رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 10 - 1
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل العاشر
الجزء الأول
بداخل الغرفة
كأن سالم واقفآ يغير ملابسة ويرتدي ملابس النوم، ثم زفر أنفاسه بارهاق وهو
يجلس جوارها فوق الفراش يرفعها برفق إلي أحضانه و سألها هو باهتمام
= عملتي إيه في يومك بعد ما مشينا، وبقيتي لوحدك انا عن نفسي ليلى
هلكتني بمشاورها وانتٍ؟
حركت يداها فوق
خصلات شعرها ترتبهم جعلته ينتبه لما ترتديه وكان نفسه القميص الذي ارتدته في
إيطاليا ولم ينتبه إليها حينها، التمعت عيناه بوهج لم يعرفه يوماً ينظر لمفاتنها،
بينما هي أغمضت عيناها تتذكر احداث هذا الصباح وزفرة حارة كنت تخرج من بين شفتيها
وهي تقول
= سلامتك المهم ان ليلي اتبسطت، بعد ما مشيت فضلت اشتغل شويه على اللاب
واشوف القضايا اللي فاتتنا وحاولت اتكلم كمان مع أيمن بس حسيت ان في حاجه مخبيها
عليا وصوته ما ريحنيش، عايز اروح ازوره في اقرب وقت! ممكن يكون في حاجه حصلت وخايف
يقولها لي .
عقد هو حاجبيه
باستغراب بقوه يُدلك جبهته
بتفكير ثم قال
بهدوء حتى يجعلها تطمئن
= ليه بتقولي كده؟ ان شاء الله ما يكونش في حاجه وحشه حصلت يمكن متضايق
من حاجه حصلت في الشغل او لانه بقى لوحده
.
ارتسمت ابتسامه
ناعسة فوق شفتيها، وهي تهز راسها و تجيب عليه
= ان شاء الله تكون حاجه بسيطه، بعد الشغل هبقي اروح أشوفه... ما تشغلش
بالك انت المهم ان ليلى اتبسطت معاك لما شفتها داخله من باب الشقه وبتبتسم
عكس ما كنت متوقعه فرحت .
ضمها سالم إليه
يهتف بحنان
= وانا ابتسامتك دي بتبسطني يا تسنيم
توردت وجنتيها
وعيناها عالقة به والتقط يدها يلثمها ثم التقط العلبة المخملية التي وضعها فوق
الكومود حينا عودته واقترب منها، عقدت حاجبيها بتعجب عندما أعطاها الهديه لينظر
لعينيها الناعسة بتتوق وقال وهو يغمز بطرف عينه مازحا
= دي هديتك.. لازم امشيها بالعدل زي ما جبت لي ليلى اجيبلك انتٍ كمان
استدارت برأسها
للجانب قائلة باعتراض صغير
= ما كانش في داعي يا حبيبي انت جبتلي كتير في ايطاليا.. انا مش عايزه
حاجه.
وعندما وجدها
ستستطرد في الحديث ادارها حتى يُصبح ظهرها مقابل له يفتح العلبة المخملية لتشعر
بعدها بشئ بارد حول عنقها.. لتتعلق عيناها بالعقد تضع اصابعها عليه وقد راقها، ثم
وضع قبلات متفرقة وضعها خلف عنقها متمتماً بلطف
= عجبك؟ اول ما شفته قلت كأنه اتعمل مخصوص ليكي.
أومأت برأسها
بسعادة وألتفتت نحوه! ثوبها يميل فوق كتفيها يظهرها بسخاء..شعرها المشعث يُعطي
لهيئتها فتنة عابثة، عاد يخفق قلبه وينبض من جديد بمشاعر يعرفها تماماً، ليضيع هو
مع تلك النظرة التي طالعته بها... انها تُطالعه كأنه أثمن شئ بحياتها، استغربت
تسنيم من صمته ثم شعرت فجاه بيديه وهي تتحرك فوق ظهرها ثم ذراعيها العاريان وأسرع
نحوها يلف ذراعيه حول خصرها والدهشة مازالت ترافق عينيها، أومأ برأسه مؤكدًا بهدوء
مغرية علي كلماته
= شكلك حلو أوي.. وجميله اوي بالقميص ده
يداه انغرزت في
خصلات شعرها الطويله يفرده بين أصابعه يشم رائحته والقلب يُريد المزيد والمزيد كان
يأتي كلما دفنت وجهها اكثر في عنقه تطوقه بقوه وكأنه هكذا لن يأخذه أحداً منها، ثم
يديها تحركت لعنقه لتهمس بعبوس لطيف
= على فكره انا لبست نفس القميص ده في ايطاليا، بس انت ما خدتش بالك مني
خالص.
عقد هو حاجبيه
متسائلاً باندهاش
= معقول طب ازاي مخدتش بالي؟ لا انا لازم أصلح الغلطه دي حالا و...
لم يكمل جملته
للنهاية فاستغربت من صمته، لكنه فسره لها حينما انحنى على رأسها ليطبق على شفتيها
بشفتيه قبلها بشغف أكبر، ثم جذبها نحوه بحب يغرقها بين ذراعيه.. فذابت معه سريعًا،
وتفاعلت مع حبه الذي أغدق به عليها، وانغمسا مجددًا في عشق خاص بهما.
❈-❈-❈
في منزل أيمن،
ظلت شاردة أغلب الوقت تفكر فيما ستفعله في المستقبل، لا يمكنها أن تعيش حياتها مع
أيمن بهذه السهولة وتنسى ما مضى! وليس كرد إعتبار لكرامتها فقط بل حتى لا تعود
وتعيش التعاسه مجدداً معه، هو رجل شرقي ومن المستحيل ان ينسي خيانه زوجيه التي
راها بعينيه وهو بنفسه قالها من قبل، لكن بنفس الوقت مستحيل ان تعود الى
والدتها و تبقى في معزل جاهلة بما يحل بها، بقى أمامها خيارًا واحدًا، ألا
وهو العودة إلى حياتها السابقه بمفردها وليس جوارها آحد! لكن يجب ان تفكر كثيراً
بهذا الأمر.. السكن بمفردها ليس سهل؟ وطلاقها مجدداً ليس بهذه السهوله؟ وان تبحث
عن وظيفه ومال وسكن وأشياء من هذا القبيل.. الأمر بالفعل صعب جدآ من ناحيه التفكير
والتنفيذ .
بعد فترة قصيرة
خرجت من غرفه المعيشه لتبحث عن أيمن، لتجده يقف في المطبخ أمام الميكرويف يقوم
بتسخين الطعام وحينما رأته نظر لها مطولاً ازدردت ريقها هاتفة بحرج لتتغاضى عن
نظراته
= هي تسنيم اخبارها إيه؟ اتجوزت مش كده
أبتسم لها
بهدوء وهو يجيب
= آه اتجوزت من حوالي شهر ونص كده، ولسه راجعه من شهر العسل من فتره..
هي كانت قالتلي انها راحتلك البيت عشان كانت عاوزه تعزمك بس مامتك هي اللي
استضافتها وما شافتكيش هناك
هزت رأسها و لم
تتفاجأ، بل أردفت بتوتر رهيب
= كنت قاعده في الاوضه جوه وسامعاها، بس ما كانش ينفع اروح زي ما ماما
طلبت مني في الظروف دي.. بس فرحتلها كتير وكان نفسي فعلا اجي الفرح وابارك، المهم
أنها اتجوزت اللي بتحبه .. ربنا يسعدها .
هز رأسه
بالإيجاب بتفهم وتنهد بصوت مسموع
= الحمد لله، ممكن الحاجه الوحيده اللي كانت ناقصانه غيرك هي عمي، سبحان
الله فضل يحارب كتير وكان نفسه تسنيم تتجوز بدل قعدتها لوحدها في الشقه ويوم ما
تعمل اللي هو عاوزه يموت قبل ما يفرح بيها ويحضر فرحها ربنا يرحمه .. مات قبل ما
يشوفها عروسه زي ما كان بيتمنى .
تنهدت وهي تنظر
إليه بحزن علي فقدان قريبه ذلك، لتجده يطالعها بأعين لامعة وتلك الإبتسامة المغرية
مرتسمة على ثغره وهو يقول
= الغداء جهز هتاكلي معايا المره دي ولا برده هتهربي زي كل مره؟
جزت علي
أسنانها بضيق مكتوم من كلماته فصاحت بحدة
= أيمن أنا قلت لك مش بهرب وعندك باماره إني فضلت اتكلم معاك المره اللي
فاتت وما هربتش من النقاش، وتمام هاكل معاك عشان تصدق وتقتنع ان انا مش بهرب .
اقترب منها
ليضع يده على كتفها لتبدي اعتراضها له وبشدة، لكنه لم يهتم قائلاً بصلابة
= ليان انا عملتلك اللي انتٍ عاوزاه واتكلمنا صحيح كنت ضد الحوار ده بس
حسيت اني معاكي حق، لما كل واحد طلع اللي جواه حتى لو جرحنا بعض بالكلام، بس عشان
نعرف اللي جوانا وده اللي هيحدد علاقتنا اللي جايه هتكون شكلها ايه .
فهمت مقصده
الضمني الذي يقوله، فقالت مستنكرة وهي قاطبة لجبينها
= علاقتنا الجايه، مش عاوزه احبطك بس اللي هو ازاي؟ الموضوع مش بالسهوله
دي هيتنسي ولا هيتمحي ونعيش حياتنا .. وحتى لو انت نسيت اللي عملته انا كمان مش
هنسى اللي عملته معايا..والله أعلم ايه تاني ممكن يجري لينا لو كملنا
أبتعد أيمن
عنها ثم تحدث بجدية أكثر
= بس أي خطأ في الدنيا مهما كان حجمه مش ممكن أبدًا يقضي على حب كبير
وحقيقي !
انا كنت قلقان
من الفتره اللي عدت انك تكوني بطلتي تحبيني ونسيتيني، بس لقيتك لسه زيي؟ لما
اتكلمنا مع بعض شفت ده في عينيك ولما قربت منك وحضنتك.. و كمان لما حصل خلاف بينك
وبين والدتك اول واحد لجأتي لي هو أنا
.
احتقن وجهها
عندما واجهه بتلك الكلمات، حينما لجأت له وضاقت بها كل السبل للوصول إلى مخرج
غيره، فقدوم قريبها الصارم عمها قطع عليها الطريق لتواصل حياتها بهدوء، فهو لن
يتهاون فيما يخص سمعة العائلة، وسيحكم عليها بالبقاء في داره في قريته ليقرر هو
مصيرها بنفسه، لذا خافت من أن يحكم عليها بالتعاسه ويسيطر على قراراتها وليس خوف
من الموت! وهو لن يتراجع عن ذلك حينها، و بالنهاية هداها تفكيرها المحدود للجوء
إلى أيمن كما فعلت والدتها تماماً، وهتفت بنبرة حادة
= كنت مجبره على كده عشان انت جوزي يا أيمن، الجوازه اللي انا اضطربت
اوافق عليها عشان اخرس لسان اي حد و اوقفه عنده حده ويبطل يتدخل في حياتي.. وبعدين
انت محسسني يعني هربت من نار رحت لجنه؟ ما انت زيهم برده يا أيمن وعملت نفس اللي
عملوا
أبتسم لها
إبتسامة متهكمة، وهو يحدق فيها بنظرات متحدية يعبر بالحديث عن صفته بها وانه يمتلك
ذلك الحق عن الجميع
= بس على الاقل انا الوحيد اللي كان ليا حق اعمل كده واتعصب عشان انتٍ
دوستي عليا وجرحتيني أنا مش هما، ليان قولتلك بلاش ناخد الحوار للطريقه دي! قلت لك
مش بنوصل لحاجه.. هو سؤال واحد وعاوز رده انتٍ عايزه تكملي معايا ولا لاء .. عاوزه
تديه لعلاقتنا فرصه جديده؟
نكست رأسها
بحسرة كبيرة متوجسة مما سيحدث لها لاحقًا بحياتها وربما تفسده مجدداً وتتحمل الذنب
كله بمفردها كالعاده، ثم قالت متسائلة باستفهام بيأس
= يعني لو نفترض قلت لك اة! إيه إللي ممكن تعمله عشان تصلح الوضع .. وحط
كمان في اعتبارك انك لازم تحميني من اي حد يحاول يدي نفسه الحق انه يحاسبني على اي
غلطه عملتها .. وكمان تنسى انك تحاسبني على الغلطه اللي فاتت دي أكثر من كده .
لم يحتاج الأمر
للتفكير كثير فهو قد حسم الأمر في تلك المساله من قبل، لذا أردف أيمن وتحدث بقوة
= أولا انا رأيي نفس رايك في حكايه عمك او والدتك انهم يحاسبوكي
بالطريقه دي عشان كده؟ لو أي حد منهم حاول يطاول عليكي من غير تفكير همنعه وانتٍ
شفتيني بنفسك عملت ده؟ لما والدتك استنجدت بيا عشان اللحقكٍ منهم ..و بخصوص غلطتك
انا نفسي ننساها احنا الاتنين عشان نعرف نعيش حياتنا فبالتاكيد مش هحاسبك عليها
تاني.. اما بقى حكايه هنصلح علاقتنا ازاي مع بعض؟ فانا مش لوحدي هصلح .. و لازم
انتٍ كمان تساعديني.
لم يجد أيمن
بدًا من الاعتراض على ملامح ليان، وفكر أنها من الممكن ارتضت بمحادثة لكنها لم
تريح قلبه وترد، بل تحركت واخذت اطباق الطعام المجهزة إلى الخارج بهدوء وصمت.
❈-❈-❈
في منزل وفاء،
كأنت تمسك هاتفها بيدها وهي شاردة الذهن في سراج ذلك الشخص الذي افتقدته وبدأت
تشعر نحوه بشعور غريب و مريب بنفس الوقت! رغم انها تجاهلت اتصالاته المتكرره
سابقاً بعد أن اخذت قرارها بانها لم تعود وتتحدث معه، لكن لم تتوقف هي عن التفكير
به.
رن الهاتف فجأة
في يدها، فانتفضت في مكانها مفزعة على إثر الرنة المباغتة، لتجد رقم سراج كعادة!
تجاهلت اتصالاته المتكررة واضعة هاتفها على الوضعية الصامتة، لكنه لم يتوقف عن
الاتصال حتي ابتلعت ريقها بتوتر شديد وهي تضغط على الزر وفتحت الخط قائله بحدة
زائف
= الو يا استاذ سراج خير في حاجه حصلت في الشغل عشان الاتصالات الكتيره
دي.
تنهد سراج
براحه عندما سمع صوتها وأنها بخير لكن لم تعجبه نبره حديثها معه الغريبة و
سألها هو
باهتمام
= أخيرا رديتي يا وفاء وبعدين مالك بتكلميني كده ليه؟ هو لازم تحصل حاجه
في الشغل عشان اتصل بيكي، ما كنتيش بتردي عليا ليه الأيام اللي فاتت انتٍ كويسه
انا قلقت عليكي جدآ.
توترت أنفاسها
فبدا صوتها واضحًا إليه، وهي تقول برجاء غريب
= انا كويسه ومش محتاجه تقلق عليا ولا حاجه بس خلاص من هنا ورايح ما
ينفعش نقعد نتكلم كده كتير عمال على بطال، عيب وغلط الأمور دي! ممكن عندك عادي
انما هنا في مصر لأ، وانا غلطت لما سيرتك في الأول في الموضوع بس اديني عرفت غلطتي
أهو و بصلحها
احتدت نظراته
منها بعد سماعه حديثها المعنف واسلوبها الفظ معه، وأجاب بغيظ
= هو في ايه؟ ايه الكلام الغريب اللي انتٍ بتقوليه ده؟ غلطه ايه اللي
بتصلحيها هو انا عملت حاجه غلط معاكي عشان فجاه تقطعي معايا كده من غير أسباب وانا
اللي كنت قلقان عليكي وكنت فاكر جري ليكي حاجه وحشه؟ وفي الآخر أعرف ان انتٍ قاصده
ما تكلمنيش
وبعدين مالها
اتصالاتنا هو احنا كنا بنتكلم في ايه غير في أمور الشغل
ردت عليه وفاء
بإصرار موضحة
= انت برده ما فهمتنيش يا استاذ سراج ما ينفعش كلامنا مع بعض من غير صفه
وبلاش نضحك على بعض احنا ما كناش بنتكلم على الشغل غير فين وفين وطول مكالماتنا
بينا نتكلم عن حياتنا ونفضل نفضفض لبعض عن يومنا وكل ده غلط وما ينفعش أرجوك
انساني وما تحاولش تتصل بيا تاني انا مش عاوزه أعمل حاجه غلط تغضب ربنا بعد العمر
ده.. انا مش دي اخلاقي ولا انا عمري كنت كده
.
مسح سراج وجهه
بضيق شديد منها ومن طريقه تعاملها معه التي تغيرت 180 درجه فجاه، هو تفهم موقفها
جيد لكنه مستاء من تجاهلها له ومن طريقه انسحبها التي تثير حنقة اكثر واكثر، فهو
طول الفتره السابقه كان يشعر بالقلق عليها وأنها ليست بخير وبالاخير علم أنها كانت
تتجاهله بتعمد كل ذلك دون أن تخبره أولا بانسحابها، أردف قائلا بلهجة صارمة وقوية
= هو ايه موضوع استاذ سراج اللي ماسكه لي فيها دي هو احنا مش
اتفقنا نشيل التكلفه ما بينا وبعدين مالك مصممه أن احنا كنا بنعمل حاجه غلط؟
احنا كل مكالماتنا كانت باحترام وعمرنا ما اتكلمنا في حاجه ما يصحش ولا عيب ولعلمك
انا لسه فاكر عادات مصر كويس مش زي ما انتٍ قلتلي في أول المكالمه وضيقتيني
شعرت بالضيق من
إصراره وبامتعاض حرج رديت قائلة
= طب خلاص انا اسفه على الكلمه اللي قلتها لك وضايقتك ممكن بقى ما تتصلش
تاني واذا كان علي موضوع الشراكه نفضه انت اصلا شاركتني عشان تاخد الشقه لعمك
وعملت كده فخلاص بقى ما اعتقدش عاوز حاجه مني تاني
.
جز علي أسنانه
بغضب شديد ليهتف بصوت جاد
= هو انتٍ ليه مصممه تعامليني كاني انسان وحش وكنت بستغلك وبقرب منك
لغرض معين؟ مالك يا وفاء انتٍ قلبتي ليه كده فجاه عليا ما كنا كويسين مع بعض، ليه
مصره تشوهي الصداقه الجميله اللي كانت ما بين علي أنها شئ غلط وعيب مع اننا عمرنا
ما تعدينا
حدودنا مع بعض .
هزت راسها برفض
قائلة بتخوف قليل
= عشان لو كملنا على الأساس ده؟ هنعمل الغلط والعيب فعلا وبعدين مافيش
حاجه اسمها صداقه بين الراجل والست يا استاذ سراج والعلاقه اللي كانت ما بينا ما
ينفعش نسميها كده .
فهم سراج
مقصدها الخفي فالوضع ليس خوف فقط من تطور العلاقه بينهما بل هي تشعر بانه يستغلها،
فابتسم بغموض قائلاً
= يعني انتٍ كل مشكلتك عشان مش لاقيه وصف مناسب للعلاقه اللي كانت ما
بينا؟ عشان ضميرك يرتاح ، طب تمام يا ستي ايه رأيك نسميها علاقه راجل بمراته..
ونتجوز يا وفاء !.
التقطت أذناها
كلماته الصادمه ومع ذلك ظلت متيبسة في مكانها دون أن يظهر أي تغيير ملحوظ على
تعابيرها، فقط ضغطت على أصابعها بقوة محاولة تخفيف حدة التوتر المستحوذة عليها، ثم
ضغطت على زر إنهاء المكالمة سريعًا لتجلس على طرف الفراش وهي لا تصدق نفسها لقد
طلبها للزواج !!.
وضعت يدها على
وجنتيها تتحسس بشرتها التي زادت سخونة من الخجل ثم عنفت نفسها على ذلك التفكير مثل
المراهقين فهذا لا يليق بها .
❈-❈-❈
كانت ليان
بداخل غرفتها تتلاوه بعض الآيات القرانيه قبل ان تسمع صوت جرس الباب يرن، صدقت
أولا ثم نهضت لتفتح الباب لأنها بمفردها فأيمن ذهب الى عمله اليوم وتركها، وعندما
فتحت باب المنزل توهجت عيناي تسنيم بلمعان قوي، هزت رأسها باستنكار كبير رافضة
تصديق ما رأته حدقتيها أمامها وهتفت بصوت متحشرج
= ليان انتٍ بتعملي ايه هنا؟ هو أيمن
..
أبتسمت الأخري
لها باشتياق قائله بابتسامة صغيرة
= ازيك يا تسنيم وحشتيني اوي، أيمن رجعني من فتره قصيره وما رضاش يقول
لك عشان ما يعكننش عليكي شهر العسل بتاعك و فرحتك مع عريسك.. اصل الموضوع كان في
مشاكل في البدايه
بعد فتره
بالداخل، أشارت ليان لها بيدها لتجلس جانبها وجلست الأخري باسترخاء على المقعد ثم
رفعت رأسها لتحدق فيها بسعادة
= ليان انتٍ بجد موجوده قدامي؟ انا مش مصدقه وحشتيني اوي يا حبيبتي،
تعرفي على قد ما زعلانه عشان الرخم أيمن خبي عليا حاجه زي كده ومفكرها هتعكنن عليا
مع انها بالعكس فرحتني اوي.. الفتره اللي فاتت كنت بحاول كتير اوصل لك بس ما عرفتش
وكان نفسي كمان تكوني موجوده في يوم فرحي
.
ضغطت على
أصابعها بتوتر شديد وهي تقول بنبرة حرجة
= على فكره انا كنت جوه في الاوضه و سمعاكي وانتٍ بتتكلمي مع ماما
تعزميها علي الفرح، بس ما كانش ينفع انا اسفه.. ما كانش ينفع اجي بعد المشاكل اللي
بيني وبين أيمن غير ان أنا تقريبا ما كنتش بخرج من البيت غير فين و فين .
عقدت حاجبيها
بتعجب متسائلة باستفهام وقلق زائد
= ما كنتيش بتخرجي من البيت ليه كتير؟ مالك يا ليان انتٍ كويسه انا كنت
حاسه ان في حاجه غريبة، بالذات معامله مامتك ليا اللي ما كانتش ولا بد .. احكيلي
يا حبيبتي ايه اللي حصل الفتره اللي فاتت
.
اخذت ليان نفس
عميق ثم قالت بصوت متعب
= موضوع طويل اوي بلاش نعكنن عليكي بقى انتٍ لسه عروسه برده، المهم انتٍ
اللي احكيلي شكل في حاجات كتير كده حصلت معاكي انتٍ كمان .. اخبار الجواز ايه
معاكي مبسوطه .
لوت ثغرها
بابتسامة باهتة قليلا ثم عبست بوجهها وهي ترد بتنهيده طويله مثلها
= كنت من فتره صغيره بس مش مبسوطه وبقيت دلوقتي الى حد ما كويسه والأمور
ابتديت تمشي معايا .. انا كمان في حاجات كتير حصلت معايا في السنه دي الوحش والحلو
.. بس سيبك خلينا نشبع من بعض وبعد كده نحكي على مهلنا كل حاجه حصلت، ما تصوريش
انا فرحت قد ايه ان أخيرا رجعتي، كان نفسي اوي الفتره دي الاقي حد افضفض
معاه واتكلم عن اللي جوايا.
فهمت تسنيم بأن
يوجد مشاكل بينها وبين والدتها، والامر لم يتوقف على هنا فعلاقتها بشقيقها أيمن ما
زالت متوتره الى حد ما، ولم يعد الأمر من قبل، فهي حتي الآن مستغربه عودتهم الى
بعض بذلك الشكل المفاجئ وبدون أي مقدمات حتي، لكن هذه اشاره جيده نحو علاقتهم
بانهم عادوا الى بعضهم البعض، فهي كانت تتمنى عودتهم رغم كل ما حدث بينهما بالذات
أن ليان قد ندمت بشدة علي ما صدر منها سابقا، بدوا يتحدثون كثيراً عن بعض الأمور
الخاصة التي حدثت معهم وعده مواضيع أخري.. حتي جاء أيمن و رحب بأخته بحرارة .