-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 13 - 1

 

 قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد




الفصل الثالث عشر

الجزء الأول


تم النشر بتاريخ

14/10/2023

لاحقًا، أصر بدر على الذهاب مع الشرطه لتأتي بفريده بعد أن قدم بلاغ ضد خطيبها السابق! و سماح هي من دلتهم على عنوانه و رحلت للدار تنتظر أي أخبار عنها بينما بدر رفض الرحيل.. فلا يصح أن يظل جالس بدون و جودها، و ينتظر الشرطه تجدها له! خاصه هو يعرف جيداً أنها حالياً مع خطيبها السابق ومن المحتمل أن يؤذيها، رغم ان الشرطه رفضت وجوده معهم إلا أن جاء خلفهم بسيارة أجرة، وها هم في منزل عائله أسر !! أردف أحد الضابط قائلا بلهجة صارمة وقوية


= يعني برده مش عاوزه تعترفي ابنك فين 


إبتلعت ريقها سميحه متوجسة وهي تبكي بحرقة 


= يا باشا ما انت لو تريحني وتقول لي ابني عمل ايه؟ ما انت فتشت اهو بنفسك وما لقيتوش والله العظيم بقاله يومين مختفي وما اعرفش عنه حاجه وصدقني يا ابني ما بكذب عليك.. بس طمني ده ابني الوحيد! قول لي عمل ايه عشان البوليس يجي لحد هنا ويدور عليه .


بينما كانت تقف شيماء بجانب الزوايا وهي تراقب الوضع بقلق بالغ، وحذرها الضابط قائلاً بجدية أكثر


= انا مش عاوز أستخدم معاكي اسلوب تاني، وبعدين هتستعبطي عليا و ماتعرفيش فعلا هو عمل ايه يعني؟ أكيد عارفه مكانه وهو فين دلوقتي .


شعرت سميحه بالخطر الشديد الذي ينتظر أبنها في المستقبل المجهول، رغم انها حتى الان لم تعرف ما الذي فعله لكنها على يقين تام بأنه فعل شيء سيء للغايه حتى تأتي الشرطه الى هنا و تبحث عنه،ثم أردفت قائلة بارتباك حذر


= آآ لا ما اعرفش وهو حتى ما لوش صحاب ممكن يروحلهم وتليفونه مقفول.. دي مصيبه ايه اللي عملها دي .


لم يطيق بدر الصبر أكثر من ذلك وهو يستمع إلى ذلك الحديث الدائر بدون فائدة وهذا يضيع الوقت و ذلك غير صالح أبدا لذا هتف قائلاً بنفاذ صبر بعصبية 


= البيه إبنك خطف خطيبتي فريدة! سمعاني فريده اللي كانت مخطوبه لي زمان؟؟ أكيد تعرفيها، و كان بيجي اكتر من مره في الدار اللي بتشتغل فيها والممرضه صاحبتها سماح قالتلي كده بنفسها يعني كان مرتب للموضوع من بدري.. وانا سامع بنفسي على التليفون وهو بيزعق معاها وخطفها بالعافيه .


شهقت سميحه مصدومة مما سمعته، بينما أردف الضابط بحده وتحذير


= وبعدين يا استاذ بدر انا مقدر حالتك واللي انت فيه بس من فضلك سيبنا نشوف شغلنا انت مش جيت تبلغ بنفسك سيبنا بقى احنا نشوف هنرجعها ازاي واتفضل حضرتك انزل استنانا تحت، مش عارف ايه اللي جابك ورانا أصلا.


اتسعت شيماء عيناها بذهول وعدم تصديق! 

فلم تتوقع أن يتجرأ أخيها ويفعل فعل كذلك؟ و بالطبع هي شاركت في ذلك معه، عندما اخبرته بعنوانها والذي أخذته من خيرية بحيله غير صالحة لأجلة، لكن لم يخطر ببالها أن يخطفها ومن الممكن أن يؤذيها ويعرض نفسه للخطر أيضا.


نظر بدر إليه فتعقدت تعبيراته بضيق اكثر، وحل التبرم على ثغره، وهو يصيح بحدة طفيفة


= انا اسف مش قصدي حاجه يا حضره الضابط بس أرجوك لازم ترجعها قبل ما يعمل فيها حاجه، ومن فضلك انتٍ كمان لو تعرفي مكانها قولي انتٍ عندك بنت أهو وما ترضيش انها تتعرض لحاجه وحشه .


هزت سميحه رأسها بيأس وحسرة علي مستقبل ابنها الضائع، و وسط تلك المشاحنات تحركت شيماء بتوتر شديد وهي تشعر بتانيب الضمير هاتفة بتردد 


= انا عارفه ممكن يكون أسر اخد فريدة وخطفها فين! بس مش متاكده؟ 


❈-❈-❈


خلال مرور الأيام السابقه إلتزمت تسنيم بالعمل فهو شغفها الأول وكانت تتجاهل سالم نوعا ما! و تعقدت العلاقه بينهما قليلا بشكل ملحوظ مما أثر سلبا على سالم، بينما فرحت ليلي التي كلما رأت خصمهم او ضيقهم من بعضهم البعض تشعر بالانتصار والشماته، دخلت تسنيم لحجرتها تتلمس الأرض بالكاد حتى لا يشعر بوجودها وهو يقف أمام المرآة يغلق ازرار القميص بينما تحركت وهي تحمل اللاب لتجلس فوق الأريكة لتكمل عملها، التفت لها وهو يقترب منها يتسائل باهتمام


= مش هتقومي تلبسي عشان نخرج النهارده اليوم الاجازه الوحيد اللي بناخده واتفقنا هنخرج احنا الثلاثه كفايه شغل بقي.


أغاظها نوعًا ما كونه غير متأثر بحالة الضيق التي أصابتها لظنه أنها كذبت عليه ولم يصدقها وأستمع الى أبنته فقط، وهو الآن يقف أمامها غير مبالاة من تصرفه، فكرت للحظات في العبث معه لتلقينه درسًا ألا يثير أعصابها من جديد، التفتت برأسها للجانب موجهة حديثها إلى زوجها قائله بفتور


= هخلص إللي في ايدي وهقوم اهو مش هتاخر.. كمل انت لبسك وما تشغلش نفسك بيا بس 


رق لما تفعله ببراءة زائفة وهي تصطنع التجاهل وعدم الإهتمام حتي تعاقبة علي تصرفه المتهور! لينظر لها بحب وهو يقول


= امال عاوزاني أشغل بالي بمين غيرك.


نهضت وهي تتحدث بضيق زائف لتجده يصد طريقها أو بمعني أوضح حاصرها بين ذراعيه


= ما اعرفش، أشغل نفسك باي حاجه غيري او روح شوف بنتك لبست ولا لأ، أبعد عني انت مقرب كده ليه .


تحركت لترحل من أمامه ولسوء حظها كانت تتجه نحو الأريكة مجدداً فتعثرت بالطاوله لتسقط فوق الأريكة.. ولم يزيد رفضها له إلا عنادا حاصرها بين ذراعيه ثم تنهد بيأس قبل ان يطوق خصرها بين يديه بينما حشر رأسه بمكانه المفضل، رقبتها وسط فستانها الاصفر الهادئ العاري من منطقه الرقبه..أمال رأسه على كتفها ينظر لوجهها العبوس و هي تتجنب النظر له، و مع انها بدت غاضبه إلا أن أحمر وجهها بخجل طفيفة لتهتف بتحذير


= سالم أبعد.. قلت لك ابعد.. خليني اقوم أغير هدومي عشان نخرج.


عمق نظراته العاشقة نحوها وسحبها اكثر إلى أحضانه محاوطًا إياها من خصرها بذراعيه، واستندت بقبضتيها على صدره هي بتلقائية، 

و سمعته يقول


= مش هبعد غير لما ترضي عني وتسامحيني اشمعنا اتراضيتي انتٍ وليلى ومطنشاني مع ان انا اللي مصالحكم على بعض, قلبك اسود ليه

من ناحيتي كده


جاهدت لتحرر نفسها منه بصعوبة هامسة بثقل 


= عشان انت كبير وعاقل، على الاقل هي ليها عذرها لكن انت عارفني كويس وعارف تصرفاتي وانا مش بكذب، ولا من صفاتي حتى اوقع بين حد لكن فجاه حسستني مرات الاب الشريره.. ولا أنا إللي شكلي اتخميت فيك ولا طلعت عاقل ولا حاجه


فتلاشت تلك الابتسامة العابثة من على ثغره وهو يتحدث باندهاش مرح


= دايمًا كده يا حبيبتي ماتقدريش تمسكي لسانك وانتٍ بتشكري فيا، بقي انا مش عاقل طيب، اتثبتي و إياكي تتحركي من هنا!


ثم قبلها بلطف أعلي وجنتيها و ردت عليه تسنيم بعبوس


= متقربش عشان انا لسه زعلانه منك! مش هفضل كل مره اطلعلك مبررات وتغلط وتيجي تتاسف.


ليزيد من حصارها عابثًا معها بتسلية، وهتف 

بتشوق


= وانا ما اقدرش على زعل حبيبة قلبي وأم عياله إن شاء الله!


ضغطت على شفتيها بتوتر ولم تجيب،وتسائل مبتسمًا بإصرار


= مش هتقولي امين! ولا مش عاوزه تجيبي أخ لي ليلي...ويكون زي العسل طالع لأبوه كده مش بيقولوا برده العيال بيجوا برزقهم ممكن لما تجيبي عيل ربنا يفتحها شويه في وشي و ترضي عني . 


ارتعشت من أسلوبه المتلوع معها حتي يزيل ضيقها عنها وتوترت أنظارها نحوه، حاولت أن تظل ثابتة أمامه قائلة بحنق


= ماتبقاش رخم وابعد بقي انت هتفضل مسكني بين ذراعك كده لحد امتى .


لم يرد انما قبلها مجدداً وهذه المره أعلي شفتيها و زادت قبلته تعميقًا، وتلاشى معها الضيق نهائيًا، ابتعد عنها ليحدق فيها بنظراته الشغوفة بها وهو مازال يحاصرها بعباراته التي تربك حواسها، بالإضافة إلى نظراته المتطلعة لها باهتمام، حافظت على ملامحها الغاضبة حتى يبعد عنها لكنه لم يفعل، و همس بشغف


= لحد ما تسامحيني وتقولي لي صافي يا لبن! 

ومش زعلانه منك.. يا جوزي.. يا حبيبي 


أخفت ابتسامتها بكف يدها وهي ترد بخجل


= طب خلاص، بس على فكرة أنا....


لم تستطيع تكمله حديثها حيث لم يعد يشعر بنفسه و رغبه ملحه تقوده لفعل اكثر ما لم يتخيل فعله من قبل جذبها إليه كي يقبلها وتلامس شفتيها بالفعل ولكن.. لتفتح الباب ليلي تدلف الغرفه دون استأذن كما تعودت وهي تصيح


= بابا انا جهزت عشان نخرج....


اتسعت عيناها متألمة ثم أبعدت نظرها عنهم لتخرج متجاهله ما رأته و زمت شفتيها بعبوس شديد وهي تحاول حبس عبراتها المتهوره... بينما ركض والدها خلفها وهو يتأسف علي التأخير أو ربما علي ما رأته للتو.


وصلوا الي المول التجارية الذي اقترحته ليلي ومضى هناك الوقت بهدوء نسبياً و رغم عدم تصريحها أنها سامحته لكن أفعالها كانت تدل على ذلك! و الآخر يحتويها بحب كما كان يفعل مع أبنته بالضبط.. و لوهله من يراهم يظنه بانه متزوج من إثنين! ويخاف من ربه بان لم يعدل بينهما.


نظر سالم إليهم وكأنه ينظر لاطفاله بحنان وحب، فكان اليوم هو يوم المفاجآت التي تقدمها ولكنها كانت تفعل كل ما يريده قلبها..

مشاعر جديده كانت تغمرها وهو يقبض على

كفها بحنو يسألها عما ترغب في تناوله.. لم يفرق بينهم في التعامل ولكن ليلي كانت تنظر إلى ما يفعله كأنه كثيراً عليها وأنها وحدها من تتدلل ويسألها عما تُريده.. حدقت ليلي بطبقها بفتور فلو كانت تعلم أن خروجتهم سوياً والتي ظلت ليومان تجهز نفسها لأجلها ستشاركها بها زوجه أبيها لكانت جلست بغرفتها افضل لها.


بدأ سالم يطعم أبنته بنفسه كما كان يفعل وهي كانت سعيدة بأنه لم ينسى تلك العاده لكن ما احزنها انه قرب الشوكه من فم تسنيم ايضا ليطعمها مثلها، تفاجات زوجته من حركته في البداية ثم اخذتها منه بخجل شديد و اكتفت تسنيم بتحريك رأسها بالإيجاب وهي تمسك بيده تعبير عن الامتنان لما يفعله اليوم وكيف لم يفرق بينهما ويجعلها تشعر بالبؤس ليحدق فيها بنظراته الشغوفة بها وهي تقول بنعومة


= ربنا يخليك لينا.


حدقت ليلي فيها و الغيرة تكاد تقتلها.. بدأ شيطانها يخبرها ان تسنيم لا تفعل ذلك إلا تعطيها اشاره انها ربحت في النهايه وأصبح لها وحدها وقد غرزت شوكتها بقوه بالطعام لينظر نحوها سالم متعجباً


= مالك يا ليلي يا حبيبتي، مبتکلیش لیه اغيرلك طبقك بصنف تاني


هزت راسها برفض قائلة بإبتسامة هادئة


= لا يا بابا انا بحب الأكل ده ذيك.


انتبه سالم على تلاعبها بالمعلقه فالطعام

كان يعجبها ولكنها كانت شارده تتسائل الي متي ستظل تلك المراه في حياتهم فيجب ان تخرجها مثل ما ابعدت غيرها، أبتسم وهو يطالعها بحنان شديد


= آمال ما بتاكليش ليه يا حبيبتي، متخافيش الخروجه مش هتقف على كده.. هنعمل شوبينج كمان لان عارفك بتحبي الشوبينج اكثر من اي حاجه في الدنيا.. 


تهللت اسارير الصغيره من الإقتراح ونست

حقدها تجاه تسنيم التي أبتسمت على سعادتها

وأنهم يتشاركون حبه وعندما ألتقت عيناها بليلي لم تري فيهم إلا بروده ونظرة كره لم تفهم لما؟ لكنها اعتقدت بأنها تتوهم ربما! فلماذا ستكرها وهي لم تفعل لها شيء، و أضاف سالم مبتسماً وهو يرفع الشوكه ليطعم أبنته بنفسه


= وتسنيم كمان عشان بالمره تختاره لبعض وكل واحده تعرف ذوق الثانيه، يلا عاوزكم تخلصوا أكل بسرعه عشان بعد كده نقوم نلف في المول شويه، و اشتروا اللي انتوا عاوزينه.. وانا عليا أدفع بس 


ألقى عبارته مبتسماً وهو يطالعهما مشيراً إليهم

أن ذلك اليوم سيمر عليهم بكل راحه وسعاده، 

بينما تلاشت ابتسامة ليلي عندما اقترح أن تسنيم ستشاركها هوايتها المحببه الى قلبها مع والدها أيضا، وذلك جعلها تتأكد انه نساها كما لم يعتاد وسط أولوياته الأخرى.. أغمضت عيناها ثم فتحتهما بعد أن ضبطت أنفاسها و نهضت تتحرك معهم.


❈-❈-❈


كانت خيريه تجلس بجانب عابد الذي يرقد فوق الفراش، بتعب شديد ظاهر علي ملامحه ونبره صوته وكانت جانبه منذ فتره طويله تحاول معه أن يتناول شيء لاجل صحته لكنه يرفض، أصـرت خيرية زوجته و توسلته قائلة برجاء خفيف


= يلا يا عابد كل وريحني بدل ما تدوخ وتقع تاني مننا احنا مش مستحملين كفايه اللي فينا 

يلا ربنا يهديك عشان تاخد العلاج.. ما ينفعش كده .


هز رأسه بصعوبة بيأس فأعاد رأسه للخلف، ثم أغمض عينيه وظل يتنفس بعمق حتى يستعيد انضباطه وتحدث بصوت ضعيف واضع يده على قلبه المتسارع في نبضاته


= ما تريحيني بقى يا خيريه، قلت لك مش جعان لما اجوع هاكل سيبي الأكل دلوقتي انا كويس ما تقلقيش عليا .


ردت عليه خيرية معترضة فهي لا تريد أن تشعر بذلك الشعور مره ثانيه، القلق والخوف في آن واحد من فقدانه فيكفي ما هم فيه ولا ينقصها من المشاكل المزيد


= كويس إيه بس.. حرام عليك ده انت وقعت قلبي في رجلي لما ريهام صوتت ولقيتك مرمي قدام الشقه وما عرفناش نتصرف لولا الجيران ربنا يكرمهم دخلوك وواحد منهم جري يطلب الدكتور، بس انت لازم تعمل الاشعه اللي الدكتور طلبها منك عشان نطمن.. أحسن يكون في حاجه لا قدر الله احنا مش ناقصين خلينا نلحقها من أولها، انت اصلا حالك مش كويس من ساعه ما رجعت من عند بنتك .


لوي ثغره للجانب ساخراً بألم وهو يتحدث

بصوت لاهثًا و بصعوبة


= بنتي! وهي فين بنتي ما خلاص يا خيريه البنت نسيتنا واتغيرت خالص من ناحيتنا للدرجه دي كرهتنا، دي اول ما شافتني عدت من جنبي وعملت نفسها ولا تعرفني.. ما قالتليش وحشتني يا بابا ولا اترميت في حضني و توطي تبوس أيدي زي ما كانت بتعمل زمان.. للدرجه دي هنا عليها.


لمعت عيناها ببريق حزين، فكل ما يحدث لهم لم يكن ضمن أحلامها البسيطة، ثم هتفت بنبرة أسي


= ما تظلمهاش اللي شافته مننا كتير و اللي شافته من الدنيا مش قليل برضه، مين كان يصدق يحصل لنا كل ده؟ منه لله اللي كان السبب حتى رميته في السجن ما شافتش 

غليلي ولا هترجع حق بنتي! عرفت بس دلوقتي ليه كانت مصممه تاخد حقها؟؟ عشان لما تقعد تتحسر على الأيام دي وشرفها اللي ضاع علي ايد حيوان زيه، بالها يهدى ويرتاح شويه.


ثم مسحت دموعها بأمل طفيف وعلي ثغرها ابتسامة باهتة قليلاً وهي تضيف


= بس مسيرها ترجع وتسامحنا يا عابد، احنا اهلها في النهايه برضه واكيد في يوم قلبها هيحن وهتجيلنا، وانا هفضل عايشه على الأمل ده لحد ما يحصل .


وفي تلك اللحظه دخلت ريهام إليهم وهي ملهوفه وأشارت لأمها قائله بفضول


= مش هتصدقوا الدنيا مقلوبه تحت والبوليس بيدور على أسر شفتهم في البلكونه، بس مش فاهمه عمل ايه عشان الحكومة تيجيله لحد هنا وتدور عليه .. لما أنزل أشوف في ايه .


قالت والدتها بصرامة لكي تمنعها من الهبوط مجبرة


= وبعدين يا ريهام، احنا في إيه ولا في ايه كبري دماغك ربنا يسهل له هو كمان بعيد عننا إحنا فينا اللي مكفينا.. ومش ناقصين نسمع مصايب الناس ولا نشمت فيهم


نفخت الأخري بضيق شديد وبقيت حيث كانت، لقد أرادت أن تعرف ما الذي يحدث في الاسفل، ولماذا كانت الشرطة أمام منزل أسر ولما كانوا يريدونه، وماذا فعل. وما أن تلاشى السكوت المؤقت دعم أبيها كلمات والدتها قائلاً بصوت مرهق


= اسمعي كلام أمك يا ريهام وما تنزليش هنشمت في ايه يعني؟ وليه؟ ما إحنا عملنا زيه في فريده!! فاولى بقى نحاسب نفسنا .


❈-❈-❈


وبالعودة مرة أخرى إلى منزل أسر و الذي اختطفت فيه فريدة قسرياً، حاولت عدة مرات التوسل إليه أن يتركها، لكنه لم يفعل وأدركت أنه لن يسمح لها بالابتعاد عنه، فبكت قائله


= انت ناوي تعمل فيا إيه؟ حرام عليك كفايه اللي انا فيه، هو انتم مش ناويين ترحموني وتسيبوني في حالي كل شويه حد منكم ينطلي ويظهر في حياتي من جديد وعاوزني أسامحه بالعافيه وانسى اللي عمله؟؟ هو انتم اللي عملتوه معايا عادي كده عشان تيجي تطلب مني السماح وفاكرني انت وهما ممكن أسامح في يوم وليله .


أدرك أنها بلغت ذروة خوفها منه، فتوقف عما يفعل قبل أن يتطور الأمر لغير صالحه، ابتعد عنها عده خطوات بسيطة مرددًا بجدية


= بطلي خوف مني يا فريده، انا مش هعمل فيكي حاجه وحشه ما تخافيش انتٍ مش هتخرجي من هنا غير وانتٍ على ذمتي انا هروح اجيب المأذون واثنين شهود من صحابي.. بس مش هخرج من هنا غير وانا واثق بموافقتك وانك مش هتنطقي بحرف غير كده قدام المأذون 


انهمرت العبرات منها، ونهج صدرها من قوة قهرها على حالها! أهكذا تحولت في نظر الجميع! تهدجت أنفاسها وزادت لوعتها وهي تهتف بغضب


= ولو رفضت هتخليني اوافق بالعافيه ويبقى الجواز باطل يا أسر انت بجد خاطفني عشان تعمل كده؟؟ كأن لازم تفكر شويه قبل ما تعمل عامله زي دي.. ريح نفسك لو قعدتني هنا لي 100 سنه قدام برده مش هوافق على الهبل ده 


ضم كفيه معًا بحركة متوسلة وهو يقول بنبرة هادئه حتي يجعلها تشعر بالأمان والثقه من جديد فيه


= طب اعمل ايه؟ ما انتٍ اللي اضطرتيني لكده انا عاوزك وندمت وانتٍ مش عايزه تسامحيني طب ليه .


أخفضت نظراتها لتحدق في هيئتها المزرية، خوفها ورعبها من تهوره بأي لحظة ما و بكائها المرير ثم قالت متسائلة بصوت متعب بتحدي 


= أسر ممكن أسألك سؤال هو انت لو ما كنتش اكتشفت أنك عندك مشاكل في الخلفه كنت هتطلق مراتك وهتيجي تدور عليا؟؟ وتطلب مني السماح زي دلوقتي ولا كنت هتكمل حياتك عادي مع نرمين..و بلاش تحاول تكدب لأني هعرف 


اعترض عليها أسر بثقة زائف، و تنحنح قائلا بنبرة شبه مهتزة


= آآ ايوه طبعاً انا ما كنتش مبسوط في حياتي معاها، وكده كده الطلاق ده كان هيحصل في أي وقت ما بينا .. وبالنسبه لموضوع الخلفه فانا كان لازم اتقبل حاجه زي دي عشان بحبك واني مش مهم يكون عندي أولاد طالما مش منك .


اشتدت قسمات وجهها حدة من كذبه الصريح لمسألة أسباب انفصاله عنها سابقاً و الارتباط بها حالياً، وقالت بعصبية شديدة


= مش قلت لك ما تحاولش تكدب عشان هعرف واكبر دليل انك لو كنت هتستحمل موضوع الخلفه زي ما بتقول عشان بتحبني؟ كنت استحملت ان انا اغتصبت وحامل في طفل مش منك ووقفت جنبي لكن انت هربت من غير ما تواجهني حتى، كفايه قرف بقى وسيبني امشي .


طالعها بنظرات قلقة، فهي تعلم نواياه نحوها خاصة بعد تلك الليلة المنشودة، شعرت بجفاء كبير منه عندما تخلي عنها... وكاد أن يبرر الأمر كعادته لكن فجاه أستمع الى صوت انذار سيارات الشرطه بالاسفل!! أسرع ينظر من خلف النافذة دون أن يراه أحد وبدأ دقات قلبه تتصارع داخله، التفت لها و تهدج أنفاسه نوعًا ما وهو يقول بقلق غريب بدأ يظهر الآن 


= إيه ده؟ ده البوليس تحت البيت؟ هم عرفوا مكانا ازاي؟ انا متاكد ان ما فيش حد شافني وانا باخدك هو انتٍ فعلا كنتي بتكلمي حد في التليفون ؟ وهو اللي بلغ عني .


شعرت بالراحه والأمل يعود إليها من جديد، ثم سحبت نفسًا عميقًا لتضبط به نوبة بكائها، ثم قالت بصوتها المنتحب محاوله إقناعه و بث الخوف داخله 


= ما انا عماله اقول لك كده من بدري وانت مش مصدقني اديك وديت نفسك في داهيه ايه اللي استفدته بقى دلوقتي؟ وبعدين انت مفكر بسهوله كده هيسيبوك، مش بعيد اصلا تكون ضيعت امك واختك كمان بموضوع خطفي ده؟؟ ما كانش لازم تعمل كده .


إبتلع ريقه متوجس بخوف شديد علي عائله فهو لم يفكر بكل ذلك وبدأ يشعر بأنه بالفعل تهور في فعل ذلك، وصرخ بهلع


= ماما وشيماء هم مالهم باللي انا عملته هم ما يعرفوش اصلا اللي انا هعمل كده، اعمل ايه دلوقتي اكيد حد قال لهم على مكان الشقه.. يبقى معنى كده انهم وصلوا لاهلي بجد .


ردت عليه فريدة بتوسل مستعطف


= انا هقول لك تعمل ايه فكني بسرعه وخليني انزل قبل ما حد يشوفني هنا، وانا اوعدك ان انا هطلع الدار على طول ومش هجيب لي اي مخلوق سيره باللي حصل.. أسر انا لسه مش عاوزه اوديك في داهيه عشان خاطر امك واختك .. بس ارجوك سيبني أروح بقى .


صمت ولم يجيبها و انشغل عقله في التفكير والتوتر الشديد، بينما انتفضت في جلستها المثبتة مذعورة حينما رأته متردد بالموافقه على اقتراحها و مازال يفكر في الأمر، فصرخت تصيح عاليًا


= انت لسه هتفكر؟؟ فكني بسرعه زمان البوليس طالع على السلم اخلص.. انا عاوزه ابرئك وانت مصمم تلبس نفسك مصيبه .


تيقن آسر علي علم بتطورات الوضع عندما حضرت الشرطة إلى منزله، وأنهم أبلغوه بعنوان منزله واختطافه لفريدة، وكيف تفاقم الوضع مرة أخرى، مما اضطر آسر إلى اللجوء إلى حيلة فريدة ليتركها أخيرا لتذهب من أجل السيطرة على الأمر قبل أن يتفاقم ويتحول إلى أمر خطير وعواقبه غير مؤكدة ولا علي استعداد لها، تأهبت فريدة في جلستها و تسارعت نبضات قلبها ونظرت إلى وجهه بعينين تتلألأان من السعادة لأنه اخيرا ترك سراحها دون خسائر أخري! لقد شعر بصدق كلامها الصادر منها وأنها لم تعترف عليه، لكنه شعر بالحزن والأسى لأنها ستغادر دون أن ينفذ خطته ويتزوجها، انسحبت فريدة من المكان لتتمكن من المغادرة بسرعة قبل وصول الشرطة. ! لكنها تفاجأت بصعودهم علي الدرج، فصعدت إلى الطابق العلوي بسرعه، في انتظار صعودهم، ثم تغادر.


و لاحقاً وصلت الشرطه واقتحمت منزل أسر بقوة والذي ارتعب بشده وهو يستمع الي صوت الضابط قائلاً بتحذير قوي 


= سلم نفسك واقف مكانك .

تابع قراءة الفصل