الفراش وتطالعها بغضب
چاية ليه يا بت انتي أني أذنت ليكي إذنك تدخلي، اطلعي على اوضتك ومشوفش خلقتك اهنه بتاتا
لم تهتم فاطمة بكلمات أمها فهي تعلم أنها غاضبة منها واستمرت ف الاقتراب منها
أما أني چاية اتأسفلك ، أني عارفة اني غلطانة وحقك تزعلي مني، بس غلط عن غلط يفرق يا ماي بتك ممرغتش راسك ف التراب ولا عملت حاچة شينة تتلام عليها بتك متربية على يد أفضل أم ف العالم عمرها العيبة ما تخرج منيها سامحيني أني هبلة وبنص عقل زي ما بتقولي علشان اكده غلطت، عاقبيني كيف ما يلد عليكي بس متقاطعنيش ياما مهتحملش نظرة الغضب في عيونك داي بالله عليكي
قالتها فاطمة واقتربت من امها لتقبل يدها
لكن بهية ابعدت يدها بسرعة
بعدي عني يا بت كلامك ديه ممنوش عازة دلوك بعدي
فاطمة
لاه مهبعدش يا مه اضروبيني ولا حتى موتيني حتي بس اني مهبعدش عنيكي واصل متچيش عليا انتي كمان ياما كفايا كلام الناس اللي عينهشوا في لحمي
لترق بهية لحال ابنتها ولم تتحمل ما قالته فأخذتها بين أحضانها واعنيها مليئة بالدمعات
قطع لسان اي حد يچيب في سيرتك يا غالية متقوليش أكده ابدا، وان حكمت أني بنفسي اللي أجيبهم من زمارة رقابتهم ان مسوا بتي بسوء، بس اطمني ابوكي واخواتك قاموا بالواجب امعاهم متقلقيش وامشي مرفوعة الراس ميهمكيش
بكت فاطمة بين يدي والدتها
سامحيني يامة مهعتبش عتبة الدار تاني من غير اذنك استحلفك بالله
بهية مهقدرش اغضب عليكي يا بتي، غضب عني حزينة على اللي حصولك لكن منيش غضبانة منيكي ربي يرضى عني يا بتي
ابتسمت فاطمة براحة وسط دمعاتها
ربنا يخليكي لينا يا ست الدار انتي
❈-❈-❈
كان يجلس وسط الرچال حتى استمع لأحدهم يقول
ابا الحچ عيسى الست ام خالد المنسى عتقول انها رايدة تحدتك ف حاچة امهمة وقدام الرچالة كلياتها
لينهض حمزة وراضي اللذان كانا يجلسان معهم وينظران لبعضهما البعض
فيقول حمزة
أني هروح اشوفها بدها ايه
ما ان خرج حمزة للخارج حتى وجد ام زهرة تجري نحوه وهي تهتف ببكاء نادم
سي حمزة اني رايدة اتحدت مع الحچ عيسى ضروري لازمن يعرف هو والناس كلياتها ان فاطمة احتك بريئة وان زهرة بتي السبب چلال هو اللي وزها تعمل اكده غصب عنيها هددها يا سي حمزة وحسب خالد ولدي وقالها انه هيقتله لو منفذتش اوامره وخلت فاطمة تروح عشة راضي ، أني ٧ارفة ان بتي غلطانة وچايين دلوك للحچ عيسى يعنل فيها اللي يلد غليه واحنا راضيين ابحكمه
في ذلك الوقت خرج الحچ عيسى واستمع لقولها فدب بعصاته في الارض بغضب
فركضت ام زهرة نحو الحج عيسى وهي تنحني لتقبل يده
حچ عيسى سامحنا يا حچ بتي غلطانة من ساسها لراسها أني مستعدة تشهد بغلطها قدام الخلق كلياتها بس نبرىء الغالية فاطمة بتك من اللي بيتلك في حقها، أني وبتي رهن اشارتك يا سيد الناس عاقبنا كيف ما بدك ، احب على رچلك كماني
ابعد الحچ عيسى يده بسرعة وهو يستغفر الله
استغفر الله العظيم قومي يا ولية كيف تعملي اكده وتذلي نفسيكي قومي
ام زهرة ببكا االي عملته بتي واعر يا حچ معارفنشي نكفر عنيه كيف
ليهتف حمزة
اللي حوصل حوصل يا ام خالد وكلياتنا عرفنا اللي عملوا فيكم چلال وانه بتك كانت قليلة الحيلة قدام بطشه
ام زهرة
ورغم اكده مننكرش ان بتي غلطانة وتستاهل العقاب كمان اهي رهن اشارتك تعمل فيها اللي يلد عليك واولهم ان بتي مستعدة تشهد جدام الخلق
حمزة
لاه ملهاش لازمة دلوك متچبيش الكلام لبتك ، فاطمة خافت على سمعتها ومجابتش سيرتها وقتها فملهاش لازموة دلوك
لتهتف زهرة
باكية سامحني يا حمزة بيه احلفلك بالله لو قطعني تقطيع مهاعملها تاني، قلة الحيلة واعرة جوي وهو مستقوي علينا ديه ناقص يهد علينا دارنا من غير ما يغفله رمش
هتف عيسى بحدة يشوبها غضب
خدي بتك وابنك وعاودوا داركم واقفلوا عليكم بابكم يا حچة أني متغاضي عن اللي عملته زهرة ربنا يكفينا ويكفيهم شر المنسي وأولاده
أشار لها حمزة بأعينه فسحبت يد ابنتها تجر ذيول الخيبة باكية على ما آلت إليه الأمور
ليلتف حمزة الى والده ليجده يجاهد لان يكظم غيظه فيهتف حمزة بقوة
هتتدبر يا بوي وكله هيبقى عال متشلش هم انت واصل
❈-❈-❈
وبعد عدة أيام ولا جديد يذكر سوى أن عائلة أحمد المرشدي تستعد للمغادرة والعودة للقاهرة
قابل عز الدين نادين بعدما رآها تهم بالدخول لغرفة فاطمة
نادين لحظة كنت عايز اتكلم معاكي
نادين بجدية خير يا عز
عز عايزكم تأجلوا السفر لكم يوم لحد فرح فاطمة اختي
نادين عز انت متأكد ان راضي دا كويس وجدير انه ياخد فاطمة
عز طبعا الا متأكد هو انا هسلم اختي كدا لاي حد والسلام ولا فكرك غلشان اللي حصل هنجوزها ليه
نادين اصلي بصراحة حاسة ان فاطمة مش عايزاه ومش موافقة عليه علشان كدا بسألك لو مكانش مناسب امنع الجوازة دي يا عز وبلاش تجوزها غصب عنها بالله عليك
عز بغموض
خايفة تتجوز غصب عنيها كيفك اكده
ارتبكت نادين وزاغت اعينها
ااا ااا انا
ليهتف عز
متقلقيش فاطمة اني هعرف كيف اخليها توافق على راضي، المهم دلوك أني كنت عايز اقولك اني خلاص هروح اقول لحمزة كل حاجة وهطلب منه يطلقك واتجوزك انا
لتشهق نادين بصدمة ااا انت بتقول ايه يا عز ...
❈-❈-❈
اتت ام زهرة مهرولة
الحقنا يا سي الحچ عيسى محدش هيقدر يلحقنا غيرك، عم عيالي عيطردنا من دارنا مش بس اكده ديه طالب منينا نخرج من البلد كلياتها هنروح فين يا حچ عيسى محلتناش غير الدار داي هي اللي ساترانا بستر ربنا، لو طردنا منيها هتنرمي ف الشارع واحنا ولانا وخالد ولدي صغير بالله عليك ساعدنا معارفاشي اتصرف ديه بيهددنا لو مخرچتاش هيبهدلنا
ليشير الحج عيسى لحمزة وهو يقول
خليها تجعد هي وعيالها ف دار الضيافة وخلي رچالتنا عنيهم ع الدار من اهنه وراح زهرة وامها ف حمايتنا فاهم
حمزة ماشي يا بوي
الحچ عيسى ببعض الغموض
عز ولدي لازمن يتكتب على زهرة دلوك لازم يكونوا ف حماية راچل حقيقي
..يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة عسل مالح 3، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية