-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 17- 1 - الخميس 26/10/2023


قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

 

الفصل السابع عشر

الجزء الأول


تم النشر يوم الخميس

26/10/2023



أستيقظ بدر علي صوت الجرس حينما فتح عينيه ونظر حوله ليجد فريدة قد استيقظت هي الأخرى أثر الصوت، اعتدلت فوق الفراش بسرعه وهمهمت بصوت يخرج بصعوبة و يشوبه النعاس 


= مين إللي بيخبط على الصبح كده


رمقها بدر وهو يرد بصوت مزعج للغاية


= أكيد ناس جايه تباركلنا، غيري هدومك بسرعه وانا هطلع افتح لهم .


خرج بالفعل بدر لاستقبلهم من الغرفة يرتدي قميص و بنطال من القطن وبعد الترحيب بدأ بعض النساء يسألون عن فريده التي تأخرت بالداخل،ليخبرهم بانها ستخرج الآن لاستقبالهم هي أيضًا .


نهض عندما تأخرت أكثر وذهب ليراها فتح الباب فوجدها تحاول غلق الثوب لكنه علق بجسدها، و هناك من خطف أنفاسه سلاسل خصلاتها المنسدلة علي ظهرها و ملامحها المختلفة عن الحجاب، فهي أجمل بكثير عن ما رآها من قبل أول مرة، وجد نفسه يقترب منها دون إرادة و وقف خلفها وضع يده علي بداية السحاب و قال لها


= خليني أساعدك؟ 


أومأت له عبر المرآه بالموافقة بتردد دون أن تتحدث، ثم أخذ يغلق سحاب ثوبها ببطئ و عينيه تتأمل ملامحها في صورتها المنعكسة، و عندما أنتهي من غلق السحاب كاملاً أزاح خصلاتها علي إحدي كتفيها ولفها، أتسعت عيناه عندما رآها ترتدي منامة حريرية باللون النبيذ ومشطت خصلاتها بعناية بشكل فني جذاب، لاحظت نظراته لتقول بتوتر يشوبه طيف إبتسامة


= هنتاخر على الناس يلا عشان نطلع .


أمسكها من يدها و سألها بحدة


= هو أنتٍ ناوية تطلعي لهم بالمنظر ده؟ 


ألقت نظرة علي هيئتها فقالت بعدم مبالاة


= ماله منظري، ده فستان ستان بكوم و طويل، و بعدين انا بصيت من ورا الباب عليهم لقيتهم كلهم ستات بره فيها ايه لما اطلع كده .


دفعها برفق إلي نحو الخزانة و أخبرها بأمر


= برده ما ينفعش، روحي ألبسي عباية أو الإسدال وغطي شعرك كمان اهم حاجه.. انا عارف اللي بره دول ستات لسنهم طويل وهيروحوا يقولوا لاخواتهم وجوازهم على  تفاصيل شكلك؟ هم كده بيحبوا يليتو كتير في اللي ما لهمش فيه .


رمقته فريدة بعدم رضا و قالت بتذمر


= إيه يا بدر أنت مالك مكبر الموضوع ليه؟ هيحكوا ايه يعني واحده بشعرها، انت محسسني ليه أنهم ما شافوش ستات قبل كده ولا يكونوش هيشوفوا ملكه جمال يعني، خليني اطلع بلاش نتاخر على الناس أحسن.


رمقها بنظرة ضائقة لها، وهتف بقوة و حزم


= فريدة أسمعي الكلام بسرعة و روحي غيري اللي انتٍ لابساه وحطي طرحه على شعرك مش هعيد كلامي تاني.. و أتقي غضبي يلا عشان مش هتخطي خطوه واحده بره الاوضه بالمنظر ده .


نفخت بضيق شديد وتحركت في النهاية كما أمرها علي مضض نحو الخزانه وأخرجت ثياب أخري، لتجده مزال أمامها كتفت ذراعيها أمام صدرها و أجابت بإزدراء و تهكم


= طب اتفضل اطلع بره ولا هتفضل واقف وسايب الناس بره كتير .. اديني بتقي غضبك اهو اللي مش عارفه لو ما عملتش اللي انت عاوزه هتعمل ايه؟ هتضربني مثلا .


فهم ما الذي ترمي إليه بحديثها وتضيق بأنها تظنه حقير مثل زوجها السابق، و تأفف بضجر يخبرها


= لا مش هضربك أكيد، بس عادي ممكن اقول لهم بره انك تعبانه ولا مش عاوزه تطلعي و اقفل باب الاوضه عليكي.. ولا هو ما فيش حلول إلا الضرب ؟!. 


حركت شفتيها بصعوبة، لتضبط بإحكام نبرة صوتها، وهي ترد


= تمام ماشي يلا أطلع عشان الناس.


كاد أن يرحل لكن توقف للحظة وهمس بكلمات عذبة بجانب إذنها 


= على فكره انتٍ فعلا ملكه جمال حتي لو   بالنسبه لي أنا بس، عشان كده مصمم انك تغيري لبسك وما حدش يشوفك غيري .


غازلها بمعسول الكلام ببساطة كأنه أراد أن يصلح الأمر السابق بذلك، ارتفع حاجباها في دهشةٍ من تحوله فقبل قليل كان يامرها بغضب أن تغير ملابسها لأنه لا يريد أن تراها أحد السيدات بالخارج؟ وتصف تفاصيل به جسدها لرجل! فهل لتلك الدرجه يغير عليها بشدة! و لأول مرة فريدة تحدق به هكذا فأصبح شديد الوسامة بنظرها، لم تصدق هذا الذي كان معها منذ أسبوع أو أكثر.. أخفضت رأسها تشعر بخجل متوهج في عينيها بسبب كلماته، ليرحل بهدوء للخارج ثم تحركت بإبتسامة خفيفه لتغير ملابسها كما يريد .


في الخارج كانت تجلس لوزه في غرفه المعيشه ونيران الغيرة و الحقد تنهش قلبها بضراوة ودت أن تنهض و تفسد عليهم حياتهما بشتي الطرق لكن حاولت منع نفسها من التهور فشيطانها يتخيل لها أن لم تظهر تلك الفتاه في حياه بدر، لكانت هي مكانها الآن؟ 


خرجت فريده ترحب بالجميع وهتفت بابتسامة متوترة نوعاً ما 


= السلام عليكم   


صاحت بها أحد النساء بسعادة وهي تحمل علبة من الحلوي، وعانقتها بحرارة


- أهلاً ازيك يا عروسه.  


ابتسمت لها إبتسامة هادئه ثم أنحنت إلي أولادها ترحب بهم أيضا و ربتت عليهما بحنان، نظرت امهم لها بود وعلقت بدعاء


=شكلك طيبه وبنت ناس بدر عرف ينقي فعلا عقبال يا رب لما نشيل عوضك .


للوهلة الأولى تزعزعت ثقتها بشخصها أمام سطوة دعاء تلك المرأة، ولاحظ ذلك زوجها ليقول مغير الموضوع بهدوء


= يا أهلاً و سهلاً البيت نور. 


ردت أحد النساء بود


= ده نورك يا اسطي بدر، ألف مبروك عليك أنت و العروسه و ربنا يرزقكم بالذرية الصالحة. 


تنهدت بقوه فمن الواضح الجميع مصر علي هز كيانها اليوم، و بصعوبة ضبطت نفسها بإحكام وتجاهلت الأمر، و رد بدر بإبتسامة متكلفة


= تسلمي ربنا يحفظك. 


بدأت النساء تقدم المال والهدايه، في حين

نظرت فريدة إلي بدر الذي أومأ لها بأن تأخذ الهدايا والنقود منهم فهذه العادات والتقاليد هنا، بينما ترد اليهم في مناسبات آخري.


ففعلت هذا و بدأت تمر الأجواء كزيارة ودية تهنئة العروسين وتقديم الهدايا لهما في منزلهما الخاص، وبالطبع لم تدخر فريدة وسعها في الترحيب بالجميع بما يليق بهم، على قدر الإمكان في إعداد الصحون المليئة بالكعك والبسكويت منزلي الصنع وكذلك المشروب المنعش كتقليد متبع في تلك المناسبات المعروفة، تسللت لوزه إلى المطبخ لتحظى بمحادثة خاطفة مع تلك العروس فلم تمر تلك الزياره مرور الكرام دون أن تضايقها وهي جاءت مع النساء لاجل ذلك أساساً .


تفاجأت فريده بدهشة بها لتسألها اذا كانت تريد شيء لكنها أجابت بإبتسامة زائفة انها قد أتت لتساعدها، ثم أردفت قائلة بنبرة حادة 


= طبعاً مش هنوصيك يا عروسه على ابن جارنا وحتتنا و أقولك خدي بالك منه، لأن لو حصل عكس كده مش هقولك أنا ممكن أعمل فيكي أيه؟ بدر زي اخونا وحبيبنا اللي يزعله أكله بسناني حتى لو مراته! يعني عقلك يقول لك ده ما لوش قرايب ولا حد جنبه فترسمي نفسك عليه، ده من صغره وهو شقيان و أشتري البيت ده عشان يعرف يتجوز فيه... ودلوقتي بيشقى عشان بناته و يعيشك في الخير اللي أنتٍ فيه ده كله. 


لاحظت فريدة لهجة تلك الفتاة الحادة والعداء الجلي في نظراتها لها، فسألتها بغرابة


= هو أنا ليه حاسه أنك كرهاني و مش طيقاني كأني خطفت منك حد! ايه كل التحذيرات اللي انتٍ بتكلميني بيها دي وليه اصلا.


هزت الأخري رأسها ساخراً وقالت بجدية


= أنا و لا بحبك و لا بكرهك، انا بحذرك بس.. إيه إبن حتتي وخايفه عليه . 


بالخارج كان يتحدث بدر مع الجيران لكنه كان يخشي علي فريدة من حديث لوزه خاصة عندما نهضت خلفها إلي الداخل بحجه المساعده وهو يعرف مشاعرها تجاهه جيد،  تأكد أن هناك خطب ما يحدث عندما تأخروا. 

لذلك نهض و ترك الضيوف بمفردهما مضطر و ذهب ليري الذي يحدث، وقبل أن يدخل سمع قول فريدة تهتف بقوة حازمة


= لا حضرتك وفري خوفك لنفسك وانا مش مستنيه حد يحذرني ولا يقول لي ازاي اتعامل مع جوزي! لو حضرتك فاكرة طريقتك دي ها تخوفني و جو الحموات اللي انتٍ عايشه فيه ومش بتاعك! ده هيعمل معايا حاجة، أحب اقولك وفري مجهودك لأنه مش هياكل معايا ولا انا هسمح لواحده غريبه تدخل بيني وبين جوزي، انا ممكن اول مره اشوفك صحيح بس كلامك غريب وبصراحه ما يصحش لان ما فيش اي صله قرابه بينك وبين جوزي حتى عشان اقبل نصيحتك بنيه طيبه.. كل اللي ليكي عندي إحترام و أدب غير كده يبقي معلش.


اغتاظت لوزه من ردها في حين دخل بدر الذي تاكد بأن لوزه فعلت شيء لتغضب فريده هكذا، وتوقف ينظر لكلتيهما قائلاً باهتمام


= في أيه مالكم صوتكم عالي ليه؟ في حاجه حصلت  . 


سرعان وجد لوزه تدمع بحزن قائلة بخجل زائف


= تعالي يا سي بدر شوف مراتك عملت فيا إيه؟ عشان بنصحها زي اختي تاخد بالها من بيتها و جوزها راحت مزعقة فيا كأني قتلت لها قتيل.. وتقول لي ما لكيش دعوه . 


نظرت فريدة بغضب لها واستخفاف فأقترب بدر بهدوء من زوجته و حاوطها بذراعه ثم ربت عليها قائلاً


= معلش يا حبيبتي أكيد لوزه ما تقصدش حاجة هي بس عشان لسه ما تعرفكيش كويس وانك قد ايه بتحبيني ومش محتاجه نصيحه، صح يا فريدة؟ 


كانت فريدة تقف في حالة صدمة من تمثيل لوزه المتقن و علمت إنها ليست سهلة بل عقربة إذا لم تآمن غدرها فستلدغها لا محالة، لكن صدمتها الكبرى عندما اقترب بدر منها أمامها بتلك الطريقة الحنونه ولم يعطي الأخري إهتمام .


نظرت لوزه إليه و الغضب ينبلج في عينيها، وقالت بغيرة شديدة 


= أنا معملتلهاش حاجة يعني انا كان قصدي خير، هي اللي عماله تكلمني بأسلوب مش كويس ومش عاجبها كلامي.. هم اهلها ما علمهاش الادب ولا ايه .


صاح بدر و عينيه تنضح شرر 


= لوزه حسبي على كلامك، ولو انتٍ اللي مش عارفه الادب و الاصول وازاي تتعملي مع صاحبه البيت اللي انتٍ قاعده في دلوقتي يبقى اعلمهلك؟ عشان انا مش هستحمل ولا هسكت على اهانه مراتي .. سامعي !.  


عقبت لوزه بتهكم و حقد جلي


= ما براحة علي نفسك يا عريس من اولها كده العروسه عرفت تأكل بعقلك حلاوه وتقومك على ناسك و جيرانك  .


رمقها الأخر بنظرة جعلتها تتراجع إلي الخلف و حتي لا يثير شكوك فريدة حاول أن يهدأ من روعه و هو يهدر بصوت أجفل كلتيهما و لأول مرة تراه فريدة في تلك الحالة 


= اتفضلي بره عشان مفروض الضيوف ما بيتحركوش من مكانهم، و يا ريت تسمعي كلام مراتي وما تدخليش تاني مره في حياتنا .


صرت علي أسنانها بغيظ شديد وقبل ان ترحل القت عليها نظره غاضبة ولاحظت فريدة نظرة الغيرة و الحقد القاتلة في عين الأخري و قد فسرت هذا غيرة فتيات ليس إلا، لا تعلم ما خفايا كان أعظم! 


❈-❈-❈


دفعه تلهفه وشوقه إلى الاقتراب منها والي تجديد الذكريات بينهما من جديد دون أن يفكر برده الفعل بعدها، لكن كان لدي يقين بانها رحبت بذلك الاقتراب عندما تجاوبت معه بكل اشتياق، جلس فوق الأريكة وهي كانت تضع رأسها فوق فخذه بصمت تام شاردة الذهن، لكنها استاءت من الصمت الكثير! فتحت عينيها مستديرة نحوه بخجل كبير، فعمق أيمن نظراته أكثر نحوها لتصبح هي محاصرة بين وميض عينيه المتقدتين شوقًا لتذوق حبها الدافئ، اعتدلت فوق الأريكة ليقول بقلق


= مالك انا عملت حاجه ضايقتك .


هزت رأسها برفض علي الفور، وتنهد براحه قائلًا  


= طب بعدتى عن حضني ليه.. ليان انا خايف أسألك السؤال ده من ساعه اللي حصل ما بينا بس هو انتٍ ندمانه عشان انا قربت منك؟ خايف اكون ظلمتك تاني .


تنهدت في وجه و ردت عليه برقة غير مصطنعة


=انت ما ظلمتنيش، بس أنا فى حياتي مظلمتش حد غيرك يا أيمن.. ونفسي!  


قاطعها بجدية وهو مسلط أنظاره على معشوقته


= اعتذرتي وطلبتي السماح مني وانا وافقت عشان انا كمان غلط ذيك، صحيح في الأول كنت رافض وبعاملك وحش ومش عارف انا كنت بعاقبك ولا بعاقب نفسي على تقصيري! بس في النهايه سامحت زي ما انتٍ كمان سامحتيني .. مش كده 


وضعت يدها على رأسها ضاغطة عليها بقوة و اختنق صوتها نوعًا ما وهي تقول بحسرة


= بيجي لي ساعات احساس أن أنا مستحقش السماح ده ولا الفرصه الثانيه، ربنا سبحانه وتعالى مقسم لكل شخص ٢٤ قيراط وانا  قيراطي كان مال وجمال وجاه لكن للأسف مشوفتيش كل ده وركزتي اكتر في حاجه واحده كانت ممكن مع الوقت تحصلي عليها هي كمان.. كنت عاميه وكان لازم اعرف حكمه ربنا ليا وانه مراضيني من فضله لكن اصراري على اللي كان ناقصني عماني عن اللي كان معايا وندمت اشد الندم وفوقت وبتمنى اخد فرصه اكفر بيها عن ذبي واثبتلك اني توبت لربنا واني عاوزه اعيش معاك


لمعت عينيه ببسمه وأتاها صوت زوجها معقبًا


= القلق من تكرر الذنب شعور حلوه، ده احساس الذنب اللي بيقولوا عليه .. خوفك من الحاجات دي هو اللي هيمنعك من تكرر الذنب تاني .


ظنت أنه ربما أساء فهمها، لذلك أصرت توضح له وضعها الحالي، فحدقت أمامها قائلة باقتضاب


= انا النقطه دي خلاص اتخطيتها من زمان وبقيت عارفه قيمه افعالي كويس المره دي؟ بس فعلا احساس الذنب لسه عايش جوايا، 

مع اني معاك بنسى اللي فات.. ولو مستعد تسامحيني، أنا هطلب السماح ألف مره. 


تبسم لها بخفه واردف بلهجة متفهمة


= ألف مره بس؟. طب ده مجرد كلام بجد ولا دي مبالغه منك


اقتربت منه مجددًا لتقلص المسافات بينهما، ثم وضعت يدها على صدره تتلمسه بحذر، ونظرت في عينيه قائلة بهمس رقيق


= على قد ما تطلب! بس على فكره انا يعتبر عملتها اصلا لما كنت بطلب السماح منك كثير ومن ماما ومن كل اللي حواليا، متهيالي لو حسبتها هيطلعوا يا دوبك.


أخذ نفس عميق ثم علق قائلاً برجاء ودود


= المهم مش هتعتذري كام مره يا ليان المهم انك ما تغلطيش تاني نفس الغلط عشان الفرصه بتيجي مره واحده بس.. صدقيني يا ليان الحياه عمرها ما بتدينا كل حاجه .. وانا مش هبرر اللي حصل في حقي وفي شرفي ولكن انا كنت سبب فيه.. مكنتش بديكي ابسط حقوقك كا زوجه ودايما مشغول عنك وبعاملك بجفاء.. حتى لما طلبتي الطلاق عشان تعيشي حياتك وتبعدي رغم أنك اعترفتي بغلطك.. لكن انا رفضت.. كبريائي وعنادي كان اقوى مني وكنت شايف اني لازم اذلك اكتر واكتر 


هزت رأسها بتفهم وإقترب منها وضمها بين يديه وقَبل إحدى وجنتيها مضيفا


= بس انا سامحتك فعلا، أنا بحبك يا ليان وهفضل طول عمري ندمان ومش هسامح نفسي إنى فى لحظه كنت جلاد غاضب... و اذيتك بطريقه وحشه..عذبتك! وما ساعدتكيش على التغيير .


بدأ عقلها في صراع كبير محاولاً الوصول إلى طريقة مثلى في التعبير عن امتنانها له لمساعدتها إياها دون تأخير، شعرت بصعوبة الأمر رغم بساطته، عضت على شفتها السفلى كاتمة توترها فابتسم لعفويتها، تجرأت للحظة قائلة بخفوت رغم اهتزاز نبرتها


= بس كان قدامك حلول تانيه تختارها وما اخترتهاش؟ زي انك تضربني! تعاقبني اكتر! بنفس طريقه ماما بالتجاهل او تصر انك صح وما غلطتش، وما رفضتش تديني فرصه تانيه وساعدتني اكتر من مره من اهلي.. اللحظات دي كلها لما عدت عليا خلتني فعلا اعرف قد ايه انا كان معايا شخص كويس وما كانش ينفع اضيعه من ايدي .


وضع يده أسفل ذقنها ليرفع وجهها إليه، ثم ضاقت نظراته نحوها بحنان غير زائف قبل أن يعاتبها بطريقه غير مباشرة


= يعنى أنا عمري ما دافعت عن شخص ظالم، بغض النظر عن عيوبهم! بس انا عملت كده معاكي انتٍ بالذات لما بدات احس انك مظلومه ومش من شخص وأحد؟ وان انا كمان كنت من ضمن اللي ظلموكي. 


ضمته هى الأخرى بيديها، عاد برأسه للخلف ونظر لعينيها ولبسمة شفتيها، إقترب من شفتيها مُقبلًا بلا إنتظار! تزداد قُبلاته شوقً وشغف حين لم يجد منها رهبه أو تمنع مجدداً، حتى أنها عادت تتسطح على الأريكه وهو يُقبلها، حتى ترك شِفاها ينظر لعينيها اللتان عاد بريقهم يلمع بعشق، رفع يديه يُملس على وجنتيها بآنامله قائلًا بندم


= هو انتٍ كرهتيني. 


وضعت يديها على كتفيه وأومأت رأسها بـ لا ثم قالت بنبرة مشحونة 


= وانت كرهتني؟. 


صمت لحظة قبل أن يتحدث متنهدا بقوة


= حاولت كتير أغصب قلبي يكرهك، بس للآسف قلبي خذلني، مقدرش يكمل ويكرهك  يا ليان، بس ده مش معناه إنى بدات اثق فيكي بنسبه 100% ... وانا مش بقول كده عشان احبطك انا بحاول اكون صريح معاكي .


طال الصمت بينهما وفضل ألا يصدر صوتًا ليشاهد رده فعلها، أخرجت من صدرها تنهيدة أكثر حزنًا وهي تقول


= ساعات بحس بقيت عامله زي المرايا المكسورة مهما بصيت فيها مش هتشوف حاجة، أيمن أنا غلط في حقك وحق نفسي و توبت وندمت.. و هفضل طول حياتي ندمانه، بيقولوا ان الندم ده اول طريق للتوبه عشان كده انا مش هتخلص من الإحساس ده عشان ما غلطش الغلطه دي تاني واشيل ذنبها وما اعرفش اواجه بعد كده .. بس انا هنا خوفي من ربنا اكتر منك.. أنا كان نفسي احس بحنان جوزي وحبه ليا واللي انا كمان افتقدته مع عيلتي.. انا مكنتش طالبه غير اني اعيش حياه هاديه احس فيها بالموده والرحمه اللي ربنا قال عليهم .. انا عاوزه انسى اللي فات هتقدر تنساه وتنسهولي !


أصغي لها دون مقاطعة مستمتع بذلك التغير الذي لم يعرف عنه شيئًا، بالإضافة الى ذكرياتها التعيسه بالسابق فقد استشعر سابقاً من طريقة حديثها عن عائلتها أنها لم تعيش ذكريات سعيدة وطيبة مثل ما كان يتوقع، رد عليها ممتثلاً


= متهيالي كلامك ده كله يدل على ندمك فعلا وانك مش هتغلطي الغلطه دي تاني؟ و ده من عذاب ضميرك . 


تلمست وجهه و وجنته برفق بيدها الناعمة، كأنها ترغب في حفظ ذكرى هذا اللحظة الحميمية في قلبها للأبد، داعبت بأصابعها الصغيرة إطراف أنفه ووجهه برقة كما لو أنها ترقص على لحن المحبة والغرام الذي يتردد في الجو من حولهم، طالعته بنظرات ودية حينما هتفت بصوت متلجلج


= هو احنا مش بنحب عشان نكون أحسن! مش علشان نحزن ونعيش في الهم ليل نهار..


أيدها أيمن في رأيها موضحًا باستفاضة مخاطر قولها


= المفروض ان الحب بيعمل المعجزات مش كده .


جف حلقها كليًا، وقالت بصوت يأس


= الحب ده كان زمان...لما كان مصدر السعاده ونقطة القوة لكل انسان .. دلوقتي بقى نقطة الضعف اللي بينكسر منها الواحد مننا.


طالع تعابير وجهها بنظرات متيمة، ورد عليها هامسًا بصدق


- الحُبّ موٌجودَ في كل وُقت بس مِحتَاج نَّاس تعرف معناه ناس مخلصه لبعض؟ لكن النَّاس دلوقتي أصبحت مخلصه لمزاجها وعايشه حياة متكرره مزدحمه بالظروف، يبقي مش ذنب الحُبّ.


زادت ابتسامتها تدريجيًا مشجعه نفسها، رغم تخوفها من تأثير ذلك على نفسها إلا أنها فضلت ألا تضيع الفرصة هباءً، وتستعيد ما مضى علها تروي اشتياقها إليه، حدقت في  بنظرات مطولة، ثم أخرجت من صدرها تنهيدة عميقة، رفعت برأسها نحوه على مقربة منه قائلة بابتسامة محببة


= صح احنا اللي بنغلط واحنا إللي بنرتكب الذنب ده، يبقى ليه بنحمل الحب هو الذنب كله والعيب فينا.. أيمن انا عاوزه النوع من الحب ده هو اللي يستمر جوانا ! المفروض اول ما بنحط ايدينا على المشكله بنصلحها بعد كده، وندي فرصه للي قدامنا عشان نسامح! المشكله ما كنتش مدركه كل ده بس أدركت متأخر و بعدين صلحت! ومش عاوزه نفتح الموضوع ده تاني بينا زي ما الدكتور قال إننا لازم نبطل نتكلم فيه عشان ننساه .. طالما اتفقنا هندي فرصه لبعض تاني .


اهتم بما تقوله مبتسمًا، فلأول مرة تظهر له تقديرها للموافقه على الفرصه الثانيه، فركت أصابع كفيها معًا وهي تكمل بارتباك أكبر


= عاوزه ارجع احساس الامان اللي حسيته من تاني معاك.. عايز انام في حضنك وانا مطمنه من تاني.. انا عاوزه انسى يا أيمن و افتكر حبك بس .


أحست بنظراته تخترقها، تصيبها مباشرة في قلبها تزيد من نبضاته، وتؤكد لها وجود شيء ما في كيانها، توترت بشدة من مشاعره القوي، فتنهد بنبرة عاشقة صادرة من فؤاد ذاق لوعة الحب


= أنا كده عرفت قرارك، حسيته وانتٍ في

حضنى ومن اللحظة دى هتعرفى يعنى إيه

أمان وانتٍ معايا، هدخلك دنيا تانية خالص

غير دنيتك، رضاكٍ بيا هو أول خطوة في طريق سعادتك.


وكان هنا التعبير بالصمت وبلغة أخري خاصه بهم فقط! ارتوت بذرة عشقهما مع كل قبلة حسية منحها لها، زادت توردًا وتجاوبًا معه أكثر، فانحنى بجذعه قليلاً ليحملها بين ذراعيه ليكملا سويًا معزوفة حبهما الخاص. 


❈-❈-❈


عزمت ناهد العائله على الغداء اليوم، وكانت تسنيم بداخل المطبخ تساعدها وأخبرتها أنها ستصنع وجبه كبسه بالدجاج فهي تفعلها بمهاره و كل من تذوقها أعجب بها بشده لذلك ستفعلها اليوم علي الغداء لهم، ورحبت ناهد بذلك ولم تمانع! حتى انها بدأت نظراتها تتغير نحوها وشعرت أنها فتاه مسالمه ولا ترغب باذيه الآخرين! كما كانت تعتقد.


انهت ليلي حديثها مع أحد أصدقائها عبر الهاتف سريعاً عند دلوف ناهد جدتها إليها، فمن الواضح انها كانت تحكي مع صديقتها عن خطه جديده ستفعلها الى تسنيم اليوم، عقدت حاجبيها بتعجب متسائلة باستفهام


= بتعملي ايه يا ليلي... مالك بقيتي تقعدي طول الوقت لوحدك في اوضتك؟ ده حتى العيله كلها متجمعه بره و برده قاعده لوحدك هنا


ابتعدت ليلي عن نظراتها وألتفتت حولها تلتقط

أحد الكتب الأدبية التي كانت تعشق قرائتها، وقالت بضيق


= أنت عارفه السبب... أنا بتجنب اعمل مشاكل

مع اللي إسمها تسنيم دي .


تطلعت ناهد بها بقله حيله، وقالت بجدية أكثر


= هو انتٍ لسه الافكار دي في دماغك انا بصراحه مش شايفه انها عملت حاجه غلط لحد دلوقتي، حبيبتي وجود تسنيم وسطنا بقى حقيقه... وانا مش شايفه آنها اخدت سالم منك، بالعكس هي بتحاول تقرب وتبقى وسطنا


صرت ليلي علي أسنانها بعصبية شديدة عندما رأت جدتها بدأت تميل لها هي الأخرى، ثم أسرعت ترسم الابتسامة الباهته علي ثغرها للجانب مرددًة بحزن


= ده عشان هي حابه تبان قدامك كده لكن انتٍ ما تعرفيش اللي فيها ولا هي بتعمل معايا ايه 


ضاقت الأخري نظراتها نحوها بشك قائله باهتمام


= قصدك ايه هي بتعمل معاكي حاجه اتكلمي .


هزت رأسها بالإيجاب وهي تصطنع الزعل وبدات تسرد إليها بانها في مره كادت ان تضربها لولا تدخل والدها بالوقت المناسب وعده مرات تسبها بالفاظ سيئه باسم والدتها الراحلة عندما تفعل شيء ما تغضبها، احمرت عيناها بشراسة بذهول فهي لم تتوقع بانها كذلك مطلقاً فلم تفعل شيء امامها يوحي الى ذلك؟ لكن ما أخفي كان اعظم.


هزت رأسها بعدم تصديق وهي تقول بنبرة حادة بسخط 


=وانا اللي كنت فاكراها طيبه وعلى نيتها يعني ايه كانت هتمد إيدها عليكي في مرة غير أنها بتشتمك بوالدتك؟؟ وازاي باباكي يسكت على حاجه زي كده ؟ ماشي يا سالم حسابك معايا بعدين.. جابهالنا من انهي داهيه دي ودخلها بيتنا وفاكرها كويسه، بس اذا كانت بترسم علينا دور البراءه وهي قدامنا حاجه ومن ورانا حاجه تانيه، فانا هعرف ازاي اتصرف معاها .


ضمت شفتيها بعبوس شديد وهي تصطنع البراءه هاتفه


= عشان خاطري يا تيته انا مش عاوزه مشاكل مع بابا وهو شكله بيحبها، حتى مش بيصدقني ساعات كتير لما بشتكيله منها في حاجه، بس مدام هي بعيده عني خلاص.


نظرت ناهد لها بعدم اقتناع ثم التقطت ليلي هاتفها من فوق مكتبها الوردي لتخرج للخارج وهي تبتسم مستمتعة علي نجاح خطتها الأولي .


بالخارج كانت تسنيم تقف بجانب السفرة تضع الطعام، أبتسم سالم بعذوبة وهو ينظر لها ثم أردف قائلا بلهجة صارمة بتحذير 


= تسنيم اوعي تكوني حطيتي لوز في الكبسه اللي عملتيها، ليلى عندها حساسيه منها ولما بتاكلها بتتعب منها جامد ولو اكلت كميه كبيره بتبقى لازم تروح المستشفى عشان بيجيلها اختناق


زاد لمعان حدقتيها وهي تنظر إليه بنفاذ صبر، كما تشكل على محياها ابتسامة صافية وهي تردد قائلة بضيق


= مدام ناهد برده قالتلي وحذرتني من الموضوع ده، خلاص يا سالم اتقال لي خمس مرات.. ما تخافش ما حطتش فيها لوز دلوقتي هتدوق وهتشوف بنفسك .


هز رأسه سالم بهدوء ثم تحركت تسنيم تحضر باقي الطعام من المطبخ بخطواتها تحت نظرات ليلي التي أخذت تبتسم بمكر بعد أن استمعت الى حديثهما ثم لاحظت انشغال  والدها في هاتفه وتحركت بسرعه الى المطبخ لتنفيذ خطتها التاليه. 


بعد فتره إجتمع الجميع على السفره ولاحظت تسنيم نظرات ناهد إليها المحتقنه بشده، فلم تبذل جهودا لاخفائها، عقدت الأخري حاجبيها بتعجب مستنكرة نفورها الغير مبرر منها، فقبل قليل كانت تعاملها باسلوب مهذب وهي تشرف معها على إعداد الطعام المعدة و الشهي و ساعدتها في الطهي و رص الصحون بطريقة منمقة لتتمكن العائلة من تناول ما يشتهون، فلماذا تنظر إليها الآن بهذه الطريقة وهي متأكدة من أنها لم تفعل شيئًا يغضبها منها؟


❈-❈-❈


غادر الجميع من منزل بدر بعد ساعات، فقامت فريدة بحمل الأشياء و دخلت إلي المطبخ... رفعت وجهها لتنظر أمامها فوجدته يقف قبالتها، فسألته و يبدو من نبرتها لا ترغب في التحدث معه


= تحب تاكل أيه علي الغداء ؟ 


تحرك امامها بخطوات بسيطة باستغراب وسألها باستفسار 


= مالك؟ أنتٍ زعلانه مني عشان ما رضيتش اخليكي تخرجي قبل ما تغيري هدومك، فريدة واضح جدا أنك لسه ما تعرفيش الجو هنا والناس كويس، و شكلي هاخد وقت عقبال ما تتعودي عليا كمان.. صدقيني انا مش قصدي حاجه بس انا عارف كويس نيه الناس اللي زارتنا النهارده وكنت بسمع كمان منهم كلام عن الستات اللي بيروحوا يزوروهم وهم بيوصفوا في شكلهم و دي كانت حاجه بتضايقني جدآ.. فأكيد مش هقابلها على مراتي برده.


ثم تابع بدر قائلا بإصرار صارم


= عشان كده حذرتك وما رضيتش تخرجي بالمنظر ده ليهم.. وطبعا مش كلهم وحشين أكيد في ناس كتير كويسه منهم بس بلاش انتٍ تاخدي على الناس بسرعه


صمتت لثوان و رمقته بجدية، ثم سألته بسخرية


= ويا ترى الهانم اللي كانت بتوصيني عليك؟  دي تبع الناس الكويسه ولا الوحشه .


عقد الأخير ما بين حاجبيه مرددًا


= قصدك مين لوزه ؟!. ما اعرفش عنها كتير هي مجرد جاره وكمان عوض اللي شغال معايا في الورشه اختها تبقى مراته .


نظرت فريدة له بضيق، وقالت بنفاذ صبر


= تمام بس دي مش حجة أو مبرر كافي لمعاملتها معايا الجافة ولا يديها الحق انها تتدخل في اللي ما لهاش فيه، أنا مش ذنبي أنك اتجوزتني بعد كام أسبوع من معرفتنا لبعض، يعني مالحقتش أعرفك ولا اعرف الناس اللي هنا؟ ولا انت قريب لمين ولا بعيد عن مين .. والله اعلم بقى هلاقي مين تاني ما اعرفوش خايف عليك وبيجي يوصيني اتعامل ازاي مع جوزي.. ولا يكونش في ثاني أصلا وانا مش عارفه .


سحب الأخير نفسًا مطولاً ثم لفظه دفعة واحدة قبل أن يجيبها بامتعاض


= ما بدل اللف والدوران ده؟ ما تيجي تساليني صريحا في حاجه بيني وبينها وانا هقول لك .. آه أو لأ.


رفعت فريدة حاجبها للأعلى مستنكرة طريقته لبساطه الأمر، ثم رسمت على ثغرها ابتسامة مصطنعة وهي ترد بجدية


= يا سلام طب لما هي الحكايه سهله كده في حاجه بينك وبين الهانم دي؟. 


حينها رأت تلك الابتسامة العابثة تلوح على ثغره، و لواه للجانب مرددًا بثقة تامة


= والله من ناحيتي انا لا انما من ناحيتها هي فيه، هي بتحبني من زمان وجت اعترفت بحبها ليا في مرة وان اجي اتقدملها كمان بس انا رفضت 


كاد أن يرحل لكنها اقتربت بخطوات ثابتة منه صائحه بتجهم أكبر


= استنى هنا انت رايح فين؟, انت هترمي لي  كلمتين وتمشي يعني ايه بتحبك وقالتلك تيجي تتجوزها .


وزع بدر أنظاره عليها قائلاً بغيظ


= في ايه يا فريده ما انا قلتها لك واضحه سيبك منها هي بتحاول تغيظك وخلاص عشان كده انا وقفتها عند حدها لما حاولت تضايقك.


توترت من تأثير كلماته الواضحه وهنا تذكرت اقترابه منها وكيف دافع عنها أمامها ولم يقبل اهانتها، توردت وجنتيها من الخجل ثم هزت رأسها معترضة لتقول مبررًا


= على فكره انا ما عملتلهاش حاجه هي إللي دخلت عليا تقول لي كلام غريب وانا طبيعي كنت ارد .. وكلامها كان كدبه.


هز رأسه بعدم مبالاة وهو يرد عليها متفهمًا


= وانا ما طلبتش منك مبرر ولا فارق معايا مين غلطان ولا مين بدأ الاول، ولما قله ادبها عليكي انا رديت وعرفت أوقفها عند حدها مش كده . 


هزت رأسها بالإيجاب، واضاف بهدوء حذر 


= عشان كده نبهت عليكي من شويه ما تاخديش على الناس بسرعه هنا، لان الكل مش هيتمنيلك الخير ولا هتكون نيته كويسه لما يقرب منك .


أبتلعت لعابها بتوجس و نظرت إليه بتوتر و قالت


= والمطلوب مني؟ 


نظرت إليه ومنتظرة ما سيخبرها به، فأمسك يدها و ربت عليها بحنان قائلاً مبتسماً    


= المطلوب منك تسيبي لي نفسك و أنا هعلمك كل حاجة علي إيديا. 


تابع قراءة الفصل