-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 12 - 2

 

 قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثاني عشر

الجزء الثاني


 العودة للصفحة السابقة

--



في منزل وفاء، كانت مهرة تجلس على السرير ويدها تحت خدها وهي تراقب وفاء وهي ترتب الملابس الجديدة التي اشترتها سابقًا لعقد وثيقه زواجها.. وبالطبع لم تنسي مهرة أن تحضر لها عدة أشياء كما اشترت لها.


بدت مهرة في حالة غريبة لبعض الوقت محاولة استيعاب الموقف وتفسيره، فهي تخشي أن تتركها وفاء أو تتغير معاملتها لها بعد ان تتزوج! او ربما يطلب ذلك منها زوجها فبالنهايه هي ليس والدتها الحقيقيه ولا مسؤوله عنها، رغم أنها ساهمت بمجهود كبير حتي تجعلها توافق على ذلك الارتباط، لكن رغم عنها يتسرب ذلك الإحساس داخلها دوماً لأنها ليست ملزمه على رعايتها بل هي تفعل ذلك بعد تعاطفها معها، لكن كل شيء في تلك الحياه من الممكن حدوثه وربما بيوم تتركها! توترت أنظارها نحوها، وحاولت أن تتجاهل ذلك الشعور مؤقتا، ثم قالت بصوت خفيض قائلة


= خلاص اتفقتوا على ميعاد كتب الكتاب وبعد كده هتسافري معاه تركيا .


تحركت عيناها نحو مهرة لتطالعها بنظرات مهتمة قائله بهدوء واثق


= اسمها هنسافر احنا الاتنين معاه، مهره اوعى عقلك يصورلك في اي لحظه ان انا ممكن اسيبك ولا اتنازل عنك بعد ما خلاص هتجوز 

انا كان من شروطي الاساسيه عشان اقبل بالجوازه دي؟؟ انك هتفضلي معايا ومش هتبعدي عني، ومحدش اعترض وانا ما كنتش مستنيه رأي حد اصلا.. عشان ما فيش حد بيتنازل عن بنته مش كده ولا ايه .


هي واثقة من إحساسها الصادق نحو وفاء بأنها لم تتخلي عنها أبدا، لكنها تتخذ حذرها على الأخير حتى تتهيأ كليًا لذلك خصوصا بعد ارتباطها، ابتلعت ريقها قائلة بصوت هادئ


= انا مبسوطه ان انتٍ فرحانه و لقيتي اخيرا الشخص المناسب.. وشكلك بتحبيه وهو كمان شكله طيب .


عقدت حاجبيها باستغراب وهي تضيق عينها بصدمه زائفة


= و انتٍ تعرفي ايه عن الحب انتٍ يا مفوسه عشان تقولي لي بحبه، وانا اللي كنت فاكراكي على نياتك ومش فاهمه حاجه لسه


ضحكت مهرة بخفه وهي تقول بحب 


= انا عمري ما عرفت يعني ايه احساس الحب بس بيقولوا شعور جميل وانا شايفاكٍ مبسوطه عشان كده خمنت انك بتحبيه، وبعدين مش شايفاكٍ مبسوطه وسعيده وبس لا حاساكي متغيره عن الأول فيكي حاجه غريبه.. بس مش وحشه زي ما تكوني عندك طاقه كبيره وعاوزه تطلعيها في اي حاجه .


ابتسمت لها إبتسامة حنونه واقتربت منها لتجلس جانبها قائله بنبرة عميقة


= تعرفي انا مش عارفه فعلا اوصف نفسي مالي بس انتٍ وصفتيني يا مهرة، طول عمري خايفه وبهرب من الجواز عشان ما افشلش تاني بس سراج خليني اغير الفكره دي وفي مهله صغيره.. بتمنى انتٍ كمان تحبي زيي يا مهرة في يوم وتتجوزيه ..عشان تحسي الاحساس ده


هزت رأسها إيجابًا وهي ترد بغرابة


= هو انا مهم أحب اللي هتجوزه .


جذبتها إلي أحضانها الدافئة لتعطيها الاهتمام والحنان كعادتها و الذي افتقدته الأخري، ثم بدأت تتحدث وتشرحلها وجهه نظرها بصبر 


= اه مهم جدآ ده اللي هيخليكي تحبي نفسكٍ وتحبي الحياه بس مش دايما كله بيحب بجد ونادر لو لقيت حد بيحب بجد.. الحب هو شئ أساسي في حياة كل بنت انها تحس ان فيه حد بيحبها وبتحبه وتكون كل حاجه في حياته بس لو ما لقيتيش الحب ده واتجوزتي شخص عارف ربنا وبيتقي ربنا فيكي ويخاف عليكي؟ وبيعاملك على انك بنته مش مراته بس! فاكيد هتحبوا بعض في يوم وتخافوا على بعض.. من العشره والموده والاحترم اللي هيقدمها ليكي وبعدين مفهوم الحب ايه غير امان وسند واحترم .. الرجل لينا حضن دافي تشتكي لي بعد يوم متعب 


شعرت بالراحه من تلك الكلمات وتمنت داخلها ان تحصل على ذلك الحب لكنها تخشى الأذى بالنهايه، ظلت وفاء محاوطه إياها بذراعها، وتحرجت منها مهرة قائلة بخفوت


= في واحدة اعرفها كانت تقولي ان الرجاله تحب الست القوية اوي وتكون جميلة أوي و مدردحة و واثقة من نفسها اوي .. بس انا لا واثقه في نفسي و لا قوية اوي و لا جميلة أوي كمان. 


عقدت وفاء ما بين حاجبيها باستغراب وهي تسألها


= انتٍ مش جميلة ؟! مين العبيط اللي قال لك كده .


ضغطت مهرة على شفتيها السفلى مرددة بخجل طفيفة


= حسناء مرات اخويا، كانت دايما بتقول لي ما اخذتيش حاجه من والدتك غير لون عينيها اصلها كانت جميله اوي 


أكدت لها بثقة وهي تومئ بعينيها


= مش بقول لك عبيطه دي كانت غيرانه منك انتٍ مفيش اجمل منك، واي حد يحاول يوصل لك فكره غير كده اعرفي ان هو ما بيفهمش ولازم تبعدي عنه لأنه عاوزه يقلل منك ويهز ثقتك، عشان انتٍ كمان عندك ثقه كبيره وما ينفعش تقولي انا ولا واثقه في نفسي .. ولا قويه؟ اللي تفضل واقفه على رجليها بعد كل اللي شافته تبقى قويه وانتٍ قويه يا مهره.. وعمري ما شفت بنت زيك كده عندها قوه الاراده دي .


تطلعت مهرة إلي وجهها البشوش بحب جارف فتلك السيده هي عوضها بالتأكيد عن ما راته في حياتها كلها، فلم تجد في حنانها وتشجيعها الدائم لها و دعمها المستمر.. بالإضافة إلى  اهانتها التي ترفضها من الجميع، هتفت بامتنان وحب


= انا لو كده فعلا زي ما بتقولي؟ فا اعرفي انا بقيت كده عشان انتٍ بقيتي في حياتي انا بحبك اوي.. ونفسي ما تسيبنيش .


تشكل على محياها ابتسامة ودودة، ثم صمتت وفاء قليلاً وهي تقول بنبرة شاردة 


= عارفه قريت كتاب كان بيتكلم عن الأماكن .. إن الأماكن عاملة زي البني ادمين؟ مكان يحضنك ومكان يطردك.. تفتكري تركيا اللي احنا رايحينها دي هتكون فرصه لحياه جديده لينا ولا نهايه الفرصه.. هتحضنا ولا هتطردنا .


كانت مهرة الأخرى مشتتة في حديثها، وماذا ينتظرهم هناك في هذا البلد الغريب عنهم! ولم تستطيع الرد عليها، فهي أيضًا كانت قلقة من مصيرها المجهول مثلها، فاكتفت بخفض رأسها تفكر فيما ستراه هناك بانتظارها وستواجه، وحياتها الجديدة هناك.


❈-❈-❈


ظلت تتحرك فوق الكرسي بقوه يميناً ويسارا حتى تتحرر من تلك الحبال المربوطه حول يداها من الخلف وقدمها من الأسفل، لكن كان دون فائدة ولم تجد سوي عبرتها التي أنسدلت للتو علي خدها، هدأت عن البكاء قليلاً ثم نظرت إليه في تردد قبل أن تتحدث بصوت مبحوح وهي مكتفه الأيادي 


= أسر عشان خاطري فكني وخليني امشي من هنا وانا اوعدك والله العظيم ما هبلغ عنك ولا هقول لحد انك خطفتني بس ارجوك سيبني اللي بتعمله ده غلط .


أنزل علي ركبته اليسرى أرضا، واقترب منها أسر حتى أصبحت المسافة بينهما لا تذكر لكنهما لا يتلامسان وهو يقول برجاء 


= فريدة انا مش طالب منك غير لحظة .. لحظة تفكري فيها لآخر مرة .. تراجعي أنا عملت كل ده ليه .. تراجعي كل ايامنا الحلوه مع بعض .. لو لقيتي نقطة واحدة بيضا في وسط السواد ده كله يبقى أمل جديد يستحق إننا نحاول عشانه 


صمتت تلتقط أنفاسها وارتجفت وهي تعض شفتيها حتى لا تعود لبكائها فهي تذوقت مراره الأذى من الجميع


= أنا دورت فعلا وملقتش غير السـواد


تسمر في مكانه ومال عليها برأسه وهمس لها قائلاً بصوت محتقن 


= تبقي ظالمة يا فريدة


ردت عليه فريدة بجمود وهي ترمقه بنظرات محذرة 


= أحسن ما أتظلم تاني منكم.


سقطت كلماتها على قلبه بمرارتها فشعر بعلقمها وأشار نحو حالها بآلم يتنهد بضيق قائلا


= هو انتٍ لسه ما غيرتيش العيب اللي بقي فيكي، ما بتسامحيش اللي يغلط في حقك ..


طالعته بآلم استوطن قلبها قبل عينيها، وهي تجيب و ارتعشت شفتيها كمثل باقي جسدها


= لا بسامح بس.. علي حسب الغلطة


ليقول بنبرة عابثة وهو يرمقها بنظرات عميقة


= بس هو وارد أكون ما كنتش اقصد ؟! إحنا مش ملائكة يا فريدة إحنا بشر 


صرخت بضعف وتعلقت عيناها بأعب


= ماحدش بيغلط في حد بيحبه من غير ما يقصد .


تراجع برأسه للخلف، وقال بصوت جــاد 


= لاء فيه، فيه واحد ممكن يغلط في حق اللي بيحبه و بدون قصد بيكون في ضغوط شديده عليه وبيتقطع من كل اتجاه وفجاه غصب عنه بيغلط بس بيعتذر علي طول بعدها وبيحزن وبيندم أشد الندم انه غلط في حقه لدرجه انه بيحس أنه يتمني الموت ولا يؤذيه تاني، ماهو البني آدم لازم يرحم وبعدين لو ما سامحناش اللي بنحبهم بصدق يبقى هنسامح مين


وعندما طال صمتها نظر لها مجدداً و أكمل بجدية 


= مش حقيقي إللي بتفكري في.. الدنيا مش ماشية كده أبدا وممكن يحصل سوء تفاهم يدي انطباع للتاني أن الأول بيغلط فيه و أوقات كمان الدنيا بتجبرنا على اختيارات ملناش رغبة فيها


فأخذ نفساً عميقاً وزفره على مهل ورسم إبتسامة زائفة على وجهه ثم هتف قائلاً بصوت هــاديء


= كلنا بناخد وقت عشان نقدر نفهم الحقيقة عشان كده لازم ندي فرصة لبعض .. نسامح بعض إنتٍ جواكي كبير أوي مني مكانتش عارف أن الأمور ممكن توصل ما بينا كده .. فريدة ما تيجي ننسى اللي فات ، سامحيني وانا هعوضك عن كل اللي فات و هتغير صدقيني انتٍ محتاجاني جنبك تعالي نبتدي من الأول نرجع لبعض و نفتح صفحة جديدة ، و الله طول مانا عايش مش هخلي حد يلمس منك شعراية


تجمدت نظراتها نحوه ورمقته بقسوة، و  اندفعت نحوه بالحديث وهي لا تشعر إلا بحرقة قلبها


= أرجع لمين؟ .. لواحد زيك سابني في اول الطريق عشان كلام الناس وراح دور على غيري وارتبط بيها ؟ ما بقاش ينفع يا أسر احنا عمرنا ما هنكون لبعض تاني، ياريتنا ما عرفنا بعض اصلا من البدايه !!


وعند تلك العباره سقطت دموعها وهي تتذكر

أفعالهم جميعاً.. تتذكر تخليه عنها واوامره والدها لها وكيف لم يقدرها أحد... و تتذكر سخط وكره والدته سميحه و رغم ذلك هي كانت تتغاضى عن الأمر كثيراً وفعلته التي أشعرتها بالخيبة عندما تركها وذهب ليرتبط بغيرها.. وبعد كل ذلك الجميع يعود ليطلب منها السماح بسهوله . 


صمت هو عاجزاً عن التعبير بأحتياجه لها ولحبها، ثم قال بحزن يفطر قلبه آلما


= عندك حق ما أقدرش ألومك ، لو كرهتي تشوفيني عندك حق، لو ظنيتي بيا أي ظن برده عندك حق .. انا ضيعت أجمل وأطهر حُب ضيعته ليه ! عشان كرامتي وخفت من شويه كلمتين الناس هتقولهم وهم ما لهمش اصلا دخل ؟! طب مانا جرحت قلبي و قلبك، عشان التقاليد و الناس واستفدت ايه بالنهايه ؟! 


تنهد أسر بأمل وهو يصوب عيناه تأثرًا نحوها

واضاف بتحدي


=بس انتٍ كمان خفتي من كلام الناس زيي يا فريده عشان كده اتنازلتي وابوكي كمان خاف 

وامك واختك وكل حد كان قريب منك واتحط في الوضع ده اتصرف غلط معاكي ؟. حتى انتٍ اتصرفتي غلط مع نفسك يبقى اشمعنا

أنا ما ليش فرصه ثانيه ! اعذريني وتعالي نرجع لبعض من تاني .


احتقن وجهها من بروده كلماته و أنسابت دموعها بغزارة وهي تقول بنبرة بائسة


= انا اللى ضيعنى التماس الاعذار والتسامح اللى صلاحيتهم مفتوحة وفى الاخر بعد مليون فرصة وفرصة لما بتوصلوني لحيطة سد؟ تقعدوا تعيطوا وتمثلوا دور الضحية


كانت نظرات عيناها كالجليد وهو أمامها يمسح على وجهه بحده مكتوم من نفاذ أعصابه المحترقة، و أضافت وهي تنظر بعينها نحو اللاشيء


= إختصار لأي كلام عاوز تقوله يا أسر و عشان أوفر عليك وقتك و وقتي ، وجودَك دلوقتي في حياتي بالنسبة لي مبيعنيش أي شيء بالعكس بيضايقني، بيفكرني بمرحلة تافهة سقطت من حياتي.. وبدل ما تضيع الباقي من عمرك في السجن سيبني امشي! عشان انا خلاص اللي عملتوا فيا علمني القسوه ولو ما سبتنيش صدقني اول ما اطلع من هنا هبلغ عنك .


الحقيقه كان يعلمها ولكنه كان يتجاهلها ولكن

حين نطقت بها كانت تضع الجمر فوق قلبه

لمع الغضب في عينيه بعدما انطفئ، وخرجت الكلمات من شفتيه بأهتزاز وهو لا يصدق رفضها المستمر له ولا الاستمرار في صده  


= بقيت مستغرب تحولك يا فريدة، انتٍ ما كنتيش كده زمان 


كان يتحدث بصدق صحيح لكنه لا يعلم أن كلماته تلك تذكرها بالماضي الأليم كله، دمر حياتها هو و أسرتها بدون حب ولا عطف نحوها. هتفت بنبرة مهزوزة بقهر لتطرق عيناها نحوه بخيبة أمل كبيرة


= فاكر زمان مره سالتني نفسك في ايه؟ قولتلك تفضل كان قصدي مش تفضل قصادي لا تفضل ماتسيبنيش.. بس انت ما سبتنيش وبس انت اتخليت عني وبعتني بالرخيص كمان.. عارف اللي مفروض تستغربوه انتم مش أنا! بعد كل اللي عملتوا فيا وراجعين تتاسفوا عادي وعاوزين اسامحكم بمنتهى السهوله وانسى كل اللي عملتوا فيا، أنا كل البيبان اتقفلت في وشي 


الحقيقه كانت مؤلمه بل قاتله ولكنها كانت

حقيقه، حب و خطوبه بدأت بالتخطيط مشاعره بدأت بالتخطيط.. حبه لها كان بمقدار

كل شئ كان يسير بحساب حتى اخفقت

حساباته ونسي ان المسائل الحسابيه كثيرا ما

تخفق في اخر خطواتها.


أطرق رأسه في يأس وتنهد بهدوء قائلاً بحزن 


= انا آسف، بس انا على استعداد اصلح كل ده؟ إيه رأيك تبقي مراتي؟ نرجع لبعض وهنتجوز المره دي على طول من غير خطوبه ولا حتى ناخد راي حد 


ضاقت أنفاسها من كآبه المنزل ذلك الذي اختطفها و وضعها فيه رغم عنها..و رغم كبره

وجماله الا ان لحظاتها أصبحت قاتله فيه.. فيكفي انها تفكر بالأمر بأنه تزوج هنا بغيرها وعاش لحظات كانت تتمناها معه .


حدقت به بشراسة ، وهتفت بعِنــــاد 


= لا، قلت لك بدل المرة 10 مش هرجعلك 


اندفعت الكلمات كالرصاص لقلبه، ونظر لها بثبات واردف بنفاذ صبر


= كفاية عند يا فريدة ، ماتعبتيش ؟ أنا تعبت .

كام مره بحاول معاكي وبترجاكي وانتٍ مش راضيه ترجعيلي؟ هو انتٍ مالك بالظبط ليه رفضاني اوي كده وما تقوليش حكايه اللي حصل زمان الموضوع شكله اكبر من كده انا عمال اتاسفلك اهو! واقول لك ان انا غلطان وانتٍ برده ما فيش فايده 


في حين رمقها هو بنظرات محتدة وضغط على شفتيه بقـوة محاوله كتم غضبة الشديد وهو يتحدث بنبرة حادة


=اوعى يكون في حاجه فعلا بينك وبين الكلب اللي كل شويه بينطلك المستشفى ده؟ والله العظيم اقتله، انتٍ مش هتكوني لغيري يا فريدة فاهمه.


حدقت به فريدة بإستغراب وعضت على شفتيها متوترة ولم تجيبه فقد كانت تشعر بالغرابة الشديدة من كل ما يحدث حولها.. ولا تستوعب حتى الآن بانه تجرأ وخطفها من مقر عملها، إبتلعت ريقها بتوتر رهيب ونظرت له بخوف مرددًة بتوسل


= خليني أمشي من هنا ، عمري إللي فات باظ

عايز تضيع عمري إلي جاي كمان.


إحتقنت عينيه غضباً من تجاهلها للأمر وصر على أسنانه مغتاظاً منها قائلاً بإصرار


= لا، عايز عمر واحد يجمعنا.. طمنيني و قوليها! قوليلي ما فيش حاجه بينك وبين الراجل اللي كل شويه اشوفه عندك في المستشفى ده.. قولي ان عمرك اللي جاي هتقضي معايا انا وبس وقلبك عمره

ما هيحب غيري 


هزت رأسها برفض شديد تردد بعناد 


= وإللي فات يتنسي أزاي ؟ أسر انا مش بحبك 

والمشاعر إللي كانت جوايا من ناحيتك انا اتخلصت منها من زمان أوي.. وانا عمري ما هكون ليك . 


استمرارها بالرفض ازعجه فأردف بغضب مجنون أعمى وحديث يخترق صداه عقله


= بس انا بحبك أفهمي .. عرضت نفسي للخطر والمسؤوليه عشانك وما فكرتش في نفسي و ممكن اتسجن و مستقبلي يضيع وكل اللي فكرت فيه؟ انك ترجعيلي من تاني وعملت كده عشان بحبك 


تنهيده خافته خرجت من بين شفتيها بتعب، و إزدادت عصبيتها لمحاولة تجنيبها أي خطــر منه وهو بتلك الحالة الغريبة، وقالت برفض


= لأ ، الحب عمره ما كان كده... الحب أمان .. أني أحس أني مطمنه ومش خايفه منك ولا من غدرك؟ مش زي ما أنت بتقول خالص .. انت طول عمرك من زمان بتقول انك بتحبني بس عمرك ما قدمت اي تضحيه عشاني وانك تخطفني دلوقتي وبتجبرني أكون معاك؟ دي مش تضحيه .


أقترب بشفتيه من أذنها و أردف بحب وهو بتلامس وجهها الأسمر بنعومة 


= انا خطفتك وعاوزكٍ ليا حتى لو بالغصب من حبي ليكي يا فريدة .. أنا أول مرة أحب في حياتي لما شفتك وقربت منك.. انا ندمت على كل لحظه سبتك لوحدك تواجهي كل ده!  عاقبيني زي ما انتٍ عاوزه بس ما تسيبنيش 


جحظت فريدة بعينيها مصدومة من حركته المفاجئة وإحتقن وجهها بحمرة واضحة  وعضت على شفتيها بعصبية شديدة وهي تصرخ به


= أبعد عني وإياك تاني مره تلمسني


رأي الخوف في عينيها حينما شعرت بالتهديد في حديثه، نظـر لها مندهشاً لينصدم من

نفورها ولم يعقب بل أرخى ذراعه إلى جانبه، وتنحنح بصوت خشـن وهو يشيح بوجهه بعيداً عنها 


= ما تخافيش يا فريدة انا عمري ما ااذيك ده انا أسر حبيبك انتٍ مالك خايفه مني كده ليه انا مش عاوز اذيكي انا كل اللي عاوز اننا نرجع لبعض تاني 


إنكمشت فريدة بقلق في مقعدها ورمشت بعينيها بهلع جلي، وسألته بنبرة لاهثة قائله بإستعطاف  


= اسر انت شايف وصلتنا لايه ؟ انت خطفتني وهتودي نفسك في داهيه وكل ده عشان ايه قلتلك مش عاوزاك هو بالعافيه ! ارجوك سيبني أمشي 


نهض وإعتدل في وقفته وتبدلت ملامح وجهه للتجهم، ونظراته للإحتقان 


= آه عافيه يا فريده، وطالما مش عاوزاني بيرضاكٍ يبقى هيكون غصب عنك فعلا ؟!. 


كانت ترتعد في مكانها حقا وهوى قلبها لأكثر من مرة في قدميها مع كل كلمه يقولها هذا الجائر بالاضافه هي معه بالاجبار في منزله بمفردهم! وحالته تلك تدعي للقلق، رمشت بعينيها مذعـورة بما تفوه به الآن، وهي تتسائل بصوت مرتجف


= انت قصدك ايه أسر فوق لنفسك! ما تضيعش مستقبلك وتضيعني معاك و لو فعلا بتحبني زي ما بتقول سيبني امشي .. وانا اوعدك مش هقول لاي حد على اللي حصل ولا انك خطفتني ولا هبلغ عنك، انا لحد اخر لحظه مش عاوزه ااذيك بس بلاش انت كمان تاذيني   


توغلت شعاع من الأمل في قلبها عندما تذكرت هاتفها الذي كان مفتوحًا عندما تم اختطافها ، وخمنت أن الآخر لابد أنه سمع صوتها وهي تصرخ من تهديده، إبتلعت ريقها متوجسة وهي تقول بنبرة متوترة


= افهم كل دقيقه بتمر وانا بعيد عن  المستشفى وما رجعتش لحد دلوقتي في خطر عليك، وانت بتخطفني ما خدتش بالك ان انا كنت بتكلم في التليفون مع حد وهو سمعني وانا بصرخ واكيد دلوقتي بلغ عنك .


رأي هو بريق عينيها للأمل و طيف ابتسامة علي ثغرها سرعان ما شعر بالغضب وبالغيرة، 

قائلاً بتهكم خطير


= ومين بقي إللي كنتي بتكلميه؟؟ هو ما فيش غيره صح! يبقى انا إحساسي صح وفي حاجه ما بينكم؟ عشان كده لازم اللي في دماغي يحصل عشان تكوني ليا يا فريدة .. والكلب ده مش هيطولك ولا فارق معايا يبلغ عني حتي .


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة