رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 11 - 1
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الحادي عشر
الجزء الأول
بعد مرور أسبوع أو أكثر، جاء طه شقيق وفاء حتى يعرف رايها في طلب ذلك
المدعو سراج
للزواج! وبالتاكيد بعد أن بحث خلفه جيد ليعرف هويه من ذلك الشخص الذي
يريد الإرتباط بشقيقته، وكانت هنا المفاجاه عندما علم هويته بأنه رجل أعمال كبير
وله سمعه واسم كبير بالخارج.. وبالطبع سراج لم يذكر أمر اتصالاتهم إلي بعضهما
البعض حتى لا يتسبب بإحراج لها، جلس طه أمامها ثم مال برأسه عليها متسائلاً بجدية
= ما قلتيش يعني رايك في العريس اللي
متقدملك هو اسمه سراج وانا سالت عليه كويس،واتفاجئت أنه راجل اعمال كبير وعايش في
تركيا، وهو اداني معلومات كافيه عنه زي ان كان متجوز ومراته توفت وعنده ابن وحيد
وشافك هنا بالصدفه وهو بيزور عمه واعجب بيكي .
نفخت في ضيق، وأرخت ساعديها فور سماعها لإسم ذلك الرجل فهي لم تنسي
فعلته المتهورة بالسابق عندما اتصل باخيها أمامها وطلبها للزواج ليضعها أمام الأمر
الواقع، ثم أشاحت بوجهها للجانب وهي تقول بغيظ
= انا كمان خليت المحامي يسال عليه كويس
قبل ما ابيعله الشقه وادخل معاه شريكه..
بس انت ايه رايك في الموضوع
نهض طة وجلس جانبها وهتف بها قاصدًا شيئًا محددًا من وراه حديثه ذلك،
لعلها وعسي أن تنحل عقدتها و ترتبط للمرة الثانيه لكن هذه المرة يتمناه أن تتزوج
بالشخص المناسب .
= لو عاوزه رايي بصراحه الراجل شكله
محترم
وابن ناس وبيفهم في الاصول، وكفايه رغم أنه عاش بره كتير مشي هنا
بعادات مصر ودخل الباب من بيته وطلبك مني.. وانتٍ عارفه رايي في الموضوع ده من
زمان انا نفسي تتجوزي وتشوفي حياتك بس انتٍ اللي ما كنتيش راضيه زمان عشان خايفه
تطلقي من زاهر ويعمل حاجه فيا واهو دلوقتي ربنا خده يبقى ايه حجتك عشان تشوفي
حياتك بقي، مش ممكن هو ده عوضك .
إبتلعت ريقها بتوتر حقيقي وهي تفكر به دون سواه، وذلك يشعرها بالضعف
فهي لا تريد ذلك أبداً، اتخذت القرار سابقاً ولا تريد ان تفكر ثانياً وبعدها تتعرض
للفشل مجدداً! ربما بالفعل تلك المره حجتها مهرة لكن داخلها لديها أسباب كثيرة، و
أهمها الخوف من التجربة والفشل! بدت متأففة للغاية وهي تجيب عليه بعدم اهتمام زائف
= العمر عدى خلاص يا طه، ما عملتهاش وانا
صغيره هعملها وانا في السن ده وبعدين انت لسه قايل بنفسك أنه عنده ولد وانا
معايا بنت وانا مش واخده مهره عشان احطها في النار بايدي وانا مش عارفه حياتها
هتكون معايا هناك ايه.. الاحسن قل له ان انا مش موافقه الموضوع كله على بعض يقلق
وانا ما ليش في جو هناك اصلا عشان اسيب البلد واسافر
اعترض قائلا بنبرة حــادة بعد أن عبس وجهه من طريقه تفكيرها وقلقها
الزائد، فهو يريد سعادتها! لقد دفنت نفسها كثيراً في تلك الحياة لأجل خوفها عليه
عندما رفضت الانفصال عن زاهر حتى لا يؤذي، و مرت السنوات الماضية دون ان تشعر
بالسعاده الكامله فلما تصر على الرفض الآن حتي بعد أن تخلصت من معاناه زوجها الأول
= هو انتٍ بتسبقي الاحداث ليه يا وفاء،
اولا انتٍ لسه صغيره و في الاربعينات كمان اصلا يبقى ليه ما تفكريش في الجواز ؟ ما
إللي اكبر منك بيتجوزوا، هو انتٍ هتعملي حاجه عيب ولا حرام؟ ثانيا مين قال انك
هتحطي مهره في النار ولا حاجه، ما طالما الراجل كويس اكيد ابنه كمان هيبقى ذيه،
وبعدين انتٍ لسه عشيرتي؟ حكمتي عليه من قبل ما تعرفيه..
واضاف بهدوء حذر كي يطمنها أكثر رغم حزنه علي فراقها
=وبالنسبه لحكايه السفر ممكن دي اللي
قلقاني انا كمان زيك، لاني مش عاوزك تبعدي عني بس في النهايه الست مكانها جنب
جوزها و برده الراي رايك ومحدش هيغصبك على حاجه! بس فكري كويس الراجل شكله كويس
وانا ارتحتله مش عاوزاكٍ تضيعي الفرصه دي من ايدك ونفسي تشوفي حياتك .
ربتت على صدره بكفها، وهي تردف بإبتسامة هادئة
= يا طه والله انا مبسوطه كده وارتحت
اكثر لما اتبنيت مهره وجت تعيش معايا، بس بلاش حكايه الجواز دي خصوصا من الراجل ده
انا مش عاوزه ابعد عن هنا؟ ريحني وقول له ان انا رافضه .
هز رأسه بعدم اقتناع تام برفضها وأصر قائلا بعقلانية
= طب اسمعي كلامي المره دي وفكري تاني
ولو اتصل بيا هقول له هي لسه بتفكر و محتاجه اسبوع ثاني ولا أسبوعين.. فكري كويس
وهستنى ردك.. بس بسرعه عشان الراجل عاوز ياخد موافقتك قبل ما يسافر ويجهز نفسه،
عشان لو وافقتي ان شاء الله بيقول هيكتب الكتاب وهياخدك معاه ويسافر
علي طول.
لم يعطيها فرصه للاعتراض وبعد فتره نهض طه ليرحل، لكنه وجد مهرة في
وجهه وهي تحمل كوبا الشاي قائله بإبتسامة لطيفة
= عمو طه انت رايح فين انا عملتلك الشاي .
مرر أنظاره إلي الخلف أولا سريعًا ثم إليها قائلاً بنبرة ودودة
= مره تانيه يا حبيبتي عقبال ما اشرب
شربات نجاحك، بقول لك ايه يا مهره كنت عاوزكٍ في كلمتين بس بعيد عن وفاء! انا عارف
ان انتٍ عاقله وبنت اصول واللي هطلبه منك مش هتعترضي عليه بالعكس هتفرحيلها عشان انتٍ
مش انانيه وهتحبي الخير لغيرك خصوصا ان الست دي وقفت جنبك كتير و ساعدتك .
عقدت حاجبيها باستغراب وهي تتسائل بغرابة
= انا مش فاهمه حضرتك تقصد إيه؟ من
كلامك، بس هو انت بتتكلم على ماما وفاء مالها .
تلفت مرة أخرى حوله يتأكد من عدم وجود وفاء، قبل أن يقول بهدوء
= وفاء جايلها عريس مناسب وطلبها
للجواز بس هي رافضه عشانك، خايفه تتجوز والراجل ده او أبنه يعاملوكي
وحش، بس صدقيني هو شكله كويس وابن ناس عشان كده انا مش عاوز وفاء تتسرع وترفض
وعشمان فيكي انتٍ اللي تخليها توافق.. قلتي ايه .
❈-❈-❈
كانت تسنيم تقف بداخل المطبخ تغسل الصحون بهدوء قبل أن تذهب للنوم،
لكنها شردت في بعض اللحظات في تعامل سالم الغريب معها والغير مبرر لها، شعرت وكأنه
يعاقبها على شيء ما! فعلته لكنها لا تتذكر ما هو؟ و عندما حاولت ان تتحدث معه
لتفهم الأمر منه؟ لم يعطيها الفرصه! فقط يعاقبها على شيء لا تتذكره او تفعله..
أخفضت النافذه بالمطبخ لتستنشق نسمات الهواء المنعشة متمنية بين طياتها أن
يخبئ لها القدر ما يمكنها تحمله، وفجاه تعلقت أنظارها على سالم يضع فنجان القهوه
بداخل الحوض وبدأ يغسله بهدوء، عقدت حاجبيها بتعجب فقبل قليل سألته هل يريد شيء او
تصنع له فنجان قهوه لكنه رفض فمتى فعله؟ و لما لا يطلب منها، ألقي نظرة عليها لم
تفهمها لكنها جعلتها تشعر بالغيظ من تجاهله الغير مفهوم! ثم تحرك إلي الغرفه يستعد
للنوم و ركضت هي خلفه هذه المره ولم تتركه حتى تفهم الأمر تساءلت هي بجدية
= هو انت ايه حكايتك، مالك متغير معايا
في المعامله ليه؟ وكل ما تعوز حاجه تقوم تعملها لنفسك ولما اعرض عليك المساعده ترد
بكلام غريب ما فهموش، ممكن افهم انا عملت إيه بقى لكل ده .
ألتفت إليها وهو يدير رأسه في اتجاهها ثم رد عليها بنبرة شبه مهينة
وهو يشير بيده ، وممرر عينيه عليها
= يعني انتٍ مش عارفه عملتي ايه يا تسنيم
وانا ليه بخدم نفسي بنفسي بعد اللي عملتيه مع ليلى واحرجتيها قدام صحابها، وكل ده
عشان طلبت منك حاجه تعمليها لها؟ انا فاهم ان طبعا هي مش مسؤوليتك بس كان ممكن
تكلميها بطريقه الطف من كده مش تزعقيلها وتقوليلها انتٍ بنت مش كويسه عشان بتطلبي
من اللي اكبر منك حاجه وانتٍ قاعده
وقفت في حاله من الذهول لا تستوعب كلماته وكأنها حقاً اساءت الى
ابنته، فذلك لم يحدث والذي يرويه الآن ليست الحقيقه الكامله أو ربما شاهدها
بالطريقه الذي يريدها، لتظل عيناها على وسعهما وهي تقول
= مين قال لك ان ده اللي حصل؟ بنتك اللي
فهمتك كده! ما حصلش طبعا .
لم يقتنع بالطبع فكانت الصغيره روت إلي والدها حديث نسجه من عقلها،
وبطريقه ماكره جعلته يصدقها ويشفق عليها بينما تضايق من أنكرها للأمر وقد احمر
وجهه من الغضب ليحدق بها بعينين تشتعلان غضبا قائلاً بازدراء
= تسنيم انا داخل في الوقت نفسه وانتٍ
بتقوليلها الكلام ده، هو ايه اللي ما حصلش انا سمعك وشايفك وانتٍ بتزعقي ليها قدام
صحابها وخليتي منظرها وحش وفضلت تعيط اليوم بطوله وانا ما رضيتش اكلمك ولا اعتبك
في ساعتها عشان كنت متضايق أوي من تصرفك .
تابع سالم حديثه بخيبة أمل منها ومن فرط اجتهاده لمحاوله منه يحافظ
على تلك العائلة حتى يحصد ثمار تعبه في نهاية المطاف، ليكن ذلك رده فعلها تخيب ظنه
= كنت فاكرك اعقل من كده بكتير وهتعرفي
تحتويها، دي طفله يا تسنيم لسه عيله مراهقه حتى لو غلطت تتعاملي معاها بالراحه،
غير ان ده مش اسلوبي مع بنتي اصلا في تربيها وما بسمحش لحد يزعلها مهما كان مين
لوهله شعرت بالعطف تجاه نفسها، لقد حكم عليها دون أن يسمعها كعادته!
وصدق أبنته دون أن يشكك بالأمر لحظة! فبدأ قلبها يخفق بقوة، لكن تلاحقت نبضاته
بسرعة كبيرة حينما اقتربت منه ترد باندفاع و تراقبت بأعصاب مشدودة رؤيته
= خلاص كالعاده حكمت عليا من غير ما
تسمعني، قلت لك مش ده اللي حصل وانت اللي فهمت الكلام غلط وهي كمان وصلته غلط! هي
فين بنتك وجهها بيا وخليها تقول كده وعيني في عينها الكلام ده اللي حصل ؟؟
نظر لها مقوس ثغره للجانب وهو يقول بسخط
= سيبيها بحالها تعبانه ونفسيتها وحشه،
انا اللي بكلمك دلوقتي حاولي تمسكي اعصابك مهما تعصبك يا ستي.. وبلاش تاني مره
تحرجيها قدام صحابها ولو خدمتك ليها تقيلي على قلبك اوي كده هقول لها من هنا ورايح
ما تطلبش منك حاجه .
رمشت بعينيها بذهول و ردت عليه تسنيم بهياج بائن في نبرتها وحركاتها
= تاني هيقول لي نفس الكلام! انا ما
رفضتش اجيبلها حاجه ولا مش عاوزه اخدمها ولا اخدمك، قلت لك انت اللي فهمت الموضوع
غلط مش زي ما وصلك، من وقت ما جت هي واصحابها وكل شويه تناديني اعمل لها طلب وما
اتضايقتش وقلتلها خليكي جنب اصحابك ذاكروا وكل اللي عاوزينه اطلبوه مني.. بس
سمعتها بالصدفه وهي بتكلم صحابها بتقول لهم ليه نتعب نفسنا ونقوم نطلب حاجه ما هي
شغلتها هنا تخدمنا ومش بتعمل حاجه جديده عليها؟ اتنرفزت واتضايقت وقتها من كلامها
وخصوصا في الوقت ده كنت كل شويه اقوم وبشتغل في نفس الوقت ممكن فعلا اتعصبت عليها
وقلتلها الكلام اللي انت سمعته وانت داخل! بس ما تعصبتش أوي زي ما انت وبنتك
متصورين.. بس انا عملت ده نتيجة لرد فعل مش زي ما انت فاكر انت وبنتك
هز رأسه سالم وهو يهتف بهدوء واثق
= ليلى اكيد مش هتقول حاجه زي كده عليكي
ممكن انت اللي فهمتي الكلام غلط وهم كانوا قصدهم حد تاني .
ضحكت تسنيم بصوت عالٍ بسخرية مريرة وهي تقول بعدم تصديق
= تمام! لقيت مبرر لبنتك بس ما لقيتش
مبرر لمراتك عشان انت عاوز تفهم كده يبقى انا خلاص هتعب نفسي ليه واحاول افهمك عكس
كده براحتك.. وكمل بقى عتاب و عقاب فيا ذي ما أنت عاوز من غير ما تسمعني زي ما
سمعت بنتك.
توتر هنا قليلاً ثم تنهد بيأس لما حدث واخذ عقله يدور في صغيرته التي
لا تكذب عليه أبدا وكيف ستكذب وهي من اقترحت وطلبت منه أن اصدقائها سياتون الى
المنزل لتعرف تسنيم على أصدقائها ويقتربوا من بعضهم البعض لأجله، ضغط على شفته بضيق
شديد و برر موقفة قائلا
= يا تسنيم انا مش بدافع عنها ولا
بشوفلها مبررات، انا بفكر معاكي بصوت عالي ان ممكن تكوني فهمتي غلط والكلام مش
عليكي!! انا بحاول احل بينكم انتم الاثنين والله و برده لما قالتلي الكلام ده انا
ما صدقتهاش على طول و قلتلها معلش اكيد كانت متعصبه وما تقصدش تزعلك يعني دفعت عنك
بالضبط زي ما بدافع عنها دلوقتي.
هزت راسها مستنكرة بشدة، قائلة بانفعال
= انت لسه برده مصمم ان كلامها صح وانا
كدابه يعني! قلت لك ان إللي بنتك حكيته ما حصلش .
رأها سالم تدمع عينها من شعورها بالظلم منه، فهو حقا لا يعرف من يسرد
الحقيقه بينهما لكن لا ينكر انه أستمع الى كلماتها بنفسه وذلك لوحده يجعله يشعر
بالصدق نحو ابنته، لكن عندما راها علي وشك أن تبكي شعر بنغصة عنيفة في صدره واقترب
منها أراد ضمها إليه، أن يحتوي حزنها، لكنها رفضت ذلك ونظرت له بتحذير وغضب! لكنه
أسرع ليمتص غضبها و رد باقتضاب
= خلاص یا تسنيم.. ممكن اتعصبتي عليها
وسط شغلك وانتٍ مش قاصده! أنا هصالحكم مع بعض واللي زعلان هيتصالح.. والغلطان كمان
فيكم هيراضي التاني انا عايزكم تقربوا من بعض لان كده هرتاح.. ما هو مش كل يوم
والتاني هتطلع لي مشكله بسبب انتوا الاتنين مش قادرين تتقبلوا بعض
لم تحب الفكره ولكنها لم تجد إلا الصمت، و تحركت لتأخذ الوسادة
و مفرش عقد حاجبيه باستغراب وهو يسألها بحدة بعد أن جذب منها الغطاء
= انتٍ رايحه فين دلوقتي الوقت اتاخر،
يلا عشان ننام كفايه كلام كده
= انا رايحة انام، بس رايحه انام في اوضه
ثانيه بعيد عنك عشان كلامك نرفزني، وبالمره تعرف تاخذ راحتك بعيد عني وتعاقبني
كويس من غير ما تسمعني الأول.
قالتها بصوت متجهم وهي تعيد سحب الغطاء من يده بإصرار بأنها لم تظل
معه بغرفة تجمعهم، سارت من أمامة وهي لا تشعر بقدميها.. ها هو الظلم يعود إليها من
جديد كما كان في بداية زواجها..
لتخرج تجاه غرفة الضيوف مدعية وجود رغبة ملحة بها للنوم، هوت فوق
الأريكة خلفها ونظرت حولها إلي ذلك المنزل الذي لا تنعم به بالراحه الدائمه، أليس
من المفترض تضم أهم لحظات حياتها هنا ولكنها بدأت تضم بقايا محطمة؟ وبدأت
تتسائل نفسها مؤخراً هل تسرعت في قبول الزواج من سالم.
أما علي الجانب الأخر، كأن سالم جالس فوق الفراش مسح وجهه وهو يتنهد
بتعب من عدم تصليح أمور حياته، فكل يوم يكتشف أن دخول تسنيم لحياته لن يصبح عادل
فيها.. فلن يحطم عائله بناها من أجل شغف قلبه.. وهنا كأن المقصود بعائلته
"ليلى" فهم الاثنين بالماضي كانوا عائله صغيره لكن الان قد دخلت حياتهم
فرد جديد و محبب إلي قلبه ويرغب بها، لكن يحتاج الى بعض الوقت! لكن اين سيحصل على
ذلك الوقت وكل يوم يكتشف مشكله جديدة بين ليلي و زوجته! كانت نيته بعد ان استمع
الى حديث ابنته ان يكتفي بتجاهلها ولم يعاتبها وحاول ان يبرر الامر بانها لم تقصد
بالتاكيد أن تغضب علي أبنته و تحرجها امام اصدقائها لكنها هي من أصرت على الحديث.
نام الجميع في ذلك المنزل يشعر بالتعاسه! ما عدا ليلي التي كانت
سعيده بانتصارها وهي تراهم هكذا؟ وان خطتها تسير كما تريد وقريبا ستخرج تسنيم من
حياتهم للأبد .
❈-❈-❈
خلال مرور ذلك الأسبوع لاحظت فريده بأن بدر لم ياتي تلك الفتره
مطلقاً؟ حتى زيارته الى السيده عواطف ليطمئن عليها ويترك اطفاله عندها لم يعد
يفعل، لوت فريدة ثغرها للجانب بمرارة وخمنت بالتاكيد أنه فعل ذلك متعمد!! حتي
يتهرب منها وقد صرف نظر عن طلبة بعد ما أخبرته به؟ وأصبح يراها غير مناسبة له وإلي
بناته! كما توقعت بالضبط لم يعد يتحملها أي رجل بكل تلك المشاكل و المصائب التي
صارت معها، جلست بغرفتها شاردة العقل و مثقل قلبها بهم لا يعلمه أحد إلا الله، ظلت
صامته تشعر بألم بقلبها ليس لأجل اختفاء بدر بل لأجل رفضها بتلك الطريقه المحرجه و
المهينة لها، فالجميع يبتعد عنها وكأنها وباء ضـار!!.
فهو فعل كما فعل أسر خطيبها السابق، رحل و ارتبط بغيرها دون أن يكفل
نفسه و يخبرها أولا! لما الجميع يعاملها بتلك الطريقه؟ ابتسمت دون أن يخف الحزن عن
قسماتها متي ستنعم بالراحه و السكينة والطمأنينة، لما جعلها تشعر بالأمل والتفاؤل
مرة أخرى وبلحظتها أخذه لتجد نفسها تستيقظ علي واقع قاسي !! لتشعر نفسها
قليله في نظر غيرها ولا تستحق التقدير والاحترام وحزنت كثيرا لذلك، اقتربت منها
سماح و رأت الدموع بعينيها ثم قالت بتسائل بغرابة
= طب ليه زعلانه دلوقتي، ما انتٍ قولتي
حتي لو رجع وطلبك تاني هترفضي
تألم قلبها وهي تقول بنبرة مقهوره
= علشان حاسه نفسي قليله أوي يا سماح؟
بعد كل اللي حصل ولسه بتحاسب علي ذنب ماليش يد فيه؟ أنا مش غلطانه في حاجه ومش
ذنبي! هفضل شايله الذنب لحد أمتي وارضي بالقليل..
ثم أضافت قائلة ساخراً بحسرة
= بس الظاهر حتي القليل مش راضي بيا .
❈-❈-❈
في غرفة المعيشة كانت ليلي تمسك هاتف والدها تبدل الصوره التي يضعها
على شاشه هاتفه وكانت صوره تجمعه هو و زوجته تسنيم
قد التقطها إليهم وهم في ايطاليا! زاد حقدها وهي ترى نفسها قد تلاشت
من حياته، سابقاً كان يضع صوره تجمعهم هو وهي! اما الآن أصبحت هي تحتل مكانه أكبر
منها، ابدلت الصوره بصورة اخري تضمها هي و.. والدها فكانت تشعر بالغضب
الشديد من تصرف والدها رغم الأمر يبدوا بسيط لكن اغضبها كثيراً جدآ فهي تريده
إليها وحدها؟ دون ان يشاركها في أحد.. هي بالفعل ممتلكه في حبها لدرجه مريضه..
تدفعها على اذيه الآخرين .
وفي تلك اللحظة كان والدها يقف بجانب الأريكة خلفها يراقب ما تفعله و
كيف بدلت الصوره، هز رأسه بيأس من تعامل أبنته و زوجته الى بعضهم البعض، فحتى الآن
لم يعرف كيف يجمعهم الى بعض ليكسر الحاجز بينهما.. جلس جانبها و جذبها إلي أحضانه
لتخفض ليلي رأسها بأنزعاج منه بينما زفر سالم أنفاسه مقرراً ان يجمعهم ببعضهم.. ثم
رسم ابتسامة صغيرة علي ثغرة وهو يقول
= عملي تسنيم كويس عشان خاطري.. مش انتٍ
بتحبيني؟ حبيها هي كمان وقربي منها هتلاقيها كويسه .
دفنت ليلي رأسها بحضنه.. كل ما كان يدور
بعقلها الصغير أنها ستسرقه منها.. ستأخذه لها
وحدها وستفقد حبه واهتمامه.. تابع سالم حديثه قائلا بحنان
= مش عاوز اعرف مين غلطان فيكم سوء تفاهم
وانتهى خلاص بس لازم اصالحكم على بعض، تمام! كل واحد هيعتذر للتاني و تتصافوا.. ما
هو ماينفعش نكون في بيت واحد وكل واحد مع نفسه كده و زعلان من التاني .
رغم أنها لم تكن راضيه على طلبه لكنها لم تعترض، وتنهد سالم بتعب وهو
يتذكر خصام تسنيم اليه فحتى في الصباح عندما حاول ان يتحدث معها رفضت وذهبت الى
عملها دون ان تتكلم معه مره أخرى! هي ظهرت له في وقت حرج لتكون كالضوء في النفق
المظلم لترشده في دربه المرير، لذلك لم ولن يتنازل عنها مهما حدث وقرر سيحل تلك
الامور بينهما بهدوء حتى لا تتكرر وحتى لا يخسر زوجتة .