-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 14

 

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الرابع عشر

تم النشر بتاريخ

9/10/2023

(تنفيذ الخطة)



في شرفة غرفتها تقف تنتظره وعندما أبصرته يلج بسيارته من البوابة الرئيسية للقصر ابتسمت باتساع ثم عادت للداخل فأبصرت الصغيرة ما زالت تعبث بألعابها.

هتفت بسرعة: عشق حبيبتي يلا بابي جه ما تنسيش اللي اتفقنا عليه وأوعي تغلطي مفهوم ولو سألك مامي هي اللي قالت لك كده قولي له لا.


أومأت لها الصغيرة ببراءة ثم قبـ لتها بسرعة فوق وجنتها واندفعت للخارج تقابل والدها.


أما عنه فقد ولج بهدوء قاصدا الصعود إلى غرفته لكنه توقف في الردهة عندما أبصر صغيرته تهبط الدرج بسرعة تناسب عمرها ففتح ذراعيه لها

وما هي إلا ثواني حتى ارتمت عشق بين أحضـ انه وهي تثرثر بسعادة: وحشتني أوي يا بابي أنت اتأخرت ليه


قبل وجنتها ثم وضعها أرضا وهو يجلس أمامها على عقبيه مبررا: ما تزعليش يا حبيبتي كان بابي عنده شغل كتير اوي النهاردة أنتي بقى إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي ولا كنتي بتلعبي مع شمس أكيد هي اللي بتسهرك كده.


هزت رأسها نفيا هاتفة بصدق: لا أنا كنت بلعب مع مامي وكمان في حاجة هقول لك عليها.


رمقها مراد بتساؤل مغمغما: أنا تحت أمرك يا ست عشق يلا قولي بسرعة عايزة إيه علشان بابي جعان نوم.


أجابته بهدوء: عايزاك أنت ومامي ترجعوا لبعض تاني ونعيس عند جده زي زمان لكن هنا أنت في مكان ومامي في مكان عايزاكم ترجعوا تاني مع بعض أنا بذعل لما بلاقيك بتكلم مامي وحس وكمان لارا وثمس كلكم مس بتحبوها بس أنا بحبها

لو مس هترجعها تاني هرجع أنا وهي عند جده في تركيا.


هبة مراد واقفا وعينيه شديدة الاحمرار من شدة الغضب فهو أيقن أن ذلك الحديث حديث المدعوة ناريمان وأقسم بداخله أنها لن تفلت تلك المرة بعملتها فلقد حذرها سابقا بألا تستغل الطفلة ضده وها هي تفعلها ثانية لذا لن يدعها هنا ثانية واحدة بل سيطردها شر طردة كي يتخلص منها ومن قاذـ وراتها التي لا تنتهي.


ترك الصغيرة واندفعا للأعلى قاصدا غرفة تلك الحـ ية وما أن وصل أمام الغرفة حتى اقتحمها دون استئذان

مما جعل الأخرى تزدرد ريقها بخوف ماذا يحدث؟

دنا منها مراد في سرعة البرق جاذبا خصلاتها بعنف هادرا بصراخ: كام مرة أحذرك وأقول لك ما تدخليش البت في ألاعيبك الوسـ خة دي بس الظاهر انك ما بتسمعيش الكلام عشان كده تاخدي بعضك وتغوري من مكان ما جيتي سمعة؟

عايز أصحى الصبح ما شوفكيش قدامي فهماني؟


تلك الكلمة الأخيرة قد قالها بصراخ قبل أن يدفع بها لتسقط أرضا وهي تتألم.



استدار مراد دالفا للخارج لكنه توقف عندما أبصر صغيرته تقف على الباب ترمقه بخوف شديد ودموعها تنساب فوق وجنتيها الناعمتين.


دنا منها ليهدهدها إلا أنها ابتعدت عنه هاتفة بعدائية: أنت وحث يا بابي أنا مس بحبك وهامسي مع مامي دلوقتي.


رمقته بحدة ثم اندفعت ترتمي بين أحضـ ان والدتها والتي استقبلتها بصـ در رحب وقلبها بداخله يتراقص من شدة السعادة وهي تحمد الله لأن تلك الصغيرة جاءت في الوقت المناسب.

ضمتها أكثر إلى صـ درها وراحت تنتحب بصوت مرتفع

مما جعل مراد يرمقها باشمئزاز ثم دلفا للخارج وهو يتوعد لتلك الحقـ يرة التي استطاعت بكل بساطة أن تخرج أسوأ ما فيه والأدهى من ذلك أنها جعلت الصغيرة تنفر منه وهذا ما لا يقبله أبدا.


❈-❈-❈


يجلس برفقتها في الشاليه الخاص بعائلاتها يحاول تهدئتها

قد انخرطت مرام في بكاء مرير منذ مجيئه  زفرا بقوة عندما لم يجد منها استجابة فهتف بنفاذ صبر: مش معقول كده يا مرام تفضلي تعيطي كده يا بنتي قلقتيني قولي لي إيه اللي حصل؟


رفعت عينيها الباكيتين إليه وأجابت بحزن: بابي عايز يجوزني واحد أنا ما بحبهوش وأنت عارف أني عمري في حياتي ما حييت غيرك يا أدهم عشان كده أنا سبتهم وجيت هنا وكلمت مامي وقلت لها لو ما اقنعتش بابي أنه يتراجع عن الموضوع ده أنا هموت نفسي

وبعد ما كلمتك قفلت تليفوني عشان ما يقدروش يوصلوا لي.


وبعد أن أنهت حديثها انخرطت مرة أخرى في موجة من البكاء

مما جعلت أدهم يدنو منها مربطا فوق ظهرها كي يجعلها تهدأ فلا طاقة له اليوم في مواساة أي أحد هو الذي يحتاج للمواساة حقا

يا الله يبدو أن ذنب مرام في رقبته حقا فإن كان هو يتعذب الآن فهي تتعذب أضعاف.

وأثناء شروده استفاق على حركة مرام التي هبت واقفة فجأة ودنت من الطاولة الزجاجية ملتقطا زجاجة من الخمر وكأس سكبت الكثير منها ثم ارتشفته جرعة واحدة

أعادت الكرة ثم وجهت حديثه لأدهم وهي تضحك: مش هتاخد معايا كاس؟


هز أدهم رأسه نفيا

فهتفت بسرعة: ممكن تجيب لي تلج من الفريزر جوه؟


زفرا بقوة ثم هب واقفا قاصدا المطبخ وهو يمني النفس أن تمر تلك الليلة بسلام فمرام ليست على ما يرام.


راقبته بعينيها حتى اختفى ثم أخرجت بعض الحبوب التي أخفتها في ثيابها ووضعتها في الكأس ثم سكبت فوقه الكثير من الخمر


ثواني وعاد أدهم يحمل أكياس الثلج ثم ناولها إياهم فالتقطتهم ووضعت منهم في كأسها وكأسه ثم التقطت الكأس التي سكبته له ومدته إليه هاتفة بترجي: عشان خاطري اشرب معايا كاس واحد بس يا أدهم أرجوك.


كاد أن يرفض مرة ثانية إلا أن نظراتها المتوسلة جعلته يلتقطه ويرتشف منه على مهل.

جلس فوق الأريكة يرتشف منه بهدوء بينما هي راحت تشرب كأسا آخر وهي تتمنى أن ينهي أدهم ذلك الكأس وبعدها ستطلب منه أن يأخذ كأسا آخر.


وبالفعل استطاعت أن تقنعه بأن يأخذ كأسا آخر وعندما أنهاه أدهم شعرا بحرارة تغذو جـ سده فراحا يلوح بيده وهو يهتف بضجر: هو الجو حرر كده ليه؟


ابتسمت مرام باتساع فيبدو أن مفعول الحبوب يجني ثماره الآن

فراحت تتابعه وابتسامة صغيرة ترتسم فوق شفـ تيها.


وما هي إلا دقائق قليلة حتى هب أدهم واقفا يدنو منها بقوة جاذبا إياها يقـ بلها بعنف

تركته مرام يفعل ما يحلو له ثم تشبثت بعنقه تبادله قبـ لته بجنون أشد.

ثواني وطرحها أدهم أرضا وانـ قض عليها كالوحـ ش الضاري وهو مغيبا تماما عما يفعله.


❈-❈-❈


وفي نفس التوقيت ارتمت فوق فـ راشها وأمسكت بالهاتف الجديد وهي تبتسم كأي فتاة يهديها أحدهم هدية قيمة كهذه.

راحت تتفحص محتوياته ورغما عنها وجدت نفسها تفتح الفيسبوك وتبحث عن صفحة حبيبها

ثواني وراحت تتفحص صوره باشتياق وحنين جارف

وعلى الرغم من حزنها الشديد منه لأنه لم يفعل شيئا من أجلها إلا أنها ما زالت تعشقه ولو عاد الزمن للوراء ستختاره ألف مرة

لكن أخيها قاسي القلب حرمها منه بل حرمها من السعادة بأسرها

لا تعرف لماذا حسام بالتحديد فهي لم تختره بل قلبها الذي اختاره

لم تشعر بنفسها إلا وهي تفتح تطبيق الماسنجر وترسل له رسالة محتواها: حسام عامل إيه طمني عليك؟

❈-❈-❈


مرت الليلة وأشرقت الشمس لتحلق في الأفق.

فتحت باب مكتبها فأبصرته يجلس فوق أحد المقعدين المقابلين له

فأغلقت الباب ثم دنت منه وألقت تحية الصباح وبعدها استقلت كرسيها خلف مكتبها.

ظلا يتبادلان النظارات سويا حتى قطع هو تواصلهما البصري: عاملة إيه؟


أجابته باختصار: تمام.


قطب حاجبيه بدهشة فهي لم تتعامل معه بتلك الطريقة منذ وقت طويل ترى ما الذي حدث لها ولماذا تغيرت عليه هكذا؟


فوجد نفسه يسألها دون مقدمات: هو أنا عملت حاجة زعلتك يا لارا؟


هزت رأسها نفيا ثم رفعت سماعة الهاتف الداخلي وهي تسأله بهدوء: تشرب قهوة معايا؟


هزة رأسه نفيا

فأتاها صوت سكرتيرتها على الطرف الآخر: أمرك يا لارا هانم؟


أردفت بهدوء: اعملي لي اسبرسو بسرعة.


أغلقت الهاتف ثم سألته بعملية: أخبار المشروع الجديد إيه يا باش مهندس؟


رمقها بدهشة ولم يجبها.

فزفرت بقوة ثم هتفت دون مقدمات: يوسف أنا مش موافقة على الكلام اللي أنت قلته لي امبارح أنا مش مستعدة أغير نفسي عشان حد حتى لو الحد ده أنا روحي فيه

  أنت لما حبتني حبتني زي ما أنا وأنا كمان حببتك زي ما أنت ولا أنت بتحبني فعلا مش هتطلب مني أتغير عشانك.


غامت عينيه بحزن شديد فهي الآن تخبره بصراحة بأن عرضه مرفوض

فأومأ لها متفهما ثم هب واقفا وهو يهتف بنبرة حاول أن تكون طبيعية قدر المستطاع: بعد ازنك يا لارا هانم أنا هروح أشوف شغلي.


تابعته بعينيها حتى اختفى ثم وضعت رأسها بين راحتي يدها وهي تفكر إن كان ما فعلته هو الصواب أم لا؟


وعلى الرغم من الهدوء والصرامة في حديثها   أمامه إلا أنها كانت تتمـ زق بداخلها وما المها أكثر هو نظرة الحزن التي كست عينيه

لكن ماذا عساها أن تفعل؟

فإن وافقته فلربما يطلب منها أشياء أكثر وأصعب من هذا.

ضغطت على شفـ تيها السفلى بأسنانها حتى أدمتها بالكامل فهي تعرفه جيدا لن يتراجع عن ذلك الشرط خاصة عندما أبصرت شقيقته من قبل في النادي فكانت فتاة غاية في الاحتشام.

حاولت نفض تلك الأفكار من رأسها والتركيز في عملها لكنها لم تفلح فعقلها وقلبها مع الذي دلف للتو.

❈-❈-❈


كفراشة جميلة تهبط الدرج وهي تدندن بسعادة لكنها سرعان ما اتسعت حدقتاها عندما أبصرته نائما فوق إحدى الأرائك في ردهة القصر

فدنت منه تناديه باستحياء: مراد بيه مراد بيه.


زفرت بقوة عندما لم تجد منه ردا فدنت منه أكتر ورغما عنها راحت تتأمله بإعجاب سافر بدءا من خصلاته الفحمية التي تمردت فوق جبينه وعينيه المغمضتين المشبعة بأهداب طويلة وشـ فتيه المكتنزتين

رغما عنها دار في عقلها ماذا سيحدث لو دنت منه واقتنصت قبـ لة من شفـ تيه وهو نائم بالطبع هو لن يشعر بشيء

لكنها سرعان ما نهرت ذاتها وأشاحت نظرها عنه مستغفرة الله في سرها.

بقيت هكذا تنظم أنفاسها التي ثقلت ثم وجهت إليه بصرها مرة ثانية وراحت تناديه بصوت أعلى: مراد بيه يا مراد بيه.


فتح عينيه بصعوبة فهو لم ينم سوى ساعة تقريبا

سألته دون مقدمات: ليه حضرتك نايم هنا ما نمتش في أوضتك ليه هو في حاجة حصلت يعني؟

أصل أنا بصراحة سمعت صوت عالي جدا امبارح بس كنت بين النوم والصحيان فكسلت أقوم أشوف فيه إيه.


رفع كفه أمام وجهه هاتفا بانزعاج: إيه يا شمس الكلام ده كله على الصبح!

بقول لك إيه روحي قولي لسلوى تعمل لي فنجان قهوة سادة فاهمة الصداع هيفرتك دماغي.


أومأت له ثم ذهبت بنفسها كي تعد له فنجان القهوة بيدها.


دقائق وعادت وهي تحمله  بين يديها ثم ناولته إياها بهدوء هاتفة بابتسامة: أحلى كوباية قهوة حتشربها في حياتك عشان أنا اللي عملتها لك لا ومش بس كده حطيت لك صوابعي كلها فيها.


ابتسم باتساع ثم التقطها منها مغمغما: شكرا جدا يا شمس.


جلست فوق الأريكة بجواره لكنها لم تتفوه ببنت شفا

مما جعله يقطب حاجبيه باستغراب هاتفا بمشاكسة: غريبة يعني قاعدة ساكتة أكيد فيه مصيبة هتحصل.


رمقته بحدة مغمغمة: لا إله إلا الله هو ولا كده عاجب ولا كده عاجب أتكلم تقول لي اسكتي اسكت تقول لي اتكلمي ده ايه يا أختي الراجل اللي مش مفهوم ده!


ارتشف رشفة صغيرة من القهوة ثم هتف بتلذذ: الله طعمها حلو اوي فعلا يا شمس أنت حاطة لها إيه؟


زي ما قلت لك.

رمقها بحدة مصطنعة

فهتفت باستسلام: خلاص خلاص ما تزقش حقول لك عطلها كم حبايبة ملح كده أصل الملح بيدي طعم مختلف للقهوة وكمان بيخلي ربحتها أقوى.


أومأ لها بابتسامة ثم راحة يرتشف منه حتى أنهاه ووضعه فوق الطاولة الزجاجية التي أمامه

فسألته بهدوء: مش هتقول لي بقى إيه اللي حصل؟


زفر بقوة ثم راح يقص عليها ما حدث ولكن باختصار شديد.

  مما جعلها تشعر بالانزعاج فهتفت بصوت مرتفع: إيه أنا بحب التفاصيل خليني أبقى معاك على الخط واحدة واحدة يعني.


زفرة مرة أخرى بملل وهو يهتف بدجر: أنا ما بحبش التفاصيل عموما يعني ده كل اللي حصل.


أردفت بهدوء: طيب حضرتك ناوي على إيه؟


أجابها بحزن: مش عارف والله يا شمس خايف أتصرف بغباء أضيع بنتي من أيدي للأبد أو اني أكون السبب في عقدة نفسية لها وأنت ما تعرفيش عشق دي بالنسبة لي إيه.


تطلعت إليه بحزن شديد فلأول مرة تراه بكل ذلك الضعف

فأردفت بمواساة: ربنا يكون في عون حضرتك بجد أنت أب رائع وبكرة بنتك تعرف قد إيه انت بنحبها

وعيزة أقول لك انا معاك ولو في حاجة في أيدي أقدر أساعدك بيها أنا مش هتأخر.


ابتسم لها بامتنان حقيقي ثم راحة ينظر إليها مطولا مما جعلها تشعر بالارتباك فتنحنحت كي يزيح بصره عنها

إلا أنه لم يفعل قد كان شاردا في شيء ما وفي أقل من الثانية باغتها بشيء جعلها تفتح عينيها على مصراعيها وتفتح فمها ببلاها إذ هتف بهدوء: احن لازم نتجوز يا شمس.

❈-❈-❈


لم تذق طعما للنوم منذ البارحة فجلست في توتر تقدم أظافرها وعقلها يصور لها جميع السيناريوهات السيئة.

ماذا لو كشف أدهم كل ما خططت له؟

بالطبع ستخسره للأبد وستنتصر عليها تلك الحـ رباء المدعوة فريدة.

فكرت مرارا وتكرارا أن تهاتف مرام لتعرف ما الذي حدث بالضبط لكنها كانت تتراج في آخر لحظة فلربما كان أدهم معها هناك

صكت على أسنانها بقوة ثم قررت الخروج من غرفتها كي يتسنى لها شرب فنجان من القهوة فهي تشعر بالصداع الشديد.

وأثناء هبوطها الدرج أبصرت فريدة تجلس في بهو المنزل ترتشف كوب النسكافيه خاصتها

فسألتها دون مقدمات: أدهم سحه؟


مطت شفـ تيها باستفزاز ثم ارتشفت رشفة كبيرة من كوبها وابتلعته بتلذذ مجيبة إياها بلا مبالاة مصطنعة: أدهم ما نمش في البيت أصلا.


أشرق وجه السيدة فيروز بابتسامة رائعة فيبدو أن خطتها صارت على أكمل وجه فإن أدهم ما زال بالخارج حتى الآن هذا يعني بأن مرام استطاعت إخضاعه لإرادتها

تنهدت براحة ثم نادت بصوت جهوري على تلك الخادمة التي هرولت إليها تهتف باحترام: صباح الخير يا فيروز هانم اؤمريني؟


أجابتها بسعادة: اعملي لي فنجان قهوة كبير أوي مظبوط وهاتيه.


أومأت لها الخادمة ثم انصرفت تلبي طلب سيدتها.

بينما فيروز جلست فوق أحد المقاعد المجاورة للأريكة التي تجلس عليها فريدة وراحت ترمقها بتشفي تارة وبانتصار تارة أخرى.

❈-❈-❈


وعلي الجانب الآخر

فتحا عينيه بهدوء شديد واغلقهما عدة مرات وهو يضغط على رأسه بقوة من شدة الألم استقام جالسا وراحا يمشط المكان بعينيه وسرعان ما ارتسمت أمارات الدهشة على وجهه

فتلك ليست غرفته وهذا ليس منزله وفي أقل من الثانية انتفض واقفا كمن أصيب بصاعق كهربائي عندما أبصر مرام بجواره عـ ارية تماما وشعرها ينتشر بفوضوية حولها.


راحة يهز رأسه بعنف وعدم تصديق وهو يمني النفس بأنا  لم يحدث شيئا مطلقا

لكن تأتي الرياح كما لا تشتهي السفن

فلقد فتحت مرام عينيها وابتسامة صغيرة تزين كرزيتيها لكنها سرعان ما انتصبت جالسة وهي ترمقه بجنون فلقد كان عـ اريا تماما أمامها.

أطلقت صرخة مدوية عندما أبصرت نفسها على تلك الهيئة فهبت واقفة ودموعها تنساب فوق وجنتيها.

أما عن أدهم فقد شلت حواسه وتوقف عقله عن التفكير عندما أبصر بماء عـ ذريتها فوق الفـ راش.

فالآن فهما كل شيء وأيقن بأنه جنى على تلك المسكينة فألقى بجـ سده فوق الفـ راش باستسلام شديد وهو يعض على أصابعه من الندم.

ظل الوضع بينهما هكذا التقط ملابسه من فوق الأرضية وارتداها في عجالة ثم دنا منها والتقط دثارا خفيفا من فوق الفـ راش ولفها به هاتفا باطمئنان: ما تقلقيش يا مرام أنا مش هاتخلى عنك أبدا بس خلينا نقعد الأول  ونحاول نفتكر إيه اللي حصل بالظبط.

❈-❈-❈


أمام مرآتها وقفت تصفف خصلاتها بشرود تام كحالها في الآونة الأخيرة

ابتسمت بحسرة على حالتها المزرية تلك عينيها الذابلتين التي تحيطها هالات سوداء من شدة الإرهاق والتعب النفسي ناهيك عن جـ سدها الذي انتقص وزنه في الآونة الأخيرة باتت تكره كل شيء حولها

كرهت جـ سدها ووجهها وكل شيء يمت للأنوثة بصلة

لوهلة فكرت في الانتحار كي تخلص نفسها من تلك الحياة الباردة التي تعيشها لكن تذكرت ابنها الصغير الذي ليس له ذنب من كل ما يحدث ليس ذنبه أنه ابن ذلك الرجل المغـ تصب الحقـ ير والمريض.

ثواني وآتتها فكرة فركدت باتجاه المطبخ وفتحت أحد الأدراج ملتقطة مقص كبير راحت ترمقه بريبة وحزن

 لوهلة قررت أن ترجعه مكانه لكنها أسرت على موقفها وحسمت أمرها


..يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة