رواية جديدة قلوب لا ترحم لنانسي الجمال الفصل 31
قراءة رواية قلوب لا ترحم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلوب لا ترحم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل الواحد والثلاثون
تتم النشر بتاريخ
7/10/2023
كانت نور تقف أمام علي بالشقة المعتادة للقائهم؛ عينها تطلق شرارات غاضبة ناحيته بينما يقابلها بأبتسامة واسعة تحدث بسخرية متلاعبًا بالهاتف بين كفه
_ مالك يا نونو واقفة ليه! ما تقلعي وتقعدي كدا؟
ذمت فمها تمنع صرخه غضب من الخروج؛ علي كان متلاعب ولا يجب عليها أن تظهر غضبها منه
_ اعدل نفسك معايا واتكلم عدل يا علي متعصبنيش عليك
أعتدل علي بجلسته واحتدت عينه بضيق
_ انتِ الي أعدلي نفسك معايا في الكلام يا نور؛ متنسيش يا حبيبتي ان حياتك كلها في أيدي دلوقتي
ضحكت بسخرية تخفي غضبها من خطاء كهذا
_ وهتعمل ايه بقا؟ هتروح تقولهم معايا صور لبنتكم وهي في حضني!
_ تؤ؛ أكيد مش هعمل كدا دا أحنا بينا لحظات حلوه كتير؛ ولا انتِ رأيك ايه؟
نهض واقفًا أمامها بينما يمرر يده فوق كتفها بنعومه متعمده؛ ابتلعت لعابها قبل أن تبتسم بتمثيل وهي تقرب جسدها أكثر منه
_ أمال عامل الحوارات دي كلها ليه يا حبيبي؟
_ مردتيش عليا وأنتِ وحشتيني اوي اوي اليومين دول قولت أشوفك فاضية وبتتقلي عليا ولا في كارثة فعلًا !
تحدث بوجه ساخر، تنهدت بخفه ترفع كفها لتلاعب وجنته متحدثه بحزن كاذب
_ انتَ متعرفش أن بنت عمي أتعرضلت لحادثه! ومن ساعتها والمصايب فوق دمغنا؛ ولولا إنك واحشني اوي مكنتش جيت؛ بس انا عارفة أنك الوحيد الي هتنسيني زعلي
لم تمهله لحظات كي يجيب وهي تقترب منه تقبلة؛ بادلها الاخر سريعًا وهو يتحرك بها للغرفة
❈-❈-❈
مساءً كانت نور تصعد الدرجات حينما تفاجأت بوجود نوران و انسام أمام منزل جميلة؛ أبتسمت بخبث وهي تقترب منهم
_ ايه دا عاملين قعدة بنات من غيري!!
نظرت لها انسام بهدوء
_ لاء احنا زهقنا فطالعين نقعد مع جميلة عشان معتصم مش هنا
نظرت لهم نور بأستغراب
_ أمال فين معتصم! وبعدين هو أنتِ بايته هنا ولا ايه يا نوران أصل اول مره أشوفك قاعدة لمتأخر كدا؟
تنهدت نوران بأسى وهي تشيح بعينها عنها
_اه قاعدة هنا كام يوم
فتحت جميلة الباب وهي تخبره دون نظر
_ أدخلوا وأقفلوا وراكم عقبال ما أعمل مكالمة سريعة
تبادلت انسام ونوران النظرات قبل أن تلتف انسام لنور
_ تعالي اقعدي معانا لو حابه؟
نظرت لهم نور بتفكير قبل أن تتنهد بيأس؛ هي تحتاج أن تستحم وتريح عظامها المشنجة لذا رسمت ابتسامه كاذبه
_ مرة تانية بقا؛ يلا سلام
صعدت نور و ولجت الفتاتان؛ أتت جميلة لهم بأستغراب
_ كل دا عشان تدخلوا؟
اجابتها انسام بينما تلقى بجسدها علي الاريكة أمام التلفاز
_ ما أنتِ فتحتي من غير ما تبصي؛ نور كانت واقفة ومعرفناش نعمل ايه لثواني
نظرت لها جميلة بملامح باغضة
_ وعملتوا ايه مع الحربايه دي؟
أنعقد حاجبي نوران بأستغراب خصوصًا حينما ضحكت انسام
_ حربايه ليه دي شكلها غلبانه خالص؟
ضحكت جميلة بقوة بينما تلقى بجسدها جوار شقيقتها
_ غلبانه! دا أنتِ الي غلبانة يا نوران والله؛ البت نور دي عاملة زي الحرباية تتلون بكذا لون ف يالثانيه
_ غير انها خطافة رجالة من الدرجة الاولي أحمدي ربنا أنها مبصتش علي جوزك لحد دلوقتي
أضافت انسام بسخرية وهي تقلب عينها؛ ضيقت جميلة نظرها فوقها وهي تغمزها بعبث
_ الا قوليلي يا انسام من أمتى فتحة الصدر دي وأنتِ بتقولي علي غريب جوزك! وبعدين كنتِ فين طول النهار؟
توترت انسام وهي تشعر بالحراره تغزوا وجهها؛ عينها تدور بحلقات محاولة البحث عن مهرب لا يفتضح أمرها إلا أن جميلة لم تترك لها الفرصة وهي تضحك بصخب
_ مالكي قلبتي شبه الطماطم كدا؟ هو أنتِ لا سمح الله كنتي بتعملي حاجه تكسف!
ألقت انسام إحدى الوسائد عليها بضيق تنفس عن أحراجها وهي تهتف دون تركيز
_ تصدقي إنك عيلة قليلة الادب! انا …انا برضو وش حاجات تكسف!
_ يابت!
نكزتها جميلة بمزح وأخفت انسام وجهها بالوسادة حرجًا، ابتسمت نوران وهي تراقب مزاحهم؛ هل كانت تضحي بضحكات شقيقتها من أجل سعادتها؟ الاجابة تتضح بجلوسها وسطهم الان
❈-❈-❈
وقف عزت بالمطبخ مع وجهه محبط وعين حائرة؛ تأخر الوقت وهو يشعر بالجوع ولم يملك الطاقة أول الرغبة لنزول وأقتناء أي شئ.
جذب خصلاته وهو يصرخ بضيق
_ ايه يعني! ما تولع هو انا هغلب في عمايل الأكل!
كان يحاول موساة ذاتة لكنه يفشل وهو يشعر بأنقباض قلبة؛ كان حزينًا وهو لا يشعر بروحها حوله؛ تائهًا بدون اشتمام رائحتها العطرة و رؤية ضحكاتها
أمسك بكوب يلقية علي الحائط وهو يصرخ معنفًا ذاتة
_ ما تفوق يا عزت هي الي خسرتك! وبعدين هي الي عاندتك وقلت ادبها معاك يبقا تستاهل، هي بتتعزب اكتر مني.. هي بتحبني اكتر
أنخفضت نبرته لإحباط بينما يتحرك عائدًا لغرفتة؛ يترك خلفة حطام الكوب المنكسر.
❈-❈-❈
بعد يومان كانت انسام تجلس بغرفة المعيشة؛ ذراعيها منعقدان بضيق وعينها تنظر للباب منتظرة غريب
بعد ثوان وصلها صوت باب المنزل بينما يغلق؛ زادت من حده ملامحها بينما تتذكر ما جعلها غاضبة منه .
أقترب غريب بإبتسامه يقبلها من فمها بخفه
_ عامله ايه يا حبيبتي !
ابتلعت لعابها وتوترها من حركته؛ مهما فعل لن يعبث بثباتها، أجابته بنبرة جافة
_ كويسة؛ اتأخرت لية؟
نظر غريب لها ببعض التوتر وهو يجيبها
_ أبدًا حبه شغل زياده كدا
ضحكت بسخرية وهي تحرك رأسها بتوقع
_ كنت عارفة؛ الا قولي يا غريب الشغل الزيادة دا أسمة نوران؟
اتسع حاجبيه بدهشه؛ نظرتة كانت تحمل الصدمه والاستنكار سويًا
_ أنتِ بتقولي أيه ؟
نهضت تدفع كفيها بحده فوق الاريكة
_ بقول الي حصل؛ مش بقالك ربع ساعة واقف مع نوران تحت؟ رد حصل ولا محصلش دا؟؟
رغم أستغرابه من معرفتها كان يشعر بالاستنكار من اتهامها الفج
_ اه يا انسام ! استريحتي كدا؟
ضحكت بغضب وهي تقترب منه بضيق
_ يا بجاحتك يا اخي؛ استريحت؛ اتكسف علي دمك من الي بتعملة
جذبها من معصمها بحده
_ انسام لمي لسانك وخدي بالك من الي بتقوليه؛ فاهمة
كانت تشعر بجسدها مشتعل؛ نيران حارقة تتحرك أسفل جلدها مسيطرة عي عقلها فلم تعد تفكر بسلامة
_ لا يا غريب مش هخلي بالي؛ انتَ الي المفروض تاخد بالك من تصرفاتك مش انا
_ أنتِ فاهمة معني الي بتقوليه حتى!
نطق بذهول وهو يشعر بالعجز عن فهم سبب تحولها الغريب؛ ازدادت ملامحها شراسة وهي تقترب منه
_ ايوة يا غريب فاهمه؛ معناه إنك بتقرب من بنت عمك يا غريب، لا عامل اعتبار لا لمراتك ولا لانها ست متجوزة حتى
دفعها عنه بوجوم وهو يهتف بحده
_ انسام خدي بالك لاخر مره هقولك؛ وامش من وشي عشان مش عايز اتجنن عليكي!
إتسعت عينها بذهول وهي تقترب منه ساخرة
_ تجنن عليا تعمل ايه يعني! هتضربني يا غريب!!
_ انا مقولتش حاجه بالشكل دا أبدًا؛ وبعدين أنتِ واعية إنك بتجيبي سيرة واحده متجوزة!
كان يحاول تهدئة الموقف والسيطرة عليها وعلي ذاته؛ لكنها كانت مشتعله.. بل محترقة وهي تهتف بوجهه بغضب
_ ايوه عارفة؛ والعيب عليها هي كمان يعني حتى لو انتَ مش مالي عينك مراتك علي الاقل هي تلم نفسها
كان غريب يقف مزهولًا؛ الكلمات تلج عقلة ببطء حتى شعر بكل خلية من جسده ترتعش بغضب.
اقترب منها يخرج انفاسه الحادة وهو ينطق بجمود وكلمات بطيئة
_ اسمعي يا انسام الي هقوله كويس اوي ومش عايز اكرر كلامي مرتين؛ تخلي بالك من الي لسانك بينطقة عليا وعلي بنت عمي؛ اانا هعديهالك المره دي واقول انك أتجننتي لكن كلام علي نوران تاني مش هسمحلك ا….
بترت حديثة بنظراتها المصدومة وهي تهتف بدهشة
_ مش هتسمحلي!!! يعني ايه مش هسمحلك دي ان شاء الله
أغمض عينه وحاولًا الهدوء كانت تنظر له كمن طعنها بسكين حاد بينما هي من تتخطى كلماتها حدود العقل!
_ انا ماشي يا انسام عشان انا ماسك نفسي بالعافيه عنك
أبتعد عنها بضيق مغادرًا المنزل بأكمله؛ وصلها صوت صفع الباب لتغمض عينها بيأس ويدها تتخلل خصلاتها هامسه بضيق
_ يارب
❈-❈-❈
أغلقت نوران الباب خلفها وهي تتنهد بأجهاد؛ لم تكن متعبة جسديًا لكنها تكاد تفقد وعيها من شدة الضغط النفسي عليها.
كان عقلها يرفض التوقف عن التفكير بعزت؛ تُرى هل يفتقدها كما تفتقده هي!
كانت تعلم أنها أذا أخبرت أحد عن مشاعرها تلك سيعتبرها معدومه الكرامة؛ فكيف تشتاق لمن عنفها وطردها من منزله؛ لكنهم لا يعلمون شئ عن علاقتها بعزت؛ كان هو سكنها ودفئها؛ كان الأمان بعد وفاة والدها؛ والأهم أن عزت يحبها حتى لو أنكر الجميع ذلك.
هي من كان يضمها لصدرة؛ من يبكي علي مرضها وساندها بالشدائد؛ كان متاحًا أمام زوجها العديد والعديد من الفرص التي يستغلها غيرة ليخون زوجته لكنه لم يفعل؛ قد أنهارت وانعزلت بعد وفاة والدها والتي يتحجج ذكور كثر بها ليقوموا بخيانه زوجاتهم؛ لكن عزت فقط كان يضمها لصدرة كل ليله مربتًا عليها ومستقبلًا دموعها .
حتى تأخرها بالأنجاب والذي يصل لمرحله الانعدام كان هو من يتقبلة دون التفكير بالزواج؛ زوجها من رفض أن تزور طبيب لمعرفة أن كانت تنجب أم لا؛ عزت هو من أخبرها أنه لا يريد رؤيتها حزينة إن كانت لا تنجب؛ وأنه يتقبلها بدون أنجاب ويحبها حتى سارت تسري بين عروقة.
أزالت دمعتها الهاربة وهي تكمل طريقها لمنزل جميلة فهي تحتاج لبعض الألهاء.
كادت تطرق الباب حتى ظهرت نور امامها بابتسامه ساخرة
_ ازيك يا نوران!
_ الحمد لله كويسه؛ أنتِ عامله ايه يا حبيبتي !
كانت مبتسمة بهدوء تؤثر حزنها لذاتها؛ مررت نور نظرها بأستهزاء علي نوران أقتربت خطوة تقترنها مع ابتسامه ساخرة
_ لا انا زي الفل يا حبيبتي؛ بس أنتِ ايه شكلك مش احسن حاجه وبقالك فترة قاعدة هنا في مشكلة مع عزت ولا ايه؟
رمشت نوران بتوتر رفعت يدها تعدل حجابها؛ وبسمتها تهتز
_ ا..لا أبدًا متشغليش بالك انا بس… يعني مشكله بسيطة خالص متقلقيش
ضحكت نور بصخب والسخرية ترتسم علي وجهها أكثر؛ رفعت إصبعها تشير لذاتها بصدمه
_ انا أشغل بالي وأقلق عليكي أنتِ !! أيه الضحك دا؟ مش عارفة ليه أنتِ وأختك مفكرين أن ليكوا أهميه في العيلة يا نوران
كانت نوران تقف والذهول يكاد يشل أطرافها وتنفسها يضيق؛ أرتعش كفها وهي تسألها بصوت مهزوز
_ قصدك ايه يا نور؟
أقتربت نور ناحيتها ورفعت يدها تعدل حجاب الأخرى بسخرية
_ أمم قصدي أن أختك فضلت تلف وتلف لحد ما اتجوزت معتصم؛ وانتِ دلوقتي بتلفي علي غريب! بس مش عيب انتِ متجوزة وهو متجوز!!
ألان كان يمكنها الشعور وكأن هناك سمًا يتحرك في أوردتها يجعلها تزداد ارتعاشًا؛ كانت الكلمات تتضخم بصدرها دون القدرة علي الرد مما زاد بسمه نور.
كانت جميلة تقف خلف ألباب تتنصت علي محادثتهم؛ كانت تنتظر أن تجيب نوران لكن طال انتظارها حتى وصلها ضحكة نور الخبيثة؛ لم تستطع منع ذاتها أكثر وهي تفتح الباب وتتقدم تقف خلف نوران.
كانت تحدق بها بنظرات من نيران؛ أبتسمت ببساطة وهي تقترب أكثر حتى تقدمت أمام نوران بحماية
_ايه يا نور هو أنتِ لما بتحاولي تعملي الحاجة وتفشلي فيها بترميها علي غيرك! يعني مثلًا الدنيا كلها عارفة إنك أنتِ الي بترسمي علي معتصم وغريب مهما كانت الطريقة قذرة ورخيصة مش بيهمك وبتعمليها وتيجي ترمي بلاكي علينا؟ وأكيد يعني انا ونوران لازم نحس نفسنا مهمين جدًا عارفة ليه؛ عشان أحنا مش رخاص أحنا مش بنبص لرجالة ولا بنجري ورا رجالة متجوزة زيك
أقتربت أكثر ترفع إصبعيها لشفاه نور تطرق عليهم بخفة
_ احنا مش رخاص يا نور؛ مفيش واحدة فينا تعرض نفسها علي راجل ميحللهاش؛ بس متقلقيش لو حابه تتعلمي أزاي تبقي غالية تعالي وأحنا نعلمك؛ أمال فكرك معتصم حبني واتجوزني ليه! ما عشان غالية
كانت نور شعر بكل خليه من جسدها؛ نيران الغضب؛ الاحراج والحقيقة تضربها؛ كانت تعلم ان ذلك هو الفرق بينهم؛ أن ذلك مل يغزي كلمات والدتها الحاقدة؛ أدراكها أن جميلة ونوران تربيا علي الاحترام والكرامة ما قد سُلب منها عنوة.
أبتلعت نيران الهزيمة وابتعدت عن جميلة؛ كان أعلان صريح عن خسارتها تلك الحرب.
أستدارت جميلة لشقيقتها الكبرى بعد صعود نور؛ كانت تنظر لها بشكل لا تفهمه كأنها .. كأنها تنظر لشئ تقدره وتحبه حقًا؛ تلك النظرة التي اختفت لفترة من عين نوران
_ خلينا ندخل بدل ما أطلع أجيبها من شعرها عشان انا لسه مغلوله
ضحكت نوران بخفه وهي تقترب وتحتضنها؛ كيف تخلت عن شقيقتها لتلك الفترة الطويلة؛ درعها الحامي وقوتها؛ الان يمكنها الاعتراف أنها الاضعف والتي تحتاج لرعاية وحماية ولا تخجل أن تكون شقيقتها الصغرى تلك الحماية
❈-❈-❈
جلس عزت يتنفس بأرهاق وهو ينظر حوله؛ كان المنزل مبعثرًا بعدما تحدي ذاته وحاول ترتيب المنزل؛ ألان يجلس منهزمًا بأرهاق بينما المنزل مازال منقلبًا حوله.
لما حاول تحدي ذاته وأثبات أنه يستطيع ترتيب المنزل بدونها! هو يتهرب مجددًا من ذاته.
زفر الهواء بحده وهو يتذكر عملة؛ لم يحدثه محمد عن شئ مما اثبت له أنها أخفت الأمر عن الجميع من أجله؛ كانت تفكر به بينما هو ترك الطمع يتغلل بين قلبة!
هل تستحق نوران منه ما حدث؛ هو يرغب بقتل ذاته علي يده التي تجرء ورفعها عليها؛ كيف أمكنه ضربها بتلك القسوة!
أبتلع لعابه مغمضًا لعينيه؛ لا يرغب برؤية أرجاء المنزل والتي تذكره بها؛ بضحكاتها الحنونه ونظراته العابثة؛ دلاله ودفئها؛ كانت نوران هي سكنه ولكنه ألقاها بعيدًا وترك ذاته في غمامات التيه.
❈-❈-❈
جلس أحمد في الجزارة شاردًا؛ مما صُنعت أمرأه كجميلة! يكاد يظنها صنعت من أشد أنواع الاحجار الكريمة صلابة؛ كانت أنثه تحيره وتهزمه بكل مقاتلة وهمية.
كان يتعمد أرسال تهديدات لها كل يوم؛ من أرقام متعددة وبل ويتعمد أشعارها أنها مراقبة؛ لكنها فقط لم تهتم!!! لم تتأثر حتى لم تحاول التفاوض مع مهددها؛ كما يدرك أنها لم تخبر أحد لعدم بحث شخص عنه!
أبتلع لعابه بضيق مخرجًا هاتفة ذا الرقم المجهول الجديد؛ حسم أمره مع عائلة الشنديري؛ سيحصل علي المال من جميلة ويترك المنطقة بأكملها لهم
ولج لرقمها وهو يكتب بهدوء
" عاملة ايه انهاردة يا جميلة أتمني مشاكل أختك متكنش عملالك ازعاج! كله إلا إزعاجك؛ انهاردة هتشوفي أشارتي الأولي عشان تعرفي قد ايه انا جد؛ يلا اشوفك الرسالة الجاية"
أرسلها مخرجًا الشريحة ويكسرها بحده؛ علية التفكير بشئ حقيقي كي تصدقة.
❈-❈-❈
نظرت جميلة للهاتف ثوان بحاجبين معقودان قبل أن تتركة جانبًا مجددًا حينما رن جرس المنزل؛ شعرت بقلبها يقبض بقلق أخفته جيدًا وهي تترك نوران وتتحرك ناحية الباب.
خطواتها متردده وعينها تنظر لكل شئ بخوف؛ تخشي أن ما خلف الباب هو تهديدها؛ لقد تجاهلت الأمر كثيرًا حتى أصبحت تخشاه!
بيد مرتعشه أمسكت قبضة الباب تديرها ببطئ؛ أتسعت عينها بصدمة حينما وجدت معتصم يستند علي الباب بملامح متألمة ويده تضغط بحده علي معدتة؛ شعرت بأنفاسها تُسلب وهي تنطق أسمه بصدمة
_ معتصم
لثوان ظل ينظر له بذات الملامح بينما جسده يضعف ويقع أرضًا.
شعرت بالارض تميد بها وللحظات كانت كالدهر وهي تنظر له ساقطًا أمامها؛ قبل أن تشق ضحكاته المستمتعه أذنها يزيل يده عن معدته ويستند بها علي الباب للوقوف.
كانت مغيبه وهي تحاول استعادة أنفاسها؛ أنعقد حاجبي معتصم وهو يسألها بينما يقترب متفحصًا وجهها
_مالك يا جميلة! كل دا من المقلب الصغير دا؟؟
لكمته في كتفه محاولة إخفاء تشتتها؛ حاوط خصوها بذراعة يجذبها لصدرة وهو يهمس بتلاعب
_ ايه الحب خلاكي هتتجنني عليا للدرجة دي
هي حمقاء وهو متلاعب مزيج لم يكن يجب ان يجلب لها الراحة لكنه يفعل، أبتسمت وهي ترفع كفيها تضعهما علي صدرة
_ وانا عندي مين غيرك اخاف عليه يا معتصم! دا انتَ جوزي وحبيبي و…
قطع كلماتها كما المسافة بينهما يقبلها؛ صبر كثيرًا والان بتلاعبها به لم يكن يستطيع الصمود أكثر؛ ازدادت حاجاته مع سكونها ومحاولتها الضئيلة في مبادلته؛ تحرك يدفعها للداخل دون فصل القبله مغلقًا الباب خلفة.
ابتعد ليلتقط انفاسه لثوان؛ لتتحدث هي بصوت متقطع
_ معتصم… ج..وا م…ش….
كان يقبلها بتقطع حتى سحبها مجددًا لشباكة؛ لكن تلك المره كانت تحاول إبعاده عنها؛ عاندها حتى إتسعت عينيه وهو يرى نوران تنظر لهم بفزع
_ ان.. انا اسفة؛ همشي واسيبكم و.. سلام
ركضت سريعًا بينما أبتعد هو وجميلة عن بعضهم
_ مش تقوليلي ان اختك جوه!
نظرت له جميلة بشر
_ وانتَ كنت سيبتلي فرصة اقولك ! اوعي بقا من وشي لما انزل الحقها متقولش لماما
أمسك يدها يمنعها
_ متقولش لماما ايه يا جميلة احنا متجوزين؟؟؟
رمشت لثوان قبل أن تبتلع لعابها وتحرك رأسها بتأيد
_ اه صح؛ طب أنزل أعتذر للبت علي كسفتها دي ملحقتش تقعد معايا اصلًا
_ يعني هتسيبي معتصم حبيبك وتنزلي! وبعدين تعالي انا لسه عايز اقولك شويه حاجات
كان يحاول جذبها قريبًا منه بأعين لامعه بالخبث؛ أبتسمت تجارية حتى اقتربت منه ودفعته من صدره بقوة تركض ناحية الباب ليهتف من خلفها
_ ماشي يا جميلة مسيرك تقعي في المصيدة
أختفت ملامح الاستمتاع عن وجهها وهي تنظر لمنزل عمها؛ كانت فكره لحظية بأن تخبره هو بما يحدث معها؛ لكن هل هي محقة!!
فكرت كثيرًا وانتهى بها الأمر تدق جرس المنزل؛ انعقد حاجبيها وهي ترى غريب أمامها
_ غريب عامل ايه؟ انتَ وانسام هنا ولا ايه؟
تنهد غريب بضيق
_ لا اتعاركنا سيبتلها البيت وجيت عند امي
رمشت لثوان قبل ان تلج وهي تسأله باستغراب
_ اتعاركتوا ليه بس!
_ متقلقيش مش حوار كبير
تنهدت براحة وابتسمت
_ ربنا يهدي سركم؛ وبعدين مش الست هي الي بتغضب تروح عند امها!
ابتسم غريب قبل أن يحرك رأسها مؤكدًا
_ فعلًا؛ بس هي امها ميته فهتروح فين! لازم اسبق انا واغضب من البيت عشان متفكرش هي تسيبه وتضايق لما متلاقيش حته
ابتسمت جميلة بلمعة في عينها؛ اخيرًا أعترف غريب بغرقة في الحب.
_ عمي محمد هنا؟
_ اه بابا جوه؛ معتصم زعلك في حاجه ولا ايه؟ قوليلي أطلع أضربه ليكي
ضحكت بخفة وعي تحرك رأسها نفيًا
_ متقلقش شيلاك للكبيرة
دخلت لغرفة المعيشة ودقائق وكان محمد وهناء يرحبان بها؛ بعد ثوان ظلت صامته تنظر لمحمد أشار بيده لهناء
_ ايه يا نونا مش هتعمليلنا كوبايتين شاي حلوين كدا؟
_ عنيا يا حج؛ عن اذنكم
غادرت هناء بتفهم ونظر محمد لجميلة بقلق
_ مالك يا جميلة!
ظلت تنظر له بتفكير لدقائق حتى أحجمت كل خوفها وترددها وهي تخبره بصوت مرتعش
_ في حد بيبعتلي رسايل تهديد
هبطت ملامح محمد بصدمة وهو يكرر بدون استيعاب
_ رسايل تهديد!
مدت يدها تبحث عن هاتفها لتتذكر انها لم تأخذة
_ نسيت التلفون فوق؛ المهم ان لما فوقت من الحادثة بعتلي رسالة انة السبب ودي قرصة ودن؛ وبعدها كل يوم رسالة وكل شويه لحد من حبه بعتلي بيهددني انه هيعمل حاجه عشان تبقى علامه ليا هو يقدر يأذيني قد ايه وبعدها هيطلب الي محتاجة مني
❈-❈-❈
بالأعلى كان معتصم يجلس متململًا حتى أنارت شاشة هاتف جميلة بجواره علي رسالة؛ حينها التقته يقراء بهدوء
" عايزك تجهزي للي جي يا جميلة ومن غير خوف "
انعقد حاجبيه باستغراب والفضول يتحرك بصدره؛ فتح الهاتفة الذي تتركه بدون قفل حماية و ولج للمحادثة.
كان يقراء بصدمه الرسالة السابقة لها؛ لذلك كانت مرتعبه وهي تنظر له؛ ليس تمثيل او صدمة كانت بالفعل مرتعبة بسبب ذلك التهديد.
وجد عده محادثات مؤرشفه ليلج لها ويجدها جميعًا تهديدات متنوعة؛ ما الذي يحدث! من هذا الذي يهددها ولما؟؟
لما تخفي جميلة أمر كهذا عن الجميع؛ وعنه هو زوجها؟؟
أغلق الهاتف سريعًا وتركة جانبًا بينما يشعر بعقلة يكاد ينفجر من الافكار.
❈-❈-❈
جلست نوران علي الفراش بالغرفة؛ كانت تتهرب من والدتها بينما تمسح دموعها الساخنه؛ هي ليست حاقدة علي شقيقتها لكنها تتمني فقط لو تستطيع العيش بسلام مع عزت مجددًا ؛ تتمني محو ما حدث من حياتهما والعودة سويًا
❈-❈-❈
كانت جميلة قد صعدت لمنزلها مجددًا وقد خف الحمل عن ظهرها؛ محمد أخبرها انه سيحاول معرفة من هذا يحتاج فقط ان تعطيه الارقام.
نظرت باستغراب لمعتصم الشارد في التلفاز؛ لم يشعر بها؟
أستغلت الفرصة في هدوء وهي تقف تراقبة؛ عينها تمر علي كل أنش منه بمتعة ومحبه.
لقد كان من السهل الغرق في حبه؛ لما قلبها لم يدق سوى له ولما لا تلتمع عينه الا لها.
كانت اسأله محيرة تمتنع عن التفكير بها؛ أستدار معتصم فجأة بينما ينهض من مكانة
_ بقالك عشر دقايق باصه عليا مش ناوية تتكلمي
ابتسمت بتوتر وهي تبعد عينها عنة
_ انا! أبدًا مكنتش باصة عليك خالص
وقف أمامها يجذبها لصدرة بقوة
_ متأكدة! طب بقالك عشر دقايق بتعملي ايه من ساعة ما دخلتي!
ابتسمت بخبث وهي تحرك يدها علي صدرة
— بشوف هتحس بيا أمتى
ابتسم بهدوء يخفي خلفة الكثير وهو يقبلها علي وجهها قبلاتًا متقطعة
_ انا.. بحس.. بيكي.. من .. اول ..ثانية ..تدخلي ..فيها.. قلبي.. بيدق
كانت تذوب بين ذراعية؛ تغرق بعاطفتها الساخنة ويغرقها هو اكثر.
سحبها للغرفة وسط قبلات متواصلة؛ مشاعرة متأججة وقلبها محترقًا؛ لهيب الحب والرغبة كانت تشعلهما؛ نيران الشوق أحرقت أطرافهم حتى توقف عقلهما عن العمل.. لا يوجد مكان سوي للشعور وحسب.
بعد فترة كان كلاهما مسطحًا علي الفراش بأنفاس لاهثه؛ إقترب معتصم منها مقبلًا عينها الناعسة وهامتها
_ بحبك اوي يا جميلة
_ وانا بحبك اوي
همست بخفوت لتتسع ابتسامته أكثر؛ مد يده يحملها وينهض عن الفراش لتهتف بصدمه
_ معتصم بتعمل ايه؟
_ ايه هاخد مراتي حبيبتي ناخد شاور!
همس بمشاغبة لتضحك عليه بقوة.
خرج كلاهما من المرحاض بعد فترة لتهتف جميلة بملل
_ شوف تلفونك الي مش مبطل رن من ساعة ما دخلنا
ضحك معتصم وهو يجذب هاتفه
_ لو غريب ههزقه
أنعقد حاجبيه لرقم هيثم؛ نظر لها يخبرها باستغراب
_ دا هيثم!
نظرت له بأستغراب واقتربت منه
_ طب رد مستني ايه؟
أجاب علي الهاتف؛ ثوان وتحولت ملامحه لصدمة تامة بينما يبعد الهاتف عن أذنه؛ نظر لها يهمس بصدمة
_ هيثم… مات.
صرخت بصدمه واتسعت عينها بذهول.
❈-❈-❈
كانت انسام تجلس بالمنزل ذو الانوار المطفأة؛ تجلس أرضًا تضم وجهها بكفيها وهي تستند علي قدمها بينما تبكي؛ تهمس بقهر وهي ترتعش
_ مش بيحبك ومختاركيش… ه..هو مجبر.. مجبر علي..عليكي يا انسام.. عشان كدا عمره.. ما هيحب بجد؛ هو مجبر عليا عشان كدا ديمًا بيبص لغيري
غاصت اصابعها بين خصلاتها بقهر وهي تجذبهم بحده علي ذلك يقلل من ألم رأسها .
لم تشعر بالباب الذي فتح ولا غريب الذي ولج للمنزل؛ كان ينظر حوله مستغربًا حتى استطاع تحديد مكانها ليسرع ناحيتها بقلق
_ انسام مالك
دفعت يده عنها وقبل أن تجيب كانت طرقات عاليه تدفعهم ناحية الباب بقلق؛ التقت عينيه مع معتصم الذي اخبره بصوت منخفض
_ هيثم.. مات
اتسعت اعين غريب بصدمه عاجزًا عن الحديث؛ بكت انسام بصدمة وهي تهتف
_ لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم؛ لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
تحرك الشابان والفتاتان لمنزل محمد
هناء باستغراب وقلق
_ في ايه؛ جايبكم الساعة دي
أبتلع غريب لعابه
_ بابا صاحي!
شعرت هناء بالقلق لتدخلهم وتذهب لاحضار محمد، مجرد ان ولج للغرفة وجد انسام تبكي وجميلة تحدق امامها بتيه ليسألهم بقلق
_ حصل ايه؟
ابتلع معتصم لعابه بتوتر والخبر كالصاعقة حتى الان
_ هيثم مات يا بابا.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية