رواية جديدة وهام بها عشقًا الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد لرانيا الخولي - اقتباس
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
اقتباس
تم النشر بتاريخ
9/10/2023
أخذت تتنقل بعسر من شجرة لأخرى ومن جدار لآخر حتى استطاعت الخروج من محيط المنزل بأكمله
تنفست الصعداء وهي تضع يدها على قلبها تحاول تنظيم أنفاسها قبل أن تبدأ رحلة الفرار
وأسرعت بالهرب بكل ما أُوتيت من عزم و قوة
زادت من سرعتها وهي تركض وتركض بلا هدف وقد أفعم الخوف قلبها عندما سمعت صوت سيارات تنطلق مما جعلها تسلك طريقًا نائيًا لا تعرف له نهاية
لكن يبدو أنهم علموا بهروبها إذ كلف فريقًا منهم بالبحث عنها في الأراضي المحيطة.
سيعثرون عليها لا محالة
الظلام حالك والرؤية كلما توغلت في الأراضي كلما أصبحت أكثر صعوبة
اخذت تتعثر في ركضها، تسقط وتنهض بإصرار
صوت عواء الذئاب يرهبها
لكن ذئابهم هم ترهبها أكثر فلم تعد تبالي
لكن سطعت حولها إضاءة مصابيح سيارة تعلم هوية صاحبها
مما جعلها تسرع بالاقتراب من المجرى المائي لتسقط بجسدها داخله فيغلفها الطين من كل جانب مما ساعدها على الأختفاء
اهتزت أوصالها عندما توقفت السيارة وترجل منها صاحبها وقال بغضب
_ اه لو تقع في يدي هخلص عليها في وقتها.
توعده جعلها تسقط رأسها داخل المياة بفزع وكأنه علم بذلك إذا ظل لحظات يدقق النظر في المكان وقد ساعده إضاءة السيارة على البحث جيدًا
ولم يتخيل أنها تقبع في الوحل أسفل قدمه تحبس أنفاسها داخلها..
شهقه عالية خرجت منها عندما غادروا المكان و عادوا إلى السيارة وابتعدوا بها.
كانت تجاهد وهي تحاول تنظيم أنفاسها حتى تواصل الزحف في ذلك المجرى فهو الطريق الوحيد الآمن لها الآن
لحظات مريرة مرت عليها وهي تزحف داخله
لم ترتعب من الجرذان التي تصادفها والتي لم تخش من شئٍ مثل خشيتها منها. لكن الآن هناك خوف أكبر جعلها لا تبالي بما يصادفها
توقفت عندما هدأت الأصوات من الطريق فأيقنت أنهم ملوا من البحث وعادوا إلى منازلهم بعد أن يأسوا من العثور عليها فى المنطقة.
أخذت ترتعد من شدة البرودة والوحل الذي خلفها زاد من ارتجافها
سارت تبحث عن مياة نظيفة كي تنظف به وجهها حتى تستطيع الرؤية جيدًا
لكن الظلام دامس ولن تجد صنبورًا للمياة إلا على الطريق ولن تجازف بالذهاب إليه
ستواصل الركض حتى تبعد عن تلك البلدة الظالمة.
أخذت تركض لكن برودة الجو والوحل الذي التصق بها يعوق خطواتها فلم تعد تستطيع المواصلة حتى تفاجئت به أمامها……
توقعاتكم بتكون مين؟؟؟
وكأن الصدمات التي تلقاها منه لم تكف لتدميره ليتلقى الأقسى و الأشد فكانت القاضية
تلك المرة هزت حقًا ذلك الجبل الشامخ الذي ظل صامدًا أمام تلك العقبات التي واجهته واستطاع مجابهتها بقوة وبسالة مع سنده الذي وقف يستند عليه؛ حين تركه الآخر والذي لم يكتف بفعلته السابقة ليضيف إليها ما هو أكثر جحودًا وإنكار
وقد كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير
و كيف لا وهو يمسك بين يديه وثيقة الخيانة و الغدر بل شهادة وفاته
كل القهر والألم تجمع بداخله
حجر عليه بكل قسوة وجحود حتى جعله يرفع الراية تلك المرة ولا يجابه كـ سابقتها
كانت قواه خائرة من الصدمة وقد خذلته قدماه ليسقط منهارًا على مقعده
ولم ينتبه لصوت جليلة التي تسأله بقلق
ولا لجاسر الذي دنى منه بخوف يطمئن عليه
ولم يدري أيًا منهما ما يضطرم بداخله
ولا بتلك الغصة التي اجتاحت قلبه
سقطت دمعة حارة على وجنته وهو ينظر إلى جاسر قبل أن يغلقها مرحبًا بذلك الظلام
❈-❈-❈
تحاملت على نفسها وخرجت من الغرفة لأول مرة منذ أن وطئت قدميها ذلك المكان لتتفاجئ بذلك القصر التي سمعت عنه الكثير والكثير من الأساطير التي ترويها أهل القرية
كان يقف شامخًا أمامها بهالة تجعل من يراه يفر هاربًا من أمامه
يبدو موحشًا وكأنه خارجًا من إحدى افلام الرعب التي كانت تشاهدها.
الحرس يحيطنه من كل جانب مما جعل خوفها يزداد ويزداد حتى فكرت في التراجع، لكن عليها الثبات حتى تستطيع الوصول إليه وإقناعه بتركها
بصعوبة بالغة تحاملت على نفسها وسارت حتى وصلت إليه رغم آلمها
دفعت تلك البوابة الكبيرة لتدف للداخل فيؤكد شكها بداخله المعتم ووحشته التي ترعب من يدنو داخله تمامًا كما حال صاحبه
تظاهرة بقوة زائفة وتوغلت للداخل رغم ظلمته
إلا من إضاءة خافته من نوافذه ساعدتها على السير بوضوح
ازدردت لعابها بخوف ولا تعرف اين يقطن أو أين مكتبه.
سارت بخطوات بطيئة وعينيها تجوب المكان بخوف حقيقي حتى استقرت على الدرج.
ساقتها قدماها حتى استقرت على أولى درجاته وكأن قوة غامضة هي من تدفعها للصعود، وكلما صعدت درجة كلما ساد الظلام حتى أصبح
دامسًا في آخر درجاته وحينها تفاجئت بذلك الجسد الذي صدمت به لتخرج منها صرخة فزع عندما شعرت بذراعين يطوقونها قبل أن تسقط في ذلك الظلام
دقات قلب تعادل دقات قلبه الذي استقبلها بابتسامته البشوشه التي خصها لها وحدها
مهجة الفؤاد التي غرزت سهم عشقه بقلبه الذي لم يلين أمام كل العيون التي كانت تستجدي دقاته
ولما لا وهي بحره وبره
سماءه وأرضه
هلاكه وسكناته
جرحه ودواءه
كانت تتقدم منه بخطواتها التي كانت يتوافق دعسها مع دقاته ليضع يده على قلبه كي يهدئ من خفقاته وهو يستقبلها بولعٍ متمتمًا
_ لو قالولي قبل سابق إني هشوف القمر في عز الضهر مكنتش هصدق، بس خلاص شفت بعيني.
إزداد خجلها من كلماته التي تعلم بأنها لن تستطيع مجاراته في غزله لها فقالت بتحذير واهم
_ لو فضلت تتحدت اكدة هـ اهملك واعاود
رفع حاجبيه متسائلًا بولع
_ وتهون عليكي العيون دي تتحرم من نورها باقي اليوم، دا حتى يبقى حرام.
تقدم منها خطوة لترتداها هي للخلف وهي تقول بتحذير
_ مينفعش إكدة خليك بعيد.
ضحك سليم بسعادة غامرة وهو يقول بمرحه المعتاد
_ ما خلاص بقى المسافات قربت والصلح بين العيلتين هيكون لصالحنا
غمز لها بعينيه جعل وجنتيها يشتد احمرارهما وغمغم بوله
_ وحياة حبك ياأغلى الناس عندي لأعوضك عن كل ثانية بعدتيها عني
تقدم خطوة أخرى لترتدها هي مما جعلها تقول بغيظ
_ بعدهالك عاد، خطوة تانية وهنادي اختك من برة.
نظر إليها ببراءة مزيفة وتحدث بخفوت
_ هو انتي ليه فكرتك عني شمال إكدة، اني بس رايد اقولك كلمة في ودنك لجل ما تفضل سر بينا
ازداد حنقها منه واستدارت لتذهب لكنه أوقفها برجاء
_ خلاص ياقلبي مش هقرب تاني هي أصلًا هانت.
قوليلي بقى كنت عايزاني في ايه؟
عادت إليه وقلبها النابض بحبه يجعلها غير مدركة لما يحدث الآن فغمغمت بخوف
_ خايفة ياسليم عمي يرفضك، انت خابر حسين عينه مني من زمان وديمًا يهددني أني لو موافقتش عليه مش ….
قاطعها سليم رافضاً التفكير في شئ آخر سوى فرحتهم التي ستبدأ منذ الليلة ليقول بثقة
_ متشغليش بالك، هو ميقدرش يعمل حاجة، النهاردة هكلم عمي عشان يطلبك ليا في القاعدة النهاردة
ووقتها مش هيقدر يعمل حاجة.
ابتسم لها كي يمحي نظرت الحزن التي احتلت عينيها
_ كنتي عايزاني عشان اكدة وبس؟
ينبع
انتظروا الفصل الأول يوم ١٥ / ١٠