رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 30 - 1 - الإثنين 23/10/2023
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثلاثون
الجزء الأول
تم النشر يوم الإثنين
23/10/2023
يا عازفاً على الناي
صوتُ الناي أشجاني
عزفتَ على جرحِ قلبي
و أنينُ عزفكَ أبكاني
خاطبتَ بصوتك ألمي
و فتحتَ جُرحي الدامي
أيقظتَ ماظننت أني نسيته
و كلُ المواجعِ عادت تحرقني
و فتحتَ ذكريات أحزاني
لا أعرفُ أكنتَ تعزفُ على ألمك
أم على عذابِ قلبي و آلامي
يا عازفَ الناي ترفق بروحٍ قد تعذبت
و أكتوت بنارِ الغدرِ و موتاً أضناني
يا عازفَ الناي أكمل في شجنك
فصوتُ عزفك طارَ بروحي لموطنٍ ثاني ..
❈-❈-❈
قبل قليل بفيلا جلال البنداري
كان يقطع المكان ذهابًا وإيابًا بعدما اتصلت به فريال تصرخ بالهاتف
-تعالى شوف ابنك المحترم عمل ايه ياخالد، جلال لو عرف هيموته، لازم تصرف قبل مايرجع من امريكا
توقف خالد بعدما أنهى إجتماعه
-فيه إيه يافريال، عدي عمل إيه؟!
زمجرت بغضب أتقنت رسمه وصاحت بصوت صاخب
-أنا بتكلم عن ابنك المحترم الدكتور يونس..تسمر خالد بوقوفه متسائلا:
-يونس؟! ..اجابته متنهدة بطريقة شيطانية
-يونس ضحك على سارة وقضى ليلته بسريرها ياخالد، والبت منهارة، وكالعادة راكان عرف واتهم عايدة بأنها ورا دا كله، والبوليس جه اخدها، لازم تيجي فورا، سيب كل حاجة
-تمام يافريال مسافة الطريق
أنهت اتصالها وهي تبتسم بطريقة شيطانية، ثم اتجهت بنظرها إلى سارة
-عمك جاي في الطريق، اجهزي، وادخلي جوا، نظرت بساعة يديها وتحدثت:
-قدامه عشر دقايق ويفوق، طبعًا عارفة هتعملي إيه
هزت رأسها رافضة مانطقته فريال
-لا أنا مش هعمل حاجة تانية، اللعبة خلصت وسيلين شافتنا وخلاص، دلوقتي لازم نعرف ليه ماما الشرطة اخدتها، بدل راكان عارف يبقى الموضوع مش صدفة
جلست فريال تضع ساقًا فوق الأخرى
-متخافيش اهم خطوة اتعملت هو يونس وبعد كدا جدك هيعرف يطلع عايدة إزاي..اتجهت بنظرها إلى فرح الصامتة
-مالك يافرح قاعدة كدا ليه؟!
رفعت بصرها إلى فريال متسائلة:
-هو إحنا ليه بقينا قذرين كدا؟!..في الأول خلتوني اجري ورا سليم الله يرحمه لحد ماحطمته ومات وهو محصور على حياته اللي سرقناها منه، ودلوقتي راجعين نكررالقصة مع يونس اللي هو ابنك، المفروض حضرتك تكوني أكتر واحدة خايفة عليه
صعقت فريال من حديثها فنهضت وامسكتها من كتفها بقوة تهزها مزمجرة
-عشان تفضلوا في عز البنداري متجيش واحدة متساويش ربع جنيه تكنس اللي قدامكوا، عشان يونس أفندي مايكسرش كلام امه ويروح يكتب كتابه على واحدة من غير ما يعملها حساب كأني مش امه
عشان واحدة زي زينب متفرحش فينا وهي قاعدة حاطة رجل على رجل وبتغظينا وتقولنا
-شوفتوا أهو يونس اتجوز البنت اللي جبتها من الشارع وخليتها تتجوز ابنكم وكمان غصب عنكم
عشان تعبنا وتخطيطنا طول السنين دي كلها واحنا متحملين راكان وطرده لينا بدل المرة مليون وهو المسيطر على كل أملاك جدك اللي اخدهم منه واحدة واحدة، وخسرنا كل اللي ورانا
تنهدت بحرقة شديدة وحاولت التظاهر بالقوة أمامها وقالت بنبرة ثابتة رغم الخوف
-لازم يونس يتجوز سارة، وراكان يكتب عليكي غصب عنه مش برضاه عشان ابن اخوه، وقبل ماتتكلمي هيكتب عليكي بعد مايتأكد الولد ابن اخوه، إحنا مصبرناش السنتين دول عشان حضرتك تيجي في الآخر وتقولي كدا
تملكها الرعب واهتز جسدها عندما استمعت تحطيم بالأعلى، علمت حينها ان يونس ايقظ
لم يحين لها الحديث عندما وجدته هابطًا بخطى متسارعة متجهًا إلى سارة يجذبها من خصلاتها
-انا ياكلبة تعملي فيا كدا، دا أنا يابت كنت بعلم الشيطان تيجي انتِ تتشيطني عليا
سحبها بقوة في وسط صرخاتها وصرخات فريال
-يونس بتعمل ايه يامجنون..أخرجها من الفيلا ووصل بها حيث فيلته ودفعها بقوة وهو يركلها بقدمه
-وحياة امك لأعلمك الأدب.. وقفت والدته أمامه
-يونس اهدى انت بتعمل كدا عشان تضحك علينا بعد اللي عملته
تحولت ملامحه إلى نيران مستعيرة تعتريه صدمة بذهول واقترب من والدته
-بتقولي ايه، دنى بخطوات مميتة قائلا:
-اضحك عليكِ، انتِ مصدقة نفسك بتقولي ايه
أشار على سارة بإحتقار
-دي لو دفعتولي فلوس عشان اتحمل ساعة بس واقعد في اوضة واحدة معاها مجرد تعارف مش هتحمل
استدار لوالدته
-لعبتكم الحقيرة اقسم بالله ماتهمني، وهعرف احاسبكم إزاي تعملوا كدا، ودلوقتي اللي تفتح للكلبة دي انا اللي هربيها وادي المفتاح أهو، خليها محبوسة لحد ماافضلها الحقيرة الذبالة دي
قالها وتحرك للخارج يرجع خصلاته المتناثرة للخلف وفجأة احس بإنقباض شديد يكاد يمزقه من الألم ، أمسك هاتفه سريعًا
-راكان انت فين ؟!
على الجهة الأخرى كان راكان خرج من منزل المزرعة يقود سيارته
-حمدلله على السلامة ياعريس، صباحية مباركة، مكنتش تعرفني عشان أوجب معاك
صرخ يونس بقهر:
-راكان سيلين مخطوفة، اقلب مصر كلها وهاتهالي خلال ساعة تكون قدامي، اصل اقسم بالله هقتلك لو حصلها حاجة
تهكم راكان على حديثه
-أمشي يلا من قدامي مش ناقصني غير بتاع الستات
توقف يونس عاجزًا وشعر بإنسحاب أنفاسه وتحدث بصوت متقطع
-سيلين انتِ فين ياحبيبة يونس، تذكر حمزة قام بالرنين عليه سريعا بأصابع مرتعشة
-حمزة انت فين عرفت حاجة
كان واقفًا مع الضابط المسؤل عن حملة المداهمة، فتراجع للخلف
-كنت فين يايونس..قاطعه يونس وهو يستقل سيارته
-آسف ياحمزة شوية ظروف..قاطعه حمزة قائلا:
-تقريبا عرفنا مكانهم، وهنخرج بعد شوية، بإنتظار راكان
اختلج صدره ضربات عنيفة عندما تخيل وضعها فتسائل بصوت متقطع
-هما عاملين إيه، حد كلمك ومين اللي خاطفهم
ارجع حمزة خصلاته بعنف كاد أن يقتلعها قائلا
-سيلين كلمت راكان، وهو اتصرف متخافش، درة لسة منعرفش عنها حاجة
قاد السيارة بسرعة جنونية يشق طريقه متجهًا إليه، وأجابه:
-ان شاء الله هتكون كويسة
عودة إلى راكان قبل قليل
أغلق هاتفه مع جواد، متجهًا ينظر بهاتفه للكاميرات بمنزل المزرعة، وجد ليلى تحاول فتح الباب الداخلي للفيلا ودموعها تتساقط على وجنتيها بغزارة
احتدت نظراته وصاح بصوته مزمجرًا بإسمها
-ليلى، ليلى، أعمل فيكي ايه بس، يارب أمسك أعصابي عشان ماموتكيش بأيدي..وصل خلال دقائق، توقف بسيارته فجأة حتى اصدرت صوت صرير عجل القيادة، بتلك الأثناء نجحت بفتح الباب
هرولت سريعًا للخارج وهي تبكي بنشيج تنادي بصوتها عليه، وجدته متجهًا إليها، أسرعت إليه ودون وعي منها ألقت نفسها بأحضانه وهي تتحدث من بين بكائها
-الحمدلله، الحمدلله إنك كويس،
كور قبضته للحظات، ولكن خوفها وهيئتها جعله يضمها لأحضانه يربت على ظهرها
-ليلى اهدي، أنا هنا ..ضمت نفسها بقوة لأحضانه
-الحيوان كلمني وقالي عاملك كمين وهيقتلك، مكملتش المكالمة وقفلت في وشه وجيت ادور عليك كنت خايفة تكون رُحت له زي مابيقول
أخذ نفسًا ثقيلا حتى يريح نبض قلبه المتألم من قربها الذي حول قوته للأنهيار المتكامل، لم يعد يتحمل ضعفه بتلك الطريقة، يعشقها بشكل جنوني، حتى اوصله قلبه لخطفها والذهاب بها لجنة عشقه
اهتز جسدها بالبكاء بأحضانه وهي تتحدث
-هيموتك ياراكان، هو حلفلي هيموتك، راكان عشان خاطري ماترحوش خلي البوليس يتصرف
استمتع بحديثها وخوفها عليه، مما جعل قلبه ينبض كمعزوفة موسيقية، أخرجها من أحضانه واحتضن وجهها حلو التقاسيم والملامح، ووزع نظراته عليها، تعمقت عيناه بعيناها بإعتراف عشقه وقبل أن يهمس لها كعادته
استمع لسيارة نوح تدلف لباب المزرعة الخارجي
أزال عبراتها المنسدلة على وجنتيها بإبهامه قائلا
بإبتسامة تزين ثغره
-مكنتش أعرف أن حياتي مهمة عندك كدا، رفع ذقنها بأنامله
-حياتي مهمة عندك ياليلى ..هنا فاقت من حالتها التي انستها مافعله، فتراجعت للخلف وهي تهز رأسها وتحدثت بهذيان مع غلالة دموعها التي توخز جفنيها
-حرام عليك ياراكان، حرام عليك خليتني انسى الصح والغلط، ربنا يسامحك قالتها وتحركت سريعا وشهقاتها بالأرتفاع حتى وصل صوتها إلى نوح الذي ترجل من سيارته متجهًا إلى أسما ليساعدها بالترجل
وصل نوح وهو يحاوط أسما بذراعيه..توقف أمامه وهو يحدقه بنظراته مردفًا
-انت لسة هنا، وليه ليلى بتعيط كدا؟!
أطبق على جفنيه في محاولة لتدارك نوبة ألمه وغضبه من نفسه فأجابه
-انا وليلى اطلقنا يانوح، وهي هنا عشان نبعد عن بعض، وقبل ماتتكلم دا احسن حل لينا احنا الاتنين
تحرك بعض الخطوات ثم استدار إلى نوح الذي توقف مذهولا مما استمع إليه
-خلي بالك أنا ماشي، وياريت تعرف ليلى خطورة الوضع، أنا لحد دلوقتي معرفش حالة سيلين ودرة، قالها وتحرك دون حديث آخر
ولج ساحبا أسما التي تقف بجواره وكأنها لم تستمع لما قاله راكان، تحركت معه بآلية، إلى أن دلفوا للداخل، وجدوا ليلى تجلس على الأريكة ودموعها تنسدل بصمت..اجلس أسما بجوارها
واتجه يجلس بالجانب الآخر
-"ليلى" ..اتجهت بعيناها الباكية وبشفتين مرتجفتين
-شوفت صاحبك عمل فيّا ايه!!
شوفت الراجل اللي متمنتش غيره يانوح عمل إيه..دبح ليلى ومش دبحها بس ..ارتفع صوت بكائها بالأرجاء
هنا التفتت أسما واتجهت بنظرها إليها مردفة لأول مرة منذ خطفها
-متزعليش حبيبتي بكرة الأيام تداوي الألم..شهقت ليلى وهي تجذبها لأحضانها
-أسما، ياحبيبة قلبي، أخيرا يااسما اتكلمتي، ضمتها أسما بشدة وبكت بصوت مرتفع
-آه ياليلى، أنا موت ياليلى، صحبتك ماتت
اتجه نوح يجلس على عقبيه أمامها رفع وجهها يحتضتنه بين كفيه
-انتِ زي ماانتِ ياحبيبتي محدش لمسك
دفعته بعيدًا عنها صارخة
-ابعد عني إياك تقرب وتلمسني..جحظت أعين نوح من حالتها التي ظهرت عليها
انكمشت ملامح وجهها بإمتعاض ولمعت عيناها بالحزن عندما تذكرت ماصار لها وصاحت بصوتها الباكي
-عملت لي ايه يانوح، لما مراتك خطفتني وصورتني مع راجل غريب عملت ايه ولا حاجة..قالتها صارخة وتحولت كالذي مسه مسًا من الجن
-من وقت مااتجوزنا وكل مرة هي تجرح وتدوس وانت ولا حاجة.. كلمتين وخلاص
طالعها بملامح مؤلمة وتبدل غضبه لسكون خارجي، اقتربت منه ثم لكمته بصدره وصرخت بحزن حارق:
-هتسكت لحد إمتى، مراتك خلعوها هدومها وصورها مع راجل يادكتور، إيه كنت مستني أكتر من كدا
ألتفتت تنظر إلى ليلى وهي تشير إليه بعينًا هالكة من الألم
-شوفتي الراجل اللي بتحامى فيه، شوفتي عمل فيا ايه
أمسكت خصلاتها تجذبها وكأنتها تنتزعها بعنف
-انا اتصورت ياليلى مع راجل حقير، وقفوا جسمي واتحكموا فيه
آهة صارخة من أعماقها المحترقة حتى جثت على ركبتيها تضرب على صدرها
-خلاص مش عايزة الحب دا، مش عايزة الحب اللي ضيعني وجوزي ضعيف مش عايز ياخد حقي
كانت كلماتها كالطلقات النارية التي اخترقت صدره، جثى أمامها يجذبها لأحضانه، مكففًا دموعها التي نزلت على صدره نيران تكوي ضلوعه
-وحياتك انا مش ساكت، هي مسكتني من أيدي اللي بتوجعني ياأسما، حطت السكينة على رقبتي، صورك معاها ياأسما ودي معندهاش اخلاق
جلست ليلى بجوارها تربت على خصلاتها
-نوح عنده حق ياحبيتي دي واحدة قادرة وممكن تفضحك ومحدش هيصدق، انتِ باينة في الصور عادية مش متخدرة
خارت جميع قواها وانهارت حياتها بالكامل، لحظة توقف بها عقلها وقلبها معًا فرفعت نظرها إليه
-طلقني يانوح، جوازنا كان غلط، ابوك قالها، قال لو اتجوزك غصب عني مش هخليكم تتهنوا وانا خلاص مبقاش ليا قوة ولا حيل احارب حد
ساعدها في الوقوف ثم حملها متجهًا بها إلى الأعلى
-حاضر هعملك كل اللي يريحك، دلوقتي ارتاحي وبعدين نتكلم، تمام حبيبي
اطبقت على جفنيها وشعورها بالوهن والضعف احتل جسدها ولم يعد لها القدرة على الحديث
بالأسفل عند ليلى، اغروقت عيناها بالدموع على صديقة عمرها..جلست تنظر بشرود حولها تشعر وكأنهما في منتصف متاهة هي بمعذب قلبها الذي ألقاها خارج حياته دون رحمة
أطلقت تنهيدة مرتعشة من عمق الليل الحالك بداخلها عندما وجدت رقمه ينير شاشة هاتفها أمسكت الهاتف بكفيها المرتعش
-درة حمزة اخدها على البيت، وقولتلها زي مافهمتيني
آهة طويلة ثم أردفت
-الحمد لله، هي كويسة مش كدا، يعني محدش قرب منها..متخبيش عني حاجة لو سمحت، درة ضعيفة مش هتتحمل دا كله، ياريته خدني أنا
آلمه كلامها وكأنها غرست خنجرًا في روحه التي تتوجع فهمس إليها
-ليلى درة كويسة، ممكن تتصلي وتطمني عليها، أنا لازم أقفل دلوقتي
نظر لهاتفه عدة مرات وهو ينتظر إتصال من ذاك المتجبر..وصل إليه يونس، ترجل من سيارته سريعا يمسكه من تلابيبه
-قصدك إيه إن سيلين مش موجودة، يعني راحت فين
ابتلع غصة مرة كالعقلم احكمت حلقه حد الأختناق
-معرفش ملقتهاش، معرفش يايونس اختي فين معرفش..لكمه قوية من يونس بصدره حتى تراجع خطوة للخلف
-هموتك ياراكان لو مرجعتليش سيلين هقتلك،
صرخ يونس كالمجنون ونيرانه المتأججة تزداد اشتعالا بشكل مرعب متوجها للضابط الذي وصل حيث جلوس راكان الذي جلس كالذي فقدت حياته
-راكان باشا مفيش أي أثر لأي حاجة، وأخر امل بالكاميرات متعطلة بالكامل في الشارع، حتى منعرفش اي اتجاه
روحه تأن بألمًا حتى شعر بإنسحاب الأكسجين من رئتيه، رفع نظره للضابط مكسور الجناح مثل طيرًا سدد بطلقة نارية فتحدث قائلا:
-اتصل خليهم يقفلوا كل مداخل ستة اكتوبر، هم اكيد مخرجوش من هنا، ملحقوش، وشوف كاميرات الشوارع القريبة من هنا، دور على أي خيط، أنا حاسس انها مش بعيدة
اتجه بنظره ليونس الذي جلس يضع رأسه بين كفيه وتحدث
-سيلين هترجع حتى لو كان التمن حياتي
عند سيلين
جلست بغرفة بإحدى المنازل البسيطة، لم تستطع تمالك نفسها أكثر من ذلك فانهارت حصونها وجلست تبكي بإنهيار كلما تذكرت صورته بأحضان سارة
قبل قليل
دلف أمجد وهو يحتسي من قهوته ويطالعها بنظراته الحقيرة فجلس بمقابلتها
-دا انت طلعتي أحسن من الصور، لا بجد شكلك أميرة قصص..أمال بجسده ومد كفيه على خصلاتها يجذبها يستنشقه، دفعته بقوة وتحدثت كقطة شرسة
-لو قربت ايدك هقطعها، ميغركش اللبس والميكب، لا دا انا تربية راكان البنداري
قوس فمه ثم مطه وتحدث ساخرًا :
-قولتيلي راكان البنداري، طيب ياتربية راكان البنداري تفتكري هيقدر ينقذك ولا هيقول دي مش اختي وماليش دعوة بيها
نهضت وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها قائلة
-لا ياعم الحبوب مهما تقول فأنت داخل في منطقة لأمثالك، مش راكان اللي يتخلى عن واحدة حتى لو مفيش رابط، مجرد بس اتحامت فيه، زي مثلا ليلى اللي هتموت عليها
هنا فقد سيطرته ووصل عندها بخطوة يضغط على فكيها حتى آلامها قائلا
-هجبها وهخليه يرميها وحياة خمس سنين حب لادفعها الغالي قوي، وهخليه يتحصر عليها اصبري عليا
دفعته بقوة تبصق عليه ..صفعها بقوة ثم جذبها من خصلاتها حتى انزلقت عبراتها فهمس بصوتا كفحيح أفعى
-ليلى دي كانت ملكي لولا اخوكي الحقير سليم كان زمانها مراتي هي مش مرات راكان الزفت
دفعها حتى سقطت على الأرضية تتراجع للخلف عندما اقترب منها وهو يطالعها بسخرية
-شكلك متعرفيش ان اخوكي المحترم طلقها ورماها برة البيت،
ضحكات بأصوات مشمئزة حتى وضعت سيلين كفها على اذنها فدنى منها يهمس بجوار اذنها
-راكان بيحب ليلى ولا لا، عارفة لو جاوبتيني هوريكي فيديو عمرك ماتنسبه
رفعت نظرها بعيناها الدامعة، لا تعلم أي جرم فعلته ليلى ليوقعها بذاك المريض، لم تصدق ماقالته الا حينما وجدته بتلك الحالة، لحظات وهي تطالعه بصمت تفكر بحلًا حتى تخرج من ذاك المأزق، فاقت من شرودها عندما جذبها مرة أخرى يصيح
-ماتقولي يابت راكان وليلى ايه اللي بينهم بيحبها ولا عشان الولد ولا إيه بالضبط، الحقير اخوكي محدش فاهمه ولا يعرف بيفكر في ايه
صمتت برهة ثم ابتسمت بسخرية وأجابته
-ليلى وراكان حب، دا انت شكلك مجنون، لا دا انت مجنون فعلا..أطلقت ضحكة صاخبة تضرب كفيها ببعضهما وتحدثت
-شوفت النار والبنزين، عمرك سمعت عنهم اهم دول كدا لو قربوا من بعض هيولع في مدينة كاملة، دنت قائلة
-ليلى مفيش عدو ليها أكتر من راكان، وراكان مكرهش حد في حياته قدها
رجعت بجسدها على الحائط تهز رأسها وأكملت مستطردة بإبانة
-فيه واحدة هتحب واحد وهو قرب منها غصب عنها، يعني بمعنى أصح اغتصبها، وتقدر تقول واحدة لما عرفت انها حامل من مغتصبها راحت تنزل الجنين من وراه،
ابتسمت إبتسامة نحتتها من عمق آلامها عليهما وأكملت
-إيه اتصدمت، استنى خد الكبيرة
-ليلى اتجوزته غصب عنها عشان هددها بابنها، وهو اضطر يتجوزها عشان وصية سليم، غير أن سليم كتب كل حاجة باسمها حتى حضانة الولد
هنا تذكر أمجد حديث نورسين، نعم لقد حكت له كل ذاك، حدث نفسه
-يعني راكان بينتقم وكنا مفكرين بيلعب بينا..ظلت نظراته تحاوطها بتدقيق ثم توقف وهو يعطيها هاتفه
-دلوقتي اقدر اكافئك بالفيديو دا وأقولك إنك متستهليش يونس ..عايز اعرف راكان أخد ليلى على فين، أنا عارف انه خرجها من البيت بس
فين دا اللي لسة ماوصلتوش بس صدقيني لو كان دفنها في القبر هجبها..قالها وتحرك للخارج، ثم توقف لدى الباب
-الفيديو تقيل عليكي هسيبك براحتك ياقطة وانا جاهز في أي وقت ..أمسكت الهاتف بيد مرتعشة وجدت يونس يجلس على فراش سارة وهي بأحضانه بلا ثياب، وحركاتها المائعة وقبلاتهما التي ادمت قلبها، شهقة خرجت من فمها، تضع كفيها على فمها وتنسدل دموعها كخزات المطر، تطالع الفيديو للمرة الألف حتى تتأكد انه ليس هو ولكن كيف وهي التي لم تخطأ به ابدا..بكت بنشيج وهي تضع كفيها على قلبها تلكمه
-يارب تموت وارتاح منك، يارب تموت ياقلبي وارتاح منك، دا اللي عمال تديله أعذار..
أطبقت على جفنيها ثم تجمدت بمكانها وهي تهز رأسها وقلبها يعوق عقلها عن خطأها بحقه، أسرعت تمسك الهاتف مرة اخرى وتنظر إليه حتى هزت رأسها
-لا مش ممكن فيه حاجة غلط، صمتت لحظات ثم حدثت حالها
-إزاي الفيديو دا وصل هنا، اطبقت على ملابسها بقوة وهي تجز على أسنانها
-سارة وحياة ربي لأندمك على وجع قلبي، ورغم ذلك بكت وهي تراه بذلك الوضع المخل حتى لو لم يكن بعقله، نعم فهو زوجها حبيبها الذي لم تعلم نبض العشق إلا بجواره، تذكرت حديث راكان بعد طعنها له
فلاش:
-طبعا أنا عارف ان يونس عمل حاجة كبيرة ومش بعيد يكون حاول يعتدي عليكي، بس اللي متعرفهوش يونس طلبك مني وانا وافقت، أشار بيديه يضع سبابته على فمها
-اش مش عايز كلام اسمعيني للأخر وبعد كدا الرأي رأيك
اقترب يجذبها واجلسها بجواره يحاوطها بذراعيه
-تعرفي أنا كنت رافضه جدا، بس حقيقي يونس بيحبك أوي ياسيلي..أرجع خصلاتها وضمها لأحضانه
-هكون مطمن عليكي معاه، يونس مش بيحبك بس لا مستعد يفديكي بحياته، عشان كدا أنا وافقت وجوزتك له بالتوكيل اللي معايه
احتضن وجهها بين كفيه
-لو مش عايزة اعتبري مفيش حاجة حصلت، بس حقيقي من وقت ماسليم مات وحياتي بقت في خطر خوفت عليكي، خوفت يحصلك حاجة من بعدي، ملقتش حد هيخاف عليكي بعدي زي يونس، هو هيكون الراجل اللي تقدري تتحامي فيه من بعدي، فلو انتِ مش شايفة انه ميستهلش هخليه يطلقك ولا كأنك سمعتي حاجة، هسيبك تفكري وتقرري مع نفسك انتِ معنتيش الطفلة الصغيرة، انتِ كبيرة وتقدري تاخدي قرارت حياتك براحتك
خرجت من شرودها عندما دلف أمجد
-سيلين الجميلة يارب تكوني مبسوطة معانا، متخافيش وقت مااخوكي يجبلي ليلى هسيبك..صوب نظراته إليها متسائلا
- تفتكري المعادلة هتكون صعبة ولا لا
شعرت بدوار من كلماته، وآلمها قلبها على أخيها كيف حاله الآن..حاولت أن تفكر علها تصل لحل دون خسارة أخيها اي شيئا
ابتلعت ريقها بصعوبة وأجابته بهدوء رغم تأجج أوردتها
- انت الخسران للأسف، يعني تفتكر لو راكان عرف انك بتساومه، هيقولك اتفضل، دا لو حتى كان ليلى مش هامها حاليا مساومتك له هيقوى أكتر ..نهضت وهي تتعمق بنظراتها له بعدما وجدت تغير بملامحه وعقدت ذراعها تقف بمحاذته
-راكان مش الشخص اللي تساومه ويرضخ حتى لو هيموت، وخاصة انا مش أخته زي ماانت لسة قايل، ضيقت عيناها متسائلة
-عرفت منين انا مش بنت أسعد البنداري
جلس يضع ساقًا فوق الأخرى وبدأ ينفث سيجاره وهو يطالعها بنظرات تفحصية ثم أردف
-هيفيدك بإيه، المهم عرفت، بس اللي مش قادر افهمه إزاي واحدة جميلة ومثقفة زيك ترضي بواحد زي يونس اللي مسبش واحدة الا واخدها هج، لو شايفة دا حلو في الراجل أنا موجود برضو، قالها غامزًا بعينيه
مطت شفتيها للأمام قائلة
-زي ماانت شايف ان ليلى حبيبتك مع انها رمتك واتجوزت مرتين ورغم كدا مش سايبها، بس الفرق بينا أنا بعدت عن يونس لما عرفت انه كدا، مش فارق معايا، حتى اللي بعتلك الفيديو غبي مايعرفش إننا منفصلين من زمان
نهض وسار نحوها بخطوات متمهلة وأعين متسلطة ثم انحنى يحاوطها بين ذراعيه
-يعني متعرفيش انه متجوزك في السر، ومش بس كدا ناوي ياخدك ويهاجر بعد امتحاناتك
لاحت على ثغرها إبتسامة متلاعبة ثم غرزت عيناها بعينيه القريبة
-هو انت مجنون، منين متجوزني وهياجر بيا، وكمان من غير مااعرف، ومنين هو بيتلاعب في الفيديو مع بنت عمي، دا اسمه كلام اهبل، ماهو لو زي مابتقول يبقى أنا مهمة في قلبه بقى...رفعت اكتافها وأكملت
-بس هو ميهمنيش..وياله ابعد كدا متخلنيش أفقد قدرة تحملي على شخص زيك
لامس خديها وغمز بطرف عينيه
-ماتيجي اهدي أعصابك.. دفعته بقوة حتى كاد أن يسقط واشارت بسبابتها
-ايدك هتلمسني هكسرهالك ..
ظل يطالعها لفترة من الدقائق، حقا أصبحت أمامه تفاحة وجب اكلها، ملامح وجهها التي تبدو كالأطفال وقوامها الممشوق بشكل يحبس الأنفاس، ثغرها المرسوم ومنحانيتها المفعمة بالأنوثة ..دنى منها ثم جذبها بقوة من خصرها وهمس لها
-يونس دا حمار كبير، بس وحياة ليلى عندي لو راكان مجبليش ليلى لهحصرهم عليكي، وهفكر زي ماقولتي إزاي اخلي ليلى تيجي من غير تهديد راكان
❈-❈-❈
دفعته بعدما ركلته بقوة بمنطقة المحظور
ابتعد يصرخ بقوة من ركلتها القوية، دقائق وهو يحاول اخذ أنفاسه..رفع نظره إليها يرمقها شزرا ثم تحدث
-عجبتيني اكتر، لا دا قعدتك مع ليلى علمتك كتير، هي زيك كدا فرسة، بس ياترى إزاي مقدرتش تبعد اخوكي عنها، دماغي ياسيلي حبيبتي جننتني بعاميلها..قالها وهو يطلق ضحكات ثم تحرك للخارج