رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 16- 2 - الإثنين 23/10/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السادس عشر
الجزء الثاني
تم النشر يوم الإثنين
23/10/2023
❈-❈-❈
انقضت عدة أيــــام، وكانت ريهام بالسوق تشتري المستلزمات الناقصه بالمنزل، وبدأت
تتأفف بوضوح ظاهر عليها وهي تسير تحت الشمس اللهبه وسط الزحام الشديد،ثم تحركت تجاه أحد تجار الخضار لتأخذ منه ما يلزمها و التفتت تواصل الشراء ولكن على طريقها وقفت سيدة، استهلت حديثها قائلة بفضول
= طمنيني يا ريهام على اختك؟ هو صحيح اللي سمعناه ده؟ أسر خطيب فريدة الاولاني خطفها عشان كده البوليس كان جايله بيدور عليه .
نظرت لها بذهول ثم هدرت توبخها بعنف
= انتٍ بتقولي ايه يا وليه يا خرفانه؟ مين ده اللي خطف اختي جبتي الكلام ده منين
لوت ثغرها للجانب مرددًة بثقة تامة
= انا مالي يا اختي دي الحته كلها بتتكلم، و بيقولوا عشان كده البوليس كان جايله لحد هنا وأنه خطف فريده من مكان شغلها، معقول ما عندكوش خبر.. هي لسه مقطعاكم ولا ايه؟
قالتها باقتضاب لتثير هلعها قبل أن تتركها و في لحظات أسرعت ريهام تركض تجاه منزل أسر حتى وصلت الى أمام الباب و طرقت عده مرات بقوة حتي فتحت لها سميحه قائلة بعصبية طفيفة
= ما بالراحه على الباب في إيه هتكسريه.. ايه الازعاج اللي عامله الصبح ده ولا أمك ما علمتكيش الأصول
لم تعطيها فرصه وهتفت بصياح جهوري
= لا علمتني الأدب اللي ان شاء الله هربي بي إبنك من اول وجديد على أيدي، فين المعدول ابنك ولا مستخبي من الحكومه لسه؟ فين قليل الاصل اللي ما فكرش في العيش والملح اللي كله في بيتنا وراح خطف أختي.. بس هو انتم هتعرفوه منين الأدب والأصول وهو ما عداش عليكوا.. ما أنا هستنى ايه صحيح من واحد ساب اختي و راح خطب واحده غيرها عشان امه حكمت عليه! ما هو دلدول ليكي طول عمره .
شعرت سميحة بالصدمة لتحدق فيها بأعينها المشتعلة كمدًا وغيظًا، هي في موقف ضعف بحق! ستتحمل رغمًا عنها تلك الإهانة بسبب أفعال أبنها المتهور لكنها لم تستطيع الصمود أكثر وصاحت بانفعال
= جري إيه يا بنت ما تتلمي وتحترمي نفسك، مالك داخله عماله تزعقي و تشخطي فينا كده ليه؟ ما تروحي يا اختي شوفي اختك فين اللي سابتكم وطفشت من عمايلكم جايه تحسبيني انا، طب على الأقل انا ليا اسبابي وفي النهايه واحده غريبه عنكم ؟ اذا انتم اهلها وعملتوا فيها كده؟ يبقي هامن لابني يناسب عيله زيكم .
أسرعت شيماء بتوتر تمسك والدتها وهي تهتف بحذر
= ماما كفايه كده لو سمحت عيب ما يصحش الكلام ده، حقك عليا انا يا ريهام والله فريده كويسه وبخير صدقيني أسر سابها من غير ما يعمل لها حاجه.. وهي كمان كثر خيرها ما رضيتش تعترف عليه وخافت على مستقبله.
رمقتها ريهام بنظرات دونية وهي تقول
= يعني كمان يا وليه اختي نقذت إبنك ولسه ليكي عين تبجحي بعد عملته السوداء، هقول إيه؟ ما هو تربيتك اللي تعر و فرحانه بيها.
ليزداد حنقها وتشتعل في مكانها، بينما الأخري لم تتوقف عن سبها وتوبيخها بابشع الكلمات، و
قالت بصوت متجهم بتحذير قوي
=اسمعيني كويس اذا كان انتٍ ولا إبنك الحيله فكرتوا تقربوا من اختي تاني هاجي اخد حقها ثالث ومثلث.. ولو شفت إبنك بالصدفه في الشارع هفرج عليه أهل المنطقة وهجيب حق اختي منه، هو مفكرها ايه لقمه سهله وما بقاش ليها أهل.. لا يا أختي فهمي الدكر بتاعك ان احنا هنفضل جنب اختي لحد اخر عمرنا حتى لو في مشاكل بينا.. وعليا وعلى اعدائي بقى! لو ابنك فكر يقرب منها تاني! لا هكون مربيهولك من أول وجديد عشان يتعلم يبقى راجل .
بصقت في الأرض متعمدة التحقير من شأنهم
قبل أن ترحل بخطوات سريعة، بينما اشتعلت النيران بداخل الأخري أكثر، لتصيح سميحه هاتفه بتهكم غاضب
= شوفي البنت وقله ادبها، ما تروحي تتشطري على جوزك اللي سابك وراح اتجوز غيرك والله لي حق ما هو من عمايلك ولسانك الطويل .
❈-❈-❈
عاد أيمن من الخارج وجدها جالسة تحيك قطعه صوفيه تضع كل اهتمامها بها.. لم تنهض كالعاده حينا عودته ترحب به، فعلم انها مشغوله جدآ و اكتفت بالسلام، اقترب يجلس جانبها ليحظى بحديث ودي جاد معها فمنذ قليل هاتفته والدتها كي تطمئن عليها منه بدلا من ان تتصل بها! ليفهم بأن العلاقه بينهما بدات ان تتخذ محور صعب الرجوع لذلك يجب ان يتدخل قبل ان تتعقد الأمور أكثر!! تطلع فيها وهي مازالت تعمل علي قطعه الصوف، كانت أكثر حيوية رغم ظهور الإرهاق والتعب على وجهها، لكن أضاف الحب والاهتمام لها الكثير، ثم سألها متردداً
= هو انا ممكن اكلمك في حاجه بس من غير نرفزه وعصبيه، هو الوضع بينك وبين والدك هيفضل كده كتير انتم المفروض ام وبنتها ايه اللي وصلكم لكده؟ النهارده اتفاجات بيها بتتصل تطمن عليكي مني بدل ما تتصل بيكي طب لما هو في مشاكل بينكم ماتحلوها احسن من اللي بتعملوه ده .
تجمدت ليان مكانها أثر كلماته وغضبت بشده منها، لقد سئمت من تلك الروتينية الجافة التي تعاملها بها، لترد بعتاب قائله
= وهي لو عايزه تحل المشكله هتعمل اللي بتعمله ده؟ لا برافو عليها مصممه دايما تخليني اتاكد كل مره ان عمرنا ما هنجتمع تاني صعبان عليها حتى تعمل تليفون وتطمن عليا بنفسها وتسمع صوتي! شوف بقيلها قد ايه بعيد عني ولا ما ده العادي أصلا؟ و دي طريقتها من زمان فضلت سنين بره وسايباني هنا لوحدي ولا تعرف عني حاجه؟ هوحشها يعني بعد ما كبرت واتربيت بعيد عنها .
عقد حاجبيه باستغراب وقال بغرابة شديدة
= انا اول مره أعرف المشاكل اللي بينك وبين والدتك دي؟ غير لما كنا خلاص هنطلق ما حكيتليش يعني ولا مره عن المشاكل الكبيره اللي ما بينكم دي .. ولا كنتي محرجه تحكيلي
آمالت ليان رأسها للأمام قليلاً لتحدق بتلك القطعه التي صنعتها علي شكل قلب مكسور لتري نفسها بها، ثم أخرجت تنهيدة مطولة من صدرها وهي ترد بخيبة أمل بصوتها
= لا خالص كان نفسي اتكلم بس انا ما كنتش بلاقيك يا أيمن، ولا كنت بحس انك فاضي تسمعني وتهتم بأيه اللي مزعلني.. وبعدين في الاول كان الوضع بينا اللي هو العادي اتعودنا كل واحد بعيد عن التاني! ولما قربنا ما حدش بذل مجهود من التاني ان يقرب فخلاص كل واحد كان اتعود على حياه غير التاني.. ولما طلقتني ورجعنا تاني لبعض؟ لا هي بقت عارفه تتعامل معايا ولا انا لاقي لغه حوار اعرف اتكلم معاها بيها؟؟ والوضع فضل كده مش عارفه مين فينا اللي غلطان؟ الأم اللي سابتني من وانا عيله صغيره اواجه مصيري.. ولا فعلا هي عملت الصح وكان هدفها انها تشتغل هي وبابا عشان يحققوا لي كل اللي نفسي فيه.. زي ما هم فاكرين .
عند ذكر ذلك الموضوع، شعر أيمن بتبدل تعابيرها، وحاول ألا يظهر تأثره بذلك ثم قال بابتسامة متسعة ليغير الموضوع وهو يخرج الهاتف من جيبه
= اشغلك اغنيه لعمرو دياب ؟
عقدت حاجبيها بتعجب متسائلة بعدم فهم
= اشمعنا !
رد أيمن عليها مازحًا
= الحاجه اللي فاكرها من ايام خطوبتنا زمان كنت بشغلها لك وابعتلك الأغاني الجديده تسمعيها..و بما اننا رجعنا مخطوبين تاني اعتقد هتفيدنا في تجديد الذكريات.
استدارت ليان برأسها نحوه لتقول بابتسامة باهتة
= حاسك بتتريق بس ماشي شغل، بس يا تري فاكر ايه تاني من أيامنا زمان
هز رأسه وهو يواصل الحديث معها وقد سعد بأنه انساها حزنها نتيجة تذكرها للماضي، و شتت عقلها لشئ آخر
= تقصدي أغاني لمين تاني أو أسماء مطربين مش فاكر أوي بصراحه .
هتفت ليان بنبرة متحمسة
= ما اقصدش مطربين بس واغاني، يعني مثلا
فاكر بحب المانجا اكتر من الفراولة وبكره الصيف عشان بشرتي دهنيه، وايه هي درجه الروج اللي بنبهر بيها كل مره بشوفها و اللي عندي منها دستة، ولون المناكير المفضل عندي رغم ان انا بكره اللون ده أساسا بس بحبه، وذوقي في اللبس اللي اتغير بعد حجابي .
رد عليها أيمن بعبوس زائف
= طب بذمه اهلك حتى لو لسه مخطوبين فعلا ومتعرفين على بعض زي ما بتقولي انا هعرف كل ده ازاي.. بلاش حتى احنا معتقده ان في حد غيري بيركز في الحاجات دي اصلا خليكي واقعيه شويه يا ليان مش لما صدقتي مسكتي في كلمه الدكتور هنعمل نفسنا مخطوبين بجد!
اردف بعبارته الاخيره وهو يبتعد عنها غامزاً لها، لترد بضيق لطيف
= ما انت المفروض تكون مهتم تعرف كل رغباتي وكل تفاصيلي
لكزها برفق من كتفها قائلاً بغيظ
= وده ليه ان شاء الله ! ايه اللي هستفاده ولا انتٍ هتستفيدي زيي لما أعرف كل ده؟ هو ده يعني الإثبات ليكي ان انا بحبك .
كركرت ضاحكة هاتفة وهي تصطنع الانبهار
= عشان أبقى مبهوره بيك، عشان من غير ما تقصد توقعني في حبك اكتر وتحسسني انك اقرب شخص ليا، من غير مجهود ومن غير ما تعمل حاجه..
فغر فمه مشدوه من كلماتها، ارتفع حاجبه للأعلى وهو يطالعها بنظرات مصدومة، وقال متسائلاً بتهكم
= كل ده ومش هعمل مجهود يا شيخه ده انتٍ عاوزاني اعرف حاجات انتٍ نفسك عارفاها بالصدفه عنك.. بصي انا معرفش يعني ايه حُب بس لما بتبعدي عني بفتقدك واقعد افتح في صورنا القديمه واتفرج عليها واتلككت عشان اخليكي ترجعي لي، يبقى انا بحبك باين كده.
ضحكت ليان من دعابته الطريفة، وقالت بدهشة زائف
=طب ما في حاجه أهو في قلبك وبتعمل زي المخطوبين ليا .. ساكت ليه بقي.
أمسك يدها رفعها إلى فمه ليقبلها بحنو واردف غامزًا لها
= يا حبيبتي كل ده باين فـي عنيا من غير ما أتكلم، ومش محتاج اتكلم اصلا ولا اعمل مجهود .. المفروض انتٍ تفهميها كده وهي طايره، مش لازم لما اقابلك اعترفلك بكل اللي فيا..
همست بأنزعاج و هي تقطب حاجبيها بغيظ بينما قد تقوس فمها بغضب
= آه أنا فهمت انت بتاخدني على قد عقلي عشان ما تعملش مجهود في انك تعرف عني الحاجات دي و قال يعني الواد رومانسي كده.
عادت البسمة لتنير شفتيه، ومع هذا تذمر قائلاً
بابتسامةٍ صغيرة
= ما هو بصراحه واعترفلك اعتراف يعني بيني وبينك، انا ما ليش في الجو ده؟ و لو قعدت من هنا لعشرين سنه قدام مش هوصل لليفين ده؟ ان انا اوصل أعرف درجه لون المناكير اللي انتٍ بتنبهري بيها رغم ان انتٍ مش بتحبي اللون ده اساسا طب بصي يا حبيبتي المنطق اللي انتٍ بتتكلمي بيه حتى .
ارتسمت ابتسامة شفتيها بشكل واضح، وبدأت ليان تعبر عن مشاعرها بكلمات لا تخفى وجهها العاشق
= طب ما انا كمان عايزه اعترفلك اعتراف!
حاوطها من خصرها وهي جانبه، هلل متحمسًا
= ياريت!.
ضحكت برقة مغرية واضعة يدها على صدغه تمسح عليه، ثم رمقته بنظرات عاشقة وهي تقول بواقعية
= انا كمان مش بحب الشخص اللي يعرف عني كل الحاجات دي وابقى مبهوره بي زي ما واصلك، بصراحه هحس انه شخص رومانسيه اوفر وحبه اوفر كمان، ده حب مش محسوس وما فيش اي تضحيات فيه .
أقبل عليها يحتضنها بحب كبير ماسح على ظهرها بكفيه، وهتف معلل بمرح
= بجد؟ ايوه كده يا شيخه ارجعي على ارض الواقع معانا.
ضحكت ليان وهي تضع يدها برفق على وجنته تلمس بأصابعها الناعمة بشرته بشغف عارم يشعر به قلبها فتشعر بخشونة ذقنه النابتة قليلًا، ثم قالت بجدية نوعاً ما بصوتها
= لا انا الحمد لله على ارض الواقع من زمان انت اللي واخد عني فكره غلط ودايما لما بكلمك عن الرومانسيه والحب بالك بيروح لي الحاجات دي، ما انا ممكن الاقي انسان فعلا عارف الحاجات دي يعني بالصدفه ولا سمعها من اي شخص قريب مني؟ بس فين التضحيات والاحترام والموده والمواقف الرجوليه اللي تخليني أحس ان الشخص اللي معايا فعلا بيحبني عشاني أنا و كمان احبه عشان شايفه مناسب.. بس مناسب عشان راجل ومحترم وبحس بالامان معاه.. مش عشان واخد باله من لون المناكير بتاعي اتغير ولا لاء .
على الفور رد في حبورٍ شديد
= ايوه كده الكلام اتوزن، بس انتٍ طلعتي للدرجه دي بتحبيني، لأ انا كده مش محتاج ابذل مجهود اصلا ده انتٍ واقعه لوحدك
أجابت الأخري بوجه مخضب بحمرة ساخنة
= اه واسكت بقى متكسفنيش وسمعني حاجه انت كمان، كلام رومانسي بس واقعي من اللي انا لسه قايله من شويه زيه .
تدلت على شفتيه بسمة عذبة تذيب القلوب، و رمقها بنظرات دافئة متقدة دومًا برغبته فيها،
وقال بحب ظاهر
= أنا من يوم ما عرفتك وانا معنديش حاجه اخاف عليها غيرك يا ليان.. و بحبك والله بحبك وعاوزكٍ معايا مش تصليح غلط ولا انتقام للي حصل زمان! لا انا عاوزكٍ علشانك علشان ليان.
أغمضت عينيها وهي بالفعل مكتفية إلي ما حصلت عليه بالمستقبل، فقد رأت صراعات سابقة وكم كانت تخشى أن تواجهها وحدها، لكن من حظها السعيد لازال يحتمى بعشقها له وهى ستدافع عنه حتى تسكى خفقات هذا القلب الذي يعشقها.
لطالما كانت ليان هي الطرف الأكثر عطاء في
علاقتهما فلماذا يتعجب الآن أن يقدم المزيد؟
تسلل كفه وكأن له إرادة خاصة ليمسك كفها
ويضغط عليه بقوة تعبر عما يجتاحه من مشاعر، نظر لها بأعين مليئة بالحب الصادق الذي دوما يخترق القلوب
= انا بحبك اوي يا ليان
ردت عليه بإباء وهي ترفع رأسها للأعلى في شموخ
= طب ما انا عارفة
ارتفع صوتها وهي تقولها بهذه الثقة التي نطقت بما شعرت بأنه و احسته، و يديه كانت تطوق خصرها اشتدت بأحتضانها لتصبح ملتصقه بصدره، حشر رأسه بين ثنايا رقبتها يستنشق رائحتها العطره المشابه للمسك
شعرت برطوبه رقبتها، ملمس شفتيه الخشنه
بفمه ببطء شديد ثم ببطء تحرك تجاه شفتيها فانحنى عليهما ليحصل على أول قبلة بعد زواجهما للمرة الثانية، انتظرها على أحر من الجمر ثم أبتعد عنها هامس باشتياق
= طب يا ترى عارفه كمان انك وحشتيني قد ايه.
ابتسمت له بخجل طفيفة ثم ردت بدلال وهي تطالعه بنظرات ضائقة
= على فكره مفيش مخطوبين بيعملوا كده انت قليل الأدب .
نفخ بضيق ثم عبس بوجهه وتجولت يده صعودًا وهبوطًا على ظهرها لتدلكه مرددًا بعدم رضا
=ليه بس كده، مش كنا متفقين من الأول؟!
بس عندك حق احنا دلوقتي في فترة تعارف ما يصحش .
هتفت ليان بتحذير زائف وهي تدنو من زوجها
= حصل خير، بس يا ريت مايتكررش تاني، الناس تقول عنا ايه!
اتسعت عيناه بدهشة قائلاً بذهول
= هو انتٍ أما صدقتي! خطوبه إيه بس السعادي! أنا جوزك يا هانم هاه جوزك! احنا متجوزين وفي بيتنا واخده بالك؟ فأنسي كلام الدكتور ده دلوقتي.. ولا اقول لك خلاص فترة الخطوبه خلصت واحنا دلوقتي في مرحله كتب الكتاب .
قاومته بدلال مثير بعد أن فهمت مقصده، ثم ابتعدت عنه وقد تلاشت ابتسامتها ليحل التبرم على ثغرها، قائله بتذمر
= هو إحنا لحقنا؟ إحنا ما كملناش شهر حتى.
أخفى إبتسامة متسلية وهو يرد نافيًا
= انتٍ مالك واخده الموضوع جد كده ليه، إنتٍ مش عارفة أنا نفسي فيكي أد ايه؟ مش وقت كلام خالص، إحنا في حاجات اهم لازم نعملها؟
أبتسم أيمن وهو ينظر إليها بعيون مفعمة بالحب والرغبة وقبل أن يتمكن من الرد أقترب منها وقبلها بعشق أكبر وشغف ورغبة يعمق بقبلته و يده تتلمس كل جزء من جسدها الناعم، ثم ابتعد عنها واضاف بهدوء مغرٍ
= مش هم في فتره الخطوبه يفضلوا يتكلموا لحد ما يزهقوا من بعض، احنا دلوقتي بقى في فتره ما بعد كتب الكتاب و دي ليها ترتيبات تانيه بعيد عن الكلام خالص.....
ارتجف جسدها من لهجته مستشعرة قرب تلك اللحظات المميزة التي ستجمعهما معًا، أبلغها عقلها بأن يجب أن تتمرد وترفض فالوقت مزال مبكراً لذلك! خصوصا ما زالوا في مرحله بناء الثقه من جديد؟ لكن قلبها خانها لتصمت.
احنى رأسه عليها رافضًا إضاعتها مرة أخرى دون أن ينعم بحبه المشتعل معها، لم يستطع المقاومة حملها دون إبداء أي اعتراض منها، واتجه بها إلى غرفتهما!
ليسحبها إلى مناطق شعورية حالمة، رأى تأثير حبه على تعابيرها التي استسلمت لتيار عشقه... كان و كأنه الغائب الذي عاد إلي أرض وطنه بعد عذاب الغربة، تحولت القبلات إلي همسات و نظرات و لمسات... و أنتهت بإتحاد جسديهما في تناغم و عشق فاضت الأفئدة به فأصبح التيم و الهيام عنوان قصة عشقهما.
❈-❈-❈
لاحقاً، بالطبع ريهام أخبرت والدتها بما فعله الحقير أسر بأختها، ولن تستطيع خيريه الإنتظار وان تظل مكانها دون ان تطمئن على ابنتها وتراها أمامها سالمه، لذلك تحركت هي وريهام نحو الدار ليروها دون أن تخبر زوجها وهو في وضع سيئ كذلك، وصلت إلى هناك وركضت إلي سماح و تساءلت خيرية قائلة بنبرة أمومية خائفة
= سماح ازيك يا بنتي عامله ايه؟ طمنيني على فريده هي فين! هو فعلا أسر خطفها، منه لله البعيد عاوز منها ايه تاني .
نظرت إليهم سماح لحظات، ثم كتفت ساعديها أمام صدرها و ردت قائله بتريث
= اهدي يا طنط هي كويسه ما تقلقش عليها، هو سابها الحمد لله وما عملهاش حاجه وهي بخير.. لولا بدر الله يجازيه خير راح بلغ البوليس ما كانش سابها، لا وكمان كان عاوز يتجوزها بالغصب مفكرها لسه بتطيقه ولا بتحبه زي زمان
كزت ريهام على أسنانها صائحة بصوت محتد
= الواطي الزباله يقع تحت أيدي بس، هي فريده فين؟ عاوزين نطمن عليها
إبتلعت ريقها متوجسة وهي تقول بنبرة ثابته
= ما عنديش فكره بصراحه هي فين دلوقتي، أصلها قدمت استقالتها من هنا ومش هترجع الشغل تاني بعد ما الكل خلاص عرف مكانها و.. آآ
لطمت أمها على صدغيها بخوف شديد، وهي تقول بنبرة مذعورة
= وايه يا بنتي طمنيني ابوس ايدك بنتي فين جررها ايه تاني، ده انا قلبي واكلني عليها من ساعه ما عرفت اللي حصل وعاوزه اطمن عليها واخدها في حضني
استشعرت ريهام من نبرتها وجود خطب ما، خاصة أن نظراتها كانت موحية للغاية، ازدردت ريقها بتوتر، ارتجفت نبرتها قليلاً وهي تسألها بتوجس
= ما تتكلمي يا سماح اختي مالها؟ مش بتقولي ان أسر سابها وما عملهاش حاجه يبقى ايه اللي حصل وسابت الشغل وراحت فين .
تنهدت بقوه سماح ثم ردت بصراحة أجفلت جسدهم
= اهدوا وما تقلقوش هي بخير فريدة اتجوزت من حوالي أسبوع..!!! وقبل ما تسالوني عن عنوانها انا ما اعرفش عنها حاجه.. وبطلت تيجي هنا بعد ما استقالت .
❈-❈-❈
أوقف رسلان دراجته وترجل عنها ليرتقى برشاقة الدرج صاعدا إلي الشركه فتح الأمن الباب له بهدوء، بينما ألقي عليه الآخر التحيه بمرحه المعتاد ولم يستطيع رجل الأمن العجوز أن يخفي ابتسامته نتيجة لتصرفاته معه، ليتوجه بعدها لغرفة والده الذى كان يجلس بمكتبه ممسكا بملف خاص بالعمل، ليهتف صائحًا بحماس
= بنجور أبي الحبيب.
رفع الأب عينيه عن الملف وهو يهز رأسه بيأس من أسلوب إبنه الوحيد وكأنه مزال طفل صغير وليس عمره واحد وعشرين.. فلم يتوقف عن تصرفاته المشاغبه، و واصل حديثه الآخر بمداعبة
= ما الذي يفعله هنا السيد سراج، الم تتزوج حديثا قبل أسبوعين فقط أما أنك مللت مبكراً من العروس؟ هيا اذهب وأحظى بوقت بالقرب من زوجتك وانا ساتولى أمر العمل .
أبتسم سراج له قليلا، ثم تطلع ناحيته محذرًا بصوت جاد
= من الجيد أنك وصلت. هيا اجلس. أريد أن أتحدث معك في أمر مهم قبل أن تبدأ العمل. استمع لي جيد يا رسلان. أتمنى أن تلاحظ أن العلاقة بينك وبين مهرة ابنة وفاء لا تخرج عن إطار الأخوة فقط! وحافظ على المسافة بينك وبينها.
وضع رسلان خوذته أعلي الطاوله وجلس متحدث بتعجب
= وما العائد من كل هذا؟؟ هل اشتكت لك تلك الصغيره بشئ فعلته معها
هز رأسه برفض وهو يرد موضحًا بهدوء
= لا، لم تشتكي أو تتحدث عن أي شيء سيء فعلته على الإطلاق، لكن والدتها بالتأكيد تخاف من المخاطرة. في البداية رفضت الزواج من أجلها، وهي تخشى أي خطر قادم. لقد جاءت إلى مدينة لا تعرفها، وهي الآن تعيش مع عائلة أيضًا ما زالوا في مرحلة التعارف.. لذلك إنها تزال لا تعرفك جيدًا، وأنت وابنتها تعيشان في نفس المنزل. بالطبع ستكون قلقة في البداية... خاصة في بدايه اللقاء تحدثت معها بطريقة سخيفة قليلا واقتربت منها دون مبرر لها.
امتعضت تعابير رسلان مرددًا بضيق
= اووف كم يهوى النساء تضخيم الأمور، عذرا فعلتها بحكم العادة وبالتاكيد لم اقصد مضايقتها .
تسائل والده بنبرة جدية
= وماذا عن موضوع مقابلتك لها في المتجر؟!.
بدأت تتعامل معها كما لو كنت تعرفها من قبل
هز رأسه بإيماءة خفيفة قبل أن يصحح له، بنوعٍ من المزاح
= نعم أعترف كنت اغازلها، فكيف اتمالك نفسي عندما ارى شيء جميل يسير امامي دون أن أعبر عن إعجابي بي.. هى بالأساس كيان من الدلال المتحرك كيف لا ينبهر بها الرجال، أظن كل من يقابلها سيفعل .. فلما تحاسبني انا فقط ؟ أبي زوجتك تلك تدلل ابنتها اكثر من اللازم .
هتف سراج قائلاً بصرامة
= رسـلان! انتبه لحديثك .
ضحك رسلان بصوت عالية وهو يتحدث مؤكدًا بابتسامة عريضة
= حسنا أبي امزح بالتأكيد، أنت تعرفني جيد وهذه طريقه حديثي مع الجميع بالعاده، ثم اقسم لك ليس هناك شيء سيء يدور بخاطري.. مجرد انبهار بتلك الضيفه الجديده لاني بالعاده لم أرى فتاه مصريه أمامي تتمسك بعادتها مثلها .. لا أكثر .
ليزداد أشرق وجه سراج وهو يرد بثقة
= أعلم بنى.. وانت ابني الوحيد الذي أفخر بي لكن هي ما زالت لا تعرفك، وليس سيء ان نضع النقط على الحروف من البدايه لكي تتعامل معها على الود والاحترام .
أجاب رسلان بجدية زائف وقد بدأ مزعوج نسبيًا
= حسنا كما تشاء أبي.. انا وتلك القزمه اخوه غير أشقاء من الآن؟؟ هل هذا جيد بالنسبه لك والى السيده وفاء .
ضغط سراج على شفتيه هاتفًا بامتعاض مزعوج
= إسمها مهره وتوقف عن أن تلقبها بالقزمه سخيف بحق .
❈-❈-❈
كان يسير بسيارته بسرعه قصوي غاضباً من زوجته ومن كل شيء فيما مضى، فقبل قليل قد بخت سمها ابنته ليلي كالعاده نحو تسنيم واتهامتها بالباطل، اقترب من منزله واول ما فعله دلف لغرفه أبنته الصغيرة يطمئن عليها وجدها نائمه وطالعها بحنو قبل أن يقبلها بحب أعلي رأسها ثم بعدها اتجه لغرفته... دلف
ببطئ ليجدها تقف أمام المرآة بمنامه خفيفة لتتعلق عيناه بها بصمت للحظات قبل أن تنظر هي إليه بتعجب.
وقف سالم يُتابعها بعينيه يضغط فوق شفتيه بقوه متماسكاً بصلابه جامده
= ايه اللي عملتيه في ليلي ده يا تسنيم؟ رحتي قطعتلها صور مامتها ومن ضمنهم الصوره الوحيده اللي كانت بتجمعها معاها وهي صغيره عشان تردلها موضوع اختفاء ملف المرافعه اللي كتبتيها تبع القضيه ؟.
صفعتها كلماته، مما جعلها تتسع حدقتيها وهي تستمع اتهامه الكاذب و أنه لم يكلف نفسه عناء سؤالها أولاً، وهل حديث ابنته الصغيرة صحيح أم لا؟ لوت شفتاها هاتفة تسنيم بسخرية مريرة وهي لا تستوعب أنه يصدق ابنته دائما حتى لو كانت مذنبة.
= افندم ليه حد قال لك ان انا عيله صغيره عشان اعمل عامله زي دي ؟. وانا كمان ايه اللي هستفيده لما اقطعلها صور مامتها
هتف بها سالم يرمقها بنظرات ساخطه فتعلقت عينيها به شزراً
= لا هتستفيدي يا تسنيم عشان انتٍ قلتيها بنفسك وقت الخناقه لما اتعصبتي عليها وكنتي هتضربيها! وقلتي ان طالما هي مستهونه بالموضوع كده وأن عادي يضيع ملف تبع شغلك بعد ما تعبتي فيه؟ فخلاص هتبوظلها حاجه عزيزه عليها كمان فما لقيتيش غير صور مامتها تقطعيها.. ما كانش ينفع تصرفي بالطريقه دي يا تسنيم؟ حرام عليكي دي طفله صغيره و الحاجه الوحيده اللي كانت بتجمعها مع مامتها الميته قبل ما تموت بالحظات و والدتها هي اللي صورتها ليها بالمستشفى تقومي تضيعيها بالشكل ده.. انتٍ مش متخيله حالتها عامله ازاي وهي كانت بتكلمني في التليفون وبتعيط
قطب جبينه بإمتعاض ، وأضاف على مضض
=عارف يعني ايه تتعبي في قضيه بتكتبيها خصوصا لما يكون تاني يوم خلاص المرافعه وهتديها للقاضي، وأنا قلتلك هتصرف في الموضوع ده وما فيش حتي دليل ياكد أن هي اللي عملت كده وايه اللي هتستفادوا من عامله زي دي ورحتي برده اتصرفتي من دماغك ! كنت فاكر لما تتجوزي وانتٍ ما لكيش اي تجارب سابقة قبل كده من راجل متجوز وعنده طفله في السن ده هتحني للامومه وهتعمليها زي بنتك وتعوضيها عن حنان مامتها اللي اتحرمت منه .
إغتاظت تسنيم من ردوده الفجة وانه لم يعطيها الفرصه لتبرر موقفها حتي، فهتفت بصوت شبه محتد
= سمعت بنتك ومفكرتش تسمعني حتي، و عملت زي ما طردتني من شركتك قبل جوازنا عشان غلطه كنت انت السبب فيها .. انا فعلا قلت ان انا هضيعلها حاجه عزيزه عليها عشان تحس بقيمه اللي عملته بس دي كانت كلمه في وقت غضب واكيد قلبي مش هيستحمل ان انا اقطعلها صور مامتها ولا اؤذيها زي ما هي بتاذي اللي حواليها .. ونصيحه مني بقى بلاش تسكت على بنتك اكتر من كده لانها محتاجه تروح لدكتور نفساني عشان دي مش عمايل بنت طبيعيه في سنها
اتسعت عيناه بشراسة وصرخ سالم بغضب
= تسنيم حاسبي على كلامك انا بنتي كويسه ومش محتاجه دكتور نفساني انتٍ واعيه انتٍ بتقولي ايه؟
هزت راسها بسخرية مؤلمه في حين إبتسمت له إبتسامة باهته وأومـأت بعينيها نحوه بثقه
= أنا واعيه لكل كلمه.. بنتك محتاجه دكتور
نفساني يعالجها من انانيتها وكدبها، للاسف يا سالم خبيت نظرتي فيك
أشار لها سالم بكفه ليمنعها عن الكلام صائحًا بقوة
= تسنيم وبعدين اخرسي خالص انا بنتي مش كذابه .
وبعدها لم يشعر سالم بنفسه الا وهو يرفع يده للاعلي حيث يرغب في صفعها لكنه توقف عند آخر لحظات، شحب لون وجهه سريعًا وشعر بحجم الخطر الذي فعله فهو أصبح لا يتفاهم مُطلقًا، أسلوبه حاد وعنيف عندما يتعلق الامر بابنته.. ضاقت أنفاسه وهو يدرك ما كان سيفعله للتو دون قصد، استشعر من طريقته المندفعة من تهورًا أعمى أنه قد جرحها، نظرت له مصدومة وهزت رأسها مستنكرة فعلته و بادي على تعابير وجهها ذلك وصاحت بإنفعال
= ما تعملها مستني ايه مش رفعت ايدك عشان تضربني يلا اعملها ؟ بس ما تفتكرش انك لو عملتها هقعد في البيت ده ثانيه واحده عشان مش أنا الست اللي جوزها يضربها وتسكت تحت اي سبب مهما كان حتى ولو كنت غلطانه فعلا .
تنهد وهو يمسح وجهه لأن المشاكل قد بدأت
وعليه أن يقبل الموقف ويحلّه ، لكن هذه المرة ارتكب خطأً حقًا ولم يكن عليه أن يرفع يده ليضربها! تحت أي سبب مسمى ، هو بالفعل لم يقصد إيذائها ولكن ليلي في كفه اخري بحياته، ثم اعتقد أنه إذا اقترب منها يحضر بعض الكلمات في ذهنه ليتاسف.. واخبر نفسه أن زوجته لديها قلب طيب وأنها سوف تنسى سريعاً.
بينما هي انسابت دموعها وهي تنظر له ؟ لا تصدق انه اصبح قاسي هكذا، سارت لتجلس بعيد عنه ونظرت للفراغ حولها وهي تحاول الاستيعاب فسالم زوجها كان سيضربها للتو لولا تراجع بآخر لحظة، تألمت كثيرا لم يكفي اتهامات ابنته الباطلة أيضا يجرحها بذلك الشكل، طالبها قلبها بالصمت ولكن عقلها ابي مرت دقائق كثيرة وهي جالسه الي ان شعرت
بخطواته قادمة نحوها ببطئ و تردد هاتف بخفوت
= تسنيم .
لم تجيب علي ندائه، ليكرر الأمر الا انه لم
يجد إلا الصمت وعندما اقترب اكثر من مكان جلوسها، أزالت دموعها بعنف من فوق وجنتيها آسفه على حالها وهي ترد قائلة بنبرة شبة ضعيفة
= نعم لو بتسال علي العشا عندك في المطبخ لو جعان، روح حط لنفسك وسخن وكل
كادت ان تنصرف بعدها الا انه لم يسمح لها، حيث ذبذبه دموعها جعلته يتخلي عقله عن قيود إتهامات أبنته واقترب يضمها لاحتوائها بدفء وهي تكاد تفقد عقلها من غضبها منه وحزنها على حالها، ثم أبتعد عنها قليلا وقال وهو يرفع رأسها اليه بابتسامة بسيطة
= مقموصه مني يعني .. وبتعاقبيني بانك مش هتحضريلي الأكل ؟.
قطب سالم في ريبة وهو يلاحظ هيئتها الشاحبة وعينيها الذابلتين، وضع يده فوق كتفها وقال باهتمام
= هو احنا ليه ما نتناقش زي أي زوجين
طبیعين... شايفه حياتنا غلط ازاي من ساعه ما اتجوزنا و احنا في مشاكل، لازم نحطلها حد ونكبر دماغنا وبلاش نقف على بعض على الواحده
رفعت تسنيم عينان حمراوين إليه وهمست بصوت خاو
=قول لنفسك، انت مش راضي تصدقني خالص و شايفني كدابه
انحنى على جبينها طابعًا قبلة عليه نادمة،
وحاول تبرير تصرفه قائلا بندم
= خلاص يا تسنيم انا اسف على الكلام اللي
قولتهالك و مكنتش اقصد اكيد امد ايدي عليكي واضربك! بدليل أن تراجعت وما عملتهاش انا عمري ما عملتها اصلا مع مراتي الاولى فاكيد مش هعملها معاكي انتٍ
جاهدت لتزيحه عنها لكنها فشلت، فصاحت باستياء
= يا سالم افهمني انا مستحيل اقطع صورتها هي ومامتها بس تخيل لما بنتك تعمل كده عشان بس تعمل كل الحكايه دي وانك تتخانق معايا وما يفرقش معاها مشاعرها ولا تزعل انها الصوره الوحيده اللي بتجمعها بينها وبين مامتها المتوفية تبوظها بالشكل ده؟ وكل ده مقابل بس انها تؤذيني! يبقي ده اسمه ايه؟ صدقني ليلي محتاجه تعرضها على دكتور
نفـ..
هــز سالم ساقيه بعصبية واضحة وقاطعها بصوت حذر
= بس يا تسنيم ما تكمليش ما ينفعش اصلا تقولي الكلمه دي ثاني وبلاش تعيديها عشان
ما نزعلش من بعض ، انا بنتي مش مجنونه
تنهدت تسنيم بيأس وحسرة وعيناها
تفيض بالألم الذي يخترق قلبها، ثم رفعت وجهها لتحدق في عينيه بنظرات محذرة وهي تقول
= ليلي بتكرهني يا سالم.. لكن انا عمري ما كرهتها
جاهدت مره أخرى لتتحرر منه محاولة نزع يده عنها لكنها فشلت، امتص سريعًا غضبها قائلاً معتقد بتريث عقلاني
= عارف انك مش بتكرهيها... وعشان کده الأفضل تبعدوا عن بعض مش عايز اتحط دلوقتي في مقارنه ما بينكم عشان ارضي مين ويحصل مشاكل زي كده .. تسنيم عشان ما يبقاش في مشاكل ابعدي عن ليلي افضل.. لحد دلوقتي انتٍ مش قادره تكسبيها، والله هي طيبه وعلى نياتها وممكن باي كلمه تقربي منها وتكسبيها بس انتٍ اللي مش عارفه
تلاشى تدريجيًا غضبها منه بالفعل لكن تحول إلي صدمه، وهي تخلص حالها من أسر ذراعيه وبالفعل نجحت في ذلك هذه المرة ونهضت ثم لوت فمها قائلة بهدوء زائف
= سالم
نهض هو الآخر مبتسماً وأقترب حيث حاوطها من خصرها مقربًا إياها بقوة إلى صدره هامسًا بلهفه
= نعم يا حبيبتي
نظرت نحوه لترمقه بنظرات حادة قبل أن تهمس له من بين شفتيها بغيظ
= الظاهر أن مش بنتك بس اللي محتاجه تروح لدكتور نفساني لا انت كمان .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية